أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
30818 | 58911 |
|
#1
|
|||
|
|||
بين الجهاد الشرعي والجهاد البدعي
...................
...............
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#2
|
|||
|
|||
🚀 الفرق بين الجهاد الشرعي والجهاد البدعي: (1)
📌 بين جهاد المؤمنين... وجهاد المنافقين ▪️ {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}. 🔹 قال الإمام الألباني -رحمه الله-: «مِن المعلوم أنَّ ما أُمر به المسلم مِن الأحكام (منوط بالاستطاعة)؛ حتى ما كان من أركان الإسلام، قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، وهذا من الوضوح بمكان فلا يحتاج إلى تفصيل. والذي يحتاج إلى التفصيل؛ إنما هو التذكير بحقيقتين اثنتين: الأولى: أنَّ قتال أعداء الله -مِن أي نوع كان- يتطلب تربية النفس على الخضوع لأحكام الله واتباعها؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله». والأخرى: أن ذلك يتطلب (الإعداد المادي والسلاح الحربي)؛ الذي (ينكأُ أعداء الله)؛ فإن الله أمر به أمير المؤمنين فقال: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }. و (الإخلال بذلك مع الاستطاعة)؛ إنما هو من (صفات المنافقين)، ولذلك قال فيهم رب العالمين: { وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً }. وأنا اعتقد جازماً أن هذا الإعداد المادي لا يستطيع اليوم القيام به جماعة من المؤمنين دون علم من حكامهم - كما هو معلوم-، وعليه؛ فقتال أعداء الله من جماعة -ما- سابق لأوانه، كما كان الأمر في العهد المكي، ولذلك؛ لم يؤمروا به إلا في العهد المدني؛ وهذا هو مقتضى النَّص الرباني: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}. وعليه؛ فإني أنصح (الشباب المتحمس للجهاد)، والمخلص حقًّا لرب العباد: أن يلتفتوا لإصلاح الداخل، وتأجيل الاهتمام بالخارج الذي لا حيلة فيه، وهذا يتطلب عملًا دؤوبًا، وزمنا طويلًا؛ لتحقيق ما أسميه بـ (التصفية والتربية)؛ فإن القيام بهذا لا ينهض به إلا جماعة من العلماء الأصفياء، والمربين الأتقياء، فما أقلهم في هذا الزمان، وبخاصة في الجماعات التي تخرج على الحكام! وقد ينكر بعضهم ضرورة هذه التصفية، كما هو واقع بعض الأحزاب الإسلامية، وقد يزعم بعضهم أنه قد انتهى دورها، (فانحرفوا إلى العمل السياسي أو الجهاد، وأعرضوا عن الاهتمام بالتصفية والتربية، وكلهم واهمون في ذلك)، فكم من مخالفات شرعية تقع منهم جميعاً بسبب الإخلال بواجب التصفية، وركونهم إلى التقليد والتلفيق، الذي به يستحلون كثيراً مما حرم الله! وهذا هو المثال: الخروج على الحكام؛ ولو لم يصدر منهم الكفر البواح. وختاماً أقول: نحن لا ننكر أن يكون هناك بعض الحكام يجب الخروج عليهم؛ كذاك الذي كان أنكر شرعية صيام رمضان، والأضاحي في عيد الأضحى، وغير ذلك مما هو معلوم من الدِّين بالضرورة، فهؤلاء يجب قتالهم بنص الحديث، ولكن (بشرط الاستطاعة) كما تقدم. لكن مجاهدة اليهود المحتلين للأرض المقدسة، والسَّافكين لدماء المسلمين أوجب مِن قتال مثل ذاك الحاكم من وجوه كثيرة، لا مجال الآن لبيانها، من أهمها أن جند ذاك الحاكم من إخواننا المسلمين، وقد يكون جمهورهم -أو على الأقل الكثير منهم- عنه غير راضين، فلماذا لا يجاهد هؤلاء الشباب المتحمس اليهود، بدل مجاهدتهم لبعض حكام المسلمين؟! أظن أن سيكون جوابهم عدم الاستطاعة بالمعنى المشروح سابقاً، والجواب هو جوابنا، والواقع يؤكد ذلك؛ بدليل أن خروجهم -مع تعذر إمكانه- لم يثمر شيئاً سوى (سفك الدماء سُدى)! والمثال -مع الأسف الشديد- لا يزال ماثلاً في الجزائر، فهل من مدَّكر؟!». [📚«السلسلة الصحيحة» (7/ 1241- 1243)] 🔹 وقال -رحمه الله-: «حكم الجهاد في أفغانستان كالجهاد في (فلسطين) وكالجهاد في كل بلاد الإسلام التي هوجمت من الكفار، ولا أدري كيف أن المسلمين سرعان ما ينسون الواقع الأليم؟! فينشغلون بواقع أليم جديد وينسون الألم القديم!! الجهاد (فرض عين في كل هذه البلاد)، ولكن! أين الذين يستطيعون أن يجاهدوا وهم بعد لا يزالون متفرقين غير مجتمعين في فهمهم لدينهم .. في توحيدهم لصفوفهم .. في استعدادهم لمقاتلة أعدائهم؟! فالمسألة واضحة جداً فهي فرض عين، لكن {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}، فهذا يحتاج استعداد، والاستعداد الأعظم هو التربية على الإسلام الصحيح، والتكتل والتجمع عليه، ثم الاستعداد المادي لمقاتلة أعداء الله -عز وجل-». [📀 «سلسلة الهدى والنور» رقم: (80)] 🔹 وقال -رحمه الله-: «فنحن نرى أنه لا ينبغي للأفراد المسلمين أن (يغتروا بإعلان الجهاد) سواء من العراق أو من غير العراق، لأننا نقول: هلا كان هذا قبل هذا؟! ونزيد على ذلك ونقول: ليس المسلم فقط الذي إذا كان يريد أن يجاهد حقًّا فعليه أن يستعد الاستعداد الكامل ليجاهد في سبيل الله، بل أولى منه الدول التي هي التي بإمكانها أن تستعد الاستعداد المادي السلاحي أكثر من الأفراد، وذلك بلا شك يستلزم تجنيد المسلمين وتهيئتهم للجهاد في سبيل الله قبل سنين طويلة، وليس في ليلة لا قمر فيها ينادى بالجهاد في سبيل الله! (فيثور الناس بعواطفهم) ويريدون أن يجاهدوا في سبيل الله، (ولو أرادوا الجهاد في سبيل الله لأعدوا له عدته). ولذلك فنحن نعتقد جازمين أنَّ العصر الآن (عصر فتن) بين الدول الإسلامية بعضها مع بعض من جهة، وبين بعضها وبعض الدول الكافرة من جهة أخرى، (فليس زمن جهاد)، وإنما هو (زمن فتن)، وحينئذٍ يرد هنا ما جاء في أكثر من حديث واحد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما تحدث عن بعض أشراط الساعة وذكر فيها أنه (يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافراً ..) إلى آخر الحديث، في بعضها يقول عليه السلام: (يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل) وفي بعضها: يأمر عليه الصلاة والسلام المسلمين أن يلزموا بيوتهم، وفي رواية عربية فصحى يقول: (كونوا أحلاس بيوتكم)». [📀«سلسلة الهدى والنور» رقم: (452)] يتبع -إن شاء الله-.
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#3
|
|||
|
|||
🚀 الفرق بين الجهاد الشرعي والجهاد البدعي: (2)
📌 بين حفظ الدِّماء وسفكها... ⭕ قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: 📌 «... فلا رأي أعظم ذمًّا مِن رأي أريق به (دم ألوف مؤلفة من المسلمين!! ولم يحصل بقتلهم مصلحة للمسلمين!! لا في دينهم ولا في دنياه!! بل نقص الخير عما كان!! وزاد الشر على ما كان!!!)». [📚«منهاج السُّنَّة» (6/ 113)] 🩸 التَّرهيب مِن قتل النَّفس التي حرَّم الله إلا بالحقّ ⭕ قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ: 🗡️ «لوْ أَنَّ أهلَ سماواتِه وأهلَ أرضهِ اشْتَركوا في دَمِ مؤْمِنٍ؛ لأدْخَلَهُم الله النارَ». [📚 «صَحيحُ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ» (2438)] قلت: لا يُتاجر في دماء المسلمين إلا الجهلاء! أو السُّفهاء!! أو العملاء!!! وقد تجتمع الثلاثة -معًا-(!)
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#4
|
|||
|
|||
🚀 الفرق بين الجهاد الشرعي والجهاد البدعي: (3)
📌 بين الجهاد الشَّرعي و(الثُّوَّار=المقاومة)... ♦ «... إيه للجهادِ مِن فريضة! تهاون بها أصحابُها، وتداعى ضِدَّها أعداؤها، وتساهل في الإعداد لِحُكمِها أهلُوها... فكم مِن مقصِّر فيه ومُستهتر! وكم مِن مُدَّعٍ له ومُتطاول! وكم مِن عدوٍّ له وخصيم! 👈🏼 فقاعدة الجهاد الحقّةُ التزامٌ صريحٌ بالكتاب والسُّنَّة، وفَهمٌ حقٌّ لهما على ضوء نهج سلف الأُمَّة.. ثم -بعدُ- عِلْمٌ وعملٌ، وجهادٌ وسَدادٌ..». [⛈ «أحكام الشتاء في السُّنَّة المطهرة» (ص125)] 🎯 وقد ذكرت كُتب الفقه شروط الجهاد الشَّرعي، وإذا عُدمت هذه الشروط، فلا جهاد؛ كحال دعاة الجهاد المزَّيف(!) فجهادهم عبارة عن ثورات، ولا يوجد في الإسلام ثورات، إما هي سنن الملاحدة وأهل الكتاب... ⚫ فمِن أوصاف هذه الثورات: ▪ تعدد الأمراء. ▪ لا تنكأ عدوًّا. ▪ تحركها سياسي. ▪ ليست تحت قائد=خليفة. ▪ ليسوا على قلب رجل واحد. ▪ تقوم بها أحزاب وجماعات وليست حكومات. ▪ ليست نابعة مِن الشَّعب، وإنما مِن جهات..... ▪ عاطفة عبثيَّة ليست شرعيَّة، خالية مِن العدة الرّوحية. ▪ تُمجد وتسمى بطولات! وما هي إلا {كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً}. ▪ وسائلهم القتالية لا تفيد شيئًا، فلو كانوا مخلصين لأعدوا العدة، وأخذوا بالأسباب. ⚫ النتائج: ▪ العدو ينكأ منهم. ▪ تراق الدِّماء هدرًا. ▪ لم يجنوا إلا الحنظل! ▪ غشُّوا أنفسهم وغيرهم. ▪ تلقي بنفسها ونفس غيرها إلى التهلكة. ▪ تثور ثم تخور في أرضها، ولا أثر لها إطلاقًا، مثل (رغوة الصابون)!
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#5
|
|||
|
|||
🚀 الفرق بين الجهاد الشرعي والجهاد البدعي: (4)
📌 النَّظر في (مآلات الأفعال)... «النظر في (مآلات الأفعال) معتبَرٌ ومقصود شرعًا، وهو أصل مِن (أصول الفقه) لا بد لنا مِن العِلْم به؛ لنعرف: ▪️ متى نُقدِم ومتى نُحجِم؟ ▪️ومتى نصرِّح ومتى نلمَّح؟ ▪️ومتى نواجِه ومتى نتقي؟ ومِن الشواهد الشَّهيرة في (السِّيرة النَّبويَّة) التي تدل على هذا الأصل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في قصة بناء الكعبة وهدمها، والحكمة مِن ترك إعادة بنائها، فقد ترك صلى الله عليه وسلم شيئًا مِن المصالح الشَّرعية خشية ما قد يؤول إليه الأمر مِن (مفاسد أعظم)، فقال صلى الله عليه وسلم: «يا عائِشَةُ، لَوْلا أنَّ قَوْمَكِ حَديثُو عَهْدٍ بشِرْكٍ، لَهَدَمْتُ الكَعْبَةَ، فألْزَقْتُها بالأرْضِ، وجَعَلْتُ لها بابَيْنِ: بابًا شَرْقِيًّا، وبابًا غَرْبِيًّا، وزِدْتُ فيها سِتَّةَ أذْرُعٍ مِنَ الحِجْرِ، فإنَّ قُرَيْشًا اقْتَصَرَتْها حَيْثُ بَنَتِ الكَعْبَةَ». [رواه مسلم]. ♦️ قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: «لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه». ◼️ فالعاقل إذا أراد أن يقول الكلمة في أي مجال، فإنَّه يتدبَّر الأمر، أي: أنَّه يستشير عقله قبل أنْ يقول كلمته، ليدرس العقلُ الكلمة في كل نتائجها، وفي كل سلبياتها وإيجابياتها، أما الأحمق فقلبه وراء لسانه، فإذا خطرت الكلمة في ذهنه قالها دون أنْ يدرس عواقبها ومآلاتها. ♦️وقال -أيضًا- رضي الله عنه: «مَن نظر في العواقب، أَمِن مِن النوائب». 🔹 وقال الشافعي -رحمه الله-: «صِحَة النَّظر في الأمور نجاة مِن الغرور؛ ففكر قبل أن تعزم، وتدبر قبل أن تهجم، وشاور قبل أن تُقدِم». ⭕وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «مررتُ أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر فأنكر عليهم مَن كان معي فأنكرت عليه وقلتُ له: إنما حرَّم الله الخمر؛ لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهؤلاء يصدهم الخمر عن (قتل النفوس وسبي الذرية وأخذ الأموال)؛ فدعهم».[«إعلام الموقعين» ( (4/ 340)]. 💡 يعلمنا ابن تيمية -رحمه الله- (مراعاة مآلات الأفعال)؛ فإنْ كانت تؤدي إلى مطلوب فهي مطلوبة، وإن كانت لا تؤدي إلا إلى شر فهي منهي عنها. 💡💡 ويعلمنا -أيضًا-: أنَّ الغاية مِن إنكار المنكر هي حدوث المعروف، فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه فإنَّه لا يسوغ إنكاره. 📌 وسُئِلَ أحد الحكماء عن الفرق بين العاقل والسَّفيه؟ فقال: كثير! ومنه: أنَّ العاقل اللبيب يستفرغ فكره، ويتبصر الأمر قبل أنْ يباشره، والجاهل السَّفيه يستخف فكره! ويتبصر الأمر بعد أن ينتهي منه!! ⚡ وقال الحسن -رحمه الله-: «الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل». ⬛ إنَّ (التَّفكر في عواقب الأمور) مِن (صفات العقلاء)(1) التي لا يستغنون عنها؛ فكثيرٌ مِن الأمور لا يمكن أنْ تحكم عليها ببداياتها، بل بنهاياتها؛ لأنَّ الشيء ربما يكون خيرًا في أوله، ولكنه يكون شرًّا في آخره، وقد يكون العكس؛ ولذلك لا بدَّ للإنسان مِن أنْ يتدبر أمره في كلِّ ما يريد القيام به قبل أنْ يبدأ بالعمل، ليعرف مداخل الأمور ومخارجها، ومصادر الأمور ومواردها، وليعرف النتائج السَّلبية أو الإيجابية النَّاجمة عن القيام بهذا العمل أو ذاك(2). 👈🏼 ولعل مشكلة بعضنا الأساسية: أننا ارتجاليون! و(حماسيون)!! وانفعاليون!!! نرتبط بالشخص مِن خلال عاطفة، ونرتبط بالأشياء مِن خلال ما توحيه إلينا اللحظة؛ فحتى لا نقع في العواقب غير المحمودة يجب أنْ نركِّز على أهميّة تدبُّر الأُمور وتعقلها.. فالمطلوب التأني في حركتنا ومواقفنا، بعيدًا عن الارتجالية؛ كي نضمن سلامة ما نقوم به أو نفكّر فيه.. ▪️ فالمؤمن مَن يدرس الأُمور بعمق ويتدبِّرها، ولا يكون شخصًا عاطفيًّا تحرِّكه الانفعالات واللافتات والشِّعارات مِن هنا أو هناك، بل ينطلق بذهنية التَّخطيط ويستفيد مِن تجارب الآخرين، فالقرارات الحَكيمة والمواقف الصائبة، هي التي تُبنَى على رويَّة تامة، ورؤية ثاقبة، واعتبار لمآلاتها وعواقبها». [مقال بعنوان: «العاقل من تدبر في العواقب» بقلم: وائل رمضان 1444هـ - 2022م] ⭕ ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «فإنَّ الأمرَ والنَّهيَ وإنْ كان مُتضمِّنًا لتحصيلِ مصلحةٍ ودفعِ مفسدة: فيُنظرُ في المُعَارضِ له، فإنْ كان الذي يَفُوتُ مِن المصالح أو يحصلُ من المَفاسدِ أكثر: لم يكن مأموراً به، بل يكون مُحرَّماً إذا كانت مفْسَدتُه أكثرُ مِن مصلحتِه(1)». [«مجموع الفتاوى» ( 28 / 129 )] . ⭕⭕ ويقول -أيضًا- شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وإذا كان كذلك فمعلوم أنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإتمامه (بالجهاد) هو مِن أعظم المعروف الذي أُمرنا به ولهذا قيل: (ليكن أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر غير منكر)(1). وإذا كان هو مِن أعظم الواجبات والمستحبات فالواجبات والمستحبات لابد أن تكون المصلحة فيها راجحة على المفسدة؛ إذ بهذا بُعثت الرسل ونَزلت الكتب ﴿وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾ بل كل ما أمر الله به فهو صلاحٌ. ◼️وقد أثنى الله على الصلاح والمصلحين والذين آمنوا وعملوا الصالحات، وذم المفسدين في غير موضع؛ فحيث كانت مفسدة الأمر والنَّهي أعظم مِن مصلحته لم تكن مما أمر الله به، وإن كان قد تُرك واجب وفُعل محرم؛ إذ المؤمن عليه أن يتقي الله في عباده وليس عليه هداهم. وهذا معنى قوله -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾، والاهتداء إنما يتم بأداء الواجب، فإذا قام المسلم بما يجب عليه مِن الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر كما قام بغيره مِن الواجبات لم يضرَّه ضلال الضُلاَّل». [«مجموع الفتاوى»] (28/ 126-127)] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ (1) بخلاف صنيع أهل (الجهاد البدعي المزيَّف)! [محمد بن حسين] (2) يقول الإمام الألباني -رحمه الله- في توضيح أحكام الجهاد الشَّرعي الصَّحيح: 📌 «لهذا نحن نقول: إنَّما الأعمال بالخواتيم، والخاتمة لا تكون حسنةً إلاَّ إذا قامت على الإسلام، وما بُني على خلاف الإسلام فسوف لا يُثمر إلاَّ (الخراب والدَّمار)». [محمد بن حسين] [شريط «مِن منهج الخوارج» سُجِّل بتاريخ 29 جُمادى الأولى 1416 هـ- الموافق 23 ـ 10 ـ 1995م]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#6
|
|||
|
|||
الدفاع عن المنهج السَّلفي في وقت الفتن:
âڑ،âڑ، مشكلة القدح في العلماءâڑ، تلك المشكلة التي كان للمستعمرين يد كبيرة في بثها بين صفوف المسلمين؛ ليقطعوا بها الصلة الوثيقة بين المسلمين وبين علمائهم، وقطعها قطع للدِّين، إذْ العلماء هم المصدر لبيان شرع الله -سبحانه وتعالى- في هذا الزمن، وليس عجبًا أن يصدر القدح في العلماء من أبناء المستعمرين كالعلمانيين والشيوعيين والبعثتين، وإنما العجب كل العجب أن يصدر هذا القدح ممن انتسب إلى الإسلام من الجماعات الحزبية!! فإنهم الآن وللأسف الشديد يحملون لواء القدح في العلماء والاستخفاف بهم: تارة يرمونهم بأنهم علماء للدولة. وتارة بأنهم مشايخ حكومة. وتارة بأنهم تصاغ لهم القرارات. وأخرى بأنهم علماء حيض ونُفاس... وهلم جرا... ♦ï¸ڈ وهم في هذا القدح بين رجلين: • إمّا مغرض له أهداف ومقاصد سيئة. • أو مخدوع مغرَّر به، يُصاغ له باطل في قالب الحق فيَخاله صادقًا. â–ھï¸ڈوالشبه التي ينخدع بها هؤلاء فيُلصق بالعلماء مثل هذه الفِرَاء، يمكن أن نكشفها، لكن الوقت لا قد يتسع لكشفها كلها، لكن أقتصر على أمرين لعل فيهما إزالة لما قد يتسّرب على أذهان بعض الناس من هذه الشائعات والمفتريات. â—¼ï¸ڈ فأولًا: نقول إنّ العلماء يقيدون تصرفاتهم بالكتاب والسنة وبالمصلحة الشرعية المعتبرة، بينما تلك الجماعات الحزبية تنطلق في الجملة من (العاطفة الإسلامية) و(العقل المحض)،" وقد تتلمس شبهًا من الشرع للتدليل على منهجها، فالأصل المنهج العاطفي أو ما يسمي أيضًا (بالشعور الإسلامي) ثم تلوى أعناق النصوص له، أو تورد معزولة عن فهم سلفنا الصالح، فمثلًا العلماء يرون أن مناصحة ولي الأمر تكون على الطريقة النبوية، فيتمثلون لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن أبي عاصم بإسناد صحيح عن عياض بن خلف: «مَن أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يُبْده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك وإلاّ كان قد أدى الذي عليه» ... ♦ï¸ڈ وأما ما قد يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر والخروج من الإسلام، فالواجب فيها منا صحتهم على الوجه الشرعي برفق، واتباع ما كان عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس، واعتقادُ أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد، وهذا -أي الاعتقاد- غلط فاحش وجهل ظاهر، لا يعلم صاحبه ما يترتّب عليه من المفاسد العظام في الدين والدنيا كما يعرف ذلك من نور الله قلبه وعرف طريقة السلف وأئمة الدين. â*• فهذا الأمر يوضح لنا أن ما يرضى به العلماء من المداهنة أو عدم الإنكار أو نحو ذلك أمر باطل؛ لأن الذي ينتقدهم هو يتصور أن الإنكار يجب أن يكون من على رؤوس المنابر، وأمام الناس ويكون بالتشهير ونحو ذلك، وهذه نظرة لا يقرها الشارع بدلالة مثل هذا النص الصريح الواضح، فالعلماء يتبعون مثل هذا النص، ويجعلون مناصحتهم سرية، ولذلك يثور الشباب... ويقولون: العلماء لا يتكلمون، العلماء لا ينكرون. وهلم جراً... وهذا قد حصل نظيره في زمن عثمان: فإن التابعين جاؤوا أو بعضهم إلى أسامة بن زيد فقالوا له: أولا تدخل على هذا الرجل فتكلمه -يعنون عثمان -. فقال: أرأيتم أني لا أكلمه إلا أسمعكم، والله لقد كلمته فيما بيني وبينه دون أن أفتح هذا الأمر أو دون أن أكون أول من فتح هذا الباب. يقول الحافظ وغيره: هذا الباب يعني باب الفتنة. يعني أن أول الفتنة إنما بالكلام، ثم تدرج حتى تكون باليد، وجاء عن ابن عباس كما ذكره ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» أنّه سأل سعيد بن جبير عن مناصحة الحاكم فقال: فإن كنت ولا بد فاعلاً ففيما بينك وبينه. فهذا وجه لعله يزيل ما ترسّب في أذهان من نظن فيهم الخير، وإلا فمن غلب عليه الهوى فهذا لا حيلة فيه؛ لأنك لو تلوت عليه النصوص من القرآن والسنة لم يقتنع إلا بفعله. ⬛ الأمر الثاني أيضًا لعله يزيل من ترسب في أذهانهم، نرى فيهم الخير ونظن فيهم إن شاء الله الخير، هو أنّ العلماء -رحمة الله تعالى عليهم- لا يرون تلازمًا بين إنكار المنكر، وبين تغيير المنكر .... العلماء لا يرون تلازمًا بين إنكارهم لمنكرات الولاة وبين تغييرها، فإذا أنكروا عليهم فقط برأت ذمتهم، وتغيرها ليس إليهم، فبمعنى أخر -نقول للتوضيح- نقول: إن العلماء يأمرون، ولكن لا يملكون شرعًا ولا قدَرًا سلطة التنفيذ مع وجود الحاكم المسلم. أمّا تلك الجماعات التي تثير مثل هذا الشغب وتُلصق هذه الفِرَى بالعلماء فهي ترى التلازم بين إنكار المنكر وبين تغيره، فنزاهم يرددون أنكارنا ثم أنكرنا ولم يغيروا شيئًا، وهذا خطأ مخالف لنصوص السنة التي وردت في معاملة الحاكم الذي لم يكفر، فتأمل معي أيضا هذا الحديث وما جاء في صحيح مسلم عن أم سلمة أن رسول الله قال«إنّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِىءَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: «لاَ، مَا صَلّوْا» معنى (كَرِهَ) َأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ، ومعنى (أَنْكَرَ) أي أنكر بقلبه كما جاء ذلك في «صحيح مسلم»، وتقدم قبل قليل الحديث الذي فيه (فإن قبل منه فذاك وإلا فقد أدى الذي كان عليه)، فهذه هي نظرة علمائنا -رحمة الله عليهم- في مثل هذه القضايا، فمن قدح فيهم ورماهم بالمداهنة وقلة العلم فإنما أوتي بجهله من قبل الأحكام الشرعية وبالنصوص النبوية، ولا ريب أيها الإخوان أنّ رمي العلماء بهذه الفَرِية جُرْم شنيع وصدٌّ عن سبيل الله -تعالى-. â–ھï¸ڈيقول أئمة الدعوة -رحمهم الله تعالى-: ومما أدخل الشيطانُ على بعض المتدينين اتهام علماء المسلمين بالمداهنة، وسوء الظن بهم، وعدم الأخذ عنهم، وهذا سبب حرمان العلم النافع.انتهي كلامهم رحمة الله عليهم. والعجب انطلاق البعض في قدح العلماء من جانب آخر لا يتطرق إليه القدح عند السَّالمين من الهوى، فالذي يقدح في العلماء لأنهم لم يبينوا للناس أمور السياسة، فيقول مثلا: ما هي قيمة العالم إذا لم يبين للناس قضاياهم السياسية، التي هي من أهم القضايا التي يحتاجون إليها، والتي تتعلق بمصالح الأمة. فهذا القائل ما أصاب في القدح؛ لأن العلماء كتبوا، وألفوا، ودرسوا السياسة الشرعية التي جاء بها الشرع ووضحها ونطقت بها النصوص، وهذا هو المطلوب منهم شرعًا، أما إنْ كان مراده بيان الأخبار السياسية في المصطلح الحديث، كوقوع حرب في المكان الفلاني، وسقوط مدينة كابل من أيدي الشيوعيين إلى أيدي المشركين، وتسجن واعتقال فلان وفلان، فهذا ليس من وظيفة العلماء المطالبين بها، وإنما هم مطالبون ببيان الأحكام الشرعية في جمع القضايا التي تعرض في المجتمع أو تقع في المجتمع، فإن عليهم أن يبنوا حكمها الشرعي، لذلك هل تجد الإمام أحمد أو ابن تيمية أو ابن القيم أو ابن عبد الوهاب يتكلمون في مثل هذه السياسات، يتكلمون في مثل الآن أحوال السودان، أحوال البوسنة والهرسك؟! لا؛ لأنّ هذه بالجملة ووظيفة ولي الأمر أو من يُنيبه في ذلك، ولكي يكون الكلام أدق فإني أقول: إنّ الغالب بل الأغلب على علماء الأمة عدم الخوض في هذه الأمور، وإن سألت عن الحجة فهذه مؤلفاتهم تفصح عن ذلك، نعم يحثون الناس على الجهاد وعلى الإنفاق، ونحو ذلك، أما أن يكون العلماء (وكالة أنباء)! فهذا ننزه عنه العلماء. â—¼ï¸ڈفعلماؤنا -رحمة الله عليهم- وحفظ الله حيهم- يعتقدون شرعية الدولة، ووجوب السمع والطاعة لها، وبما أنهم كذلك فهم يدركون أن هذه الأمور من حقوق الولاة بالجملة، فلا يخوضون فيها، وأما من يخوض فيها وينتقد العلماء وإذا لم يتكلموا فيها، أو من يوجبها على أعيان العلماء وطلبة العلم، فيقرنها بمسائل العلم الضرورية فهو مفتون مُغرض، أو جاهل مفرط. ومن أشنع القدح في العلماء التهكم بهم، عن طريق وصفهم بالانطواء على مسألة من الشرع هي من جملة عملهم كما يقول بعضهم علماء حيض ونفاس. نعم، هم ولله الحمد علماء وفقهاء في هذين البابين العظيمين، الذين ينبني عليهما الأحكام في العبادات والمعاملات والنكاح والطلاق شيء كثير، الناس أحوج إلى معرفته من الطعام والشراب، فضلاً عن معرفة أحوال القتال الأفغاني والحكومة السودانية، ونحو ذلك، ولو وكلتَ إحدى الفتاوى العويصة في هذين الباين إلى أكبر فقهاء الواقع -كما يقال- لأعجم على لسانه، ولم يستطع أن يتكلم في الحيض والنفاس، فكيف بالله يتكلم في قضايا الأمة التي يقولون؟ هذا عين الجهل وعلامة الهوى، وبعضهم يقول ليس للعلماء في أكثر من بلد اسلامية إلا مسألتان: •إعلان دخول رمضان وخروجه. •والهجوم على من يسمونهم بالمتطرفين. نعم، هذا ولله الحمد مدح وليس عيبًا، فهم يعتنون بدخول شهر الصوم، الذي هو الركن الرابع من أركان الإسلام، حتى لا يقدِّم المسلمون يوما أو يؤخرون يوما في فريضة الصيام. وكذلك هم يهاجمون المتطرفين؛ لأن التطرّف مذموم شرعًا، وكذلك مذموم عقلاً، ♦ï¸ڈ ولذلك لما أصدر أحد المتطرفين كتابه المسمّى «معالم في الطريق» تصدّى له العلماء، فبينوا له تطرفه ومجانبته للصواب وموافقته أو تبنيه لفكر الخوارج، ومن هؤلاء مفتي الأزهر وشيخ مصر في ذلك الوقت حسن مأمون، والشيخ عبد اللطيف السبكي، والشيخ محمد المدني، وغيرهم، وأصدر هؤلاء فتاويهم بِجَهْلِ مؤلِّفِ ذلك الكتاب وتخطئته وتضليله في هذا الكتاب. فهذا من مناقب العلماء وبيان فضلهم على الناس، لا من معايبهم ومن مناقصهم....». [ محاضرة مهمة وقيّمة بعنوان: «مَن هم العلماء؟» للشيخ العلامة عبدالسلام بن برجس –رحمه الله-]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#7
|
|||
|
|||
* تتمة: [الفرق بين الجهاد الشرعي والجهاد البدعي :4]
«إن هذه المسألة مسألة شرعية مبناها على الحكم الشرعي المؤصل على النظر في العواقب والمآلات؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الأعمال بالخواتيم»، قال الشاطبي في «الموافقات»: «النّظر في مآلات الأفعال مُعتبر مقصود شرعاً، سواء كانت الأفعال موافقة أو مخالفة؛ وذلك أنّ المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عن المكلفين بالإقدام أو بالإحجام إلا بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل مشروعاً لمصلحة فيه تُستجلب أو لمفسدة تدرأ...». ثم بيّن المُؤهل لهذا النظر وبيَّن صعوبته، فقال: «وهو مجال للمجتهد صعب المورد»، وهذه كلمة عظيمة لو كان المُتوثِّبون للفتوى في هذا المجال من خرِّيجي الشبكات العنكبوتية يهابون». [«تمييز ذوي القطن بين شرف الجهاد وسرف الفتن» (28-29)]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#8
|
|||
|
|||
اقتباس:
قال ابن تيمية -رحمه الله-: «وهذا أصل مستمر في أصول الشَّريعة كما قد بسطناه في قاعدة: (سد الذرائع) وغيرها، وبيّنا أنَّ كل فعل أفضى إلى المحرم كثيرًا كان سببًا للشر والفساد، فإذا لم يكن فيه مصلحة راجحة شرعيَّة، وكانت مفسدته راجحة، نهي عنه، بل كل سبب يفضي إلى الفساد نهي عنه إذا لم يكن فيه مصلحة راجحة، فكيف بما (كثر إفضاؤه إلى الفساد)». [«مجموع الفتاوى» (32/ 228-229)] وقال ابن القيم -رحمه الله-: «ومَن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها مِن إضاعة هذا الأصل، وعدم الصَّبر على منكر فطلب إزالته فتولد منه ما هو أكبر منه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى بمكة أكبر المنكرات، ولا يستطيع تغييرها». [«إعلام الموقعين» (3/ 4)]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|