أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
91793 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 12-20-2012, 01:50 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

سئل فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-:
459- ما حُكم الخروج في المظاهرات؟ وهل هي مِن الإسلام؟ وهل تَحرُم أم لا؟
فأجاب:
فتاوى مشايخِنا في موضوع المظاهَرات: أنها تَمنع ذلك.

ولا زلتُ أذكر ذلك الحوار الذي جرى بين شيخِنا الشَّيخ عبد العزيز بن باز -رحمهُ الله- والشَّيخ عبدِ الرحمن عبد الخالق -هداهُ الله- في موضوعِ المظاهرات، وكيف أن الشيخَ ابنَ باز نصح الشَّيخ عبد الرحمن عبد الخالق أن يترك الإفتاء في مثل هذه المسائل، وبيَّن له أن هذا لا يجوز.
المصدر: اللقاء الخامس من لقاءات «غرفة القُرآن الكريم» على البالتوك-القسم المغربي، (19:00). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
من هنـا
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 01-16-2013, 11:53 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

مقامات العبودية في النازلة
لأبي زيد العتيبي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
ففي قوله – تعالى - :{وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} بيان أن المقصود من الابتلاء بالنوازل رجوع العباد إلى الله – تعالى – إلى دينه وشرعه، وذلك بتجريد التوحيد إخلاصاً، وتحقيق المتابعة طاعةً، والاعتصام بالله – سبحانه – توكلاً، وتضرعاً - رغبةً ورهبةً - ، وبحبله المتين يقيناً وانقياداً، والصبر على ذلك .
فالبلاء كالنُذُر للغافلين، و(التوبة النصوح) هي المقصد الأصلي
من البلاء وتكون بأمور:

1) بتعيين طريق العبودية .

2) وبسلوك الطريق بالقيام بوظائف العبودية .

3) وبحسم مادة الغفلة المانعة من تحقيق العبودية .

ودليل ذلك قوله – تعالى - : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:153].

ففي قوله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً} تعيين طريق العبودية . وأصول هذا الطريق معرفة مصدر الشريعة (الوحي) كتاباً وسنةً منضبطاً بفهم سلف الأمة، ومعرفة مقاصدها: التوحيد والمتابعة والتزكية.

وفي قوله:{ فَاتَّبِعُوهُ } سلوك هذا الطريق المحمدي بقيامه بوظائف العبودية – فعلاً للمأمور وتركاً للمحظور – فيديم ذكره لربه مع المحبة والخوف والرجاء والإخلاص والصدق وتمام التضرع والدعاء واللجوء إلى الله – تعالى - .

وفي قوله:{ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ } حسم لمادة الغفلة بقطع علائق البدع والمحدثات من الشبه والمتشابهات، وما يؤول إليها من الشهوات .
ولتحقيق هذه المعاني لا بد للعبد عند النازلة من سلوك ست مقامات تنجلي عندها كل محنة، بل تنقلب إلى منحة، وفيها من تفصيل ما أجملناه أعظم فائدة .

المقام الأول/ المفزع إلى الله وحده في الشدائد والنوازل دون غيره:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :" فَقَدْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ كُلُّهُمْ أَنَّ مَا يَنْزِلُ بِالْمُسْلِمِينَ مِنْ النَّوَازِلِ فِي الرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ : مِثْلُ دُعَائِهِمْ عِنْدَ الِاسْتِسْقَاءِ لِنُزُولِ الرِّزْقِ وَدُعَائِهِمْ عِنْدَ الْكُسُوفِ وَالِاعْتِدَادِ لِرَفْعِ الْبَلَاءِ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ إنَّمَا يَدْعُونَ فِي ذَلِكَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَا يُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ قَطُّ أَنْ يَرْجِعُوا بِحَوَائِجِهِمْ إلَى غَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ بَلْ كَانَ الْمُشْرِكُونَ فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ يَدْعُونَهُ بِلَا وَاسِطَةٍ فَيُجِيبُهُمْ اللَّهُ أَفَتَرَاهُمْ بَعْدَ التَّوْحِيدِ وَالْإِسْلَامِ لَا يُجِيبُ دُعَاءَهُمْ إلَّا بِهَذِهِ الْوَاسِطَةِ الَّتِي مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ؟ قَالَ تَعَالَى : { وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إلَى ضُرٍّ مَسَّهُ } "(مجموع الفتاوى:27/98-99).

المقام الثاني/ المفزع إلى ذكر الله - المتضمن محبته ورجاءه وخوفه - عند النوازل:
قال ابن القيم – رحمه الله - : " و الذكر (منشور الولاية) الذي من أعطيه اتصل، ومن منعه عزل، وهو قوت قلوب القوم الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبوراً، وعمارة ديارهم التي إذا تعطلت عنه صارت بوراً، وهو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع الطريق، وماؤهم الذي يطفئون به التهاب الطريق، ودواء أسقامهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب والسبب الواصل والعلاقة التي كانت بينهم وبين علام الغيوب.

إذا مرضنا تداوينا بذكركم فنترك الذكر أحيانا فننتكس
به يستدفعون الآفات، ويستكشفون الكربات، وتهون عليهم به المصيبات إذا أظلمهم البلاء فإليه ملجؤهم، وإذا نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم. فهو رياض جنتهم التي فيها يتقلبون، ورءوس أموال سعادتهم التي بها يتجرون، يدع القلب الحزين ضاحكاً مسروراً، ويوصل الذاكر إلى المذكور بل يدع الذاكر مذكوراً "(مدارج السالكين:2/423).
المقام الثالث/ المفزع في النوازل إلى (الوحي):
روى سعيد بن منصور، من طريق عبد الله بن عبد الله بن عمر، أن عائشة كانت تقول: "لا بأس بأن يمس الطيب عند الإحرام، قال: فدعوت رجلاً وأنا جالس بجنب ابن عمر، فأرسلته إليها، وقد علمت قولها، ولكن أحببت أن يسمعه أبي فجاءني رسولي، فقال: إن عائشة تقول: لا بأس بالطيب عند الإحرام فأحب ما بدا لك، قال: فسكت ابن عمر". وكذا سالم بن عبد الله بن عمر يخالف أباه وجده في ذلك، لحديث عائشة. قال ابن عيينة: "أخبرنا عمرو بن دينار، عن سالم، أنه ذكر قول عمر في الطيب، ثم قال: قالت عائشة - رضي الله عنها - فذكر الحديث، قال سالم: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبع". قال الحافظ: "ويؤخذ منه أن المفزع في النوازل إلى السنن، وأنه مستغنى بها عن أراء الرجال، وفيها المقنع". الفتح (3/298).
المقام الرابع/ الرجوع إلى العلماء عند النوازل:
قال ابن القيم – رحمه الله - :" العالم بكتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة فهو المجتهد في أحكام النوازل يقصد فيها موافقة الأدلة الشرعية حيث كانت ولا ينافي اجتهاده تقليده لغيره أحيانا فلا تجد أحدا من الأئمة إلا وهو مقلد من هو أعلم منه في بعض الأحكام وقد قال الشافعي رحمه الله ورضي عنه في موضع من الحج قلته تقليدا لعطاء فهذا النوع الذي يسوغ لهم الإفتاء ويسوغ استفتاؤهم ويتأدى بهم فرض الاجتهاد " (إعلام الموقعين:4/212).

المقام الخامس/ المفزع إلى الصبر على أداء واجب الوقت في النازلة .
قال ابن القيم – رحمه الله - : " والأفضل في وقت نزول النوازل وأذاة الناس لك أداء (واجب الصبر) مع (خلطتك بهم) دون (الهرب منهم)؛ فإن المؤمن الذي يخالط الناس ليصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يؤذونه، والأفضل (خلطتهم في الخير) فهي خير من اعتزالهم فيه، (واعتزالهم في الشر) فهو أفضل من خلطتهم فيه، فإن علم أنه إذا خالطهم أزاله أو قلله فخلطتهم حينئذ أفضل من اعتزالهم فالأفضل في كل وقت وحال إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه " (مدارج السالكين:1/89).

المقام السادس/المفزع إلى العبادة امتثالاً للأوامر وتركاً للمحرمات .
قال ابن القيم – رحمه الله - : " العبد - دائماً - متقلب بين (أحكام الأوامر)، (وأحكام النوازل)، فهو محتاج بل مضطر إلى (العون) عند الأوامر، وإلى (اللطف) عند النوازل.
وعلى قدر قيامه بالأوامر يحصل له من اللطف عند النوازل فإن كمل القيام بالأوامر ظاهراً وباطناً ناله اللطف ظاهراً وباطناً، وإن قام بصورها دون حقائقها وبواطنها ناله اللطف في الظاهر وقل نصيبه من اللطف في الباطن.
فإن قلت وما (اللطف الباطن)؟ فهو ما يحصل للقلب عند النوازل من السكينة والطمأنينة وزوال القلق والاضطراب والجزع فيستخذى بين يدي سيده ذليلا له مستكينا ناظرا إليه بقلبه ساكنا إليه بروحه وسره قد شغله مشاهدة لطفه به عن شدة ما هو فيه من الألم وقد غيبه عن شهود ذلك معرفته بحسن اختياره له وأنه عبد محض يجري عليه سيده أحكامه رضي أو سخط فإن رضي نال الرضا وإن سخط فحظه السخط فهذا اللطف الباطن ثمرة تلك المعاملة الباطنة يزيد بزيادتها وينقص بنقصانها"(الفوائد:203).
نقـلا مـن هنـا
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 01-18-2013, 11:19 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

المظاهرات ليست من دِين الإسلام

سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-:
السؤال: يقول السائل هنالك من يقول أنه لا يجوز إنزال حديث الخوارج على من يخرجون اليوم في المظاهرات ضد حاكم معين ، ويقول -أيضًا- أن هنالك من يصف هذه المظاهرات أنها حراك سلمي ولا ينكرها إلا أهل البدع؟

الجواب: المظاهرات ليست من دين الإسلام لِما يترتب عليها من الشرور، مِن ضياع كلمة المسلمين، مِن تفريق بين المسلمين، لِما يصاحبها مِن التخريب وسفك الدماء، لِما يصاحبها من الشرور.
وليست المظاهرات بحلٍّ صحيح للمشكلات؛ ولكن الحل يكون باتِّباع الكتاب والسُّنة.
وما جرى في الأزمان السَّابقة أكثر مِما يحصل -الآن- من الفتن؛ ولكن يعالجونها على ضوء الشريعة لا على ضوء نُظم الكفار!
والمظاهرات المستوردة هذا ليس من دين الإسلام..
الفوضى ليست من دين الإسلام..
دين الإسلام يدعو إلى الانضباط، يدعو إلى الصبر، يدعو إلى الحكمة، يدعو إلى رد الأمور إلى أهل الحل والعقد إلى العلماء: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ). نعم.


http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14288
نقلًا مـن هنـا -مع شيء من التعديل-
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 03-23-2013, 12:09 PM
السودانية السودانية غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 14
افتراضي

بارك الله فيك ورزقك خير الدنيا والأخرة.
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 04-17-2013, 11:11 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السودانية مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك ورزقك خير الدنيا والأخرة.
اللهم آمين.
وفيك بارك الله -أختنا الكريمة- ورزقك خير الدنيا والآخرة.

وهذه أبيات جميلة لفضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله- أرى من المناسب نقلها هنا:


إذا (الناسُ) يَوماً أَرادوا الحياةَ **** فلا بُدّ أنْ (يُذْعِنوا)للقَدَرْ







فشرعُ الإلهِ حياةُ القلوبِ **** فَخُذْ ما يُوافقُهُ أو فَذَرْ



وسُنّةُ أحمدَ نورُ النُّفوسِ **** فَسِرْ إثْرَ مَنهجِه والأَثَرْ





وكُنْ ذا صِلاتٍ تَقومُ أَساساً **** على الدِّينِ لا بَلَدٍ أَو أُسَرْ



وحاذِرْ ضَلالاً يُنادي رِجالاً **** فإنّ الهوى للقلوبِ أَسَرْ



وأَخلِصْ لربِّ العُلى في دُعاءٍ **** فإنَّ المآلَ -بحقٍّ- أَسَرّ



وحُبُّ الصحابةِ دِينٌ عظيمٌ **** فَصِدِّيقُنا ويليهِ عُمَرْ



وعُثمانُ بعدُ كذاك عليٌّ **** همُ الجَوهرُ الأنفسُ والدُّرَرْ



وجاهِدْ جِهاداً يكونُ حَقيقاً **** بنُصْرةِ دينٍ بغيرِ كَدَرْ



وَدَعْكَ الحَماسةَ دونَ اعتقادٍ **** ومِنْ غيرِ فقهٍ وعِلمٍ أَبَرّ



فإنَّ الجهادَ سَنامُ الشريعةِ **** أَمّا الحماسةُ تُودِي الحُفَرْ



مَصالحُ شرعِ الإلهِ أَساسٌ **** ومَفْسَدَةً رُدَّ فَهْيَ ضَرَرْ



وتغييرُ ما قد يَحُلُّ بقومٍ **** بتغييرِ نفسٍ وعُمْقِ نَظَرْ



وعَكسٌ لهذا الطريقِ ضَلالٌ **** وفِتنتُهُ شَرُّ ما يُنتَظَرْ


فقرآنُ ربِّيَ بابُ النَّجاةِ **** وَطاعةُ أَحمدَ فيما أَمَرْ

وإلاّ الهلاكُ كذاكَ البَوَارُ *** وسُوءٌ يُداهِمُ أَدْهى أَمَرّ









فهذا هو الحقُّ فاسلُكْ سَبيلاً **** أَميناً أَماناً بغير حَذَرْ



كَفيلاً بِكُلِّ الهُدى بِائتمانٍ **** ومِن دُونِ أَيِّ أُمورٍ أُخَرْ






* * * * *


نقلًا من هنـا
رد مع اقتباس
  #46  
قديم 05-10-2013, 04:38 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

(( فلن تنعم الحياة، ولن تسعد الدُّنيا، ولن تطمئن البشريَّة، ولن تهدأ الإنسانيَّة إلا إذا اتَّجهت إلى التوحيد إلا إذا التجأت إلى الله وحده تعبُدُه، وتأخذ حظَّها من كتابه، وتتبع رسولَه، وبذلك تطمئن القلوب، وبذلك تهدأ النُّفوس، وبذلك يستريح البال، وبذلك يستقرُّ الحال، وبذلك يستقرُّ الأمنُ ويسود النظام.
فإن كان لأمة أو لحكومة أو لدولة هدفٌ في أن تنشد السَّلامَ؛ فلا بُد لها أن ترجع إلى كتاب الله تستفتيه، وإلى رسول الله تستهديه.
أليس هناك -أيتها الدولة! أو: أيتها الأمة! أو: أيها الشعب!-؛ إنكم تَشكون -اليوم- من الحوادث، إنكم تَألَمون، إنكم تَفزعون، ففي كلِّ يوم قتل، وفي كل ساعة فضيحة، وفي كل لحظةٍ تمزيقٌ للشَّرف، وهتك للعِرض، وفسادٌ في الأرض!
والحكومة تشتكي، والأمَّة تبكي، والشعبُ -كلُّه- يَحزن ويفزع مِن تلك الحوادثِ!
ما السبيل إلى منعها؟ ما السَّبيل إلى درئِها؟ ما السبيل إلى القضاء عليها؟
أن توقظ الضَّمير، وأن تُحيي القلوب، وأن تَروي بذرة الإيمان، ولا رِيَّ لِبذرة الإيمان إلا مِن كتاب الله وإلا من سُنة رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-.
لذلك: يُحدثنا رسولُ الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- عن القرآنِ فيجعله أو يُصوِّره في الناس، فيقول: "مثل ما بعثني اللهُ به من الهدى والعلم كمثل غيثٍ أصاب أرض".
نعَم، مثَّله بالماء؛ لأن القرآن والماء يَنزلان من السماء.
نعَم، شبَّهه بالماء؛ لأن الماء يَنزل غيثًا على الأرض، ولأن القرآن يَنزل غيثًا على النفس والقلب.
نعم؛ يَنزل على النفس والقلب فيُحيي مواتَهما، ويبعث الحياةَ من جديد، ويُوقظ الضميرَ، ويفتح العيونَ العُمي، ويفتح الآذانَ الصمَّ، ويُرقِّق القلوب الغُلف، ثم يَجعل من فوق النَّفس عقلًا، ويجعل من فوق العقل قلبًا، ويجعل من فوق القلب ضميرًا، فكلما دفعتْكَ النفسُ إلى شهوةٍ، أو إلى لذَّةٍ، أو إلى عَرَضٍ من أعراض الدُّنيا؛ كان العقلُ مِن فوقها رقيبًا، فإن ضحكت على العقل وركبتْهُ؛ كان القلب من فوقهما حسيبًا، فإن كان القلبُ -أيضًا- غافلًا؛ كان الضميرُ متيقظًا.
ولا يوقظ الضَّمير، ولا يُطهِّر القلب، ولا يُزكِّي النَّفس -لا [...] ولا قانون ولا [...] ولا سواه-؛ إنَّما يوقظ الضميرَ الذي خلق الضَّميرَ، إنَّما يزكِّي النفس والقلب اللهُ، لا إله إلا هو الحي القيوم.
فاتقوا الله في أنفسِكم، واترُكوا أنصارَ سُنَّة رسول الله يَبعثون في القلوب حياةً كريمةً من جديد، حياةً لا تعرفُ الجريمةَ، حياةً لا تعرفُ الفسادَ، حياةً لا تعرفُ إلا الخيرَ تندفعُ إليه، وتندفعُ بِكُليَّتها، بكل مشاعرها، وبكل أحاسيسها، نحو الخير، ونحو البِر، ونحو الحقِّ، ونحو الصِّدق، ونحو السَّعادة، ونحو الهناء.
فلن تسعد الأمَّة، ولن يستقر الأمنُ، ولن يستتبَّ النظام، ولن يتحقَّق العدل، ولن يَسودَ السَّلام إلا إذا حقَّقنا كتابَ الله، وإلا إذا حكَّمنا الواحدَ الديَّان )).

كلمة للشيخ حامد الفقي -رحمه الله-إن لم أكن واهمة-، فرغتُها من تسجيل قديم فيه كلمة للإمام الألباني -رحمه الله-، سُجل عام (1380هـ).
ومن هنـا أخذت المادة الصوتيَّة، والكلمة في آخر الشريط.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.