أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
13990 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-22-2021, 08:07 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي [ مقال ] اتهام أهل الحق بغير حق - الشيخ علي الحلبي - رحمه الله -

بسم الله الرحمن الرحيم

اتِّهام أهلِ الحقِّ بغيرِ حقٍّ

لفضيلة الشَّيخ علي بن حسن الحلبي
-رحمه الله-



حكى الإمامُ الذَّهبي في "سِيَر أعلام النُّبلاء" (13/174): "أنَّه قيل لعبد الوهَّاب الورَّاق: إنْ تكلَّم أحدٌ في أبي طالبٍ والمرُّوذي(1)؛ أمَا البُعدُ عنه أفضل؟!
قال: نعم؛ مَن تكلَّم في أصحابِ أحمدَ فاتَّهِمه، فإن له خِبئةَ سوء؛ وإنَّما يُريد أحمدَ".
وهذا أسلوبٌ حَلَزونيٌّ ملفوفٌ -لكنَّه مكشوف- للطَّعن بِعلماء السُّنَّة وحَمَلتِها ودُعاتِها الذين هم علاماتٌ هاديةٌ إليها، وأماراتٌ ساطعةٌ عليها.
إذ لَمَّا أيِس ذوو الأهواءِ المُضِلَّة، وأصحابُ المناهج المختلَّة مِن القدحِ بِدعوةِ الحق وبراهينها وحُجَجِها، رأَوا أنَّ (أسلم) طريقٍ لهم لإبعاد النَّاس عن هذه الدَّعوة الحقَّة هو الطَّعن بِرُموزِها، والقدحُ بِهُداتِها!!
ولكنْ صاحبُ هذا الأسلوب -أو هذه الطريقة- قد احترقتْ أوراقُه، وخابت رَمياتُه، وتنبَّه أهلُ الحق لهذه المصيدة المنصوبة لهم:
فقد رَوى أبو عُثمان الصَّابوني (رقم164)، والخطيبُ البغدادي في "شرف أصحاب الحديث" (ص74): أن أحمد بن الحسن قال لأحمدَ بن حنبل: يا أبا عبد الله! ذكروا لابن أبي قُتيلة -بِمكَّة- أصحابَ الحديث، فقال: أصحابُ الحديث قومُ سوء!!
فقام أحمد بن حنبل وهو يَنفضُ ثوبَه ويقول: "زِنديق زنديق" حتى دخل البيت!
وعلَّق شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة على هذا الخبر في "مجموع الفتاوى" (4/96) -بعد إيرادِه- بِقوله: "فإنَّه عَرَف مغزاهُ".
نعم؛ فإن مغزى أهلِ الانحراف مِن المبتدعة وأشباهِهم معروف لكلِّ مَن أنصف نفسَه، فالميزان عند أهل السُّنَّة واضحٌ بيِّن:
قال الإمامُ قُتيبة بن سعيد في "كتاب الإيمان"(2): "إذا رأيتَ الرَّجلَ يُحبُّ سفيان الثَّوري، ومالِك بن أنس والأوزاعي و.. و..؛ فاعلم أنَّه صاحب سُنَّة".
وفي "الكفاية" (48) للخطيب البغدادي: أنَّ أبا زُرعة الرَّازيَّ قال: "إذا رأيتَ الرجلَ ينتقصُ أحدًا من أصحاب رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فاعلم أنَّه زنديق؛ وذلك أنَّ الرسولَ عندنا حقٌّ، والقرآنَ حقٌّ، وإنما أدَّى إلينا القرآن والسُّنَّة أصحابُ رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، وإنَّما يُريدون أن يجرحوا شُهودَنا ليُبطلوا الكتابَ والسُّنَّة، والجرحُ بهم أولى، وهم زنادقة".
إذًا؛ فإنَّ مُراد الطَّاعنين ليس أولئك الأعلام أو أصحابهم، أو من سار على نهجِهم -بأشخاصهم-، وإنما هو الدعوةُ الحق، والمَهْيَعُ الرَّشيد، والصِّراط القويم.
قال الإمامُ أحمد بن حنبل: "إذا رأيتَ الرجلَ يغمِزُ حمَّاد بن سَلَمة؛ فاتَّهِمه على الإسلام، فإنَّه كان شديدًا على المبتدِعة" -كما في "السِّيَر" (7/450)-.
وعليه؛ فإنَّ الطعنَ -اليوم- بِعلماء السُّنة؛ كابن باز والألباني وابن عثيمين، ونحوهم، أو تلامذته النَّاشرين لعُلوم الوحيَين هو طُعنٌ بالسُّنَّة ومنهجها ودعوتها.
فليتنبَّه لهذا الخطر الدَّاهم المخلِصون من المسلمين، والصَّادقون من طلبة العلم.
وكل ما سبق لا يُناقض الحوار والتنبيه، إذ فرقٌ بين هذا وبين الإقذاع والتَّشويه، كما هو اضحٌ -بحمد الله وتوفيقه-.



___________
(1) وهما من تلاميذ أحمد والآخذين عنه,.
(2) كما في "عقيدة السَّلف أصحاب الحديث" (ص 108).

["مجلة الأصالة"، العدد السَّابع: 15 من ربيع الثَّاني 1414هـ، السَّنة الثانية، (ص20-21)].
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-24-2021, 01:53 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

* الامتحان بمُوافقة أهلِ السُّنَّة:
ولقد امتُحن الناسُ -قديمًا- بِحبِّ أئمَّة السُّنَّة ومُوالاتهم؛ كأحمد، وسفيان، وحمَّاد؛ فمَن أحبَّهم فهو على خير، ومن لا: فلا!!
بل قد وقع مثل هذا الامتحان -والابتلاء- فيمن دون هؤلاء الكبراء:
كما قال الإمام عبد الرحمن بن مهدي: "إذا رأيتَ الشَّاميَّ يُحب الأوزاعيَّ وأبا إسحاق الفزاريَّ: فَارْجُ خيرَه"، وفي لفظ: "فهو صاحب سُنَّة".
وقال أحمد بن عبد الله بن يونس: "امتَحِنْ أهل الموصِل بِمُعافى بنِ عمران؛ فإن أحبُّوه: فهم أهل سُنَّة، وإن أبغضوه فهم أهل بدعة".
ومن هذا الباب -فيما نحن بِصدده- قول العلامة حمودد التويجري -تغمَّده الله برحمته-: "الألباني -الآن- عَلَم على السُّنَّة؛ الطَّعن فيه إعانة على الطَّعن في السُّنَّة".
وإذ قد استقرَّ في أحوال دُنيا الاجتماع، وشؤون النفوس والطِّباع؛ أنَّه (لكلِّ زمان دولة ورجال): كان لِزامًا على أهل السُّنة السَّنيَّة أن يعرِفوا كُبَراءَهم، وأن يُميِّزوا مشايخَهم.
فهذا العصر -بِيقين- عصر أئمَّتنا الكبار: ابن باز والألباني وابن عثيمين -رحمهم الله أجمعين، ومن سار على نهجهم الأمين-؛ الذين وَفَّوا لهذه الأمَّة قسطًا عظيمًا من حقِّها، وأدَّوا جانبًا مُهمًّا من الواجبات الثِّقال الملقاة على عواتقهم تُجاهها؛ نصحًا وتوجيهًا وتعليمًا وإرشادًا.
* علماء السُّنَّة سدٌّ مَنيع:
ويعلم كل ذي بَصر وبصيرة كم قد رُدَّت من فتن على الأمَّة -بوجودهم-! وكم حُفظت بسببهم عقول وقلوب! وكم صِينَت -بإمامتهم وأمانتهم- مِن دماء وأعراض وأموال!
فرحمهم الله -تعالى- رحمة واسعة، وألحقنا بهم في الصالحين من عباده على خير وحُسن خاتمة -بِمنِّه وكرمه-.
ولما كان حال هؤلاء الأئمَّة: كذلك؛ كان لا بُدَّ أن يكونوا -هم- مِحنةَ المخالِف، ونُصرةَ المؤالِف: لا تحزُّبًا؛ فالتَّحزُّب سببُ مقتٍ لا ينقطع، ولكن: ولاءً للحق ودُعاته وحَمَلته:
فالمحبُّ لهم، الرَّافع قدرَهم، المادح منهجَهم: خيرُه مرجوٌّ، وفضلُه مأمول، والمبغِضُ لهم، المشكك فيهم، المتنقِّص بهم: فضلُه مهضوم، ونهجُه مهدوم!



["الدرر المتلألئة بنقض الإمام العلامة الألباني (فرية) موافقته المرجئة"، (7-10)].
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:13 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.