أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
29797 82448

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-10-2015, 03:05 PM
محمود الصرفندي محمود الصرفندي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الأردن - السعودية - مصر
المشاركات: 511
افتراضي كشف المخدرات عما وقع لـعبد الحميد في الحوارات وتعقبات مليحات على أسلوبه في المناظرات

كشف المخدرات
عما وقع لعبد الحميد في الحوارات
وتعقبات مليحات على أسلوبه في المناظرات
- الكتابية -

الحمد لله رب العالمين ؛ وبعد :

طليعة الرد :
- نصيحة لعامة الإخوان -

أخرج ابن أبي حاتم في " آداب الشافعي ومناقبه " ( 69 ) ، وابن بطة في " الإبانة " ( 3 / 547 ) ، وأبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 9 / 118 ) ، والهروي في " ذم الكلام " ( 4 / 295 ) ، وأبو بكر الخطيب في " الفقيه والمتفقه " ( 1 / 363 ) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 51 / 384 ) ، وابن حجر العسقلاني في " توالي التأنيس بمعالي ابن إدريس " ( 151 ) من طرق عن الإمام المطلبي محمد بن إدريس الشافعي - عليه رحمة الله الوالي - قوله في الخلاف العالي : " ما ناظرت أحدا قط إلا على النصيحة " .

قلت :
كان البازل - الأفصح من سحبان وائل - على نهج المتقدمين الأوائل ، يناظر في ثوابت المسائل ومتغير النوازل ، على سبيل النجاة في الحياة وعند الوفاة ، عارفا أن الإخلاص سبيل الخلاص يوم القصاص - [ فما كان لله دام واتصل وما لغيره انقطع وانفصل ] ! - ، ويترفع عن حظوظ الشرف والمجد ، ويستوعب شروط الكلام والجد ، يترك ضرب الأمثال ، والمدارة خلف القيل والقال ، ويحقر سائر الأقوال ومختلف الأحوال إلا بمدد من الله الكبير المتعال ؛ فرضي الله عن إمام مذهبنا ما غرد في الإيك الحمام وبلغ مجده واتسع وطال .

فمن بلغ تلك المناقل ، واعتلى الرتب وفاخر المنازل : علم مقدار نقصه عن بلوغ الكمال ؛ فالعلم أشبار يا أيها النظار ، والكائن الراقي - البالغ الشبر الواقي : من [ دياجير الكبر ، ودهاليز الاعتداد ] يعرف - ؛ وكنت كثيرا ما أردد : العاقل المحظوظ من ترك الحظوظ .
ومن قنع بما في كيسه من العلم جهل منازل الإفادة ، وجنب مراقي السعادة ، وغفل عن مناقل الشهادة -(!)- ؛ فمن توقير خزائن المعارف ، وتعظيم دخائر علم اللطائف أن لا تترك بابا إلا وقعدت على أعتابه ، وطرقت على أخشابه طلبا للسؤال ، وتحصيلا للمنال - فمن أدمن الطرق كاد أن يفتح له - ، فليس للراغب فيه قناعة ، ولا للمنخرط في سلكه كفاية ؛ فمن غاب خاب ، والتهم نصيبه الأصحاب -(!)- واستقبح استقباح الغراب واستنكر استنكار النعاب ، ولا تنفع حينها الملامة ، فيشقى في دركات الندامة ؛ فيقول : {{ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا }} .
فالويل لك : إن لم ترزق النهمة ، ولم تصعد بك الهمة ، فالقمم العوالي لا تدرك إلا بالهمم الغوالي وتوفيق الوالي ، أفلا من مشمر ؟!
فــ : كن شميرا لا سميرا تفلح ، فالإلحاح والمثابرة والرغبة عن الملاح بداية الفلاح ودعاية النجاح ، وأكسير التأثير : { الإخلاص } سبيل الخلاص ، وفي { الموافقة } : المرافقة !
فما من عاشية أشد أنقا ، ولا أطول شبعا ، ولا أبعد ملالا : من عالم من علم ، ولا عابد من عتاد ، ولا زاهد من زاد !

ورأيت من خبر : من تقدم في الحكاية ، وأرشد إلى مهيع الهداية : جماع المقام .. بأوضح بيان وكلام ، أعني به : الحافظ ابن رجب الحنبلي الإمام - رحمه الملك العلام - في كتابه " الحكم الجديرة بالإذاعة .. " ( 35 ) حيث قال : " لأن تناظرهم كان لظهور أمر الله ورسوله لا لظهور نفوسهم والانتصار لها ، كذلك المشايخ والعارفون كانوا يوصون بقبول الحق من كل من قال الحق؛ صغيراً كان أو كبيراً وينقادون لقوله " .


نصيحة وبيان :
- للأخ / وعن / عبد الحميد العربي -

ومن زهر الرياض مما لا يستعاض :
ما خطه بيمينه ، ورشق حروفه بمهارة ، وعقد بين كلماته بزجالة من رجالات قدوات الأنام ، وشيوخ الملة والإسلام : العلم الرباني ، والحبر الداني : ابن تيمية الحفيد - ساق الله إليه شآبيب الغفران ، وسحائب الرضوان - في كتابه الكاوي : " الرد على البكري " ( 1 / 170 - 171 ) : [ و ليحذر العبد مسالك أهل الظلم والجهل الذين يرون أنهم يسلكون مسالك العلماء ، تسمع من أحدهم : ( جعجعة ولا ترى طحنا ) فترى أحدهم أنه في أعلى درجات العلم ؛ وهو إنما يعلم ظاهرا من الحياة الدنيا ولم يحم حول العلم الموروث عن سيد ولد آدم صلى الله عليه و سلم .
وقد تعدى على الأعراض والأموال بكثرة القيل و القال ؛ فأحدهم ظالم جاهل لم يسلك مسلك في كلامه مسلك أصاغر العلماء بل يتكلم بما هو من جنس كلام العامة الضلال و القصاص و الجهال ، ليس في كلام أحدهم تصوير للصواب ولا تحرير للجواب كأهل العلم أولي الألباب ، ولا عنده خوض العلماء أهل الاستدلال و الاجتهاد ولا يحسن التقليد الذي يعرفه متوسطة الفقهاء لعدم معرفته بأقوال الأئمة و مآخذهم
] .


[ المعلم الأول ] - [ ترجيح الكفة بتعظيم ما تحت الجبة ] :

ويكأن تقي الدين ابن تيمية يصف حال الأخ عبد الحميد العربي - هداه الله سبيل الرشاد - بدقة متناهية وما اجتمع به (!) فلاح الكلام آية يعرف بها من عانقها من سمات فوافقها من أوصاف ؛ فكم يرفع من ذاته ، ويكبر علميته ، ويكيل لكفته في ميزان الترجيح من عظيم الأوصاف ما لا يتفق لسالك يرتجي السلامة ، ولا لطالب علم يخشى الآخرة ؛ كما قال الذهبي - رحمه الله - في " سير أعلام النبلاء " ( 18 / 192 ) : [ فمن طلب العلم للعمل كسره العلم، وبكى على نفسه، ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء، تحامق، واختال، وازدرى بالناس، وأهلكه العجب، ومقتته الأنفس ] .

وصاحبنا - عبد الحميد العربي - : مرة يمدح ذاته بأنها على طريقة الأئمة الحفاظ ، ويحكر استيعاب المراد من النصوص على ذاته ومن بلغ طبقته ، ويصف هذه المرتبة بأنها العالية التي لا يعرفها إلا أهل الاختصاص - وتبين تحريفه في تلك الواقعة وجهالته في التمييز ! - ، وتارة يجعل الرد عليه عدم احترام لعلم فضيلته وعمره ؛ وقد أرسل لي رسالة يقول فيها - : [ اسمع يا محمود احترم نفسك، ولا تخاطبني كأنني زميل لك في الطلب ، وإذا كنت لا تعرفني فاسأل عني مشايخ الشام ] !


ناهيك عن الأماديح - أماديح الذبيح - لمقالاته فيزعم ليراع فكره ما للحذاق النقاد ، فيقول - واصفا ذاته - : [ ناقشت فيها إن شاء الله بعلم مسألة نقد المخالف ... بتنسيق بديع لا يتقنه إلا الحذاق من النقاد ] .

راجيا الله صدق المقال ؛ فالعبرة الوجود لا مجرد الوعود ، أم كما قيل : جعجعة رحى لا يتبعها طحن ، وجلجلة رعد لا يليها مزن ؟!
وياليتها شواهد الأفكار ونواهد الأبكار افتض خدرها ، ونقب في كيسها فكشف سرها ؛ فمن تابع طريقته يعلم كثرت استعارته من البحوث والمقالات والكتب - دون نسبة - ، والسعي الحثيث لإخراجها من تحت عبائته .
وأفرده بعض الأصحاب - ممن يسلك المنهاج السائر عليه ويلتقي وإياهم فيه - : بمقالات تبين استعارته المذكورة ، وتكشف اللثام عن مخدرات الأفهام .

ومن أعظم آيات حصول التوفيق لسالك الطريق :
ما سطره الناقد الألمعي أبو عبد الله الذهبي - رحمه الله - فيمن اتصف بهذا وذاك ، فقال في " سير اعلام النبلاء " ( 7 / 17 ) : [ وعلامة ذلك : أنه يقصر من الدعاوى ... ومن قصد التكثر بعلمه، ويزري على نفسه، فإن تكثر بعلمه، أو قال : أنا أعلم من فلان، فبعدا له ] !

مع التذكير : بأن مشايخ الإصلاح في الجزائر اجتمعوا على إخراج كاغد لتبيين ما سبق ذكره في تاريخ 31 / 5 / 2012 م ، ومنها : الاستعلاء واتهام الآخرين والاستعارات العلمية ؛ فقالوا فيه : [ وتجرده عن الأمانة العلمية ، وسطوه على ما ليس له ، واعتداده بنفسه وزهوه بها ، مما حدا به إلى التجرؤ على الكتابة والكلام في أمور هو دونها ولا يحسنها .. وأن يقلع عما هو عليه من التهجم على الأبرياء ، والتعدي على الفضلاء ] ، وغيرها من نصائح لوائح .. !


[ المعلم الثاني ] - [ ترك الحوار بحجج واهية ، وتعليلات داحضة ] :

وحينما قال ابن تيمية - في الحكاية السابقة - : [ .. ليس في كلام أحدهم تصوير للصواب ولا تحرير للجواب كأهل العلم أولي الألباب .. ]
فقد عاين المنكوب المثلوب ، فإن من خصائص الأخ عبد الحميد العربي ترك البيان باسم ذم الجدال ، ويحلو لديه الجدال - أحيانا - فيما اتفق لديه فيه كلام (!) ، وإذا ما طالبته بالبيان عن مآخذه على خصومه اكتوى بالمطالبة وكأنك أذيته (!) فشكى سوء التعامل وفساد الأغراض ، وما به غير العجز عن المقاومة والتجرد إلى الحق .
كما يفعل أرباب التصوف - مشابها لهم - ، فيما أفاد أبو عبد الله الذهبي - رحمه الله - في " سير أعلام النبلاء " ( 15 / 410 ) : [ فإن طالبتهم بدعاويهم مقتوك، وقالوا: محجوب ] ، وصاحبنا عبد الحميد يقول - بعد مكيال من الاتهام - : مجادل مخبط نبت على علم الكلام !

فإذا ما قام الخصم على ساق بالمطالبة للبينة والبراهين على ما قاله ، رأيته مكفهرا قطوبا محذرا لغيره مادحا لأسلوبه ، فإذا اعتراه إحمرار الخجل .. أو صفرة الوجل : أجاب بطريقة فضفاضة - على المنهج الأوسع الأفيح - حتى يختلف القراء في تحديد مذهبه في المسائل بشكل قاطع ، وهذا مرتع وخيم وظلم مبين لا يخرج صاحبه من التطفيف بالميزان ؛ والويل له مالم يتب !
قال الله تعالى : {{ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }} .

يقول ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في " مجموع الفتاوى " ( 24 / 82 ) : [ فلماذا يكون الإنسان من المطففين لا يحتج لغيره كمايحتج لنفسه ؟ ولا يقبل لنفسه ما يقبله لغيره ] ؟!

ومن لطيف العبارات :
للعلامة المفسر أستاذ شيخنا العقيل : عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - في " تفسيره " ( 915 ) : [ بل يدخل في عموم هذا الحجج والمقالات، فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن كل واحد منهما يحرص على ماله من الحجج، فيجب عليه أيضًا أن يبين ما لخصمه من الحجج التي لا يعلمها ، وأن ينظر في أدلة خصمه كما ينظر في أدلته هو، وفي هذا الموضع يعرف إنصاف الإنسان من تعصبه واعتسافه، وتواضعه من كبره، وعقله من سفهه، نسأل الله التوفيق لكل خير ] .


[ المعلم الثالث ] - [ سلاطة اللسان باتهام رجالات الإسلام ] :

وحينما قال ابن تيمية - في الحكاية السابقة - : [ وقد تعدى على الأعراض والأموال بكثرة القيل و القال ؛ فأحدهم ظالم جاهل لم يسلك مسلك في كلامه مسلك أصاغر العلماء بل يتكلم بما هو من جنس كلام العامة ... ] !
فقد عاين المطلوب ، وكشف المحجوب عن طرائق قطاع الطريق على طالبي الحقائق ؛ فغاية ما عندهم الطعن بالتبديع ، وإن تورع : أطلق جاسي العبارات ، وسيء الكلمات ، مطرزا لها بشتى الاتهامات ، مرسلا لها بالهتاف ، وكاهلا لها بالجزاف ، وما درى بعد المطاف غير القطاف !
فمرة يصفني بقول الزور على أهل الحديث - والله عليم بذات الصدور - ، وأجبته في مقالة مطولة سميتها بــ [ الرد العلمي على الأخ عبد الحميد العربي - حول أهل الحديث والدلائل العقلية ] فما نطق بحرف ، ولا سمع له مجرد همس !

ثم : اتهمني بالهجوم على آثار الأئمة والسلف - وقد خاب من اقترف - ، وجاوبته بمقالتين نشرت إحداهما بعنوان يدل على المضمون ويدفع التهمة بالظنون ، سميتها بــ [ رفع اللائمة عمن لاءم : ( وفق ) بين آثار الأئمة ] فلم يحرك ساكنا ؛ بل لزم محله صامتا كأنه ابن السكيت (!) ، مع الفارق بينهما ؛ فالأول - أعني : ابن السكيت - ، أصلح المنطق بكتابه ( إصلاح المنطق ) ، بينما صاحبنا المذكور لو تيمم الإنسان لجمع مفردات ألفاظه في حق إخوانه ، وما فيها من تحامل واتهام لخرج في كراس الأليق به اسم : ( إفساد المنطق ) !

ثم : رددت عليه ناصحا ناقدا بمقالتين تحت اسم مشترك ، الموسوم بــ [ اللمع في نقض تعليقات الأخ عبد الحميد العربي حول الموقف من أهل البدع ] فتحرك قليلا ، فأجلب علينا ما لا يستقيم ولا يقوم عند المباحثة - ولو أقيم - ؛ فزدته مقالة ثالثة تحمل ذات الاسم السابق كحاشية توضيحية ، وكاشفة لمخدراته .

ثم : زدته بسلسلة من المقالات سميتها بــ [ تحفة الأحوذي في نقض شبهات عبد الحميد العربي ] على حلقات متتاليات ؛ فاختفى ثم عاد في ثالث حلقاتها إلى تحقير مخالفه بأنه حاطب ليل ، وحامل حطب ؛ كما صنع في مقابلة مقالة [ اللمع .. ] من غير رقابة ولا عناية بالاتهام من مخبط إلى نبت على علم الكلام والخصومة ، وغيرها من ألفاظه التي يتنزه عنها الناشىء من الطلاب في الكتاتيب ، ويترفع عنها من تحلى بزينة العلم ووقاره ، وتخضب بسمات الشرع وآدابه !

ويسهل على كل الناس استعمال اللسان في المقابلة بمثل هذه الألفاظ النابعة من نفسية غير سوية ، فما أسهل قلبها ، وما أهون إطلاق اللقب والتنابز به (!) ، ولا مانع غير مخافة من علم بواطن الأمور ، وخوافي النفوس ، ومن يوم الحسنات والسيئات يكون فيه السداد بها ؛ فاللهم سلم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " مجموع الفتاوى " ( 186 ) : [ هذا الكلام ليس فيه من الحجة والدليل ما يستحق أن يخاطب به أهل العلم ؛ فإن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب: لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ] .


[ المعلم الرابع ] - [ التورع عن الحوار باسم ذم السلف للجدال - وما صدق ] - :

فما أكثر دعاويه دون بينة ، وأقل براهينه دون تجلية ، ولا يكفيه عجزه عن القيام بالبراهين عليها (!) حتى تستر بثياب الورع بعد الاتهام ، وصار يسمي المطالبة بدلائل الدعاوي وبراهين الاتهام : [ جدلا مذموما ] ، ويحليها بآثار الأئمة ؛ وايم الله أرادها ديثارا يدفع بها اللائمة - ومن أشراط الساعة : يسمونها بغير اسمها ! - ، ولو أطلق الناس العنان في طرح كل نقاش باسم : ذم الجدل والخصومة ، لانتهكت الأعراض ، واستحلت الأغراض ؛ فحجة كل مبطل : لا للجدل (!) وما أراد غير : لا تطالبوني بالبينات !!
وكم قرأت في الطباق والتراجم قولهم : كان كثير البهت والدعاوي (!) ويراد بها : الدعاوي للذات بالكمال ، وتطلق على مجرد الاتهام ، ولا يقارفها غير غافل عن رتبته ، جاهل برتبة غيره ؛ كما قال محمد بن الحسين السلمي في " ذكر النسوة المتعبدات الصوفيات " ( 417 ) : [ سمعتها - أم أحمد بنت عائشة - : من رضي بعيوب نفسه ولم يداوها بدوائها أورثه الله الدعاوي الباطلة ] .

فمثله يخاف عليه ، وقمن به المراجعة وملاحظة عيوبه ، وإلا :
كما قال محمد أمين الحموي - رحمه الله - في " خلاصة الأثر " ( 1 / 378 ) : [ فالويل له من هذه الدعوى الكاذبة والتنابز بالألقاب المخطئة الغير صائبة ] .

وليس كل الجدل من المذموم ؛ كيف وقد أمرنا الله تعالى به فقال تعالى : {{ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }} ولم ينهى السلف عن جنس الجدال مطلقا ، ولا يكون لهم هذا مع كلام الله المطالب به بأحسن صناعة وأجود بضاعة ، ونسبها إلى أنبيائه ورسله - عليهم السلام - ، فليس كل الجدل من المذموم : كما يزعم الأخ عبد الحميد العربي في تهربه المستمر باسم نهي السلف ؛ بل تعلق المحظور في صناعة الجدل بنوع المتكلم فيه من تصحيح باطل ، أو بحال الخائض فيه من جهل بالإفادة وضعف في تحقيق المراد المنشود ، ونصوص أهل العلم متضافرة في تقرير ما تقدم بيانه - لا حاجة لذكرها - ؛ بل ذهب جمع من أهل العلم في تفسير قول الله تعالى : {{ ولا جدال في الحج }} إلى جواز الجدال فيه - ووجوبه تارة - لإحقاق حق ، وإبطال باطل ؛ فكيف بمن أطال لسانه كصاحبنا باتهام إخوانه ثم يتهرب عن ذكر براهينه تحت اسم ذم الجدل وكراهة السلف له !

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " مجموع الفتاوى " ( 26 / 107 ) : [ فإن الله لم ينه المحرم ولا غيره عن الجدال مطلقا؛ بل الجدال قد يكون واجبا أو مستحبا كما قال تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن} وقد يكون الجدال محرما في الحج وغيره كالجدال بغير علم ، وكالجدال في الحق بعد ما تبين ] .

وبمثله : قال ابن حزم الظاهري - رحمه الله - في " المحلى " ( 5 / 209 ) : [ والجدال قسمان: قسم في واجب وحق، وقسم في باطل؛ فالذي في الحق واجب في الإحرام وغير الإحرام .. ] .

ولمعترض - على طراز مسلك صاحبنا عبد الحميد في التعامل - اتهامه بسائر المسائل الشنيعة ، والقضايا الفضيعة ؛ فإذا طالبه بالحجاج على دعاويه أفاض عليه المعترض نصوصا في ذم الجدل والخصومة ، فجوابه ذات جواب عبد الحميد لنا ، وجواب صاحبنا على المعترض جوابنا على عبد الحميد ؛ كما قال : {{ جَزَاءً وِفَاقًا }} ، ونعوذ بالله من الخوض في أعراض الناس بغير حق .


[ المعلم الخامس ] - [ وهل الورع الولوغ في الأعراض دون بينة -؟!- ] :

لو تنزلنا مع صاحبنا الأخ عبد الحميد العربي لابس ثوب الورع في ترك الجدال ؛ فهل الورع يكفي لحجز الألفاظ وتقييدها ، وحبس اللسان وتقصيره في الجدال دون اتهام أعراض الأبرياء ، والتقليل من شأن النبلاء ، والحط من أقدار النبهاء ؟!
هذا لا يستغرب ؛ فإن من تلبيس أبليس على كثير من المتصدرين لنقد طوائف المسلمين ، والكلام عن أفرادهم : يتورع عن الحرام بكل أصنافه ويتسامح بالوقوع في أعراض الخلائق دون بينة ؛ فرحم الله الورع وأهله !
فما قدر إبليس عليهم ، ففتح لهم أبوابا إلى الخير - كما ترك بعض أهل البدع في العبادة ليصطاد ببكائهم وخشوعهم - ، و : {{ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ }} فدعاهم إلى جهاد أهل البدع - وأنعم به من تضحية إن كان بعلم وعدل - ثم فتح خرقا من الأبواب إلى مفسدات الأعمال : كالتوسع في النقد المفضي إلى الغيبة وفضح الأستار .

قال ابن القيم - رحمه الله - في " عدة الصابرين " ( 70 ) : [ ولهذا تجد الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويتورع من استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة ويطلق لسانه في الغيبة والنميمة والمفكه ! في أعراض الخلق ] .

وقال - أيضا - في " الجواب الكافي " ( 159 ) : [ ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنى والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول ] .

وحقيقة المقام : الهوى باسم التقى ، والإقذاع باسم الورع ، وهذه طباع - لا أدامها الله - المبطل المجادل لا الرجل العاقل ، فلم يكن الخلوص من المواجهة باسم ذم الجدال من الورع في شيء !

وتالله ما هي غير الحيدة و [ الانقطاع ] بصورة : [ الإقناع ] ، بالورع في الكلام على غير فائدة تقام !
وأين كان الورع قبل الاتهام ؟!
وأين كان الورع عند المطالبة بالبيان على الاتهام ؟!
وأين الورع بعد ظهور الحق مع المخالف ؟!
وأين الورع ... وأين الورع ... ؟!
أصبح كما يقال : في خبر كان حذف وجوبا بدون أدنى تقدير !

إن هذا الورع البارد يزيد الخرق اتساعا ، فلا يصلح الرقع (!) ، وإن حاول الراقع المصلح جمع شتات الثوب بقطع غير متلائمة ، فاتها التناسق وغاب عنها الاندماج ظهر لكل صاحب بصيرة فساد دواء المصلح الماثل ، وتغلغل الداء حتى المفاصل ، والثوب أجزائه متنافرة رغم اجتماعها ظاهرا، فلا الخيط نفع في التلاحم ولا الراقع أوجد التلائم ، لما وصل إليه الثوب والخرق من حز الغلاصم .
فإن أراد الإصلاح ؛ فالعلم كفيل كل بصير متبع ، دون استعمال الورع البارد من ذم المجادلات مع قيام المطالبة بالحقوق ، فإن تركها يفسد أكثر مما يصلح !
كما قال ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ( 20 / 142 ) : [ فقد يفسد تورعه الفاسد أكثر مما يصلحه ] .

ومن الورع الفاسد ترك تحقيق الأقوال بحجة ذم الجدال ، ويتنوع فساد الورع بحسب الدافع والمانع ؛ كورع الخوارج في دم البعوضة ، وورع المثورين عن الإفتاء في دم الحيض ، وورع العازل في نكاح السفاح مخافة الحمل والتكثر بالأثم ، وورع المومس من مقاربة الأدبار ، وورع الزاني عن النظر إلى وجه الأجنبية أثناء المجاهدة - كما ورد كل هذا في الأخبار - !
فلو تورع العبد - حق التورع - لخاف يوم الحسنات والسيئات ، وراقب الملافظ وحجز الملاحظ ، ومن لم يحمله التورع على الخشية ودوام المراقبة ، وتقدير المقادير ، فلا حاجة لتورعه البارد !
والقول ما قال الذهبي - رحمه الله - في " سير أعلام النبلاء " ( 7 / 142 ) : " لو كان ورعا كما ينبغي، لما قال هذا الكلام القبيح " !

ومن تورع بمثل هذا : فتح بابا عظيما في القدح بالخلائق ، ولا يزال به المقام حتى يبلغ البدع الكبرى ؛ فالورع يعين على صاحبه السالك المريد للدار الآخرة ، الراجي رحمة ربه : فعل الواجبات ، وترك المنكرات ، ومن خالف الشرع فقد الورع ، وصاحبنا يغلط في تدابير الديانة ، وما به يسلم المرء أو يهان عند الملك الديان ، فترك البينة على الدعاوي ضد الخصوم باسم ذم الجدل من قوادح العدالة ، وخوارم الورع !

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " مجموع الفتاوى " ( 20 / 139 - 142 ) : [ يقع الغلط في الورع من ثلاث جهات: أحدها: اعتقاد كثير من الناس أنه من باب الترك فلا يرون الورع إلا في ترك الحرام لا في أداء الواجب وهذا يبتلى به كثير من المتدينة المتورعة ، ترى أحدهم يتورع عن الكلمة الكاذبة وعن الدرهم فيه شبهة .. ويتورع عن الركون إلى الظلمة من أجل البدع في الدين وذوي الفجور في الدنيا ومع هذا يترك أمورا واجبة عليه إما عينا وإما كفاية وقد تعينت عليه .. وهذا الورع قد يوقع صاحبه في البدع الكبار؛ فإن ورع الخوارج والروافض والمعتزلة ونحوهم من هذا الجنس ... ، فقد يفسد تورعه الفاسد أكثر مما يصلحه ] .


[ المعلم السادس ] - [ أيها الجارح القادح لا تتستر بالورع ! ] :

وما أعجبه من تستر يذكرني بقول الله - مع فارق التشبيه - : {{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي }} ، وهذه الآية كاشفة لحال من ترك ما وجب عليه طلبا للسلامة من الفتنة، ولهذا قال الله تعالى لمن هذه سماته في تقدير المقادير : {{ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا }} !

قال ابن تيمية - رحمه الله - في " مجموع الفتاوى " ( 28 / 167 ) : " فكيف يطلب التخلص من فتنة صغيرة لم تصبه بوقوعه في فتنة عظيمة قد أصابته؟ " .

كذلك فعل الأخ عبد الحميد العربي - أرشده الله إلى معاقل الأمور - ؛ فترك الإدلاء بالحجاج على مناظره ، وراشقه بالاتهام وقبيح الكلام بدل مبادلته بالتي هي أحسن إلى التي هي أقوم ، فهذه فتنة قد أصابته أعظم من الجدل المذموم لو كان موجودا ، والله تعالى يقول الحق : {{ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ }} .
وقال تعالى : {{ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا }} أي ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه - كما قيل في تفسيرها - !
ويكفيه عظة : ما أخرجه أبو داود في " السنن " برقم : ( 3597 ) - وصححه ابن القيم والألباني - ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ ومن خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه حبس في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال ] .

ومن عظيم العبارات وأدق التعبيرات : ما حكاه شهاب الدين الرملي - رحمه الله - في " فتاويه " ( 4 / 336 ) عن أبي حامد الغزالي : [ اعلم أنك في هذا المقام بين أن تسيء الظن بمسلم وتطعن فيه وتكون كاذبا أو تحسن الظن به وتكف لسانك عن الطعن فيه، وأنت مخطئ فالخطأ في حسن الظن بالمسلمين أسلم من الصواب بالطعن فيهم فلو سكت إنسان عن لعن إبليس أو لعن أبي جهل أو أبي لهب أو أحد من الأشرار طول عمره لم يضره السكوت ، { ولو هفا هفوة بالطعن في مسلم بما هو بريء عند الله منه فقد تعرض للهلاك } ] .

ومن خاف الله تعالى : حجب لسانه عن أعراض المسلمين ؛ فكم لبس إبليس على كثير من السالكين قضية الغيبة وانتهاك الأعراض باسم التحذير (!) ، فلا يكاد الخائض يميز الفرق بين مشروعية غيبة أهل البدع ، والقدح الزائد عن المقدار المطلوب ، والفرق بين النصيحة والفضيحة - على اتفاق رسمهما - غير أن النفوس إلى سماع النصيحة في إدبار ، وإلى سماع الفضيحة في إقبال ، فكم أفسد طلاب العلم أعمالهم بهذا ، وكم انتفع أناس - على قلة علم وعمل - بحسنات هؤلاء من غير تعب ولا جهد !

واعلم : أن مجرد الحكم على الناس بجهل ، وتصنيف مقالاتهم من غير دراية ، وإطلاق الأحكام على أصحابها من غير وقاية ولا رقابة : يدخل في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ ورجل قضى للناس بجهل فهو في النار ] !!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " الجواب الصحيح " ( 1 / 108 ) : [ فإذا كان من يقضي بين الناس في الأموال والدماء والأعراض إذا لم يكن ( عالما ) ( عادلا ) = كان في ( النار ) ؛ فكيف بمن : يحكم في الملل ، والأديان ، وأصول الإيمان ، والمعالم الكلية بلا علم ولا عدل ؟! ] .


[ المعلم السابع ] - [ إياك وعلم الكلام المذموم يا عبد الحميد ] :

التستر بالورع ، وذم الجدال والكلام تارة ، تكون - أحيانا - لخواء الحجة ، وضعف البينة ، وصعوبة التجلية ؛ فهي ديثار من لا سبيل لديه في تحقيق المقالات العلمية ، وتبيين الدلائل وصحتها على إطلاقاته الكلامية ، كما يفعل الأخ عبد الحميد العربي في حوارنا الجاري - سلمنا الله وإياه من مغبته - ، فينتحل بهذا الاعتبار [ علم الكلام المذموم عند السلف ] ، فعلم الكلام يكون تارة : [ بالجدل بلا علم أو بغير حق ] ، وليس مقتصرا على الاستدلال بالدلائل العقلية في المباحث العلمية العقدية بغير إصابة ولا إفادة كما يتوهم بعض الخائضين ؛ فعلم الكلام من المشتركات فيه الحق المحمود والباطل المذموم ، ولم يقع ذم السلف عليه من حيث هو ؛ بل لما يحمله ، فالسلف لا يعرف لهم مقالة تذم جنس علم الكلام ، ولا يراد من عباراتهم العامة ذلك - ولهذا وقع الغلط في تنزيلها دون مراعاة مخارجها ومراداتها - ، فالمنقول عنهم في ذم الكلام المراد به الباطل المخالف للكتاب والسنة ؛ كقولهم في الألفاظ الكلامية المحدثة من الجواهر والأعراض والحدود ونحوها ، فذمهم ليس لذاتها بقدر ما تحمله من مرادات باطلة ، واستعمالات عاطلة ، ومن استعملها بالمعاني الشرعية وعبر بها بهذا الاعتبار لمن يعرفها من الخصوم فهو أمر عظيم النفع ، جليل القدر ، كما نبه العلم الحبر : ابن تيمية في كتابه العباب [ درء التعارض ] بما لا مجال لبيانه .

وذم عبد الحميد العربي لعلم الكلام بإطلاق يخالف قانون السلف المنقول المحكي عنهم في مباحث الاستدلال ، فما أعظم جهل كثير من المنتسبين للسلف بمذاهبهم ، وأحوالهم في التعامل مع المخالفين ، ولو شاء صاحبنا المباحثة في هذا فما عليه غير الإشارة وإطلاق العبارة ، بدل أحكامه الجائرة على إخوانه التي تدل على رواسب منهج الإقصاء فيه ، وايم الله رجوعه إلى الحق أحب إلي من كذا وكيت ؛ وكم دعوت له عند أستار الملتزم - الكعبة - ولغيره : بالهداية ، وترك منهج الغواية - اتهام الأبرياء - ، ولست عليه برقيب ؛ فإحسانه لنفسه .

ويزداد عجبي ولا ينقضي من ذم عبد الحميد لجنس علم الكلام ، وهو واقع فيه (!) ؛ فما أكثر دعاويه ، وأقل براهينه ، وتأملت كثيرا من اتهاماته لإخوانه ووجدتها فيه قائمة - وكدت أن أجمعها في مقالة غير أنها مضيعة للأعمار - ؛ فلا ينقطع العجب ممن يبصر القذى في عيون الناس وتعمى ملاحظه عن الجذع المنتصب بعينه ، القائم تجاه وجهه وأنفه ، فيا لحتفه !

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " مجموع الفتاوي " ( 16 / 241 ) : [ وهذا من أعظم آفات الجدال في الدين بغير علم أو بغير الحق ، وهو الكلام الذي ذمه السلف ] .

ثم : يتهم عبد الحميد العربي كاتب المقالة بعلم الكلام والنبات عليه (!) ، وسبق اتهامه من غير بينة إخوانه أعضاء كل السلفيين بالاشتغال بعلم الكلام !
فقال عبد الحميد : [ وقد لاحظت كثيرا من المشاركين في هذا المنتدى يغلب عليهم جانب من علم الكلام .. ] .

ولا أجد نفسا في الوقوف مع كلامه الإنشائي المطلق في حق إخواننا ، غير أن الكثير يعلم من العبد الفقير - على قلة بضاعته - ذمه لعلم الكلام الفاسد ، والدلائل العقلية الكاسدة ، وإفرادي لمدة عام ونصف عام سلسلة في نقض علم الكلام البدعي وبيان ضلالته ، وتعليم منهج السلف في التقرير العقدي المكتفي بالأدلة الشرعية بقسميها : السمعي ، والعقلي ، ونحوها ، وقد كاتبني - أو كلمني - جماعة من أهل العلم ومن دونهم في المشاركة العلمية على نقض شبهات المتكلمين ضمن مشاريع علمية ، وتحقيقات مرعية ؛ ثم يأتي صاحبنا عبد الحميد فيتهمني بالنبات على علم الكلام !

فأين جهود هؤلاء في حراسة العقيدة من كل الفرق الكلامية المنتسبة للسنة - بغير حق ! - ، فكم للصفاتية من الأشعرية والماتدرية والأحباش والصوفية - هذا دون ذكر جهود الروافض والنصارى والملاحدة ! - من حمالات ضدنا ولا يزال إخواننا في مسائل التبديع والتطويح - على أهميتها بقدرها دون المجاوزة الموجودة ! - ؛ فعليك بالموازنة بين ما خرج من السلفيين على أيدينا من المنهاج ، وكم دخل من عوام الناس وأخلاطهم إلى منهجنا ، ثم قل : إلى أين ؟! إلى أين ؟!

يا إخواننا : إن السلفية تشتكي الجراح .. شكايتها من أبنائها أكثر من أعدائها .. أين أنتم .. أين كنتم .. وإلى أين بعد ؟!



وكتب : أبو حيان محمود بن غازي الصرفندي
تاريخ : 22 / 8 / 1436 هـ
الموافق : 10 / 6 / 2015 م
- المدينة النبوية -



__________________
{ اللهم إني أعوذ بك من خليلٍ ماكر، عينُه تراني، وقلبُه يرعاني؛ إن رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيّئةً أذاعها }

***

{ ابتسم ... فظهور الأسنان ليس بعورة على اتفاق }
  #2  
قديم 06-10-2015, 09:10 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

و بطل ما كانوا...
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
  #3  
قديم 06-10-2015, 11:40 PM
محب العباد والفوزان محب العباد والفوزان غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 947
افتراضي

سلمت يمينك يا شيخ...
__________________
قال بن القيم رحمه الله :
إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم، طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان، وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك؛ فإنه يخالفك ويعذرك.
والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة، وذنبك: رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب
فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم.
  #4  
قديم 06-28-2015, 12:09 AM
محمود الصرفندي محمود الصرفندي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الأردن - السعودية - مصر
المشاركات: 511
Arrow

وإياكم .

رأيت كلمة أعجبتني لعبد الحميد العربي : [ ومنه يجب شرعا إبعاد الشباب عن الذين كانوا متأثرين بأفكار عدة متنوعة حتى يظهر صفاء منهجهم وشفاؤهم من الأخلاط جملة وتفصيلا، ولا ينبغي للعلماء أن يسبلوا عليهم التزكيات انطلاقا من التوافق في زيد أو عمرو سياسة وليس منهجا ] .
__________________
{ اللهم إني أعوذ بك من خليلٍ ماكر، عينُه تراني، وقلبُه يرعاني؛ إن رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيّئةً أذاعها }

***

{ ابتسم ... فظهور الأسنان ليس بعورة على اتفاق }
  #5  
قديم 06-28-2015, 04:17 AM
رضوان بن غلاب أبوسارية رضوان بن غلاب أبوسارية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر.العاصمة.الأبيار
المشاركات: 2,896
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله


اقتباس:
كشف المخدرات
عما وقع لعبد الحميد في الحوارات
وتعقبات مليحات على أسلوبه في المناظرات
- الكتابية -
متى حاورك وأين ناظرك يا شيخ محمود !؟
فوائد جميلة فبارك الله فيك .

أخوك أبوسارية
__________________
((وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ))
عن إبراهيم النخعي قوله هذه الأهواء المختلفة والتباغض فهو الإِغراء ..
قال قتادة إن القوم لما تركوا كتاب الله وعصوا رسله وضيّعوا فرائضه وعطّلوا حدوده ألقى بينهم العدواة والبغضاء إلى يوم القيامة بأعمالهم أعمال السوء ولو أخذ القوم كتاب الله وأمره ما افترقوا.
  #6  
قديم 06-28-2015, 01:45 PM
احمد الإسكندرانى احمد الإسكندرانى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الإسكندرية - مصر
المشاركات: 1,183
افتراضي

سلمت يمينك أبا حيان..
__________________
عن أم المؤمنين أم سلمة -رضى الله عنها- قالت: "برئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممن فرق دينه واحتزب" [العلل ومعرفة الرجال] <3597>

للتواصل:


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.




To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
  #7  
قديم 06-28-2015, 02:58 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي

أخي محمود:

{وَلْيَتَلَطَّفْ}...
  #8  
قديم 06-28-2015, 08:17 PM
محب العباد والفوزان محب العباد والفوزان غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 947
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن الحلبي مشاهدة المشاركة
أخي محمود:

{وَلْيَتَلَطَّفْ}...
ذكرني كلام شيخنا-المقتبس- للشيخ الصرفندي بقول نبينا عليه الصلاة والسلام لأبي دجانة:
«يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ»
__________________
قال بن القيم رحمه الله :
إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم، طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان، وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك؛ فإنه يخالفك ويعذرك.
والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة، وذنبك: رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب
فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم.
  #9  
قديم 06-28-2015, 08:47 PM
محمود الصرفندي محمود الصرفندي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الأردن - السعودية - مصر
المشاركات: 511
افتراضي

بارك الله في شيخنا على وصيته قبل وبعد حصول النكاية ، وكنت على تواصل معه أسترشده ، فحفظه الله تعالى .

أصبت أيا محب العباد ..
ومن اللطيف قول سلمة بن الأكوع حينها :

أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ

ومع دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن الأكوع بأنك ملكت فأرفق ، فقد أردفه على ناقته ودخلوا المدينة النبوية .

مع التذكير : أن مجرد اللين مفسد كما أفاده ابن تيمية في [ المنهاج ] ، والبارحة يصرح صاحبنا عبد الحميد أن قولهم [ مخبط ] يعتبر جرحا مفسرا ، وقد أطلقه علي (!) وغاب عنه أن المجروح من أكابر أهل بلده - الجزائر - وجماعة من بلدان شتى لا يقوى على تجريح غيره لسقوطه ؛ فكيف والذي يريد جرحه [ بالمخبط ] لم يحكى فيه أدنى جرح عن عالم معتبر لا من بلده ولا غيره ، وتضافرت تزكيات العلماء له - غفر الله له - !!
__________________
{ اللهم إني أعوذ بك من خليلٍ ماكر، عينُه تراني، وقلبُه يرعاني؛ إن رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيّئةً أذاعها }

***

{ ابتسم ... فظهور الأسنان ليس بعورة على اتفاق }
  #10  
قديم 06-28-2015, 08:59 PM
عبد الحميد العربي عبد الحميد العربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 421
افتراضي

أنت مسكين يا ولدي قلمك يغرد خارج السرب، اعلم أنك لم تخطر لي على بال او حال حين قلت عن من أعنيه "مخبط"

عجيب أمرك.

احذر من قوله تعالى: (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ).

ثم
مادمت تعتقد نفاذ جرح جماعة الإصلاح الى عدالتي لأنني رايتك ترويه في كل منعطف
فلما تناقش وتتعب نفسك مع ذات مجروحة كما تزهو به؟

كان يكفيك أن ترتل بيان جماعة الاصلاح وكفى المؤمنين القتال.
ثم من باب (الحل ميتته)
تروي أقوالهم البشعة في الشيخ علي الحلبي مادت جهة موثوقة عندك

اهتم بما يصلح شأنك أحسن لك.

موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.