أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
31158 103191

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-25-2017, 11:26 PM
مسعودالجزائري مسعودالجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 254
افتراضي اتق الله يا عز الدين رمضاني فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل

اتق الله يا عز الدين رمضاني فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل
نصيحة من أبي عبد الله مسعود مسعودي الجزائري
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
ففي هذا المقال بيان لبعض الأخطاء التي وقع فيها أحد رجال مجلة الإصلاح الجزائرية، وقد كان لي مع بعضهم أيضا في السابق مقال عنونته بـ( شيخ من شيوخ مجلة الإصلاح حبيب إلى قلوبنا، والحق أحب إلينا منه)، أظهرتُ فيه الازدواجية التي يتحلى بها، فقبِله المنصفون، وعلموا أن الذي يَعجز عن التفريق بين أئمة المسلمين الذين ينبغي أن تؤخذ منهم العقيدة، وبين غيرهم، لجدير بأن لا يُلتفت إليه، فكيف وقد قرّر بِدعا شنعاء أخر، وقد حاول بعض مقلديه الدفاع عنه، إلا أنه ما لبث أن سكت، وأُلقم حجرا بمقال كتبته اسمه( يا أهل منتديات التصفية والتربية اتركوا التعصب والتقليد).
في هذا المقال أحب أن أُبيِّن التلاعب وكتمان الحق-وقد توعد الله سبحانه وتعالى كاتم الحق بلجام من نار يوم القيامة- الذي وقع فيه أحد رجال مجلة الإصلاح، ألا وهو الشيخ عز الدين رمضاني في شريط له تكلّم فيه عن الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله وآثاره.
في هذا الشريط الشيخ عز الدين رمضاني رضي بسماع الباطل، وكذلك بقول الباطل، وقد أمر الله المسلمين ببيان الحق، بل خيرية الأمة تكمن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: « كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ »، يقول الإمام عبد الرحمن السعدي: « يمدح تعالى هذه الأمة ويخبر أنها خير الأمم التي أخرجها الله للناس، وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى الله وجهادهم على ذلك وبذل المستطاع في ردهم عن ضلالهم وغيهم وعصيانهم، فبهذا كانوا خير أمة أخرجت للناس »، وقد حذّر الله من اتباع الهوى، فقال جل وعلا: « وَمَنْ أَضَلّ مِمنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ » فهذا البيان تنبيه للفطن، وتعليم للجاهل، وتذكير لمن « خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ».
إن المحاضرة التي تكلم فيها عز الدين رمضاني -غفر الله لي وله- استهلّها المُقدِّم بترجمة للشيخ عز الدين رمضاني، فذكر:
- اسمه وهو: عز الدين بن أحمد رمضاني.
- مولده وأنه سنة 1960م بالعاصمة.
- حفظ أكثر القرآن في الكُتَّاب.
- تعلّم في حلقات العلم على يد المشايخ قديما في المساجد.
- ألقى الخطب وعمره 18 سنة.
- أول خطبة سنة 1978 بالجزائر العاصمة.
- درس في عدة مساجد.
- عُرف بكثرة المطالعة حيث أنه قرأ كتاب سير أعلام النبلاء وأتم مطالعته في عشرة أيام.
- ذهب للعمرة سنة 1989 والتقى بالمشايخ.
- ذهب مرة أخرى والتقى بالشيخ ابن عثيمين، وكانت له جلسة معه.
- وهو إلى الآن إمام مدرس.
- رئيس تحرير مجلة الإصلاح.
- معروف بدعوته ونشره للعلم عبر الوطن.
- معروف بمحاربته للفرق الضالة كفرق الخوارج والشيعة وغيرهم.
- هذه ترجمة موجزة على حسب ما وصل إلى المُقدِّم.
- نسأل الله أن لا يكون هذا أول حضور لديه.
هذا الكلام السابق قيل وعز الدين رمضاني حاضر، ويسمع، ولم يستدرك أو يعقب على شيء منه.
أقول: يا طلبة العلم، ويا أهل السنة، ويا أهل العقول هل قرأتم لشيخ أو لعالمٍ ما في حياتكم ترجمة مثل هذه أو تشبهها، هذه الترجمة لا يتميّز بها الشيوخ ولا العلماء عن غيرهم فتنبه.
ولو ذهبت إلى أي إمام من أئمة المساجد لربما وجدت عنده أضعاف أضعاف ما قيل في عز الدين رمضاني، ثم لا يستحيي هؤلاء بالطعن في تلاميذ الشيخ الألباني رحمه الله، وتلاميذ الشيخ مقبل رحمه الله، فيصفونهم بالجهل، وبقلّة المشايخ ولو لم يكن لهم إلا ملازمة هذين الإمامين لكفى بهما فخرا، فكيف وكتبهم وتزكيات العلماء لهم، ودروسهم ومحاضراتهم تكاد تملئ السهل والوعر. أين العقول يا من ينتسب إلى السلفية والسنة من أهل الجزائر؟! والله لقد أضحكتم الطرقية والصوفية، والحزبيين علينا، أليس فيكم رجل رشيد يقارن بين هؤلاء وهؤلاء، يقارن بين مجلة هؤلاء وهؤلاء ؟!
ما استطاع المُقدِّم أن يذكر شيخا معروفا تتلمذ عليه عز الدين رمضاني، في حين نجد من يُطعن فيهم لو أردت شيخا لجيء لك بشيوخ، ولو أردت تزكية لأتت من كل جانب، ولو أحببت أن ترى كتابا لرأيت كتبا.
والعجب لا يكاد ينتهي، نحن ننتمي إلى السلف الصالح، أهل الغيرة على الدين، وأهل الالتزام بسنة سيد المرسلين ثم يتكلم المترجِم بالتاريخ الميلادي، ولا يُسمع من الشيخ المترجَم له أي استدراك وتصحيح لذلك، بل نجد منه الاعتذار كما سيأتي، أين أنتم يا معشر الموحدين؟!
بل ويسمع عز الدين رمضاني الزور والكذب ولا يُبيّن، فتُنسب له دعوةٌ ونشرٌ للعلم عبر الوطن، وهو في لقائه هذا كان الأول من نوعه كما ذكر المُقدِّم، وكثير من ولايات الوطن لا تَعرف له زيارة، بل يُدعا ويَعتذر، بل كان يتحرّج من دعوة أهل الجلفة له لخوفه من النقد، أين عقولكم يا أهل السنة من الجزائريين ؟!
ثم تعال واسمع ما قاله عز الدين رمضاني في لقائه هذا:
افتتح عز الدين رمضاني كلمته بخطبة الحاجة-مع أنه لم يتقيد باللفظ المأثور أحيانا- ثم بعدها قال: « معشر الحضور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ».
أقول: يا أهل السنة هل السلام بعد الكلام من السنة؟ يعني عز الدين رمضاني يدخل الملتقى ولا يسلم، ثم يتكلم المقدِّم ولا يسلم، ثم يتكلم عز الدين، وبعد خطبة الحاجة يُخاطب الحضور بتحية السلام.
من المعلوم أن الإمام حين يصعد المنبر يسلم، ثم يتكلم بخطبة الحاجة، ومحيي السنة عند هؤلاء يدخل المجلس في غير جمعة، ويأتي بخطبة الحاجة، ثم يسلم، أليس هذا من عدوى الملتقيات التي لا تجعل من السنة إماما لها ؟
نرجو من عز الدين التوبة من هذه البدعة، حتى لا يُقتدى به فيها، وحتى لا يحمل أوزار من يفعلها، فإن السلام عند الدخول إلى المجلس، واللقاء وليس بعد الكلام كما هو معروف ومعلوم.
وَصف عز الدين هذا الملتقى بأنه فتح أبواب التزود بالعلم النافع، وسيأتي إن شاء الله بيان هذا العلم الذي أشار إليه.
قال: « لا يخفى عليكم أن الشيخ عبد الحميد بن باديس لم يستفرغ جهده ووقته لأجل التأليف، وإنما الشيء الذي شغله، والذي أعطى لأجله وقته وجهده وعلمه هو إعداد الرجال وتكوين الأجيال من الطلبة الصغار، ومن كبار السن ».
قلت: وهل تلاميذه الذين أدركتهم، والذين وصَلَت إليك أخبارهم هم على المنهج الذي أنت عليه أم على غيره ؟ كل من خالط بعضهم، أو قرأ لبعضهم رأى البون الشاسع بينكم وبينهم، فمن هو السلفي منكم ؟ بل قد صرح عبد الرحمن شيبان رحمه الله رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في إحدى الجرائد بأن سلفية ابن باديس تخالف سلفية الشباب الحالي.
وإن شئت مصدرا يُوضح هذا الاختلاف فلا بأس من إحالتك على مجلة الوعي فقد خصص العدد الأول والثاني للشيخين عبد الحميد بن باديس، والشيخ محمد البشير الإبراهيمي.
ثم ما هو تفسيرك للاختلاف الذي حصل من قِبل تلاميذ ابن باديس، هل هو دنيوي أو ديني، أو نقص في التمكن العلمي ؟ وهذه حقيقة نُشير إليها لا للتعيير ولكن لنستفيد من أخطاء الماضين، فلا نقع فيما وقعوا فيه، ولا نكون ممن يُخرِّب بيته بيديه.
قال: « ومن أيضا أعيان قبيلة صنهاجة باديس الصنهاجي، وباديس الصنهاجي هذا كان من أجداد الشيخ عبد الحميد بن باديس، بل هو مؤسس الدولة الصنهاجية، وخلفت الأغالبة على القيروان، وامتد سلطانها بعد ذلك إلى شرق الجزائر، فلذلك كان الشيخ عبد الحميد بن باديس من هذه القبيلة، وهي قبيلة أمازيغية، وكان الشيخ عبد الحميد بن باديس يفتخر بهذا الرجل من أجداده، لأنه خلفه في مقاومته للبدع، والضلالات، ..لأنه انتشر في وقت جده هذا الكبير المذهب الباطني الإسماعيلي، وكذلك الشيعة،.. تصدى لهم جدهم هذا ».
قلت: والله عيب على شيخ يُدعا إلى الملتقى ويقرأ من الورقة لا يضبط التاريخ، بل يقع منه التحريف، فإن « الدولة الصنهاجية »، أو قل « دولة بني زيري » أول حكامها هو: بلكين بن زيري الصنهاجي، وخلفه ابنه المنصور، ثم خلف المنصور ابنه باديس، وهم في كل ذلك تحت الوصاية الفاطمية، يقول الذهبي في « سير أعلام النبلاء » (17/216 وما بعدها): «باديس بن منصور بن يوسف بن بلكين بن زيري، صاحب المغرب، وابن ملوكها من جهة العبيدية، أبو مناد الصنهاجي. ولي ممالك إفريقية للحاكم، فلقبه: نصير الدولة ». ثم خَلَف باديس المعزُّ سنة 406هـ وهو الذي سعى إلى الإنفصال عن الخلافة الفاطمية، مع أنه في البداية لم يقم بتغيير المذهب الشيعي. ومع ذلك لم ينجح في الحفاظ على انفصاله كما هو مدون في التاريخ.
والسؤال الموجه إلى عز الدين رمضاني: هل تُوافق على الخروج الذي أحدثه المعز بن باديس أم لا ؟ والظاهر ما دمت تنوه بذلك فمعناه المدح والثناء على ذلك الفعل الذي بسببه خُرِّبت القيروان.
قال: « ثم في سنة 1903 وأنا أذكر التاريخ الميلادي ضبط المرحلة، وإلا فالأصل أنه ينبغي نُزِيل من وجودنا ومن علومنا الاستشهاد أو الرجوع إلى التاريخ الميلادي، أو إذا ذُكر التاريخ الميلادي لا بد أن يذكر التاريخ الهجري قبله، حتى إن بعض العلماء في عصرنا هذا يتحاشون ذكر التاريخ الميلادي، ..، حتى إن أحد الدكاترة مساعد الطيار -رجل مختص في علوم القرآن- لما يكتب التاريخ يكتب التاريخ الهجري، ولكن دون أن يضع أمامه الحرف هـ،..لكن لو ذكرت التاريخ الهجري ربما لا يتسنى لكثير منا ضبط المرحلة التي كان فيها الشيخ ابن باديس، والمهم نحن أن نصل إلى المقصود وأن نصل إلى الهدف ».
قلت: هنيئا لكم التأصيل للقاعدة اليهودية: الغاية تبرر الوسيلة، المهم أن نصل إلى المقصود، وأن نصل إلى الهدف، وهذا يُترجِم التعامل الذي تنهجونه مع كل من يخالفكم، فتسعون إلى تشويه صورته، وترويج الأكاذيب عليه حتى يبقى منهجكم الإلتوائي، الضبابي، ولكن أليس الصبح بقريب.
فمن أجل الوصول إلى الهدف لا بأس أن يستعمل السني التاريخ الميلادي، ويُقصي التاريخ الهجري، لا بأس بالتشبه بالكفار من أجل ذلك، فالسنة لا تُقيم النصر ولا تستطيع أن تضبط المراحل، إنما التاريخ الميلادي هو الجدير بذلك. هذه هي آخر رِحالكم. وليت الشيخ عز الدين جمع بين التاريخين بل إنه اكتفى بالتاريخ الميلادي، ومن البداية لم يستدرك على المقدّم.
وأما الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله تعالى فمعروف أنه يخالف المنهج الذي يسير عليه الدكتور ربيع بن هادي، وحكمه عند أتباعه معروف، فهلا بينتم ذلك في كلمتكم هذه حتى لا يغترّ به من لا يعرفه ؟!
قال: « في سنة 1904 وفقه الله عز وجل للزواج،.. وكان زواجه في السنة 15 من عمره،.. وهذا يدل على ما كان عليه القوم من الرجولة الكاملة في مثل ذلك السن،..».
قلت: أليس في هذا طعن في السلف الذين تزوجوا في سن الأربعين، وأن رجولتهم ناقصة ومنهم الإمام أحمد رحمه الله، وهكذا من لم يتزوج كالإمام النووي، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيرهم كثير، حتى كتب بعضهم كتابا سماه ( العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج)؟!
قال: « ولو نظرت إلى أعماله والجهود التي قام بها تعجز أمة من الناس تعيش أعمارا مديدة وربما قرون لا تصل إلى ما أنجزه الشيخ ابن باديس رحمه الله تعالى على ضعفه ونحافة جسمه رحمه الله تعالى.. ».
قلت: أليس هذا من ادعاء علم الغيب والتكهن الذي لم تُؤمر به يا عز الدين رمضاني ؟! من قال ذلك، ومن أخبرك به ؟! بل لعله لو توفر لغيره ما توفر للشيخ ابن باديس لكان فعل ما يعجز عنه ابن بايس رحمه الله، فابن باديس نشأ في أسرة لها سيادتها، معروفة بالتصوف، غنية، فأقل ما يفعله هو ما قام به.
ولو أردنا المقارنة بين الشيخ ابن باديس وبين غيره لوجدنا الكثير، ولا بأس من أضرب بمثالين: الأول: شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله اقرأ عن سيرته وهل توفر له ما توفر للشيخ ابن باديس رحمه الله ؟
والثاني: الشيخ الألباني رحمه الله هل توفر له ما توفر للشيخ ابن باديس رحمه الله ؟
وليس في هذا هضمٌ للشيخ ابن باديس وجهوده، بل نحبه حبا شرعيا ولا نغلوا فيه الغلو المذموم، فهو عالم الله أعلم بحاله، وما كان عليه أن يُقدِّم، وعلينا أن نسد الخلل الذي وقع منه.
ثم قولك هذا فيه تنقيصٌ للسلف، ورفعٌ للشيخ ابن باديس عليهم، فأمة من الناس تصدق كذلك على السلف، فهل هكذا يكون حب السلف والسلفية يا عز الدين رمضاني.
قال: « لما توجه إلى جامع الزيتونة أخذ على صفوة علمائه، ومشاهير الأعلام في ذلك الوقت ».
قلت: أغلبهم على العقيدة الأشعرية، والطريقة الصوفية، فلماذا لم تُشر إلى ذلك ؟! أليس هذا من الخيانة في الدين؟! عندهم التوسل الممنوع، وتأويل الصفات، والإيمان بالخرافة وغيرها وغيرها كل هذا لم يحرك في قلبك شيئا فتقول كلمة ولو تلميحا حول الوضع الذي كان عليه أولئك. يا عز الدين رمضاني: عليك بالسنة وإن رفضك الناس. أم أن الوصول إلى الهدف هو الأهم بغض النظر عن الوسيلة ؟
بل هاهو الشيخ ابن باديس رحمه الله نفسه يقول عن أولئك: « ولا أكتمكم أني أخذت شهادتي في جامع الزيتونة في العشرين من عمري، وأنا لا أعرف للقرآن أنه كتاب حياة، وكتاب نهضة، وكتاب مدنية وعمران، وكتاب هداية للسعادتين، لأنني ما سمعتُ ذلك من شيوخي عليهم الرحمة ولهم الكرامة ».
هؤلاء هم الصفوة والمشاهير الذين أشرت إليهم يا عز الدين رمضاني.
قال: « أول ما درّس للناس كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للمؤلف الكبير قاضي المالكية.. عياض.. ».
قلت: وأين حق الله تعالى، أين البدء بالتوحيد والنهي عن الشرك، أم أن البلدان التي زارها الشيخ ابن باديس رحمه الله لم تكتب في هذا الباب؟! يا عز الدين اتق الله ولا تحاول أن تدعو إلى الحق بالمراوغات، بل عليك بالهدي المحمدي، إن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم.
قال: « محمد الصالح الصديق لا يزال حيا،..، يقول في جلسة معه مسجلة موجودة عندي..،قال: وأنا كنت أسمع عن الشيخ ابن باديس وكانت أمنيتي أن أراه، قال فجاء الشيخ ابن باديس رحمه الله والتقى بنا، وتعرفون الشيء الذي جاء بالشيخ ابن باديس إلى الجزائر لأنه سمع أن أحد أعضاء الجمعية في ذلك الوقت توفي والده، فجاء من قسنطينة من أجل أن يعزيه في والده، يبحث عن بيته وعن داره، في الجزائر العاصمة كي يذهب إليه، ثم بعد ذلك يقوم بالأعمال التي كانت تنتظره..قال: ولما سأل الشيخ ابن باديس والدي قال من هذا الفتى، قال هذا ولدي حفظ القرآن وجئت به إلى العاصمة، قال فوضع الشيخ ابن باديس يده على رأسي (وقرأ) « وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا » فلما وضع يده على رأسي وكأنه أزال عني هذا ما أدهشني وصرفني وجعلني كالهائم لا يعرف أين يتوجه.. »
قلت: وهل السفر من أجل التعزية منهج سلفي ؟
يقول الشيخ العثيمين جوابا على السؤال التالي: « السؤال: ما حكم السفر من أجل العزاء؛ بحيث يسافر الإنسان من مكانه الذي هو فيه إلى مكان التعزية ؟
الجواب: لا أرى السفر للتعزية، اللهم إلا إذا كان الإنسان قريباً جداً للشخص، وكان عدم سفره للتعزية يعتبر قطيعة رحم؛ ففي هذه الحال ربما نقول: إنه يسافر للتعزية لئلا يُفضي ترك سفره إلى قطيعة رحم ». كما في مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين رحمه الله.
وقال أيضا في لقاء الباب المفتوح: « إذا كانت هذه الجنازة ممن له حق عام أو خاص فلا بأس أن يسافر الإنسان له, وليس هذا من باب شد الرحال إلى القبور, وكذلك في التعزية, لكن السفر إلى التعزية سوف يستلزم اجتماع أهل الميت في البيت, واستقبالهم للناس, وهذا من البدع, حتى إن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: [ كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام من النياحة ] والناس الآن في بعض المناطق يفعلون أعظم من هذا, يجتمعون ويصفون الكراسي ويضيئون الأنوار, وإذا مررت ببيتهم كأنما مررت ببيت عرس, وهذا لا شك أنه من البدع, والميت لا ينتفع بذلك, وهم لا ينتفعون أيضاً؛ لأنهم يزدادون بذلك إضاعة للوقت, وإضاعة للمال, ومخالفة لهدي السلف , فلهذا نحن ننصح إخواننا المسلمين أن نقول لهم: دعوا هذه العادات, فإن شيئاً لم يفعله السلف لا خير فيه ».
ثم قراءة القرآن على رأس الولد، وشعور الولد بتلك الراحة، هل هذا التصرف منهج سلفي يا عز الدين رمضاني أم أنها من عدوى الصوفية حيث يجتهد الناس في الحصول على بركة الشيخ ودعائه ؟!
قال: « ولا يخفى عليكم: الأعلام والمشاهير من المشايخ والدعاة يُعرفون بمشايخهم، ويُعرفون أيضا بتلامذتهم، الشيوخ الذين وجّهوهم وتعلموا على أيديهم، وتخرجوا بفضلهم، ونالوا منهم إضافة عن العلم نالوا منهم الأدب والسمت والخلق..»
قلت: هات شيخا واحد للشيخ ابن باديس رحمه الله كانت له غيرة السلف على السنة، والتحذير من البدع والشركيات والخرافة، وهات تلميذا واحدا كان له كذلك هذا الأثر وماذا قدّم للجزائر، ولأمة الإسلام عامة.
فهل من الغيرة أن يقوم الشيخ ابن باديس في 14 شوال سنة 1341هـ بتقديمه لرسالة في الطريقة الخلوتية ؟!
قال: « من شيوخه..ولما ذهب إلى تونس أخذ عن أعيانها وكبار العلماء فيها كالشيخ محمد النخلي القيرواني، ومحمد بلقاضي، وبلحسن بن نجار، ومحمد الصديق نيفر، ومن شيوخه الكبار أيضا الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله، صاحب كتاب التفسير العظيم الكبير( التحرير والتنوير) الذي يقع في 15 مجلدا، والشيخ الطاهر بن عاشور توفي من قريب،..»
قلت: لا بأس أن أتكلم عن بعضهم، أما الشيخ محمد النخلي القيرواني هذا كان من أنصار محمد عبده، ويناضل عنه، ويبث أفكاره. وأيضا محمد الصديق النيفر لا يَقلّ عنه، بل نُسبت له أمور أخرى، وهم كلهم على عقيدة الأشاعرة، وأما الطاهر بن عاشور الذي أشاد به وبتفسيره، وهذه دعوة له، فلو نَقل على الأقل بيان الشيخ ابن باديس رحمه الله فيه لكان قد أدى بعض ما عليه، لكنه لم يقم بذلك، وخان سامعيه.
يقول الشيخ ابن باديس : « شيخ الاسلام يقاوم السنة-ويؤيد البدعة-ويغري بالمسلمين هذا -والله -عظيم..وإن كان القارىء يود أن يعرف من هو هذا الذي تحلى بهذا اللقب وأتى بهذه الشنع التي لا يأتي بها من ينتمي انتماءا صادقا للاسلام من عامة المسلمين فكيف بشيخ الاسلام. ويزيد كاتب هذه السطورعجبا آخرفوق عجب كل أحد أن شيخه وأستاذه وصديقه الشيخ الطاهر بن عاشور هو الذي يأتي بهذا الباطل ويرتكب هذا الذنب..».
وابن عاشور معروف بعقيدته الأشعرية، وترويجه لمذهب المتكلمين. يقول الشيخ محمد المغراوي في ( المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات ) (ص 1403): « فصاحب التفسير على طريقة أهل بلده تقليد للمذهب المالكي والتبحر في فروعه دون معرفة الدليل من الكتاب والسنة، ..، وقد حاول الشيخ أن يكثر في تفسيره من التحليلات اللغوية، والبلاغية بأسلوب واسع، وأما عقيدة الأسماء والصفات فهو أشعري جلد..».
بل يتهكم على طريقة السلف في التفسير فيقول مثلا عن منهج ابن جرير الطبري في التفسير: « وذلك طريق ليس بنهج وقد سبقه إليه بقي ابن مخلد ولم نقف على تفسيره ، وشاكل الطبري فيه معاصروه ، مثل ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم ، فلله در الذين لم يحبسوا أنفسهم في تفسير القرآن على ما هو مأثور مثل الفراء وأبي عبيدة من الأولين ، والزجاج والرماني ممن بعدهم ، ثم الذين سلكوا طريقهم مثل الزمخشري وابن عطية » . التحرير والتنوير (1/31).
إذا الكتب الخالية من الحديث، ومن الأثر هي من أعظم التفاسير عند عز الدين رمضاني والله المستعان، وأما أجزاءه فهي 30 جزءا.
قال: « من شيوخ الشيخ عبد الحميد بن باديس الشيخ محمد الخضر حسين، وهذا علامة كبير، هذا رجل جزائري الأصل، طولقي، يعني من بسكرة، وقد ولد في تونس، فهو جزائري الأصل تونسي النشأة، ثم صار مصريا بعد ذلك ذهب إلى مصر واستحق مشيخة الأزهر، فكان شيخا للأزهر رحمه الله، وكان الأزهر في ذلك الوقت لا يُولي إلا من شهد له جميع العلماء بالريادة في العلم، ورغم أنه لم يكن مصريا، ولكن لعلمه ولفضله جعلوه على مشيخة الأزهر، وقد توفي رحمه الله سنة 1958، وقد ترك آثارا قد طبعت الآن في 15 مجلدا، وهي من الآثار التي تستحق المطالعة، ويستحق من طالب العلم أن يستفيد منها، لاسيما في مجال الأدب واللغة، وبعض الفنون والعلوم الشرعية رحمة الله تعالى عليه، وأيضا مِن الذين أخذ عنهم..مفتي الديار المصرية..محمد بخيت المطيعي،.. ».
قلت: محمد الخضر حسين، ما عقيدته يا عز الدين رمضاني ؟
إنه أشعري، مؤول، يتغاضى عن الغلو في الصالحين، وقد حاول في رسالته (الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان) في (ص 174 - 190 ) « أن يجعل للتصوف أصلا صحيحا مع الاحتياط منه في ذلك، وإنكاره لبعض أعمالهم ورده على طوائف منهم، إلا أنه بالرغم من هذا الاحتياط جعل من المتصوفة جماعة من أهل الزندقة والإلحاد وترجم لهم في نهاية مبحث التصوف منهم عمر بن الفارض ومحيي الدين بن عربي ». كما قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي، انظر (الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي حياته..) (1/250)، ويُقرِّر محمد الخضر في رسالته (محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين) مشروعية المولد النبوي، بل نقل أبياتا فيها الاستنجاد بالرسول صلى الله عليه وسلم، وليُنظر ما كتبه فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي في نظرات وتأملات في كتب ومؤلفات فضيلة الشيخ العلامة محمد الخضر حسين شيخ الأزهر، المطبوع ضمن سيرته.
ومع ذلك لا أقول بالتحذير منها لما فيها من أخطاء، بل يؤخذ الحق وينبّه على الباطل، كما هو المعلوم من منهج أهل السنة والجماعة.
وأما قولك أن الأزهر لا يولي إلا من شهد له جميع العلماء بالريادة في العلم، فهذا من الزور، الذي نرجو من الله تعالى أن يهديك منه، وإنما الأمر خاص بالأزهر، لا بعموم الأقطار. وهل محمد عبده كذلك ؟! ثم من هم هؤلاء العلماء الذين يشهدون ؟ إنهم الأشاعرة، فهل تقبل بهم يا عز الدين رمضاني وترضى بشهادتهم ؟!
قال:« أما تلامذته الذين تتلمذوا على يديه وصاحبوه في أعماله التي كان يقوم بها،..فهم كثر..منهم: .. الأستاذ الفضيل الورثلاني المعروف، وكان رجلا أيضا أديبا عالما سياسيا،..، الأديب محمد السعيد الزاهري، من شعراء الجزائر الكبار،..، الهادي السنوسي، صاحب شعراء الجزائر في العصر الحاضر، أحمد بوشمال..، محمد الصادق بن عتيق، محمد الصالح رمضان الذي توفي من قريب، وهذا الرجل قد هضم حقه، ولم يعتن به الطلبة، ولم يزره إلا القليل منهم،..»
قلت: فهل الاهتمام بالسياسة مما يُستحق بسببها الثناء يا عز الدين رمضاني ؟! أليس الاهتمام بالسياسة من الأسباب التي جعلت أصحاب الجمعية يتفرقون ؟! ثم قولك بأن محمد الصالح رمضان ممن هُضم حقه، بمعنى أنه قد ظُلم، فهل كان على مثل ما أنت عليه من التلون، والضبابية؟ أم كان على منهج الغلو والتبديع؟ أم كان على منهج أهل السنة والجماعة النقي الصافي ؟
قال: « الشيخ ابن باديس لم يتفرغ لوضع كتاب في التفسير،.. الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله يقول عن الشيخ ابن باديس.. وقد جاء لزيارتي لمدينة تلمسان.. وقد مر تقريبا أسبوع على موت الشيخ رشيد رضا، قال فذكرنا تفسيره المنار، لأنه بموته انقطع التفسير، الشيخ رشيد رضا كان يفسر القرآن، وتفسيره الذي يقع في 12مجلد انتهى عند سورة يوسف، ..، قال فحزنا لهذا التفسير، يقول الشيخ البشير الإبراهيمي وقد ذكر له الشيخ ابن باديس هذا الخبر قال للبشير..: ليس لإكماله إلا أنت، ..، (فقال) لا أستطيع أن أكمل هذا التفسير حتى يكون لي علم رشيد(رضا)، ومكتبة رشيد، والمكتبة المفتوحة في القاهرة للشيخ رشيد، ..»
قلت: فهل أنت راض على هذا الكلام، وهل توافق الشيخ رشيد رضا على ما قدّم، أم أن لك تحفظات ؟!
قال: « تفسير ابن باديس هذا يسمى مجالس التذكير..هذا التفسير في الحقيقة كان ابن باديس يكتب مقالات في تفسير بعض الآيات يجعلها كفواتح في مجلة الشهاب،..،والشيخ البشير الإبراهيمي وهو أديب وعالم..كان يقول: للشيخ عبد الحميد ابن باديس ذوق خاص في فهم القرآن، حتى قال: كأن له حاسة زائدة قد خص بها، يعني في فهمه للقرآن،..
ورغم أن هذا التفسير الذي وضعه لا يعد من قبيل التفسير بالمأثور، لكنه دمج بين هذا وهذا، لأن الشيخ ابن باديس كانت له طريقة في التفسير قد لا تجد لغيره،..»
قلت: هذا اعتراف منك بأن تفسير الشيخ ابن باديس رحمه الله تعالى لا يحشر ضمن الكتب التي اهتمت بالمأثور، فكيف تنصح به ؟ فإن كان لك تفصيل فاذكره حتى يتضح منهجك في التعامل بدل المشي في الظلام. ثم ما رأيك في فهم خاص لا صلة له بفهم السلف ؟!
قال: « وأما مصادره التي اعتمد عليها في التفسير، فإنه اعتمد على (تفسير ابن جرير الطبري)، واعتمد على (تفسير الزمخشري) من حيث البلاغة، النكت البلاغية، واعتمد أيضا على (تفسير أبي حيان البحر المحيط) وهذا في المسائل النحوية، والعربية، واعتمد أيضا على (تفسير الرازي)، هذه مصادر تفسير ابن باديس ».
قلت: فهل منهج الشيخ ابن باديس في المصادر منهج سلفي سني أم لا ؟
الأول سلفي، والثاني لمعتزلي، وآخر خليط، وثالث لمن قال عنه شيخ الإسلام: فيه كل شيء إلا التفسير، كيف يكون هذا التفسير ؟
قال: « وإن كان الشيخ ابن باديس كغيره من الناس يصدر منه الخطأ، وربما قد يُجانب الصواب في بعض المسائل، وهذا ليس بعيب، لأن العالم ينظر إلى الصواب الكثير الذي عُرف به في كتاباته، أما أن العالم لا يخطئ أصلا فهذا لا يمكن أن يدعيه أحد، لأنه كما قال لكل عالم هفوة، ولكل جواد كبوة ».
قلت: فهل هذه القاعدة خاصة بالشيخ ابن باديس رحمه الله تعالى أم أنها عامة ؟ فإن كانت خاصة فقد ظهر التعصب، ولي النصوص، وإن كانت عامة فلماذا نرى منكم السكوت، أو الإقرار على الطعن في علماء السنة وطلابهم كالشيخ ابن جبرين رحمه الله، والشيخ الخضير حفظه الله تعالى، ومشايخ الشام، ومشايخ اليمن، وقد ساهم بعضهم بما لا يَقِل عن مساهمة الشيخ ابن باديس، بل قد تفوقه.
قال:« وما هذه الحملات الشنيعة التي أراد بعض الناس أن يسلطوها على جمعية العلماء وعلى الشيخ عبد الحميد بن باديس بأنه لم يكن سلفيا، فالشيخ ابن باديس سلفيته ظاهرة، يكفيه أنه قام بمقارعة المبتدعة، ورد ضلالتهم ومحاربة الطرق الصوفية، وكان نابذا للتأويل وما إلى ذلك، ويثبت الأسماء والصفات على المنهج المعروف، عند أهل السنة والجماعة، ولكن أحيانا قد يخطَأ الإنسان في الحكم على أمر من الأمور، وهذا أمر معلوم، وليس من الأدب وليس من الإنصاف أن يهتم الإنسان بعيوب العالم ويستخرجها ليبرزها للناس وهو قد غمط حقه ولم يذكره بعدل وإنصاف فيما أصاب فيه وفيما كان قد بينه وأوصله للأمة من الخير ».
قلت: أولا: هذه الحملة كانت بتأييد من الشيخ ربيع بن هادي، فقد قدّم أو نصح برسالة نورة الجزائرية التي تُدين فيها الشيخ ابن باديس، وتُخرجه من السلفية. فما موقفك من هذا ؟ فإن كنت قد تُبت من ذلك المنهج فبيِّن ولا تخشى في الله لومة لائم.
ثانيا: هل تعرف حجم الأخطاء التي وقع فيها الشيخ ابن باديس أم لا ؟
فإن كان الجواب لا، فأقول لك ما قاله الشيخ ربيع للشيخ الدكتور إبراهيم الرحيلي:« كان الواجب عليك أن تعرف أسباب الخلاف بين الشباب السلفي والمنتسبين فيها، ثم الصدع بالحق ».
ثم « كان يجب عليك أن تنص على أعيان البغاة المعتدين، الذين عظمت بهم الفتنة واشتد خطرها بسبب افتعالهم لهذه الفتنة وتأجيجها بأساليبهم الماكرة وأصولهم الباطلة ».
وإن كنت تعرف فلماذا لم تخرجه من المنهج السلفي؟ وأنت قد أقررت الأخضر الجزائري على قوله في رسالته ( الكواشف الجلية المبينة لحدادية يوسف بن العيد العنابي)( ) (ص 124) متعقبا قول العنابي: « ولكن تعلمون منهج السلف في مراعاة المصالح والمفاسد !! ومراعاة حال المتكلم فيه، وتبعات الخطأ من حيث ضخامتها وصغرها، واتساع دعوته و..، وغير ذلك من الأمور التي ينبغي على الحليم الحكيم مراعاتها »، فقال الأخضر: « فيه تقرير لمنهج الموازنات المحدث!! الذي سبق أن أنكره على الشيخ الإمام فيما زعم ». وقال في (ص126 هامش 1): « فرب خطأ أو زلة يسقط بها الرجل ويلحق بأهل البدع كما هو معلوم ! ».
وكذلك إقراركم على قوله (ص127): « الأصل الخامس عشر: اشتراط المتحزب يوسف العنابي قيام الحجة على المخالف في البدع الواضحة بل في الإنحرافات العقدية قبل الحكم عليه »، وقال (ص127) بعد نقله لكلام العنابي: « واضح في اشتراط قيام الحجة في تبديع من وقع في البدع الواضحة، بل حتى العقائدية وهي أوضح البدع وأظهرها، ومنها القول بخلق القرآن، وإنكار القدر، والإرجاء، والتجهم، وإنكار العلو، والقول بالحلول و..» ثم نقل كلام الشيخ ربيع الذي كنت قد نقلته في (الأجوبة الألبانية) على عدم اشتراط قيام الحجة، وقد ذكر في (ص134) الأشاعرة من أهل البدع الواضحة الكبرى، فقال: « وحتى لا يسئ أحدٌ فهمَ مراده ضرب أمثلة ببعض أصحاب البدع الواضحة الكبرى كالأشعرية، والاعتزال، والإخوانية، وكلها من البدع الواضحة الكبرى، كما يدل على ذلك كلام الشيخ ربيع السابق ذكره ».
وإنما قلتُ إقرارك له، لأنك قلت في تقديمك له (ص4): « وكان لي بتوفيق من الله عز وجل قراءة ردك على ذلك السفيه المتشبع بما لم يعط، من أول الرسالة إلى آخرها، وألفيته ردا نافعا حاكيت فيه أهل الحق والسنة في ردهم على أهل البدع ».
فأنت قد قرأت الرسالة من البداية إلى النهاية، وقد أثنيت عليها، ونصحت بها، ومعنى ذلك أن الشيخ ابن باديس ومن ذكرتهم في ترجمته كلهم مبتدعة، لكونهم من الأشاعرة، وفيهم من وقع في بدع واضحة، فلا يحل لك ذكرهم، ولا الثناء عليهم، ولا النصح بهم كما هو معلوم.
وإن كنت ترى أن مثل تلك الأخطاء والبدع التي وقع فيها الشيخ ابن باديس لا تخرج من السلفية، إلا بعد توفر شروط وانتفاء موانع، كما بيّن ذلك الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، وقد ذكرت نصوصه في (الأجوبة الألبانية) الطبعة الجديدة، وأنك في هذا موافق له ومخالف لذلك الأخضر، فيجب عليك البيان وعدم المشي في الظلام.
هذا ما تيسر الوقوف عليه، وننتظر من عز الدين رمضاني التوبة والرجوع وأن لا يتكبر على الحق كما فعل لزهر سنيقرة، ومن دافع عنه.
وفي الأخير أحب أن أختم هذا المقال بنصيحة قالها الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في(سلسلة الهدى والنور/ش/1012) قال: « ولكن هنا ناحية مهمة أيضا جدا جدا-وما أكثر هذه النواحي-أن الذي يُريد أن يُحيى السنة وأن يَحمل الناس كل الناس عليها يجب أن يكون عالما بالحديث، بأصول الحديث، قواعد علم مصطلح الحديث، وتراجم رواة الحديث حتى يتمكن بهذا العلم الشريف أن يميِّز ما صحّ من الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لم يصح..لهذا أنا أرى أن الشباب المتحمس اليوم لا يوجد هناك رئيس تفقه قبل أن يتسوّد، فهذه مشكلة الدعاة في العالم الإسلامي اليوم ونسأل الله أن يهدينا سبيل الرشاد ».
وهذه المشكلة هي التي نعيشها اليوم، تجد في كل مدينة جماعة تتكتل على شخص درس سنة أو سنتين أو أكثر أو أقل ، وينزلونه منزلة العالم،ثم يتصدّر( )، ولا يترك لنفسه الوقت الكافي للاتصال بالعلم، ثم يُستفتى فيَضِل ويُضِل، ولا أدلّ على ذلك مما فعله بعض الشباب المتحمس في مدينة الجلفة من إحراق كتب الشيخ علي بن حسن الحلبي، وهكذا اتلاف كتب الشيخ مشهور، وإحراق بعضها ككتاب (القول المبين في بيان أخطاء المصلين)، وإحراق (سلسلة الأشقر ) في العقيدة، وليت هذه الكتب كانت ملكا لهم، بل هي كتب تابعة لمسجد في المدينة وقفها الواقف عليه، معتمدين في ذلك على سؤال وُجّه للقائد المزعوم إدريس بوبكراوي، والقائد الآخر أبي أسامة، في حين كما تقدم يَنصح عز الدين رمضاني بمن لا يختلف فيه اثنان أنه من الأشاعرة، بل وكتبه مشحونة بأقوال أهل الباطل، لا بقول الله ولا بقول رسوله، ولابقول أصحابه، بل يرى أن تفسير الزمخشري أفضل من تفسير ابن جرير الطبري. والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به.
فأولئك يمنعون مطلقا، ويأمرون بالإتلاف، وعز الدين رمضاني ينصح بالإطلاق ولا ينبه على الأخطاء، وأهل السنة بين ذلك، وسط، ما كثُر نفعه ينصحون به، وينبهون على الخطأ، ويحفظون كرامة السني، ولقد قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله نائب رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بعد ذكره بعض كتب محمد الخضر حسين، وما فيها من أخطاء: « وبالجملة فهذه الرسائل جمة الخير ، كثيرة النفع ، لا يغض من قيمتها تلك المآخذ ولا ينبغي أن يحول دون الانتفاع بما فيها هذا النزر اليسير الذي لا تكاد تسلم منه كتابة كاتب أو تأليف مؤلف ».
أسأل الله العليم الحكيم الموفق أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن يغفر لي خطئي إنه هو الغفور البر الرحيم، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-26-2017, 02:10 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

أخي مسعود حفظك الله لقد عاملته بلوازم
و أمور لا أظن أن الشيخ عز الدين يقول بها ،و لكن هذا وفق منهجهم العام في معاملة أهل السنة ،مع ذلك لا يجوز لنا أن نلزمه بغير ما يعتقد و يدين الله به .
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-26-2017, 05:36 PM
سليم ال سليم ال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 63
افتراضي

قال:« وما هذه الحملات الشنيعة التي أراد بعض الناس أن يسلطوها على جمعية العلماء وعلى الشيخ عبد الحميد بن باديس بأنه لم يكن سلفيا، فالشيخ ابن باديس سلفيته ظاهرة، يكفيه أنه قام بمقارعة المبتدعة، ورد ضلالتهم ومحاربة الطرق الصوفية، وكان نابذا للتأويل وما إلى ذلك، ويثبت الأسماء والصفات على المنهج المعروف، عند أهل السنة والجماعة، ولكن أحيانا قد يخطَأ الإنسان في الحكم على أمر من الأمور، وهذا أمر معلوم، وليس من الأدب وليس من الإنصاف أن يهتم الإنسان بعيوب العالم ويستخرجها ليبرزها للناس وهو قد غمط حقه ولم يذكره بعدل وإنصاف فيما أصاب فيه وفيما كان قد بينه وأوصله للأمة من الخير ».

هذا قول الشيخ عز الدين علي حسب ما نقلت لنا.
لو غيرنا اسم ابن باديس بـ "عبد المالك رمضاني" أو "علي الحلبي" ألا يكون الوصف صحيحا.
ما هذه الطريقة و سياسة الكيل مكيالين أليس عند أتباعهم عقول.
انتبهوا جيدا قوله "يكفيه أنه قام بمقارعة المبتدعة"،ألم يقارع كثير من الأفاضل ممن جُرّحوا البدعةَ . و قوله " ورد ضلالتهم ومحاربة الطرق الصوفية" ألم يفعل الشيخ عبد المالك ذلك، "وكان نابذا للتأويل وما إلى ذلك، ويثبت الأسماء والصفات على المنهج المعروف، عند أهل السنة والجماعة" أليس الحلبي على هذا ، طولكن أحيانا قد يخطَأ الإنسان في الحكم على أمر من الأمور، وهذا أمر معلوم، وليس من الأدب وليس من الإنصاف أن يهتم الإنسان بعيوب العالم ويستخرجها ليبرزها للناس وهو قد غمط حقه ولم يذكره بعدل وإنصاف فيما أصاب فيه وفيما كان قد بينه وأوصله للأمة من الخير" أليس هذا منهج الموازنات.
ما لكم كيف تحكمون
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-26-2017, 08:40 PM
ابو عبد الله المالكي ابو عبد الله المالكي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 733
افتراضي

أخي مسعود لم نعهد مثل هذا منك ، لقد عاملته بلازم قوله و على حسب فهمك ، لقد قوّلته ما لم يقل يا أخي الفاضل
و كذلك في بعض مقالك أخي الفاضل-سلّمك الله-تحامل على العلاّمة عبد الحميد بن باديس-رحمه الله- فيكف تجعل بالله عليك فتوى الشيخ بن العثيمين حاكمة على فعل العلاّمة بن باديس فإن كنت تريد انتقاد بن باديس فبالعلم و ليس بفتوى واحدة للعلاّمة بن العثيمين مع العلم أنّ شيخه بن باز أجاز السّفر للتعزية -غفر الله لك-
و إنّي أربأ بك شيخنا الفاضل أن يكون لك شيئ على العلاّمة بن باديس-رحمه الله-
و سامحني على كل حال
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.