أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
48628 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-08-2017, 04:21 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الشفـاعـــــــة

الشفاعــــــة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الحمد لله المتفرد بالإلهية، - جلَّ في علاه - الحي الذي لا يموت أبدا، القيوم الذي إليه يفتقر جميع خلقه، الغني عنهم، لا يعتريه عجز، ولا نقص، ولا ضعف، ولا غفلة، ولا ذهول، - سبحانه وتعالى - لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وجميع خلقه في ملكه عبيد له، وتحت أمره وقهره وسلطانه.

قال الله - تعالى - : ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ۞ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا۞ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا [سورة مريم 93 ــ 95]، فمن عظيم قدرته وجلاله وكبريائه وعظمته - عز وجل - أن لا يجرؤ أحدٌ أن يشفع لأحد يوم القيامة إلا بإذنه.

فالسعادة كل السعادة لمن جعل من هذه الحياة الدنيا مَطِيَّةً إلى الدار الآخرة، فشمر عن ساعد الجد واجتهد، وتزوّدَ فيها بخير زاد، تزوّد بالتقوى ليرتاح في دار المعاد، دار نعيم مقيم لا تعب فيها ولا نصب، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

والبؤس والشقاء لمن اغتر بهذه الحياة الدنيا، وجهل حقيقتها فافتتن بها وبشهواتها، وانشغل في لهوه وسهوه عن آخرته، فما تنفعه شفاعة الشافعين، إلا أن تتداركه رحمة رب العالمين.

قال الله - تعالى - في أعظم آية في كتابه العزيز : ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيّ العَظيمْ [سورة البقرة: 255].

الشفاعة لغة: هي الوسيلة، والطلب.
وفي كتاب : [شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين رحمه الله - تعالى - ص 391]: [والشفاعات جمع شفاعة، والشفاعة في اللغة: جعل الشيء شفعا.
وفي الاصطلاح: التوسط للغير بجلب منفعة، أو دفع مضرة، ومناسبتها للإشتقاق ظاهرة، لأنك إذا توسطتَ له، صرتَ معه شفعًا تشفعه].

قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - في كتابه القيم [التوسل ص 153 - 154] :[ورغبة في تنوير القراء وإفادتهم نورد بعض ما ذكرَتْهُ كتب اللغة في بيان معنى الشفاعة والاستشفاع : قال صاحب (القاموس المحيط) : [الشفع خلاف الوتر، وهو الزوج، والشفعة : هي أن تشفع فيما تطلب، فتضمه إلى ما عندك فتشفعه أي تزيده.
وشاة شافع: في بطنها ولد يتبعها آخر سُمِّيَتْ شافِعًا لأن ولدها شفعها أو شفعته.
واستشفعه إلينا: سأله أن يشفع].
وفي (المعجم الوسيط) الذي أصدره مجمع اللغة العربية في مصر : [شفع الشيء شفعًا : ضم مثل إليه وجعله زوجًا، والبصر الأشباح: رآها شيئين، واشتشفع : طلب الناصر والشفيع.
والشفائع: المزدوجات والشفاعة : كلام الشفيع والشفيع : ما شفع غيره وجعله زوجا].
وفي (النهاية) لابن الأثير: (الشُّفْعَة مشتقة من الزيادة، لأن الشفيع يضم المَبيعِ إلى مُلكه فيَشْفَعُهُ به، كأنه كان واحدًا وترًا فصار زوجًا شفعًا، والشافع هو الجاعل الوتر شفعا).
فمن هذه النقول وأمثالها يظهر معنى الاستشفاع بوضوح، وهو أن يطلب إنسان من آخر أن يشاركه في الطلب فيزيد به ويكونا شفعًا أي زوجا.
قد أخذ من هذا الأصل اللغوي المعنى الشرعي للاستشفاع حيث أريد به الطلب من أهل الخير والعلم والصلاح أن يشاركوا المسلمين في الدعاء إلى الله في الملمّات فيشفعوهم بذلك ويزيدوا الداعين، فيكون ذلك أرجى لقبول الدعاء.
وبهذا يمكننا فهم الشفاعة العظمى للنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة؛ فهي باتفاق العلماء دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - للناس بعد مجيئهم إليه وطلبهم منه أن يدعو الله تعالى ليعجل لهم الحساب. ولم يفهم أحدٌ من أهل العلم من ذلك أن يقول الناس مثلا: اللهم بمنزلة محمد عندك عجل لنا الحساب...]. [انتهى كلامه].


من محاضرات اللجنة النسائية بجمعية مركز الإمام الألباني
بقلم : أم عبدالله نجلاء الصالح


يُتبَع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-08-2017, 04:52 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الشفاعة : وتكون في الأمور الدينية والدنيوية.

الشفاعة : وتكون في الأمور الدينية والدنيوية.

ففي الأمور الدنيوية : الشفاعة في إصلاح ذات البَيْنِ، ونبذ الخلاف، وتقريب وجهات النظر : قال الله - تعالى -: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [سورة النساء 114].
وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ: (اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء) (متفق عليه). وانظر : [صحيح الجامع 1007]. ‌

إذا رُفع الأمر إلى السلطان أو وليِّ الأمر في إقامة الحدِّ فلا شفاعة : فعن عائشة - رضي الله عنها - أن قريشًا أهمَّهُمْ شأن المرأة التي سرقت في عهد رسول الله ﷺ، في غزوة الفتح، فقالوا : من يُكلم النبي ﷺ ومن يَجترئُ عليه إلا أسامة بن زيد - رضي الله عنه -، فتلوّنَ وجه رسول الله ﷺ فقال أتشفع في حد من حدود الله - عزّ وجلّ - ؟ فقال له أسامة: استغفر لي يا رسول الله. فلما كان العَشيّ قام رسول الله ﷺ فاختطبَ فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: (أما بعد، فإنما أهلك من كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وإني والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)، ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت، فقطعت يدها، قالت عائشة فحسنت توبتها بعدُ وتزوجت، وكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله ﷺ). (متفق عليه).
وفي رواية لعائشة - رضي الله عنها - قالت: (كانت امرأة مخزومية تستعير المتاع وتجحده، فأمر النبي ﷺ بقطع يدها) (متفق عليه).

وفي رواية : [أن امراة كانت تستعير الحُلِيّ للناس ثم تُمْسِكُه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لِتتبْ هذه المرأة إلى الله وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وترد ما تأخذ على القوم)، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (قم يا بلال فخذ بيدِها فاقطعها) [تفسير القرآن العظيم لابن كثير 2/ 80].

ومنه الشُّفعة : وهي الضم، وهي مأخوذة من الشفع وهو الزوج، قال الله - تعالى - : {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرْ}. والوتر هو الفرد.

وتعني اصطلاحًا : انتقال حصة شريكٍ إلى شريكٍ بمثل العوَض المسمى، فمن كان له شريك في أرضٍ أو حائطٍ أو دارٍ أو نحو ذلك فلا يبيع حتى يعرض على شريكه، فإن باع قبل العرض عليه فهو أولى بالمبيع.

عن جابر – رضي الله عنهما - قال: (قضى النبي ﷺ بالشفعة في كل ما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود وصُرِفَتِ الطرق، فلا شفعة) (صحيح) رواه: (البخاري وابن ماجة وأبو داود).
وعنه – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ: (الجار أحقُّ بشفعةِ جاره ينتظر بها وإن كان غائبا، إذا كان طريقهما واحدا) (صحيح) (صحيح ابن ماجه 2023).


يُتبَع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-09-2017, 02:55 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أقسام الشفاعة

أقسام الشفاعة

تقسم الشفاعة إلى قسمين :

1. شفاعةٌ بباطل :
وهي فيما يتعلق به المشركون في أصنامهم حيث يعبدونهم ويزعمون أنهم شفعاء لهم عند الله - تعالى -. وذلك لقوله - جلّ في عُلاه - : {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة يونس 18].
وقول الله - تعالى - : {أَلَا لِلهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [سورة الزمر 3].
فلا شفاعة لأهل الشرك ولا لشركائهم، وشفاعتهم باطلة، لقوله تعالى :{وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [سورة الزخرف 86].
ولقوله - تعالى - : {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} [سورة المدثّر 48].

أي : أن شفاعة الشافعين لن تنفعهم في الخروج من النار، كما تنفع عصاة الموحدين في الخروج منها.

وأما شفاعة رسول الله في عمه أبي طالب، فقد كانت في التخفيف عنه، لا في إخراجه من النار : فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر عنده عمه أبو طالب فقال : (لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه أم دماغه) (متفق عليه). وانظر : [السلسلة الصحيحة 54] و [صحيح الجامع 5087].

2. شفاعةٌ بحق : وهي سؤال الله - تعالى - المغفرة، والتجاوز عن الذنوب والآثام للغير يوم القيامة : وهي واردة بأدلة صريحة صحيحة متواترة، موافقة لنصوص الكتاب الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وهي موضوع البحث :

ولها شروط ثلاثة :

1. رضى الله - تبارك وتعالى - عن الشافع، لقوله - سبحانه - : {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا ۞ وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا ۞ لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً} [سورة مريم 85 - 87].

2. رضا الله - تعالى - عن المشفوع له، قال الله - تعالى - : {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [سورة الأنبياء 28].

إلا أن الشفاعة العظمى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الموقف العظيم " يوم القيامة " فهي عامة لجميع الناس، لفصل القضاء، ليقضيَ الله - تعالى - بينهم، من رضي عنه الله - تعالى -، ومن لم يرض عنه.

3. أن يأذن الله تعالى للشافع أن يشفع، فإنه لا يشفع أحد إلا بإذنه، قال الله تعالى : {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظيمْ} [سورة البقرة 255].
وقال الله - تعالى - : {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا} [سورة النبأ 38].
وقال الله - تعالى - : {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ 23].
وقال الله - تعالى - : {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} [سورة النجم 26].
وقد تضمنت هذه الآية الكريمة الشروط الثلاثة.

قال شيخنا الفاضل ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - : [ولم يقل عن الشافع، ولا المشفوع له، ليكون أشمل]. انظر : [شرح العقيدة الواسطية ص : 392].
وقال الله - تعالى - : {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} [سورة طه 109].
وقد تضمنت هذه الآية الكريمة شرطين من هذه الشروط.


يُتبَع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-15-2017, 03:55 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي اختلف الناس في إثبات الشفاعة ونفيها على ثلاث أوجه :

اختلف الناس في إثبات الشفاعة ونفيها على أوجه ثلاث :

1.
من أهل البدع من نفى الشفاعة، ومنهم من أنكر شفاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكبائر من أمته يوم القيامة، وهم الخوارج والمعتزلة، قديما وحديثًا.
لم يخرج المُعتزلة الأعمال من الايمان، ويرون أنها داخلة فيه، إلا أنهم يروْن أن لا تأثير لدخول الأعمال في مسمى الايمان عندهم.
فقالوا : الايمان لا يزيد ولا ينقص، وعلّلوا ذلك بقولهم : من ترك بعض الأعمال، فقد ترك بعض الايمان، وإن الإيمان اذا زال بعضه زال كله؛ لأن الايمان لا يتبعض، ولا يكون في العبد إيمان ونفاق، فيكون عندهم أصحاب الذنوب " الكبائر " في منزلة بين منزلتين : الإيمان والكفر، فلا هم بمؤمنين ولا هم بكفار، وأنهم مخلدون في النار، لا تنفعهم الشفاعة إن ماتوا قبل التوبة، اذا كان ليس معهم من الايمان شيء.

وقولهم هذا باطل، للحديث الصحيح الوارد عن جابر - رضي الله عنهما - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (إن شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي) انظر : [سنن ابن ماجة 2/ 1441 رقم 4310].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في [مجموع الفتاوى" (1/ 318) : [وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ أَنْكَرُوا شَفَاعَتَهُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ فَقَالُوا : لَا يَشْفَعُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ بِنَاءً عَلَى أَنَّ أَهْلَ الْكَبَائِرِ عِنْدَهُمْ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُمْ وَلَا يُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلُوهَا لَا بِشَفَاعَةِ وَلَا غَيْرِهَا.

وَمَذْهَبُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَسَائِرِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَشْفَعُ فِي أَهْلِ الْكَبَائِرِ، وَأَنَّهُ لَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ أَحَدٌ ؛ بَلْ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إيمَانٍ أَوْ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَان].

2. ومنهم أثبت الشفاعة للأصنام، وهم المشركون كما قال الله - تعالى - في كتابه العزيز مخبرًا عنهم : {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة يونس 18].

3. وقسم توسطوا، وهم أهل السنة والجماعة، أثبتوا الشفاعة مقيدة بشروطها وأدلتها الواردة أعلاه في الكتاب العزيز، والسنة النبوية المطهرة، فلا يملك العبد معها إلا أن يقول سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير. قال الله تعالى : {قُلْ لِلهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [سورة الزمر 44].


يُتبَع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-15-2017, 05:53 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي شفاعة رسول - صلى الله عليه وسلم -.

شفاعة رسول - صلى الله عليه وسلم -. :

أثبت أهل السنة والجماعة لرسول - صلى الله عليه وسلم - شفاعتين : شفاعة خاصٌّة به، وشفاعة عامٌّة له ولغيره، وذلك لمنزلته وكرامته على الله - تبارك وتعالى -؛ فعن أبي موسى وعوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أتاني آت من عند ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة، وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئا) (صحيح) رواه (أحمد والترمذي وابن حبان). [صحيح الجامع رقم : 56]؛ وعن أنس قال سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يشفع لي يوم القيامة، فقال : أنا فاعل. قلت: يا رسول الله ! فأين أطلبك ؟ قال : (اطلبني أول ما تطلبني على الصراط). قلت: فإن لم ألقك على الصراط ؟ قال : (فاطلبني عند الميزان)، قلت: فإن لم ألقك عند الميزان ؟ قال : (فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطىء هذه الثلاث المواطن). رواه الترمذي وقال هذا حديث غريب. قال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى: (إسناده جيد) انظر : [مشكاة المصابيح جـ 3 حديث رقم 5595].

امتنّ الله تعالى - تبارك وتعالى - على رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، بأنه أول شافع، وأول مشفع وأنه صاحب لواء الحمد وهو أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة : فعن أبي سعيد – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه، إلا تحت لوائي، وأنا أول شافع، وأول مشفع ولا فخر). (صحيح) رواه ‌(أحمد والترمذي وابن ماجه) انظر : [صحيح الجامع 1468].‌

فمن الشفاعة الخاصة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي اختصه الله - جل في علاه - بها :

1. المقام المحمود والشفاعة العظمى، لفصل القضاء يوم القيامة : وهي لا تكون لأحدٍ أبدًا إلا لرسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهي أعظم الشفاعات، لأن فيها إراحة أهل الموقف العظيم يوم القيامة. برُّهُم وفاجِرُهُم من الكرب والغم الشديد حتى يقضي * الله - تعالى - بينهم.

* حتى يقضي الله - تعالى - بينهم : حتى للتعليل، أي مِنْ أجل أن ينفضُّوا، وليس للغاية، لأن المعنى يفسد بذلك.

وعن ابن عمر – رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا، كل أمة تتبع نبيَّها، يقولون يا فلان اشفع، يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود) (صحيح) رواه : (البخاري) انظر: [صحيح الجامع 1978]. ‌

وعن كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تلٍ ويكسوني ربي حلةً خضراء ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول فذاك المقام المحمود] (صحيح) [السلسلة الصحيحة 2370]. ‌
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المقام المحمود الشفاعة). وورد من طرق أخرى بلفظ : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في قول الله - عز وجل - : {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا *} قال : (هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي). (حديث حسن) انظر : [السلسلة الصحيحة 2369].

* قال – تعالى - : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [سورة الإسراء 79].
وعن جابر – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودًا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة) (صحيح) . رواه (حم خ 4 ) صحيح الجامع 6423].

عن أبي هريرة - رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك، يجمع الله الأولين والآخرين في صعيدٍ واحد، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمس منهم، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون، ولا يحتملون، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترَوْنَ ما قد بلغكم ؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : ائتوا آدم، فيأتون آدم فيقولون، يا آدم ! أنت أبونا، أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم آدم : إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح; فيأتون نوحا، فيقولون : أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وسماك الله {عبدًا شكورا}، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم نوح : إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم; فيأتون إبراهيم فيقولون : يا إبراهيم ! أنت نبيُّ الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا، فيقول لهم إبراهيم : إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى; فيأتون موسى فيقولون : يا موسى ! أنت رسول الله، فضلك الله برسالاته، وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قتلت نفسًا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى; فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى ! أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلمْتَ الناس في المهد، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم عيسى : إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد؛ فيأتوني فيقولون : يا محمد ! أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا، فأنطلق، فآتي تحت العرش، فأقع ساجدًا لربي، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده، وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال : يا محمد ! ارفع رأسك، سل تعط، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول : يا رب أمتي أمتي، فيقال : يا محمد ! أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفسي بيده، إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة، لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى). (صحيح) (أحمد والبخاري ومسلم والترمذي). انظر : [صحيح الجامع رقم : 1466].

وفي رواية : عن عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم فيقول : لست صاحب ذلك، ثم بموسى، فيقول : كذلك، ثم بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، فيشفع بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة، فيومئذ يبعثه الله مقامًا محمودًا يحمده أهل الجمع كلهم) [السلسلة الصحيحة 2460].

‌‌ قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في شرح منظومته :

يَشْفَــعُ أَوَّلاً إِلَى الرَّحْمَــنِ فِي **** فَصْلِ الْقَضَـاءِ بَيْنَ أَهْلِ الْمَوْقِفِ
مِنْ بَعْدِ أَنْ يَطْلُبَهَا النَّاسُ إلَى **** كُلِّ أُولِي الْعَزْمِ الْهُـــدَاةِ الْفُضَـلاَ.


يُتبَع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-02-2017, 04:51 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي شفاعته - صلى الله عليه وسلم - لأهل الجنة أن يدخلوا الجنة.

شفاعته - صلى الله عليه وسلم - لأهل الجنة أن يدخلوا الجنة.

2.
شفاعته - صلى الله عليه وسلم - لأهل الجنة أن يدخلوا الجنة فلا تفتح لهم الأبواب حتى يشفع لهم صلى الله عليه وسلم ، فهو أول من تفتح له أبواب الجنة : عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (آتي باب الجنة فأستفتح، فيقول الخازن من أنت ؟ فأقول : محمد، فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك) (صحيح) (أحمد ومسلم) [صحيح الجامع 1].
وعن السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (فُضِّلْتُ على الأنبياء بخمس : بعثت إلى الناس كافة، وادخرْتُ شفاعتي لأمتي، ونُصِرْتُ بالرِّعْبِ شهرًا أمامي، وشهرًا خلفي، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورا، وأحلَّت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي) (صحيح) انظر : [صحيح الجامع 4221].‌

جزاه الله عنا ، خير ما جزى به نبيا عن أمته.

قال الله تعالى : {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ۞ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } [الزمر 73 – 74].

‌ وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يجمع المؤمنون يوم القيامة، فيهتمون لذلك، فيقولون لو استشفعنا على ربنا فأراحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم فيقولون : يا آدم ! أنت أبو البشر خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول لهم آدم : لست هناكم ويذكر ذنبه الذي أصابه فيستحي ربه عز وجل من ذلك، ويقول : ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، فيأتون نوحا، فيقول : لست هناكم، ويذكر لهم خطيئة سؤاله ربه ما ليس له به علم، فيستحي ربه من ذلك، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن، فيأتونه، فيقول : لست هناكم، ولكن ائتوا موسى عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة، فيأتون موسى، فيقول : لست هناكم، ويذكر لهم النفس التي قتل بغير نفس، فيستحي ربه من ذلك ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه، فيأتون عيسى فيقول لهم : لست هناكم، ولكن ائتوا محمدا عبدًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فأقوم فأمشي بين سماطين من المؤمنين حتى استأذن على ربي، فيؤذن لي فإذا رأيت ربي، وقعت ساجدًا لربي - تبارك وتعالى -، فيدعني ما شاء أن يدعني ثم يقول : ارفع محمد، قل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيُحدُّ لي حدا، فأدخلهم الجنة ثم أعود إليه الثانية، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا لربي - تبارك وتعالى -، فيدَعني ما شاء الله أن يَدَعني، ثم يقول : ارفع محمد، قل يسمع، وسل تعطه ، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود الثالثة، فإذا رأيت ربي - تبارك وتعالى - وقعت ساجدًا لربي، فيدَعني ما شاء أن يدَعني، ثم يقول : ارفع محمد، قل يُسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فإذا رفعت رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحد لي حدَّا فأدخلهم الجنة ، ثم أعود الرابعة، فأقول : يا رب ما بقي إلا من حبسه القرآن، فيخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يُخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة) (صحيح) رواه :[أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه] انظر : [صحيح الجامع 8026].

وعن رفاعة الجهني – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (والذي نفس محمدٍ بيده ما من عبدٍ يؤمن ثم يسدد إلا سُلك به في الجنة، وأرجو أن لا يدخلها أحدٌ حتى تبوَّءوا أنتم ومن صلح من ذرياتكم مساكن في الجنة، ولقد وعدني ربي أن يَدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب) (صحيح) (هـ). انظر حديث رقم : 7062 .‌

وَثَانِيًا يَشْفَعُ فِي اسْتِفْتَاحِ ***** دَارِ النَّعِيمِ لأُولِي الْفَلاحِ
هَــذَا وَهَاتَانِ الشَّفَاعَتَانِ ***** قَدْ خُصَّتَا بِهِ بِلاَ نُكْرَانِ.

وهاتان الشفاعتان خاصتان للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في أهل الموقف أن يقضى بينهم، والشفاعة في دخول الجنة : [شرح العقيدة الواسطية ص 395 ] للشيخ ابن عثيمين رحمه الله -تعالى -.

يُتبَع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.