أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
51121 50026

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-07-2024, 11:57 PM
الدكتور أنس العمايرة الدكتور أنس العمايرة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: المملكة الأردنية الهاشمية - العاصمة عَمان .
المشاركات: 21
Post لا تناقض بين بشرى دخول الجنة بكلمة التوحيد وبين أحاديث الوعيد - أنس العمايرة

لا تناقض بين بشرى دخول الجنة والنجاة من النار بكلمة التوحيد
وبين أحاديث الوعيد – بقلم الدكتور أنس العمايرة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله :
ذكرتُ أن كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) سبب النجاة : لقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمع مؤذنا يقول : (أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) فقال صلى الله عليه وسلم : «خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ» كما عند مسلم : (873) .
وعند القراءة في السنن والمسانيد نجد أحاديث الوعيد التي فيها من فَعَل ذنب كذا فالجنة عليه حرام كقوله صلى الله عليه وسلم : «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ» متفق عليه : البخاري : (6766) ، ومسلم : (229) ، أو لا يدخل الجنة من فعل كذا كقوله صلى الله عليه وسلم : «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ» صححه شيخنا في الأدب المفرد برقم : (64) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» مسلم : (181). ، وقوله صلى الله عليه وسلم : «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ»(5) متفق عليه : البخاري : (6056 ) و مسلم : (304 ). .
فلا تناقض ولا تعارض بين هذه الأحاديث و الأحاديث الدالة على أن الشهادتين سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ؛ لإمكان الجمع بين النصوص ، و الجمع بينها من وجوه :
الوجه الأول : أنها جنان كثيرة كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم .
الوجه الثاني : أن أهل الجنة أيضا متفاوتون في دخول الجنة في السبق وارتفاع المنازل ، فيكون فاعل هذا الذنب لا يدخل الجنة التي يدخل فيه من لم يرتكب ذلك الذنب .
ولا تناقض بين الأحاديث التي فيها تحريم أهل الشهادتين على النار وبين الأحاديث التي فيها إخراجهم منها بعد أن صاروا حمما لإمكان الجمع بينهما ، ويجمع الشيخ حافظ الحكمي – رحمه الله - بينها بما يلي :
الجمع الأول : جاءت أحاديث تحريم النار على أهل التوحيد، قد يكون هذا التحريم بعد خروجهم منها برحمة الله ثم بشفاعة الشافعين، ثم يغتسلون في نهر الحياة ويدخلون الجنة،فحينئذ قد حُرمت عليهم النار فلا تمسهم بعد ذلك.
الجمع الثاني : أو يكون المراد : أنهم يحرمون مطلقا على النار التي أعدت للكافرين التي لا يخرج منها الكافرون ، وهي ما عدا الطبقة العليا من النار التي يدخلها بعض عصاة أهل التوحيد ممن شاء الله تعالى عقابهم وتطهيرهم بها على قدر ذنبهم ، ثم يخرجون و لا يبقى فيها أحد .
توجيه الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى
يقسم الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى الأحاديث الذاكرة لهذا الأمر إلى قسمين:
القسم الأول : أحاديث فيها أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها .
ووجَّه هذا الأحاديث :
أن ذلك بعد دخوله النار وتطهير من ذنوبه وقد يعفو الله عنه فيدخله الجنة بلا عقاب. قال رحمه الله : "وحديث أبي ذر معناه : أن الزنا والسرقة لا يمنعان دخول الجنة مع التوحيد ، وهذا حق لا مرية فيه وليس فيه أن لا يعذب عليها مع التوحيد" . واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَالَ لا إِلَه إِلا اللَّه نَفَعَتْهُ يَوْمًا مِنْ الدَّهْر ، أَصَابَهُ قَبْل ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ» مسند البزار وصححه الهيثمي .
القسم الثاني : أحاديث تدل على أن من نطق بالشهادتين يُحرم على النار.
ووجه هذه الأحاديث :
o أن هذه الأحاديث محمولة على : الخلود في النار .
o أو محمولة على عدم دخولهم النار التي يُخلد الكافرون فيها، وهي ما عدا الدرك الأعلى من النار ، أما الدرك الأعلى من النار فيدخله كثير من عصاة الموحدين بذنوبهم ثم يخرجون بشفاعة الشافعين وبرحمة أرحم الراحمين واستدل بما في الصحيحين أن الله تعالى يقول : (وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال لا إله إلا الله).
توجيه الحسن ووهب بن منبه :
يرى الحسن ووهب بن منبه رحمهما الله أن المراد من هذه الأحاديث: أن "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار إذا تحققت شروطها وانتفت موانعها ، وقد يتخلف مقتضى هذا الوعد لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع .
لذلك قال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته : ما أعددت لهذا اليوم ؟ قال الفرزدق : شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة .
قال الحسن : نِعْمَ العُدة ، لكن للا إله إلا الله شروطا فإياك وقذف المحصنات.
وقيل للحسن : إن ناسا يقولون من قال "لا إله إلا الله دخل الجنة" .
فقال : من قال "لا إله إلا الله" فأدى حقَها وفرضَها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله:"أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله"؟
قال وهب : بلى ، ولكن ما مِن مفتاح إلا له أسنان ، فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك .
توجيه الحسن ووهب بن منبه هو الأظهر من أقوال العلماء
أدلة رجحان ما ذهب إليه الحسن ووهب بن منبه :
الدليل الأول : دلالة كثير من الآيات أن أداء الفرائض شرط في الإيمان والأخوة الإيمانية ، ولا يكتفى بالتلفظ فقط ؛ لأن الإيمان قول وتصديق وعمل لذلك قال الحق سبحانه وتعالى : (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ) يفهم من ذلك : إن لم يقيموا الصلاة لم يكونوا من إخوان المؤمنين ؛ فلم يثبت سبحانه وتعالى لهم الأخوة الإيمانية إلا بأداء الفرائض مع التوحيد . ومثلها قوله سبحانه : (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) التوبة : 5 .
الدليل الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص منها :
في الصحيح عن أبي أيوب رضي الله عنه أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم : «تَعْبُدُ اللَّهَ وَلا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ» البخاري : (1396).
وفي المسند الجامع برقم : (1943) عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْعَبْدِيِّ، قَالَ : سَمِعْتُ السَّدُوسِيَّ ، يَعْنِي ابْنَ الْخَصَاصِيَّةِ ، قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لأُبَايِعَهُ ، قَالَ : فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ : شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنْ أُقِيمَ الصَّلاَةَ ، وَأَنْ أُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ ، وَأَنْ أَحُجَّ حَجَّةَ الإِسْلاَمِ ، وَأَنْ أَصُومَ شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَأَنْ أُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ .
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا اثْنَتَيْنِ ، فَوَاللهِ مَا أُطِيقُهُمَا : "الْجِهَادُ
وَالصَّدَقَةُ"؛ فَإِنَّهُمْ زَعَمُوا، أَنَّهُ مَنْ وَلَّى الدُّبُرَ، فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ فَأَخَافُ إِنْ حَضَرْتُ تِلْكَ جَشِعَتْ نَفْسِي ، وَكَرِهَتِ الْمَوْتَ. وَالصَّدَقَةُ: فَوَاللهِ ، مَا لِي إِلاَّ غُنَيْمَةٌ ، وَعَشْرُ ذَوْدٍ ، هُنَّ رَسَلُ أَهْلِي وَحَمُولَتُهُمْ .
قَالَ : فَقَبَضَ رَسُولُ اللهِ  يَدَهُ ، ثُمَّ حَرَّكَ يَدَهُ ، ثُمَّ قَالَ  : «فَلاَ جِهَادَ وَلاَ صَدَقَةَ، فَبِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِذًا» ؟!
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنَا أُبَايِعُكَ ، قَالَ : فَبَايَعْتُ عَلَيْهِنَّ كُلِّهِنَّ. أخرجه أحمد: (22298) وفي سنده "أبو المثنى العبدي" مؤثر بن عفارة ، وهو (مقبول إذا توبع وإلا ليِّن) كما قال الحافظ،انظر الاستيعاب:(1/230).
ففي الحديث أن (الجهاد والصدقة) شرط في دخول الجنة مع حصول التوحيد والصلاة والصيام والحج .
الدليل الثالث : فهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن مانعي الزكاة لا يمتنع قتالهم إلا بأداء حقوق "لا إله إلا الله" ومنها الانقياد لأمر الله وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واستدل رضي الله عنه بقول النبي صلى الله عليه وسلم : «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلا بِحَقِّ الإِسْلامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ» متفق عليه:البخاري:(25)،مسلم: (133).
في الوقت الذي فهم عمر رضي الله عنه وجماعة من الصحابة أن من أتى الشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك ؛ فتوقفوا في قتال مانعي الزكاة في بداية الأمر ، ولما قرر أبو بكر هذه المسألة للصحابة وبين لهم وجوب دفع الزكاة ، وقال : "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة" رجعوا إلى قوله رضي الله عنهم أجمعين ورأوه صوابا .
فإذا عُلم أن عقوبة الدنيا لا ترتفع عمن أدى الشهادتين مطلقا بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام فكذلك عقوبة الآخرة .
الدليل الرابع : مجيء بعض النصوص موضحة ومقيدة لغيرها . ففي بعضها : (من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة) وفي بعضها: (مستيقنا) وفي بعضها : (مصدقا بها قلبه ولسانه) وفي بعضها (يقولها من قلبه) وفي بعضها : (قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه) وهذا كله إشارة إلى عمل القلب وتحققه بمعنى الشهادتين ، فتحققه بمعنى شهادة أن لا إله إلا الله : أن لا يأله قلبه غير الله حبا ورجاء وخوفا وطمعا وتوكلا واستعانةً وخضوعا وإنابة وطلبا . وتحققه بشهادة أن محمدا رسول الله ، أن لا يعبد بغير ما شرعه على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

هذا والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الأردن – عمان – 28 شوال 1445 الموافق 7 / 5/ 2024م
مقتبس من كتاب تسهيل الوصل إلى معارج القبول للدكتور أنس محمد العمايرة – دار النفائس.
__________________
الدكتور أنس محمد العمايرة
أستاذ التفسير والمتشابهات القرآنية
الأردن - عَمان
البريد الاكتروني:
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أنس، العمايرة، الوعيد،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.