أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
24317 104572

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 03-16-2016, 12:22 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


قال الشيخ فتحي الموصلي وفقه الله:

" في مواقع التواصل الاجتماعي - التي عاملها بعض الأفاضل من أهل العلم معاملة ما عمت به البلوى أو أنها شر لا بد منه أو أن شرها غالب على خيرها ، وعاملها آخر معاملة الوسائل التي تأخذ أحكام مقاصدها- ترى عجبا ؛ حتى ترى الحريص على وقته والبصير بمصالحه يتردد بين الإقدام والإحجام ...

لهذا احتاج المقام التذكير ببعض الأصول والمقدمات :

أولها : أن ينظر الإنسان في أهليته هل يصلح له النظر أم المشاركة أم المناظرة ؛ ولكل نوع منها شرطه وأدبه وغايته؛ فما يصلح للنظر لا يصلح للمشاركة أو للمناظرة .

فالنظر يطلب لتحصيل الفائدة .

والمشاركة بقصد التسديد والمقاربة .

والمناظرة مبنية على البراهين والحجج الدامغة .

وثانيها : إن كان الإنسان متكلما فعليه البيان ، وأن كان مستمعا فعليه أن يجتهد في فهم الكلام ؛ فإن وقع الإشكال ؛ فالمتكلم عليه أن يقدح في بيانه ، والسامع عليه أن يتهم فهمه وإدراكه ...

وثالث هذه الأصول : أن لا يورث نقل الكلام شبهاً خطافة ولا عداوة ؛ فلا يكفي أن يكون الناقل صادقا في خبره ولا يكفي أن يكون الكلام صحيحا في نفسه ؛ بل لا بد أن ينظر في العواقب الوخيمة والآثار السيئة لنقل الكلام أو ذكر الخبر .

فهذه الثلاثة هي الناجية :

التفريق بين النظر والمشاركة والمناظرة .

والمتكلم يقدح في بيانه والسامع يقدح في فهمه .

وأن لا يؤدي الكلام إلى الشبهة أو العداوة ولو كان الناقل صادقا في نقله والكلام صحيحا في نفسه " .

قاله في مجموعة الإشراف العلمي ( الواتساب ) ..



***

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 03-16-2016, 12:35 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


تطويع التقنية الحديثة للمقاصد الشرعية
مطلب ضروري للقيام بواجب إصلاح الأمة


فأئمة هذا الميدان يجمعون بين :

1- الإخلاص للمعبود بالإحسان إلى العباد .
2- والصدق في الإرادة بالحرص على الأمة .
3 - والعلم بالشريعة بالرحمة بالخليقة .



***
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 03-16-2016, 12:53 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


في الوسائل الحديثة للتواصل ( يكثر القول )

فيجب طلب السداد فيه ؛ فالقول السديد واجب شرعي .

يَقُولُ الله - تعالى - : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70]

" وَالسَّدِيدُ هُوَ الَّذِي يَسُدُّ مَوْضِعَهُ وَيُطَابِقُهُ
فَلَا يَزِيدُ عَلَيْهِ وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُ،
وَسَدَادُ السَّهْمِ هُوَ مُطَابَقَتُهُ وَإِصَابَتُهُ الْغَرَضَ
مِنْ غَيْرِ عُلُوٍّ وَلَا انْحِطَاطٍ وَلَا تَيَامُنٍ وَلَا تَيَاسُرٍ
" .
( مختصر الصواعق : ص/ 388 ) .



***


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 03-16-2016, 01:08 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


أصل الدعوة : في المساجد - خطبا ومحاضرات ودروسا -

: وفي كل وسائل التواصل ( منتديات ، ومواقع ، وتويتر ، وفيس بوك ... إلخ ) .

ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :

" وَكَانَ الْمَقْصُودُ بِالدَّعْوَةِ :
وُصُولَ الْعِبَادِ إلَى مَا خُلِقُوا لَهُ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِمْ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
وَالْعِبَادَةُ أَصْلُهَا عِبَادَةُ الْقَلْبِ الْمُسْتَتْبِعِ لِلْجَوَارِحِ
فَإِنَّ الْقَلْبَ هُوَ الْمَلِكُ وَالْأَعْضَاءُ جُنُودُهُ .
وَهُوَ الْمُضْغَةُ الَّذِي إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ
وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ .
وَإِنَّمَا ذَلِكَ بِعِلْمِهِ وَحَالِهِ
كَانَ هَذَا الْأَصْلُ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ : بِمَعْرِفَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ :
هُوَ أَصْلُ الدَّعْوَةِ فِي الْقُرْآنِ
.
فَقَالَ تَعَالَى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ } " .

( مجموع الفتاوى : 2/6 ) .




***



رد مع اقتباس
  #15  
قديم 03-30-2016, 12:30 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي



الوقت والرتبة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن مما لا يسع العاقل الحصيف إلا الوقوف عنده هو ( كيفية حفظ الوقت ) ، ( وطلب الرتب العالية ) . وحفظ الوقت يكون باستثماره .

استثمار الوقت : حقيقته استنقاذ ما يمكن من الزمان عن الضياع .

واستنقاذه بأن يكون مثمرا في زيادة العلم أو العمل أو وسيلة لذلك .

وما عداه فهو التضييع للأوقات المفضي إلى الحرمان .

ومن أنواع التضييع الخطيرة ( السرقة المقننة ) لا أقول للدقائق والساعات . بل للشهور والسنوات . وذلك بأن يرتبط العبد بنمط سلوكي في الحياة بشكل منتظم بسلطة الإلف والعادة ينفق فيه شطرا من عمره بلا ثمرة .

وأبشع ما يكون هذا النمط إذا كان ظاهره التشبه بسمت أهل العلم أو العبادة بلا مقصودهما ؛ فيكون ظاهره الصلاح وباطنه النفاق أو الفسق أو الغفلة .

ومن أمثلة ذلك : ( الآلة الحديثة للتواصل ) فهي عند كثيرين كالكيس المثقوب الذي يضع فيه العبد ثمرة عمره وزهرة شبابه من الساعات والأوقات وإذا بها تتسرب من ثقوب كيسه وهو يدري أو لا يدري .

سبب التلبيس عليه :

وهنا تنبيه خطير : فكما أن الاشتباه في اللفاظ يفضي إلى تحريف النصوص، والاشتباه في المعاني يفضي إلى القياس الفاسد ؛ فكذلك ( الاشتباه في الأحوال ) يفضي إلى الادعاء الكاذب .

فقد يتلبس العبد بحال يشبه فيه في الظاهر حال أهل العلم أو حال أهل العبادة وهو في حقيقته مباين لهم في الباطن لأنه يطلب رسوماً بلا حقيقة .

وهذا الحال ينتهي به إلى أن يدعى فيه أو هو يدعي في نفسه الرتب الكاذبة .

وللسلامة من هاتين الآفتين : ( ضياع الأوقات ) ، ( والرتب الكاذبة ) لابد من أمرين :

الأول / استبدلال النمط السلوكي المعتاد بمشروع علمي أو تربوي يتحكم من خلاله بالآلة ويستثمر فيها أوقاته لا العكس .

الثاني / التشوف إلى الحقائق لا الوقوف عند الرسوم ، فيطلب العلم للعمل ، ويعمل لطلب رضا الله والجنة .

وما التوفيق إلا من عند الله .



***

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 04-24-2016, 03:20 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
Exclamation


بسم الله الرحمن الرحيم

حياكم الله أحبتي الكرام
من مشايخ فضلاء وإخوة أعزاء

لا يخفى عليكم أيها الجمع المبارك – بإذن الله – تعالى –
أن السعادة تؤسس على ركنين :

1- الإخلاص .
2- والصدق .


فمن رزقهما فقد رزق التوفيق والهدى .

والتوفيق يولد منهما ، ومخاضة في ثلاث طلقات (1) :

- في هجر العوائد .
- وقطع العلائق .
- وتجاوز العوائق .

وفي فطام النفس عن كل واحدة منها ألم ساعة .
فمن لم يصبر على ألم الولادة لن يظفر بنسل السعادة .

فالركون مع العادات .
والتلذذ بالمتعلقات .
والعجز عن تجاوز المعوقات .
: إجهاض للإرادات ، ووأد للهمم .

بل هي الآفات التي تنحر الهمة حتى يسيل دم الصدق .

وعندها يصبح النفاق حاكماً على أخلاق طالب العلم وسلوكياته وأعماله .

وهو مدخل إلى ( دهليز البطالة ) .

وخذ مثالاً واحداً : ( المجموعات في الواتساب ) .

تأمل حالها : بين ولادة السعادة وبين إجهاض الهمم والإرادات .
فهي تجمع في بعض مشاركاتها : ( العوائد ، والعلائق ، والعوائق ) .
والسعيد من لم يقف معها ، وعندها . بل يتجاوزها : تخطيطاً ، وتصميماً .
وهي في الحقيقة عقبة كؤود في طريق الاصلاح المعاصر
وفي طريق الترقي ، والتجديد في الدعوة إلى الله – تعالى - .
فلابد من التميز في المجموعات
ولابد من اليقظة ،
وحقيقتها :

1- عدم الجري في ميدان العادة ؛ لأنها أمارة الغفلة .
2- عدم اتباع الشهوات ؛ لأنها أمارة الفسق .
3- عدم العجز عن تجاوز المعوقات ؛ لأنها أمارة الوهن .


والتميز في أداء المجموعات ضروري فدونه تسرق الأوقات وتهدر الطاقات .
بل : يكتسي الطالب ثياب : الوهن ، والضعف في العلم والعمل .

يكفينا ( ثقافات عامة ) في أغلب أحوالها : تشتيت ، وتوهين ، وتهوين .

اعتبروها : ( صرخة ) أو ( ومضة ) ......

لأن الحقيقة المرة التي يفعلها جميع طلاب العلم فضلا عن المشايخ :
هو سلوك واحد من طريقين
:

الطريق الأول / أن الواحد منا – غالباً - يفتح ( الهاتف النقال )
فينظر في المجموعات ، فلا تكاد تقر عينه إلا بمجموعة أو اثنتين
من عشرات المجموعات .
فينظر في عدد رسائل كل مجموعة فإذا هي بالمئات
فما عليه إلا أن يمسحها حتى لا تثقل ( هاتفه النقال )
أو يمررها سريعاً مع مسارقة النظر إلى بعضها
مشيراً إلى أن موضعها عنده هو سلة المهملات

وأما الطريق الثاني / فهو من يهدر وقته في تتبع كل الرسائل ومطالعتها .
وقصدي (بالإهدار ) هو عدم طلبه للعلم على الجادة .
فهو يتلقى معلومات متناثرة : تخرج مثقفاً ، ولا تخرج طالب علم .
فلابد أن نتعاون في التميز ، والتجديد ، والتصميم ، والترقي .

بقدر الكد تكتسب المعالي ... ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كدٍ ... أضاع العمر في طلب المحالِ
تروم العز ثم تنام ليلاً ... يغوص البحر من طلب أللآلي


وما التوفيق إلا من عند الله .

ـــــــــــــــــــــــــ
(1) " الطَّلْق: وَجَعُ الْوِلَادَةِ، والطَّلْقَة: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ " ( لسان العرب : 10/255 ) .



***


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 04-28-2016, 12:48 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي




غائلة العلم

بسم الله الرحمن الرحيم

قَالَ الْحَسَنُ، «غَائِلَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ وَتَرْكُ الْمُذَاكَرَةِ» .

اعلموا – أحبتي الكرام – أن القلب ليس كاغداً أو قرطاساً نُودع فيه العلم ، متى ما أردناه استخرجناه منه . بل القلب من جهة تحمله العلم كالعضلة ، تقوى أو تضعف بحسب تعاهدها بالتمارين أو تركها .

والحافظة كذلك تقوى وتشتد بالتدريب ، وتضعف وتترهل بعدمه حتى تتفلت منها محفوظاتها، وتتسرب معلوماتها .

وتدريب الحافظة يكون ( بالمذاكرة ) فبها تقوى الذاكرة وتشتد ، فقد روي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ – رضي الله عنه – أنه قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ؛ فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُهَيِّجُ الْحَدِيثَ» .

وجاء عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى أنه قَالَ: «إِنَّ إِحْيَاءَ الْحَدِيثِ مُذَاكَرَتُهُ، فَتَذَاكَرُوا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ يَرْحَمُكَ اللَّهُ كَمْ مِنْ حَدِيثٍ أَحْيَيْتَهُ فِي صَدْرِي قَدْ مَاتَ» .

كما أنه بترك المذاكرة تسري غائلة النسيان على العلم فتذهبه ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ " أَنَّ دَغْفَلَ بْنَ حَنْظَلَةَ، قَالَ لِمُعَاوِيَةَ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ: «إِنَّ غَائِلَةَ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ» .

وعن عَلِي – رضي الله عنه – أنه قال : «تَذَاكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا يَدْرُسْ» .

وقَالَ الزُّهْرِي – رحمه الله - : «إِنَّمَا يُذْهِبُ الْعِلْمَ النِّسْيَانُ وَتَرْكُ الْمُذَاكَرَةِ» .

ونحن اليوم في نعمة عظيمة من تيسر ( أسباب المذاكرة ) بالوسائل الحديثة التي تقرب البعيد وتيسر الصعب مع قلة نفقه ومؤونة ، بأيسر جهد وبلا تعب .

فالطالب النبيه ، والشيخ الفطين هما من يستثمران هذه المجالس في مذاكرة العلم وإحياء سنة السلف الماضين بالمذاكرات العلمية التي هي عماد دوام العلم ونمائه . فـ «لَوْلَا النِّسْيَانُ لَكَانَ الْعِلْمُ كَثِيرًا» كما قَالَه الْحَسَنُ – رحمه الله - .

وإن من البليات التي تصرف عن المذاكرة ( الإعجاب ) بالنفس .

كما قَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ :

الْعِلْمِ آفَتُهُ الْإِعْجَابُ وَالْغَضَبُ ... وَالْمَالُ آفَتُهُ التَّبْذِيرُ وَالنَّهْبُ

فالواجب ثنائي بين ( الشيخ ) ، ( والطالب ) :

- ( الشيخ ) يبذل ثمن العلم ، كما قَالَ عِكْرِمَةُ – رحمه الله - : «إِنَّ لِهَذَا الْعِلْمِ ثَمَنًا» قِيلَ: وَمَا ثَمَنُهُ؟ قَالَ: «أَنْ تَضَعَهُ عِنْدَ مَنْ يَحْفَظُهُ وَلَا يُضَيِّعُهُ» .

لا تُؤْتِيَنَّ الْعِلْمَ إِلَّا امْرَأً ... يُعِينُ بِاللُّبِّ عَلَى دَرْسِهِ

- ( والطالب ) يُعد نفسه لتلقي العلم ويؤهل نفسه لمذاكرة أهله ، كما قَالَ أَنَسُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ – رحمه الله - : «مَنْ كَانَ حَسَنَ الْفَهْمِ رَدِيءَ الِاسْتِمَاعِ لَمْ يَقُمْ خَيْرُهُ بِشَرِّهِ».

فمن ضياع العلم ترك الاستفادة من المشايخ حتى يذهب علمهم فعن الزُّهْرِيِّ – رحمه الله - قَالَ: «إِنَّ لِلْعِلْمِ غَوَائِلَ فَمِنْ غَوَائِلِهِ أَنْ يُتْرَكَ الْعَالِمُ حَتَّى يُذْهَبَ بِعِلْمِهِ، وَمِنْ غَوَائِلِهِ النِّسْيَانُ وَمِنْ غَوَائِلِهِ الْكَذِبُ فِيهِ وَهُوَ شَرُّ غَوَائِلِهِ»

إِذَا لَمْ يُذَاكِرْ ذُو الْعُلُومِ بِعِلْمِهِ ... وَلَمْ يَذْكُرْ عِلْمًا نَسِيَ مَا تَعَلَّمَا



***



رد مع اقتباس
  #18  
قديم 07-13-2016, 05:44 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي



تأسيس الدعوة

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلموا – أحبتي الكرام – أن تأسيس الدعوة لا يقل أهمية عن ظهورها وتمكينها . بل لا ظهور للدعوة ولا تمكين إن لم تأسس على الطريقة الرشيدة المهتدية .

والتوفيق أن يعلم العبد المرحلة التي هو فيها حتى لا يفني عمره ، ويبلي شبابه في غير ما كلف به ، وحقيقة ذلك معرفة ( واجب الوقت ) .

فالعبد مسؤول يوم القيامة عن خمسة أشياء ، منها : " عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه " ( رواه الترمذي ، وصححه الألباني ) .

والتكليف الدعوي ينشأ عن أمرين : ( العلم ) ، ( والقدرة ) في الداعي وفي المدعوين مع مراعاة الواقع .

وعند تجريد النظر من الحظوظ ، واعتماد الناظر على آلة كاملة بلا نقص ، واستناد النظر إلى مصادر معتبرة من الكتاب والسنة بفهم السلف يظهر للداعي إلى الله – تعالى – كمال البصيرة في واجب وقته .

فوسائل ، ومسائل ، وأحكام التأسيس الدعوي في بقعة معينة تختلف عن وسائل ، ومسائل ، وأحكام الظهور والتمكين الدعوي في بقعة أخرى .

وعليه فمن العبث أن تتجه همم الدعاة إلى ( بحث التمكين ) قبل ( بحث التأسيس ) ؛ لأن ذلك من استعجال الشيء قبل أوانه ، وهي حالة ( الطيش الدعوي ) أو ( المراهقة الدعوية ) .

مع مخالفتة للضرورة الشرعية والفطرة العقلية ؛ إذ كل بناء ينشأ من أساسه ثم يعتلى صرحه ، وتحصيل صرح شامخ بلا تأسيس راسخ كالرسم في الهواء أو الخط في الماء .

وتأسيس الدعوة يقوم على نشر أصول الدعوة وكلياتها بين الخلق . وحقيقته القيام بواجب الدعوة إلى الخير وتحقيق الأمر والنهي ، كما قال – تعالى - :{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران : 104] .

قال ابن كثير – رحمه الله - : " وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ أَنْ تَكُونَ فرْقَة مِنَ الأمَّة مُتَصَدِّيَةٌ لِهَذَا الشَّأْنِ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ وَاجِبًا عَلَى كُلِّ فَرْدٍ مِنَ الْأُمَّةِ بِحَسْبِهِ " ( تفسير القرآن العظيم : 2/91 ) .

وتحصيل هذا المطلب يكون بطرق من أهمها :

1- ( الخطاب العام ) وهو : تركيز الخطاب الدعوي على أصول الإسلام وقواعده الكلية - مقصداً ومصدراً – حتى تعرف الأمة مقاصد الشريعة الكلية ، ومصادرها النقية .

وذلك بمعرفة : ( التوحيد ) ، ( والطاعة ) ، ( والمعاد ) .
ومعرفة المصادر المعتبرة : من ( الكتاب ) ، ( والسنة ) ، ( والآثار ) .

2- ( الخطاب الخاص ) وهو : العناية بجيل الطلبة ، والنشأ ؛ ليخرج منهم : ( الدعاة الحكماء ) ، ( والمعلمون النبهاء ) ، وهكذا بجد وحرص حتى يبرز منهم : ( المجتهدون والعلماء ) .

وأغلب بقاع الأمة هي في طور ( التأسيس الدعوي ) فإن نهض المعلمون والدعاة بواجبهم كانوا من العدول الذين يحملون هذا الدين ومن المجددين لهذه الملة ، فـ " الدال على الخير كفاعله " .

ولما كانت وسائل الاتصال الحديث هي أدوات في نقل الخطاب وإيصاله إلى المخاطبين تعين على من كان في مرحلة التأسيس الدعوي أن يشغل هذه التقنيات بما يسهل هدفه ويبلغ به إلى مقصوده .

فيجعل له خطاباً عاماً للأمة ، وخطاباً خاصاً للطلبة يركز فيه على التأسيس والتأصيل .

ولابد في ذلك من الاجتماع والتعاون على تحقيق هذه المطالب الكلية ، فهي من أعظم الواجبات ، وأجل القربات . بل هي وظيفة الرسل والأنبياء – عليهم الصلاة والسلام - .


وما التوفيق إلا من عند الله

إذا لم يكن من الله عون للفتى ***** فأول ما يجني عليه اجتهاده


****

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 07-15-2016, 09:31 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

تقصيد الأعمال مطلب شرعي .

وأصل كلي تنبني عليه كل الفروع الشرعية – صحة أو كمالاً - .

وقاعدته الشرعية " إنما الأعمال بالنيات " .

والمراد ( بتقصيد الأعمال ) جعلها ذات مقصد معتبر مراد لله – تعالى - .

وهذا على أنواع منها :

1- توحيد الله بالعمل المشروع ، كمن يصلي مخلصاً لله وحده .
2- استحضار نية موافقة لمقصود العمل ، كمن يطعم أهله بنية اغنائهم عن الناس .
3- طلب أعلى مقاصد العمل المشروع ، كمن يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا .
4- الارتقاء بالعمل إلى أكمل صوره ، كمن يقرن تعليمه الطلاب بتربيتهم .


ومن المقاصد المستجدة الارتقاء ( بالتجمعات الإلكترونية ) خلال وسائل الاتصال الحديثة من :

- النصائح العامة .
- والإرشادات المتناثرة .
- والنقاشات المجتزأة .
- ونحوذلك .


إلى :

- المذاكرة العلمية المنتظمة .
- والفتوى الجماعية المعتبرة .
- والمناظرات العلمية الهادفة .
- والتقريرات العلمية المرتبة .
- ونحو ذلك .


والكلام ليس عائماً . بل أنت المقصود أيها :

- الشيخ الفاضل .
- وطالب العلم النبيه .
- والأخ المسلم الكريم .


فلنجرد النية من أهوائها ،
والعزيمة من مثبطاتها ،
والحزم من الاتكالية .

ولنكن رواد نهضة ، ترقى هممهم إلى المعالي ؛ فيصنعونها ولا يستجدونها
.


ومن يتهيب صعود الجبال **** يعش أبد الدهر بين الحفر




***


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 07-19-2016, 10:54 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي نصيحتي لأحدى مجموعات الواتساب ، وهي صالحة لمثيلاتها .


بسم الله الرحمن الرحيم

مجموعة ( ....... ) الكرام .

أولاً / إني أحبكم في الله – تعالى - .
ثانياً / أرجو الاستفادة منكم والانتفاع من علومكم وأدبكم .
ثالثاً / أتطلع إلى رقيكم وبلوغكم أكمل المراتب في العلم والعمل .


ومن باب " الدين النصيحة " أجد نفسي ملزماً ببذل ما أراه صواباً – وعلى الله اعتمادي – فإن وفقت فذلك فضل الله . وإن تكن الأخرى فاستغفر الله وأتوب إليه .

أحبتي الكرام ومشايخي الفضلاء :

لا يخفى على جنابكم أن الدعوة السلفية قيامها : ( بالعلم ، والعمل ، والدعوة ) .
- تصفية وتربية - .

وبناء ذلك يكون بتأسيس العلم :
- بتحرير مصادره ومقاصده .
- وتوضيح طرائق تحصيله .
- والجد في طلبه .

ونحو ذلك .

والمجموعات ( الواتسابية ) في هذا العصر جديرة في أن تستثمر في هذا الباب .

فلنطوع الآلة الحديثة للمقاصد الشرعية .

بجعلها منابر للتعليم والدعوة – تنظيماً وتدريجاً – بمقاصد ربانية .

لا يوجد شيء عسر – بعد معونة الله - مع الإرادة الجازمة والنية الحسنة .

ولا ينكر أن في المجموعات غررا من الفوائد لكنها تبقى متناثرة لا ينظمها سلك .
فلو رتب سير المجموعة ، و جعل فيها أوقات خاصة
:

- للبحث العلمي .
- أو الدرس التعليمي .


لكان ذلك أليق بمقامها ، وأنسب لقدرات مشايخها ، وأنفع لطلابها .

معذرة على التطفل بين يدي المشايخ الفضلاء

أخوكم / أبو زيد العتيبي – عفا الله عنه - .


****

من باب تعميم الفائدة : يمكن أخذ هذه النصيحة وعنونتها إلى المجموعات الواتسابية ، لعل الله يحول هذه المجموعات إلى الأكمل والأمثل علماً وعملاً .
ومن الله التوفيق .



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.