أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
45260 91194

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-25-2013, 08:34 PM
أبو مسلم مراد البرجي أبو مسلم مراد البرجي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 21
افتراضي لطائف المنن في سبل الوقاية من الفتن الحلقة الأولى: السكوت ولزوم البيوت

إنَّ الحمدَ لله ، نحمدُهُ ونستعينهُ ، ونستغفرهُ ، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا ، من يَّهده الله فلا مُضِلَّ له ، ومن يُضْلِلْ فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمدا عبده ورسوله .
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) سورة آل عمران، الأية: 102.
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) سورة النساء ، الأية 1 .
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) سورة الأحزاب ، الأية : 70 .
أمَّا بعد : فإنَّ أصدق الحديثِ كتابُ الله وخيرَ الهَدْيِ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتها وكلَّ محدثة بدعة ، وكلَّ بدعةٍ ضلالة ، وكل ضَلالَةٍ في النَّار .
اعلم يا عبد الله أنك في زمن اختلاط وكثرة الفتن، من ولجها لم يخرج منها إلا بشر المحن، ولم أجد ما ينفعك الله به في أولاك وأخراك، وما يجمع لك السلامة في دينك ودنياك، إلا كلمة للنبي صلى الله عليه وسلم، كثيرا ما كان يرددها على مسامع من يحب من الأصحاب، وهي وصيتي لك ولن أتجنب الصواب، ما ألزمت نفسي بكلام من أوتي الحكمة وفصل الخطاب، ذلك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ترك لنا ميراثا عظيما، فطوبى لمن اختاره الله تعالى وفقهه فيه، وهداه حتى عمل به، فمن هذا الميراث العظيم وما أحوجك إليه في هذا الزمان، فأرعه سمعك وعه بقلبك ما أخرجه ابن المبارك في الزهد، وعنه أحمد في مسنده، والترمذي في جامعه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله! ما النجاة؟ قال: )أملك عليك لسانك و ليسعك بيتك وابك على خطيئتك). فعليك يا عبد الله باعتزال الناس إذا خاضوا في اللغو وقيل وقال وإلا فكن بينهم أبكم أصم وعلق قلبك بالكبير المتعال تفز بالوصف الذي فيه قال: (والذين هم عن اللغو معرضون) وقال:(والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) وقال: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) وقال: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) واحذر من أن تحسن ظنك بنفسك، فتظنها قادرة على الثبات وسط الفتن التي بلغت الهرج في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قالها من كان قبلكم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون، وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كان بهم يستهزؤون. فإن أفضل هذه الأمة لما خاض بعضهم في بعض الفتنة عاتبه الله تبارك وتعالى أشد العتاب، فهل تحسب نفسك أقدر على الثبات منهم وأنت تسمعه تعالى يقول: (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنم مؤمنين)، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، وروى الإمام أبو داود السجستاني في سننه والإمام أحمد في مسنده وصححه الألباني في صحيح الجامع من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه! لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته ) وروى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال صلى الله عليه وسلم: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: يا رسول الله! أفرأيت إن كان في أخي ما أقول، فقال صلى الله عليه وسلم: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ). وروى أبو داود في سننه وأحمد في مسنده وصححه الألباني في صحيح الجامع، أن عائشة رضي الله عنها قالت: ( قلت: يا رسول الله! حسبك من صفية كذا وكذا -تعني أنها قصيرة- فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال لها: يا عائشة! لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته). وروى أبو داود في سننه، و أحمد في مسنده، و الترمذي في جامعه، وصححه الألباني في صحيح الجامع، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مررت لما عرج بي على قوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال عليه السلام: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ) وروى الترمذي في جامعه، وأحمد في مسنده، وصححه الألباني في الصحيحة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال: لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل قال ثم تلا ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) حتى بلغ ( يعملون ) ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروته وسنامه ؟ قلت بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا فقلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون مما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) ، وروى الترمذي في سننه، وأحمد في مسنده، وحسنه الألباني في صحيح الجامع عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من يوم تصبح الأعضاء إلا وهي تخاطب اللسان، تقول له: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، إن اعوججت اعوججنا ).وروى مالك عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على الصديق رضي الله عنه، فرآه قد شذب لسانه فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: مه مه، غفر الله لك يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه: هذا الذي أوردني الموارد. وروى الحسن بن عابد قال سمعت حتما الأصم يقول: "لو أن جاسوسا جلس إليك ليكتب كلامك لاحترزت منه، فكيف وكلامك يعرض على الله تعالى ولا تحترز"، وروى الليث بن سعد قال: مروا على راهب فنادوه فلم يجبهم، ثم عادوا فلم يجبهم، فقالوا لما لا تكلمنا؟ فقال: ياهؤلاء إن لساني سبع وإني أخشى أن أرسله فيأكلني.
ولقد صدق، فإن أغور الجراح جراح اللسان أشد من جرح اليد وغيرها من الأركان، إذ كل هذه الجراحات عسى أن تلتئم ويرجع اللحم أحسن مما كان، غير جراحات اللسان فقد قيل:
جراحات السنان لها التئام وليس يلتام ما جرح اللسان
وقيل:
يموت الفتى من عثرة من لسانه وليس يموت المرء من عثرة الرجل
فعثرته من فيه تذهب نفسه وعثرته بالرجل تبرى على مهل

وكتبه أبو مسلم مراد البرجي
بعد صلاة عصر يوم السبت 15 رجب 1434هجرية
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-25-2013, 10:36 PM
أبو عبيدة الجزائري أبو عبيدة الجزائري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 19
افتراضي

جزى الله شيخنا أبا مسلم على هذه السلسلة الطيبة وبارك فيه وعلى القائمين على هذا المنتدى المبارك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-25-2013, 11:17 PM
خالد الشافعي خالد الشافعي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 12,479
افتراضي

شكرا لكم ، ووفقكم الله لكل خير .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.