أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
70156 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-29-2009, 10:05 PM
أبو العباس أبو العباس غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 791
افتراضي بين منهجين (9) : الحزبية : مفهومها وأقسامها وسماتها .

بين منهجين (9) : الحزبية : مفهومها وأقسامها وسماتها .


كثيرة هي التهم المتبادلة التي تطلق اليوم بين المتخاصمين في ميدان الدعوة السلفية –للأسف الشديد- , ومن هذه التهم : تهمة الحزبية التي لا يكاد يسلم منها سلفي إلا من سلمه الله من ألسنة من لا يتقي الله في إطلاقاته وأحكامه , هذه التهمة التي ما تركت أحدا مشرقيا ولا مغربيا , شاميا ولا نجديا , عراقيا ولا يمنيا إلا طالته , شيخا في العلم كان أو طالب علم , بل وحتى العوام لم يسلموا من غلوائها؛ بل لم يسلم منها حتى من عرف بسلامته من التحزب في أقواله ومواقفه , بل وعرف بمواقفه المتشددة من الحزبيات البدعية المحرمة ومحاربته لها –ومؤلفاتهم وأشرطتهم ومواقفهم شاهدة- :
فهذا الشيخ بكر أبو زيد –كما يقول (بعض الناس)- جاء كتابه (تصنيف الناس بين الظن واليقين) : (لإنعاش الحزبية المقيتة وانتشالها من وهدتها وإيقاظها من رقدتها) .
وهذا الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد : قيل فيه أنه : (حزبي) .
وهذا الشيخ عدنان عرعور قيل فيه أنه من (الحزبيين المبتدعين) .
وهذا الشيخ المغراوي قيل فيه : (حزبي) و(قام طلابه بما بعجز عنه غلاة الحزبيين) .
وهذا الشيخ أبو الحسن المأربي قيل فيه أنه (حزبي وقليل في حقه أن يوصف بالحزبية السرورية) .
وأما الشيخ أبو إسحاق الحويني فكذلك قيل فيه أنه (من الحزبيين) .
وكذلك قيل في الشيخ محمد حسان : (من الحزبيين) .
وكذلك الشيخ فتحي بن عبد الله سلطان الموصلي حكم عليه بأنه (حزبي) .
ولم يقف الأمر عند حدود الأفراد بل تعداه إلى الجماعات والجمعيات ؛ فبلغ الغلو ببعضهم الى اعتبار أن كافة الجمعيات الإسلامية القائمة هي (جمعيات حزبية) .
وأن كل من يدافع عن المشايخ (عرعور) و(المغراوي) و(المأربي) فهو : (حزبي بلا شك !!) .
وأن سلفية الأسكندرية –بعامة- الأصل فيهم أنهم : (حزبيون) .
بل ومن شر بلية فوضى التجريح أن من عرف بشدته البالغة على الحزبيين لم يسلم هو نفسه من أن تطاله هذه التهمة , فهذا (محمود الحداد) صاحب الحرب الضروس على الحزبيين صير له البعض حزبا قيل فيه (الحدّاد وحزبه : فاقوا أشد الأحزاب في الأكاذيب والشّائعات).
وهذا عبد اللطيف باشميل الذي لا يقل عن سابقه شدة في ذم الحزبية والتحزب يوصف بأنه (على صلة حزبية وثيقة بمحمود الحداد) .
وكذلك الشيخ عبد الرحمن العدني قيل فيه : (ظهرت حزبيته) .
بل هذا الشيخ عبيد الجابري قيل فيه أنه : (يدافع عن الحزبيين دفاعا مريرا) .
بل وهذا الشيخ فالح الحربي –نفسه- الذي كثيرا ما كان يرمي مخالفيه بأنه حزبيين لم يسلم –هو كذلك- من هذه التهمة فقيل فيه أنه (وحزبه) افتعلوا مسائل (لنصرة مناهج الحزبيين ولحرب أهل السنة) , وأن (فالحاً وحزبه أجهل وأكذب من الكوثري) .

بل حتى الشيخ (ربيع المدخلي) -صاحب المواقف المشهودة في حربه وتحذيره من كل من ثبت عنده أنه حزبي- لم يسلم هو نفسه من أن يرمى بالحزبية من قبل أناس بعضهم يقاربه في شدة محاربته للتحزب المذموم المحرم –إن لم يكن يفوقه شدة في ذلك- , ومع هذا فقد :
وصف الشيخ ربيع ومن يناصره بأنهم (الشيخ ربيع وحزبه) .
وقيل فيه وفيمن معه ويناصره بأنهم (حزب سري خطير) .
وقيل فيهم كذلك : لو (سئلت الحزبية أين أحباؤك وأخدانك لأشارت إليهم بأصابعها الخمس) .
بل قال –أحد كبار العلماء- في الشيخ ربيع المدخلي : أن بعض كتبه (تنشط الحزبية الجديدة) .
وتوجه البعض الآخر بالقول للشيخ ربيع : (إنني أتقرَّب إلى الله تعالى بكشف عوار حزبيتكم الماكرة ، التي تطعن في كثير من علماء السنة ، ومع ذلك تتظاهر بأنها على طريقة العلماء).
وقال غيرهم من المعادين للحزبيين بأن الشيخ ربيع قد وقع (في المنهج الحزبي لحبه للرئاسة) .
وقيل كذلك أن الشيخ (ربيع وحزبه هم الغلاة) .
ومما قيل في الشيخ ربيع أنه (أراد أن ينهى عن الحزبية، والفرقة، فأقام شر الحزبيات، والجماعات، وزرع أعظم ألوان الفرقة والشقاق.. بإخراج مجموعة من الذين يرون عقد الولاء والبراء على فروع معدودة في الدين، ومن الذين يخرجون من السنة عند أدنى خلاف في الرأي والاجتهاد) .

وفي وسط هذه الفوضى الهوجاء من إطلاق تهمة الحزبية بين أناس منتسبين للسلفية وكلهم يتبرأ منها بمقاله وحاله وشهادة غيره عليه ؛ يقف طالب الحق –عند ذلك كله- حائرا متسائلا:
لم هذه الفوضى في رمي المخالفين بالحزبية ؟
ولم تطلق هذه التهمة –في أوساط السلفيين- بعد خلاف المتَّهِمِ مع المتَّهَم , وتكون معدومة قبلها , بل ومبرأ أصحابها منها , بل وكان المتهِمون يشهدون للمتهَمين بحربهم للحزبيين في معاقلهم ؟.
ولم لم تكن هذه التهمة رائجة في أوساط السلفيين في حال حياة الأئمة الكبار الثلاثة؟ .
ولم لا يتبنى إطلاقها –بهذا التوسع- على المخالفين كبارُ العلماء المعاصرين ؟.
وما هو ضابط وصف المسلم بكونه حزبيا ؟.
وما هي أبرز سمات ومظاهر التحزب المذموم ؟.
وهل كل من وقع في سمة من تلك السمات يكون حزبيا بإطلاق ؟.
ثم ما هو المانع من ان يكون من يصف غيره بهذه الاطلاقات هو أيضا حزبي –على وفق أصوله وضوابط إطلاقاته- ؟.

هذا كله وغيره دفعني لتتبع أبرز سمات ومظاهر الحزبية في نصوص الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم ؛ فخرجت بنتائج عدة , من أبرزها :

أولا : إن المتأمل في كلام علماء اللغة والشرع في معنى الحزب يجد أن كلامهم يدور على معاني (التجمع , والتناصر , والتعصب) , فمعاني التحزب تدور على :
* الاجتماع على قضية معينة .
* التعاون والتظاهر والتناصر على هذه القضية المجتمع عليها .
* التعصب لهذا التجمع .
قال ابن قتيبة في غريب الحديث (1\366) : " وأراد بالتَّمايز أنَّ الناس يتميّز بعضُهم من بعض بها , ويتحزبون أحْزاباً بوقوع العَصبيَّة".
فالحزب : هو كل طائفة من الناس اجتمعت على قضية ما , وتناصرت وتعصبت عليها ؛
فإن كان تحزبهم على ما هو حق كانوا من حزب الله .
وإن كان تحزبهم على ما هو باطل كانوا من حزب الشيطان .
قال الآيجي في المواقف (3\430) : "أنه تعالى قسم المكلفين إلى حزب الله وحزب الشيطان : فلو أذنبوا لكانوا من حزب الشيطان , وذلك لأن المطيع من حزب الله اتفاقا" .
وعموم الخلق لا يخرجون عن الاندراج تحت أحد هذين القسمين (حزب الله , حزب الشيطان) , كما قال الرازي في تفسيره (2\ 30): "أنه تعالى قسم الخلق قسمين فقال : [أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشيطان أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشيطان هُمُ الخاسرون] , وقال في الصنف الآخر ، [أولئك حِزْبُ الله أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ المفلحون], ولا شك أن حزب الشيطان هو الذي يفعل ما يرتضيه الشيطان ، والذي يرتضيه الشيطان هو المعصية ، فكل من عصى الله تعالى كان من حزب الشيطان".

ثانيا: إن وصف الحزبية ليس مما يوجب مدحا أو ذما بذاته بل هو بحسب ما تضمنه من معاني موافقة أو مخالفة للشرع :
فقد يكون التحزب مباحا كالاجتماع والتعاون والتناصر لفعل ما هو مباح .
وقد يكون مشروعا إن اجتمع أصحابه على البر والتقوى .
وقد يكون مذموما إن تضمن مخالفة للشرع .
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (11\92) : "وأما لفظ (الزعيم) فإنه مثل لفظ الكفيل والقبيل والضمين قال تعالى : [وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ] , فمن تكفل بأمر طائفة فإنه يقال هو زعيم :
فإن كان قد تكفل بخير كان محمودا على ذلك .
وإن كان شرا كان مذموما على ذلك .
وأما (رأس الحزب) فإنه رأس الطائفة التي تتحزب أي تصير حزبا ؛ فإن كانوا مجتمعين على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون لهم ما لهم وعليهم ما عليهم .
وإن كانوا قد زادوا في ذلك ونقصوا مثل التعصب لمن دخل في حزبهم بالحق والباطل والإعراض عمن لم يدخل في حزبهم سواء كان على الحق والباطل فهذا من التفرق الذي ذمه الله تعالى ورسوله .
فإن الله ورسوله أمرا بالجماعة والائتلاف ونهيا عن التفرقة والاختلاف وأمرا بالتعاون على البر والتقوى ونهيا عن التعاون على الإثم والعدوان" .
فليس كل تحزب مذموم , فقد يتحزب الإنسان لحزب الله فيكون ممدوحا , قد يتحزب لغير حزب الله , أو لما ليس من مقالات ولا أحوال حزب الله فيكون مذموما .

ثالثا : ليس وصف الحزبية وصفا لازما مطلقا , بل هو من الأوصاف النسبية , فقد يكون الفرد المعين من حزب الله في بعض الجوانب ومن حزب الشيطان في جوانب أخرى , وهذا مبني على أصل أهل السنة والجماعة في أن المسلم قد يجتمع في حقه موجب المدح وموجب الذم , وموجب الطاعة وموجب المعصية , وبالتالي يجتمع في حق موجب إدخاله في وصف حزب الله , وموجب إدخاله في حزب الشيطان , فأيهما غلب ألحق به , كما قال ابن القيم –رحمه الله- في مدارج السالكين (1\281-282) : "فإنهم [أهل السنة] متفقون : على أن الشخص الواحد يكون فيه ولاية لله وعداوة من وجهين مختلفين , ويكون محبوبا لله مبغوضا له من وجهين أيضا , بل يكون فيه إيمان ونفاق وإيمان وكفر ويكون إلى أحدهما أقرب منه إلى الآخر فيكون من أهله ؛ كما قال تعالى [هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإيمان] , وقال : [وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ] أثبت لهم الإيمان به مع مقارنة الشرك".

رابعا : لا يُشرَع اجتماع طائفة وتحزُبُهم على التناصر المطلق، بحيث ينصر بَعضُهم بعضًا في الحق والباطل، بل الواجب على كل أحدٍ اتباع كتابُ الله وسنة رسوله , كما قال شيخ الإسلام في جامع المسائل (1\191) : "ولا يُشرَع اجتماع طائفة وتحزُبُهم على التناصر المطلق، بحيث ينصر بَعضُهم بعضًا في الحق والباطل، بل الواجب على كل أحدٍ اتباع كتابُ الله وسنة رسوله، والمؤمنون إخوة يجب موالاة بعضهم بعضًا وتناصرهم وتعاونهم على البر والتقوى. قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ، وقال تعالى: {إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ , وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} ، وقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
وفي الصحيحين عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: [مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر].
وقال : [المؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُذُ بَعْضُه بعضا] وشبك بين أصابعه. وقال : [والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يُحِب لأخيه من الخير ما يُحِبّه لنفسه]".
فمثلا : ليس كون المسلم منتسبا للدعوة السلفية أو لمشيختها مما يوجب مناصرته المناصرة المطلقة , والتحزب له ولما يقول التحزب المطلق بحيث ينصر بَعضُهم بعضًا في الحق والباطل، بل الواجب على كل أحدٍ اتباع كتابُ الله وسنة رسوله، والمؤمنون –بغض النظر عن انتسابهم- إخوة يجب موالاة بعضهم بعضًا وتناصرهم وتعاونهم على البر والتقوى.

خامسا : لما كان الإنسان مدني بطبعه , اجتماعي بفطرته , مأمور –شرعا- بالاجتماع والتعاون والتناصر مع أبناء دينه , كان مما لا انفكاك عنه أن لا يسلم إنسان عن الوقوع في شيء من مظاهر الحزبية المذمومة –إلا من عصمه الله من الخطأ ؛ أو من كان لله خالصا قصده , وبالله مستعينا على سائر أمره , ومع الله في تنفيذ شرعه- ؛ فهؤلاء خير الناس من (بعض صحابة) النبي (صلى الله عليه وسلم) اجتهد فأخطأ بتحزب كل منهم إما إلى فئة علي (رضي الله عنه) أو إلى فئة عائشة (رضي الله عنها) , أو إلى فئة معاوية (رضي الله عنه) , بل وفي عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) تحزب بعضهم إلى وصف شرعي محبوب عند الله وكان هذا التحزب موجبا لإنكار النبي (صلى الله عليه وسلم) , كما في حديث جابر بن عبد الله قال : كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري : يا للأنصار وقال المهاجري : يا للمهاجرين قال : فسمع النبي (صلى الله عليه وسلم) ذلك فقال : ما بال دعوى الجاهلية؟ فقالوا : يا رسول الله رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار فقال : دعوها فإنها منتنة].
قال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ كما في مجلة البحوث الإسلامية (62\96-98) : "والذي يجب التنبيه عليه أنه لا ينبغي أن تكون هذه النسبة سببا لأمور غير شرعية كالعصبية الجاهلية التي ليس لها مستند شرعي ، فإن اسم المهاجرين والأنصار اسم شرعي وارد في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول الله سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الاوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأنصار وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} ويقول سبحانه: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأنصار الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} , وغير ذلك من الأدلة ، ومع هذا فإن هذه النسبة لما خرجت إلى أمور غير مشروعة كانت غير مرضية ، فإنه لما تلاحى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحدهما: يا للمهاجرين ، وقال الاخر: يا للأنصار ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان فقال: [أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم]..... الحديث . فنفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم , وسماها دعوى الجاهلية".

[بين الحزب الإلهي السني السلفي , والحزب الشيطاني البدعي الخلفي] .

تقدم معنا أن الناس لا يخرجون بعموم قسمتهم عن أن يكونوا من حزب الله أو من حزب الشيطان , وأن المدح والذم يتناولهم بحسب ما اجتمعوا عليه من موجب ذلك , كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في مجموع الفتاوى (11\92) : " وأما رأس الحزب فانه رأس الطائفة التي تتحزب اي تصير حزبا ؛ فان كانوا مجتمعين على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون لهم ما لهم وعليهم ما عليهم , فان كانوا قد زادوا في ذلك ونقصوا مثل التعصب لمن دخل في حزبهم بالحق والباطل والأعراض عمن لم يدخل في حزبهم سواء كان على الحق والباطل فهذا من التفرق الذي ذمه الله تعالى ورسوله فان الله ورسوله أمرا بالجماعة والائتلاف ونهيا عن التفرقة والاختلاف وأمرا بالتعاون على البر والتقوى ونهيا عن التعاون على الإثم والعدوان , وفى الصحيحين عن النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) انه قال [مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر]".
ولكل من هذين الحزبين سمات تميزه عن الآخر , ومن أبر هذه السمات :

[أبرز سمات حزب الله]

أولا : فحزب الله : هو كل جماعة اجتمعت على الحق وتعصبت لهلا ووالت وعادت عليه , ولهذا الحزب جملة كبيرة من السمات , من أبرزها :

أولا : أنه في المقالات يقول ويعتقد بما كان موافقا للكتاب والسنة واتفق عليه سلف الأمة لا غير , ولهذا سمي أهله بأهل السنة والجماعة , كما قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3\157) : "طريقة أهل السنة والجماعة إتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا وإتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وإتباع وصية رسول الله حيث قال {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة}.
ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ويؤثرون كلام الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس ويقدمون هدى محمد على هدى كل احد وبهذا سموا أهل الكتاب والسنة .
وسموا أهل الجماعة لأن الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين , والإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين .
وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلق بالدين , والإجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح إذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الأمة" .
وقال ابن القيم في شفاء العليل (ص\14) : " وكل من أصل أصلا لم يؤصله الله ورسوله قاده قسرا إلى رد السنة وتحريفها عن مواضعها , فلذلك لم يؤصل حزب الله ورسوله أصلا غير ما جاء به الرسول فهو أصلهم الذي عليه يعولون وجنتهم التي إليها يرجعون".

ثانيا : أنه في الطاعات ؛ ليس له متبوع سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم , بخلاف أهل الأهواء والبدع والفرقة , كما قال شيخ الإسلام مجموع الفتاوى (3\346-347) : "أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى , فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر , وطاعته في كل ما أمر , وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة , بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله ؛ فمن جعل شخصا من الأشخاص غير رسول الله من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة , ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة ؛ كما يوجد ذلك في الطوائف من إتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك كان من أهل البدع والضلال والتفرق , وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله , وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله وأعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها ؛ وأئمتهم فقهاء فيها وأهل معرفة بمعانيها وإتباعا لها تصديقا وعملا وحبا وموالاة لمن والاها ومعاداة لمن عاداها ؛ الذين يروون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه" .

ثالثا : أنه في الولاءات , يوالي أهل الإيمان بحسب ما معهم من الطاعات ويفاصل أهل البغي والعدوان بحسب ما معهم من منكرات , فلا ولاء مطلق إلا للشرع , ولا براء مطلق إلا من الكفر وأهله , كما قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3\419-420) : " في الصحاح عن النبي أنه قال [مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر] , وفي الصحاح أيضا أنه قال [المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه] , وفي الصحاح أيضا انه قال [والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه] , وقال صلى الله عليه وسلم [المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه], وأمثال هذه النصوص في الكتاب والسنة كثيرة .
وقد جعل الله فيها عباده المؤمنين بعضهم أولياء بعض وجعلهم أخوة وجعلهم متناصرين متراحمين متعاطفين وأمرهم سبحانه بالائتلاف ونهاهم عن الافتراق والاختلاف فقال [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا] , وقال [إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أمرهُمْ إلى اللهِ] الآية , فكيف يجوز مع هذا لأمة محمد أن تفترق وتختلف حتى يوالي الرجل طائفة ويعادي طائفة أخرى بالظن والهوى بلا برهان من الله تعالى وقد برأ الله نبيه ممن كان هكذا , فهذا فعل أهل البدع كالخوارج الذين فارقوا جماعة المسلمين واستحلوا دماء من خالفهم .
وأما أهل السنة والجماعة فهم معتصمون بحبل الله وأقل ما في ذلك أن يفضل الرجل من يوافقه على هواه وإن كان غيره أتقى لله منه , وإنما الواجب أن يقدم من قدمه الله ورسوله ويؤخر من أخره الله ورسوله ويحب ما أحبه الله ورسوله ويبغض ما أبغضه الله ورسوله وينهى عما نهى الله عنه ورسوله وأن يرضى بما رضي الله به ورسوله وأن يكون المسلمون يدا واحدة".

رابعا : أنه في الجماعات , يرى وجوب لزوم جماعة المسلمين وإمامهم القائم , وأداء حقوقه إليه , كما قال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية (1\566) : "الأمير والإمام والخليفة ذو السلطان الموجود الذي له القدرة على عمل مقصود الولاية كما أن إمام الصلاة هو الذي يصلى بالناس وهم يأتمون به ليس إمام الصلاة من يستحق أن يكون إماما وهو لا يصلي بأحد لكن هذا ينبغي أن يكون إماما والفرق بين الإمام وبين من ينبغي أن يكون هو الإمام لا يخفى إلا على الطغام , ويقولون إنه يعاون على البر والتقوى دون الإثم والعدوان ويطاع في طاعة الله دون معصيته ولا يخرج عليه بالسيف وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إنما تدل على هذا كما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس يخرج عن السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية] , وفي لفظ [أنه من فارق الجماعة شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية] ؛ فجعل المحذور هو الخروج عن السلطان ومفارقة الجماعة وأمر بالصبر على ما يكره من الأمير لم يخص بذلك سلطانا معينا ولا أميرا معينا ولا جماعة معينة".

خامسا : أنه في الإلزامات لا يلزم أحدا إلا بما ألزمه الله ورسوله , كما قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (5\18-19) : "ولهذا كان أئمة أهل السنة والجماعة لا يلزمون الناس بما يقولونه من موارد الاجتهاد ولا يكرهون أحدا عليه , ولهذا لما استشار هارون الرشيد مالك بن أنس في حمل الناس على موطئه قال له : (لا تفعل يا أمير المؤمنين فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا في الأمصار فأخذ كل قوم عمن كان عندهم وإنما جمعت علم أهل بلدي) أو كما قال .
وقال مالك أيضا : (إنما أنا بشر أصيب وأخطيء فاعرضوا قولي على الكتاب والسنة) .
قال أبو حنيفة : (هذا رأي فما جاءنا برأي أحسن منه قبلناه) .
وقال الشافعي : (إذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط) .
وقال : (إذا رأيت الحجة موضوعة على الطريق فإني أقول بها) .
وقال المزني في أول مختصره : (هذا كتاب اختصرته من علم أبي عبد الله الشافعي لمن أراد معرفة مذهبه مع إعلامية نهيه عن تقليده وتقليد غيره من العلماء) .
وقال الإمام أحمد : (ما ينبغي للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه ولا يشدد عليهم) , قال : (لا تقلد دينك الرجال فإنهم لن يسلموا من أن يغلطوا) .
فإذا كان هذا قولهم في الأصول العلمية وفروع الدين لا يستجيزون إلزام الناس بمذاهبهم مع استدلالهم عليها بالأدلة الشرعية فكيف بإلزام الناس وإكراههم على أقوال لا توجد في كتاب الله ولا في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تؤثر عن الصحابة والتابعين ولا عن أحد من أئمة المسلمين".

سادسا : أنه في العصبات , لا يتعصب إلا للحق وأهل الحق _فيما وافقوا فيه الحق_ , كما قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (2\109) : "وبلاد الشرق من أسباب تسليط الله التتر عليها كثرة التفرق والفتن بينهم في المذاهب وغيرها حتى تجد المنتسب إلى الشافعي يتعصب لمذهبه على مذهب أبي حنيفة حتى يخرج عن الدين والمنتسب إلى أبي حنيفة يتعصب لمذهبه على مذهب الشافعي وغيره حتى يخرج عن الدين والمنتسب إلى أحمد يتعصب لمذهبه على مذهب هذا أو هذا وفي المغرب تجد المنتسب إلى مالك يتعصب لمذهبه على هذا أو هذا وكل هذا من التفرق والاختلاف الذي نهى الله ورسوله عنه .
وكل هؤلاء المتعصبين بالباطل المتبعين الظن وما تهوى الأنفس المتبعين لأهوائهم بغير هدى من الله مستحقون للذم والعقاب وهذا باب واسع لا تحتمل هذه الفتيا لبسطه فإن الاعتصام بالجماعة والائتلاف من أصول الدين والفرع المتنازع فيه من الفروع الخفية فكيف يقدح في الأصل بحفظ الفرع وجمهور المتعصبين لا يعرفون من الكتاب والسنة إلا ما شاء الله بل يتمسكون بأحاديث ضعيفة أو آراء فاسدة أو حكايات عن بعض العلماء والشيوخ قد تكون صدقا وقد تكون كذبا وإن كانت صدقا فليس صاحبها معصوما يتمسكون بنقل غير مصدق عن قائل غير معصوم ويدعون النقل المصدق عن القائل المعصوم وهو ما نقله الثقات الاثبات من أهل العلم ودونوه في الكتب الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإن الناقلين لذلك مصدقون باتفاق أئمة الدين والمنقول عنه معصوم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى قد أوجب الله تعالى على جميع الخلق طاعته وإتباعه قال تعالى : [فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] , وقال تعالى : [فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أمرهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أو يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ] .
والله تعالى يوفقنا وسائر أخواننا المؤمنين لما يحبه ويرضاه من القول والعمل والهدى والنية".

سابعا : أنه في الانتساب لا ينتسب لغير السنة وما يتبعها من أوصاف وألقاب , كما قال ابن القيم في الصواعق المرسلة (4\ 1549) : "الفرقة الناجية حزب الرسول وأنصاره وبنك الإسلام وعصابة الإيمان الذين لم يتحيزوا إلى فئة غير رسول الله ولم يذهبوا إلى مقالة غير ما دلت عليه سنته ولم ينتسبوا إلى غيره بوجه من الوجوه".

ثامنا : إنه في الاجتماعات والمناصرات , لا يناصر على غير موافقة الشرع ولا يجتمع –الاجتماع المطلق- مع من خالف الشرع , كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في قاعدة في المحبة (ص\132-133) : "فإذا كان جميع ما عليه بنو آدم لابد فيه من تعاون وتناصر , وفيه ما هو شرك بالله , وفيه ما هو قول على الله بغير علم , وفيه ما هو إثم وبغى , وفيه ما هو من الفواحش , علم أنه لابد في الإيمان من التعاون والتناصر علي فعل ما يحبه الله تعالى ودفع ما يبغضه الله تعالى وهذا هو الجهاد في سبيله وأن أمر الإيمان لا يتم بدون ذلك كما لا يتم غير الإيمان إلا بما هو من نوع ذلك .
فكل المتعاونين المتناصرين يجاهدون ولكن في سبيل الله تارة وفي سبيل غير الله تارة ولا صلاح لبنى آدم إلا بأن يكون الدين كله لله وتكون كلمة الله هي العليا , قال تعالى [وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ], وهؤلاء الذين تولوا الله فتولاهم الله.
والذين يدينون لغير الله هم ظالمون بتولى بعضهم بعضا كما قال تعالى [ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأمر فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أهواء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ , إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ المُتَّقِينَ] .
ولا يتم لمؤمن ذلك إلا بأن يجمع بين ما جمع الله بينه ويفرق بين ما فرق الله بينه وهذه حقيقة الموالاة والمعاداة التي مبناها علي المحبة والبغضة , فالموالاة تقتضى التحاب والجمع والمعاداة تقتضى التباغض والتفرق والله سبحانه قد ذكر الموالاة والجمع بين المؤمنين فقولة تعالي [إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ] .
وذكر العداوة بينهم وبين الكفار فقال [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا اليهود وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] , ثم ذكر حال المستنصرين بهم فإن الموالاة موجبها التعاون والتناصر .
فلا يفرق بين المؤمنين لأجل ما يتميز به بعضهم عن بعض مثل الأنساب والبلدان والتحالف علي المذاهب والطرائق والمسالك والصداقات وغير ذلك بل يعطى كل من ذلك حقه كما أمر الله ورسوله ولا يجمع بينهم وبين الكفار الذين قطع الله الموالاة بينهم وبينه فإن دين الله هو الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا".


ثانيا : الأحزاب الشيطانية البدعية .
وأما الأحزاب الشيطانية البدعية ؛ فهي كل جماعة اجتمعت على ما كان مخالفا للشرع , وتعصبت له , وألزمت الناس به , ووالت وعادت عليه , فلها من الذم والقدح بحسب بعدها عن موافقة الحق والتعصب له , ومن أبرز سمات هذه الأحزاب :


أولا : إلزام الخلق بما ليس بلازم لهم في الشرع , كما قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (5\18) : "ولهذا كان من شعار أهل البدع أحداث قول أو فعل , وإلزام الناس به , وإكراههم عليه , والموالاة عليه والمعاداة على تركه , كما ابتدعت الخوارج رأيها وألزمت الناس به ووالت وعادت عليه وابتدعت الرافضة رأيها وألزمت الناس به ووالت وعادت عليه وابتدعت الجهمية رأيها وألزمت الناس به ووالت وعادت عليه" .
ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- في مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز(8\237) , جوابا على السؤال التالي : جوابا عن السؤال التالي : "س: يتساءل كثير من شباب الإسلام عن حكم الانتماء للجماعات الإسلامية , والالتزام بمنهج جماعة معينة دون سواها؟.
فأجاب –رحمه الله- : "الواجب على كل إنسان أن يلتزم بالحق , قال الله عز وجل , وقال رسوله صلى الله عليه وسلم , وألا يلتزم بمنهج أي جماعة لا أخوان مسلمين ولا أنصار سنة ولا غيرهم , ولكن يلتزم بالحق , وإذا انتسب إلى أنصار السنة وساعدهم في الحق , أو إلى الإخوان المسلمين ووافقهم على الحق من دون غلو ولا تفريط فلا بأس , أما أن يلزم قولهم ولا يحيد عنه فهذا لا يجوز , وعليه أن يدور مع الحق حيث دار , إن كان الحق مع الإخوان المسلمين أخذ به , وإن كان مع أنصار السنة أخذ به , وإن كان مع غيرهم أخذ به , يدور مع الحق , يعين الجماعات الأخرى في الحق , ولكن لا يلتزم بمذهب معين لا يحيد عنه ولو كان باطلا , ولو كان غلطا , فهذا منكر , وهذا لا يجوز , ولكن مع الجماعة في كل حق , وليس معهم فيما أخطئوا فيه".

ثانيا : الغلو في تقريب الموافق وإبعاد المخالف , كما قال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية ( 5\133) : "والرافضة سلكوا في الصحابة مسلك التفرق فوالوا بعضهم وغلوا فيه , وعادوا بعضهم وغلوا في معاداته , وقد يسلك كثير من الناس ما يشبه هذا في أمرائهم وملوكهم وعلمائهم وشيوخهم فيحصل بينهم رفض في غير الصحابة تجد أحد الحزبين يتولى فلانا ومحبيه ويبغض فلانا ومحبيه وقد يسب ذلك بغير حق , وهذا كله من التفرق والتشيع الذي نهى الله عنه ورسوله فقال تعالى [إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ] ".

ثالثا : عقد التحالف والموالاة على الجماعة لا على الحق والإيمان , كما قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (35\93-95) : "وكذلك تنازع الناس هل يشرع في الإسلام ان يتآخى اثنان ويتحالفا كما فعل المهاجرون والأنصار فقيل ان ذلك منسوخ لما رواه مسلم في صحيحه عن جابر ان النبي قال [لا حلف في الإسلام وما كان من حلف في الجاهلية فلم يزده الإسلام إلا شدة], ولأن الله قد جعل المؤمنين أخوة بنص القرآن وقال النبي [المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه], [والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه من الخير ما يحبه لنفسه], فمن كان قائما بواجب الإيمان كان أخا لكل مؤمن , ووجب على كل مؤمن ان يقوم بحقوقه , وان لم يجر بينهما عقد خاص فان الله ورسوله قد عقدا الأخوة بينهما بقوله [إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ أخوةٌ] ,وقال النبي صلى الله عليه وسلم [وددت أني قد رأيت أخواني].
ومن لم يكن خارجا عن حقوق الإيمان وجب أن يعامل بموجب ذلك فيحمد على حسناته ويوالى عليها , وينهى عن سيئاته ويجانب عليها بحسب الإمكان وقد قال النبي [انصر أخاك ظالما أو مظلوما قلت يا رسول الله انصره مظلوما فكيف انصره ظالما قال تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه].
والواجب على كل مسلم أن يكون حبه وبغضه وموالاته ومعاداته تابعا لأمر الله ورسوله فيحب ما أحبه الله ورسوله ويبغض ما ابغضه الله ورسوله ويوالى من يوالى الله ورسوله ويعادى من يعادى الله ورسوله , ومن كان فيه ما يوالى عليه من حسنات وما يعادى عليه من سيئات عومل بموجب ذلك كفساق أهل الملة اذ هم مستحقون للثواب والعقاب والموالاة والمعاداة والحب والبغض بحسب ما فيهم من البر والفجور ؛ فان من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره , وهذا مذهب أهل السنة والجماعة بخلاف الخوارج والمعتزلة وبخلاف المرجئة والجهمية ؛ فان أولئك يميلون إلى جانب وهؤلاء إلى جانب وأهل السنة والجماعة وسط".

رابعا : التسمية بما لم يسم الله تعالى به عباده المؤمنين , كما قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية ( 1\109) : "فالأسماء التي تعلق بها الشريعة المدح والذم والحب والبغض والموالاة والمعاداة والطاعة والمعصية والبر والفجور والعدالة والفسق والإيمان والكفر هي الأسماء الموجودة في الكتاب والسنة وإجماع الأمة ؛ فأما سوى ذلك من الأسماء فإنما تذكر للتعريف كأسماء الشعوب والقبائل فلا يجوز تعليق الأحكام الشرعية بها بل ذلك كله من فعل أهل الأهواء والتفرق والاختلاف الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا , كحال من يعلق الموالاة والمعاداة بأسماء القبائل أو البلدان أو المذاهب المتبوعة في الإسلام كالحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية والمشايخ ونحوهم".

خامسا : أخذ البيعة والعهد على شروط يلتزمونها لم يوجب الشرع إعطاء العهد عليها , فهذا من الأمور البدعية الحادثة كما صرح بذلك فقيه السلف مطرف بن عبد الله بن الشخير , فيما حكاه قتادة عنه , قال : حدّثنا مُطَرِّف قال: (كنا نأتي زيد بن صُوَحان فكان يقول: يا عباد الله أكرموا وأجملوا؛ فإنما وسيلة العباد إلى الله بخصلتين: الخوف والطمع، فأتيته ذاتَ يوم وقد كتبوا كتابا فنسقوا كلاماً من هذا النحو: إنَّ الله ربنا، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبينا، والقرآن إمامنا، ومن كان معنا كنا وكنا، ومن خالفنا كانت يدنا عليه وكنا وكنا، قال: فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلا رجلا فيقولون: أقررت يا فلان؟ حتى انتهوا إليّ فقالوا: أقررت يا غلام؟ قلتُ: لا، قال - يعني زيدا -: لا تعجلوا على الغلام، ما تقول: يا غلام؟ , قلتُ: إنَّ الله قد أخذ علي عهداً في كتابه فلن أحدث عهدا سوى العهد الذي أخذه علي فرجع القوم من عند آخرهم ما أقر منهم أحدٌ، وكانوا زهاء ثلاثين نفساً).
وقد فصل في مسألة العهود والمواثيق على الولاء والأخوة شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (11\100-102) فقال : "وأما عقد الأخوة بين الناس في زمامنا فان كان المقصود منها التزام الأخوة الإيمانية التي أثبتها الله بين المؤمنين بقوله انما المؤمنون أخوة وقول النبي صلى الله عليه وسلم [المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه] , وقوله [لا يبع أحدكم على بيع أخيه , ولا يستام على سوم أخيه , ولا يخطب على خطبة أخيه] , وقوله [والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه من الخير ما يحبه لنفسه], ونحو ذلك من الحقوق الإيمانية التي تجب للمؤمن على المؤمن ؛ فهذه الحقوق واجبة بنفس الإيمان والتزامها بمنزلة التزام الصلاة والزكاة والصيام والحج والمعاهدة عليها كالمعاهدة على ما اوجب الله ورسوله وهذه ثابتة لكل مؤمن على كل مؤمن وان لم يحصل بينهما عقد مؤاخاة.
وان كان المقصود منها إثبات حكم خاص كما كان بين المهاجرين والأنصار فهذه فيها للعلماء قولان بناء على أن ذلك منسوخ أم لا فمن قال أنه منسوخ كمالك والشافعي وأحمد في المشهور عنه قال إن ذلك غير مشروع ومن قال انه لم ينسخ كما قال أبو حنيفة وأحمد في الرواية الأخرى قال انه مشروع .
وأما الشروط التي يلتزمها كثير من الناس في السماع وغيره مثل أن يقول : على المشاركة في الحسنات وأينا خلّصَ يوم القيامة خلّصَ صاحبه ونحو ذلك فهذه كلها شروط باطلة فان الأمر يومئذ لله هو يوم لا تملك نفس لنفس شيئا وكما قال تعالى [وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ] .
وكذلك يشترطون شروطا من الأمور الدنيوية ولا يوفون بها وما أعلم أحدا ممن دخل في هذه الشروط الزائدة على ما شرطه الله ورسوله وفى بها بل هو كلام يقولونه عند غلبة الحال لا حقيقة له في المآل واسعد الناس من قام بما أوجبه الله ورسوله فضلا عن أن يوجب على نفسه زيادات على ذلك".
ومن ذلك ما تقوم به كثير من الجماعات السياسية أو الدينية من أخذ العهد والبيعة على أنصارها بوجوب لزوم ما تأمر الشريعة بإلزامه أو التزامه , وهذا أمر حادث متعين رفضه ورده , كما أشار إلى ذلك العلامة الآلوسي في تفسيره (21\18) بقوله : "وذكر بعضهم أن قوله تعالى : [وَيُزَكّيهِمْ] بعد قوله سبحانه : [يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءاياته] إشارة إلى الإفاضة القلبية بعد الإشارة إلى الإفادة القالية اللسانية ، وقال بحصولها للأولياء المرشدين : فيزكون مريديهم بإفاضة الأنوار على قلوبهم حتى تخلص قلوبهم وتزكو نفوسهم ، وهو سر ما يقال له التوجه عند السادة النقشبندية ، وقالوا : بالرابطة ليتهيأ ببركتها القلب لما يفاض عليه ، ولا أعلم لثبوت ذلك دليلاً يعول عليه عن الشارع الأعظم صلى الله عليه وسلم ، ولا عن خلفائه رضي الله تعالى عنهم ، وكل ما يذكرونه في هذه المسألة ويعدونه دليلاً لا يخلو عن قادح بل أكثر تمسكاتهم فيها تشبه التمسك بحبال القمر ، ولولا خوف الأطناب لذكرتها مع ما فيها" .
وقال ابن عابدين كما في تنقيح الفتاوى الحامدية (2\34) –جوابا عن السؤال التالي- : "رجل من الصوفية أخذ العهد على رجل ثم اختار الرجل شيخا آخر وأخذ عليه العهد فهل العهد الأول لازم أم الثاني ؟
الجواب : لا يلزمه العهد الأول ولا الثاني , ولا أصل لذلك" .

سادسا : التحالف والتعاقد على ما لم تأتي الشريعة بإقرار الحلف فيه, قال شيخ الإسلام في قاعدة في المحبة (123-124) : "وكل قوم لا تجمعهم طاعة مطاع في جميع أمورهم فلا بد لهم من التعاقد والتحالف فيما لم يأمرهم به المطاع , ولهذا كانت الشريعة المنزلة من عند الله الأفعال فيها التي تجب لله وتجب لبعض الناس علي بعض تارة تجب بإيجاب الله وتارة تجب بالعقد كالنذر وكعقود المفاوضات والمشاركات فلا واجب في الشريعة إلا بشرع أو عقد .
وإذا لم يكونوا علي شريعة منزلة من عند الله فإما أن يكونوا علي شريعة غير منزلة أو سياسة وضعها بعض المعظمين فيهم بنوع قدرة وعلم ونحو ذلك وما بقدرة من هذه الأمور الجامعة أوجب التحالف بينهم فإنه لا ينتظم لهم أمر إلا بطاعة أمر متحالفون عليه أو يأمرهم به من يطيعونه .
ولهذا أنكر التحالف في الأمم الخارجة عن الشريعة وفي الخارجين عنها وفي الأمور التي لا ترد إلى الشريعة وإنما يظهر ذلك حيث تدرس آثار النبوة المطاعة فيتحالف قوم علي طاعة ملك أو شيخ أو طاعة بعضهم لبعض في أمور يتفقون عليها ويتحالفون كما كان العرب في جاهليتهم يتحالفون ومنه الحليف الذي يكون في القبيلة فيصير منهم .... , وكذلك ما يوجد من التحالف بالتآخي وغير التآخي للملوك والمشايخ وأهل الفتوة ورماة البندق وسائر المتفقين علي بعض الأمور هو داخل في هذا".

سابعا : التعصب للطائفة أو الجماعة أو المقالة المخالفة للحق والشرع , فعن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية , ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية , ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشا من مؤمنها ولا يفي لذي عهدة عهده فليس مني و لست منه] .
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الأثر (3\482) : " العَصبِيُّ : هو الَّذِي يغْضَب لعَصَبته ويُحَامي عنهم . والعَصَبة : الأقَارِب من جهة الأَبِ لأنَّهم يُعَصِّبُونه ويَعْتَصبُ بهم : أي يُحِيطُون به ويَشتدّ بهم .
ومنه الحديث [ليس منَّا من دَعَا إلى عَصَبِيَّة أو قاتَل عَصَبِيَّة] العصَبيَّة والتَّعصُّب : المُحامَاةُ والمُدَافَعَة . وقد تكرر في الحديث ذكر العَصبة وَالعَصَبِيَّة".
وقال شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم (ص\71-72) : "فهذان الاسمان المهاجرون والأنصار اسمان شرعيان جاء بهما الكتاب والسنة وسماهما الله بهما كما سمانا المسلمين من قبل وفي هذا وانتساب الرجل إلى المهاجرين والأنصار انتساب حسن محمود عند الله وعند رسوله ليس من المباح الذي يقصد به التعريف فقط كالانتساب إلى القبائل والأمصار ولا من المكروه أو المحرم كالانتساب إلى ما يفضي إلى بدعة أو معصية أخرى .
ثم مع هذا لما دعا كل واحد منهما طائفة منتصرا بها أنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وسماها دعوى الجاهلية حتى قيل له إن الداعي بها إنما هما غلامان لم يصدر ذلك من الجماعة فأمر بمنع الظالم وإعانة المظلوم ليبين النبي صلى الله عليه وسلم أن المحذور من ذلك إنما هو تعصب الرجل لطائفته".
وقال -رحمه الله- في مجموع الفتاوى ( 28\422) : "ومعنى قوله [من تعزى بعزاء الجاهلية] يعنى يعتزي بعزواتهم وهي الانتساب إليهم في الدعوة مثل قوله : يا لقيس يا ليمن ويا لهلال ويا لأسد ؛ فمن تعصب لأهل بلدته أو مذهبه أو طريقتة أو قرابته أو لأصدقائه دون غيرهم كانت فيه شعبة من الجاهلية حتى يكون المؤمنون كما أمرهم الله تعالى معتصمين بحبله وكتابه وسنة رسوله".

ثامنا : الانتساب إلى غير الأسماء الشرعية التي يحبها الله ورسوله , كما قال شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم (ص\72-73) : "فإذا كان هذا التداعي في الأسماء وفي هذا الانتساب الذي يحبه الله ورسوله فكيف بالتعصب مطلقا والتداعي للنسب والإضافات التي ما هي إما مباحة أو مكروهة , وذلك أن الانتساب إلى الاسم الشرعي أحسن من الانتساب إلى غيره .
ألا ترى إلى ما رواه أبو داود من حديث محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن أبي عقبة عن أبي عقبة وكان مولى من أهل فارس , قال : [شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا فضربت رجلا من المشركين فقلت خذها مني وأنا الغلام الفارسي فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هلا قلت خذها مني وأنا الغلام الأنصاري] .
حضه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الانتساب إلى الأنصار وإن كان بالولاء وكان إظهار هذا أحب إليه من الانتساب إلى فارس بالصراحة وهي نسبة حق ليست محرمة .
ويشبه والله أعلم أن يكون من حكمة ذلك أن النفس تحامي عن الجهة التي تنتسب إليها كان ذلك لله كان خيرا للمرء , فقد دلت هذه الأحاديث على أن إضافة الأمر إلى الجاهلية يقتضي ذمه والنهي عنه وذلك يقتضي المنع من كل أمور الجاهلية مطلقا وهو المطلوب في هذا الكتاب .
ومثل هذا ما روى سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي أو فاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن] رواه أبو داود وغيره وهو صحيح .
فأضاف العبية والفخر إلى الجاهلية يذمهما بذلك وذلك يقتضي ذمهما بكونهما مضافين إلى الجاهلية وذلك يقتضي ذم كل الأمور المضافة إلى الجاهلية".



[أبرز سمات ومظاهر الحزبية المعاصرة]


يمكننا التعرف على أبرز سمات ومظاهر الحزبية من خلال أقوال أحد أبرز من عرف بحربه للحزبية والحزبيين , ألا وهو الشيخ (ربيع المدخلي) والذي وصفه الشيخ مقبل –رحمه الله- بأنه :
"مِنْ أبصر الناس بالجماعات وبدخن الجماعات في هذا العصر".
وأن "مَن قال له ربيع بن هادي إنه حزبي فسينكشف لكم بعد أيام إنه حزبي" .
وأنه "إن شاء الله بصير بالحزبيين، ويخرج الحزبية بالمناقيش" .
وأنه "آية من آيات الله في معرفة الحزبيين".
فاجتهدت في جمع كلامه من كتبه ومقالاته وغيرها , للخروج بأبرز سمات ومظاهر الحزبية المعاصرة , حتى يكون الجميع على حذر منها , وبالتالي معرفة متى يكون زيد أو عمرو واقعون في بعض هذه السمات , فأقول وبالله التوفيق :

أولا - من سمات الحزبيين : التحزب بالباطل على شخص ولو كان مدعيا للسلفية.
قال الشيخ ربيع في فتاوى في العقيدة والمنهج (الحلقة الثانية) : "قد يكون حزبي خرافي ,يتحزب لجماعة ضالة ؛طائفة صوفية ,تيجانية ,مرغانية ,سهروردية ,تبليغية ,ليس هناك تلازم ,وقد يكون هناك حزبي خارجي ؛قد يكون يحمل فكر الخوارج ,هذا الحزبي يحمل فكر الخوارج فهو خارجي ,من كان يحمل فكر المرجئة فهو مرجيء ,إن كان يحمل فكر الجهمية فهو جهمي لأن الحزبية ليس شرطا أن تكون منظمة {كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم} ولما جاء الأحزاب يوم الأحزاب وغزوة الأحزاب ؛فِرَق جاؤوا من هنا ومن هنا وهم ليسوا بجماعة ؛قبائل ,سموهم أحزاب وليسوا منظمين .
الآن يشترطون في التحزب أن يكون هناك تنظيم ,هذا كذب ؛التحزب الباطل ,إذا تحزب بباطل أو على شخص على باطل فهو حزبي ... ؛ فعلى المسلم أن ينتبه إلى نفسه ,وقد يخطئ واحد يدعي السلفية فيتحزبون له ؛هؤلاء من حزب الشيطان خرجوا من حزبيتهم لله عز وجل ,قد يدعي السلفية وهو ضال فيتحزب له أهل الباطل ممن قد يتسمّون بالسلفية مع الأسف ! هذا من أحزاب الشياطين" .
قلت : وهذا كلام واضح صريح من الشيخ ربيع –حفظه الله- في أن التحزب لا يشترط فيه أن يكون منظما , بل مجرد التحزب للباطل أو لأهله يكون موجبا لإدخال العبد في وصف الحزبية المذمومة , وعلى قدر تحزب المسلم للباطل يكون انغماسه في الحزبية المذمومة , ولا عبرة برفع المتحزب لشعار السلفية أو لادعائه الدفاع عنها .

ثانيا - ومن سمات الحزبيين : مخالفة العلماء بغير دليل في القضايا الخطيرة .
قال الشيخ ربيع في مقال (جناية أبي الحسن على الأصول السلفية) : "يسير على طريقة الحزبيين في إعلان مخالفة العلماء بغير دليل فيكابر ويعاند بجهله وهواه كبار أئمة الإسلام في إحدى القضايا الخطيرة" .
قلت : ومن أمثلة ذلك معاندة البعض في مسألة أن أحكام النقد اجتهادية , فوجدنا من يعاند في هذه البدهية ويرفض أن تعامل أحكام من يُعَظِّم معاملة مسائل الاجتهاد .
وكذلك الحال في مسألة التثبت من خبر المستفتي في معين ؛ حيث وجدنا من يكابر فيها ويزعم أنه لو جاء الخبر الطاعن في (فلان) (وأمثاله فيقبل فيه الكلام بدون سؤال) .
وكذلك الحال في مسألة اعتبار مفصل الحال ومفصل القول ومقيده ومخصصه قبل نسبة المتكلم إلى مذهب باطل , حيث وجدنا يكابر ويعاند في هذه البدهية بل ويتقول على أهل العلم ويطعن فيمن يقول بهذا الحمل .

ثالثا - ومن سمات الحزبيين : حسن الظن بشيوخهم ورؤسائهم وعقائدهم الفاسدة .
قال الشيخ ربيع في مقال : " نقمة أبي الحسن على أبي سعيد الخدري وأصحاب رسول الله في موقفهم من ابن صياد الدجال والعطف الشديد على هذا الدجال" : "وأهل البدع مثل الروافض والخوارج والصوفية والمرجئة والقدرية وأمثالهم وأهل التحزب الباطل إنما أهلكهم حسن الظن بشيوخهم ورؤسائهم وعقائدهم الفاسدة" .
قلت : ومن أمثلة ذلك حسن ظن كثير من الأتباع بشيوخهم ورؤسائهم والتي دفعتهم إلى عدم السماع لقول من خالفهم , وتصريح بعضهم بوجوب قول شيخهم في بعض المسائل , وزعم آخرين أن من خالف قول شيخهم في مسائل المنهج أنه خالف أصلا سلفيا , , ورفض البعض قبول الحق المتأتى من غير جهة شيوخهم , واعتبار أن من علامة انحراف الرجل عن الجادة السوية مخالفته لقول شيوخه ورؤسائه , فحصروا بجهلهم وظلمهم الحق في شيوخهم , وتعاملوا مع مخالفي الشيوخ كما يتعاملون مع من خالف الله والرسول (!!) .

رابعا - ومن سمات الحزبيين : رفض الحق والمجادلة فيه , ومعاندة أهله .
قال الشيخ ربيع في كتاب (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف) : "وقد يوجد معنى التكذيب في المبتدعين والحزبيين في رفضهم للحق في كثير من الأمور التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيجادلون فيها، ويعاندون أهل الحق" .
قلت : ومن أمثلة ذلك ؛ مجادلة البعض بما هو من بدهيات العلم كمجادلة البعض في أن أحكام نقد الرجال اجتهادية , وأن مجمل كلام غير المعصوم ومطلقه وعامه يحمل على مفصله ومقيده ومخصصه , وأنه لا بد من التثبت في خبر المستفتي في معين من المسلمين ؛ إلى غير ذلك من المسائل التي ما كنا نظن يوما أن نسمع بمن يخالف فيها ؛ نجد اليوم من يماري فيها ويجادل , بل ويعاند ويضلل من خالفه فيها .

خامسا - ومن سمات الحزبيين : غلق عقول الأتباع ومنعها من سماع القول المخالف.
قال الشيخ ربيع في كتاب (العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم) : "استخدموا عقولكم بجد وعزم وإخلاص وصدق ، وحاكموا ما يقدمه الناصحون لكم شفقة عليكم ورحمة بكم إلى كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح ، وكل ذلك والحمد لله متوفر بين أيديكم ، فما وجدتموه موافقا لكل ما ذكرت فاقبلوه ، لا لأجل فلان وفلان ، بل لأنه الحق وما وجدتموه من خطأ فاضربوا به عرض الحائط كائنا من كان قائله .
وأخرجوا أنفسكم وعقولكم من الزنزانات والجدران المظلمة التي وضعكم فيها من لا يرقب فيكم إلا ولا ذمة من سماسرة السياسة والحزبية الذين لا يهمهم إلا تحقيق مطامعهم وأهدافهم السياسية" .
قلت : ومن أمثلة هذا التحجير على عقول الأتباع منعها من القراءة والنظر في الكتب المخالفة لطروحات شيوخها وكبرائها , كالفتوى بحرمة القراءة في كتب المأربي والمغراوي , وأخيرا شيخنا الحلبي جميع كتبه (القديمة والجديدة) ؛ وما ذاك إلا حرصا على الأتباع من أن يقفوا على حقيقة أخطاء شيوخهم , ورحم الله من قال من السلف : (إذا أردت أن تعرف أخطاء شيخك فجالس غيره) .
أما من يظن أن كل ما يقوله شيخه هو حق وصواب ؛ فليس عليه أن يهتم بمجالسة غير شيخه والاستفادة من علمه (!!) .

سادسا - ومن سمات الحزبيين : تقديس الأشخاص وآرائهم وأقوالهم .
نقل الشيخ ربيع عن الشيخ صالح السحيمي في مقدمة النصر العزيز على الرد الوجيز قوله : "المنهج الحزبي الضيق المبني على الموالاة والمعاداة في سبيل تقديس الأشخاص وآرائهم وأقوالهم ولو على حساب تضييع أصول الدين وفروعه ، فالقول عندهم ما قاله شيخ الطريقة أو أمير الجماعة مهما كانت مخالفته للحق والهدى ، والإسلام يمقت جميع الروابط التي تقوم على أخلاق حزبية أو طائفية مهما ادعى أصحاب تلك الأخلاق من حسن النية وسمو المقصد" .
قلت : ومن أمثلة ذلك التصريح بأن أحكام بعض المشايخ النقدية غير مبنية على الاجتهاد , وتصريح آخر أن التعريض بالعالم الفلاني هو بمثابة الطعن في كل العلماء .
وقول ثالث : أن من خالف أحكام الشيخ في المسائل المنهجية فقد خالف أصلا سلفيا .
وقول رابع : أنه يجب الأخذ بأقوال الشيخ في الجماعات والرجال لأنه من أبصر الناس بهم .

سابعا - ومن سمات الحزبيين : التقليد الأعمى والتبعية الحزبية على مخالفة منهج السلف.
نقل الشيخ ربيع عن الشيخ الشيخ زيد بن هادي المدخلي في مقدمة كتاب (النصر العزيز على الرد الوجيز) قوله : "التقليد الأعمى والتبعية الحزبية لمن ذاع صيتهم واشتهر نشاطهم في دعوة الخلق إلى تحكيم الشريعة الإسلامية -كما قالوا- بيد أنهم لم يوفقوا للسير في منهج الدعوة الصحيح الذي مشى عليه علماء السلف وأتباعهم قديماً وحديثاً" .
قلت : ومن ذلك تقلب الكثير من الشباب في أحكامهم النقدية تبعا لتقلب شيخهم الذي يتحزبون له , فهم يمدحون اليوم تبعا لمدحه , ويذمون غدا تبعا لذمه , ولو كان المذموم اليوم هو عين الممدوح بالأمس , وأمثلة هذا وشواهده من أرض الواقع أشهر من أن تنكر .

ثامنا - ومن سمات الحزبيين : التسلق على السلفية وتسربلها لتمرير ما يصادها ويخالفها .
قال الشيخ ربيع في مقال "رد كل المنكرات والأهواء والأخطاء منهج شرعي في كل الرسالات وسار عليه السلف الصالح الأجلاء" : "رفع راية هذه المعارضة أهل الفتن والتحزب المقيت في هذا العصر وطوروا هذه المعارضة ودعموها بطرق وأساليب ماكرة لا يعرفها حتى غلاة الصوفية ومنها:... إلباس أنفسهم لباس السلفية والتشبث بهذا الاسم والاستماتة في الذب عمن يلبسه ولو كان عنده أقل نسبة من السلفية يتظاهر بها للخداع والمكر والكيد".
قلت : ومن أمثلة ذلك نسبة البعض أقواله وأحواله إلى السلفية , بل نسبة كل من كان أو ما كان متعلقا بالشيخ إلى السلفية ؛ بل أن (بعض الناس) يرى أقواله بمثابة الآثار السلفية , واجتهاداته يعتبرها أصولا سلفية , ومعاركه مع أقرانه نصرة لاجتهاداته يراها حروبا في سبيل نصرة المنهج السلفي , ولهذا فلا نستغرب من وجود البعض من الأتباع ممن يرى أنه لا سلفية إلا ما وافق الشيخ , ولا سلفي إلا من وافق الشيخ , ولا سلفية إلا ما خرج من عند الشيخ , ولا سلفي إلا من زكاه الشيخ , فعندهم أن الشيخ ومقالاته وأحواله وتلامذته هم السلفيون بحق , بل كما قال بعضهم (هم حزب الله) الحق ؛ فكانت السلفية بالنسبة لهم –عند التحقيق- شعارا على أنفسهم لا دينا يتعبدون به ربهم على منهج السلف الصالح , وفرق بين الشعار وبين التطبيق .

تاسعا - ومن سمات الحزبيين : وضع أصول باطلة يرجع إليها عند الاختلاف لتمرير الباطل .
قال الشيخ ربيع في مقال "رد كل المنكرات والأهواء والأخطاء منهج شرعي" : "رفع راية هذه المعارضة أهل الفتن والتحزب المقيت في هذا العصر وطوروا هذه المعارضة ودعموها بطرق وأساليب ماكرة لا يعرفها حتى غلاة الصوفية , ومنها: ... دعاوى التأصيل وما أدراك ما دعاوى التأصيل ، إنه القذف بالأصول الباطلة لحماية أهل البدع والمحامات عن بدعهم وضلالاتهم ولضرب أصول أهل السنة وإسكات أهل الحق، ولمخادعة الشباب الغر الذي ينتمي إلى المنهج السلفي ثم الاستيلاء على عقولهم ومشاعرهم ليكونوا في الأخير جنداً لهم يوالون ويعادون من اجلهم ومن أجل أباطيلهم المغلفة بالتأصيل وبالسلفية".
قلت : ومن أمثلة دعوى التأصيل الفاسد :
دعوى البعض : أن من خالف الشيخ فلانا في مسائل المنهج فقد خالف أصلا سلفيا .
ودعواهم : أن من أصر على الدراسة في الدورات العلمية التي تقيمها بعض الجمعيات بعد النصح فقد خالف أصلا سلفيا.
ودعواهم : أن الأصل فيمن يثني على من جرحهم الشيخ أنه حزبي .
ودعواهم : أن الأصل في أقوال الشيخ فلان في الرجال أن الأخذ بها واجب .

عاشرا - ومن سمات الحزبيين : التكتل وتجنيد الأتباع على خلاف الحق .
قال الشيخ ربيع في كتاب إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل : "بل أنت الحزبيّ الداعي إلى التكتّل، وتركض هنا وهناك في الظّلام لتكتيل النّاس على منهجك الحدّادي المتطرّف الغالي، وتجنيد من يستجيبون لك إلى حرب أهل الحق المحارب حقًّا لأهل الباطل، وأهل التحزّب والتكتّل" .
قلت : ومن أمثلة ذلك تقسيم الأدوار على الأتباع والمريدين لمحاربة (منهج السلف الصالح) وإصدار الأوامر ؛ فهذا يكتب فقط ولا يحاضر , وذاك يحاضر فقط ولا يكتب , وهذا يكتب في هذا المجال , وذاك يكتب في مجال آخر , وفلان ومؤيدوه لا تنشروا لهم شيئا في المنتدى الفلاني , وفلان إن لم يعتبر لكلامنا فهذا له بحث آخر , وكل دخيل مخالف يتم إقصاؤه وطرده , ومن يرفض الانصياع للأوامر فليبشر بسكاكين التجريح , وليستعد لهجمات أوكار الدبابير .

أحد عشر - ومن سمات الحزبيين : عدم الكلام في أخطاء الموافق وسترها .
قال الشيخ ربيع في شريط (النقد منهج شرعي) : "أهل النقد عندنا يهيِّجُون على دولة إسلامية عندها أخطاء لا يتكلمون على هذه الأوضاع ولا يقولون هذه الحقيقة أبداً لماذا ؟! لأن بينهم روابط حزبية وهذه الروابط والوشائج بينهم وبين حكومة السودان وبين حكومة أفغانستان هي التي تخرس ألسنتهم وتسكتهم وتحول بينهم وبين أن يقولوا الحقيقة ، والحقيقة قد يقولها الكافر والمسلم لكن هؤلاء لا يمكن أن يقولوا شيئاً من هذه الحقائق لماذا ؟! لأن هناك روابط حزبية بين هؤلاء المشهرين المشاغبين وبين هؤلاء الحكام المنحرفين البعيدين كل البعد عن عقائد الإسلام وعن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وعن منهج السلف الصالح بعيدين".
قلت : ومن أمثلة ذلك سكوت بعض المشايخ عن أخطاء بعض أعوانهم أوأتباعهم أو موافقيهم –ما زالوا خاضعين لهم غير خارجين عن توجيهاتهم أو معلنين المخالفة لهم- حتى إذا ما أظهروا المخالفة والعصيان ؛ تُكُلِّم فيهم بالجرح والقدح والطعن ؛ فينقلب المدح قدحا , والتزكية جرحا , وإذا ما استُفسِر منهم عن سبب السكوت طيلة المدة السابقة قيل (كنا نصبر عليهم ونناصحهم !!!) .
لكن –مهلا- إن كان سبب السكوت هو الصبر لأجل المناصحة : فلم يُسكت على فلان أشهرا , وعلى غيره سنتان , وعلى غيره ستة أعوام , وعلى آخر عشر سنوات , ولم البعض الآخر يهاجَمون مباشرة من غير مقدمة الصبر والمناصحة؟.
ولم تقلب النصيحة إلى فضيحة بمجرد إعلان المنصوح المصبور عليه مخالفة الشيخ في تقريراته أو أحكامه؟.
وهذا المعنى يعيد إلى ذاكرتي حادثة وقعت قبل ضعة أشهر في بيت أحد كبار المتصدين لتصنيف السلفيين ورميهم بالحزبية والتحزب , عندما جالسه بعض الأخوة لبيان حال (زيد من الناس) وما عنده من أخطاء وانحرافات وتلعب وتلون وكذب وتحزيب للشباب حوله بالأدلة والبراهين , فأعرض هذا الشيخ عنهم مغاضبا قائلا لهم : (إذا تكلمتم في (فلان) فإما أن تطروه أو أن تسكتوا) وما ذاك إلا لأن زيدا لسانه الناطق في بعض بلاد المسلمين .
ومنه أيضا ما نعايشه اليوم على شبكات النت من حرب ضروس يطعن فيها الشيخ الجابري بالشيخ الحجوري والعكس كذلك , فلا نرى من المتباكين على أعراض العلماء إلا السكوت والوجوم عن هذه الحرب الضروس , وما ذاك إلا لأن كلا الشيخان من العلماء المعتبرين عندهم ؛ فأين المتكلمون بالحق , الرافعون لشعار نصرته ولو على أنفسهم أو الوالدين والأقربين .
بل الأقبح أن من تُكُلِّمَ فيه سابقا بجرح لأمر ما , جاء اليوم الذي يسحب الجارح جرحه ويصيره إلى تزكية ومدح لنفس المجروح بعد أن ثبت عند الجارح المزكي أن من جرحه ابتداء هو من أشد المدافعين عنه اليوم مع أن موجب الجرح لا زال قائما .

إثنا عشر - ومن سمات الحزبيين : الاتصال بالاتباع للتحذير من المخالف لهم .
قال الشيخ ربيع رادا على عبد اللطيف باشميل دعواه على أهل المدينة أنهم (إن لم يرضخ (المتّهم) [لطلباتهم] ، يشرع القوم في الاتّصال بالأتباع في مختلف المدن والمناطق للتحذير من (الحدّادي الجديد) ، الذي ينتقد شيخهم الألباني، وتستمرّ بذلك سلسلة التهم والافتراءات طمعًا في أن يعود هذا (الحدّادي الجديد) عن تحذيره من أخطاء الشيخ الألباني" .
فعلق الشيخ ربيع على هذه السلوكية بالقول في كتاب (إزهاق أباطيل عبداللطيف باشميل) : "معاذ الله أن نسلك هذا المسلك المشين في اتّهام الأبرياء، بل هذا مسلك الحزبيّة الحدّاديّة وأمثالها من دُعاة الباطل، ولا أدلّ على ذلك من واقع الحدّاد وحزبه الذين فاقوا أشد الأحزاب في الأكاذيب والشّائعات" .
قلت : ومن أمثلة ذلك : توجيه الرسائل عبر الجوالات ومواقع النت إلى مختلف الأقطار والمتضمنة للأوامر بدعوى النصائح بالحذر والتحذير من (كذا وكذا , ومن زيد وعمرو) , بل والاتصال بالدعاة وطلبة العلم في مختلف البلدان لإثبات المواقف من بعض الطروحات , وكتابة الردود أو البراءات ممن خالف الشيخ ورفض طرحه ؛ فمن أثبت موقفه بالموافقة على ما طلب منه تمت تزكيته ومدحه ولعله رقي إلى درجة (العلامة بأصول المنهج السلفي) , أو درجة (الشيخ العالم الفاضل الذي يؤثر الآخرة على الدنيا) ولو كان (كذابا أشرا , جهولا باغيا) , ومن أبى وأعرض تم جرحه وقدحه والتشهير به ومن ثم تسقيطه لا لشيء إلا لأنه رفض موافقة الشيخ في أحكامه .

ثلاثة عشر- ومن سمات الحزبيين : السعي في إسقاط الحق بإسقاط أهله .
قال الشيخ ربيع في مقال (رد كل المنكرات والأهواء والأخطاء منهج شرعي في كل الرسالات وسار عليه السلف الصالح الأجلاء) : "رفع راية هذه المعارضة أهل الفتن والتحزب المقيت في هذا العصر وطوروا هذه المعارضة ودعموها بطرق وأساليب ماكرة لا يعرفها حتى غلاة الصوفية ومنها : ... , نصرة الباطل وأهله وإسقاط الحق وأهله وإسقاط هذا المنهج العظيم الذي يرفع راية الحق ويسقط راية الباطل ومن هنا ركزوا على إسقاط علمائه لأن بإسقاطهم يسقط المنهج على الطريقة الماسونية : (إذا أردت إسقاط فكرة فعليك بإسقاط رجالها)".
قلت : ومن أمثلة ذلك محاولة تسقيط أهل العلم السلفيين , بالطعن الصريح فيهم تارة –كما تجد أمثلة على هذا الطعن في قائمة المتكلم فيهم من أهل العلم من قبل الغلاة في التجريح على الرابط :
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=2862
أو بالتعريض بما هو منقص من قدرهم ومكانتهم بدعوى أنهم يزكون من يجهلون حاله , ويمدحون من يخدعهم بالتظاهر أمامهم بما محصلته أنهم لا يفقهون واقع بعض المسائل التي يحكمون فيها .
بل أدر نظرك وجول بصرك لوجدت أن خيرة المشايخ السلفيين وطلبة العلم الأقوياء والدعاة المبرزين قد تم جرحهم والطعن فيهم , فلم يسلم منهم إلا من كان على منهج غلاة التجريح أو مغازلا لهم , أو مخالفا حالت (مواطنته = جنسيته) دون الطعن فيه (!!) .

أربعة عشر - ومن سمات الحزبيين : التعصب لقول الشيخ فلان في غيره , ومن ثم الاختلاف على ذلك.قال الشيخ ربيع في مقال (نصيحة الشيخ ربيع للسلفيين في فرنسا) : "فليس دين الله ومنهج السلف بهذه المنزلة التي يتصورها كثير من الشباب أن يحصل التمزق والاختلاف والعداوة والبغضاء لأتفه الأسباب ، ومنها أن فلاناً تكلم في فلان فيتعصب طرف لفلان وطرف آخر لفلان ثم تقوم المعارك والصراعات بين الطرفين أو الأطراف ، هذا العمل يبرأ منه الله ورسوله ودين الإسلام إذ هذا من عمل الشيطان الذي يريد الفرقة والخلاف والعداوة والبغضاء بين المسلمين لأتفه الأسباب.
كما أنه من طرق أهل الأهواء والبدع والتحزب البعيدين عن منهج السلف وتعقل السلف وحكمتهم وبصيرتهم وبعد نظرهم وثباتهم وتماسكهم تجاه الأحداث واحترامهم للأخوة والمودة التي أمر الله باحترامها والحفاظ عليها" .
قلت : وهذا الكلام من الشيخ ربيع مؤيد لمعنى كلام شيخنا الحلبي الذي يدندن به دائما : (لا ينبغي أن يكون خلافنا في غيرنا سببا للاختلاف بيننا) , وللأسف فهنالك العشرات من الأمثلة –من واقعنا المعاصر- الدالة على صدق كلام الشيخ ربيع ؛ فكم قد تفرق السلفيون بسبب تعصبهم لكلام فلان في فلان ؛ بدءا من الكلام في عدنان عرعور حيث تفرق السلفيون إلى فريقين ما بين مدافع عن الشيخ عدنان وطاعن فيه منتصر لمن رد عليه , ثم تفرق الطاعنون في الشيخ عدنان إلى فريقين بسبب الطعن في الشيخ المغراوي , ثم تفرق الطاعنون في الشيخ المغراوي –بعد ذلك- إلى فريقين بسبب الكلام والطعن في الشيخ المأربي , ثم تفرق الطاعنون في الشيخ المأربي بعد ذلك إلى فريقين بسبب الكلام في الشيخ فالح الحربي والطعن فيه , ثم تفرقت البقية المتبقية ما بين مؤيد ليحيى الحجوري وطاعن فيه مؤيد للشيخ الجابري وعبد الرحمن العدني والعكس.
ولعل أن مثل هذا الواقع المزري هو الذي دفع المشايخ (صالح السحيمي , وعبيد الجابري , وملفي الصاعدي) إلى تذكير الشيخ ربيع بخطورة التحزب على الطروحات المتعلقة بتجريح الأشخاص , كما جاء في رسالة المناصحة الموجهة إليه من قبلهم , وفيها يقولون : (ونحن إذ نبعث إليكم هذه الرسالة واثقون أنكم تدركون تمام الإدراك ما آل إليه حال السلفيين - إلا من رحم الله - من التحيز، والتهاجر، والتقاطع، والموالاة، والمعاداة في الأشخاص، وهو عين التحزب المقيت الذي طالما حاربتموه) .

خمسة عشر - ومن سمات الحزبيين : تزيين الباطل بهيئة الحق , والحق بهيئة الباطل في باب الغلو بالمدح .
قال الشيخ ربيع في مقال (مناقشة فالح في قضية التقليد) مبينا حال بعض المناصرين لفالح الحربي المغالين فيه : "ولما تصدى بعض السلفيين لنقد هذا الغلو , أهانوه أشد الإهانة وأطلقوا ألسنتهم بالسب والشتائم والاتهامات الخطيرة لهذا الناقد ولمن على شاكلته من خيار الشباب السلفي , وقلبوا الأمور فجعلوا صاحب الحق ظالماً وجعلوا الباطل حقاً وأهله مظلومين على طريقة أهل الأهواء وغلاة الحزبية" .
قلت : ومن أمثلة ذلك إطلاق البعض لألسنتهم بالسب والشتائم الخطيرة لمن انتقد غلو الأتباع في الشيوخ , وضرب الأمثلة على هذا الغلو ونقدها وبين زيوفها وباطلها , وطالب بان يعامل الغلاة شيخهم كما يعاملوا سائر أهل العلم , وأن لا أحد فوق العلم ؛ فلم يكن من جواب على هذه الدعوى إلا التشنيع والسعي في قلب الحقائق في محاولة لجعل صاحب الحق ظالما , وجعل الظالم هو المحق .

ستة عشر - ومن سمات الحزبيين : تصنيف المسلمين وتجريح المخالفين بدعوى إماطة الاذى عن طريق الدعوة .قال الشيخ بكر عبد الله ابو زيد –رحمه الله- فيما نقله عنه عبد الرحمن عبد الخالق في الرد الوجيز : "وإذا علمت فشو ظاهرة التصنيف الغلابة، وأن إطفاءها واجب، فاعلم أن المحترفين لها سلكوا لتنفيذها طرقاً منها:
* إنك ترى الجراح القصاب كلما مر على ملأ من الدعاة اختار منهم (ذبيحاً) فرماه بقذيفة من هذه الألقاب المرة تمرق من فمه مروق السهم من الرمية، ثم يرميه في الطريق ويقول: أميطوا الأذى عن الطريق فإن ذلك من شعب الإيمان؟؟
* وترى دأبه التربص والترصد: عين للترقب، وأذن للتجسس كل هذا للتحريش، وإشعال نار الفتن بالصالحين وغيرهم.
* وترى هذا (الرمز البغيض) مهموماً بمحاصرة الدعاة بسلسلة طويل ذرعها، وردئ متنها، تجر أثقالاً من الألقاب المنفرة والتهم الفاجرة، ليسلكوا في قطار أهل الأهواء، وضلال أهل القبلة، وجعلهم وقود بلبلة، وحطب اضطراب!!
وبالجملة فهذا (القطيع) هم أسوأ غزاة الأعراض بالأمراض والعض الباطل في غوارب العباد، والتفكه بها، فهم مقرنون بأصفاد: الغل، والحسد، والغيبة، والنميمة، والكذب، والبهت، والإفك، والهمز، واللمز جميعها في نفاذ واحد.
إنهم بحق (رمز الإرادة السيئة يرتعون بها بشهوة جامحة نعوذ بالله من حالهم لا رعوا)" (التصنيف/22-23)
ويقول أيضاً: "وكم جرت هذه المكيدة من قارعة في الديار بتشويه وجه الحق، والوقوف في سبيله، وضرب للدعوة من حدثاء الأسنان في عظماء الرجال باحتقارهم وازدرائهم، والاستخفاف بهم وبعلومهم، وإطفاء مواهبهم، وإثارة الشحناء والبغضاء بينهم، ثم هضم لحقوق المسلمين في دينهم، وعرضهم، وتحجيم لانتشار الدعوة بينهم بل صناع توابيت، تقبر فيها أنفاس الدعاة، ونفائس دعوتهم.. انظر كيف يتهافتون على إطفاء نورها فالله حسيبهم" (التصنيف/24)
وقال أيضاً حفظه الله: "ولا يلتبس هذا الأصل الإسلامي بما تراه مع بليج الصبح وفي غسق الليل من ظهور ضمير أسود وافد من كل فج استعبد نفوساً بضراوة، أراه -تصنيف الناس- وظاهرة عجيب نفوذها هي (رمز الجراحين)، أو (مرض التشكيك وعدم الثقة) حمله فئام غلاظ من الناس يعبدون الله على حرف، فألقوا جلباب الحياء، شغلوا به أغراراً التبس عليهم الأمر فضلوا، وأضلوا، فلبس الجميع أثواب الجرح والتعديل، وتدثروا بشهوة التجريح، ونسج الأحاديث والتعلق بخيوط الأوهام، فبهذه الوسائل ركبوا ثبج تصنيف الآخرين للتشهير والتنفير، والصد عن سواء السبيل" (التصنيف/9)
وقال أيضاً : "ويا لله كم صدت هذه الفتنة العمياء عن الوقوف في وجه المد الإلحادي، والمد الطرقي، والعبث الأخلاقي، وإعطاء الفرصة لهم في استباحة أخلاقيات العباد، وتأجيج سبل الفساد والإفساد إلى آخر ما تجره هذه المكيدة المهينة من جنايات على الدين، وعلى علمائه، وعلى الأمة وعلى ولاة أمرها.. وبالجملة فهي فتنة مضلة والقائم بها (مفتون) و(منشق) عن جماعة المسلمين" (التصنيف/29)
وقال أيضاً حفظه الله: "وفي عصرنا الحاضر يأخذ الدور في هذه الفتنة دورته في مسالخ من المنتسبين إلى السنة متلفعين بمرط ينسبونه إلى السلفية -ظلماً لها- فنصبوا أنفسهم لرمي الدعاة بألسنتهم الفاجرة المبنية على الحجج الواهية، واشتغلوا بضلالة التصنيف" (التصنيف/28)
وقال متوجاً ذلك القول البليغ في هذه المجموعة: "ولكن بلية لا لعاً لها، وفتنة وقى الله شرها حيث سرت في عصرنا، ظاهرة الشغب هذه إلى ما شاء الله من المنتسبين إلى السنة، ودعوى نصرتها، فاتخذوا (التصنيف والتجريح) ديناً وديدناً، فصاروا إلباً إلى أقرانهم من أهل السنة وحرباً على رؤوسهم وعظائمهم، يلحقونهم الأوصاف المرذولة وينبزونهم بالألقاب المستشنعة المهزولة حتى بلغت بهم الحال أن فاهوا بقولتهم عن أخوانهم في الاعتقاد والسنة والأثر (هم أضر من اليهود والنصارى)، و(فلان زنديق)..
وتعاموا عن كل ما يجتاب ديار المسلمين، ويخترق آفاقهم من الكفر والشرك، والزندقة، والإلحاد، وفتح سبل الإفساد والفساد، وما يفد في كل صباح ومساء من مغريات وشهوات،وأدواء وشبهات تنتج تكفير الأمة وتفسيقها، وإخراجها نشأً آخر منسلخاً من دينه، وخلقه..
وهذا الانشقاق في صف أهل السنة لأول مرة حسبما نعلم يوجد في المنتسبين إليهم من يشاقهم، ويجند نفسه لمثافنتهم، ويتوسد ذراع الهم لإطفاء جذوتهم، والوقوف في طريق دعوتهم وإطلاق العنان للسان يفري في أعراض الدعاة ويلقي في طريقهم العوائق في عصبية طائشة، فلو رأيتهم مساكين يرثى لحالهم وضياعهم. وهم يتواثبون، ويقفزون، والله أعلم بما يوعون، لأدركت فيهم الخفة والطيش في أحلام طير، وهذا شأن من يخفق على غير قاعدة، ولو حاججت الواحد منهم لما رأيت عنده إلا قطعة من الحماس يتدثر بها على غير بصيرة، فيصل إلى عقول السذج من باب هذه الظاهرة: الغيرة، نصرة السنة، وحدة الأمة، وهم أول من يضع رأس المعول لهدمها، وتمزيق شملها" (التصنيف/39-40) .
فعلق الشيخ ربيع على هذه الأقوال البديعات بالقول في كتاب النصر العزيز على الرد الوجيز : "نقل عبد الرحمن عن الشيخ بكر أبو زيد أقوالاً لاتنطبق إلا على الحزبيين الذين هم أولى الناس بالوصف بالجراحين" .
ثم نقل في نفس الكتاب –بعد ذلك- قول الشيخ بكر أبو زيد : "فإذا علمت فشو ظاهرة التصنيف الغلابة وأن اطفاءها واجب فاعلم أن المحترفين لها سلكوا لتنفيذها طرقاً منها : إنك ترى الجراح القصاب كلما مر على ملأٍ من الدعاة اختار منهم ذبيحاً فرماه بقذيفة من هذه الألقاب المرة تمرق من فمه مروق السهم من الرمية ثم يرميه في الطريق ويقول: أميطوا الأذى عن الطريق فإن ذلك من شعب الإيمان .
وبالجملة فهذا القطيع هم أسوأ غزاة الأعراض بالأمراض والعض بالباطل في غوارب العباد والتفكه بها ، فهم مقرنون بأصفاد الغل ، والحسد والغيبه والنميمه ، والكذب والبهت والإفك ، والهمز واللمز جميعها في نفاد واحد".
فعلق الشيخ ربيع على كلام الشيخ بكر –رحمه الله- بالقول : "أقول : هذه الأوصاف لاتنطبق بحق إلا على أهل البدع والأهواء , وإلا على أهل التحزب السياسي الباطل الذين لاتقوم حزبيتهم إلا على هذه الأوصاف الذميمة".
قلت : ومن هذا القبيل تصنيف السلفيين إلى (حدادية , وعرعورية , ومدخلية , ومغراوية , ومأربية , وجامية , وحربية , وحوينية , وحسانية ... إلخ) , وإخراج الجميع من دائرة السلفية بدعوى إماطة الأذى عن طريق الدعوة , وأن هذا التصنيف هو من قبيل جهاد أهل البدع والأهواء .

سبعة عشر - ومن سمات الحزبيين : الحملات الشعواء بالأكاذيب والشائعات على من يرد ضلالات زعمائهم الباطلة.
قال الشيخ ربيع في مقال (رد كل المنكرات والأهواء والأخطاء منهج شرعي في كل الرسالات وسار عليه السلف الصالح الأجلاء) : "رفع راية هذه المعارضة أهل الفتن والتحزب المقيت في هذا العصر وطوروا هذه المعارضة ودعموها بطرق وأساليب ماكرة لا يعرفها حتى غلاة الصوفية ومنها: الحملات الشعواء بالأكاذيب والشائعات على من يرد ضلالات زعمائهم الباطلة ولو كانت طعناً في الأنبياء أو الصحابة ولو كانت إلحاداً كالحلول ووحدة الوجود وتفننوا جداً في نشر هذه الشائعات والحرب واستخدموا في إشاعتها وتعميمها كل الوسائل والطرق من الأشرطة والكتب إلى شبكات الإنترنيت لتصل لكل أحد" .
قلت : ومن جنس هذا ما يقوم به البعض من حملات شعواء ظالمة بأكاذيب وشائعات تستهدف كل من يقف في وجه غلوهم وانحرافهم وتحريفهم (لمنهج السلف الصالح) في مسائل نقد المخالف والموقف منه , وتفننوا جداً في نشر هذه الشائعات التي استخدموا في إشاعتها وتعميمها كل الوسائل والطرق من الأشرطة والكتب إلى شبكات الإنترنيت لتصل لكل أحد , فتسحب الطعونات من شبكات الأنترنيت وتصور وتطبع وتوزع في الأسواق , وترسل المقاطع الصوتية عبر الجوالات .

ثمانية عشر - ومن سمات الحزبيين : التستر خلف أسوار التقية والكذب.
قال الشيخ ربيع في الحد الفاصل بين الحق والباطل : "ولن تجدي المغالطات عند الله وعند أولي الألباب والبصائر ولن تنطلي على أولي النهى مهما أمعن المغالطون في مغالطاتهم ومهما تستر الحزبيون خلف أسوار تقيَّتهم".
قلت : ومن أمثلة ذلك أثبات الكلام في مواطن ومواضع , والنفي له وانكاره في مواضع أخرى , وتكلف التأويلات الباردة , والوصية للأتباع بكتمان ما يسمع منه وينقل عنه خشية الفتنة تارة , وخشية المجابهة تارة أخرى.

تسعة عشر - ومن سمات الحزبيين : الخيانة في نقل الأقوال وبترها .
قال الشيخ ربيع في كتاب بيان فساد المعيار : "تقول : إنك رجعت إلى المصدرين اللذين أحلت عليهما بترجمة ابن حبان، فحينما رأيت قول يا قوت في معجم البلدان : (وفنون العلم) لماذا لم تذكره؟! أليس هذا من المكر الدنئ، لأنك تصورت أن القراء سيقولون لعله أخذها من قوله : (وفنون العلم) بعد ذكر (الطب والنجوم)
ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار.
ألا إن الخيانة والبتر قد صارا من طباع الحزبيين الذين شوهوا الإسلام والمسلمين" .
قلت : ومن أمثلة هذا البتر ما وقع به كثير من المتصيدين للزلات والعثرات , فعمدوا إلى أقوال بعض أهل العلم السلفيين من المعاصرين فقصقصوها وجردوها من سياقاتها (سباقها ولحاقها) ثم عرضوها على من لا يشترط التثبت في خبر المستفتي في معين ؛ فصدرت فتاوى التجريح والطعن والتبديع , وبعضها كان يصدر عبر الجوال ؛ كما وقع مع الشيخ (أبي سعيد بلعيد) حيث بدعه بعض المشايخ وأمر بهجره وهو لا يعرفه ولم يسمع له , بل بمجرد ما نقل إليه , وكذلك مثله ما حصل لشيخنا مشهور من تبديع أصابه وفتوى تمنع من الاستماع له اعتمادا على مكالمة هاتفية نقلت له بعض ما ينسب إلى شيخنا من نقولات مبتورة مشوهة , وغير هذه الأمثلة كثير كثير .

عشرون - ومن سمات الحزبيين : تضخيم أخطاء المخالفين وتحميلها ما لا تحتمل .
قال الشيخ ربيع في بيان فساد المعيار : "الرجل حزبي محترق حملته حزبيته الجاهلية على الثأر لأهل البدع بالظلم والتعالي والغرور والشماتة، فتراه يقع على الخطأ الذي يعلم العقلاء أنه سبق قلم أو خطأ مطبعي فيفرح به ويضخمه ويضع له العنوان المثير ؛ فأوقعه الله في أخطاء هي على معياره ومنهجه عظائم (!!!)" .
قلت : ومن أمثلة ذلك تنزيل الخلاف اللفظي منزلة الخلاف الحقيقي , ومعاملة مسائل الاختلاف السائغ كما تعامل مسائل اختلاف التضاد , واعتبار الشذوذ في الفروع بمنزلة الشذوذ في الأصول , وعدم التفريق بين الخلاف في مسائل الاجتهاد والخلاف في مسائل الاتفاق , وتنزيل المخالف في الجزئيات بمنزلة من خالف في الكليات , وتتبع الزلات والعثرات بدل التماس الأعذار والمسوغات ؛ فوقع (بعض الناس) في أخطاء هي على معيارهم ومنهجهم عظائم (!!!) .

واحد وعشرون - ومن سمات الحزبيين : الجور في الأحكام وعدم العدل فيها .
قال الشيخ ربيع في كتاب بيان فساد المعيار : "وحسبك دليلاً على جوره في الأحكام هذا الكتاب ، فهو إذا لم يتب أحد القضاة الثلاثة الذين قال فيهم الرسول ( صلى الله عليه وسلم)
: (القضاة ثلاثة ، واحد في الجنة ، واثنان في النار ،فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل عرف الحق فجار فهو في النار ، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار] , وقد جمع هذا المسكين صفتي الأخيرين ، وهذا داء قلما يسلم منه حزبي محترق" .
قلت : ولا أكثر جورا من الحكم على بعض المسلمين بأنهم (بلاء البلاء) ، و(فتنة الفتن) ، (الدجال المعاصر) , (دجال العصر) , (والله هؤلاء الأتباع لو جاءهم الدجال لركضوا وراءه ، لو جاءهم الدجال الآن ، لو جاءهم من يَدَّعي الربوبية ، أو يَدَّعي النبوة ؛لركضوا وراءه) , وأن (فلانا وأمثاله يهيئون هذه النفوس لاستقبال الدجال الأكبر) , فلان (ومن معه لا يَرِدون الحوض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة) .

إثنان وعشرون - ومن سمات الحزبيين : استهداف العلماء وطلاب العلم والدعاة السلفيين بالتشويه والإشاعات الباطلة والكذب والتزوير والتدليس .قال الشيخ صالح السحيمي في مقدمة كتاب النصر العزيز : "الجماعات الحزبية الغالية التي استهدفت العلماء وطلاب العلم والدعاة السلفيين بالتشويه والإشاعات الباطلة والكذب والتزوير والتدليس وتحريف الكلام عن مواضعه" .
قلت : ومن ذلك رمي من خالف الشيخ بأنواع الفرى والأكاذيب تحت مسمى الدفاع عن أهل العلم , وقائمة المتكلم فيهم من أهل العلم والدعاة وطلاب العلم بالطعن والتشويه استنادا على الأكاذيب والفرى والبغي والظلم طويلة ومعلومة , وهي كل يوم في ازدياد .

ثلاث وعشرون - ومن سمات الحزبيين : الطعن في الشيخ الألباني وإخوانه وتلامذته.
قال الشيخ ربيع في بيان فساد المعيار مبينا أبرز ملامح الحزبيين المعاصرين :"الطعن في الشيخ الألباني الذي يحاربه الحزبيون ويحاربون كل إخوانه وتلاميذه من أهل المنهج السلفي".
قلت : ومن أمثلة ذلك ما نراه اليوم من حملة شعواء تستهدف دعوة الشيخ الألباني ممثلة بتلامذته , ما بين زعم أن الشيخ الألباني ليس له تلاميذ طيلة فترة وجوده في الأردن والتي قاربت العشرين عاما , وما بين متهم لهؤلاء التلاميذ بأنهم غيروا منهجهم وبدلوا بعد وفاة الشيخ , وما بين مكابر يزعم أن هؤلاء أصلا كانوا من الإخوان المسلمين لكنهم لم يكونوا يظهرون ذلك في حال حياة الشيخ الألباني فلما مات أظهروا ما عندهم , إلى جهول يفتي بحرمة النظر والقراءة في كتاباتهم ومؤلفاتهم .

أربع وعشرون - ومن سمات الحزبيين : موالاة الذين مزقوا الأمة وأهانوا العلماء .
قال الشيخ ربيع في كتاب (النصر العزيز) : "وأنقل فقرة لا ينطبق ما فيها من مدح إلا على السلفيين أهل السنة حقاً، لا على من تولى أهل البدع ودافع عنهم من الحزبيين الذين مزقوا الأمة وأهانوا العلماء .
قال الشيخ ابن باز : "ثانياً : أنه تفريق لوحدة المسلمين وصفهم وهم أحوج مايكونون إلى الوحدة والبعد عن الشتات والفرقة . . . وكثرة القيل والقال فيما بينهم .
وخاصة أن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات والوقوف في وجه الداعين إليها وكشف خططهم وألاعيبهم ، ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء المتربصين من أهل الكفر والنفاق أو من أهل البدع والضلال".
قلت : ومن ذلك صنيع البعض الذين لم يسلم منهم عالم سلفي إلا من كان موافقا لهم على باطلهم ؛ فلم يتركوا عالما ولا طالب علم مبرز في بلد من بلدان المسلمين (شرقها وغربها , عربها وعجمها) إلا وتقصدوه بالطعن والتشويه والسعي في إسقاطه بمختلف الذرائع والدعاوى , بما أفضى إلى تفريق لوحدة السلسلفيين وتمزيق صفوفهم في وقت هم أحوج ما يكونوا فيه إلى الوحدة والبعد عن الشتات والفرقة , بل وامتحنوا العباد وعقدوا راية الولاء والبراء على الموافقة في أحكام النقد أومخالفتها , ومع ذلك نجد من ينتسب إلى السلفية يوالي هؤلاء أشد الموالاة ويدافع عنهم وينافح بل ويزكيهم ويطعن فيمن يخالفهم , والواقع خير مثال وشاهد .

خمس وعشرون - ومن سمات الحزبيين : العمل لصالح النفس لا لصالح الإسلام .
قال الشيخ ربيع في كتاب جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات : "من ثمرات الحزبية التي لا تعمل دائما إلا لصالحها فقط ولا تعمل لصالح الإٍسلام ولا لصالح المسلمين" .
قلت : ومن أمثلة ذلك ما سمعنا وقرأنا عمن فرق جموع السلفيين بسبب انتقادات وجهت لشخصه أو طرحه من قبل بعض من اختلف معه ؛ فتفرقت الدعوة جراء ذلك إلى عرعورية , ومغراوية , وفالحية , ومأربية , ومميعة .. إلخ .
وكم سمعنا عن شخوص نوصحوا في السر فأبوا إلا أن يردوا علانية غير معتبرين لمصلحة دعوة ولا وحدة صف , وكان مبدؤهم : إما التراجع والاعتذار عن النصيحة , أو الحرب والفضيحة.
وكم سمعنا من مدح وتزكية لأناس قام في حقهم موجبات كثيرة للجرح والقدح لكن حال دون جرحهم موافقتهم للمزكي في مواقفه ومعاركه .

وفي الختام أقول :
هذه أبرز سمات وعالم وملامح الحزبية المعاصرة , لعله لا يسلم من الوقوع في بعضها أحد كبيرا كان أو صغيرا , عالما كان أو متعلما , عامدا كان أو متأولا , فليتأمل كلٌّ منا مع نفسه –فهو أعرف بها من غيره- ما هي السمات التي قامت به مما سبق , فليراجع نفسه ويستغفر ربه , وينخلع من حزبيته , فكل بني آدم خطاء , وخير الخطائين التوابون....

__________________

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الرد على البكري (2\705) :
"فغير الرسول -صلى الله وعليه وسلم- إذا عبر بعبارة موهمة مقرونة بما يزيل الإيهام كان هذا سائغا باتفاق أهل الإسلام .
وأيضا : فالوهم إذا كان لسوء فهم المستمع لا لتفريط المتكلمين لم يكن على المتكلم بذلك بأس ولا يشترط في العلماء إذا تكلموا في العلم أن لا يتوهم متوهم من ألفاظهم خلاف مرادهم؛ بل ما زال الناس يتوهمون من أقوال الناس خلاف مرادهم ولا يقدح ذلك في المتكلمين بالحق
".
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-29-2009, 10:33 PM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي

لا أقول إلا جزاك الله خيرا يا أستاذنا ابا العباس
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-29-2009, 11:40 PM
أبومُحَمَدالمَوصِلي أبومُحَمَدالمَوصِلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 330
Lightbulb

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ياأُستاذ أبو العباس
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-30-2009, 11:14 AM
محب أهل الحديث محب أهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 194
افتراضي

بارك الله فيك وزاد الله الشيخ ربيع توفيقا وسداد
__________________
قال المعلمي :
و قد جربت نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى لي فيلوح لي فيها معنى ، فأقرره تقريراً يعجبني ، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى ، فأجدني أتبرم بذاك الخادش و تنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه و غض النظر عن مناقشة ذاك الجواب ، و إنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولاً تقريراً أعجبني صرت أهوى صحته ، هذا مع أنه لا يعلم بذلك أحد من الناس ، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخدش ؟ فكيف لو لم يلح لي الخدش و لكن رجلاً آخر أعترض علي به ؟ فكيف إذا كان المعترض ممن أكرهه؟
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-30-2009, 05:03 PM
مجدي أبو لبدة مجدي أبو لبدة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 410
افتراضي

بارك الله فيك أخي الحبيب أبا العباس,فقد وضعت -والله- يدك على أعظم مرض-في ظني- تعاني منه الدعوة السلفية المعاصرة,مما جلب لأتباعها التفرق والتشرذم ثم التدابر والتقاطع.
أسال الله العظيم بأسمائه الحسنى أن يرد أخواننا السلفيين الى الحق ردا جميلا وأن يفقههم بحقيقة الدعوة السلفية وأن يجعل تحزبهم لله ولرسله لا لزيد أو عمرو حتى نكون سلفيين بحق كما يحب الله ورسوله لا كما تهوى النفس

اخواني ....قولوا آمين
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-30-2009, 09:26 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

جزاك الله خيرا أخانا الفاضل , بحث ماتع ؛سددك الله .
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-19-2010, 05:09 PM
راشد بن عبيد بن إسماعيل راشد بن عبيد بن إسماعيل غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 165
افتراضي

أبرز سمات ومظاهر الحزبية المعاصرة.....(يخبرنا بها ابو العباس)
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10-31-2012, 08:30 PM
ابوياسرالبيضاوي ابوياسرالبيضاوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المملكة المغربية ( الدارالبيضاء )
المشاركات: 166
افتراضي

بارك الله فيكم
__________________
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه (عليكم بالعلــم فإن طلبه لله عبـــادة، ومعرفتــــه خشيـــــة، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لايعلمه صدقة، ومذاكرته تسبيح، به يُعرف الله ويُعبد، وبه يُمجَّد الله ويُوَحَّد، يرفع الله بالعلم أقواما يجعلهم للناس قادة وأئمة يهتدون بهم وينتهون إلى رأيهم)
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11-10-2016, 08:01 AM
محمد جمعه الراسبي الأثري محمد جمعه الراسبي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 545
Lightbulb

للرفع..
رفع الله قدركم
__________________
(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:34 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.