من أنواع التفرد الدقيقة .

[محمد أشرف]

قال الذهبي رحمه الله



(( الثقة الحافظ اذا انفرد بأحاديث كان أرفع له وأكمل لرتبته وأدل على اعتنائه

بعلم الأثر ، وضبطه دون أقرانه لأشياء ما عرفوها . اللهم الا أن يتبين غلطه

ووهمه في الشيئ فيعرف ذالك، فانظر أول شيئ الى اصحاب رسول الله

صلى الله عليه وسلم الكبار والصغار ما فيهم أحد الا وقد انفرد بسنة

فيقال له :هذا الحديث لا يتابع عليه ؟!

وكذاك التابعون كل واحد عنده ما ليس عند الاخر من العلم

وان تفرد الثقة المتقن يعد صحيحا غريبا ، وان تفرد الصدوق ومن دونه

يعد منكرا ، وان اكثار الراوي من الاحاديث التي لا يوافق عليها لفظا او

إسنادا يصيره متروك الحديث )) .

التاريخ ١٥/ ٢٦٢

وعليه

١- نعرف أن سائر الثقات يتفردون ..

٢- ومن لازم شيخه وعرف به لا يبعد أن يوجد عنده ما ليس عند أقرانه ..

٣- في ترجمة خالد بن خداش نجد انهم نقموا عليه انفراداته عن شيخه حماد

بن زيد .. وجهه الذهبي بقوله ..

٤- ( ولا ينكر ذالك فانه كان ملازما له) ...

٥- ومن اسباب التفرد الدقيقة ان الراوي قد يبكر للسماع من شيخه كما في ترجمة

عبد الرزاق الصنعاني ... فقد كان يتلقفه بعض تلاميذه في بابه عند خروجه

لصلاة الصبح فيخصهم بما يفوت غيرهم ...


٦- ومن ذالك ان يتوارى الراوي عند شيخه خوفا او هربا من اذى يلحق به

فيسمع منه ما يغرب به عن غيره ...

قال ابن عدي ( قد تبحرث حديث حرملة بن يحي


وفتشته الكثير ، فلم أجد في حديثه ما يجب أن يضعف من أجله ، ورجل


توارى*ابن وهب*عندهم ، ويكون حديثه كله عنده ، فليس يبعد أن يغرب على

غيره) .*والله اعلم.