أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
32518 83687

العودة   {منتديات كل السلفيين} > ركن الإمام المحدث الألباني -رحمه الله- > فوائد و نوادر الإمام الألباني -رحمه الله-

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-21-2011, 10:23 PM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
Exclamation قصة الشيخ الألباني مع البرفسور اليهودي [ كيستر] !!!



"إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 102] .
{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1] .
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:"
فهذا تفريغ لحوار شيق جداً دار في مجلس الشيخ الألباني -رحمة الله- كان طرفه أحد الإخوة من فلسطين, يحكي فيه قصة إهتمام علماء اليهود البالغ لتراث من مضى من علماء السلف, وتراث الشيخ الألباني والشيخ أحمد شاكر -رحمهما الله- بشكل خاص في عصرنا.
وهاكم المحاورة:

"قال الأخ المحاور: هذا الدكتور إبراهيم اليهودي، هذا الرجل هو لبناني مقيم في إسرائيل - أو ما تسمى بإسرائيل - وكثير من الدكاترة المتخصصين بالحديث - يا أستاذنا - وبالتراث الإسلامي، هم كثيراً ما يركزون على الكتب القديمة، عندهم منهجية في البحث، يقولون الكتب القديمة هي التي فيها العلم، والأشياء الحديثة عموماً يعني قد نتفق وقد نختلف ، لكن الكتب القديمة هي الأصول.
يقولون ما نقرأ لرجل من المحدثين إلا للشيخ ناصر، هو والشيخ أحمد شاكر، هم يحترمون الشيخ أحمد شاكر احتراماً عجيباً وغريباً، يعتبرونه أنه من كبار العلماء.
قال الشيخ ناصر: وهو أهل لذلك، والحقيقة أنه إلى الآن ما نعرف للشيخ أحمد مثيلاً.
المحاور: فأحببت أن أبلغ الأمانة، فهم ينتظرون أي إصدار يطلع لك حالاً يشترونه، حتى لو كان كتاباً صغيراً، حتى لو كان كتاب خطبة الحاجة يقولون لك هذا كتاب جيد مادام فلانا ألف هذا الكتاب.
أكبر بروفيسور عندهم يعني تلاميذه كل واحد فيهم بروفيسور 75 سنة عمره اسمه بروفيسور كيستر، هذا الرجل سألته عن الشيخ ناصر، وهو رجل عالم بحق هو أعلمهم وأستاذهم جميعاً ( سائل يسأل: في الحديث ؟ ) آه، عالم متين يعني، مش كلام.

قال: أنا سئلت عن الشيخ ناصر فقلت أنا ما أعطي حكمي إلا لما أدرس عنه حقيقة.
فمكث سنة كاملة يعكف على كتب الشيخ ناصر، فقال بعد أن قرأها: لا أعلم له مثيلا على وجه الأرض، وقال هذه شهادة أذكرها وإن شاء الله هي في محلها. وربنا يتولى هداهم.

حينما أتكلم معهم عن الكتب التي صدرت ، والله - أنا أقسم بالله - أنهم يتحدثون عليها كما يتحدث العاشق عن معشوقته.
والله يا شيخ حينما يطلع كتاب - مثلا - الزهد لهناد، يقولون: طلع كتاب الزهد لهناد؟ معقول؟ ما رأيناه!
ويشترون الكتاب بمبالغ هائلة ولا يفاصلون، وهم يحكون يقولون: نحن نعطيكم ورقة، لكن نأخذ علماً، هذا العلم لا يقدر بثمن.

كان الواحد منكم أيام زمان يمشي من الشام إلى خراسان، بينما نحن في وقتنا ماذا يكلفني الكتاب؟ كذا أو كذا ؟
فهم سعيدون جدا بكتب العلم، وعندهم متابعة خرافية لكتب العلم.
قال الشيخ: الله أكبر! يعني تقصد خرافية يعني خيالية ؟
قال الأخ: خيالية، يعني ما فيه كتاب - يا شيخ - إلا يعرفوه، على مستوى العالم العربي على مستوى العالم الإسلامي.

مثلا الآن هم يهتمون كثيراً بالمغازي، متشوقون كثيراً أن يقرءوا المغازي لعروة بن الزبير، أنا كنت رأيته صدر في الإمارات، لكن حاولت أن أبحث عنه ما وجدته، قالوا لي هات هذا الكتاب بأي ثمن، يقولون نريد كتاب المغازي لموسى بن عقبة، يعني يتكلمون كلام أهل العلم.

قال الشيخ: حسبنا الله ونعم الوكيل، لا حول ولا قوة إلا بالله.

المحاور: فيه قصة ثانية عن الرجل، هو رجل كبير في السن عمره 75 سنة، الرجل هو على صلة بالعلم منذ فترة طويلة، فكان مرة يقرأ لأحمد شاكر فوجد خطأ في تحقيقه لأحد الأحاديث، فتكب له رسالة، فأجابه الشيخ أحمد شاكر برسالة هو نقلها لي، كتب له -بالحرف الواحد - الشيخ أحمد شاكر قال:
" إلى الأرض المقدسة التي دنسها اليهود، إلى البروفيسور كيستر: السلام على من اتبع الهدى، أما بعد:

وصلني كتابك وقرأت ما فيه، ويؤسفني أن أقول إنك قد أصبت وإنني قد أخطأت، ولكنها أمانة العلم.
أحمد شاكر
"

يقول - والله يا شيخ وأنا أنظر إليه يتكلم بجدل، بفرح شديد - يقول لي: أنا أعتبر هذا أعظم وسام على صدري، أن الشيخ أحمد شاكر كتب لي رسالة.

أول ما جلستُ معه قال: تسمع بالمُعَيْدٍي خير لك من أن تراه - يحدثني من تواضعه -، حقيقة هو رجل متواضع، ساعة ونصف جلستُ معه والرجل رغم أنه كبير في السن لكنه - يعني صحيح - ربنا يهديه للإسلام.

هناك من يعتقد أنه أسلم، يعني حينما يدرس طلابه طلبة الدراسات العليا، قالوا له: تظل تقول " الرسول صلى الله عليه وسلم، والسيدة عائشة رضي الله عنها " أتا مسلم، ( أتا مسلم بالعبرانية ) تعني أنت مسلم ؟، قال لهم: (لم لو؟ ) يعني ليش لا ؟ لماذا لا أكون مسلما؟

بعض الدكاترة الذين عندهم قال لي أنه فعلا أسلم، لكن يكتم إيمانه.
اسمه: البروفيسور موشي كيستر، كتبه باللغة الإنجليزية ، اللغة العبرية، وهو أهم من يعتني بالتراث الإسلامي في فلسطين، وأحد أهم من يهتم بالتراث الإسلامي ثم بالاستشراق على المستوى العالمي.
( قال سائل: بلغني أنه يعتني بكتب الشيخ ؟ )

هو يقول: لا أعدل بها كتباً، بالعكس هو رجل يقول أنا لا أقرأ للمُحْدَثِين، لا أقرأ إلا الأصول القديمة.

تصور يا أستاذنا يقول لي هذا الرجل - اسمه إبراهيم – يقول لي: نحن طلبتنا حين يأتوننا إلى الجامعة نوصيهم على ثلاثة كتب لازم تشترونها: ( فتح الباري، ولسان العرب، وتفسير الطبري ) قال: كل طالب عندنا إذا ما اشترى هذه الثلاثة مصادر هذا لا يعتبر له صلة بالعلم، وينبغي أن يقرأ ويقرأ دائماً.

يعني هم كتب الحديث نادراً ما يهتمون بها، التي يهتمون بها كتب الأصول الأصلية.
يعني - مثلا - معجبون جدا بالبسيوني، ما يصفونه بكثرة العلم، لكن يقول لك يسر لنا أشياء كثيرة بالفهارس التي عملها.
حتى حملني السلام له - هذا إبراهيم -، قلت له أنا ذاهب للمدينة إن شاء الله، قال لي: بالله إن رأيت البسيوني سلم عليه وقل له ينتظرون جهودك التي تكلمت عنها.

فتجد أنهم مغرمون بشكل غريب وعجيب بالتراث الإسلامي.

سائل: بأي جامعة يُدَرِّس ؟
المحاور: بالجامعة العبرية، هي أكبر جامعة هناك، فيها ستة ملايين كتاب، إحدى أكبر جامعات الأرض.
عندهم مبدأ هناك، أي كتاب تأتيهم به له قيمة، حالا يشترونه، أنا شخصياً بعت لهم بأكثر 5 - 6 آلاف دينار، حتى أنهم قالوا لي - وهذا كيستر بالذات – قال: أنت أوصلت لنا الكتب التي كنا نسمع بها.

يهتمون كثيراً بتواريخ مكة يا شيخ، تاريخ مكة للفاكهي يهتمون فيه، موصيين على كذا نسخة، المغازي يهتمون بها.
الكتب - طبعاً - التي هي مسندة هي التي يهتمون بها، أما كتاب مقطوع السند - مثلا - مثل كتب المجموعات، مثل مشكاة المصابيح، يقول لك: هذه ما تفيدنا، الكتاب الذي يفيدنا الذي فيه السند المتصل والمُتَكلم فيه تصحيحاً وتضعيفاً.
قال الشيخ رحمه الله: الله أكبر!!
المحاور: عندهم منهجية غريبة في البحث
قال الشيخ رحمه الله: الله أكبر!! .
المحاور: يتكلمون كلام أهل العلم.
كتب التفسير، يهتمون بكتب التفسير بشكل غريب، بالذات كتب الأوائل، والله ذكر لي اسم تفسير - صدقاً وديناً - أنا ما سمعت به في حياتي: (مُحَكَّم بن كذا..شي ) أتاني باسم تفسيره وقال لي هذا أربعة مجلدات، قال لي أنا اشتريته بأربعين دينارا، واعتبرته كنزاً أنه وصلني.
مداخلة: هذا إباضي
والله ما أعرف.
الشيخ: مطبوع ؟
مداخلة: مطبوع، بس إباضي يا شيخ.
المحاور: والله أشك يا أخي، لأنه قال لي أنه تلميذ الطبري، ممكن يكون إباضياً وتلميذ الطبري؟! فيه الهاء في اسمه " الهواري " كذا.
مداخلة: هو يقيناً، هو إباضي
سائل: قلت أن عندهم اهتماما كبيراً بتاريخ مكة.

المحاور: والله يا أخي هم يدرسون تراثنا، طبعا ليس كلهم، يعني فيه تخصصات، تخصص شريعة تخصص لغة عربية، تخصص جغرافيا، عندهم هناك تخصص في تراثنا، وقلة نادرة وصفوة، مش عندهم مئات أو عشرات، تجد أحيانا خمسة أو عشرة، لأنه بالنسبة لهم تراثنا صعب، بالنسبة لهم كجماعة تتكلم لغة عبرية - يعني - ما هو سهل، لكن يدرسون بشغف شديد.

الشيخ الألباني رحمه الله :
هم يبحثون عن مصلحتهم، أقول أن هؤلاء اليهود كسائر الكفار الأوروبيين والأمريكيين وغيرهم، باعتبارهم كفاراً إذا وجدناهم يُعنَوْنَ عناية شديدة بالتعرف على التراث الإسلامي والكتب الإسلامية من مختلف العلوم، ليس ذلك من باب أن يتعرفوا على الحق الذي اختلف فيه الناس، لا. وإنما من باب التعرف على ما عند المسلمين من ثقافة ومن قوة حتى هم يعدوا العدة لمجابهتها وسد الطريق أن تصل إلى دولتهم فتهدمها.
فهم إنما يفعلون ما يفعلون من هذه الثقافة الواسعة التي يهتمون بها - كما سمعتم آنفاً من أخينا هذا - فما هو إلا ليتعلموا كيف تُؤكل الكتف".




والتفريغ بتصرف [منقول]
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-22-2011, 12:40 AM
وليد الفلاح وليد الفلاح غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 330
افتراضي

جزاك الله خيرا يا أبا مسلم
والله انا اظن انه قد مرت علي هذه المحاوره فاستغربت ثم اطمئننت لتفسير الشيخ ناصر في النهايه لهذا الاهتمام الذي عندهم...لكن الآن عدت أتسائل هل هم مسلمون يخفون اسلامهم؟! يعني يدرسون ماعندنا نعم... لكن لماذا هذا الولع والشغف؟!
ارجو ان اجد لديك او لدى الاخوه تفسيرا!!؟؟
وبارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-22-2011, 11:59 AM
أبو الحسن الرفاتي أبو الحسن الرفاتي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: الأردن - عمان
المشاركات: 73
افتراضي

جزاك الله خيرًا..
__________________
رباهُ إني قد وهبتُ حياتي ... ومنحتُ عمري للهدى ومماتي
فاقبل إلهَ العرشِ مني دعوتي ... يا من إليك أبوح بالعبراتِ

اللهم اجعلني للمتقين إماماً
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-22-2011, 10:24 PM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد الفلاح مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا يا أبا مسلم
والله انا اظن انه قد مرت علي هذه المحاوره فاستغربت ثم اطمئننت لتفسير الشيخ ناصر في النهايه لهذا الاهتمام الذي عندهم...لكن الآن عدت أتسائل هل هم مسلمون يخفون اسلامهم؟! يعني يدرسون ماعندنا نعم... لكن لماذا هذا الولع والشغف؟!
ارجو ان اجد لديك او لدى الاخوه تفسيرا!!؟؟
وبارك الله فيكم

بارك الله فيك أخي وليد على المرور العطر
ويبدو أن اسم هذا البروفيسورهو " مئير يعقوب كيستر", وقد وجدت عنه خبراً في أحد المواقع الإخبارية اليهودية يدعى (عربيل) وهذا مفاده:

" وفاة البروفيسور مئير يعقوب كيستر أحد أهم الباحثين في العالم في مجالي الادب العربي وبداية العصر الاسلامي

توفي في اورشليم القدس الليلة البروفيسور مئير يعقوب كيستر أحد أهم الباحثين في العالم في مجالي الادب العربي وبداية العصر الاسلامي عن عمر يناهز السادسة والتسعين .

وكان البروفيسور كيستر عضوًا في الاكاديمية الوطنية الاسرائيلية للعلوم وحائزًا على جائزة إسرائيل في اللغة العربية والاستشراق.

وقد أمضى البروفيسور كيستر سنوات طويلة محاضرًا في الجامعة العبرية باورشليم القدس وأسس فرع الاستشراق في المدارس الثانوية.

16.08.10 - 23:46
"

وهذا الخبر ينطبق تماماً على الوصف المذكور في المحاورة للبرفسور, وحتى السن أيضاً.

ولمعرفة المزيد عن أبحاث اليهود في الأدب والتاريخ العربي والإسلامي إليك المقال التالي من جريدة الإتحاد الإماراتية يوم الجمعة 18 جمادي الأولى 1432هـ - 22 أبريل 2011م:

"
بحوث اسرائيلية.. في الشأن الثقافي العربي!


ما زلنا نطالع كتاب الباحث الفلسطيني ابراهيم عبدالكريم، «الاستشراق وابحاث الصراع لدى اسرائيل»، الصادر عام 1993، وكلنا امل بأن يتفرغ باحث آخر لتغطية واقع مراكز البحث والدراسة هناك، ومنذ عام 1993.. فلقد استجد الكثير!.

والآن، ما هي المحاور الرئيسية للاعمال الاستشراقية الاسرائيلية، التي تركزت عليها عناية الباحثين؟ وهل اقتصرت على الشؤون السياسية والعسكرية والمخابرات مثلا؟ يفاجأ القارئ حقا بالاهتمام المبذول في مجالات اللغة العربية والشعر والتاريخ والتراث العربي والاسلامي فمن المحاور التي يرصدها الباحث عبدالكريم اشارته الى اول مشروع دراسي كبير اضطلع «معهد الدراسات الشرقية» في الجامعة العبرية بتنفيذه منذ سنة 1935، وهو اعداد سجل ضخم للشعر العربي القديم، لاستخدامه كمرجع اساس للطلبة اليهود في بحوثهم حول اللغة العربية وتطورها! وفي هذا العمل، يقول الباحث، افردت بطاقة خاصة بكل كلمة تظهر في الشعر العربي القديم، تتضمن مكان الورود، الجذر، الاشتقاقات، النسبة، الترادف والتضاد، المعنى او المعاني، التطورات التي طرأت عليها.. الخ، وقد تم تسجيل اكثر من مليوني بطاقة حتى آواخر الستينيات، تحتوي على الفاظ وتعابير وردت في الاعمال المعروفة وغير المعروفة للشعراء العرب منذ الجاهلية حتى آخر العصر الأموي.

وهذا الرقم مهول حقا في ميدان اللغويات والثراء اللغوي ولهذا يصف البيروفسور «غبرييل باير»، استاذ تاريخ الشعوب الاسلامية في الجامعة العبرية، موضوع تبويب قاموس الشعر العربي القديم بأنه ذو اهمية كبيرة بالنسبة للدراسات العربية في اسرائيل، اذ ان هذا الشعر يمتلك غنى لفظياً خارقاً، وبالتالي فان تحقيقه هو عمل واسع جدا، ولم ينته على الرغم من انقضاء ثلاثين سنة على البدء فيه، اي حتى منتصف الستينيات.

ونحن نعرف ان مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين لديها مكتبة في الكويت عامرة، تجمع كل ما يتعلق بالشعر ومعانيه ونقده ودواوينه ومجلاته مما صدر حول الشعر العربي، وقد أصدرت المؤسسة كما هو معروف مجموعة من الموسوعات والمعاجم الشعرية الكبيرة، ولا اعرف ان كانت تتابع هذا الجهد اللغوي، او تنوي القيام بما يماثله لمراحل ادبية اخرى من مراحل تاريخ الادب العربي؟ فقد يكون مثل هذا المشروع الخطوة الاولى لوضع القاموس العربي التاريخي الموسع الذي كثيرا ما حلم به الباحثون.

ومن اهتمامات الجامعة العبرية اصدار قاموس عبري - عربي كبير ثم نشره في العام 1947، ثم صدرت له طبعة منقحة فيما بعد وكان هذا القاموس ومايزال مرجعا، يقول الباحث، لأفواج الطلاب الدارسين في اقسام اللغة العربية والدراسات الشرقية في الجامعة العبرية وغيرها.

وقد اهتمت الجامعة نفسها كذلك باللهجات العامية الفلسطينية، حيث قام «معهد الدراسات الشرقية» بتسجيل جميع هذه اللهجات باختيار طلاب عرب من مختلف القرى والمدن، لتسجيل وحصر كل لهجة سائدة في تلك المدن والقرى الفلسطينية.

ويقول أ.عبدالكريم ان الاساتذة والطلاب في الجامعة العبرية بشكل رئيسي وفي الجامعات الاخرى اجروا دراسات وبحوثا مستفيضة في شؤون الادب العربي، امتدادا من العصر الجاهلي حتى الوقت الراهن وقد برز بين المشرفين على هذه الدراسات البروفسور «مئير يعقوب كيستر» كبير اساتذة الادب الجاهلي في الجامعة العبرية، واحد كبار الباحثين الاسرائيليين في الادب العربي، وله نتاجات دراسية غزيرة في هذا الشأن.

وتبدي جامعة تل ابيب كذلك خلال هذه الفترة اهتمامها بالادب العربي كالرواية والقصة والمسرح، وتصدر اعمالا ادبية ضمن سلسلة «دراسات ونصوص ادبية»، يشرف على تحريرها البروفيسور «ساسون سوميخ» رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة، بمساعدة الكاتب العربي سليمان جبران، سكرتير تحرير هذه السلسلة، ومن الاعمال الادبية العربية التي اهتم بها الاسرائيليون «جمهورية فرحات» ليوسف ادريس، و«حكايات حارتنا»، ويرى الباحث ان هذا الاختيار تريد اسرائيل به تمرير مقولات ومفاهيم صهيونية معينة في موضوع العلاقة بين الشعب والسلطة في البلاد العربية، وفي جامعة حيفا، يستطرد الكاتب، يتم اعداد دراسات مماثلة في ميادين الادب والثقافة، وتصدر الجامعة مجلة الكرمل للابحاث الادبية بما في ذلك الشعر الاندلسي والموشحات. ويعارض البروفيسور دافيد تسيمح في هذا المجال المدرسة التي تقول ان هذه الموشحات تستند الى وزن اوروبي ويؤكد انه بعد تحليل طويل دقيق ومستمر لعدد كبير من الموشحات الاندلسية خرج بنتيجة تبين ان هذه الموشحات هي اوزان عربية صرفة ويضيف أ. عبدالكريم ان الباحث الاسرائيلي تسيمح قد عثر على مخطوطة فريدة تعود الى ما قبل 300 سنة كتبها ابوالقاسم الخافي بعنوان على هامش عروض ابي الجيش الاندلسي، وتناول فيها مختلف اوزان الشعر العربي وتطوره واخرج تسيمح هذا الكتاب ليوضع كمرجع بحثي وتاريخي هام بين ايدي الطلبة والباحثين الاسرائيليين كما جرت ترجمة العديد من النصوص الشعرية والنثرية العربية مثل ديوان ادونيس «كتاب التحولات والهجرة في اقاليم الليل والنهار» ومحمد الماغوط «حزن في ضوء القمر» واعمال توفيق الحكيم وغيره.

وينتقل الباحث الى مجال التاريخ فيقول ان البحث الاسرائيلي الاستشراقي في الشؤن العربية والاسلامية يكاد بغزارة انتاجية يشمل كافة المسائل ذات العلاقة بالامة العربية التاريخ والحضارة والاوضاع قبل ظهور الاسلام وبعده وكم يشعر اي باحث في العالم العربي بالالم وهو يقرأ هذا التقرير عن دور الاسرائيليين وحريتهم في البحوث الادبية والتاريخية والدينية دون ان تضغط عليهم الحكومة او يشهر بهم الاصوليون والمتزمتون او يطاردهم الناس. وكم هو واسع هامش الحرية الذي يتمتع به الباحث في اسرائيل وخارج العالم العربي والاسلامي عموما بعكس الاوضاع المتردية في الاوساط الاكاديمية العربية حيث الجامعة شحيحة والاستاذ بائس والمنهج قديم والباحث محاصر والطالب ضائع.

من الابحاث التي انجزها المستشرقون الاسرائيليون يقول أ. عبدالكريم، كتاب ضخم بعنوان (العرب القدماء من القرن التاسع الى القرن الخامس قبل الميلاد)، ويدرس العلاقات الداخلية التي قامت بين سكان فلسطين وبين عرب سوريا الطبيعية وشمال جزيرة العرب وجوارها كما يدرس العلاقات الخارجية التي قامت بين عرب المنطقة وبين الامبراطوريات القديمة في الشرق. ومن الكتب الاخرى التي نشرتها الجامعة العبرية مجلدين ضخمين بعنوان «دراسات حول اليهودية والاسلام». وتعتبر البروفسورة «حفا لا تسروس يافيه» من الجامعة العبرية، من ابرز المستشرقين الاسرائيليين في حقل الدراسات الخاصة بالاسلام. فبالاضافة الى محاضراتها الاستشراقية في الشؤون الاسلامية على طلبة «معهد الدراسات الافروآسيوية» وبعد ان انشغلت بدراسة الغزالي مدة خمسة عشر عاما، يقول الباحث اخذت البروفسورة «يافيه» تنشغل - منذ اوائل الثمانينيات - في البحث حول الخليفة عمر بن الخطاب لمعرفة دوره في الاسلام، وتأثيره عليه من الناحية الدينية لا من الناحية التاريخية، وذلك الى جانب اشرافها على عدد من اطروحات الدكتوراه والماجستير، والتي كانت احداها من اعداد طالب مسلم في موضوع «الاعجاز في القرآن الكريم»، ويلاحظ الباحث ان ابحاث البروفسورة «يافيه» في الاسلاميات، تتصف بعقد المقارنات بين الاسلام واليهودية، حيث تلجأ الى اضاءة مقولاتها بضوء توارتي، لكي يتسنى للقارئ اليهودي وعي فرائض الاسلام وفهمها.. فتؤكد في احد ابحاثها مثلا «ان الدين الاسلامي في فرائضه وفحواه قريب من الدين اليهودي، وفيه نقاط تشابه اهمها ان لهذين الدينين شريعتين، الاولى مكتوبة (التوراة والقرآن) والثانية محفوظة أي مستظهرة (المشنا والتلمود، والاحاديث النبوي)، وفي البحث ذاته تقارن المسجد بالكنيس اليهودي، وتجد الكثير من الشبه بينهما في البنية والمكانة». ومن القضايا التي بحثتها احدى الرسائل الجامعية في «معهد الدراسات الافروآسيوية» في الجامعة العربية، تحت اشراف البروفسورة «يافيه» نفسها عام 1982، تطور فكر حجاب المرأة في الماضي والحاضر. ويقول معد الاطروحة بعد بحث مفضل انه «لا اساس دينيا في الاسلام للحجاب بمعنى تغطية وجه المرأة، وان الشرع الاسلامي لم يطلب ولو لمرة واحدة تغطية وجه المرأة بالحجاب كغرض ديني ملزم، وان لباس الحجاب عادة دخيلة على الاسلام من بعض الامم والشعوب التي اختلط بها المسلمون منذ القرن الثاني للهجرة وخاصة من الفرس والروم، ثم اتخذ على مر الأجيال سمة فرض شرعي. ويذهب معد الاطروحة الى ان الحجاب يعود الى تقاليد اجتماعية لا الى الدين الحنيف، مدللا على ذلك ان النساء القبطيات في الوجه القبلي بوادي النيل - أي الصعيد - مازلن حتى اليوم يستعملن الحجاب، وان الزي الاسلامي الجديد الذي اخذ ينتشر بسرعة في المجتمع الاسلامي بالمدن الكبيرة يبقي وجه المرأة المسلمة مكشوفا، وهذا اكبر دليل - يقول صاحب الاطروحة - على بطلان الادعاء بوجوب تغطية وجه المرأة بالحجاب كفرض شرعي ملزم».
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-22-2011, 11:21 PM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحسن الرفاتي مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرًا..

بارك الله فيك أبا الحسن
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-22-2011, 11:28 PM
محمود الجزائري محمود الجزائري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 26
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-22-2011, 11:56 PM
وليد الفلاح وليد الفلاح غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 330
افتراضي

شكرا لاهتمامك وافادتك أخي الكريم أبا مسلم؛

مما نقلت:((ويرى الباحث ان هذا الاختيار تريد اسرائيل به تمرير مقولات ومفاهيم صهيونية معينة في موضوع العلاقة بين الشعب والسلطة في البلاد العربية))
وهذا دأب اليهود مفسدون في الارض؛
وحتى تقريرهم بأن تغطية الوجه أمر دخيل على الاسلام وأنه مأخوذ من ثقافات أخرى !!
واضح انه ما أريد به وجه الحقيقه فضلا عن أن يكون أريد به وجه الله تبارك وتعالى
وسبحان الله المخلص يهديه الله للحق والحق أنها مسأله اسلامية اصيله مندوبة عند البعض وواجبة عند البعض الآخر ...إلا بعدا لليهود.

شكر الله سعيك أخي وأحسن إليك
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-23-2011, 12:04 AM
أحمد جمال أبوسيف أحمد جمال أبوسيف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,209
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا مسلم متعتنا متع الله بطول العمر مع حسن العمل
__________________
{من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع}
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-23-2011, 07:52 PM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود الجزائري مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا
بورك فيك على المرور يا محمود
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 04-24-2011, 06:28 PM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد الفلاح مشاهدة المشاركة
شكرا لاهتمامك وافادتك أخي الكريم أبا مسلم؛

مما نقلت:((ويرى الباحث ان هذا الاختيار تريد اسرائيل به تمرير مقولات ومفاهيم صهيونية معينة في موضوع العلاقة بين الشعب والسلطة في البلاد العربية))
وهذا دأب اليهود مفسدون في الارض؛
وحتى تقريرهم بأن تغطية الوجه أمر دخيل على الاسلام وأنه مأخوذ من ثقافات أخرى !!
واضح انه ما أريد به وجه الحقيقه فضلا عن أن يكون أريد به وجه الله تبارك وتعالى
وسبحان الله المخلص يهديه الله للحق والحق أنها مسأله اسلامية اصيله مندوبة عند البعض وواجبة عند البعض الآخر ...إلا بعدا لليهود.

شكر الله سعيك أخي وأحسن إليك

وليد فلاح حياك الله وبياك
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.