أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
164875 | 162855 |
#41
|
|||
|
|||
.
· قوله تعالى: { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } النساء: 69 .
روى الطبراني عن عائشةَ –رضي الله عنها- قالت: جاء رجلٌ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ اللهِ! إنك لأَحبُّ إِليَّ من نفسي، وإِنك لأَحبُّ إِليَّ من أَهلي ومالي، وأَحبُّ إلي من ولدي، وإِني لأَكونُ في البيت فأَذْكُرُكَ، فما أَصبرُ حتى آتيكَ فأَنْظُرَ إليك، وإِذا ذكرتُ موتي و موتَك عرفتُ أَنك إِذا دخلتَ الجنَّةَ رُفِعْتَ معَ النَّبِيِّـينَ، وإِني إِذا دخلتُ الجنةَ خَشيتُ أَن لا أَراك؟ فلم يَردَّ عليه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- شيئاً حتى نزل جبريلُ -عليه السلام- بهذه الآيةِ: { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا }. ذكره الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة": 2933 |
#42
|
|||
|
|||
.
· قولُه تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا } النساء: 77 .
روى النسائي عن ابنِ عباسٍ –رضي الله عنهما- أَنَّ عبدَ الرحمنِ بنَ عوفٍ وأَصحاباً له أَتَوُا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بمكةَ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، إِنا كنا في عِزٍّ ونحن مشركونَ، فلما آمنّا صِرْنا أَذِلةً. فقال: إِني أُمْرتُ بالعفوِ؛ فلا تُقاتلوا. فلما حوَّلَنا اللهُ إِلى المدينةِ أَمَرَنا بالقتالِ، فكَفُّوا، فأَنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ-: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ }. صححه الحاكم والذهبي. وقال الألباني: صحيح الإسناد. . |
#43
|
|||
|
|||
.
· قوله تعالى: { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } النساء: 95 .
روى البخاري عن البراءِ –رضي الله عنه- قال: لما نزلت: { لا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ } قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ادعوا فلاناً. فجاءه ومعه الدَّواةُ واللوحُ، أَوِ الكَتِفُ. فقال: اكتب: { لَا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ والمُجاهِدُونَ في سَبِيلِ اللهِ }، وخَلْفُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ابنُ أُمِّ مَكتومٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ أَنا ضريرٌ، فنزلت مكانها: { لَا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ والمُجاهِدُونَ في سَبِيلِ اللهِ }. |
#44
|
|||
|
|||
.
· قولُه تعالى: { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا } النساء: 83 . · وقوله: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا } الأحزاب: 28. · وقوله: { وإِنْ تَظَاهَرا عَلَيْهِ فِإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ والمَلائِكَةً بَعْدَ ذلكَ ظَهِيرٌ }، { عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ } التحريم: 4 ، 5 . روى مسلمٌ عن ابنِ عباسٍ –رضي الله عنهما- قال: حدثني عمرُ بنُ الخطابِ؛ قال - لمّا اعتزل نبيُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- نساءَه- قال: دخلتُ المسجدَ فإِذا الناسُ يَنْكتونَ بالحصى(1) ، ويقولون: طلَّقَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- نساءَه، وذلك قبل أَنْ يُؤْمَرْنَ بالحجابِ، فقال عمرُ: فقلت: لأَعلَمَنَّ ذلك اليومَ، قال: فدخلت على عائشةَ فقلتُ: يا ابنتَ أَبي بكرٍ، أَقَدْ بلغَ مِن شأْنِك أَنْ تُؤذي رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: ما لي وما لكَ يا ابنَ الخطابِ! عليك بِعَيْبَتِك(2). قال: فدخلت على حفصةَ بنتِ عمرَ، فقلتُ لها: يا حفصةُ، أَقَدْ بلغ من شأْنِك أَن تُؤذي رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- والله لقد علمت أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لا يُحِبُّكُ، ولولا أَنا لطلَّقَكِ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-. فبكت أَشدَّ البكاءِ. فقلت لها: أين رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ قالت: هو في خِزانتِه في المَشْرُبة(3). فدخلتُ، فإذا أَنا برَباحٍ غلامِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- قاعداً على أُسْكُفَّةِ(4) المَشْرُبةِ، مُدَلٍّ رِجليه على نَقيرٍ(5) من خشبٍ، وهو جِذعٌ يَرقى عليه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ويَنحدرُ. فناديت: يا رباحُ، استأْذِنْ لي عندَك على رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-. فنظر رباحٌ إلى الغرفةِ، ثم نظر إليَّ فلم يقلْ شيئاً، ثم قلت: يا رباحُ استأذن لي عندك على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فنظر رباحٌ إلى الغرفةِ، ثم نظر إليَّ فلم يقل شيئاً. ثم رفعت صوتي فقلت: يا رباحُ استأذنْ لي عندك على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإِنِّي أَظنُّ أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ظنَّ أَني جِئتُ من أَجل حفصةَ، واللهِ لَئِنْ أَمَرني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بضربِ عُنُقِها لأَضْرِبَنَّ عُنُقَها. ورفعتُ صوتي، فأَوْمأَ إِليَّ: أَنِ ارْقَهْ. فدخلتُ على رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وهو مُضْطَجِعٌ على حَصيرٍ، فجلستُ، فأَدْنى عليه إِزارَه، وليس عليه غيرُه، وإِذا الحصيرُ قد أَثَّر فى جَنْبِه، فنظرتُ بِبَصري في خِزانةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا أنا بِقَبضَةٍ من شعيرٍ نحوِ الصاعِ، ومِثْلِها قَرَظاً(6) في ناحيةِ الغرفةِ، وإِذا أَفِيقٌ(7) مُعَلقٌ، قال: فابْتَدَرَتْ عيناي، قال: ما يُبكيكَ يا ابنَ الخطابِ؟ قلتُ: يا نبيَّ اللهِ! وما لي لا أَبكي وهذا الحصيرُ قد أَثَّر في جنبِكَ، وهذه خِزانَتُك لا أَرى فيها إِلا ما أَرى، وذاك قيصرُ وكِسرى فى الثمارِ والأَنهارِ، وأنت رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وصفوتُه وهذه خِزانتُك! فقال: يا ابنَ الخطابِ، أَلا تَرضى أَنْ تكونَ لنا الآخرةُ ولهم الدنيا؟ قلت: بلى. قال: ودخلتُ عليه حينَ دخلتُ وأَنا أَرى في وجهِه الغضبُ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما يَشُقُّ عليك من شأْنِ النساءِ؟ فإِنْ كنتَ طلَّقْتَهُنَّ فإِنَّ اللهَ معكَ وملائكتَه وجبريلَ وميكائيلَ، وأَنا وأَبو بكرٍ والمؤمنونَ معك، وقَلَّما تكلَّمتُ -وأَحْمَدُ اللهَ- بكلامٍ إِلا رجوتُ أَنْ يكونَ اللهُ يُصدِّقُ قوليَ الذي أَقولُ، ونزلت هذه الآيةُ، آيةُ التخييرِ: { عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ }، { وإِنْ تَظَاهَرا عَلَيْهِ فِإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ والمَلائِكَةً بَعْدَ ذلكَ ظَهِيرٌ }. وكانت عائشةُ بنتُ أَبي بكرٍ وحفصةُ تَظاهرانِ على سائِرِ نِساءِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَطَلَّقْتَهُنَّ؟ قال: لا. قلت: يا رسولَ اللهِ، إِني دخلتُ المسجدَ والمسلمونَ يَنكتون بالحصى يقولون: طلَّقَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- نساءَه، أَفَأَنْزِلُ فأُخْبِرَهُم أَنَّك لم تُطَلِّقْهُنَّ؟ قال: نعم إن شئت. فلم أَزَلْ أُحَدِّثُه حتى تَحَسَّرَ الغضبُ عن وجهِهِ، وحتى كَشَرَ(8) فضَحِك، وكان من أَحسنِ الناسِ ثَغْراً. ثم نزل نبيُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ونزلتُ، فنَزَلتُ أَتَشَبَّثُ بالجِذْعِ، ونزل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- كأَنَّما يَمشي على الأَرضِ ما يَمَسَّهُ بيدِه. فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إِنما كنتَ في الغُرفةِ تَسعةً وعشرينَ! قال: إِنَّ الشهرَ يكونُ تِسعاً وعشرينَ. فقُمتُ على بابِ المسجدِ فناديتُ بأَعلى صوتي: لم يُطَلِّقْ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- نساءَه. ونزلت هذه الآيةُ: { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } فكنتُ أَنا اسْتَنْبَطْتُ ذلك الأَمرَ، وأَنزلَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- آيةَ التَّخْيِيرِ. - وقال مسلم:
قال الزهريُّ: فأَخبرني عروةُ عن عائشةَ قالت: لما مضى تسعٌ وعشرونَ ليلةً دخل عليَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بدأَ بي، فقلت: يا رسولَ اللهِ، إِنك أَقْسَمتَ أَنْ لا تدخلَ علينا شهراً، وإِنك دخلتَ مِن تسعٍ وعشرينَ أَعُدُّهُنَّ. فقال: إِنَّ الشهرَ تسعٌ وعشرونَ ثم قال: يا عائشةُ، إِني ذاكرٌ لك أَمْراً، فلا عليك أَنْ لا تَعْجَلي فيه حتى تستأْمري أَبَويكِ. ثم قرأَ عليَّ الآيةَ: { يَا أَيُّها النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ } حتى بلغ: { أَجْراً عَظِيماً }، قالت عائشةُ: قد علم –واللهِ- أَنَّ أَبَويَّ لم يكونا لِيأْمراني بِفِراقِه. قالت: فقلت: أَوَفِي هذا أَستأْمِرُ أَبويَّ؟! فإِني أُريدُ اللهَ ورسولَه والدارَ الآخرةَ. قال مَعمرٌ: فأَخبرني أَيوبُ أَنَّ عائشةَ قالت: لا تُخبرْ نساءَك أَني اخترتُك. فقال لها النبيُّ-صلى الله عليه وسلم-: إِن اللهَ أَرسلني مُبلغاً، ولم يرسلني مُتَعَنِّتاً. __________ (1) يضربون الأَرضَ، كفِعلِ المَهمومِ المفكرِ. (نووي). (2) المرادُ: عليك بِوَعْظِ ابنتِك حفصةَ. قال أَهلُ اللغةِ: العَيْبَةُ في كلامِ العربِ: وِعاءٌ يَجعلُ الإِنسانُ فيه أَفضلَ ثِيابِه ونَـفـيسِ مَتاعِه، فشبَّهتْ ابنتَه بها.(نووي). (3) بفتح الميمِ، وفي الراء لغتانِ؛ الضمُّ والفتحُ، وهي كالغرفةِ، يُخزن فيها الطعامُ وغيرُه.(نووي). (4) هي العتبةُ السُّفلى التي تُوطأُ.(نووي). (5) هو بنونٍ مفتوحةٍ ثم قافٍ مكسورةٍ، هذا هو الصحيحُ الموجودُ في جميع النسخ، وذكر القاضي أَنه بالفاءِ بدلَ النونِ، وهو فَقيرٌ بمعنى مَفقورٌ، مأْخوذٌ من فَقار الظهرِ، وهو جِذْعٌ فيه درجٌ.(نووي). (6) القَرَظُ: هو ورق السَّلَمِ، نوع من الشجر، يُستخدمُ للدباغ.(نهاية). (7) هو الجلد الذي لم يَتِمَّ دِباغُه.(نووي). (8) أي أبدى أَسنانَه تَبَسُّماً.(نووي). |
#45
|
|||
|
|||
.
· قوله تعالى: { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا } النساء: 88 . .
روى البخاري عن زيدِ بنِ ثابتٍ - رضي الله عنه - قال: لما خرج النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إلى أُحدٍ، رجع ناسٌ ممن خرج معه، وكان الناس فيهم فرقتين؛ فِرقةٌ تقول: نقتلُهم، وفِرقةٌ تقول: لا نقتُلُهم، فنزلت: { فَمَا لَكُمْ فِي المُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ }، وقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: إنها طَيْبَةُ، تَنْفي الخَبَثَ كما تَنْفي النارُ خَبثَ الفضةِ. وفي رواية: تنفي الرجالَ، وفي أخرى: تنفي الذنوب، وفي أخرى: تنفي الناسَ. قال ابن حجر: ووقع في "غزوة أُحد": (تنفى الذنوب)، وفي "تفسير النساء": (تنفي الخَبَثَ)، وأَخرجه في هذه المواضع كلِّها من طريق شعبةَ، وقد أَخرجه مسلمٌ والترمذي والنسائي من طريق غُندَر عن شعبةَ باللفظِ الذي أخرجه في التفسير من طريق غندر، وغُندَرُ أَثبتُ الناسِ في شعبةَ، وروايته توافقُ روايةَ حديثِ جابرٍ الذي قبلَه، حيث قال فيه: (تَنفي خَبَثَها). وكذا أَخرجه مسلمٌ من حديث أَبي هريرةَ بلفظِ: (تُخرجُ الخبَثَ)، ومضى في أَولِ "فضائل المدينة" من وجهٍ آخرَ عن أَبي هريرةَ: (تنفي الناسَ) والرواية التي هنا بلفظ: (تنفي الرجالَ) لا تُنافي الروايةَ بلفظِ: (الخبث) بل هي مفسرةٌ للروايةِ المشهورةِ، بخلافِ: (تنفي الذنوبَ). ويحتملُ أَنْ يكونَ فيه حذفٌ، تقديره: (أَهلَ الذنوبِ)، فيلتَئِمَ مع باقي الرواياتِ. قال البخاري: قال ابنُ عباسٍ: أَركَسَهم: بدَّدَهُم. قال ابن حجر: وصله الطبريُّ من طريقِ ابنِ جُريجٍ عن عطاءٍ عن ابنِ عباسٍ في قولِه: { وَاللهُ أركَسَهُمْ بِما كَسَبُوا }، قال: بدَّدَهُم. ومن طريق عليِّ بنِ أَبي طلحةَ عن ابن عباسٍ قال: أَوقعهم. ومن طريق قتادةَ قال: أَهْلَكَهُم. وهو تفسيرٌ باللازمِ؛ لأَنَّ الرَكْسَ: الرجوعُ، فكأَنه ردَّهم إِلى حُكمِهمُ الأَول.اهـ. جاء في "الصحاح": الرَّكْسُ: رَدُّ الشيءِ مقلوباً. وقد رَكَسَهُ وأَرْكَسَهُ بمعنىً. { واللهُ أَرْكَسَهُمْ بما كَسَبُوا } أَيْ: ردَّهم إلى كُفرهم. |
#46
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا على جهودك الطيبة!
|
#47
|
|||
|
|||
وإياكم أخي الفاضل، ونفعنا الله وإياكم بما نقرأ.
|
#48
|
|||
|
|||
.
· قولُه تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا } النساء: 94 . - روى البخاري عن ابنِ عباسٍ –رضي الله عنهما- قال: كان رجلٌ في غُنَيْمَةٍ له، فلَحِقه المسلمون، فقال: السلامُ عليكم، فقتلوه وأَخذوا غُنَيْمتَه، فأَنزل اللهُ في ذلك؛ إِلى قولِه: { عَرَضَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا } تلك الغُنَيْمةُ. قال: قرأَ ابنُ عباسٍ: السلامَ. - وعند الترمذي عنه: مرَّ رجلٌ من بني سليمٍ على نَفَرٍ من أَصحابِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ومعَهُ غَنمٌ له، فسلَّم عليهم، قالوا: ما سَلَّم عليكم إِلا ليتعوَّذَ منكم، فقاموا فقتلوه وأخذوا غَنَمَه، فأَتَوْا بها رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فأَنزلَ اللهُ –تعالى-: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا }. - وقال الشيخ الألباني –رحمه الله- في "الضعيفة" بعدَ ذِكْرِه خبراً ضعيفاً في سببِ نزول الآيةِ: وفي نزولِ الآيةِ حديثٌ آخرُ أَتَمُّ، يرويه القعقاعُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أَبي حَدْرَدَ، عن أَبيه عبدِ اللهِ بنِ أَبي حَدْرَدَ قال: بعثَنا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلى إِضَمَ، فخرجتُ في نَفَرٍ من المسلمين فيهم أَبو قتادةَ الحارثُ بنُ رِبعِيٍّ، ومُحَلِّمُ بنُ جَثَّامةَ بنِ قيسٍ، فخرجنا، حتى إذا كنا ببطن إِضَمَ، مرَّ بنا عامرٌ الأَشْجَعِيُّ على قَعُودٍ له، معه مُتَيِّعٌ(1)، وَوَطْبٌ(2) من لبنٍ، فلما مرَّ بنا سلَّم علينا، فأَمسكنا عنه، وحمل عليه مُحَلِّمُ بنُ جثَّامةَ، فقتله بشيءٍ كان بينه وبينه، وأَخذ بعيرَه ومُتَيِّعَه، فلما قَدِمنا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وأَخبرناه الخبرَ، نزل فينا القرآنُ: { يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا ...} إِلخ الآيةِ. أخرجه أحمدُ (6/ 11) من طريقِ ابنِ إِسحاقَ: حدثني يزيدُ بن عبد الله بن قُسَيْطٍ عن القعقاعِ ... قلت : وهذا إِسنادٌ حسنٌ؛ رجاله ثقاتٌ غيرَ القعقاعِ هذا، له ترجمةٌ في "التعجيل" يتخلص منها أَنه اختُلِف في صُحبتِه، وقد أَثبتها له البخاري، ونفاها غيرُه، قال ابن أبي حاتم (3/ 2/ 136): "ولا يصحُّ له صحبةٌ، وأَدخلَه بعضُ الناس في "كتاب الضعفاء"، فسمعت أَبي يقول: يُحول من هذا الكتاب" . قلت: ففي هذا الحديثِ أَنَّ القاتلَ مُحَلِّمُ بنُ جثَّامةَ، وهذا أَصحُّ مِن حديثِ أَبي بكر بن علي بن مقدم، والله أعلم . وقد جاء في حديثٍ آخرَ أَنه أُسامةَ بنُ زيدٍ، لكن يبدو أَنها قصةٌ أُخرى، فقال أسامةُ بنُ زيدٍ -رضي الله عنه-: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الحُرَقَةَ(3) مِنْ جُهَيْنةَ، قال: فَصَبَّحناهم فقاتلناهم، فكان منهم رجلٌ إِذا أَقبلَ القومُ كان من أَشدِّهم علينا، وإذا أَدبروا كان حامِيَتَهم، قال: فغَشِيتُه أَنا ورجل من الأَنصارِ، قال: فلما غَشِيناه قال: لا إله إلا اللهُ، فكَفَّ عنه الأنصاريُّ، وقتلتُه، فبلغ ذلك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا أُسامةُ، أَقَتَلتَهُ بعدما قال: لا إله إلا الله؟! قال: قلت: يا رسولَ اللهِ! إِنما كان متعوذاً من القتلِ، فكرَّرها عليَّ حتى تمنَّيْتُ أَني لم أكن أسلمتُ إلا يومئذ. أخرجه أحمد (5/ 200 و 206) والسياق له ، والبخاري (12/ 163-164) ، ومسلم (1/ 67) . اهـ. - قال الحافظُ في "الفتح" بعدَ أَنْ ذكرَ حديثَ ابنِ أَبي حَدْرَدَ: وهذه عندي قصةٌ أُخرى، ولا مانعَ أَنْ تنزلَ الآيةُ في الأَمرين معاً. _________ .
(1) تصغير متاع. (2) سِقاءُ اللبن. (3) بطنٌ من جُهينةَ. |
#49
|
|||
|
|||
.
· قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا } النساء: 97، 98 . روى البخاريُّ عن عبدِ الرحمنِ أَبو الأَسودِ قال: قُطِعَ على أَهلِ المدينةِ بَعْثٌ، فاكْتَتَبْتُ فيه، فلقيتُ عِكرمةَ مولى ابنِ عباسٍ فأَخبرتُه، فنهاني عن ذلك أَشدَّ النهيِ، ثم قال: أَخبرني ابنُ عباسٍ أَنَّ ناساً من المسلمين كانوا معَ المشركينَ يُكثِّرون سوادَ المشركين على رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يأتي السهم فيُرمى به فيُصيبُ أَحدُهم فيقتلُه، أو يُضربُ فيُقتلُ، فأَنزلَ الله: { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ } الآيةَ. قال ابن حجر: قوله: (قُطِعَ بَعْثٌ): أَي: جيشٌ. والمعنى أَنهم أُلزموا بإِخراجِ جيشٍ لقتالِ أَهلِ الشامِ، وكان ذلك في خلافةِ عبدِ الله بن الزبير على مكةَ. قال: وغرضُ عِكرمةَ أَن اللهَ ذمَّ مَنْ كثَّرَ سوادَ المشركين، مع أَنَّهم كانوا لا يُريدون بقلوبهم موافقتَهم، قال: فكذلك أنت لا تُكثِّرْ سوادَ هذا الجيشِ وإِن كنت لا تريد موافقتَهم؛ لأَنهم لا يقاتلون في سبيلِ الله. وقوله: (فِيمَ كُنتمْ) سؤالُ توبيخٍ وتقريعٍ. واستنبط سعيدُ بنُ جبيرٍ من هذه الآيةِ وجوبَ الهجرةِ من الأَرضِ التي يُعملُ فيها بالمعصيةِ. وروى ابن جرير عن ابنِ عباسٍ -رضي الله عنهما- قال:
كان ناسٌ من أَهلِ مكةَ قد أَسلموا، وكانوا مُستخفين بالإِسلامِ، فلما خرج المشركون إِلى بدرٍ أَخرجوهم مُكرَهين، فأُصيبَ بعضُهم يومَ بدرٍ مع المشركين، فقال المسلمون: أَصحابُنا هؤلاءِ مسلمون، أَخرجوهم مكرهينَ فاستغفروا لهم. فنزلت هذه الآية: { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ } الآيةَ. فكتَبَ المسلمون إِلى مَنْ بَقي منهم بمكةَ بهذه الآيةِ: لا عذر لهم. فخرجوا، فلحقهم المشركون، فأَعطَوْهم الفتنةَ، فنزلت فيهم هذه الآيةُ: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ } إِلى آخر الآيةِ، فكتبَ المسلمون إِليهم بذلك، فخرجوا وأَيِسوا من كل خيرٍ، ثم نزلت فيهم: { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }، فكتبوا إليهم بذلك: إِنَّ اللهَ قد جعل لكم مخرجاً، فخرجوا، فأَدركهم المشركونَ، فقاتلوهم، حتى نجا مَنْ نجا، وقُتِل مَنْ قُتل. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": رجاله رجال الصحيح، غير محمد بن شريك، وهو ثقة. . |
#50
|
|||
|
|||
.
· قول تعالى: { وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } النساء: 100. .
قال الشيخ الألباني رحمه الله- في "السلسلة الصحيحة": سَببُ نزولِ: { وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً } 3218- (هاجر خالدُ بنُ حِزامٍ إِلى أَرض الحبشةِ، فنَهَشَتهُ حيةٌ في الطريق فمات، فنزلت فيه: { وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [النساء:100]. قال الزبيرُ بنُ العوام: وكنت أَتوقَّعَه وأَنتظرُ قدومَه وأَنا بأَرضِ الحبشةِ، فما أَحزنَني شيءٌ حُزنَ وفاتِه حين بلغني؛ لأنه قلَّ أَحدٌ ممَّن هاجر من قريشٍ إِلا معه بعضُ أَهلِه أَو ذي رحِمِهِ، ولم يكُن معي أحدٌ من بني أَسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى، ولا أَرجو غيرَه. أَخرجَه ابنُ أَبي حاتمٍ في "التفسير" (2/175/1): حدثنا أَبو زرعة: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ الملكِ بنِ شَيبةَ الحِزامي: حدثني عبدُ الرحمنِ بنُ المغيرةِ بنِ عبدِ الرحمنِ الحِزاميُّ، عن المنذرِ بنِ عبدِ الله عن هشامِ بنِ عروةَ عن أَبيه: أَن الزبيرَ ابنَ العوامِ قالَ: ... فذَكرَه. وأَخرجه أَبو نُعيمٍ في "المعرفة " (1/209/2) من طريق أُخرى عن عبدِ الرحمنِ بنِ شيبةَ هذا، دون قولِ الزبيرِ: وكنتُ أَتوقَّعه... إِلخ. قلتُ: وهذا إِسنادٌ حسنٌ رجالُه ثقاتٌ؛ ابنُ شيبةَ الحِزاميِّ من شُيوخِ البخاري، تكلم فيه بعضُهم من قِبَل حفظِه، وأَخرج له البخاريُّ متابعةً كما حققه الحافظ، وانظرْ تعليقي على ترجمتِه في "تيسير الانتفاع "؛ فكأنه- لحُسنِ حالِه- مشَّى حديثَه هذا كما ذكروه في ترجمةِ خالدِ بنِ حزامٍ وجزموا به؛ مثلُ الحافظ الذهبي في "التجريد"، والعسقلاني في "الإصابة "، ومِن قبلِهم ابنُ الأثير في "أُسدِ الغابة ". ورواه الواقديُّ على وجهٍ آخرَ، فقال ابنُ سعدٍ في "الطبقاتِ " (4/119): أَخبرنا محمد بنُ عمرَ قال: حدثني المغيرةُ بنُ عبد الرحمن الحِزامي قال: أَخبرني أَبي قال: خرج خالد بنُ حِزامٍ مهاجراً إلى أرض الحبشةَ في المرةِ الثانية؛ فنُهِشَ في الطريق... الحديث؛ دون قولِ الزبير أيضاً. وهذا- معَ إِرساله- واهٍ جداً؛ لحال محمد بن عمر الواقدي المعروفة. ومن طريقه: أخرجه الحاكم (3/485) بأَسانيدَ أخرى له. وبالجملة؛ فالعُمدةُ على الطريق الأولى؛ لثقةِ رُواتِها. غيرَ أنه بقي شيءٌ كِدتُ أَن أَسهُوَ عنه، وهو أَن المنذر بن عبدِ اللهِ الحِزامي لم يوثقْهُ غيرُ ابنُ حِبانَ (7/518 و 9/176)، وقال الحافظ: "مقبول "! فأَقول: بل هو ثقة فاضل، كما يظهرُ من ترجمتِه في "تاريخ بغداد" (13/244- 245)، وتوثيقُ ابنِ حِبانَ إياه، وكثرةِ الرواة الثقاتِ عنه، وفيهم بعضُ الحفّاظِ والفقهاء؛ فراجع "تهذيب المِزِّي "، و"تيسير الا نتفاع ". وأَما ما روى أشعث بن سوار عن عكرمة عن ابن عباسٍ قال: خرج ضَمرةُ بنُ جُندُبٍ من بيتِه مُهاجراً، فقال لأَهلِه: احملوني فأَخرجوني من أَرضِ المشركين إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فمات في الطريقِ قبلَ أَنْ يصلَ إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فنزل الوحيُ: { وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ ... } الآيةَ. أَخرجه ابنُ أَبي حاتمٍ أيضاً، وأَبو يَعلى في "مسنده "(5/ 81/2679)، وأبو نعيم أيضاً في"المعرفة"(1/ 331/ 2)،والواحديُّ في "أَسباب النزول "(ص 131-132). وقال الهيثمي في "المَجمع " (7/10): "رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات "! كذا أَطلق! وفيه نظر؛ فإن أشعثَ بنَ سِوارٍ مُختلفٌ فيه، وقد أخرج له مسلم متابعةً، ولا شك في صِدقِه وسوءِ حفظِه، وبهذا نجمع بين قولِ الذهبي فيه في "الكاشف ": " صدوقٌ "، وقولِ الحافظ في "التقريب": "ضعيفٌ". لكن لعله يتقوى برواية شَريكٍ عن عمرو بن دينار عن عكرمة به. أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره " (5/152) بسندٍ رجالُه ثقاتٌ، غير شَريكٍ هذا- وهو ابنُ عبدِ الله القاضي-، وفيه ضعفٌ من قِبلِ حِفظِه. وله شواهد كثيرةٌ مرسلةٌ بأَسانيدَ مختلفةٍ، يقطع الواقف عليها بصحة حديثِ ابنِ عباسٍ هذا، فراجِعْها إِن شئتَ في "تفسير ابن جرير". وإذا ثبت هذا؛ فلا تعارض بين حديث ابن عباس هذا، وحديث الترجمة؛ لأنه من الممكن أَن تتعددَ أسبابُ النزول، وذلك معروفٌ عند علماء التفسير، فما نحن فيه من هذا القبيل. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|