شدّ المطايا..وصدّ الخطايا...!!

[علي بن حسن الحلبي]

شدّ المطايا..وصدّ الخطايا...!!

...حاولتُ عصرَ ذهني وحصرَ تفكيري...لعلّي(!) أجد ما أصفُ به أحوالَ (بعضِ!) أنذال آخِر الزمان(!)...
فــ
لم أجد!
و..تعبتُ...
فقلتُ: هم همُ...

النذلُ نذلٌ ولو تدكتر(!) ، فلن يتطوّر....
يطوفُ البلدانَ(!)، ويجوبُ الأقطارَ بالتبشير(!) بكذباتٍ ، وافتراءات يطيّرها كلَّ مطار...

بصفاقةٍ غير متناهية....
وبغرورٍ لا حدّ له..

...وليس هذا-وحدَه- موضعَ العجب!!
موضعُ العجب والتعجُّب-بلا إعجاب!- : أنه يكذب ، ويعرف أنه يكذب!!
ما من فرية له إلا كُشفت..
وما من كذبة منه إلا عُرفت...

والتحدّي له بكشف –بل نسف!-ما يدّعيه ؛ لا يزال قائماً!!!

والحمدُ لله-تعالى-أن في الناس بقيةً من عقلاء..يكشفون ما وراء هجمته الرقيعة من بلاء...
ويعرفون أسبابَها، ودوافعَها- مِن تزلّف ، وتعصّب ، وتحزّب ..و..و- بهزّ ذنَبٍ طويييييل : أولُه في جزيرة العرب(!) ، وآخرُه في بلاد الشام-أو العكس!-!!

نعم ؛ النذل نذلٌ...وسيظلّ نذلاً...

لو أكرمتَه : يخونُك...
ولو سامحتَه : يغدرُك..

فالحذَرَ الحَذَرَ...

نعم ؛ أنت احذرْه...
نعم ؛ أنت...
نعم ؛ أنت...
فعمّا قريب سيقلبُ لك ظهرَ المِجَنّ ؛ فقد قلَبَه-بل قلّبَه!-لكثيرٍين قبلك!

لا يُجدي معه معروفٌ...
ولا يصلُح معه رفقٌ ....

إنه صنفٌ(!)نادرٌ...لكنه موجود!
نذالةٌ بلا حدود...
لكن؛ قد عرفنا داءه...وكشفنا دواءه....
فقديمُه جديد..وجديدُه قديم!!


اللهم اشهدْ أنه كذّاب....
اللهم اشهدْ أنه كذّاب....
اللهم اشهدْ أنه كذّاب....


...فلم أجد إلا قديمي(!)لجديدِه!
فهوَ هو....
فـ
روى أبو بكر الأنصاريّ في «مشيخته الكُبرى» (164) , وابنُ قُتيبة في «عُيون الأخبار» (3/4) , والنَّهْروَانيُّ في «الجليس الصالح» ( 2/283-284) مِن طُرُقٍ عن سفيان بن عُيَيْنةَ, عن عبدالملك بن أبْجَر , قال :

قال علقمةُ بن لَبيد لابنهِ:
«يا بُنَيّ ؛ إن نازَعَتْكَ نفسُك إلى صُحْبةِ ( الرجال) ؛ فاصْحَبْ مَن:

1- إذا صَحِبْتَهُ زانَك.
2- وإن خَدَمْتَه صانك.
3- وإن مرَّت بك بليّةٌ مانك [أَيْ : قام بكفايتك].
4- اِصْحَبْ مَن إنْ قلتَ صدَّق قولَك .
5- وإن أصَبْتَ سدَّد صوابَك.
6- اِصْحَبْ مَن إن رأى منك ثُلْمَةً سدَّها.
7- وإن بَدَت منك نعمةٌ عَدَّها .
8- وإن مُدَّت يَدٌ إليك بفضلٍ مَدَّها .
9- اِصْحَب من لا تختلفُ عليك منه الطرائقُ».

قال عبد الملك بنُ أَبجَرُ:
ما أرى أراد هذا الرجلُ من ابنهِ إلاّ أن لا يصحبَ أحداً –أبداً-!
فقال سفيان- المتوفى سنة (198هـ) - : لا ؛ ولكنه أدرك الناسَ معهم هذه الأخلاقُ, ولم يَدْر ما تُحْدِثون من (النذالة)!!
قلتُ :
وأورد الباخَرْزيُّ –المتوفى سنة ( 467هـ) –في «دُمية القَصْر» (175) ترجمةَ هذا المعنى الأخير –شِعراً-:

هذا زمانٌ ليس فِيـ .......ـهِ سوى ( النّذالةِ) والجهالَهْ
لم يَرْقَ فيهِ صاعِدٌ ........ إلاّ وَسُلَّمُهُ (النّذالَــــهْ) !

وفي «شُعَب الإيمان» ( 6932 ) ,و«حِلية الأولياء» (10/117) قولُ من قال:

«مِن ( النذالةِ ) أن يأكُلَ العبدُ بدينهِ»:

بتغيير مواقفهِ!
وتَذَبْذُب أحكامه!
وانفِلات لسانهِ!
وتناقُضِ مواقفهِ !
وانقلابِ أحوالهِ !
والإغراق في باطلِه!
وتنوُّعِ مآربهِ!
وتلوُّثِ أغراضه!!

... أقولُ هذا –كُلَّه –إشارةً مِن عبارة , وبعضَ غَيْض مِنْ فَيْض!
أقولُها ( مُطمئنّاً ) بما معي مِن الحقِّ , ( واثقاً ) بما أكتبُ مِن الصواب –غَيْرَ مُجامِلٍ , ولا مُداهِنٍ –والحمد لله-.
وإن كنتُ –ولا أزالُ –أذكرُ صفاتٍ , ولا أُوردُ اسماءً ! وأنتقدُ أفعالاً , ولا أخَصِّصُ أعياناً!!

كُلُّ ذلك –والحمدُ لله –دون مُغالَبةٍ , ومِن غير مُلاحقةِ؛ على المبدإ النبويِّ التَّمام : " ما بال أقوام ؟!"

والعجبُ : أنَّ هذا التطبيقَ –إلى الآن ! –لم يُعْجبْ بعضَ الفِئام ! على مِعيار : {يَحْسَبُون كُلَّ صيحةٍ عليهم}! و :( يكاد المُريبُ يقولُ : خُذوني)!!

وإنِّي ( أُحاول! ) –جَهْدَ طاقتي –أن لا أُبادلَ السَّبَبَةَ سَبَّهم ! ولا الشتَّامين إساءَتَهم:

(ويشتُمني النذلُ اللئيمُ فلا أرى..... كُفْؤاً لِعِرْضيَ عِرْضَهُ فأُجامِلُهْ
أَجُرُّ له ذيلي كأنِّيَ غافِلٌ ....... أُضاحِكُهُ طَوْراً وطَوْراً أُخاتِلُهْ)!

والعَجَبُ يزدادُ –أكثرَ وأكثرَ !–مِن ( أُناسٍ! ) ينامون على ذِكر ( آخرين !) , ويستيقظون على تذكُّرهم –أنفسِهم ! - , بل يحلَمون فيهمُ الليلَ والنهار! ويمكرون بهم المكرَ الكُبَّار!!

ثم يقلِبون (!) –ويُقَلِّبون !–الحقائقَ ظهراً لبطنٍ:
فالعاقلُ ( عندهم !) مجنون!
والجاهِلُ ذو فُنون !
وبالاضطراب (!) يُرمى ذو السُّكون!!

...فلمِثل هذا تبكي -دماً- العيون:

( أَتحكمُنا النذالةُ والنَّفايا) ......وترمينا بأكوام الخطايا
ولوسكتَ المُسيءُ لنا سَكَتْنا ...... ولكنْ قد تكاثرت البلايا
وَمَعْ هذا الذي قد صار مِنْهُ ........ فإنّا لن ( نُساوِمَه =) العطايا

ولن نرضى المساءَة من حقودٍ ......... ولكنْ في هُدى ربِّ البرايا !!!

وإنِّي أُشهدُ اللهَ رَبِّي –جلّ في عالي سماه –وهو لي سميعٌ , بي بصيرٌ-؛ أنّه: لو ظَهَرَ لي أيُّ وَجْهٍ مِن حَقِّ القول- ولو مِن فَسْلٍ نَذْل!- : لسارعتُ مُبادراً إليهِ, جامِعاً هِمَّتي وذِمَّتي عليهِ....
ولكنِّي لا أرى –ولا أزالُ لا أرى!- إلاَّ أنَّ (أكثر) الخِصام ( الجاري! ) –اليومَ –مُماحَكاتٌ ! وانتصاراتٌ ! وتشغيبات ! وتسديدُ حِسَابات!!!
و: {ليس لها مِن دون الله كاشِفة}...

ومايتضمّنه هذا ( الأكثر!) –من الصواب- هو ( الأقّل!) –بلا ارتياب-!!!

وذيّاك العَجَبُ –نفسُه- يعظُمُ ويزدادُ –عندما يتوهّمُ (!) المُبْطِلُ –أو يخدعُ نفسَه!- أنَّ لُطفَ خصمهِ عَجْزٌ ! أو أنَّ لِينَه خَوَرٌ!! أو أنَّ سكوتَه عِيٌّ!!! أو أنَّ إعراضَهُ حَصَرٌ!!!

( كم أُراعي النَّذلَ حِلْماً ...... وَهْوَ مُشْتَدُّ الخِصامْ
وأُُلينُ القولَ لُطفاً ...... وَهْوَ فَظٌّ في الكلامْ)
جازِ هذا النَّذلَ عَدْلاً ...... ليس أهلاً لاحترامْ!!

يا إخواني –العُقلاء- :
لقد خَرَج القِطارُ عن سِكّتهِ ومدارِه...
وسار البحثُ بعيداً عن إطاره...
وتجاوزَ الخيلُ عن مضمارِه...

... فهل يُجدي البحثُ مَعَ (نَذْلٍ)= ( يتلقّط) و ( يتصيّد)؟!
هل يُجدي البحثُ مع مَنْ (يتسقّط) –من الظواهر !–السَّفْسَاف , ويُغمِضُ عينيهِ -بِقَحَةٍ –في الكوامِن !–عن دُرَر الأصداف؟!

(إذا شِئْتَ تعرفُ أصلَ الفتى ...... أَجِلْ لَحْظَ طَرْفِك في مَنْظَرِهْ
فإنْ لم يَبِنْ لكَ فانْظُرْ إلى ...... أفاعيلهِ فهي من جَوْهَرِهْ
فإنْ غابَ عنك بهذا وَذَا ...... فلا تَطْلُبَنَّ سوى مَحْضَرِهْ
فإنَّ المحاضرَ سِرُّ الرجالِ ...... بها يُعْرَف ( النَّذْلُ) من خَيِّرِهْ).

...هذا- كُلُّه- أوَجِّهُهُ لذاك ( النّذل) - أيّ نَذْلٍ! –المقلِّب للحقائق ! المُغَيِّر للمبادئ! –كائناً مَن كان ! كيفما كان ! أينما كان !- !!!

أمّا المُغترُّون به, المُنْطَلِيَةُ عليهم زخارِفُهُ –مِمّن ( عَجَّت!) على أعينهِم ريحُهُ –فأعْمَتْ أبصارَهم ! وأصَّمتْ بصائرَهم! -؛ فأقولُ لهم:

(وذو الهِمّةِ العلياءِ مَن ليس جاعِلاً ...... مقادَتَهُ للجاهلِ النَّذلِ مأْخَذا)!!!

... فاحْذَروا أنْ يَعَضَّكُم!

وما أجملَ ما أجابَ به مَن سُئِل عن تعريف ( النذالةِ)؟! فقال:
الجرأةُ على الصديق, والنُّكولُ عن العَدُوِّ!!

... ثم لْتَسْقُط كُلُّ القِيَم ! وَلْتَهْوِ كُلُّ الأخلاق! ولْتتكسَّر كُلُّ المواقفِ :

في سبيلِ أعْراضٍ دنيويّة!
وأغراضٍ ذاتيّة !
وأهداف شخصيّة:
مِن وظيفةٍ ! أو مالٍ !! أو أهواء رديّة!!!!

( هذا جوابيَ في ذا ( النّذْل) مُرْتَجَلاً...... أرجو بذاك مِن الرحمن غُفرانا)
لا لستُ أظلمُ ( نَذْلاً) في مذمّتهِ ...... بل لستُ أَبْخَسُ في ذا الكَتْبِ ميزانا
أرجو الصَّوابَ ولا أَبْغي له حِوَلاً ...... أُرْضي الإلَه وأرجو منه رِضوانا

...وإلى كُتّاب ( الإنترنت ) –المُتَتَرِّسين بالأسماءِ المستعارة! والمُتَسَتِّرين تحت جُنْح الظلام(!) خَلْفَ شاشات كمبيوتراتهِم !!- أقولُ:

(إذا ما خَلَوتَ الدهرَ يوماً فلا تَقُلْ ......خَلَوْتُ ولكن قُل عَلَيَّ رقيبُ
ولا تَحْسَبَنَّ اللهَ يَغْفُلُ لَحْظَةًً ...... ولا أَنَّ ما يخفى عليه يغيبُ
فأحْسِنْ وأَجْمِلْ ما استطعتَ فإنّما ...... بِقَرْضِكَ تُجْزَى والقُروضُ ضُروبُ



أَلَمْ ترَ أنَّ اليومَ أسرعُ ذاهبٍ ...... وأنَّ غَداً لِلناظرين قريبُ)!!

وصدق رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-:

"مَن أرضى اللهَ بسَخَطِ الناسِ: كفاه اللهُ الناسَ,ومَن أسْخَطَ اللهَ بِرِضى الناس : وَكَلَهُ اللهُ إلى الناس".

[محمد عارف المدني]

بارك الله فيكم
شيخنا الفاضل

[أبو عائشة أشرف الموصلي]

بارك الله فيكم شيخنا

وأعانكم وصبَّركم على كل نذلٍ

[ابو نسرين الاثري]

ماشاء الله لاقوة الا بالله حقا خليفة الألباني.

[أبو عبد الله التونسي]

"
«مِن ( النذالةِ ) أن يأكُلَ العبدُ بدينهِ»
بتغيير مواقفهِ!
وتَذَبْذُب أحكامه!
وانفِلات لسانهِ!
وتناقُضِ مواقفهِ !
وانقلابِ أحوالهِ !
والإغراق في باطلِه!
وتنوُّعِ مآربهِ!
وتلوُّثِ أغراضه!!

... أقولُ هذا كُلَّه إشارةً مِن عبارة , وبعضَ غَيْض مِنْ فَيْض!"

[أبو أروى ومعاذ]

في الصميم شيخنا الكريم
ولا يزعجك ما لهذا الصغير من عطايا، بثها في الجزائر وكلها رزايا ، قد ردها أهل الجزائر عليه هو وزمرته وأرجعوهم من حيث أتوا خزايا
اصبر شيخنا فبكم نقتدي وبصبركم نأتسي

[أبو نرجس الكويتي]

مقالة تحفة، لن يفوت الرد عليها من يريد الشهرة و مشاهدة مواضيعه تثبت خلافا للقاعدة "لا يرد إلا متمكن" !

[أثرم البكري]

احسن الله اليك شيخنا ؛ وهل في البرايا أنذل من هذا النذل؟!

[أبو أويس السليماني]

تحفة ..تحفة..تحفة !.
فليزيّن بها أصحاب المنتديات منتدياتهم .
و لينشرها أهل المظالم في أقطارهم .
جزاكم الله خيرا شيخنا و حفظكم الله .

[أبو الحارث المغربي]

بارك الله فيكم شيخنا و
جزاكم الله خيرا شيخنا و حفظكم الله .