بحث حول الراوي المستور ( مدخل لعلم الحديث ، تعريفات..) 1

[محمد أشرف]

مقدمة حول أهمية علم الحديث وتاريخ نشأته.
قال السيوطي في تدريب الراوي شرح تقريب النووي ( علم الحديث رفيع القدرعظيم الفخر شريف الذكر لا يعتني به ءالا كل حبر ولا يحرمه ءالا كل غمر ولا تفنى محاسنه على ممر الدهر وكنت ممن عبر ءالى لجة قاموسه حيث وقف غيري بشاطئه ولم أكتف بورود مجاريه حتى بقرت عن منبعه ومناشئه وقلت لمن على الراحة عول مثمثلا بقول الأول
لسنا وءان كنا ذوي حسب " يوما على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا " تبني ونفعل مثل ما فعلوا
مع ما أمدني الله به من العلوم كالتفسير الذي به يطلع على فهم الكتابالعزيز وعلومه التي دونتها ولم أسبق ءالى تحرير الوجيز والفقه الذي من جهله فأنى له الرفعة والتمييز واللغة التي عليها مدار فهم السنة والقران والنحو الذي يفضح فاقده بكثرة الزلل ولا يصلح الحديث للحان ءالى غير ذلك من علوم المعاني والبيان التي لبلاغة الكتاب والحديث تبيان وقد ألفت في ذلك مؤلفات وحررت فيها قواعد ومهمات ولم أكن كغيري ممن يدعي الحديث بغير علم وقصارى أمره كثرة السماع على كل شيخ وعجوز غير متلفت ءالى معرفة ما يحتاج المحدث ءاليه أن يجوز ولا مكترث بالبحث عما يمتنع أو يجوز ثم الظن الانفراد بجمع الكتب والضن بها على طلابها فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا عاريا عن الانتفاع ءان سئل عن مسألة في المصطلح لم يهتد لجوابها أو عرضت له مسألة في دينه لم يعرف خطأها من صوابها أو تلفظ بكلمة من الحديث لم يأمن أن يزل في ءاعرابها غصار بذلك ضحكة للناظرين وهزأة للساخرين .
- قال ابن الأكفاني في كتاب ءارشاد القاصد الذي تكلم فيه على أنواع العلوم (علم الحديث الخاص بالرواية علم يشتمل عاى أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وروايتها وضبطها وتحريرألفاظها وعلم الحديث الخاص بالدراية علم يعرف منه حقيقة الرواية وشروطها وأنواعها وأحكامها وحال الرواة وشروطهم وأصناف المرويات وما يتعلق بها فحقيقة الرواية نقل ونحوها وءاسناد ذلك ءالى من عزى ءاليه بتحديث أو ءاخبار وغير ذلك وشروطها تحمل راويها لما يرويه بنوع من أنواع التحمل من سملع أو عرض أو ءاجازة ونحوها .
- أنواعها{الاتصال والانقطاع ونحوهما}
- أحكامها {القبول والرد وحال الرواة العدالة والجرح وشروطهم في التحمل وفي الأداء كما سيأتي وأصناف المرويات المصنفات من المسانيد والمعاجم والأجزاء وغيرها أحاديث وآثار وغيرهما وما يتعلق بها هو معرفة اصطلاح أهلها .
- فالمصنفات تنقل الأحاديث المرفوعة ءالى النبي صلى الله عليه وسلم بشرط راويه الأخير وتنقل آثارالنبي صلى الله عليه وسلم كما رواها الصحابة والتابعين عن الصحابة وتابعي التابعين عن التابعين وتنقل المرسل والمنقطع والمعلول والمفصل كما تنقل الرأي وعكسه وقول من قال بأمر ومن قال بغيره وقول من أجاز هذا وذاك معا وذلك دون أن يتخد صاحب المصنف موقفا يؤيد لمذهب أو معارضا لمذهب آخر وأشهر المصنفات مصنف ابن أبي شيبة المتوفى سنة 206.
- المسانيد {فهي تجمع أحاديث وآثار كل صحابي على حدة مع أسانيدها المختلفة وربما يروى فيها الحديث الواحد نفسه روايات عديدة وأشهرها مسند الامام أحمد .
- {المعاجم فهي التي تذكر فيها الأحاديث على ترتيب الصحابة أو الشيوخ أو البلدان أو التصنيف الموضوعي للأحاديث وبدأت محاولات التصنيف مند القرن الرابع وذلك لارشاد الباحثين عن الأحاديث في مظانها من الدواوين الكبار كالكتب الستة وغيرها رتبو فيها أسماء الصحابة على الحروف وجمعت تحت اسم كل صحابي أحاديثه المروية في أحد تلك المصادر أو الدواوين الكبار المشار ءاليها وهو ما صار يعرف باسم الأطراف وأشهر هذه المعاجم كتاب الأطراف للحافظ أبي القاسم علي بن عساكر الدمشقي المتوفى سنة 571 وكتاب تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للحافظ المزيالمتوفى سنة 742 وكتاب جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن للحافظ ابن كثير الدمشقي المتوفى774 ومن المعاجم على التصنيف الموضوعي ما فعله الحافظ الحميدي (488) في كتابه الجمع بين الصحيحين ومجمع الزوائد للهيثمي (807) والمطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر (852) وتطور هذا الفن على يد الامام السيوطي (911) الذي رتب الأحاديث على حروف المعجم باعتبار اللفظ النبوي كما في كتابيه الجامع الكبير والجامع الصغير والعلامة علي المتقي الهندي (975)في كتابه كنز العمال الذي جمع فيه كتب السيوطي الجامع الكبير والجامع الصغير.
- السنن{تجمع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة التي يرجح فيها الرفع ءالى الرسول صلى الله عليه وسلم مرتبة على أبواب الفقه وتقصر على أحاديث الأحكام أي من كتاب الطهارة ءالى كتاب الوصايا كسنن أبي داوود .
-الأجزاء{جمع جزء وهو ما جمع فيه الأحاديث المروية عن رجل واحدسواء كان من الصحابة او الشيوخ أو جمع مطلبا واحدا كجزء حديث أبي بكر أو روايات المسألة الجزئية كجزء رفع اليدين ومنها الأربعينيات كالأربعين النووية ومنها العلل وهو أن يجمع في كل حديث أوباب طرقه واختلاف رواته منها الأطراف وهو أن يذكر طرف الحديث الدال على بقيته ويجمع أسانيده مستوعبا ومقيدا بكتب مخصوصة .
- الجوامع{ وهو ما يوجد فيه جميع أقسام الحديث من العقائد والأحكام والرقائق والأداب والتفسير والتاريح والمناقب والفتن .
قال االشيخ عز الدين بن جماعة ( علم الحديث علم بقوانين يعرف بها أحوال السند والمتن وموضوعه السند والمتن وغايته معرفة الصحيح من غيره وقال شيخ الاسلام ابن حجر( أولى التعاريف له أن يقال معرفة القواعد المعرفة بحال الراوي والمروي .
- قال الكرماني في شرح البخاري ( واعلم أن الحديث موضوعه ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث ءانه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده هو علم يعرف به أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله وغايته هو الفوزبسعادة الدارين وهذا الحد مع شموله لعلم الاستنباط غير محرر ولم يزل شيخنا محي الدين الكافيجي يتعجب من قوله ءان موضوع علم الحديث ذات الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول هذا موضوع الطب لا موضوع الحديث وأما السند فقال البدر بن جماعة والطيبي هو الاخبار عن طريق المتن قال ابن جماعة وأخده ءاما من السند وهو ما ارتفع وعلا من سفح الجبل لأن المسند يرفعه ءالى قائله أو من قولهم فلان سند أي معتمد فسمي الاخبار عن طريق المتن سندا لاعتماد الحفاظ في صحة الحديث وضعفه عليه وأما الاسناد فهو رفع الحديث ءالى قائله . قال الطيبي وهما متقاربان في معنى اعتماد الحفاظ في صحة الحديث وضعفه عليهما .
- قال ابن جماعة (المحدثون يستعملون السند والاسناد لشيء واحد وأما المسند بفتح النون فله اعتبارات أحدها الحديث الآتي تعريفه في النوع الرابع من كلام المصنف – الثاني الكتاب الذي جمع فيه ما أسنده الصحابة أي رووه فهو اسم مفعول – الثالث أن يطلق ويراد به الاسناد فيكون مصدرا كميند الشهاب ومسند الفردوس .)
تعريف المتن(فهو ألفاظ الحديث التي تتقوم بها المعاني قاله الطيبي وقال
ابن جماعة وهو ما ينتهي ءاليه غاية السند من الكلام من المماتنة وهي المباعدة في الغاية لأنه غاية السند أو من متنت الكبش ءاذا شققت جلدة بيضته