أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
29092 58911

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-13-2023, 08:32 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 932
افتراضي بين الجهاد الشرعي والجهاد البدعي

...................
...............
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-07-2023, 05:29 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 932
افتراضي

🚀 الفرق بين الجهاد الشرعي والجهاد البدعي: (1)
📌 بين جهاد المؤمنين... وجهاد المنافقين
▪️ {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}.
🔹 قال الإمام الألباني -رحمه الله-:
«مِن المعلوم أنَّ ما أُمر به ‌المسلم ‌مِن ‌الأحكام (منوط ‌بالاستطاعة)؛ حتى ما كان من أركان الإسلام، قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، وهذا من الوضوح بمكان فلا يحتاج إلى تفصيل.
والذي يحتاج إلى التفصيل؛ إنما هو التذكير بحقيقتين اثنتين:
الأولى: أنَّ قتال أعداء الله -مِن أي نوع كان- يتطلب تربية النفس على الخضوع لأحكام الله واتباعها؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله».
والأخرى: أن ذلك يتطلب (الإعداد المادي والسلاح الحربي)؛ الذي (ينكأُ أعداء الله)؛ فإن الله أمر به أمير المؤمنين فقال: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }. و (الإخلال بذلك مع الاستطاعة)؛ إنما هو من (صفات المنافقين)، ولذلك قال فيهم رب العالمين: { وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً }.
وأنا اعتقد جازماً أن هذا الإعداد المادي لا يستطيع اليوم القيام به جماعة من المؤمنين دون علم من حكامهم - كما هو معلوم-، وعليه؛ فقتال أعداء الله من جماعة -ما- سابق لأوانه، كما كان الأمر في العهد المكي، ولذلك؛ لم يؤمروا به إلا في العهد المدني؛ وهذا هو مقتضى النَّص الرباني: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}.
وعليه؛ فإني أنصح (الشباب المتحمس للجهاد)، والمخلص حقًّا لرب العباد: أن يلتفتوا لإصلاح الداخل، وتأجيل الاهتمام بالخارج الذي لا حيلة فيه، وهذا يتطلب عملًا دؤوبًا، وزمنا طويلًا؛ لتحقيق ما أسميه بـ (التصفية والتربية)؛ فإن القيام بهذا لا ينهض به إلا جماعة من العلماء الأصفياء، والمربين الأتقياء، فما أقلهم في هذا الزمان، وبخاصة في الجماعات التي تخرج على الحكام!
وقد ينكر بعضهم ضرورة هذه التصفية، كما هو واقع بعض الأحزاب الإسلامية، وقد يزعم بعضهم أنه قد انتهى دورها، (فانحرفوا إلى العمل السياسي أو الجهاد، وأعرضوا عن الاهتمام بالتصفية والتربية، وكلهم واهمون في ذلك)، فكم من مخالفات شرعية تقع منهم جميعاً بسبب الإخلال بواجب التصفية، وركونهم إلى التقليد والتلفيق، الذي به يستحلون كثيراً مما حرم الله! وهذا هو المثال: الخروج على الحكام؛ ولو لم يصدر منهم الكفر البواح.
وختاماً أقول: نحن لا ننكر أن يكون هناك بعض الحكام يجب الخروج عليهم؛ كذاك الذي كان أنكر شرعية صيام رمضان، والأضاحي في عيد الأضحى، وغير ذلك مما هو معلوم من الدِّين بالضرورة، فهؤلاء يجب قتالهم بنص الحديث، ولكن (بشرط الاستطاعة) كما تقدم.
لكن مجاهدة اليهود المحتلين للأرض المقدسة، والسَّافكين لدماء المسلمين أوجب مِن قتال مثل ذاك الحاكم من وجوه كثيرة، لا مجال الآن لبيانها، من أهمها أن جند ذاك الحاكم من إخواننا المسلمين، وقد يكون جمهورهم -أو على الأقل الكثير منهم- عنه غير راضين، فلماذا لا يجاهد هؤلاء الشباب المتحمس اليهود، بدل مجاهدتهم لبعض حكام المسلمين؟!
أظن أن سيكون جوابهم عدم الاستطاعة بالمعنى المشروح سابقاً، والجواب هو جوابنا، والواقع يؤكد ذلك؛ بدليل أن خروجهم -مع تعذر إمكانه- لم يثمر شيئاً سوى (سفك الدماء سُدى)! والمثال -مع الأسف الشديد- لا يزال ماثلاً في الجزائر، فهل من مدَّكر؟!».
[📚«السلسلة الصحيحة» (7/ 1241- 1243)]
🔹 وقال -رحمه الله-:
«حكم الجهاد في أفغانستان كالجهاد في (فلسطين) وكالجهاد في كل بلاد الإسلام التي هوجمت من الكفار، ولا أدري كيف أن المسلمين سرعان ما ينسون الواقع الأليم؟! فينشغلون بواقع أليم جديد وينسون الألم القديم!! الجهاد (فرض عين في كل هذه البلاد)، ولكن! أين الذين يستطيعون أن يجاهدوا وهم بعد لا يزالون متفرقين غير مجتمعين في فهمهم لدينهم .. في توحيدهم لصفوفهم .. في استعدادهم لمقاتلة أعدائهم؟!
فالمسألة واضحة جداً فهي فرض عين، لكن {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}، فهذا يحتاج استعداد، والاستعداد الأعظم هو التربية على الإسلام الصحيح، والتكتل والتجمع عليه، ثم الاستعداد المادي لمقاتلة أعداء الله -عز وجل-».
[📀 «سلسلة الهدى والنور» رقم: (80)]
🔹 وقال -رحمه الله-:
«فنحن نرى أنه لا ينبغي للأفراد المسلمين أن (يغتروا بإعلان الجهاد) سواء من العراق أو من غير العراق، لأننا نقول: هلا كان هذا قبل هذا؟!
ونزيد على ذلك ونقول: ليس المسلم فقط الذي إذا كان يريد أن يجاهد حقًّا فعليه أن يستعد الاستعداد الكامل ليجاهد في سبيل الله، بل أولى منه الدول التي هي التي بإمكانها أن تستعد الاستعداد المادي السلاحي أكثر من الأفراد، وذلك بلا شك يستلزم تجنيد المسلمين وتهيئتهم للجهاد في سبيل الله قبل سنين طويلة، وليس في ليلة لا قمر فيها ينادى بالجهاد في سبيل الله! (فيثور الناس بعواطفهم) ويريدون أن يجاهدوا في سبيل الله، (ولو أرادوا الجهاد في سبيل الله لأعدوا له عدته).
ولذلك فنحن نعتقد جازمين أنَّ العصر الآن (عصر فتن) بين الدول الإسلامية بعضها مع بعض من جهة، وبين بعضها وبعض الدول الكافرة من جهة أخرى، (فليس زمن جهاد)، وإنما هو (زمن فتن)، وحينئذٍ يرد هنا ما جاء في أكثر من حديث واحد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما تحدث عن بعض أشراط الساعة وذكر فيها أنه (يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافراً ..) إلى آخر الحديث، في بعضها يقول عليه السلام: (يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل) وفي بعضها: يأمر عليه الصلاة والسلام المسلمين أن يلزموا بيوتهم، وفي رواية عربية فصحى يقول: (كونوا أحلاس بيوتكم)».
[📀«سلسلة الهدى والنور» رقم: (452)]
يتبع -إن شاء الله-.
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-07-2023, 05:30 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 932
افتراضي

🚀 الفرق بين الجهاد الشرعي والجهاد البدعي: (2)
📌 بين حفظ الدِّماء وسفكها...
⭕ قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
📌 «... فلا رأي أعظم ذمًّا مِن رأي أريق به (دم ألوف مؤلفة من المسلمين!! ولم يحصل بقتلهم مصلحة للمسلمين!! لا في دينهم ولا في دنياه!! بل نقص الخير عما كان!! وزاد الشر على ما كان!!!)».
[📚«منهاج السُّنَّة» (6/ 113)]
🩸 التَّرهيب مِن قتل النَّفس التي حرَّم الله إلا بالحقّ
⭕ قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ:
🗡️ «لوْ أَنَّ أهلَ سماواتِه وأهلَ أرضهِ ‌اشْتَركوا ‌في ‌دَمِ مؤْمِنٍ؛ لأدْخَلَهُم الله النارَ».
[📚 «صَحيحُ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ» (2438)]

قلت: لا يُتاجر في دماء المسلمين إلا الجهلاء! أو السُّفهاء!! أو العملاء!!!
وقد تجتمع الثلاثة -معًا-(!)
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-07-2023, 05:30 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 932
افتراضي

🚀 الفرق بين الجهاد الشرعي والجهاد البدعي: (3)
📌 بين الجهاد الشَّرعي و(الثُّوَّار=المقاومة)...
♦ «... إيه للجهادِ مِن فريضة! تهاون بها أصحابُها، وتداعى ضِدَّها أعداؤها، وتساهل في الإعداد لِحُكمِها أهلُوها...
فكم مِن مقصِّر فيه ومُستهتر!
وكم مِن مُدَّعٍ له ومُتطاول!
وكم مِن عدوٍّ له وخصيم!
👈🏼 فقاعدة الجهاد الحقّةُ التزامٌ صريحٌ بالكتاب والسُّنَّة، وفَهمٌ حقٌّ لهما على ضوء نهج سلف الأُمَّة.. ثم -بعدُ- عِلْمٌ وعملٌ، وجهادٌ وسَدادٌ..».
[⛈ «أحكام الشتاء في السُّنَّة المطهرة» (ص125)]
🎯 وقد ذكرت كُتب الفقه شروط الجهاد الشَّرعي، وإذا عُدمت هذه الشروط، فلا جهاد؛ كحال دعاة الجهاد المزَّيف(!) فجهادهم عبارة عن ثورات، ولا يوجد في الإسلام ثورات، إما هي سنن الملاحدة وأهل الكتاب...
⚫ فمِن أوصاف هذه الثورات:
▪ تعدد الأمراء.
▪ لا تنكأ عدوًّا.
▪ تحركها سياسي.
▪ ليست تحت قائد=خليفة.
▪ ليسوا على قلب رجل واحد.
▪ تقوم بها أحزاب وجماعات وليست حكومات.
▪ ليست نابعة مِن الشَّعب، وإنما مِن جهات.....
▪ عاطفة عبثيَّة ليست شرعيَّة، خالية مِن العدة الرّوحية.
▪ تُمجد وتسمى بطولات! وما هي إلا {كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً}.
▪ وسائلهم القتالية لا تفيد شيئًا، فلو كانوا مخلصين لأعدوا العدة، وأخذوا بالأسباب.
⚫ النتائج:
▪ العدو ينكأ منهم.
▪ تراق الدِّماء هدرًا.
▪ لم يجنوا إلا الحنظل!
▪ غشُّوا أنفسهم وغيرهم.
▪ تلقي بنفسها ونفس غيرها إلى التهلكة.
▪ تثور ثم تخور في أرضها، ولا أثر لها إطلاقًا، مثل (رغوة الصابون)!
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-07-2023, 05:31 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 932
افتراضي

🚀 الفرق بين الجهاد الشرعي والجهاد البدعي: (4)
📌 النَّظر في (مآلات الأفعال)...
«النظر في (مآلات الأفعال) معتبَرٌ ومقصود شرعًا، وهو أصل مِن (أصول الفقه) لا بد لنا مِن العِلْم به؛ لنعرف:
▪️ متى نُقدِم ومتى نُحجِم؟
▪️ومتى نصرِّح ومتى نلمَّح؟
▪️ومتى نواجِه ومتى نتقي؟
ومِن الشواهد الشَّهيرة في (السِّيرة النَّبويَّة) التي تدل على هذا الأصل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في قصة بناء الكعبة وهدمها، والحكمة مِن ترك إعادة بنائها، فقد ترك صلى الله عليه وسلم شيئًا مِن المصالح الشَّرعية خشية ما قد يؤول إليه الأمر مِن (مفاسد أعظم)، فقال صلى الله عليه وسلم:
«يا عائِشَةُ، لَوْلا أنَّ قَوْمَكِ حَديثُو عَهْدٍ بشِرْكٍ، لَهَدَمْتُ الكَعْبَةَ، فألْزَقْتُها بالأرْضِ، وجَعَلْتُ لها بابَيْنِ: بابًا شَرْقِيًّا، وبابًا غَرْبِيًّا، وزِدْتُ فيها سِتَّةَ أذْرُعٍ مِنَ الحِجْرِ، فإنَّ قُرَيْشًا اقْتَصَرَتْها حَيْثُ بَنَتِ الكَعْبَةَ». [رواه مسلم].
♦️ قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-:
«لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه».
◼️ فالعاقل إذا أراد أن يقول الكلمة في أي مجال، فإنَّه يتدبَّر الأمر، أي: أنَّه يستشير عقله قبل أنْ يقول كلمته، ليدرس العقلُ الكلمة في كل نتائجها، وفي كل سلبياتها وإيجابياتها، أما الأحمق فقلبه وراء لسانه، فإذا خطرت الكلمة في ذهنه قالها دون أنْ يدرس عواقبها ومآلاتها.
♦️وقال -أيضًا- رضي الله عنه:
«مَن نظر في العواقب، أَمِن مِن النوائب».
🔹 وقال الشافعي -رحمه الله-:
«صِحَة النَّظر في الأمور نجاة مِن الغرور؛ ففكر قبل أن تعزم، وتدبر قبل أن تهجم، وشاور قبل أن تُقدِم».
⭕وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
«مررتُ أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر فأنكر عليهم مَن كان معي فأنكرت عليه وقلتُ له: إنما حرَّم الله الخمر؛ لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهؤلاء يصدهم الخمر عن (قتل النفوس وسبي الذرية وأخذ الأموال)؛ فدعهم».[«إعلام الموقعين» ( (4/ 340)].
💡 يعلمنا ابن تيمية -رحمه الله- (مراعاة مآلات الأفعال)؛ فإنْ كانت تؤدي إلى مطلوب فهي مطلوبة، وإن كانت لا تؤدي إلا إلى شر فهي منهي عنها.
💡💡 ويعلمنا -أيضًا-: أنَّ الغاية مِن إنكار المنكر هي حدوث المعروف، فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه فإنَّه لا يسوغ إنكاره.
📌 وسُئِلَ أحد الحكماء عن الفرق بين العاقل والسَّفيه؟
فقال: كثير! ومنه: أنَّ العاقل اللبيب يستفرغ فكره، ويتبصر الأمر قبل أنْ يباشره، والجاهل السَّفيه يستخف فكره! ويتبصر الأمر بعد أن ينتهي منه!!
⚡ وقال الحسن -رحمه الله-:
«الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل».
⬛ إنَّ (التَّفكر في عواقب الأمور) مِن (صفات العقلاء)(1) التي لا يستغنون عنها؛ فكثيرٌ مِن الأمور لا يمكن أنْ تحكم عليها ببداياتها، بل بنهاياتها؛ لأنَّ الشيء ربما يكون خيرًا في أوله، ولكنه يكون شرًّا في آخره، وقد يكون العكس؛ ولذلك لا بدَّ للإنسان مِن أنْ يتدبر أمره في كلِّ ما يريد القيام به قبل أنْ يبدأ بالعمل، ليعرف مداخل الأمور ومخارجها، ومصادر الأمور ومواردها، وليعرف النتائج السَّلبية أو الإيجابية النَّاجمة عن القيام بهذا العمل أو ذاك(2).
👈🏼 ولعل مشكلة بعضنا الأساسية: أننا ارتجاليون! و(حماسيون)!! وانفعاليون!!! نرتبط بالشخص مِن خلال عاطفة، ونرتبط بالأشياء مِن خلال ما توحيه إلينا اللحظة؛ فحتى لا نقع في العواقب غير المحمودة يجب أنْ نركِّز على أهميّة تدبُّر الأُمور وتعقلها..
فالمطلوب التأني في حركتنا ومواقفنا، بعيدًا عن الارتجالية؛ كي نضمن سلامة ما نقوم به أو نفكّر فيه..
▪️ فالمؤمن مَن يدرس الأُمور بعمق ويتدبِّرها، ولا يكون شخصًا عاطفيًّا تحرِّكه الانفعالات واللافتات والشِّعارات مِن هنا أو هناك، بل ينطلق بذهنية التَّخطيط ويستفيد مِن تجارب الآخرين، فالقرارات الحَكيمة والمواقف الصائبة، هي التي تُبنَى على رويَّة تامة، ورؤية ثاقبة، واعتبار لمآلاتها وعواقبها».
[مقال بعنوان: «العاقل من تدبر في العواقب» بقلم: وائل رمضان 1444هـ - 2022م]
⭕ ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
«فإنَّ الأمرَ والنَّهيَ وإنْ كان مُتضمِّنًا لتحصيلِ مصلحةٍ ودفعِ مفسدة: فيُنظرُ في المُعَارضِ له، فإنْ كان الذي يَفُوتُ مِن المصالح أو يحصلُ من المَفاسدِ أكثر: لم يكن مأموراً به، بل يكون مُحرَّماً إذا كانت مفْسَدتُه أكثرُ مِن مصلحتِه(1)». [«مجموع الفتاوى» ( 28 / 129 )] .
⭕⭕ ويقول -أيضًا- شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
«وإذا كان كذلك فمعلوم أنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإتمامه (بالجهاد) هو مِن أعظم المعروف الذي أُمرنا به ولهذا قيل: (ليكن أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر غير منكر)(1). وإذا كان هو مِن أعظم الواجبات والمستحبات فالواجبات والمستحبات لابد أن تكون المصلحة فيها راجحة على المفسدة؛ إذ بهذا بُعثت الرسل ونَزلت الكتب ﴿وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾ بل كل ما أمر الله به فهو صلاحٌ.
◼️وقد أثنى الله على الصلاح والمصلحين والذين آمنوا وعملوا الصالحات، وذم المفسدين في غير موضع؛ فحيث كانت مفسدة الأمر والنَّهي أعظم مِن مصلحته لم تكن مما أمر الله به، وإن كان قد تُرك واجب وفُعل محرم؛ إذ المؤمن عليه أن يتقي الله في عباده وليس عليه هداهم.
وهذا معنى قوله -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾، والاهتداء إنما يتم بأداء الواجب، فإذا قام المسلم بما يجب عليه مِن الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر كما قام بغيره مِن الواجبات لم يضرَّه ضلال الضُلاَّل». [«مجموع الفتاوى»] (28/ 126-127)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(1) بخلاف صنيع أهل (الجهاد البدعي المزيَّف)! [محمد بن حسين]
(2) يقول الإمام الألباني -رحمه الله- في توضيح أحكام الجهاد الشَّرعي الصَّحيح:
📌 «لهذا نحن نقول: إنَّما الأعمال بالخواتيم، والخاتمة لا تكون حسنةً إلاَّ إذا قامت على الإسلام، وما بُني على خلاف الإسلام فسوف لا يُثمر إلاَّ (الخراب والدَّمار)». [محمد بن حسين]
[شريط «مِن منهج الخوارج» سُجِّل بتاريخ 29 جُمادى الأولى 1416 هـ- الموافق 23 ـ 10 ـ 1995م]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-07-2023, 05:32 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 932
افتراضي

�� الدفاع عن المنهج السَّلفي في وقت الفتن:
âڑ،âڑ، مشكلة القدح في العلماءâڑ،
تلك المشكلة التي كان للمستعمرين يد كبيرة في بثها بين صفوف المسلمين؛ ليقطعوا بها الصلة الوثيقة بين المسلمين وبين علمائهم، وقطعها قطع للدِّين، إذْ العلماء هم المصدر لبيان شرع الله -سبحانه وتعالى- في هذا الزمن، وليس عجبًا أن يصدر القدح في العلماء من أبناء المستعمرين كالعلمانيين والشيوعيين والبعثتين، وإنما العجب كل العجب أن يصدر هذا القدح ممن انتسب إلى الإسلام من الجماعات الحزبية!! فإنهم الآن وللأسف الشديد يحملون لواء القدح في العلماء والاستخفاف بهم:
�� تارة يرمونهم بأنهم علماء للدولة.
�� وتارة بأنهم مشايخ حكومة.
�� وتارة بأنهم تصاغ لهم القرارات.
�� وأخرى بأنهم علماء حيض ونُفاس...
وهلم جرا...
♦ï¸ڈ وهم في هذا القدح بين رجلين:
• إمّا مغرض له أهداف ومقاصد سيئة.
• أو مخدوع مغرَّر به، يُصاغ له باطل في قالب الحق فيَخاله صادقًا.
â–ھï¸ڈوالشبه التي ينخدع بها هؤلاء فيُلصق بالعلماء مثل هذه الفِرَاء، يمكن أن نكشفها، لكن الوقت لا قد يتسع لكشفها كلها، لكن أقتصر على أمرين لعل فيهما إزالة لما قد يتسّرب على أذهان بعض الناس من هذه الشائعات والمفتريات.
â—¼ï¸ڈ فأولًا: نقول إنّ العلماء يقيدون تصرفاتهم بالكتاب والسنة وبالمصلحة الشرعية المعتبرة، بينما تلك الجماعات الحزبية تنطلق في الجملة من (العاطفة الإسلامية) و(العقل المحض)،" وقد تتلمس شبهًا من الشرع للتدليل على منهجها، فالأصل المنهج العاطفي أو ما يسمي أيضًا (بالشعور الإسلامي) ثم تلوى أعناق النصوص له، أو تورد معزولة عن فهم سلفنا الصالح، فمثلًا العلماء يرون أن مناصحة ولي الأمر تكون على الطريقة النبوية، فيتمثلون لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن أبي عاصم بإسناد صحيح عن عياض بن خلف: «مَن أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يُبْده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك وإلاّ كان قد أدى الذي عليه» ...
♦ï¸ڈ وأما ما قد يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر والخروج من الإسلام، فالواجب فيها منا صحتهم على الوجه الشرعي برفق، واتباع ما كان عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس، واعتقادُ أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد، وهذا -أي الاعتقاد- غلط فاحش وجهل ظاهر، لا يعلم صاحبه ما يترتّب عليه من المفاسد العظام في الدين والدنيا كما يعرف ذلك من نور الله قلبه وعرف طريقة السلف وأئمة الدين.
â*• فهذا الأمر يوضح لنا أن ما يرضى به العلماء من المداهنة أو عدم الإنكار أو نحو ذلك أمر باطل؛ لأن الذي ينتقدهم هو يتصور أن الإنكار يجب أن يكون من على رؤوس المنابر، وأمام الناس ويكون بالتشهير ونحو ذلك، وهذه نظرة لا يقرها الشارع بدلالة مثل هذا النص الصريح الواضح، فالعلماء يتبعون مثل هذا النص، ويجعلون مناصحتهم سرية، ولذلك يثور الشباب...
�� ويقولون: العلماء لا يتكلمون، العلماء لا ينكرون. وهلم جراً... وهذا قد حصل نظيره في زمن عثمان: فإن التابعين جاؤوا أو بعضهم إلى أسامة بن زيد فقالوا له: أولا تدخل على هذا الرجل فتكلمه -يعنون عثمان -.
فقال: أرأيتم أني لا أكلمه إلا أسمعكم، والله لقد كلمته فيما بيني وبينه دون أن أفتح هذا الأمر أو دون أن أكون أول من فتح هذا الباب.
�� يقول الحافظ وغيره: هذا الباب يعني باب الفتنة.
�� يعني أن أول الفتنة إنما بالكلام، ثم تدرج حتى تكون باليد، وجاء عن ابن عباس كما ذكره ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» أنّه سأل سعيد بن جبير عن مناصحة الحاكم فقال: فإن كنت ولا بد فاعلاً ففيما بينك وبينه.
�� فهذا وجه لعله يزيل ما ترسّب في أذهان من نظن فيهم الخير، وإلا فمن غلب عليه الهوى فهذا لا حيلة فيه؛ لأنك لو تلوت عليه النصوص من القرآن والسنة لم يقتنع إلا بفعله.
⬛ الأمر الثاني أيضًا لعله يزيل من ترسب في أذهانهم، نرى فيهم الخير ونظن فيهم إن شاء الله الخير، هو أنّ العلماء -رحمة الله تعالى عليهم- لا يرون تلازمًا بين إنكار المنكر، وبين تغيير المنكر .... العلماء لا يرون تلازمًا بين إنكارهم لمنكرات الولاة وبين تغييرها، فإذا أنكروا عليهم فقط برأت ذمتهم، وتغيرها ليس إليهم، فبمعنى أخر -نقول للتوضيح- نقول: إن العلماء يأمرون، ولكن لا يملكون شرعًا ولا قدَرًا سلطة التنفيذ مع وجود الحاكم المسلم.
�� أمّا تلك الجماعات التي تثير مثل هذا الشغب وتُلصق هذه الفِرَى بالعلماء فهي ترى التلازم بين إنكار المنكر وبين تغيره، فنزاهم يرددون أنكارنا ثم أنكرنا ولم يغيروا شيئًا، وهذا خطأ مخالف لنصوص السنة التي وردت في معاملة الحاكم الذي لم يكفر، فتأمل معي أيضا هذا الحديث وما جاء في صحيح مسلم عن أم سلمة أن رسول الله قال«إنّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِىءَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: «لاَ، مَا صَلّوْا» معنى (كَرِهَ) َأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ، ومعنى (أَنْكَرَ) أي أنكر بقلبه كما جاء ذلك في «صحيح مسلم»، وتقدم قبل قليل الحديث الذي فيه (فإن قبل منه فذاك وإلا فقد أدى الذي كان عليه)، فهذه هي نظرة علمائنا -رحمة الله عليهم- في مثل هذه القضايا، فمن قدح فيهم ورماهم بالمداهنة وقلة العلم فإنما أوتي بجهله من قبل الأحكام الشرعية وبالنصوص النبوية، ولا ريب أيها الإخوان أنّ رمي العلماء بهذه الفَرِية جُرْم شنيع وصدٌّ عن سبيل الله -تعالى-.
â–ھï¸ڈيقول أئمة الدعوة -رحمهم الله تعالى-: ومما أدخل الشيطانُ على بعض المتدينين اتهام علماء المسلمين بالمداهنة، وسوء الظن بهم، وعدم الأخذ عنهم، وهذا سبب حرمان العلم النافع.انتهي كلامهم رحمة الله عليهم.
والعجب انطلاق البعض في قدح العلماء من جانب آخر لا يتطرق إليه القدح عند السَّالمين من الهوى، فالذي يقدح في العلماء لأنهم لم يبينوا للناس أمور السياسة، فيقول مثلا: ما هي قيمة العالم إذا لم يبين للناس قضاياهم السياسية، التي هي من أهم القضايا التي يحتاجون إليها، والتي تتعلق بمصالح الأمة. فهذا القائل ما أصاب في القدح؛ لأن العلماء كتبوا، وألفوا، ودرسوا السياسة الشرعية التي جاء بها الشرع ووضحها ونطقت بها النصوص، وهذا هو المطلوب منهم شرعًا، أما إنْ كان مراده بيان الأخبار السياسية في المصطلح الحديث، كوقوع حرب في المكان الفلاني، وسقوط مدينة كابل من أيدي الشيوعيين إلى أيدي المشركين، وتسجن واعتقال فلان وفلان، فهذا ليس من وظيفة العلماء المطالبين بها، وإنما هم مطالبون ببيان الأحكام الشرعية في جمع القضايا التي تعرض في المجتمع أو تقع في المجتمع، فإن عليهم أن يبنوا حكمها الشرعي، لذلك هل تجد الإمام أحمد أو ابن تيمية أو ابن القيم أو ابن عبد الوهاب يتكلمون في مثل هذه السياسات، يتكلمون في مثل الآن أحوال السودان، أحوال البوسنة والهرسك؟! لا؛ لأنّ هذه بالجملة ووظيفة ولي الأمر أو من يُنيبه في ذلك، ولكي يكون الكلام أدق فإني أقول: إنّ الغالب بل الأغلب على علماء الأمة عدم الخوض في هذه الأمور، وإن سألت عن الحجة فهذه مؤلفاتهم تفصح عن ذلك، نعم يحثون الناس على الجهاد وعلى الإنفاق، ونحو ذلك، أما أن يكون العلماء (وكالة أنباء)! فهذا ننزه عنه العلماء.
â—¼ï¸ڈفعلماؤنا -رحمة الله عليهم- وحفظ الله حيهم- يعتقدون شرعية الدولة، ووجوب السمع والطاعة لها، وبما أنهم كذلك فهم يدركون أن هذه الأمور من حقوق الولاة بالجملة، فلا يخوضون فيها، وأما من يخوض فيها وينتقد العلماء وإذا لم يتكلموا فيها، أو من يوجبها على أعيان العلماء وطلبة العلم، فيقرنها بمسائل العلم الضرورية فهو مفتون مُغرض، أو جاهل مفرط.
ومن أشنع القدح في العلماء التهكم بهم، عن طريق وصفهم بالانطواء على مسألة من الشرع هي من جملة عملهم كما يقول بعضهم علماء حيض ونفاس. نعم، هم ولله الحمد علماء وفقهاء في هذين البابين العظيمين، الذين ينبني عليهما الأحكام في العبادات والمعاملات والنكاح والطلاق شيء كثير، الناس أحوج إلى معرفته من الطعام والشراب، فضلاً عن معرفة أحوال القتال الأفغاني والحكومة السودانية، ونحو ذلك، ولو وكلتَ إحدى الفتاوى العويصة في هذين الباين إلى أكبر فقهاء الواقع -كما يقال- لأعجم على لسانه، ولم يستطع أن يتكلم في الحيض والنفاس، فكيف بالله يتكلم في قضايا الأمة التي يقولون؟ هذا عين الجهل وعلامة الهوى، وبعضهم يقول ليس للعلماء في أكثر من بلد اسلامية إلا مسألتان:
•إعلان دخول رمضان وخروجه.
•والهجوم على من يسمونهم بالمتطرفين.
��نعم، هذا ولله الحمد مدح وليس عيبًا، فهم يعتنون بدخول شهر الصوم، الذي هو الركن الرابع من أركان الإسلام، حتى لا يقدِّم المسلمون يوما أو يؤخرون يوما في فريضة الصيام.
���� وكذلك هم يهاجمون المتطرفين؛ لأن التطرّف مذموم شرعًا، وكذلك مذموم عقلاً،
♦ï¸ڈ ولذلك لما أصدر أحد المتطرفين كتابه المسمّى «معالم في الطريق» تصدّى له العلماء، فبينوا له تطرفه ومجانبته للصواب وموافقته أو تبنيه لفكر الخوارج، ومن هؤلاء مفتي الأزهر وشيخ مصر في ذلك الوقت حسن مأمون، والشيخ عبد اللطيف السبكي، والشيخ محمد المدني، وغيرهم، وأصدر هؤلاء فتاويهم بِجَهْلِ مؤلِّفِ ذلك الكتاب وتخطئته وتضليله في هذا الكتاب.
�� فهذا من مناقب العلماء وبيان فضلهم على الناس، لا من معايبهم ومن مناقصهم....».
[�� محاضرة مهمة وقيّمة بعنوان: «مَن هم العلماء؟» للشيخ العلامة عبدالسلام بن برجس –رحمه الله-]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-07-2023, 05:33 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 932
افتراضي

📌 سلسلة الدِّفاع عن المنهج السَّلفي في وقت الفتن:
⚡⚡ مصطلح (ولي الأمر) بين الإفراط والتفريط...
«مما لا يخفى: أنَّ المسائل المتعلقة بولاية الأمور يتجاذبها طرفان ووسط:
🔳 أما الطرف الأول: فهو يريد أنْ يمنح الحاكم صلاحيات ليست له؛ (طمعًا في دنياه)، أو (رقَّة في دينه)، أو بسبب (عدم فهمه لأصول الشريعة) وبيانها لحدود سلطة الأئمة والولاة، أو غير ذلك مِن الأسباب.
🔳 وأما الطرف الثاني: فهو يريد أن ينتزع مِن الحاكم ما أعطته الشريعة مِن صلاحيات بسبب غلوِّه المبني على (جهل)، أو (بسبب الواقع) الذي يعيشه المسلمون هنا أو هناك، أو غير ذلك مِن الأسباب.
💡 وأما الوسط: فهو مَن ينظر إلى الأدلة الشَّرعية وقواعدها ومقاصدها، ويُعملها في مواقعها».
[مقدمة تحقيق «رسالة في الخلافة وإمامة المسلمين» - د.عواد العنزي]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-07-2023, 05:34 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 932
افتراضي

🌴 {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ}🌿

👈🏼 نصيحة الإمام الألباني لجميع الأُمَّة –حُكامًا ومحكومين-
👈🏽 والتَّحذير مِن الشِّيعة الشَّنيعة، وخطر توسُّعهم
👈🏾 وظهور فِراسة الإمام الألباني في الأحداث الكبرى

♦️ سُئل الإمام الألباني: (مع مَن الحقّ في الحرب بين إيران والعراق)؟
فبيَّن –رحمه الله- بعض الشِّركيات في عقائد الشِّيعة والتي كتبها الخميني في كتابه «الحكومة الإسلاميَّة»! وفرَّقَ بيْن الشَّعب الإيراني والشَّعب العراقي، وبيَّن أنَّه (لو انتصر الشِّيعة على العراق ربما ينتشر المذهب الشِّيعي حتى يشمل البلاد الإسلاميَّة كلها)، ثم قال –رحمه الله-:
«الشَّعب العراقي مسلم غير بعثي، أما الحكومة العراقيَّة فهي بعثية مع الأسف، أما الشَّعب الإيراني فكلُّه شيعي، وعلى رأسه الحكومة شيعية، ولذلك هذا الفرق الجوهري بين الشَّعبين يجعلنا أنْ لا نتمنى أرجحية كفة الإيرانيين على العراقيين؛ لأنَّه أصبح هنا الأرجحية مِن شعب شيعي على شعب سُني، وهنا يكمن الخطر، أمّا أنَّ الحكومة العراقيَّة بعثيَّة فهذا في الحقيقة مما يؤسفنا، لكن ليس مِن الأمر المقطوع به أنَّ هذا الحكم سيبقى قائمًا في العراق، وباقيًا ما بقي الشَّعب العراقي المسلم، هذا غير مُتصور، لأنَّ الأول كما قال -تعالى-: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}.
👈 أما الشَّيعة فقد مضى عليهم قرابة ثلاثة عشر قرنًا، كلما مضى قرن زادوا تعصبًا للمذهب الشِّيعي، وعدم الحيدة عنه، بل كلما ازداد الزَّمن، ازدادوا ابتعادًا عن الكتاب والسُّنَّة، ومعاداة لأهل السُّنَّة، لذلك نحن لا نقول: الحق مع هؤلاء أو هؤلاء؛ لأنَّ كلٌّ مِن الفريقين لا يقاتل في سبيل الله....» إلخ.
[📀 «مجموع أشرطة الإمام الألباني» رقم: (550)]

♦️♦️ وقال –رحمه الله-:
«إذا تصورنا مصيبة مِن مصيبتين ستصيب العالم الإسلامي -لا سمح الله-، إمَّا أنْ ينتصر الإيرانيون على العراقيين، أو العكس، فأيُّ الانتصارين أضر على المسلمين؟!
بلا شك: الشِّيعة.
فإذنْ: نحن لما نقرر أنَّه يجب أنْ نجاهد مع العراقيين لا حبًّا بالبعث! ولا دفاعًا عن البعث؛ إنما أولًا دفاعًا عن مسلمي العراق؛ لأنَّ الشَّأن هناك كـ(سوريا)، ففي سوريا الحكام بعثيين، فالشعب ليس بعثًا، طبعًا ويوجد هناك منافقين وذي الأموال...، وهم لا يمثلون الشَّعب السُّوري، تمامًا يقال عن الشَّعب العراقي نفس الكلام مِن هذه الزَّاوية:
أولًا: نحن نتمنى انتصار العراقيين على الشيعة.
وثانيًا: لأنَّه لو انتصر الشيعة على العراقيين سيصبح الضرر في العالم الإسلامي أبلغ، بينما لو انتصر العراق على الإيرانيين سيرجع حكم البعث مثلما كان -ضَرَره محصور كما كان مِن قبل-، وربما احتمال يَنبع مِن الشَّعب مَن يحل محل هؤلاء، بينما لو استُعمرت العراق مِن قِبل إيران لا أتصور أبدًا أنَّه يمكن إخراج الإيرانيين والمحافظة على المذهب السُّني إلى (مئات السِّنين)، هنا بالعكس ستنقلب القضية وسيأتي الشر، وينتشر ويتسع ليشمل (البلاد العربية) -كما يقولون اليوم-، ويكون الشَّر أكبر وأكبر جدًّا؛ لذلك في حدود تصورنا للمشكلة نقول:
إذا كان هناك داع للعمل -هذه القضية مثل القضية الفلسطينية-، يعني إذا كان هناك في مجال للجهاد في نفس البلاد، هذه لا يختلف عندنا الحكم، لأنَّ إيران وإنْ كانوا يقولون: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)؛ لكن ما فائدة قول: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، وهم يصرّحون في كتبهم أنَّ هذا القرآن الذي بين أيدينا هو جزء مِن مصحف فاطمة...».
إلى أن قال –رحمه الله-:
🔹 «... إلى غير ذلك مِن الكفريات الكثيرة التي نعرفها قبل ظهور الخميني -هذا- في ثورته، وأنَّ ألطاف تقادير الله -عزَّ وجلَّ- مِن أجل أنْ تَقام الحجة على النَّاس الذين يعالجون الأمور بالعواطف! أنَّ هذه الثورة إسلامية!!... وذهب هناك بعضهم ليبايعوه!(1) ثم آبوا -ولعلهم تابوا-، لكن لا يزال أفرادها -هنا- يدعون للإرانيين، ويتمنون أنْ ينتصروا ويُقبِلوا –أيضًا- ويحتلوا هذه البلاد، وشاء الله بلطفه وحكمته أنْ قَدَّر على الخميني أنْ يضع في كتابه «الحكومة الإسلاميَّة» -الذي هو كتاب دعاية وليس كتاب عقيدة- أنْ يودع فيه مِن أبطل عقائد الشَّيعة....».
إلى أنْ قال -بعد أنْ ذكر عددًا مِن هذه الكفريَّات والشركيَّات-:
🔹 «إذن: لا ينبغي أنْ تغتر بأنهم –والله- مسلمون! الإسلام له شروطه، وله قيوده، وتعلمون جميعًا أنَّ الكافر في الوقت الذي فيه ضرر على المسلمين لكن المنافق ضرره عليهم أكبر وأكثر؛ ذلك لأنَّه يُظهر لك أنَّه منك وفيك، وإذا به هو مِن ألدَّ أعداء الدَّعوة التي يتظاهر بأنَّه يؤمن بها، وهو يكفر بها، ويحاول أنْ يكيد بالمؤمنين بها، حقًّا الشيعة هكذا(!) يُظهرون الإسلام؛ لكن يُبطنون الكفر! والتّاريخ الإسلامي ومساعدتهم للتتار والمغول إلى آخره على أهل السُّنَّة، ومحاولتهم بل تمكينهم مِن (قتل بعض خلفاء بني العباس)، وهذا شيء لا يُجهل تاريخيًّا.
إذن: عرفتَ الجواب، يختلف تمامًا أنَّ الجهاد في العراق هو لدفع ((صهاينة الإيرانيين))، ولذلك يجب على الدُّول العربيَّة أنْ تُظهر (عملًا جماعيًّا)(2) لدفع (صهاينة) هؤلاء، وإلا ستجري المياه من تحتهم -منهم-، وهم لا يشعرون ولا يدرون!!!

ونسأل الله -عزَّ وجلَّ- أنْ يُلهم المسلمين أنْ يعملوا بدينهم؛ لينتصروا على عدوهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
[💿 «مجموع أشرطة الإمام الألباني» رقم: (514)]

▪️ قلت: تأمل فراسة الإمام الألباني، وقد تحقق كلامه الذي قاله مِن زمان بعيد، فقد نصح الأُمة بصدق وإخلاص، وسقطت أقنعة أذناب الشِّيعة في المنطقة العربيّة...
فرحم الله الإمام، وجزاه الله خيرًا، ولو عملت الأُمَّة بنصائحه والتي مِن أهمها: التَّمسك بالكتاب والسُّنَّة على فهم السَّلف الصَّالح؛ لما وصَلت إليه مِن هذا الذُّل والمهانة.
نسأل اللهَ –تعالى- الهداية للجميع، وأنْ نرى يومًا يُعزُّ فيه المسلمين، ويُذل الكافرين، وأنْ يُطهر المسجد الأقصى مِن اليهود والمنافقين.

✍️ وكتب
محمد بن حسين آل حسن
الجمعة 12 ربيع الآخر 1445
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين(!)
(2) سُئل عن تجمّعٍ قام به الإيرانيون ونادوا: تسقط أمريكا..، وقامت القوات السعودية بتفريقهم.
فأجاب: «هذا أمر ضروري، والحقيقة أنَّ السُّعوديَّة مُتساهلة جدًّا مع الإيرانيين! والتَّساهل يُطمعهم في السُّعوديَّة أكثر وأكثر».
[💿 «مجموع أشرطة الإمام الألباني» رقم: (575)]

__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-07-2023, 05:35 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 932
افتراضي

🔹 دفاعًا عن المنهج السلفي: (1)
⭕ هل مِن منهج الإمام الألباني الهجوم على الإسلاميين والمجاهدين! والسكوت على الحكام؟!

السائل: يقولون: بأنك لا تؤمن بالجهاد، وأنك يعني تتَّخذ من الهجوم على الإخوان [المسلمين] والمجاهدين خطَّة لك في هذه الحياة، اعذرني في نقل هذا الكلام، وهجومك على المجاهدين والإخوان والدعاة يُقابله صمتٌ وسكوت عن الطُّغاة الذين يفسدون في الأرض ويوالون أعداء الله ويستبيحون حرماتهم، الحقيقة - أيضًا - أن أعمال المجاهدين في سوريا في أوَّلها أو البداية تختلف عن الواقع عندما صمَّم الطُّغاة على قتل كلِّ مَن يقول: لا إله إلا الله، فاعذرني من الإطالة، مشكور، وتفضل بالإجابة.

« الإمام الألباني: عفوًا يا أستاذ! هذا -أيضًا- من الأمور العجيبة التي يقف المسلم أمامها حائرًا من تجرُّؤ بعض المسلمين على الافتراء على الأبرياء من المسلمين!! من كتاباتي التي لم تُنشَرْ بعد حول حديث: «رجعنا مِن الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر»، ومِن أقوالي التي تكرَّرت في عديد مِن المجالس وسمعها الكثيرون، وبعض الحاضرين قطعًا يذكرون ذلك؛ أنني كعادتي حينما أتكلم على بعض الأحاديث الضعيفة وأنصح الأمة بتحذيرهم منها أرجع فأنقد هذه الأحاديث الضعيفة من حيث (متنها ومعناها)، والحديث المشهور الذي ذكرته آنفًا: «رجعنا مِن الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر»، هو من الأحاديث الضعيفة سندًا، وفي نقدي أنا وما وقفت على أحد نبَّهني على المعنى التالي وقد أكون مَسبوقًا، ولكن أنا لم أقف عليه.
فأقول: هذا الحديث لا يصح مِن حيث المعنى؛ لأنَّ الرُّجوع مِن الجهاد في سبيل الله إلى الحياة العادية لا يصح أنْ نسمِّي هذه الحياة العادية -مهما كان المسلم فيها مستقيمًا ومجاهدًا لنفسه أن يسمِّي هذا الجهاد- بالجهاد الأكبر، ونسمِّي (الجهاد الحقيقي=) وهو (=ملاقاة الأعداء، وعرض المسلم نفسه رخيصةً في سبيل الله) نسمِّي هذا الجهاد جهاد أصغر!! هذا خلاف الواقع؛ لأنَّ الجماهير مِن المسلمين الذين يجاهدون الجهاد الأكبر -بزعم الحديث الضعيف- أكثرهم يتهرَّب مِن الجهاد الذي يسمِّيه الحديث الضعيف بالجهاد الأصغر!! أنا كتبت هذا منذ عشرين سنة، وما جاء دور نشره في «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة»، لكن هذا الذي أدين الله به.

وبالإضافة إلى ذلك مِن كلماتي ومحاضراتي التي كنت ألقيتُها هنا في بعض زياراتي لـ(عمان) منذ يمكن نحو ست أو سبع سنوات، كنت ألقيت هذه الكلمة في (المعهد العلمي)، وابتدأت هذه الكلمة بقوله -عليه الصلاة والسلام- ولعلي ذكرت هذا الحديث في لقائنا السابق: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزَّرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلَّط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم»؛ فأنا لا أدري هل يجوز شرعًا بل عقلًا(!) لإنسان هذا اعتقاده، وهذا كلامه، دون أن تأتي مناسبة الجهاد في أرض -ما- من أراضي الإسلام التي يسطو عليها الكفار؛ أيجوز أن يُقال: أنه يُعادي -أيضًا- الجهاد؟! ولا يرى الجهاد، أو نحو ذلك من الألفاظ التي ذكرت بعضها؟!
لو كان هؤلاء ناس مُتخلِّقون بالخُلق الإسلامي؛ وهو عدم المسارعة في إلقاء التُّهَم بدون تروٍّ لَكانَ يكفيهم أنهم ليس أمامهم نصٌّ بقلمي ولا سمعوا مِن شفتي هذه التُّهمة التي تُنسب إلى نفسي!!
أنا لا أفترض على كلِّ إنسان أن يقف على كل ما يقوله الألباني في مثل هذه الجلسة، أو ما يكتبه وينشره في بعض كتبه ورسائله، لكن أفترض بل أُوجب إيجابًا إسلاميًا ألَّا يُتَّهم الرَّجل؛ لأنهم ما سمعوا منه هتافٌ في بعض المناسبات، و(الجهاد أسمى أمانينا)؛ لأنه نحن ما عندنا هذا التكتل، وما عندنا هذا التَّحزب؛ حتى نعلنها هكذا صريحة! وتنقل إلى أطراف الدنيا، نحن نعمل على النَّصر، وهذا العمل هو الذي أفسح لنا المجال أن نستمرَّ في دعوتنا، وتحت ظلال حكم الكافر في بلادنا؛ فكيف يُعقل إذًا أنْ ينسب لمثل هذا الإنسان أنَّه يعادي الجهاد؟! وهو بأقل مناسبة يذكر الحديث الضعيف ويبيِّن على ضعفه سندًا، وينبِّه على ضعفه سندًا ومتنًا، وبمناسبة أخرى يورد الحديث الصحيح الذي فيه ذكر (بيع العينة) ويعلِّق على ذلك، ويُلقي محاضرة أخذت معنا أكثر مِن ساعة، لكن مشكلتنا اليوم تمامًا تعود في صور أخرى كما كانت من قبل، وهذا يُؤسفني أن أقول هذه الحقيقة...
👈 الحزبية العمياء الآن تعمل عملها في نفوس المتحزِّبين بها أو لها! كما عملت العصبية المذهبية طيلة القرون الماضية! أنتم لا شك تعلمون أن المقلدين المتعصِّبين -لا أقول المذهبيين-، المقلدين المتعصِّبين لِما وجدوا عليه آباءهم حينما يقرؤون أو يسمعون كلمة فيها الحضُّ على التزام السٌّنَّة في كلِّ شؤون ديننا، منها -مثلًا- الأذان يبتدئ: بالله أكبر الله أكبر، وينتهي: بلا إله إلا الله. سُنَّة لا خلاف فيها بين سلفي أو غير سلفي، كل المذاهب كل الفقهاء حينما يذكرون الأذان هكذا يذكرونه كما جاء في السُّنَّة، مع ذلك حينما نذكِّرهم بأنهم يُخالفون السُّنَّة وأنه يجب عليهم أنْ يلتزموها وإذا بنا نُتَّهم بأننا ننكر الصلاة على الرسول -عليه السلام-!! لماذا؟ لأننا نقول: إنَّ الأذان المحمدي ينتهي بلا إله إلا الله. وهذه زيادة على الأذان الذي علّمه الرسول صلى الله عليه وسلم لبلال، وأبا محذورة، وعمرو بن أم مكتوم، فيقلبون الحقائق ويقولون: أنكر الصلاة على الرسول -عليه السلام-! هكذا الآن تعود القصة فيما يتعلق بالجهاد.
▪️ نحن نقول: الجهاد «ذروة سنام الإسلام»، كما جاء في بعض الأحاديث، ونقول أنَّ (عزَّ المسلمين) لا يتحقَّق إلا بالجهاد، ونقول مِن الناحية الفقهية: الجهاد جهادان:
♦️ جهاد فرض عين كما هو الواقع اليوم والمسلمون جميعًا مقصِّرون، وهذا نقوله دائمًا وأبدًا.
♦️♦️ والجهاد الآخر: جهاد فرض كفائي، إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
ونقول في هذا الجهاد الثاني، ولعلي كتبت شيئًا مِن هذا في بعض كتبي ورسائلي، يوجد اليوم بعض الكُتَّاب الإسلاميين لا يرون هذا الجهاد الكفائي، يحصرون الجهاد فقط إذا اعتُدِيَ علينا نحن نرد الاعتداء فقط، كُتبت مقالات في مصر في هذا المعنى، فعطَّلوا شعيرة مِن شعائر الإسلام، وهو الجهاد في سبيل نقل الدعوة الإسلامية وتوسيع رقعة الأرض الإسلامية، وقالوا: الجهاد -فقط- للدفاع عن النَّفس! نحن هذا كله عشناه سنين طويلة بفضل الله ورحمته، لكننا نقول -وهنا يظهر المشابهة بين المثال السابق وهذا المثال الواقع اللاحق- حينما نقول: الزيادة على الأذان بدعة. يقولون: أنكر الصلاة على الرسول -عليه السلام-!! حينما نقول: الجهاد في سبيل الله يتطلَّب استعدادًا مِن النَّوعين: المعنوي والمادي، وأنَّ إخواننا هؤلاء يعني دخلوا المعركة قبل أن يستعدُّوا لها -هذه عقيدتي، ولا يهمني أن يرضوا الناس عني أو يغضبوا- يقولون: أنكر الجهاد!!!
الجهاد الذي يُنكره يكون كافرًا؛ فضلًا عن الذي يحاربه! يكون أكفر، لكن أنا أعتقد أنَّ الجهاد يحتاج إلى استعدادات ضخمة، وأعتقد حتى اليوم لا استعداد، هَيْ عقيدتي، حتى اليوم لا يوجد هناك الاستعداد الذي يتمكَّن منه أفراد المسلمين ولو كانوا مقيمين تحت حكم الجبابرة؛ لأنَّ هذا يتعلَّق بالعقيدة والتربية، أمَّا الجهاد المادي السِّلاحي هذا مِن أصعب الأشياء اليوم -في الوقت الحاضر- أن يتهيَّأ للمسلمين مِن الاستعداد المادي قريب مِن الحكومة أو العصابة أو المتحكمين مِن سلاحهم يعني قريب مِن ذلك، لكن الاستعداد الأول هذا هو الواجب الأول -أنا في اعتقادي- على المسلمين .
وحينما نتكلَّم في هذه القضية ألفت النَّظر حتى لا يُساء الفهم، وقلت هذا أمام إخواننا الذين يلازموننا كثيرًا، وأمام بعض إخواننا الآخرين، أقول: لمَّا أتعرض لمسألة الجهاد في سبيل الله ووجوب الاستعداد له، لا أقول: أنَّ هذا واجب على ثمان مئة مليون مسلم... تسع مئة مليون مسلم، هذا أمر مستحيل؛ لأننا نعتقد أنَّ ثمان مئة... تسع مئة محسوب فيهم مَن ليس منهم وإلا اسمًا، لكن أريد أي جماعة تريد أن تجاهد فعلًا في سبيل الله -عزَّ وجلَّ- فهؤلاء بلا شك ولا ريب يجب أن يأخذوا بالسببين المُشار إليهما، السبب المعنوي الدِّيني، والسبب الآخر المادي، بالنسبة للسبب الدِّيني وهو الأساس، وهو المُشار إليه في عديد من الآيات: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ}؛ هذا لا يحتاج إلا الجهاد الذي سمَّاه الرسول -عليه السلام- أو ذكره في الحديث في «مسند الإمام أحمد» مِن رواية فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المجاهد مَن جاهد هواه لله».
فالمسلمون في اعتقادي إذًا يجب أن يفهموا الإسلام فهمًا صحيحًا، وينبغي أنْ لا أقول: المسلمون؛ لأحصر الكلام، فأقول: الجماعة التي تريد أنْ تجاهد في سبيل الله حقًّا يجب عليهم جميعًا فردًا فردًا -هذا فرض عين- يجب عليهم جميعًا أنْ يفهموا الإسلام فهمًا صحيحًا مِن حيث العقيدة، ومِن حيث الأحكام، يجب على طائفة منهم أن يفهموا الأحكام فهمًا صحيحًا، أنا في اعتقادي ما وَجَدْتُ الجماعة التي هيَّأت نفسها للجهاد في سبيل الله الجهاد الشرعي المعروف وهو ملاقاة الأعداء، هيَّأوا أنفسهم مِن الناحيتين؛ مِن الناحية الدِّينية ومِن الناحية المادية، هذا الذي أنا كنت أقوله ولا أزال أقوله؛ (لأنَّ المفاجأة التي ظهر بها بعض إخواننا المسلمين هناك في سوريا عبارة عن ثورة قامت فقط!!! لم يُتَّخذ لها أيُّ استعداد لا ديني ولا مادي؛ فكان هذا الخطأ، وكان ما يُلاقيه اليوم المسلمون في سوريا رجالًا ونساءً وأطفالًا سببه هو الارتجال! وعدم الاستعداد!! عدم القيام بما أمر الله -عزَّ وجلَّ- مِن الاستعداد لملاقاة الكفار)!!!
نحن نعلم أنَّ الرسول -عليه السلام- وأصحابه الكرام عاشوا في مكة ثلاثة عشر سنة، وهم يلاقون أشدَّ العذاب، وكان طبعًا لو شاء الله -عزَّ وجلَّ- لَفَرَضَ عليهم الجهاد في سبيل الله هناك، لكن حكمة التَّشريع تقتضي بالتدرُّج:
أوَّلًا: في تربية أفراد المسلمين.
وثانيًا: في تهيئتهم لهذا الجهاد الذي فيه بيع النَّفس رخيصة في سبيل الله -عزَّ وجلَّ-.
فأنا كنت أقول ولا أزال أقول هذا الكلام، وهذا (ليس معناه أني أنا أحارب الجهاد)، إنما أنا أريد أنْ نتهيَّأ للجهاد؛ لكي نقتطف ثمرة الجهاد؛ لأنَّ ربنا -عز وجل- حينما يقول: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ}، فهذا شرط مِن الله علينا، وجوابه مكفول مئة في المئة، وهناك الآية الأخرى الواضحة البيِّنة وهي التي تقول في القرآن الكريم: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}، أنا آخذ الطرف الأخير من الآية -وهو أسُّ الإسلام كما تعلمون جميعًا-: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}، طبعًا أنك توافق معي أنَّ أكثر جماهير المسلمين اليوم التوحيد بأقسامه الثلاثة التي يذكُرُها علماؤنا وشيوخنا الكبار المحقِّقون كابن تيمية وابن القيم: (توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، توحيد الصفات) لم يتفهَّموها فضلًا عن أن يعتقدوها(!) وأنا لا أريد منهم أن كلَّ فرد منهم يعمل محاضرة حول توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الصفات؛ أريد فقط أن يميِّز ما معنى توحيد الربوبية؟ هو الذي كان يؤمن به الكفار، ولم يصبحوا مسلمين بهذا التوحيد.
وتوحيد العبودية أو الألوهية، وهو: ألَّا يُعبَدَ مع الله أحدًا ولا يشرك به شيئًا.
وتوحيد الصفات: ألا يُخاطب الرسول - عليه السلام - بمثل قوله:
(فإن من جودك الدنيا وضرتها * ومن علومك علم اللوح والقلمِ)!!
أنا في اعتقادي هذا التوحيد الذي هو أسُّ الإسلام لم أجِدْ لم أر -وأرجو أن أكون أنا لم أرَ وهي موجودة- لم أَرَ جماعة تكتلت لإعلان الجهاد في سبيل الله على هذا الأساس من التوحيد!! فضلًا عمَّا وراء ذلك من التَّحاكم للكتاب والسُّنَّة!!
نحن -يا أستاذ- عشنا في سوريا نصف قرن مِن الزَّمان ما وجدنا طائفة توافق على ما ندعوهم إليه: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}، فهذا الاستعداد هو الأساس عندي، وهذا غير موجود في اعتقادي، وأرجو مخلصًا أن أكون مخطئًا، لكني على مثل اليقين أنِّي مُصيب مع الأسف الشديد؛ فإذًا قبل أن ندخل معركة كهذه المعركة يجب أنْ نهيِّئ أنفسنا مِن حيث التوحيد فرض عين على كل إنسان، والوقائع تشهد أنه ليس كذلك.

يأتي إخوان هنا مِن سوريا مِن المجاهدين، فتجري بحوث كهذا البحث بمناسبة وغير مناسبة، وإذا بك تسمع الشرك صريحًا مِن بعضهم وهو يجاهد في سبيل الله!! هذا كان أولى به أن يُجاهد الذي يسمُّوه الجهاد -في الحديث الضعيف-: الجهاد الأكبر، ويترك الجهاد الأصغر بناءً على الحديث الضعيف -أيضًا-! ويفهم عقيدته التوحيد وما يقع في مثل هذه الشِّركيات والوثنيَّات.
ماذا يستفيد هذا الإنسان إذا مات في هذا الجهاد في سبيل الله -عزَّ وجلَّ- وهو التوحيد الذي أسُّ الإسلام، والذي إذا ما ذهب انهارَ عمل المسلم كله؛ كما قال -تعالى- مخاطبًا أمة الرسول -عليه السلام- في شخص الرّسول عليه الصلاة والسلام؛ لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم منزَّه عن أن يشرك بالله شيئًا؛ مع ذلك قال له: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ}؟!
▪️ثم -يا أستاذ- لِنَكُنْ صرحاء؛ الجهاد بهذا المعنى وهو تأسيس الفرد عقيدةً وعملًا وتربيةً هذا لا يُصار ما بين عشية وضحاها، ولا يمكن تحقيقه ونحن في المعركة، هذا إن استطعنا أن نحقِّقَه يمكننا أن نحقِّقَه قبل أنْ ندخل المعركة، ننسى كل شيء ننسى أنفسنا؛ لأنَّ نريد أن نبيعها في سبيل الله رخيصة، ننسى نساءنا وأولادنا إلى آخره، ما بقى هناك مجال لنعود نصحح أفكارنا، ونصحح مفاهيمنا الإسلامية، لذلك أنا معتقد تمامًا (أنَّ هذا الجهاد القائم الآن بالنسبة لنواياهم لا نشكُّ فيها إطلاقًا، لكن بالنسبة لاستعدادهم عندنا كلُّ الشك)».
[💿 «تسجيلات متفرقة» رقم: (4)]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-07-2023, 05:36 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 932
افتراضي

🔹 {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}
قال العلامة محمد تقي الدِّين الهلالي –رحمه الله-:
«...واستمرت الحرب بين هذا العدو القوي وبين المسلمين مئة وتسعين سنة، وكانت العاقبة للمؤمنين، فهُزم النصارى شر هزيمة على يد الملك الصالح صلاح الدِّين الأيوبي، وكان يعظِّم حرمات الله، ويحكم بشرع الله فنصره الله، وفي هذا الزَّمان هجمت عليهم شرذمة قليلة من اليهود وعددهم يزيد على سبعمائة مليون، فلم يستطيعوا الانتصار عليها؛ لأنهم لا يريدون أن يغيروا ما بأنفسهم، وهو الحكم بغير ما أنزل الله، ونبذ كتاب الله وسنة رسوله وراء ظهورهم، وتحليل ما حرَّم الله، وتحريم ما أحل الله، ولا يزالون على هذه الحال، ومع ذلك يطمعون في النَّصر، فكأنهم لا يؤمنون بهذه الآية، ونحن منذ عشرات السنين نؤكد لهم أعظم تأكيد أنهم لن ينتصروا إلا إذا رجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله، وحكَّموا شرع الله».
[📚 «سبيل الرشاد في هدي خير العباد» (1/ 569)]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:28 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.