إيقاظ* :"ما ينبغي التقليل من مكانة الأئمة الأربعة"/الشيخ فتحي الموصلي

[ابوعبد المليك]

💥 *إيقاظ* :

لا ريب أن فقه الأئمة الأربعة هو امتداد لفقه من سبقهم من أهل الحديث والفقه من التابعين والصحابة رضي الله عنهم جميعا ،

ومن خصائص هذه الأمة ظهور علمها بالإسناد وتلقي اللاحق من السابق ، وهذا عام مطرّد في كافة الشرعيات من الفقه والحديث والقراءات ...

لهذا فقه المتقدمين في مدونات المتأخرين ، وفقه الصحابة والتابعين على لسان فقهاء الدين ... والاجتهاد في الدين لا يغلق بزمان ولا يتقيّد بإمام ...

ولكن مع هذه الحقيقة ؛ فإن الله تعالى قيض في كل عصر من أسباب حفظ الدين من ظهور أئمة الدين وخلفاء المسلمين ما فيه حفظ الدين عقيدةً وشريعةً ؛

*لهذا كان ظهور الأئمة الأربعة من أسباب حفظ الدين ، * فحفظت للأمة قواعد الاستدلال وضوابط الاستنباط وأصول النظر والاجتهاد ؛ لهذا كان ظهورهم أمرًا قدريا كظهور الخلفاء الراشدين الأربعة الذين تنوعت طرائقهم وسياساتهم واجتهادهم فكان سببا في حفظ قواعد الإسلام وقوائم الإيمان .

*لهذا ما ينبغي التقليل من مكانة الأئمة الأربعة وقد أجمعت الامة على قبولهم والتلقي منهم والرجوع إليهم والاتفاق على صحة أصولهم وحسن تقريعاتهم ، وإن لم تكن الحجة -في كل قضية - محصورة باجتهادهم *...

وهنا فائدة ، في فقه التنوع في مسالكهم وأصولهم وفقههم ؛ فأقول :
إن شرائع الأنبياء عليهم صلوات رييّ وتسليمه ومناهجهم تنوعت ؛ كما قال تعالى : { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا } ... وطرائق الخلفاء الراشدين واجتهاداتهم في السياسة والحكم تنوعت ؛ فكل واحد مهم فعل في زمانه ما هو واجب الوقت ؛ فقامت مصلحة الشرع بتنوعهم وحفظت بيضة الدين بتباينهم .
ومسالك الأئمة الاربعة وغيرهم من فقهاء الدين العلم والاستدلال والاستنباط تنوعت ؛ لكن الكمال في العلم والدين صار في تكاملهم لا في اختصاصهم ، وفي اجتماعهم لا إنفرادهم ... ومصنفات الحديث والتفسير تنوعت في طريقتها مناهجها في كل العصور والدهور ...

لكن الكمال في التأصيل والتفصيل والتحقيق كان في مجموعها لا في كتاب من كتبها .
والحمد لله ربّ العالمين .