طلب العلم = التعلُّم

[أبو زيد العتيبي]

طلب العلم = التعلُّم

بسم الله الرحمن الرحيم

طلب العلم عبادة وفرض.
[الطلب]: السعي في تحصيل المراد.
[العلم] معرفة الحق بدليله.
والحق: الشيء الثابت بيقين أو غلبة ظن معتبرة.
والدليل: الكتاب والسنة والإجماع.

فيرجع طلب العلم إلى أمرين:
⁃ غاية مقصودة من مظانها الصحيحة.
⁃ وهمة صادقة.

قد حدد العبد غايته وهي الوصول إلى الحق بطرقه المشروعة من يقين أو غلبة ظن،
ويطلب الوصول إليه من مصادره الأصلية، فهمته معقوده على ذلك،
فلا يعتريها نقض ولا نقص ولا عجز ولا كسل.

فإن كنت كذلك فأنت طالب علم.

وذلك يساوي التعلم:

[التعلُّم] هو التعبد لله بسلوك طريق التفقه في دين الله.

والتعبد لله: تعظيم الله محبة وذلا بطاعته.

والسلوك نوعان:
⁃ حسي بنقل الأقدام.
⁃ معنوي بقراءة الكتب، أو سماع الدروس.

وطريق التفقه ثلاثة أنواع:
⁃ سؤال أهل العلم.
⁃ وسماع دروس الأشياخ مباشرة أو بواسطة.
⁃ وقراءة كتب العلم.

وآلة ذلك القلم والقرطاس؛ فإن لم يكونا فلا تتعن.

التفقه: طلب حصول الفقه.
والفقه: معرفة مراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة الصحيحة كمعرفة الأصحاب.

دين الله: ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من العقائد والأقوال والأعمال المثمر:

⁃ اليقين والإيمان حتى يحقق العبد توحيد الرحمن.
ويحصل بتعلم التوحيد.

⁃ تزكية القلب والجوارح حتى يبلغ مرتبة الإحسان.
ويحصل بتعلم الأخلاق القلبية والسمت الظاهر.

⁃ فعل الأوامر وترك النواهي حتى يكون من المتقين.
ويحصل بتعلم الفقه في العبادات والمعاملات.

فإن حققت ذلك كنت ممن امتثل قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"يا أيها الناس، إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرا يفقه في الدين و{إنما يخشى الله من عباده العلماء".
رواه الطبراني في الكبير (٩٢٩) وقال الألباني: حسن لغيره كما في صحيح الترغيب والترهيب (٦٧).

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
"إن الرجل لا يولد عالما ، وإنما العلم بالتعلم".
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٢٧٨٠٤).

ولم أر فرعا طال إلا بأصله *** ولم أر بدء العلم إلا تعلما

وقال سابق البربري:

فقد قيل في الزمان الأقدم **** إني وجدت العلم بالتعلم


https://t.me/abozydotabi


*****