أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
92634 103800

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-11-2012, 03:39 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي البكـــــــــاء

البكـــــــــاء

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

قال – تعالى -: {وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [سورة النجم: 43].

البكـــــــــاءُ فطرةٌ بشريّةٌ كما ذكر المفسرون، من عظيم معجزات الله تعالى التي امتن بها على عباده في التعبير عما تكنُّه صدورهم؛ والتخفيف عنهم بإظهاره على جوارحهم. قال القرطبي في تفسير قول الله - تعالى - {وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [سورة النجم: 43]. قضى أسباب الضحك والبكـــــــــاء.
قال عطاء بن أبي مسلم: [يعني: أفرح وأحزن، لأن الفرح يجلب الضحك، والحزن يجلب البكـــاء ...] انظر: [تفسير القرطبي 17/ 116].

البكـــــــــاء نعمة عظيمة امتنّ الله – تعالى - بها على عباده، ارتبطت بمشاعر الإنسان، لأنه استجابة طبيعية لانفعالاتنا الداخلية، فيهِ متنفّس من هموم الحياة ومتاعبها، ومواساة للمحزون، وتسلية للمصاب؛ ولعل من الأخطاء الشائعة أن يعتبر البعض البكـــــــــاء دليلاً على الخَوَر والضعف فيستحيى منه، بل هو ردّ فعل غريزي في الإنسان لا يملك في الغالب دَفْعَه، وهو مباحٌ بشرط ألّا يصاحبه ما يدلُّ على التسخُّط من قضاء الله وقدره؛ فقد بكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مواضع ومناسبات كثيرة، منها عند وفاة ولده إبراهيم وقال: (إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ بدمعِ العينِ ولا بحزنِ القلبِ، ولكن يُعَذِّبُ بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحمُ) رواه: [البخاري (1242) ومسلم (924)].

وهو شائع في مختلف الأعمار والأجناس والبيئات، وينصح العلمــــــــاء بعدم كبته، والتعبير والإفصاح عما يختلج في النفس به عند الحاجة، حيث وجد العلماء أن البكـــــــــاء يريح الإنسان من الضغوط التي يتعرض لها، ويُخلِّص الجسم من الكيماويات السامة التى تكونت نتيجة الضغوط والانفعالات.

فقد أكدت بعض التجارب أن الدموع تخلص الإنسان من مواد سامة يفرزها الجسم كله في حالة التوتر … وأنه يجب أن يُنظر للبكاء على أنه عملية تنظيف مثل التبول والعرق؛ وكشفت الدراسة أن تركيب الدموع يختلف تبعاً لمسبباته وللأشخاص الباكين أيضاً؛ فقد تبين أن دموع الفرح مثلاً تحتوى على نسبة كبيرة من الزلال تزيد بحوالى 25% عن الدموع الأخرى؛ أما كبت الدموع وعدم إظهار الانفعالات فإنها تؤدى إلى الكثير من الأمراض مثل الطفح الجلدي، أو إصابة الجهاز التنفسي، أو الجهاز المعوي، أو المعدي مثل قرحة المعدة، أو إصابة القولون.

فالدموع تغسل العين وتنظفها من كل جسم غريب وضار بها، وتعمل كأحد أنظمة طرح النفايات خارج الجسم. - والله تعالى أعلم -.


يُتبع إن شاء الله تعالى -.

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله – تعالى -.
وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-11-2012, 06:13 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي البكـــــــــاء - تتمــــــــّـــــــة

البكـــــــــاء - تتمــــــــّـــــــة


وقد يعتقد البعض الآخر أن التعبير بالبكاء عن رقة القلب والألم والحزن؛ يدل على الخوَر وضعف الإيمان بالله – تعالى -؛ وهذا اعتقاد خاطئ لأنه على العكس والنقيض من ذلك … فالبكاء عند سماع القرآن الكريم، أو موعظة من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم أو عند التفكر والتدبر في آلاء الله - تعالى - ومعجزاته وعظيم قدرته - سبحانه - هو من صميم الإيمان بالله - تبارك وتعالى - …قال - جلَّ شأنه-: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [سورة مريم 58].

وقال - تعالى -: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [سورة التوبة 91 ــ 93].

وكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل ويبكي: فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – قالت : " قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ليلةً من الليالي فقال : (يا عائشة ذريني أتعبد لربي) فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض، وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال له: (أفلا أكون عبداً شكوراً ؟) (متفق عليه) .
وعن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه - رضي الله عنه - قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني: يبكي) .
وفي رواية قال: (رأيت النبي يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحا من البكاء). رواه أحمد وروى النسائي الرواية الأولى وأبو داود الثانية. (صحيح) انظر: [مشكاة المصابيح 1000].

وكان صلى الله عليه وسلم يبكي إذا سمع القرآن الكريم خشوعًا وخشية: فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: " قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اقرأ عليّ)، قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟، فقال: (نعم)، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: {فَكَيْفَ إذا جِئْنا مِنْ كُلّ أمّةٍ بِشَهيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤلاءِ شَهيدا} [سورة النساء: 41]، فقال: (حسبك الآن)، فالتفتّ إليه، فإذا عيناه تذرفان"، رواه (البخاري).


يُتبع إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-11-2012, 07:09 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أنواع البكـــــــاء :

أنواع البكـــــــاء:

قال يزيد بن ميسرة - رحمه الله -: "[البكاء من سبعة أشياء ... البكاء من الفرح، والبكاء من الحزن، والفزع، والرياء، والوجع، والشكر، وبكاء من خشية الله - تعالى -، فذلك الذي تُطفِئ الدمعة منها أمثال البحور من النار !].

وذكر الإمام ابن القيّم - رحمه الله تعالى - في كتابه القيّم "زاد المعاد"(1/ 184 - 185):عشرة أنواع للبكاء، أوردها هنا مع إضافـــة بعض الأدلــــّـة:

1. بكاء الخشية والخشوع والخوف من الله تبارك وتعالى -: ومن أصدقه: بكاء الخوف والخشية من الله – تعالى- الدال على صدق الإيمان الذي يورث الخشية والخشوع في القلب، وإذعان الجوارح لأمر الله – تبارك وتعالى– وعظيم الأجر والمثوبة.

وتغرورق العينان بدموع الإيمان والندم على التفريط،
فيحمد المؤمن الله تعالى على نعمة الإنابة، ويجدّد العهد مع الله – تبارك وتعالى –، فيكون البكاء أشبه بغيث من السماء أرسله الله - تعالى- إلى أرض أجدبت فأحياها الله بعد موتها ... وأعاد لها الحياة من جديد إنها دموع الخشية من الله - تبارك وتعالى –.
قال الحق -جل في علاه-: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِين أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِين قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [سورة المائدة: 82 ــ 83].
ففي لحظات صدقٍ مع النفس، وخشوع يلامس شغاف القلب، يحاسب العبد فيها نفسه، يبكي نادمًا على التفريط، يتمنى لو أن يوقظهُ موقظٌ ناصحٌ أمينٌ مؤثرٌ فيه، يهزّه من أعماقه، ليفيق من غفلته تائبًا نادمًا منيبًا إلى الرب – تبارك وتعالى -، خائفًا من تبعات الذنوب والمعاصي، خائفا من سوء العاقبة ... سوء الخاتمة؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت: "يا رسول الله! {وَالذينَ يُؤتونَ ما آتَوْا وَقُلوبُهُمْ وَجِلة} أهو الرجل الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر ؟". قال: لا يا بنت أبي بكر، أو يا بنت الصديق، ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي وهو يخاف أن لا يتقبل منه) قال الشيخ الألباني: (حسن). انظر: [جامع الترمذي 5/ 327 رقم 3175]. الله أكبر!! إنه الخوف من عدم قبول العمل؛ سمة أهل الإيمان؛ يسابقون في الخيرات ويتجنبون المنكرات، ويأتون بالطاعات، وقلوبهم وجلة أن ترد عليهم أعمالهم.
والوجل: خوف مع تعظيم لله رب العالمين.

وقال الله - تعالى -: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [سورة الإسراء 107 ــ 109] .
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا اللهم هل بلغت ؟) (متفق عليه). وانظر: [صحيح الجامع حديث رقم: 1642].‌

كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – عند رؤيته للقبر، اعتبارًا بمصير الإنسان بعد موته: فعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فجلس على شفير القبر – أي طرفه -، فبكى حتى بلّ الثرى ، ثم قال: (يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا) رواه ابن ماجة،
وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها؛ ولذلك قال في موضعٍ آخر: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً) (متفق عليه).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم) (صحيح لغيره) رواه الترمذي واللفظ له وقال: (حديث حسن غريب). ورواه النسائي والحاكم والبيهقي إلا أنهم قالوا: (صحيح). وفي رواية: (.... ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري مسلم أبدا) [رواه الترمذي 1633] وانظر: [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1269].
وعن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله). [رواه الترمذي (1639)، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الترمذي" ( 1338 )].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) (متفق عليه) انظر: [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم 701].

وعن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: "وكان من البكائين " قال: " صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاه الغداة، ثم أقبل علينا بوجهه، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها الأعين، ووجلت منها القلوب، فقال رجل: يا رسول الله ! كأن هذه موعظة مودع، فقال: (اتقوا الله، وعليكم بالسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء من بعدي الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة) إسناده صحيح رجاله ثقات. انظر: [ظلال الجنة جـ 1 رقم 54].

وعن عمرو بن سعيد عن حميد بن عبد الرحمن قال حدثني ثلاثة من بنى سعد كلهم يحدث عن أبيه: أن رسول الله دخل على سعد – هو سعد ابن أبي وقاص - رضي الله عنه - يعوده بمكة، فبكى، فقال: (ما يبكيك ؟ قال: خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مات سعد – هو سعد ابن خولة، كما دلت عليه أحاديث بروايات أخرى- قال: (اللهم اشف سعدا ثلاثا)، فقال: لي مال كثير، يرثنى ابنتى، أفأوصى بمالى كله ؟ قال: (لا)، قال: فبالثلثين؟ قال: (لا)، قال: فالنصف ؟ قال: (لا)، قال: فالثلث؟، قال: (الثلث والثلث كثير، إنّ صدقتك من مالك صدقة، ونفقتك على عيالك صدقة، وما تأكل امرأتك من طعامك لك صدقة، وإنك أن تدع أهلك بخير - أو قال بعيش خير من أن تدعهم يتكففون الناس وقال بيده) صـحـيـح. انظر : [الأدب المفرد 1 / 183. رقم 520 ].
وفي رواية: [مرضت عام الفتح ...] صحيح. انظر: [سنن ابن ماجه 2708] .
يتمنى سعد ابن أبي وقاص - رضي الله عنه – أن يموت في الأرض التي هاجر إليها، لا في الأرض التي هاجر منها، لما أعدّ الله - تعالى - للمؤمن من أجر إذا مات في أرض هجرته؛ فعن ابن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل إذا مات بغير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة) (حسن) رواه: (النسائي وابن ماجه). انظر: [صحيح الجامع رقم: 1616]. ‌

ومن بكاء الخشوع: البكاء عند الإقرار بالحق وتذوّق حلاوته، والخوف من تبعات الآثام والذنوب والمعاصي؛ لعل الله يتداركه برحمة منه سبحانه!!:
قال – تعالى -: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [سورة الطور 25 – 28].

قال الشاعر:

أبكي زللي وأشتـــــــكي آثامي ***** في سفك دمي تقدمت أقدامـــــي
ما أبصرت إلا والبلا قـــــدّامي ***** ما أسرع ما أصاب قلبي الدامي.

ومنهم من يبكي يوم القيامـــــــة غفلته وتقصيره، ويندم حين لا ينفعه ندم ولا بكــــــاء، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يرسل البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع، ثم يبكون الدم،حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود، لو أرسلت فيه السفن لجرت) (حديث حسن) [صحيح الجامع 8083] و [السلسلة الصحيحة 1679].


يُتبع إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-15-2012, 01:43 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي من أنواع البكـــــــاء :

من أنواع البكـــــــاء :

2. بكاء الرحمة والرقة :
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : أخذ النبي – صلى الله عليه وسلم - بنتا له تقضي، فاحتضنها، فوضعها بين ثدييه، فماتت وهي بين ثدييه، فصاحت أم أيمن، فقيل : أتبكي عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ؟ قالت : ألستُ أراك تبكي يا رسول الله ؟ قال : (لستُ أبكي، إنما هي رحمة، إن المؤمن بكل خير على كل حال، إن نفسه تخرج من بين جنبيه وهو يحمد الله -عز وجل -) (صحيح) [السلسلة الصحيحة 1632].

وعن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد قال : أغمي على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مرضه ثم أفاق فقال : (أحَضَرَتِ الصلاة ؟) قالوا : نعم . قال : (مُروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس، ثم أغمي عليه، فأفاق فقال :(أحضرت الصلاة ؟) قالوا : نعم . قال : (مُروا بلالا فليؤذن، ومُروا أبا بكر فليصل بالناس)، ثم أغمي عليه، فأفاق، فقال : (أحضرت الصلاة ؟ قالوا : نعم . قال : (مُروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس) فقالت عائشة - رضي الله عنها - : " إن أبي رجل أسيف، فإذا قام ذلك المقام يبكي لا يستطيع، فلو أمرت غيره " ثم أغمي عليه، فأفاق فقال :
(مُروا بلالاً فليؤذن، ومُروا أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف أو صواحبات يوسف) قال : فأمر بلال فأذن، وأمر أبو بكر فصلى بالناس، ثم إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وجد خِفــّــة فقال : (انظروا لي من أتكئ عليه) فجاءت بريرة ورجل آخر فاتكأ عليهما، فلما رآه أبو بكر ذهب لينكص، فأومأ إليه أن اثبت مكانك، ثم جاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى جلس إلى جنب أبي بكر حتى قضى أبو بكر صلاته، ثم إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قبض). قال الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى - : (صحيح) انظر : [سنن ابن ماجه1 / 390 رقم 1234].

3. بكاء المحبة والشوق : ما أجمل قول الشاعر في بكاء المحبة والشوق :

فمـا في الأرض أشقى مـن محب ***** وإن وجد الهـوى حــــلو المــذاق
تـراه باكيـــــاً فـي كـــــل حـــــين ***** مخافـــــــــة فرقـــــــة أو لاشـتياق
فتسخـن عينـــــه عنـد التلاقـــي ***** وتسـخن عينـــــــه عنــــــد الفراق
ويبكي إن نـأوا شوقــا إليهـــــم ***** ويبكـــي إن دنوا خوف الفـــراق.


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-15-2012, 02:29 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي من أنواع البكـــــــاء :

من أنواع البكـــــــاء:

4. بكاء الفرح والسرور:
وهذا معروف مشاهد، يبكي المرء فرحاً عند حصول نعمة أو زوال نقمة، أو تفريج كربة أو عودة غائب، أو حصول مأمول.

بكت السيدة فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَزَنًا وفَرَحًا: فعن مسروق عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: اجتمعن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تغادر منهن امرأة، فجاءت فاطمة كأن مشيتها مشية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: (مرحبًا بابنتي، ثم أجلسها عن شماله، ثم إنه أسرَّ إليها حديثا، فبكت فاطمة، ثم إنه سارَّها، فضحكت أيضا، فقلت لها ما يبكيك ؟ قالت: ما كنت لأفشي سرّ رسول الله. فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن !! فقلت لها حين بكت: أخَصّكِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحديث دوننا ثم تبكين ؟ وسألتُها عما قال: فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا قبض سألتها عما قال ؟ فقالت: إنه كان يحدثني أن جبرائيل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة، وأنه عارضه به العام مرتين، ولا أراني إلاّ قد حضر أجلي، وأنك أول أهلي لحوقا بي؛ ونعم السلف أنا لك فبكيت، ثم إنه سارّني فقال ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو نساء هذه الأمة فضحكت لذلك) قال الشيخ الألباني رحمه الله - تعالى - (صحيح). انظر: [سنن ابن ماجة 1621].

5. بكاء الحزن: قال الله - تعالى -: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [سورة يوسف: 83 ــ 84].

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين وكان ظئرًا * لإبراهيم عليه السلام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنتَ يا رسول الله ؟ فقال : يا ابن عوف إنها رحمة؛ ثم أتبعها بأخرى فقال صلى الله عليه وسلم: (إن العين تدمع؛ والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) (البخاري 3/ 135) و (مسلم 4/ 69). أحكام الجنائز ص (32).
* وكان ظئرًا: أي: زوج مرضعة إبراهيم عليه السلام.
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس على المنبر فقال: (إن عبداً خيّره الله بين أن يُؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده فاختار ما عنده. فبكى أبو بكر وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فعجبنا له، فقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عبد خيّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا، وبين ما عنده، وهو يقول : فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المُخَيّر، وكان أبو بكر هو أعلمنا). (متفق عليه).

والفرق بين بكاء الحزن والخوف : أن " بكاء الحزن " يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب.
وبكاء الخوف: يكون لما يُتَوَقَّعْ في المستقبل من ذلك.

قال الله - تعالى -: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [سورة الحديد 22 ــ 23].

والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن: أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان، ودمعة الحزن حارة والقلب حزين، ولهذا يقال لما يُفرح به هو " قرة عين "، وأقرّ الله به عينه. وَيُقال لِما يُحزِن: سخينة العين، وأسخن الله به عينه.


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-21-2012, 04:59 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي من أنواع البكـــــــاء

من أنواع البكـــــــاء :

6. ومنه بكاء الحزن والتوبة والندم على ما اقترفت الأيدي من الذنوب والمعاصي : فعن أبي هريرة وأبي سعيد - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله : (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وافترقا عليه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها ، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) (متفق عليه). انظر : [صحيح الجامع رقم: 3603].‌

7. بكاء الخور في مواطن الضعف: ومن مواطن الضعف : عند اللقاء وأمام الأعداء، الجوع الشديد، والعطش الشديد ، والخوف الشديد.
ومنه بكاء الأطفال والبنات والنساء حتى تدرك الحاجــــــة، - هذا يقدّر بقدره مع التجربة -، لذلك فإن تربية البنات بحاجة إلى قدر أكبر من الحزم والإنتباه، مقرونًا بالمحبــــــة والحنان.

8. بكاء النفاق وهو البكاء الكاذب : وذلك بأن تدمع العين والقلب قاس، فيُظهر صاحبه الخشوع وهو من أقسى الناس قلبا.
فالبكاء قد يكون دليلاً على صدق الباكي، وقد لا يكون، ذكر القرآن الكريم قصة إخوة يوسف عليه السلام وكيف تباكوا على أخيهم كذباً فقال - تعالى - : {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [سورة يوسف: 15 ــ 18].

وعلى هذا فإن بكاء أحد المتخاصمين في القضاء، ليس دليلًا يُعتدُّ به أن الحق بجانبه.

ومن البكاء الكاذب: ظهور التأثر بآيات الله وبكلامه - سبحانه - ودليل الحال والمقال يناقضه. روى أحمد والطبراني في الكبير والبيهقي عن ابن عمرو. وعن عقبة بن عامر وعن عصمة بن مالك - رضي الله عنهم - قالوا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أكثر منافقي أمتي قراؤها) (صحيح) انظر : [صحيح الجامع رقم: 1203].


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-21-2012, 11:45 PM
أم محمد السلفية أم محمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: فلـسـطـيـن/ رام الله
المشاركات: 673
افتراضي

بارك الله فيكِ أمنا الغالية وجعله في ميزان حسناتك



في إنتظار البقية
__________________
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتى ****** بأن يدى تفنى ويبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى ***** وإن عملت شراً عليَ حسابها


***********
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-22-2012, 12:12 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم محمد السلفية مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكِ أمنا الغالية وجعله في ميزان حسناتك



في إنتظار البقية

وفيكم بارك الله ابنتي الحبيبــــــــة " أم محمد السلفية "، وإياكم ولكم بمثل يا غاليـــــــة.

شكر الله لك المرور والدعاء وجزاك الله عني خير الجزاء،

أعانني الله على ذلك، وجعل أعمالنا خالصـــــة ابتغــــــــاء مرضاته وابتغــــــاء وجهه الكريم.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-22-2012, 02:06 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي ومن أنواع البكـــــــاء

ومن أنواع البكـــــــاء :

9. البكاء المستعار والمستأجر عليه:
كبكاء النائحة بالأجرة؛ فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (ليست الثكلى كالنائحة المستأجرة تبيع عبرتها، وتبكي شَجْوَ غيرها).

ومنه بكاء ونحيب الشيعة كجزء مكمل لاحتفالاتهم في يوم عاشوراء، وما فيه من النياحة وضرب القامات لحديثٍ باطلٍ نسبوه إلى الأئمة: (من بكى أو تباكى على الحسين وجبت له الجنة).

ومَعاذَ الله أن يصدر من أئمـــة الهدى مثل هذا الحديث، فهو مخالف للأدلة الصحيحة في النهي الشديد عن النياحــــة.

استدرجهم الشيطان من البكاء والنياحـــــة إلى أن يسيرون مواكب يضربون القامات بالسلاسل، ويشجون الرؤوس بالسيوف، ويندبون الحسين "واحسيناه، واحسيناه"، والدماء تسيل عليهم بشكل مقزز .... فأين العقول ؟؟؟؟؟؟.

أليس الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنـــــــة في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فلِمَ العويل واللطم والنياحة ؟؟؟؟؟؟.

ألم يمُت من هو أعلى منزلة من الحسين - رضي الله عنه -، رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،؟؟؟؟؟؟.

ألم يَمُتْ الخليفة الراشد عليّ من قبل الحسين - رضي الله عنهما - وهو والده غدراً وقتلا ؟ لمَ لا يندبونه؟؟؟؟؟،

ألم يمت الحسن -رضي الله عنه - كذلك، لِمَ لَمْ تلطموا عليهم ؟؟؟؟؟؟.

هل هذا حبًا بالحسين سبط النبي- صلى الله عليه وسلم - أم إثارةً للأحقاد والنعرات والعصبية والطائفية والقلاقل وقد خرجوا على أبيه؟؟؟؟؟؟.

الله أكبر !!! إنها لا تعمى الأبصار ولكنها تعمى القلوب التي في الصدور.

ومن البكاء المستعار والمستأجر: بكاء القصّاصين والممثلين والممثلات في الأفلام والمسرحيات، والمسلسلات.

10. بكاء الموافقة وهو التباكي : فهو ما كان مستدعى متكلفا، وهو نوعان: محمود، ومذموم.

فالمحمود:
يستدعى لرقة القلب وخشية الله - تبارك وتعالى -.

والمذموم: يستدعى لأجل الخلق رياءً وسمعة.

ومنه أيضا ما يستدعى بالتأثر بالأغاني، كما يستدعى بالنياحــــة، ومنه البكاء على موت أهل الغناء والفسق والفجور بكاء موافقة، لبّس الشيطان على بعضهم فأدى به إلى الإنتحار، فخسر الدنيا والآخرة - والعياذ بالله -..

وأحيانا يرى الرجل الناس يبكون لأمر، فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون ... وإنما يراهم يبكون فيبكي. وهذا أيضا من بكاء الموافقة .

ومن بكاء الموافقة المحمود: عن عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - قال في أسارى بدر: (لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة استشار أصحابه في الأسارى، فقال أبو بكر : يا رسول الله هؤلاء بنو العمّ والعشيرة والإخوان وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار، وعسى أن يهديه الله فيكونوا لنا عضدا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال: والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكّنني من فلان قريبٍ لعمر فأضرب عنقه، وتمكّن عليا من عقيل بن أبي طالب فيضرب عنقه، وتمكّن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم. فهَوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر، ولم يَهْوَ ما قال عمر ، وأخذ منهم الفداء، فلما كان من الغد، قال عمر : فغدوت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وهما يبكيان فقلت: يا رسول الله ! أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاءً بكيت وإن لم أجد بكاءً تباكيت لبكائكما فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء، فقد عُرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة، ويشير لشجرة قريبة. وأنزل الله - تعالى -: {ما كانَ لِنَبِيٍ أنْ يَكونَ لَهُ أسْرى حَتّى يُثْخِنَ في الأَرْضِ تُريدونَ عَرَضَ الدّنْيا وَاللهُ يُريدُ الآخِرَةِ وَاللهُ عَزيزٌ حَكيم * لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسّكُمْ فيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظيم} [سورة الأنفال 67 ــ 68]. انظر: [ فقه السيرة ص 236] و [إرواء الغليل 5/ 46].

وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال أبو بكر - رضي الله عنه - لعمر - رضي الله عنه - بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهينا إليها بكت. فقالا لها ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت : " إني لا أبكي أنّي لا أعلم أن ما عند الله - تعالى - خير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها) صحيح . رواه مسلم . انظر : [ مشكاة المصابيح رقم 5967 ] و [ سنن ابن ماجة 1635 ]..

اللهم إنا آمنـَــــا بك واتبعنا الرسول فاكتبنــــــا مع الشاهدين .

اللهم اجمعنـــــا بنبينــــــا وحبيبنـــــا محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واسقنـــــــا اللهم شربة من حوضه والسابقين الأولين، وأهلينــــــا وأحبتنــــــا وإخواننــــــا المؤمنين في أعلى عليين، إنك ولي ذلك والقادر عليه.

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله – تعالى -.

أم عبدالله نجلاء الصالح.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-08-2012, 11:34 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حكم البكاء بسبب المرض والتحدث عنه مع الآخرين.

حكم البكاء بسبب المرض والتحدث عنه مع الآخرين.

السؤال :
تقول الأخت في سؤالها : أنا مريضة، وأحيانا أبكي لِما صارَتْ إليه حالتي بعد مرضي، فهل هذا البكاء معناهُ اعتراض على الله - عز وجل - وعدم الرضا بقضائه، وهذا الفعل خارج عن إرادتي، وكذلك هل التحدث مع المقربين عن المرض يدخل في ذلك ؟.

الجواب لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - : لا حرج عليك في البكاء إذا كان بدمع العين فقط لا بصوت، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما مات ابنه إبراهيم : ((العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون)).

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، ولا حرج عليك أيضا في إخبار الأقارب والأصدقاء بمرضك، مع حمد الله وشكره والثناء عليه، وسؤاله العافية، وتعاطي الأسباب المبـــــاحة.

نوصيك بالصبر والاحتساب، وأبشري بالخير لقول الله - سبحانه وتعالى - : {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [1].

ولقوله - تعالى -: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ غ‍ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [2].

ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يصيب المسلم هم ولا غم ولا نصب ولا وصب، وهو المرض، ولا أذى، حتى الشوكة، إلا كفر الله بها من خطاياه). وقوله - عليه الصلاة والسلام -: (من يرد الله به خيرا يصب منه).

نسأل الله أن يمن عليك بالشفاء والعافية وصلاح القلب والعمل إنه سميع مجيب.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع.
________________

[1] [سورة الزمر الآية 10].

[2] [سورة البقرة الآية 155- 157].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.