أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
34384 91194

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-24-2009, 12:43 PM
هشام حسين تندي هشام حسين تندي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 93
افتراضي وصيـــة - الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله

عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر

وصيـــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. أما بعد:
فإنَّ من نعمة الله علينا بهذا الدين القويم أن جعله ـ سبحانه ـ مباركًا على أهله ، به تنتظم أمورهم ، وتجتمع كلمتهم ، ويلتئم شملهم ، ويتحد صفهم ، وتقوى شوكتهم ، وتتحقق مصالحهم ، وبه تندفع عنهم الشرور والآفات، وتزول عنهم المحن والرزيات ، محققًا لهم السعادة والطمأنينة ، والتمكين والعز ، والقوة والمهابة ، والفوز والفلاح ، وليس شيء من ذلك متحققًا لأمة الإسلام ، إلا بتمسك صادق ، واعتصام جاد بحبل الله المتين ، ودينه القويم ، وصراطه المستقيم.
لنا هنا وقفة مع حديث عظيم ، ثابت عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، يبين فيه الجادة السوية ، والنهج السديد لانتظام مصالح المسلمين ، واستقامة أمرهم ، ويُحذِّر فيه من المسالك المنحرفة ، والطرائق المعوجة ، التي لا يُؤمَنُ معها العثار ، ولا تَجلِبُ للمسلمين إلا الأضرار والأخطار.
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (( من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات، ماتَ مِيتةً جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عُمِّـيَّةٍ ، يغضَبُ لِعَصَبةٍ ، أو يدعو إلى عصبة ، أو ينصر عصبة ، فقُتل ، فَقِتلتُه جاهلية ، ومن خرج على أمتي يضرب برَّها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ، ولا يفي لذي عهد عهده ، فليس مني ولست منه )). [مسلم: 1848].
تضمن هذا الحديث ثلاث وصايا حكيمة، يجدر بالمسلم أن يتأملها ، وأن يجدَّ ويجتهد في تحقيقها وتطبيقها:

الوصية الأولى: السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين ، والنصح لهم ، وعدم الخروج عليهم ونزع اليد من طاعتهم ، والحذر من مفارقة جماعتهم ، ومن خالف ذلك فمات ، مات ميتة جاهلية. ويجب أن يُعْرَفَ أنَّ ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين ، بل لا قيام للدين إلا بها ؛ فإنَّ بني آدم لا تتم مصالحهم إلا بالاجتماع ، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس وأمير ، ولا إمرة إلا بالسمع والطاعة ، وولاة الأمر تنتظم بهم ـ.بإذن الله ـ مصالح المسلمين ، و بهم تجتمع كلمتهم ، وتؤمن سبلهم، وتُقام صَلاتهُم ، ويُجاهد عدوهم ، وبدونهم تتعطل الأحكام ، وتعُمُّ الفوضى ، ويختل الأمن ، ويكثُر السلب والنهب ، وأنواع الاعتداء ، وينثلمُ صرح الإسلام ، ولا يأمنُ الناسُ على دمائهم وأموالهم وأعراضهم .
والواجب اتخاذ الإمارة دينا وقربة يُتقرب بها إلى الله ، مع النصح للولاة ، والدعاء لهم بالتوفيق والسداد والصلاح والعافية ، والحذر من سَبِّهِم ، والطعن فيهم ، وغشهم ، وقد ثبت في الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (( لا تسبوا أمراءكم ، ولا تغشوهم ، ولا تُبغضوهم، واتقوا الله واصبروا ؛ فإن الأمر قريب )). رواه ابن أبي عاصم في السنة .

الوصية الثانية: تحقيق الأخوة الإيمانية، والرابطة الدينية ، والحذر من العصبيات المذمومة ، والتعصبات المحمومة ، والحمِيِّات الجاهلية ، والعصبيات العرقية التي تُمزق ولا تجمع ، وتُشتت ولا تُؤلف ، وتُفسد ولا تُصلح ، ومن آثارها الوخيمة نشوء القتال تحت رايات عمية ، يُغضب فيها لعصبية ، أو يدعى إلى عَصبة ، أو ينتصر لعَصَبة . ومن كان على هذا النهج فقُتل ، فقِتلته جاهلية.

الوصية الثالثة: حفظ وحدة المسلمين ، ومراعاة حرماتهم ، والوفاء بعهودهم وعقودهم ، وعدم إخفار ذممهم ، والبعد عن الإضرار بهم وإيذائهم ، ومَن انحرفَ عن هذا السبيل المبارك ، وخرج على المسلمين ، يضرب بَرهم وفاجرهم ، ولا يتحاشى من مؤمنهم ، ولا يفي لذي عهد عهده ، فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ منه براء ؛ ولهذا قال في الحديث: (( فليس مني ولست منه )).
فما أعظم هذه الوصايا النبوية ، وأما أشد حاجة المسلمين إلى تطبيقها ؛ لتتحقق لهم الخيرية ، وليأمنوا من الأخطار المُحْدقة ، والشرور المهلكة ، والعواقب الوخيمة.
ومن يتأمل ما سبق من وصايا وتوجيهات، يدرك سوء حال ، وقبيح فعال من اتخذوا إخافة المؤمنين ، وإرعاب الآمنين ، وقتل المسلمين والمستأمنين ، وتخريب المساكن ، وتفجير الدور سبيلًا وطريقًا ، زاعمين أنهم يصلحون: (( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ )). [البقرة: 12].
أفَمِنَ الإصلاح قتلُ النفوس المعصومة من الولدان والنساء والشيب؟ أو مِنَ الإصلاح الخروج على ولي الأمر المسلم ونزع اليد من الطاعة ، وتسفيه العلماء وتجهيل الفقهاء؟ أو من الإصلاح إتلافُ الأموال المحترمة ، وتدمير الدور والمساكن؟
أو مِنَ الإصلاح نقض العهود ، وإخفار الذمة ، وقتل المعاهدين والمستأمنين؟ هيهات وحاشا أن يكون هذا سبيل المسلمين.
نعوذ بالله من الفتن ، ما ظهر منها وما بطن، ونسأله ـ سبحانه ـ أن يُعز دينه ، وأن يعلي كلمته ، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى ، وأن يجنب بلادهم كل سوء ومكروه ، إنه سميع مجيب.


كتبها الشيخ:
عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر موقع الشيخ الرسمي
__________________
ابوحمزة تندي هشام البيضاوي المغربي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-24-2009, 03:05 PM
أبو أويس السليماني أبو أويس السليماني غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,750
افتراضي

جزاك الله خيرا على نقلك الطيب .
وحفظ الله الشيخ عبد الرزاق ونفع به ، فهو ممن نحبهم في الله تعالى .، وله عندي مكانة خاصة .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-24-2009, 03:36 PM
هشام حسين تندي هشام حسين تندي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 93
افتراضي

بارك الله فيك واحسن اليك اخي
__________________
ابوحمزة تندي هشام البيضاوي المغربي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-24-2009, 07:23 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

حفظ الله الشيخ عبدالزاق بن عبد المحسن بن حمد العباد البدر
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-24-2009, 10:37 PM
ابوعبدالسلام ابوعبدالسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 19
افتراضي

حفظ الله الشيخ وأبيه ونفع بهما

موقع الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدرحفظه الله
وفيه مواضيع مهمة للشيخ
انشروه بارك الله فيكم
http://www.al-badr.net/web/index.php
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.