أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
12732 94165

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-03-2016, 09:58 AM
عبد الله مختار بدري عبد الله مختار بدري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 202
افتراضي حكم الاحتفال بالمولد - إصدارات مسجد الإمام البخاري

📖 مجلة أهل الحديث السلفية ✏:
بسم الله الرحمن الرحيم
(حكم الاحتفال بالمولد النبوي)
يحتفل بعضُ المسلمين بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، ولما كانت طاعتُه واتباعُه أكبرَ دليل على محبته صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ]، كان لا بدَّ لمحبيه وأتباعه أن يعْرِفُوا حُكمَه صلى الله عليه وسلم في الاحتفال بمولده؛ ذلك أنه يجب على المسلمين أن يُحَكِّموا شرع الله وإن خالف ما يحبونه، قال تعالى: [وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا]. وقال: [فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ]، وقال تعالى: [وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا]، فليس للمؤمن خيار غير طاعة الله ورسوله، ومن عصى الله وهو يزعم محبة الله ورسوله فقد ضَلَّ ضلالًا مبينًا.
والذين يحتفلون بالمولد يقولون أنهم يفعلونه تقرُّبًا إلى الله عز وجل، فهو عبادة إذًا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ)) ويقول: ((كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)) والله عز وجل يقول: [أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ]، فاحذر أيها المسلم أن تعصِيَ الله عز وجل وأنت تريد محبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا تفعَلْ من الدين ما لم يأذن به الله.
والاحتفال بالمولد النبوي بلا خلافٍ لم يحدُثْ في زمنِ النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة والتابعين، مع أنهم أشد الناس حبًّا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن قيل تركوه رغبة عنه فهذا طعن فيهم ولا يعقل أن يتركوا خيرًا ونُوَفَّق إليه وهم خير الأمة، فدلَّ على أنهم تركوه كما تركوا البدع والمحدثات. وقد أحدث هذا المولدَ الرافضةُ العُبَيْدِيُّون الزنادقة.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ إلى الجَنَّةِ إلا قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ))، فدل على أن الاحتفال لا يقرب إلى الجنة؛ لأنه لم يأْمُرْ به، فتمسَّكْ بسنته يا من تُحِبُّه، ولا تطع أعداءَه.
والله عز وجل يقول: [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا]، فلنفعل ما يرضاه لنا، ولا نزِدْ عليه وقد أكملَه الله عز وجل. قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأنَّ الله تعالى يقول: (اليوم أكملت لكم دينكم) فمالم يكن يومئذٍ [حين نزول الآية] دينًا فلا يكون اليوم دينًا).
وقد أفتى بحرمة الاحتفال بالمولد علماء أكابر، من مختلف المذاهب، والأزمان، منهم الإمام المالكي الفاكهاني: في (المورد في الكلام على عمل المولد) حيث يقول: (لا أعلم لهذا المولد أصلًا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين المتمسكون بآثار المتقدمين بل هو بدعة)، ويرى ابن الحاج المالكي (أن المولد إذا خلا من المفاسد كان بدعة بنفس نيته)، وقال الخفار المالكي: (أن يوم ميلاده صلى الله عليه وسلم فاضل، لكن اليوم الفاضل لا تشرع فيه عبادة إلا بإذن الشارع، ولوكان في يوم المولد عبادة لفعلها أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، ... وتلك الليلة تقام على طريقة الفقراء، وطريقة الفقراء في هذه الأوقات شنيعة من شنع الدين، لأنَّ عهدهم في الاجتماع إنما هو الغناء والشطح، ويقررون لعوام المسلمين أنَّ ذلك من أعظم القربات وأنها طريقة أولياء الله ... -ثم قال-: يؤمر بترك إقامة المولد). ثم قال أنه لو قرئ فيه صحيح البخاري لكان بدعة .. ألا ترى أنَّ الصلاة من أعظم القربات مع ذلك فلو فعلها إنسان في غير الوقت المشروع لكان مذمومًا مخالفًا فإذا كانت الصلاة بهذه المثابة فما بالك بغيرها).
وفي كلامه رد على من قال: لماذا تنهوننا عن المولد، هل نحن نزني نسرق؟! فنقول: قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأعمال الفاضلة في غير وقتها وصفَتِها المشروعة، فنهى عن الصلاة حين تطلع الشمس، فما نهانا عنه النبي صلى الله عليه وسلم ننتهي عنه.
ثم إنه لم يثبُتْ أن النبي صلى الله عليه وسلم وُلِد في 12 ربيع الأول، مع أنَّه ثَبَتَ أنه تُوُفِّي فيه، فهل يحتفِلُ المحتَفِلُون بولادته أم بوفاته!

أما مَن استَدَلَّ بقول الله تعالى: [قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ] على جواز الاحتفال فهذا لا يصح؛ لأنَّ الفرح يكون بطاعَتِه صلى الله عليه وسلم، ولو أنَّ إنسانًا قال: أنا أفرح بمولده بشرب الخمر فهل يجوز هذا؟! فلا يجوز الفرح بالمعاصي والبدع، وأيضًا فهل الصحابة الذين لم يحتفلوا لم يفرَحُوا بمولده؟!
ومن استَدَلَّ بقصة أبي لهب الذي رُؤِي أنه يخفف عنه العذاب بعتقه لثويبة لَمَّا أخبرته بولادة النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه قصة باطلة لا تثبت. وهي رؤيا منامية فلا تصِحُّ دليلًا، كيف وعندنا كتاب الله ينهَانَا أن نُحْدِثَ في الدين ما لم يأذن به الله.
ومن استدَلَّ بأنه صلى الله عليه وسلم احتفَلَ بمولده بصومه يوم الإثنين، فهذا دليل لنا أننا نفعلُ ما فعَلَه صلى الله عليه وسلم ولا نزيد عليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يزيد على عبادته صلى الله عليه وسلم: (مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)، ثم إنَّ صيامه يدُلُّ على أنه ليس عيدًا؛ لأنَّه لا يجوز صيام أيام الأعياد، فصم الإثنين، ولا تزِدْ على ذلك، ولا ترغَبْ عن سنته صلى الله عليه وسلم.
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع وتمُوت السنن)، وإنك لترى الحرصَ الشديد من الناس على مولده، وإهمالَ سنته صلى الله عليه وسلم من صوم الإثنين، والاقتداء به في لحيتِه، وتقصير ثوبِه، وفي نهيه صلى الله عليه وسلم عن المصافحة والاختلاط والتبرُّجِ إلى غير ذلك.
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (كلُّ بدعةٍ ضلالةٌ وإنْ رآها الناس حسنة). وقال عبد الله بن مسعود ت: (اتَّبِعُوا ولا تبْتَدِعُوا فقد كُفِيتُم، وكُلُّ بدعةٍ ضلالة).
إذا تبَيَّنَ لك أخي المسلم حُكمُ المولد، فلا يخفى عليك حُرمَة ما يحدث فيه من منكراتٍ عظامٍ، من التبرج والسفور، والاختلاط والفواحش، والرقص والغناء، وصُنع تماثيل الحلوى، وقد نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بتكسير التماثيل والصور.
والاحتفال بالمولد فيه تشَبُّهٌ بالنصارى حيث يحتفلون بعيد المسيح عليه السلام، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (مَن تَشَبَّهَ بِقَومٍ فَهُوَ مِنْهُمْ).
وما يُفعَلُ في هذا المولد من الشِّرْك والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم مُخَالفَة لأصل الدين، وكُفْرٌ بالله رب العالمين، فتراهم ينشدون:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم.
إن لم تكن آخذًا يوم المعاد يدي صفحًا وإلا فقل يا زلة القدم.
فإنَّ من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم!!. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ)).
وقد صدق القاضي محمد الأمين القرشي رحمه الله حين يقول في قصيدته:
أرى بـدعًا تشيب لها النواصي *** إذا ما جـاء ميلاد الرســــول
بها سـوق الحــلاوة بازدحــام *** بربات القلائد والحــجـــول
تـجر ذيـــولها متــــبرجات *** لتفتك بالتبـرج والـــذيــول
وشــبان يُرَنِّحــــُهم غـــرام *** بكاسات الصبا قبل الشـمول
أفي عيــد النبي يكون هـذا؟ *** ويشهده ذوو الرأي الأصــيل؟!
فهل يترضى الرسـول بما فعلنا ***وقد جئنا بمعصية الرســـول؟!
ويعجبه السـكوت على ضـلال؟ *** تعاظَم خطْبُه في كـل جيل؟!
ونذكر شهادة لأحد أكابر المتصوفة (عبد الله الغماري) حيث يقول في (مرشد الحائر): ((ما يوجد في كتب المولد النبويّ من أحاديث لا خطام لها ولا زمام هي من الغلو الذي نهى الله ورسوله عنه!!! فتحرم قراءة تلك الكتب، الحديث المكذوب تحرم روايته. والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: (من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار). وفضل النبي صلى الله عليه وسلم ثابت في القرءان، والأحاديث، وهو في غنى عما يقال فيه من الكذب والغلو). اهـ
ويقول الغماري في (ملحق قصيدة البردة): (وعلى هذا فما يوجد في كتب المولد النبوي وقصة المعراج من مبالغات وغلو لا أساس له من الواقع يجب أن تُحرَق لئلا يُحرَق أصحابها وقارئها في نار جهنم نسأل الله السلامة والعافية). اهـ
من إصدارات #مسجد_الإمام_البخاري
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:29 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.