أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
75360 50017

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-30-2011, 09:59 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي أقوال أهل العلم في المظاهرات والمسيرات والاعتصامات

بسم الله الرحمن الرحيم



سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
-رحمهُ اللهُ-


السؤال: هل المُظاهَرات الرِّجاليَّة والنِّسائيَّة ضدَّ الحُكَّام والوُلاة تعتبر وسيلةً من وسائل الدَّعوة؟ وهل مَن يموت فيها يُعتبر شهيدًا؟
الجواب: لا أرى المُظاهَرات الرِّجاليَّة والنِّسائيَّة من العلاج.
ولكنِّي: أرى أنَّها من أسباب الفِتن، ومِن أسباب الشَّرِّ، ومِن أسباب ظلم بعضِ النَّاس، والتعدِّي على بعض النَّاس بغير حقٍّ.
ولكن الأسباب الشَّرعيَّة: المكاتبة، والنَّصيحة، والدَّعوة إلى الخيرِ بالطُّرق السليمة، الطُّرق التي سلكها أهلُ العلم، وسلكها أصحابُ النَّبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- وأتباعُهم بإحسان؛ بالمُكاتبة والمشافهة مع الأمير، ومع السُّلطان، والاتِّصال به، ومُناصحته، والمكاتبة له، دون التَّشهير في المنابِر وغيرها بأنَّه فعل كذا وصار منه كذا. والله المستعان(1).

وقال -أيضًا-رحمهُ اللهُ-:
والأسلوب السيئ العنيف مِن أخطر الوسائل في ردِّ الحقِّ، وعدم قبوله، أو إثارة القلاقل، والظُّلم، والعدوان، والمضارَبات..
ويلحق بهذا الباب: ما يفعلُه بعضُ النَّاس من المظاهَرات التي تُسبِّب شرًّا عظيمًا على الدُّعاة.
فالمسيرات في الشَّوارع، والهتافات ليست هي الطَّريق الصَّحيح للإصلاح والدَّعوة!
فالطَّريق الصَّحيح: بالزِّيارة والمُكاتَبات بالتي هي أحسن (2).




الشيخ محمد بن عثيمين -رحمهُ الله-

السؤال: ما مدى شرعيَّة ما يُسمُّونه بالاعتصام في المساجد، وهم -كما يزعمون- يعتمدون على فتوى لكم في أحوال الجزائر -سابقًا- أنها تَجوز؛ إن لم يكن فيها شغب، ولا معارضة بسلاحٍ أو شِبهه؛ فما الحكمُ في نظركم؟ وما توجيهكم لنا؟
الجواب: أمَّا أنا: فما أكثر ما يُكذَب عليَّ!! وأسأل الله أن يهدي من كذَب عليَّ، وألا يعودَ لمثلِها.
والعجبُ من قومٍ يفعلون هذا ولم يتفطَّنوا لما حصل في البلاد الأخرى التي سار شبابُها على مثل هذا المنوال! ماذا حصل؟!! هل أنتجوا شيئًا؟!!!
بالأمس تقول إذاعة لندن: إن الذين قُتلوا من الجزائريين في خلال ثلاث سنوات بلغوا أربعين ألفًا!!! أربعون ألفًا!! عدد كبير! خسرَهم المسلمون من أجل إحداث مثل هذه الفوضى!!
والنَّار -كما تعلمون- أوَّلها شرارة، ثم تكون جحيمًا!
لأن النَّاس إذا كرِه بعضُهم بعضًا، وكرهوا ولاة أمورِهم؛ حملوا السلاح! ما الذي يمنعهم!
فيحصل الشَّر والفوضى!!
وقد أمر النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسلام- مَن رأى مِن أميرِه شيئًا يكرهُه: أن يصبر(3). وقال: «مَن مات على غيرِ إمامٍ؛ ماتَ ميتةً جاهليَّة»(4).
الواجبُ علينا: أن ننصح بقدر المستطاع.
أمَّا أن نُظهر المبارزةَ والاحتِجاجات علنًا؛ فهذا خِلاف هَدي السَّلف، وقد علمتُم -الآن- أن هذه الأمور لا تمت إلى الشَّريعة بصِلةٍ، ولا إلى الإصلاح بصِلة.
ما هي إلا مضرة...!!
الخليفة المأمون قَتَل من العلماء الذين لم يقولوا بقَولِه في خلْق القرآن، قتل جمعًا من العلماء، وأجبر النَّاس على أن يقولوا بهذا القول الباطِل!!
ما سمعنا عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أن أحدًا منهم اعتصَم في أي مسجدٍ -أبدًا-، ولا سمعنا أنَّهم كانوا يَنشرون معايبَه من أجلِ أن يَحمل النَّاس عليه الحقدَ والبغضاء والكراهية!!
ولا نؤيِّد المظاهَرات، ولا الاعتصامات، أو ما أشبه، لا نؤيِّدها -إطلاقًا-، ويمكن الإصلاح بدونها؛ لكن: لا بُد أن هناك أصابع خفيَّة داخليَّة، أو خارجيَّة تُحاوِل بثَّ مثل هذه الأمور(5).




الشيخ صالح الفوزان -حفظهُ اللهُ-

السؤال: هل مِن وسائل الدَّعوة القيام بالمُظاهَرات لحلِّ مشاكل الأمَّة الإسلاميَّة؟
الجواب: دينُنا ليس دين فوضى!!
دينُنا دينُ انضِباطٍ، ودين نِظامٍ وهُدوء وسكينة.
والمُظاهَرات ليست من أعمال المسلمين، وما كان المسلمون يَعرِفونها.
ودينُ الإسلامِ دينُ هدوءٍ، ودين رحمةٍ، ودين انضِباط..
لا فوضى..
ولا تشويش..
ولا إثارة فتن..
هذا هو دِين الإسلام.
والحقوق يُتوصَّل إليها بالمُطالَبة الشَّرعيَّة، والطُّرق الشَّرعيَّة؛ والمظاهَرات تُحدِث سفك دماء، وتُحدِث تخريبَ أموال!
فلا تجوزُ هذه الأمور(6).





_____________
(1) من شريط: «فتاوى العلماء في طاعة ولاة الأمر».
(2) «مجلة البحوث الإسلامية»، (38/210). [ومن هنا للمزيد]
(3) رواه البخاري برقم (7054)، ومسلم برقم (1849)، عن ابن عباس -رضيَ الله عنهُما-.
(4) رواه أحمد برقم (16876)، وأبو يعلَى برقم (7357)، وابن حبان برقم (4573)، عن معاوية -رضيَ اللهُ عنه-، وهو حديثٌ صحيح.
(5) «فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر»، لعبد المالك رمضاني، ص: 139-144. [ومن هنا فتوى ابن عثيمين -صوتية ومفرغة-]
(6) من شريط: «فتاوى العلماء في حكم التفجيرات والمظاهَرات والاغتِيالات».

[نقلتُه بحواشيه من: «الفتاوى الشَّرعيَّة في القضايا العصريَّة»، ص181-184].
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-31-2011, 11:10 AM
أم أويس السلفية أم أويس السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 356
افتراضي

فتوى للشيخ فركوس

في حكم عموم الإضرابات والاعتصامات والمظاهرات



السؤال: شيخنا الفاضل إنّي أستاذ في قطاع التربية وفي الأيام المقبلة سيدخل عماله في إضراب من أجل مطالب موضوعية، فما حكم الشرع في الإضراب؟



الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:

فالإضرابات بمختلف أنواعها من أساليب النظم الديمقراطية التي يمارس فيها الشعب مظاهر سيادته المطلقة، وتعد الإضرابات في عرف الديمقراطيين على الأوضاع القائمة ظاهرة صحة، يصحح بها الوضع السياسي أو الاجتماعي أو المهني من السيئ إلى الحسن، أو من الحسن إلى الأحسن، أما المنظور الشرعي للنظم الديمقراطية بمختلف أساليبها فهي معدودة من أحد صور الشرك في التشريع، حيث تقوم هذه النظم بإلغاء سيادة الخالق سبحانه وحقه في التشريع المطلق لتجعله من حقوق المخلوقين، وهذا المنهج سارت عليه العلمانية الحديثة في فصل الدين عن الدولة والحياة، والتي نقلت مصدرية الأحكام والتشريعات إلى الأمة بلا سلطان عليها ولا رقابة والله المستعان.

وهذا بخلاف سلطة الأمة في الإسلام فإن السيادة فيها للشرع، وليس للأمة أن تشرع شيئًا من الدين لم يأذن به الله تعالى، قال سبحانه: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ﴾ [الشورى: 21].

وعليه، فإن الإضرابات والاعتصامات والمظاهرات وسائر أساليب الديمقراطية هي من عادات الكفار وطرق تعاملهم مع حكوماتهم، وليست من الدين الإسلامي في شيء، وليس من أعمال أهل الإيمان المطالبة بالحقوق ولو كانت مشروعة بسلوك طريق ترك العمل ونشر الفوضى وتأييدها وإثارة الفتن والطعن في أعراض غير المشاركين فيها وغيرها مما ترفضه النصوص الشرعية ويأباه خلق المسلم تربيةً ومنهجًا وسلوكًا، وإنما يتوصل إلى الحقوق المطلوبة بالطرق المشروعة، وذلك بمراجعة المسؤولين وولاة الأمر، فإن تحققت المطالب فذلك من فضل الله سبحانه، وإن كانت الأخرى وجب الصبر والاحتساب والمطالبة من جديد حتى يفتح الله وهو خير الفاتحين، فقد صحَّ من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه ما يؤيد ذلك، حيث يقول فيه: «دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَبَايَعْنَاهُ فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ»(١) وزاد أحمد: «وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّ لَكَ»(٢) أي: "وإن اعتقدت أنّ لك في الأمر حقًّا، فلا تعمل بذلك الظن، بل اسمع وأطع إلى أن يصل إليك بغير خروج عن الطاعة"(٣) وفي رواية ابن حبان وأحمد: «وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ»(٤)، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال؟: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللهَ حَقَّكُمْ»(٥).

وأخيرًا، نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما .



الجزائر في: 16 ذي الحجة 1426ﻫ

الموافق لـ: 16 جانفي 2006م


------------------------
١- أخرجه البخاري في الفتن 7056، ومسلم في الإمارة 4877، وأحمد 23347، والبيهقي 16994، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
٢- أخرجه أحمد برقم (23405). وصححه الألباني في "ظلال الجنة": (1028)، وروى هذه الزيادة البيهقي في سننه كتاب القسم والنشوز من حديث أم أيمن رضي الله عنها (15174).
٣- فتح الباري لابن حجر: (13/10).
٤- أخرجه ابن حبان (4645)، كتاب السير باب طاعة الأئمة، وابن أبي عاصم في السنة (857)، وصححه الألباني في تخريج السنة (1026). أمّا رواية أحمد (24140) فهي بلفظ: "وإن نهك ظهرك وأخذ مالك" من حديث حذيفة رضي الله عنه.
٥- أخرجه البخاري في الفتن (7052)، والترمذي في الفتن (2349)، وأحمد (3713)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

نقلا من موقعه الرسمي.
__________________
أم أويس السلفية : زوجة أبو أويس السليماني -حفظه الله ونفع به-
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-01-2011, 02:16 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

أشكر لك إضافتك -أختي أم أويس-؛ فجزاك الله خيرًا.

وهذه محاضرات مفرَّغة قيَّمة متعلِّقة بهذا الموضوع للشيخ علي الحلبي -حفظه الله-:
كلمة حول ( أحداث تونس ) -1
كلمة حول ( أحداث تونس ) -2
كلمة حول ( أحداث مصر ) -1
كلمة حول ( أحداث مصر ) - 2



وهذا سؤال وُجِّه لفضيلته -حفظهُ الله-:
هل ما يجري في مصرَ -مِن الثَّورة- مِن الخُروج؟

فأجاب:
نحن تكلَّمنا -قبل يومَين-، وكتبنا -اليومَ- للشَّبكة العالمية (الإنترنت) كلمةً في هذا الموضوع.
وقُلنا: كلمة علماء أهل السُّنة -قاطبةً- أن الخُروجَ في المُظاهَرات والإضرابات والاعتِصامات مِن مخالفة الشَّرع -ابتداءً- في أصل الفعل، ومِن مخالفة الشَّرع -انتِهاءً- في مآلاتِ الفعل وآثارِه السَّيِّئة التي ستكون نهايتُها ونتيجتُها دمارَ الأمَّة!
فمهما كان -هنالك- مِن رأيٍ مَظنون، ومُتوقَّع فيه شيء مِن الفرحِ بتغييرٍ مُتوهَّم، أو بِحقوقٍ مسلوبةٍ -كما يقولون-؛ فإنَّ الناتجَ سيكون أشدَّ وأنكى!!
مع التَّذكير بقولِ النَّبي -صلى اللهُ عليه وسلَّم-: "ما مِن عامٍ إلا والذي بعدَه شرٌّ مِنه حتَّى تلقَوا ربَّكم".
وانظرُوا ما يجري -الآنَ- في مِصرَ؛ تعرِفوا الحُكم؛ دون أن نحتاجَ إلى كبيرِ تدليل.
وكم مِن مرَّة سمِعنا شيخَنا -رحمهُ الله-الشيخَ الألباني- يقول، ويستدلُّ على تحريم مثلِ هذه الأفعال بأثرٍ مَروِي عن عيسى ابن مريم -عليه السَّلام-؛ قال:
قال عيسى ابنُ مريم لحواريِّيه: إنَّه سيكون بعدي أنبياءُ كذَبَة.
قالوا: يا عيسى! بِم نَعرفُهم؟
قال: "مِن ثمارِهم تعرفونهم"!
فنحنُ نقول: مِن ثمار هذه الأفاعيل؛ نعرفُ حُكمَها.
فكيف إذا وُجدتْ فتاوى لأهل العلم؟!
فكيف إذا وُجدتْ أصول وقواعد مُحرَّرة ومُعتَبرة في النَّهي عن هذه الأفعال، وفي النَّهي عن هذه الفِتن والمِحَن التي ما أنزل اللهُ بها مِن سُلطان؟!!
لذلك قال مَن قال مِن السَّلف: إن الفتنَةَ إذا أقبلتْ؛ لا يعرفُها إلا العُلماء، وإذا أدبَرتْ؛ عرفَها الجُهلاء!!
ما فائدةُ هذه المعرفة بعد إدبار الفِتنة، وبعد وُقوع الأمَّة في المِحنة، وبعد غرقِها في الدِّماء والأشلاء، وبعد النَّهب والسَّرقة والتَّرويع بالعملِ الشَّنيع الفَظيع -والعياذُ باللهِ-تبارَك وتعالَى-؟!!
ومع ذلك: نحنُ ندعو الله -سبحانَه وتَعالى- أن يُولِّيَ هذه الأمَّةَ خيارَها، وأن يُذهِب عنها شِرارَها، والفاسِدين منها، وما ذلك على اللهِ بعزيزٍ.
وقال مَن قال مِن السَّلف: "عُمَّالُكم أعمالُكم".
"عُمَّالكم" يعني: أمراؤكم..
(أمراؤُكم أعمالُكم): إذا كانت أعمالُكم صالِحة؛ فسيكون أمراؤُكم صالِحين.
وإذا كانت أعمالُكم سَيِّئة وقبيحة؛ فسيكون أمراؤُكم مِن جِنسكم!
وهذا معنى ما يقولُه النَّاسُ -فيما بينهم-، ويُردِّدونه -وليس بحديثٍ-: (كما تكونوا؛ يُولَّ عليكم)!
كما تَكونوا -صلاحًا وفسادًا-؛ يُولَّ عليكم الصَّالِحون، أو الفاسِدون!
وليس لها مِن دون الله كاشفة.

[تفريغًا من ("شرح الإبانة" / 8-من السنة في العبادات والعادات)، من الدَّقيقة: (34:15)].

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-01-2011, 11:22 PM
ام عباده ام عباده غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الاردن
المشاركات: 196
افتراضي

بارك الله في اخواتي الفاضلات ام زيد وام اويس وجزاكن الله خير الجزاء
اللهم آميـــــن
__________________
تَفنى اللَذاذَةُ مِمَّن نالَ صَفوَتَها
مِنَ الحَرامِ وَيَبقى الإِثمُ وَالعارُ

تُبقي عَواقِبَ سوءٍ في مَغَبَّتِها
لا خَيرَ في لَذَةٍ مِن بَعدِها النارُ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-02-2011, 02:42 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

شكر الله لكن أحبتي الغاليات " أم زيد " و " أم أويس السلفية " وأم عبادة " . وبارك في جهودكن، وأثقل لكنّ بها الموازين، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-02-2011, 02:56 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي فتوى فضيلة الشيخ صالح اللحيدان - حفظه الله تعالى - حول الإعتصامات والمظاهرات

وُجّهَ لفضيلة الشيخ صالح اللحيدان - حفظه الله تعالى - هذا السؤال : -

هل من الوسائل المشروعه إقامة الإعتصامات والمظاهرات بحجة أنها مظاهرات سِلمِيّــة لا يوجد فيها عنف ولا تخريب؟؟.

الجواب :- هذه من البدع، لو كان ذلك خيراً لسبقنا إليه الصّحابة - رضي الله عنهم -، بل هذه المظاهرات إنما هي أعمالُ جاهليةٍ ما أنزل الله بها من سلطان.

بل نصرةُ الحقّ بالدّعْوَةِ إليه، وَتَأييدِ مَنْ قامَ بما لا يَتَرَتّبُ عليهِ مُنكَرٌ أكبر، وبيان أنّ أجلّ الأمور وأعلاها قدراً : الاكتفاءُ بسنةِ المختار - صلى الله عليه وسلم - بكل أمر.

ثم إن المظاهرات لا عَقلَ لها، يَحصُلُ بها تدميرٌ وإفساد، رُبما جَرّت إلى القمعَ مِن الجهاتِ الأخرى وإذلال ، وَرُبّما إلى سفكِ دماءٍ وإنتهاكِ حُرُمات.

وهكذا كل طريقةٍ تُسلك لم تكن مِمّا سَنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاءُ الراشدون، وخير الهدي ما سرت عليه الامة، ولن يصلح آخر الأمة إلى ما أصلح أولها]
. (انتهى كلامه).

جزى الله أئمتنا الأعلام .... أئمة السلف الكرام عن أمة الإسلام خير الجزاء، فهم أعلم الناس بالحق وأرأفهم بالخلق، وهم منارات الهدى في الأيام الحالكات.


المصدر :- شريط (( هذه سبيلي )) في الملتقى المؤمل في اتباع الصدر الاول....
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-04-2011, 07:10 PM
أم محمد السلفية أم محمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: فلـسـطـيـن/ رام الله
المشاركات: 673
Arrow فتاوى الأئمة في تحريم ( المظاهرات )..... لشيخنا علي الحلبي الأثري - حفظه الله -

فتاوى الأئمة في تحريم (المظاهرات):

وهذا التأصيلُ المنضبطُ هو الذي جعل علماء الإسلام ، وأئمته الأعلام يمنعون - شرعاً – تلكم المظاهرات – بأشكالها جميعاً – ذاتاً ونتيجةً – لأسباب متعددة ذكروها في فتاويهم ، وأفصحوا عنها في أحكامهم .
من ذلك : فتوى العلامة ، شيخ بلاد الشام ، أستاذنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني- رحمه الله – تعالى – وهي صريحة في ذلك – بجلاءٍ، وضوح- ، حيث قال – رحمه الله - :
(( هذه التظاهرات الأروبية – في أصل نشأتها – ثم التقليدية من المسلمين !- : ليست وسيلةً شرعيةً لإصلاح الحكم ، وبالتالي: إصلاح المجتمع.
ومن هنا تخطىء كل الجماعات ، وكل الأحزاب الإسلامية ، الذين لا يسلكون مسلك النبي صلى الله عليه وسلم في تغيير المجتمع.
فلا يكون تغيير المجتمع في النظام الإسلامي – بالهتافات، وبالصيحات ،بالتظاهرات ، وإنما يكون ذلك بالصمت ، وبث العلم بين المسلمين ، وتربيتهم ىعلى هذا الإسلام ، تُؤتيَ هذه التربيةُ أُكُلَها – ولو بعد زمن بعيد -.
فالوسائل التربويةُ – في الشريعة الإسلامية – تختلفُ كُلَّ الأختلاف عن الوسائل التربوية في الدول الكافرة .
لهذا أقول باختصارٍ -:
إن التظاهرات التي تقع في بعض البلاد الإسلامية – أصلاً -: هي خروجٌ عن طريق المسلمين ، وتشبهٌ بالكافرين ، وقد قال ربُ العالمين :
}وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا {النساء( 115).
هذا آخر المقصود من كلامه – رحمه الله -.
مع التنبيهِ – والتنبُه – إلى أن تاريخ هذه الفتوى قديمٌ – جداً – قبل وفاة شيخنا الإمام الألباني – رحمه الله – منذ عشر سنوات – بأكثر من عشر سنوات (1)- اي : قبل هذه المتغيرات السياسية العصرية – كُلها- وآثارها ، وتقلباتها – جميعاً-!
وهكذا – أيضاً – تماماً- فتاوى أئمة العلم في هذا الزمان – جميعاً-، كأُستاذِنا الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز ، وأُستاذِنا الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ، وفضيلة الشيخ مقبل بن هادي الوداعي – رحمهم الله – أجمعين – وغيرهم -..
وفي كتابي (( تحذيرات العلماء الثقات من المظاهرات ، والاعتصامات )) مزيدُ تأصيل ، وكبيرُ تفصيل – وهو على وشك الصدور – بإذن الله العلي الغفور-.
وقد بينت في كتابي – هذا – ما لهذه المظاهرات من مساوىء دنيوية أيضاً – كثيرة -، تفسد على الناس حياتهم ، وتنغصُ عليهم معاشهم ، وتذهب طمأنينتهم !

(1)كما في (سلسلة الهُدى والنور) رقم 210

منقول من كتاب :
الدعوة السلفية الهادية
وموقفها من الفتن العصرية الجارية
وبيان الأسباب الشرعية الواقية
تنبيهات ، وتوجيهات
كتبها
علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد
الحلبي الاثري
__________________
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتى ****** بأن يدى تفنى ويبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى ***** وإن عملت شراً عليَ حسابها


***********
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-08-2011, 08:47 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي


لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن ندى العتيبي



الحمد لله رب العالمين، الذي كرم ابن آدم بِهذا الدين، وأعزه بسنة سيد المرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
لا يخفى على العارفين والعقلاء على مر العصور والأزمان، أهمية الأمن ونعمة الأمان، وأثره في استقرار البنيان، وبقاء مصالح الأمم، واستمرار الحضارات، بل ان عناصر النجاح وبقاء الأمم؟ قائمة على أمرين، أولهما: وجود الأمن، وثانيهما: قوة الحالة الاقتصادية، لوفرة النعم وسهولة الرزق، ولقد قال الله تعالى: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}[ قريش: 4]، وقوله: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ}، أي: ان كل بلد ومجتمع بلا جوع فهو في نعمة، بعد توحيد الله، وهو دليل على تقلب الناس في النعم الوفيرة، ورغد العيش، في بيئة تنعم بالنمو الاقتصادي، وقوله: {وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}، أي: ان نعمة الأمن ضرورة للوجود الانساني، بل من أكبرِ النعم على الانسان وجود الأمن، وان الحياة في بلاد آمنة، ورزق مُتَيَسِّر لا يحمل الانسان هم تحصيله وجمعه، فهذه أركان بناء الدول والحضارات، مع وجود الامام الذي يجتمع حوله الناس، خوفاً من ضرر تعدد الزعماء، فبتعدد الزعماء يُنزع للأمن وينهار، ويمنع الرزق واليسار.

السعادة الدنيوية في ثلاث

ان السعادة في الحياة الدنيا جمعها النبي صلى الله عليه وسلم في توفر ثلاثة أمور، لَما روى الترمذي في سننه (2346) وحسنه، وابن ماجه في سننه (4141) من حديث عُبيد الله بن مِحصن الأنصاري الخَطْمِيِّ رضي الله عنه، قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «من أَصبح منكم آمِنًا في سِرْبه، مُعَافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا». قال الترمذي: «حديث حسن».قلت: وهو كما قال، حسن بالشواهد.فان مجاوزة بيان النبي صلى الله عليه وسلم، وطلب العلاج في المظاهرات والاضرابات خطر وزلل.

حكم المظاهرات والإضرابات

وهذه مقدمة للدخول في حكم المظاهرات والاضرابات، وما جرته على كثير من الأمم من الفساد والويلات، وذلك بعدما لوحظ في الآونة الأخيرة من تفشي الدعوة الى الاضرابات والاعتصامات، باسم المطالبة بالحقوق وانتزاعها، ومن المؤلم مشاركة كثير ممن عرف بالحكمة والعقل، وغيرهم ممن نحسن الظن به، وان كانت عند آخرين عمل ومنهج ذا تأصل اسْتُلَّ من عقولٍ لا تدرك مطالب الشرع أو لا تعبأ به، فأصبحت تعيش هذه الثقافة المنكرة، ولا تقبل ان تحيد عنها أو تُراجع فيها، الا ان يكتب الله لهم الخير والهداية.قال تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 272]، وقال تعالى: {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} [النور:35]، وقال تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} [الكهف: 17].

كيف نشعر بقيمة لحظة أمان واطمئنان؟!

أيها الانسان! ان يُسمحَ لك بوجود مساحة للتفكير، وتجد أملاً في العيش، ولو كان زمناً محدوداً، وتحظى بلحظات من الشعور بالأمن والطمأنينة، وراحة البال في الأوطان، بين الأهل والخلان، لَهو أمر عزيز تبذل المهج من أجل تحصيله، وان هذا الجزء من الأمن وراحة البال والاطمئنان، يتجاوز بمراحل مجموعة المطالب والحقوق، التي يسعى الى تحصيلها كثير من الناس بالمظاهرات والاعتصامات والاضرابات، وهي في نهاية الأمر وسائل غريبة، ومسالك غير مشروعة.

درء المفاسد مقدم على جلب المصالح في مجالس العلم والحكمة، لا أماكن الفوضى والفتن


من المعلوم لدى العلماء والحكماء، وفي مجالس العلم والحكمة، لا أماكن الفوضى وطلاب الفتن، ومجامع الغوغاء والدهماء، ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وكذلك عند التزاحم والتنازع بين أمرين، فعند تزاحم المصالح، نسعى الى تحصيل المصلحة الكبرى وتقديمها على المصلحة الصغرى.
قال تعالى: {وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108]، ان كشف الباطل وبيان عيبه وضلاله، أمر مطلوب ومصلحة شرعية، حث عليه الشارع، ومنها بيان هذه المعبودات الباطلة، والآلهة التي تعظم وتعبد من دون الله فوقع الناس في الشرك، وبما ان ذلك سيئول الى مفسدة كبرى وهي سب المشركين لله، جاء المنع من التشريع من ذلك: {وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}، فان عدم بيان الضلال وسب آلهة المشركين، مفسدة صغرى الى جانب المفسدة الكبرى وهي سب الله سبحانه وتعالى: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ} حكم انتزاع الحقوق من ولاة الأمر أولا: روى البخاري في صحيحه (2377)، وأحمد في المسند (111/3) من حديث أنس رضي الله عنه، دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار ليقطع لهم بالبحرين، فقالوا: يا رسول الله! ان فعلت، فاكتب لاخواننا من قريش بِمثلها، فلم يكن ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «انكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني».قال الحافظ ابن حجر في الفتح(48/5): قوله: «سترون بعدي أَثَرةً»، بفتح الهمزة والمثلثة على المشهور، وأشار صلى الله عليه وسلم بذلك الى ما وقع من استئثار الملوك من قريش عن الأنصار بالأموال والتفضيل في العطاء، وغير ذلك، فهو من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فاصبروا»، وقال الأنصار: سنصبر

ثانيا: روى مسلم في صحيحه (1059) من حديث أنس رضي الله عنه في قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأنصار يوم حنين قال: «فانكم ستجدون أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله، فاني على الحوض»، قالوا: سنصبر.
ثالثاً: وروى البخاري (1955)، ومسلم(38/1839) في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، الا ان يؤمر بمعصية، فان أمر بمعصية فلا سَمع ولا طاعة».
رابعاً: وروى البخاري (7056)، ومسلم (42/1709) في صحيحيهما عن جنادة بن أبي أمية قال: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض فقلنا: حدثنا أصلحك الله بحديث ينفع الله به، سَمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعانا رسول صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا، ان بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: «الا ان تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان».
خامساً: وروى البخاري (3603)، ومسلم(1843) في صحيحيهما من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انها ستكون بعدي أثرة، وأمور تنكرونها»، قالوا: يا رسول الله! كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: «تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم».
سادساً: وروى البخاري (7053)، ومسلم (1849) في صحيحيهما من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «من كره من أميره شيئاً فليصبر فانه من خرج من السُّلطان شِبْرًا مات مِيتَةً جاهلية». العلاج بالصبر المشروع لا بالاضراب الممنوع.
جاء في الآثار السابقة الحث على الصبر والتوجيه اليه:
- «فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله».
- «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره - السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا.
- قال: «وأمور تنكرونها»، قال: «تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم».
- «من كره من أميره شيئاً فليصبر».
هذا هو العلاج الذي دلنا عليه ووجهنا اليه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي الالتفات الى الأساليب الأخرى من اضراب أو غيره من نتاج العقل البشري الذي يقصر عن علاج كثير من الأمور وجلب مصالح المسلمين والمحافظة عليها فلا للجوء الى البشر والترهيب بالتجمعات والخطابات بل عليكم بمشكاة النبوة، فالصبر الصبر عباد الله! وقد قالها من هم خير منا، قال الأنصار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:سنصبر، وقال تعالى: {انَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، وقال تعالى: {وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا ان اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].

أضرار الاضراب

أولا: نزع هيبة الدولة
الاضراب المراد به التجمع والتجمهر لمعارضةِ ما عليه الواقع، وعدم الرضى بالمحيط، فان أصله يعود الى جهتين، الأصل القديم: وهو تعبير وأسلوب سلكه الخوارج في العهد الأول، وأصبح فيما بعد عرفاً ومنهجاً يميز منهج الخوارج، فكان سبباً لتحريك شهوات الطامعين، وزرع عدم الأمن بين المسلمين.
وهناك نسخة الاضراب المستوردة من الجهات الغربية، والعادات والأعراف الشاذة والغريبة على مجتمعاتنا، مما جعل المجتمعات الغربية مسرحاً للفوضى، وميداناً للجريمة، ومصدر قلق على الأمم فهي المصدر الرئيس لتصدير الثورات الى الدول الآمنة يمثل هذا السلوك تعطيل الأعمال وعدم التعاون من أجل الحق الذي يدعون مصادرته، وتعبيرا عن عدم الرضى.

ثانياً: الاضرابات مقدمات للفتن

كانت بداية كثير من القلاقل والفتن هو تجمع الناس (الاضراب) لهدف معين، لا يكاد يلبث حتى ينقلب الى لهيب نار تأكل الأخضر واليابس، وما التجمع حول بيت عثمان بن عفان الصحابي الخليفة الشهيد وأدى اليه ذلك التجمع، الا دليل جلي على ان المطالب والحقوق أو ما يظن أنها حقوق، ليس هذا الطريق الى حلها، بل ما حدث من قتل لعثمان بن عفان رضي الله عنه الا عار دون في التاريخ علامة على الخزي الذي تجره المظاهرات والاعتصامات والاضرابات.

التجمهر حول بيت الخليفة عثمان ومحاصرته

وروى البخاري في صحيحه (695) عن عبيد الله بن عدي بن خيار أنه دخل على عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو محصور فقال: انك امام عامة، ونزل بك ما ترى، ويصلي لنا امام فتنة ونتحرج؟ فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فاذا أحسن الناس فأحسن معهم، واذا أساءوا فاجتنب اساءتهم.

ثالثاً: تعطيل مصالح الأمة ومنافع المسلمين

ان العاملين في الدولة القائمة على مصالح العباد تربطهم علاقة الأجير الذي يأخذ منفعة من المالك (الْمُستأْجر) مقابل عمل بأجر متفق عليه مسبقاً، فالاضراب وعدم التعاون اخلال بالعقد بين الطرفين، وفي ذلك ضرر بالغ يقع على عامة المسلمين، والمضربون يقدمون مصلحة صغرى – ان وجدت – على مصلحة كبرى، وهذا خلل في المفاهيم أو انحراف في المنهج وخلل في السلوك، لابد من تقويمه، من أجل مصلحة الأمة ولبقاء هيبة الدولة حتى لا يتلاعب بأمنها بعض الخارجين على النظام السليم والطريق القويم..

رابعاً: عمل غريب على أخلاق المسلمين

ان الاضراب ليس عملا أخلاقيا، وقائم على رفض التعاون على الخير، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الاثْمِ وَالعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، بل فيه من الغرابة والشذوذ عن أخلاق وعادات وأعراف المسلمين على مر العصور والدول التي تناوبت على المجتمعات، الا ما كان يصدر من فرق الخوارج، والطوائف المنحرفة.ولكن هذه السلوك تسلل الى من نحسن الظن به لجهله بمصدره، وعدم الالمام بخطورته.

خامساً: الاضراب: معناه الترك والاعراض

قال في المعجم الوسيط: الاضراب مصدر أضرب.وقال: في العرف الكف عن عمل ما.وذكر أيضاً في المعجم الوسيط: من معناه العرفي عدم التعاون.
قلت: لا يعرف الاضراب عند المسلمين، ومعنى الاضراب في اللغة العربية اما الابطال واما الانتقال عن غرض الى غرض، وان تلاها مفرد فهي عاطفة، ومن حروف الاضراب: بل وأم...
والاضراب سلوك غير شرعي، بل لا صلة له بالثقافة العربية، ولم أقف على ان الاضراب مفردة في معاجم اللغة العربية فهي عمل مستورد سلوكا واسما، والدليل غرابة لفظه فهل وجد وأخذ سماعاً من العرب الأقحاح.

لا مرحباً بسرور عاد بالضرر

سادساً: القضاء بين الحاكم والمحكوم

قال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ الَى اللَّهِ} [الشورى:10]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَانْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ الَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ان كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} [النساء: 59]، وقال تَعَالَى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]. وترك الدعوى الجوفاء من طلب التحاكم الى منظمات العمل الدولية، وما يسمونه بمنظمة حقوق الانسان. ولذا كما بُيِّنَ فاللجوء الى الجهات القضائية التي تحكم بالكتاب والسنة، والأخذ بالتشريعات الادارية التي تحكم العلاقة بين الأطراف المختلفة والمتنازعة، وتقضي بالحق لأهله، وتحسم مادة التمرد، وأما القيام بأعمال استعراضية، واظهار نوع من القوة وعدم الخوف من العقاب أمام جموع العوام والدهماء، فهذا منذر بنهاية الدول.

وقيل في الحكمة: أول العشق النظر وأول الحريق الشرر
كل الحوادث مبداها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها
في أعين الغيد موقوف على الخطر
كم نظرة فعلت في قلب فاعلها
فعل السهام بلا قوس ولا وتر
الدكتور عبدالعزيز بن ندَى العتيبي
جريدة الوطن الكويتية
8-5-2011
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-15-2011, 11:18 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

الفرق بين تغيير الأنبياء وتغيير الشعوب والدهماء
لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن ندى العتيبي

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعدُ:
إن الإعلان والمطالبة بالتغيير، التي يشاهدها العالم أجمع على اختلاف الألسنة والديانات والسلوك والعادات، تلك المطالبة التي قادها ورسمها إبليس باحتراف التمرُّد على كل شيء، فَجُعِلَت الأزقةُ موقعاً، والطرقات مكاناً، واتُّخِذَت ساحات الَمارَّة، ومواضع خدمات الأبنية، أماكن لممارسة سلوكيات وتصرفات عشوائية البداية والغاية؛ ورغم اختلاف [مللهم ودياناتهم ومعتقداتهم]!! يهتفون جنباً إلى جنبٍ رجالاً ونساء، ويهرفون بما لا يعرفون، و وذهبوا لتعظيم ما عملوا والفخر به، وأبرزوا لأعمالهم مكانة وشأناً في قلوب بعض الناس، حتى أصبحت طقوساً جديدة، وعبادة فريدة، لا بد من إحيائها مرة تلو الأخرى، والدعوة إليها تُعَدُّ شجاعة وعبادة، والويل والثبور لمن تراجع عن قُدَّاس الحضور، وصارت السُبَّة والنقصُ في الدين لمن تخلّف عن هذه الطقوس أو تجرّأ على إنكارها، وذهب الحكماء والقادة منهم يرددون مقولة الجهلة والمنكرين للحق، قال تعالى: ﴿قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا﴾ [هود:62]، كيف له أن ينكر تجمعاتهم في ممر الناس والدواب؟! كيف له أن ينكر عليهم قطع الطرق والأزقّة؟! وكيف له أن ينكر أمر إهدار كرامة الإنسان والوقوف في العراء؛ تحت الشمس أفراداً وجماعات، بأفواه مفتوحة، وأصوات ذات صخب؛ تردد (نريد التغيير، ارحل ..)، وقد روى البخاري في صحيحه (6704)، وأبو داود في » سننه« (3300) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب؛ إذا هو برجل قائم [في الشمس]، فسأل عنه، فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد، ولا يستظل، ولا يتكلم، و يصوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: »مُره فليتكلم، وليستظل، وليقعد، وليتم صومه«.
﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾
عندما نستحضر هذه الصورة وننظر للإنسان وماذا فعل بنفسه؟ قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ﴾ [الإسراء:70]، و لماذا هذا الانحدار بالإنسان من المعالي إلى الأسافل، قال تعالى: وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾ [الحج: 18]، فلا نملك إلا أن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »من رأى مبتلى؛ فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً، لم يصبه ذلك البلاء «. رواه الترمذي في »سننه« (3422) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه الترمذي وهو كما قال.
دعوة الأنبياء ومطلب التغيير
إن الدعوة إلى التغيير التي أرادها الله لعباده، دعوة واحدة؛ كي ينعم الناس بالعافية وبخير الدنيا والآخرة، ومن أجل ذلك بعث الله أنبياءه ورسله وأنزل كتبه، وجعلت الجنة والنار؛ جنة للسعداء المستجيبين لدعوة الرسل والأنبياء، ونار المعرضين الأشقياء.
أولا: الأدلة العامة في أن التوحيد مطلب وواجب أسمى، ودعوة الرسل كافة
لقد كان التوحيد أول دعوة الرسل والمطلب الأسمى للتغيير من حال إلى حال، قال تعالى: ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ الاَّ نُوحِى إليْهِ أَنَّهُ لا إلهَ الاَّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء : 25]، وقال: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾[النحل: 36]، وقال: ﴿وَاسْئلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ ءَالهَةً يُعْبَدُونَ﴾[الزخرف: 45] .
ثانياً: الأدلة الخاصة في أن التوحيد دعوة كل رسول إلى قومه
قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾[الأعراف: 59]، وقال: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾[الأعراف: 65]، وقال: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾[الأعراف: 73]، وقال: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 85].
لقد قام نوح عليه السلام في قومه، ليغيّر ما عليه القوم من انحراف وتخلف، فأعلن التوحيد شعاراً، ولم يقدم عليه مطلباً آخر، بل لم يلتفت إليه، فإنه علم يقيناً أن (لا إله إلا الله) مطلب لا يحتمل تنازلاً ولا مساومة، ومضى في أمره ودعوته الحق، وتغييره الشرعي، حتى نصره الله، فنُكِّست رؤوس مخالفيه وشعارات مناوئيه. وقال: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾[الأعراف: 65]، ونهض هود عليه السلام بقومه بالتغيير الذي أراده الله ولم يلتفت إلى تغيير رغب به أحد من قومه. وقال:﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾[الأعراف: 73]، وصالح عليه السلام سلك طريق التغيير الشرعي، ولم يخالف في أمره وإنكاره وتغييره، تغيير الأنبياء من قبله، وقال: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: 85]. ورغم الانحرافات الكثرة في مدين؛ قوم شعيب عليه السلام، فإنه بدأ بتغيير المعتقدات والدعوة إلى تحقيق عبادة الله وحده لا شريك له، وبعد تحقيق هذا المطلب، قام بمعالجة ما تفشى فيهم من أمراض الغش والكذب والانحراف الاقتصادي. والأدلة في هذا الباب كثيرة .

دعوة محمد صلى الله عليه وسلم للتغيير
دعوة للتوحيد بلا عواطف
وختم الله الأنبياء والمرسلين بمحمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾[الأحزاب: 40]، وروى في البخاري (3535)، ومسلم (2286) في «صحيحيهما» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وأنا خاتم النبيين»، وجعله حجة على الخلق كافة، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾[سبأ: 28]؛أي: إلى جميع المكلفين من الخلق، و مثله قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158].
أين دعاة التوحيد وحراس العقيدة من هذا التغيير؟!
إِنِّي أُذَكّر نفسي وإياكم بدعوة معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، وخطوات التغيير التي كُلِّفَا بِها، عندما أُرسلا إلى اليمن لإحداث التغيير فيها، بتغيير المنكرات وإزالة الانحرافات، ومفهوم محمد صلى الله عليه وأصحابه، أن التغيير النافع الناجع، هو التغيير الشرعي، وذلك بدعوة الناس إلى الإسلام، فقد روى البخاري (1458)، ومسلم (19) في »صحيحيهما« من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَما بعث معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن قال: ((إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه -(1): «عبادة الله» - (2) وفي رواية: ((أن يوحدوا الله))، (3) وفي رواية: ((أدعهم إلى شهادة أن لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله))-، فإذا أطاعوا لذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا؛ فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد على فقرائهم، فإذا أطاعوا بِها؛ فخذ منهم، وتوق كرائم أموال الناس)).
أين التوحيد؟ أين هذا السبيل والمراحل؟
فأين هذا التغيير من التغيير الذي نراه تفشى بين بعض الجماعات المسلمة التي تدّعي أنها مرجع الإسلام- والآن نزعت دعواها وأصبحت تتكلم عن ذلكم الاسم على استحياء- فضلاً عن غيرها من عامة المسلمين، إننا لا نرى أحداً يفعل وينكر ويغير، كما كان يفعل إمامنا وأسوتنا وقدوتنا النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وما حولها، فقد روى أحمد في المسند وغيره (4/341) ما صح من طريق أبي الزناد قال: أخبرني رجل يقال له ربيعة بن عباد من بني الديل وكان جاهليا قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول: »يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا«. إننا لا نرى خطوات التغيير التي قام بها معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما هي نفس الخطوات التي ينادون بها في اليمن، و يُجمع الدهماء من أجلها في مصر وتونس وغيرها فإلى الله المشتكى ... غُربة السنّة .
( اللهم لا شماتة ) أين حصاد نَبْتَةِ التّغيير؟ أين أُكُلها؟!

ماذا جنى أولئك الدعاة اللذين يرموننا ليلاً ونهاراً، زورا وبهتاناً بدعاة التخذيل؟! وما هو أُكُل هذه النبتة بعد حصادها؟
1- في تونس بدؤوا بممارسة طقوس المظاهرات، وحال الناس عند كتابة هذه الكلمات لا يسر مسلماً، فقد زاد عدد المهاجرين واللجوء إلى أوروبا عبر البحر فراراً؛ - وعلى نظرية التغيير - أن يعود الناس من المهجر، أو ألاّ يهاجر أحد، وهل الفرار من جنة أم جحيم؟ لقد فقد الناس طعم الأمن وحلاوة الأمان والله المستعان، وندعو الله أن يجمع شملهم ويوحِّد كلمتهم على كلمة التوحيد، ويرحم ضعفهم أمام هذه الفوضى الجارفة التي أفسدت حياتهم ويجبر كسرهم إنه هو أرحم الراحمين.
2- و أين الأمن في مصر؟ إنه المفقود الذي يبحثون عنه، وكّلل فقدانه بما جرى من اقتتال بين الناس في إحدى ضواحي القاهرة (إمبابة) الأسبوع الماضي، ويمنّون أنفسهم بقادم الأيام، وما تحمله من أحلام، وأقول: لا خير في أرض لا ترفع فيها شرائع الإسلام ويشعر الناس بالأمن والأمان. وأذكِّر السلفيين في مصر بأن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله سُجن وعذِّب على يد أمير معتزلي المعتقد وبطانة على مذهب منحرف، وكتب الله له الخروج... فلَم يؤلب أحداً على الحاكم الذي عذَّبه وسجنه، ولَم يؤسس حزباً للمطالبة بالتغيير ، ولَم ينشئ جبهة معارضة، بل لَم تسمع منه كلمة واحدة، كيف نسيتم محنة أهل الحديث؟! وكم قتل منهم وعذب، أين مات أسد السنة نعيم بن حماد رحمه الله؟ هل أوجدوا صناديق تعبد من دون الله بحجة مصلحة الدعوة، ومن أجل تغيير أحوال كثيرة تخالف الكتاب والسنة!!
3- وأما ليبيا فلك الله أيها الشعب، فقد أدخلوك دهاليز طقوس طريقتهم، أعني طقوس المظاهرات والشغب والمشاحنات، فغرق الشعب بأكمله وبدأت المفاسد تأتي من كل جهة، فاللهم سلم، اللهم سلم، وأدعو الله أن يفرج الكرب عنكم، وعن جميع المسلمين في تونس ومصر واليمن، وأن ينجينكم من هذا الشر الجاثم على خريطة ليبيا.

د. عبد العزيز بن ندى العتيبي

نقلًا من المنبر الإسلامي العام/كل السلفيين
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-15-2011, 11:23 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

ضوابط الخروج على الحاكم
وعدم ثبوت ما نُقل عن الإمام مالك -رحمه الله-


سئل فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-: عن ضوابط الخروج على الحاكِم الكافر؟
فأجاب:
أوَّلًا: أُنبِّه على نُقطةٍ هي أهمُّ مِن هذِه؛ لأنَّها أكثرُ إشكالًا، وقد سألني بعضُ السَّائِلين هذا السُّؤالَ عبرَ الإِيميل، ولم يتيسَّر لي -وقتَها- الجوابُ عليه.
لكنْ: أمسِ -بِتقديرِ المَولى- أقرأُ للإمامِ النَّوويِّ في شرح «صَحيحِ مُسلمٍ»؛ فإذا بهِ يُؤصِّل مسألةَ الخُروجِ على الحاكِم الفاسِق، فنَقَل إجماعَ أهلِ العِلم على عدمِ جوازِ الخُروج على الحاكِم الفاسِقِ إذا ظهر فِسقُه.
ثم قال -وهُنا الشَّاهِد-: وما نُقل عن بعضِ أصحابِنا مِن جوازِ ذلك؛ فمَردودٌ؛ لأنَّه يُخالف الإجماعَ ونُصوصَ أهلِ العِلم.
إذن: قولُ العالِم يُحتجُّ لهُ، ولا يُحتجُّ به.
لا يجوزُ أن تأتيَ وتقولَ لي: (هذا قولُ عالِم في مسألةِ كذا)! والمسألةُ فيها نصٌّ، والمسألةُ فيها دليلٌ، والمسألةُ فيها حُجَّة مِن كتاب الله، أو مِن سُنَّة رسولِ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين-.
أمَّا الحاكِم (الكافِر)؛ فضابطُه ثلاثةُ أصول:
أمَّا الأصلُ الأوَّل؛ فهو: الجزمُ بِكُفرِه.
فقد يتوهَّم مُتوهِّم، أو يَظنُّ ظانٌّ، أو يَتعالَمُ جاهِلٌ؛ أنَّ هذا الحاكمَ كافِر؛ لكنَّه -في الحقيقةِ- لا يكونُ كافرًا.
فالنُّقطة الأُولى -وقد كرَّرناها مِرارًا وتكرارًا-: أن الحُكم بالتَّكفيرِ لا يكونُ إلا مِن أهلِ العِلمِ الرَّبَّانيِّين الرَّاسِخين، والقُضاةِ المُتنفِّذين، مع إدراكِ قضيَّةٍ -أخرى- مُهمَّة: أنَّه إذا وَرد للإنسانِ -أيِّ إنسانٍ- تِسعةٌ وتِسعون قولًا يُكفِّرُه وقولٌ واحدٌ لا يُكفِّره؛ فإنَّ أهل العلمِ المُتثبِّتين المُتحوِّطِين المُدرِكين؛ يَقولون: نأخذُ بالقَولِ الذي لا يُكفِّرُه؛ احتِياطًا لدِينِنا.
ليس الأمر -فقط- احتياطًا لدِينِه؛ ولكنَّه احتياطٌ لِدينِكَ -أنتَ-أيها المُكفِّر! أو: أيُّها المُتصدِّي لِباب التَّكفير-وهو البابُ الخطيرُ، العَظيمُ التَّأثير-.
هذِه النُّقطةُ الأولى.
النُّقطةُ الثَّانيةُ: أن يكونَ ذلك بِفُتيا أهلِ العلم.
وعندما نَذكُر فُتيا أهلِ العِلم؛ لا نَقصِد بذلك -فقط- أهلَ العِلم الشَّرعيِّ؛ بل نَذكُر أهلَ العلمِ كُلًّا بِحَسبِ تخصُّصِه.
أهل العلمِ بالشَّرع في إطارِ شرعِهم..
وأهلِ العِلم بالسِّياسةِ في إطارِ سِياستِهم..
وأهل العِلم في الجُندِ والعَسكر، والعَدد والعُدد في إطارِ تخصُّصِهم..
..فإذا اجتمعتْ كلمةُ هؤلاءِ النَّفر الثَّلاثة؛ حينئذٍ: يكون الشَّرطُ الثَّاني قد حصَل.
الشَّرط الثَّالث: أن يَغلبَ على الظَّنِّ أن المصلحةَ المُترتِّبة على هذا الفِعل؛ هي الرَّاجِحة..
يَغلب على الظنِّ -بالنَّظرِ العَميق، والتَّأنِّي الدَّقيق-بعد الاستِرشاد للنُّقطتَين الأُولَيَيْن وما فيهما مِن أهميَّة كُبرى، ومنزلةٍ عُظمى-؛ أن يَغلِب على الظَّنِّ -بعدَ الدِّراسةِ والتَّأنِّي-: أنَّ ما يترتَّبُ على هذا الخُروجِ مِن الخَيرِ غالِبٌ لِما قد يَترتَّب عليهِ مِن الشَّر، أو مِن الوَيل.
وها هُنا مقامٌ حَسَن أن نَذكُر شيئًا مُهمًّا: وهو ما نُقل في بعضِ كُتبِ الفِقه المالِكيَّة، عن الإمامِ مالِكٍ -فيما يُنقَل-وليس بِصحيحٍ!-؛ أنَّه قال: (لو خرجَ أُناسٌ على الحاكِم الجائِر، وفَنِيَ منهم الثُّلثُ، وبَقِي الثُّلثان؛ فإنَّ هذا جائزٌ، ولا مَنْعَ منه)!
هذا كلامٌ لم يَثبتْ عن مالِك -أَصلًا-، وليس عليهِ دَليلٌ مِن الشَّرعِ -أساسًا-؛ بل لا يَزالُ أهلُ العلم يَنتقِدونه، وقد انتقدَه غيرُ واحدٍ مِن أئمَّة المالِكيَّة -أنفسِهم-.
على أنَّني أقولُ -ها هُنا-: إنَّ إجماعَ الأئمَّة الأربعة -رحمهُم الله-إلا بعض ما يُروى عن أبي حنيفة-: أنَّه لا يجوزُ الخُروجُ على الحُكَّام حتى وإن جارُوا، وإن فَسَقوا؛ لكن: «لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالِق»؛ باعتِبار هذا حُكمًا شَرعيًّا عامًّا وتامًّا، تَنبني عليه سائرُ الأحكامُ من بعدُ.
واللهُ -تعالَى- أعلم.

من لقاء مفتوح بتاريخ: 10 جمادى الآخرة 1432هـ - 13 مايو(آيار) 2011م، من الدقيقة: (14:58).

المصدر
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:33 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.