أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
63338 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-29-2009, 03:26 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي نسب رسولنا محمد ﷺ أشرف نسب وأطهر نسب ولو كره الحاقدون

نسب رسولنا محمد ﷺ أشرف نسب وأطهر نسب ولو كره الحاقدون

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين؛ وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
الحمد لله الذي أرسل رسوله محمد ﷺ بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، فكان خاتم النبيين، وإمام المرسلين، وسيد الخلق أجمعين، فتح الله - تعالى - بهديه أعينًا عميًا، وقلوبًا غلفا، وآذانًا صما، وألسنةً بكما؛ فصلوات ربي وسلامه عليه؛ وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير ما جزى به نبيًّا عن أمته. أمَرنا الله - جلَّ شأنه - بطاعته ﷺ وتوقيره ومحبته والإقتداء بهديه واتباع سنته، فهو خيرُ أهل الأرض نسبا، وأشرفهم قبيلة، وأكرمهم فخذا، رغم أنوف الحاسدين الذين ما بَرِحوا يبثون سمومهم على مواقع الإنترنت ووسائل الإعلام والتواصل، يظنون بأنهم يستطيعون أن ينالوا من رسول الله ﷺ بعد أن لم يفلحوا في الطعن في ديننا الحنيف؛ والنيْل من كتاب الله العزيز، وسنة نبيه ﷺ المطهَّرة؛ والتشكيك في هديه؛ لأن الله - تبارك وتعالى - تكفل بحفظه من شياطين الجنِّ والإنس؛ ولو كره الحاقدون. قال الله جلَّ شأنه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [سورة الحجر: 9].


إخوتــــــاه !! تعاني الأمة من أمر خطير ... أمْرٍ جَلَلٍ لا ينبغي أن نغضّ الطرف عنه ... أو أن نقف مكتوفي الأيدي حِياله، فقد تعاظم رُكام الفتن في هذه الأمة، بعد أن خيّمت في سمائها غيومُ الغمة، وتداعت عليها الأمم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، ثم هاهم أولاء - عليهم من الله ما يستحقون - يحاولون النيْل من نسب نبي الأمة رسول الله ﷺ والطعْن في جنابه الكريم ﷺ والإساءة إليه بشتى الوسائل والسبل، حتى أصبح «موضوعُ نسَبِه» مدارَ بحثٍ وأخذٍ وردٍ على المواقعَ المشبوهة تشكيكًا وسَبًا وشَتما، يُوحِي بعضهم إِلَى بعضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرورًا.
قال الله - تعالى -: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ۞ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ [سورة الأنعام: 112ـ 113].


ومما اقترفوه مؤخرًا قولهم: [(ابن من محمد؟ من هو أبوه ؟ وهل لمحمد إخوة ؟) و (إثبات أن محمد رسول الإسلام ابن زنا). - حاشاه -. و (جميع الأدلة مأخوذة من كتب السنة المحققة والثابتة، وإن القارئ المدقق للأحاديث والأحداث التي رويت عن هذه الفترة؛ سيجد حقائق أغفل عنها كل من تناول سيرة محمد؛ وكلها تثبت أن محمدًا ليس ابن عبد الله !!].
وشبهتهم في كل ما تقدم: [أن تناقضًا في كتب التاريخ لروايات زواج ووفاة والد الرسول ﷺ ووالدته حاولوا أن يثبتوا من خلالها أن أم الرسول ﷺ قد أنجبت النبى ﷺ من رجل آخر غير عبد الله بن عبد المطلب والد الرسول ﷺ بعد أربع سنوات من زواجهما].


استدلوا عليها بما جاء فى كتاب: «الطبقات الكبرى لابن سعد» فى المجلد الأول: [ذِكرُ تزوّجِ عبد اللهِ بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله ﷺ؛ قال: حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال: حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها: قال: وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا: [كانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة، فمشى إليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله ﷺ، فخطب عليه آمنة بنت وهب، فزوجها عبد الله بن عبد المطلب، وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه، فزوَّجَه إيّاها، فكان تزوُّج عبد المطلب بن هاشم، وتزوُّج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد، فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب، فكان حمزة عم رسول الله ﷺ.
و تناقَضَ نفس الكتاب في الجزء الثالث؛ باب طبقات البدريين من المهاجرين بقوله: أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة مُعلّمًا يوم بدر بريشة نعامة، قال محمد بن عمر: وحمل حمزة لواء رسول الله ﷺ في غزوة بني قينقاع، ولم يكن الرايات يومئذ، وُقتل - رحمه الله - يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة، وهو يومئذ ابن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله ﷺ بأربع سنين] ... فــ[كيف يكون حمزة أكبر من محمد بأربع سنوات رغم أن أم محمد وأم حمزة تزوجتا في يوم واحد ؟؛ أبو محمد دخل على أمه في نفس اليوم، وحملت بمحمد طبقا لحديث المرأة التي عرضت نفسها على أبيه؛ ولو فرض أن عبد المطلب دخل على أم حمزة في نفس اليوم؛ فكان لابد أن يكون حمزة ومحمد في عمر واحد؛ أما إذا تأخر أبو حمزة في الدخول على أمه فيجب أن يكون حمزة أصغر من محمد؛ وهذا مخالف للحقيقة] ... و [مِما تقدم يجب أن يكون الحمل بمحمد جاء بعد أربع سنوات من الحمل بحمزة أي: بعد موت أبو محمد بأعوام وسنوات !!! أوْ أن محمدًا مكث في بطن أمه أربع سنوات حسب بعض التقديرات أو سنتين حسب البعض الآخر !! ... تقول أمُّ مُحمدٍ أنه أخفُّ حملٍ عليّ وأكثرهم بركة !!.
هل لمحمد أخوة ؟ أو سبقه حمل أو أحمال أخرى؟ ومِن مَن؟ حيث أن أبو محمد لم يمكث معها إلا أشهر قلائل ومات؟؟]. ا هـ.

هذه شبههم؛ وهذا كلامهم وما يلقونه من سُمٍّ زعاف، تشكيك تحقير استهزاء وكيْلُ تهم تمَسُّ قدوتنا نبينا وحبيبنا المصطفى محمد ﷺ؛ ولا والله لا ينبغي أن يُغَضّ الطرف عن تشكيكٍ يَمَسُّ عقيدتنا في الصميم، حياءً من الله - تبارك وتعالى -؛ فالقلب يعتصر ألمًا على ما آلت إليه الأمة من حال، حتى تجرأ عليها أمثال هؤلاءِ وكثر الأدعياء.

إخوتـــــاه! هذه المحاضرة كلمات من القلب خرجت، بلا تزييف ولا تكليف، في ردودٍ لدَحْضِ باطلهم وافتراءاتهم؛ وعذرًا إلى ربي، ودفاعًا عن حياض هذا الدين الحنيف، وحُبًّا بنبيِّي المصطفى الصادقِ الأمين محمد ﷺ، وذوْدًا عنه صلوات ربي وسلامه عليه وآله وصحبه أجمعين.
وبيانًًا لأحبَّةٍ وأجيالٍ يُخشى عليهم من الدَّسِّ والتلبيس، بل مكرُ الليل والنهار من أعداء متربصين؛ فأقول مستعينة بالله تعالى؛ سائلة المولى - جل في علاه - أن يجعل قوْلي وعملي خالصًا ابتغاء مرضاته وابتغاء وجهه الكريم، أحتسبه ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم:


1. إن ما ظنه أعداء الإسلام ظفرًا يشكِّكون به في نسب نبي الأمة ﷺ إنما أخذوه من روايتين قالهما «محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي» في كتاب من كتب التاريخ؛ وليست كل الروايات في كتب التاريخ تقوم على أسانيد وأدلة صحيحة محققة، ولم يكن هناك جرحٌ ولا تعديلٌ يعتمدون عليه في كتابة النصوص والأدلة، كما عند علماء الحديث.

وعلى ذلك فإننا لا نأخذ ديننا من كتب ٍغير مُسنَدة ولا موثَّقة محققَّة، بل نأخذه من القرأن الكريم، والسنه النبوية الصحيحه المطهرة، ومما صحَّ عن الصحب الكرام والتابعين، خير الناس مِن سلفنا الصالح، وممن تبعهم بإحسان.
وقد يَسّر الله - تعالى - لها بفضله وكرمه الجهابذة من العلماء، الذين يقفون بالمرصاد لكل ماهو دخيل ومدسوس، فيغربلونه غربلة، ويحافظون على هذا الدين بحفظ الأسانيد والمتون، جزاهم الله -تعالى- عن الأسلام والمسلمين خيرا.

ولله در من قال: «لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء»؛ فالإسناد: هو ميزة هذا الدين والحمد لله رب العالمين؛ فأين الإسناد في كتبهم !!.

2. الروايتان قالهما «محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي».
قال فيه الإمام البخاري رحمه الله - تعالى -: [الواقدي مديني سكن بغداد، متروك الحديث تركه أحمد، وابن نمير، وابن المبارك، وإسماعيل بن زكريا]. ا هـ. انظر: [تهذيب الكمال 26/ 185 - 186].

وفي نفس الصفحة قال الإمام أحمد رحمه الله - تعالى - فيه: [هو كذاب].
وقال يحيى: ضعيف. وفي موضع آخر ليس بشيء.
وقال أبو داود: أخبرني مَن سمع مِن علي بن المديني يقول: روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب.
وقال أبو بكر بن خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: لا يُكتب حديث الواقدي، ليس بشيء.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت عنه علي بن المديني فقال: متروك الحديث.

وعلى ذلك فإن الروايات التي احتج بها من أطلق هذه الشبهة حول نسب الحبيب المصطفى محمد ﷺ روايات باطلةٍ جاءت من طريق راوٍ متروك الحديث، ليس بشيء؛ هذا مكانه عند خيرة علماء الحديث رحمهم الله - تعالى-.

قال الله - تعالى -: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ۞ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ۞ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [سورة الأحزاب: 56 ــ 58].

إنه نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، من آمن به واقتدى بهديه فقد اهتدى؛ ونال سعادة الدارين «الدنيا والآخرة»؛ ومن عاداه وآذاه فمصيره الحرب من الله تعالى والعذاب والهلاك والردى. قال الله - تعالى - في الحديث القدسيّ الصحيح الذي رواه البخاري رحمه الله - تعالى - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ...) انظر: [صحيح الجامع 1782].‌


فكيف بمن آذى نبي الأمة محمد ﷺ؛ سيد الأنبياء والمرسلين، وسيد الخلق أجمعين ؟؟؟.

3. إنهم بفعلهم هذا يشككون بنسب المصطفى حقداً من عند أنفسهم وحسدا، كأنهم يصطادون بماءٍ عكرٍ برواياتٍ لم تثبت للتنفير منه، وإبعاد العباد عن هديه ﷺ، بعد أن صار الناس يدخلون في الإسلام أفواجا؛ فها هم أعداء الأمة يحاولون جهد المستميت الذي يبحث عن سبيلٍ للظفر بما يُثني الناس عن ذلك، فلم ينالوا خيرا، وما ازدادوا إلا خيبة وَبُعدا، كيف لا !! وقد حارَ الكثيرون منهم، فهم يتخبطون، ولا يدْرون حتى عن نسب أنفسهم، ولا عن نسب أبنائهم، فكان ذلك سببًا في تقويض أسرهم وتفكيكها وانهيارها.
ناهيك عما فعلوه بأنبيائهم، إما إفراطًا أو تفريطا، فمنهم من أعرضوا عنهم ومنهم من قتلوهم، ومنهم من جعلوهم آلهة، وأبناء آلهة ــ تعالى الله عما يفعل الظالمون ويقولون علواً عظيما ــ.

نحن أمة الإسلام بفضل الله - تعالى - نؤمن بنبينا وحبيبنا محمد ﷺ نبيًّا ورسولا؛ ونُقِرّ بنسبه الشريف، وأصله الطيب المنيف، ونؤمن ببقية الأنبياء والمرسلين - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - وطيب نسبهم؛ ونؤمن بالله - تبارك وتعالى - الذي اصطفاهم وفضّـلهم على العالمين، ونؤمن بأن له الحكمة البالغة في الأمور كلها فهو - سبحانه - يخلق ما يشاء ويختار، ما كان لهم الخيرة.

قال الله - تعالى -: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ۞ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ [سورة الأنعام: 123 - 124 ].

نعم ﴿اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ فهل يُعْقَل أن يشار بريبةٍ أو طعنٍ في نسبٍ إلى المصطفَيْن الأخيار من أنبياء الله - تبارك وتعالى - وقد جعل الله - تعالى - منهم هداة مهتدين، سادة وقادة، وهو - سبحانه - الأعلم، والأحكم والأرحم بعباده، يعلم حيث يجعل رسالته، ومن هو أهلٌ لها، ومن هو حريّ بها.

أما كان أحرى بهؤلاء التائهين الناكبين عن الحق الذي جاء به أنبياؤهم - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين -، أن يتفرغوا للنظر فيما تعانيه أسرهم ومجتمعاتهم من تمزق وتفكك، ومن مشكلات خطيرة بسبب الانحلال الأخلاقي والخُلُقي، وأن يشغلوا أنفسهم بوضع الحلول الناجعة لها.
أما كان أولى بهم أن ينظروا في أنسابهم، وأنساب المشردين من أبنائهم، بدلًا من الطعن في خير نسب، وخير نبيٍّ لخير أمة أخرجت للناس، ويذعنوا للحق الذي جاء به خير البرية، وخاتم الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا ﷺ ويؤمنوا به ويسلموا تسليما.


4. إن نسب رسولنا ﷺ أشرف نسب، وأطهر نسب ولو كره الحاقدون: فعن علي – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء) (حديث حسن) رواه: (العدني، والطبراني في الأوسط) انظر: [صحيح الجامع: 3225].
وعن عروة بن الزبير - رضي الله عنه - أن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي ﷺ أخبرته: أن النكاح كان في الجاهلية على أربعة أنحاء: فنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته، فيصدقها ثم ينكحها. ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها: أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه، ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إن أحب، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد، فكان هذا النكاح يسمى نكاح الاستبضاع. ونكاح آخر يجتمع الرهط دون العشرة، فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها، فإذا حملت ووضعت ومر ليال بعد أن تضع حملها، أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها، فتقول لهم قد عرفتم الذي كان من أمركم، وقد ولدت وهو ابنك يا فلان، فتسمي من أحبت منهم باسمه، فيلحق به ولدها. ونكاح رابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها، وهن البغايا، كن ينصبن على أبوابهنّ رايات يكنّ علَمَاً لمن أرادهنّ دخل عليهن، فإذا حملت فوضعت حملها جمعوا لها ودعوا لهم القافة، ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاطه ودُعِيَ ابنه لا يمتنع من ذلك. فلما بعث الله محمدًا ﷺ هدم نكاح أهل الجاهلية كله إلا نكاح أهل الإسلام اليوم) صحيح. انظر: [سنن أبي داود 2/ 281 رقم 2272]؛ وروى الإمام أحمد - رحمه الله - عن المطلب بن أبي وداعة – رضي الله عنه - قال: قال العباس - رضي الله عنه -: أن النبي ﷺ بلغه بعض ما يقول الناس، قال: فصعد المنبر، فقال: (من أنا ؟) قالوا: أنت رسول الله. قال: (أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه، وجعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة، وخلق القبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتا، فأنا خيركم بيتا، وخيركم نفسا) (صحيح). انظر: [صحيح الجامع 1472].
فالحمد الله الذي جعلنا من أمةِ خيرةِ خلقِه، وخاتم أنبياءه ورسله محمدًا- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم -.

إن رسول الله ﷺ حين سألهم: «من أنا» ؟ لم ينتظر منهم جوابًا ينقذوه به من حيرته، أو يشفوا به غليله، كما ادَّعى المُبطلون، فهو نبيّ كريمٌ يوحى إليه من لدن حكيمٍ خبيرٍ عليم أوتِيَ جوامع الكلم ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۞ إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى [سورة النجم 3 - 4].

إنما سألهم وأجاب نفسه إجابة الواثق ليؤكد عليهم أمرًا عظيمًا يَلفِتُ أنظارهم إليه، ويجذب به انتباههم، ليلقوا أسماعم إلى ما سيقول، وهو بأبي هو وأمي يعلم الإجابة؛ وهذا مثل ما ورد عليه الأدلة في الصحاح؛ كقوله في حجة الوداع: [أي بلد هذا ؟ وأيّ شهر هذا ؟ وأي يوم هذا ؟] سألهم وهو يعلم الإجابة؛ وهذا ومِثله في السنة كثير.

فهل يَشُكُّ في نسبه من أجاب نفسه بلهجة الواثق: (أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه ... إلى أن قال: فأنا خيركم بيتا، وخيركم نفسا). [الحديث تقدم أعلاه].

نعم - والله - إنه لخير الخلق بيتا؛ وخيرهم نفسا، كيف لا وقد جمع الله – تعالى - له المحامد كلها فكان محمدا، ورفع ذكره فكان أحمدا، وأعلى قدره فكان سيدًا وهم يعلمون، وكتبهم السماوية تشهد بذكره أحمدا، ولكنهم يجحدون؛ قال الله - تعالى -: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ۞ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ۞ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ۞ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [سورة الصف 6 - 9].

لقد اصطفى الله - تبارك وتعالى - نبينا وحبيبنا محمد ﷺ من مشكاة النبوة، فهو من ولد إسماعيل - عليه الصلاة والسلام -.

فعن واثلة بن الأسقع – رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: (إن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل عليه السلام، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطـفاني من بني هاشم) [مختصر مسلم 1523].
فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن ُمدْرِكَة بن إلياس بن ُمضر بن نزار بن مَعَدّ بن عدنان.

يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه القيّم زاد المعاد: [... إلى ها هنا معلوم الصحة، متفق عليه بين النسابين ولا خلاف فيه البتة. وما فوق عدنان فمختلف فيه، ولا خلاف بينهم أن «عدنان» من ولد إسماعيل عليه السلام ] ا هـ. انظر: [زاد المعاد: فصل في نسبه ﷺ].

فجميع قبائل عرب الحجاز ينتمون إلى هذا النسب. ولهذا قال ابن عباس - رضي الله عنهما - وغيره في قوله - تعالى -: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى [سورة الشورى: 23 ]: لم يكن بطن من بطون قريش إلا ولِرسول الله ﷺ نسبٌ يتصل بهم.

وأما نسبه الشريف من جهة أمه؛ فهو ﷺ: محمد بن آمنة بنت وهب، بن عبد مناف، بن زهرة، بن كِلاب؛ فهي تلتقي مع رسول الله ﷺ في كِلاب من أجداده؛ وكل هؤلاء الأجداد سادةٌ في أقوامهم، قادةٌ أطهارٌ في أنسابهم.


5. هناك طرق صحيحه من أحاديث السيرة النبوية المطهرة تؤكد أن حمزه - رضي الله عنه - عم رسول ﷺ كان يكبره بأربع سنوات؛ وأن زواج جد النبي ﷺ كان قبل زواج ابنه عبد الله والد رسول الله ﷺ بأعوام؛ ومن الثابت أن حمزة وعبد الله بن الأسد - رضي الله عنهما - أرضعتهما ثويبة مع رسول الله ﷺ وهما إخوَةٌ له فى الرضاع، وهذا لا يعني أنهما في سن واحدة، ولا يستلزم أن تكون قد أرضعتهما فى نفس الوقت، فقد تكون أرضعتهما في أزمنة‏ مختلفة، فيكونا إخوَةٌ له فى الرضاعة؛ وبينهم فارق زمني.‏

6. وشهد شاهد من أهله: لما سأل هرقلُ ملك الروم أبي سفيان - قبل إسلامه - أسئلة عن صفات النبي ﷺ قال: كيف نسبه فيكم ؟ قال: هو فينا ذو نسب. قال: [كذلك الرسل تبعث في أنساب قومها]. ا هـ يعني: في أكرمها أحسابا، وأكثرها قبيلة - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين -.

نعم، كذلك هو رسولنا وحبيبنا محمد ﷺ، ذو نسب بل من أشرف نسبٍ وهم يعلمون؛ أحبار اليهود ورهبان النصارى، يعرفون محمدًا ﷺ رسول الله بأوصافه المحددة الواضحة المبيَّنة في كتبهم، معرفة تامة لا يلتبس معها بغيره؛ يعرفونه كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ؛ فأبناءهم لا يلتبسون عليهم بحال من الأحوال، ولكن فريقًًا منهم يكتمون الحق وهم يعلمون صِدقه وما جاء في كتبهم من الشهادة له بالنبوة والرسالة - عليه الصلاة والسلام -؛ قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ۞ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ۞ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [سورة البقرة: 146 - 148].
وفي هذه الآية الكريمة مواساة وتأييد للنبي -ﷺ من ربه - تبارك وتعالى - وعنايته به وتثبيته وتقوية عزمه وقلبه على لزوم الحق على هذا الأمر والبُعد عن الشك والمراء والجدل بعد أن أعلمه حقيقةاهل الكتاب؛ فأين المفر ؟؟ ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا [سورة البقرة: 149].!!....
أين المفر يوم يأت الله بهم جميعًا؛ ويَختم على أفواهِهم وتشهد أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون ؟؟

إنه محمد ﷺ النبي الأميِّ سيد ولد آدم وفخرهم في الدنيا والآخرة؛ والتقوّل عليه ليس كالتقوُّل على أيِّ أحد؛ إنه محمد بن عبد الله أبو القاسم وأبو إبراهيم، محمد، وأحمد، والماحي الذي يُمحى به الكفر، والعاقب الذي ما بعده نبي، والحاشر الذي يحشر الناس على قدميه، والمقفي، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، ونبي الملحمة، وخاتم النبيين.
قال البيهقي - رحمه الله تعالى -: وزاد بعض العلماء فقال: سماه الله في القرآن الكريم رسولًا نبيًا أميًا شاهدًا مبشرًا نذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرا؛ ورؤوفًا رحيمًا ومذكرًا؛ وجعله رحمةً ونعمةً وهاديا.


7. إخوتــــــاه !! إن المسؤولية الملقاة على عاتق أولي الأمر، العلماء، الأئمة، الدعاة، والرعية؛ كبيرة جدا، فما أحرانا بإلقاء الخلافات خلف ظهورنا، ونبذها إلى غير رجعة؛ ما أحرانا بتوحيد الكلمة على كلمة التوحيد، بلا مداهنة ولا مواربة؛ فإن الغاية لا تبرّر الوسيلة؛ قال الله تعالى: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [سورة آل عمران: 139].

«فَهَــــمُّ الإسلام أكبر، هَــــمُّ الإسلام أكبر، هَـــــمُّ الإسلام أكبر».

ما أحرانا بالإعتصام بكتاب الله العزيز، والتمسك بالسنة النبوية المطهرة على فهم الرعيل الأول خير الناس: «سلفنا الصالح»، والعضّ عليهما بالنواجذ؛ وعزة المسلمين ورفعتهم وعلو مكانتهم مشروطة بمدى التمسك بهما؛ وتطبيق تعاليم دينهم في واقع حياتهم من خلالها؛ قال - تعالى - في محكم كتابه: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [سورة المنافقون: 8]؛ فإن حادوا عن المنهج الرباني؛ منهج الله تعالى، وتركوه وراء ظهورهم، واستبدلوه بمناهج الشرق والغرب، وأصبحوا يبتغون العزة في غيره؛ أضلهم الله تعالى وأذلهم وسلط عليهم شرار خلقه؛ وهذا ما تعانيه الأمة؛ والله المستعان.
وليس بين الله تعالى وبين أحد من خلقه نسب؛ فإذا استقام الناس على منهجه أعزهم وأكرمهم ونصرهم، وإذا انحرفوا عنه وتركوه لم يُبالِ بهم؛ وكذلك شرط نصر الله تعالى للمسلمين، وإعزازه وتمكينه لهم هو التمسك بالإيمان الصادق، والعمل الصالح... كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [سورة محمد: 7].

وعندما اتبع المسلمون دين الإسلام بحقٍّ؛ توحدوا بعد تفرق، واجتمعوا بعد تمزق، وتعلموا بعد جهل؛ حتى أصبحوا قادة الدنيا وسادتها، ومعلمي البشرية وساستها؛ وتحقق لهم وعد الله الصادق: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [سورة النور: 55].

ورضي الله عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب فقد قال: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله). [أخرجه ابن المبارك في «الزهد»]، و [ابن أبي شيبة في «المصنف»]، و [هناد في «الزهد»]، و [الحاكم في «المستدرك»]، و [أبو نعيم في " الحلية»] جميعا من طريق قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: (لما قدم عمر الشام...)].
فإذا أراد المسلمون أن يرجعوا إلى سابق عهدهم وقديم عِزِّهم فما عليهم إلا أن يرجعوا إلى دين ربهم، ورحم الله الإمام مالكًا رحمة واسعة حيث قال: [... ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها]. انظر: [حجة النبي ﷺ ص 71] .


8. إخوتاه !! إن الأعداء ينبشون في كتبنا، ويتصيّدون ما هبّ ودبّ من ثغرات وأخطاء، ويلوون أعناق الأدلة والأحاديث حسب أهوائهم، يضللون بها العوامّ والجهلة والغافلين، وكأنَّ البعض من هذه الأمة، لا يزالون في سبات عميق، يغضُّون الطرف عما يُحاك حولهم؛ والبعض الآخر على يقظةٍ ولكن بأسهم بينهم شديد، يتربص بعضهم ببعض الدوائر. مما جعل الأمة تؤول إلى ما آلت إليه من الفرقة والضعف والإنقسام والهوان، - إلا من رحم ربي -.

ولكني بكل ثقة وتأكيد أقول: إن هذا الضعف والفرقة والإنقسام لا ولن يدوم طويلا، لأن رسول الله ﷺ قال في الحديث الذي رواه عنه ثوبان - رضي الله عنه -: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق؛ لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) (حديث صحيح) رواه: (مسلم والترمذي وابن ماجه) انظر: [صحيح الجامع رقم : 7289].‌

فالإسلام قادم ... الإسلام قادم، والمستقبل له بإذن الله - تعالى -، وإن غدًا لناظره قريب، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فلا قرّت أعينهم.

وبعد هذه الهجمات الشرسة بشتى الوسائل والسبل على الإسلام والمسلمين، وعلى كتاب الله رب العالمين، وعلى رسول الله محمد ﷺ سيد الأنبياء والمرسلين وسيد الخلق أجمعين، وعلى شعائر الدين، أما آن نفيق؛ أما آن لنا أن نفرِّق بين العدوّ والصديق ؟؟
ما أحرانا أن نحرص على تربية الأنفس والأبناء التربية الإيمانية التي يُحفظ بها صرحُ الإيمان شامخا، ويُرفع بها لواء التوحيد عاليا؛ وتتحقق قاعدة الولاء والبراء التي هي شرط في الإيمان؛ قال تعالى: ﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ۞ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [المائدة: 80 –81].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في توضيح هذه الآية الكريمة: [فذكر جملة شرطية تقتضي أنه إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف (لو) التي تقتضي مع الشرط انتفاء المشروط، فقال: ﴿وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالْلهِ والنَّبِىّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء.
فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب، ودل ذلك على أن من اتخذهم أولياء، ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي ﷺ وما أنزل إليه]. [كتاب الإيمان ص 14]..

ما أحرانا بأخذ الحيطة والحذر من أعداء الدين ومكر الماكرين، وشحذ الهمم، وتكثيف الجهود الدعوية وتوحيدها، تصفيةً وتربية لإحياء السنن وإماتة البدع، وبيان العلوم الشرعية وتفهيمها للناس، وتقريبها بين أيديهم بكل ما يتيسر من وسائل التواصل، ليميزوا الخبيث من الطيب، والغثَّ من السمين، حتى يتم لهم النصر والتمكين.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يؤلف بين قلوب المسلمين، وأن يوحد كلمتهم على الحق والدين، ويوفقهم لما يحب ويرضى، ويهديهم سواء السبيل، وأن يعزَّ الإسلام والمسلمين، ويذلَّ الشرك والمشركين؛ ويدمّر أعداء الدين، ومن أراد بالإسلام وأهل السنة من المسلمين؛ ويردَّهم على أعقابهم خاسئين خاسرين ذليلين، إنه ولي ذلك والقادر عليه .


مع تحيات: أم عبدالله نجلاء الصالح

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -
________

المراجع:

1. القرآن الكريم.
2. اقتباس من مواقع الإنترنت؛ والرد عليها بتصرف.
3. تهذيب الكمال.
4. حجة النبي ﷺ؛ تأليف الإمام الألباني رحمه الله تعالى.
5. زاد المعاد في هدي خير العباد.
6. سنن أبي داود.
7. صحيح البخاري.
8. صحيح الجامع.
9. صحيح السيرة النبوية.
10. مختصر صحيح مسلم.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-01-2009, 06:28 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي

جزاكِ الله خيراً على هذه المقالة المهمّة ،

والذين يحاولون أن يطعنوا في نسب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( كالنصارى في مواقع كَنَسِيَّة، والدروز والنصيريون في كتبهم السرية، وغيرهم ) لم يلجأوا إلى هذا الأسلوب إلاّ لإفلاسهم في الطعن بديننا الحنيف وبسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي ما ينطق عن الهوى، إن هو إلاّ وحيٌ يوحَى .

----------------------------
ملاحظة : ليتكِ وضعتِ المقالة في منبر التاريخ والتراجم حيث الأولى أن تكون، بل ليت باقي الأخوات يضعن مقالاتهم في المنابر المناسبة ليتم الاستفادة منها وليس كلّها في منبر الأسرة والمجتمع، حيث نجد العديد من المواضيع التي لا علاقة لها بالأسرة أو المجتمع، والله أعلم .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-04-2009, 02:31 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

شكر لله لكم أخي الفاضل «أبي معاوية البيروتي» وجزاكم الله خيرًا على الملاحظة التي تفضلتم بها.

لقد تم - بفضل الله تعالى - وضع هذه المقالة في «منبر التاريخ والتراجم».

وقد حرصتُ على وضع هذه المحاضرات في منبر الأسرة والمجتمع، لتعم الفائدة أكثر، ولتكون في متناول الأيدي. فلا تحتاج إلى الوقت والجهد في البحث عنها في منابر مختلفة.

أسأل الله - تعالى - أن يجعل عملنا خالصًا ابتغاء مرضاته وابتغاء وجهه الكريم، وأن يبارك في جهودكم ويزيدكم من فضله.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-09-2022, 04:45 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مـــــا أشبه اليوم بالبارحـــــة

مـــــا أشبه اليوم بالبارحـــــة

من خلال محاولات محمومة شعواء تُشَنُّ ما بين الفينة والفينة من هنا وهناك، حملات الإساءة إلى نبينا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - أزكى البشرية وخير البرية لتشويه سيرته والنيل منه ومن شرعه وأهل بيته وأمته حقدًا وحسدا؛ وتحت مسمَى حرية التعبير؛ ومـــــا أشبه اليوم بالبارحـــــة؛ هذه المحاولات آذت قلب كل مؤمن محب لله تعالى، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، أشدَّ الإيذاء؛ آذت قلب كل مسلم غيور على دينه، وعقيدته؛ فرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أحبِّ إلينا من كل حبيب، وأعز علينا من كل عزيز وقريب بعد الله تبارك وتعالى.

ولكن لن يضر السحاب في السماء نباح الكلاب، ولن يضير نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، عبّاد بوذا والبقر؛ ولا حسد الحاسدين، الذين حسدونا حتى على السلام والتأمين، وقد لعن الله تعالى كل من يؤذيه - سبحانه - ويؤذي رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتوعّدهم بعذابٍ أليم؛ فقال جلَّ شأنه: قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا [الأحزاب 56 - 58].

لن تضير هذه الحملات الحاقدة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ أنه شامةٌ في جبين التاريخ، وما أشرقت الشمس ولا غربت على أطهر منه نفساً، ولا أزكى منه سيرة، ولا أسخى منه يدا، ولا أبرَّ منه صلةً ولا أصدق منه حديثاً، ولا أشرف منه نسباً، ولا أعلى منه مقاماً.

نصَرَهُ الله - تبارك وتعالى - بالرعب من مسيرة شهر، وأكرمه الله تعالى بأنه أول من ينشق عنه القبر يوم الحشر، امتنَ عليه بالمقام المحمود، وبالشفاعة العظمى يوم الموقف العظيم، يوم القيامة، يوم يعتذر عنها أبو البشر آدم، وأولو العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام، ويقول رسولنا صلى الله عليه وسلم (أنا لها أنا لها). فهو أول شافع، وأول مشفع، خاتم النبيين، وسيد المرسلين، سيد ولد آدم ولا فخر، أول من يدخل الجنة، وأمته من بعده، وهذا من فضل الله تعالى وكرمه. والحمدلله رب العالمين

فالله ... الله يا مسلمين !! إن من يعملون جاهدين على هدم الدين، وتشكيك الناس في معتقداتهم، هل سيتورَّعون عن الإستهزاء بدبينا الحنيف، وبنبينا وحبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وبأهل بيته؛ ناهيك عن أمته ؟؟؛ وهل سيبالون بالأعراف والمواثيق الدولية، التي يتباكى الناس عليها ؟.
أم هل ستهزُّهم الاحتجاجات والاعتراضات المقدمة إليهم ؟؟. وهل تكفي المطالبة بالاعتذار لمنع تلك الإساءات لاحقاً منهم، أو منع غيرهم من ملَة الكفر والشرك والإلحاد الذين يتربصون بنا الدوائر ؟؟.
قد يفعلون خوفًا على مصالحهم؛ لكن ليس لأجلنا، لا حبًا ولا كرامة؛ إنهم قومُ مادة؛ الحياة عندهم مادة، إن وجدوا البديل عادوا لما كانوا عليه وربما أسوأ، ولن يرضوا حتى تُتَّبَع ملتهم؛ قال الله - تعالى -: ﴿إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تُسأل عن أصحاب الجحيم ۞ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولى نصير [البقرة: 119 - 120].

اللهم إنا نعتذر إليك على تقصيرنا وإسرافنا في أمرنا؛ تكالبت علينا الأمم حتى تجرأت على النيل ممن تهون دونه أرواحنا وأبناؤنا وأموالنا وأهلونا.

الله أكبر ... كم هو حَريَ بنا نحن كمسلمين وكل من امتنَ الله عليه بنور الهداية وحمل أمانة هذا الدين، أن يغضب لله تعالى، وينتصر لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ الله أكبر ... كم نحن بحاجة إلى أن نثوب إلى رشدنا، ونراجع أنفسنا قبل أن نلوم غيرنا؛ كم نحن بحاجة إلى أن نتأدب مع ربنا الله - تبارك وتعالى -، ومع نبينا صلى الله عليه وسلم قبل أن نطلب ذلك من غيرنا، وأكرر: قبل ان نطلب ذلك من غيرنا.

أليس من بيننا نحن المسلمين من يسمَون بشهادة الميلاد مسلمين، يعتقدون بالعقائد الشركية والعلمانية، والإشتراكية، والفرق الضالَة المنحرفة، ويبثون بذورها جهرة وخفية ؟؟. أليس من بيننا من أبناء جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا من يشتم الذات الإلهية، ويسب الدين ؟ وقد يكونون آباء وأمهات ومربَين !! فمن القدوة لأبناء المسلمين ؟.
ألا تطلق النكات على الله تبارك وتعالى و ملائكته وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى صحبه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين من خلال الهواتف النقَالة وشبكات التواصل وغيرها من وسائل الإعلام، وبأيدي المسلمين في عقر ديار المسلمين ؟؟.
ألا يستهزأ بالملتزمين والصالحين؟؟ ألا يوصفوا بأقذع الصفات حتى من المقربين ؟.

الله ... الله يا مسلمين !! لتكن ردود الفعل على ما حدث وما يحدث ردودًا إيجابية، وليس فقط مجرد مظاهرات، واحتجاحات، وشعارات، وخطب وجمل حماسية يتغنى أصحابها بذكر النبي صلى الله عليه وسلم ومناقبه، وبالماضي العريق للمسلمين والتحسُّر عليه؛ دون التأثر بماض وحاضر ولا بأخذ العبرة منه؛ ومما صاروا إليه؛ وقد يكون لسان حالهم ومقالهم، بعيدًا كل البعد عن منهجِ من يدافعون عنه ويحتجَون لأجله، «نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم».

فحري بنا أن نملأ شغاف القلب بحبه بعد حب الله عز وجل، والتأسي به؛ فهو القدوة الصالحة، والأسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، والصلاة والسلام عليه كلما ذكر، إذ أنَ صدق المحبة يتجلَى في طاعة الله تبارك وتعالى، وحسن الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإحياء السنن المتروكة، وإماتة البدع؛ قال الله تعالى: ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ۞ قل أطيعوا الله والرسول فإن تولَوا فإنَ الله لا يحب الكافرين [سورة آل عمران: 31 - 32].

وعلى ذلك فإن الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم وعن شرعه الذي جاء به؛ والحفاظ على سمعة الإسلام، ناصعة نقية، وكذلك الحفاظ على سمعة النبي صلى الله عليه وسلم، واجب ومسؤولية كل أحدٍ من المسلمين.
وما أجمل أن يكون ما حدث حافزًا قويًا لنا على التغيير، تغيير أنفسنا من الداخل إلى الأفضل، إلى العمل بكتاب الله تبارك وتعالى، وما جاءنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، على فهم سلفنا الصالح ... على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه - رضي الله عنهم -، فهم الفرقة الناجية الذين فتحوا البلاد وقلوب العباد، سارعوا بالتوبة، والإنابة، والتقرب إلى الله - تعالى - بالطاعات والمسابقة إلى الخيرات -، فمكَن الله لهم دينهم الذي ارتضى لهم. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ [سورة الرعد: 11].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:36 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.