أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
79912 85137

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-12-2012, 07:25 AM
أمجد المستريحي أمجد المستريحي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: عمان الأردن
المشاركات: 246
افتراضي مقال رائع للأخ سعيد النواصرة على موقع جراسا

الوطنُ يئنُّ .. وَيشْكو عُقوقَ أبنائِه ! ولو كانَ .. وإنْ .. فلا بدَّ مِن صَوْنه وبِنائِه !
أرى وطننا - وقد غُرزت في خاصرته الخناجر المسمومة ! ( الأقلام المذمومة !) ، و عُرفت في أجنبته الحناجر المحمومة !! - كأنه أبٌ مصدوم بأبنائه ، أو أم ٌّ مكلومة .. !
وكلْمُ اللسان أشدّ من كلْمِ السّنان ! والفتنة أولها كلمة !

مكة – زادها الله شرفاً – هي أحب البلاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما هاجر منها قال : ' ما أطيبك من بلدة وأحبك إلي ولولا أن قومك أخرجوني ما سكنت غيرك ' .
ولما سكن النبي صلى الله عليه وسلم المدينة – زادها الله شرفاً - كان يسأل ربه عز وجل أن يحببها إليه ويقول : ' اللهم حبّب إلينا المدينة كحبنا لمكة أو أشدّ ' .
فكان أن أحبها حباً شديداً ؛ روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : ' كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر، فنظر إلى جدران المدينة ، أوضع راحلته ، وإن كان على دابة حركها من حبّها ' .

في مثل هذه الأحاديث دليل على مشروعية حب الوطن ؛ قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى - في ( فتح الباري ) : ' وفي الحديث دلالة على فضل المدينة ، وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه '
ولذلك تغنى الشعراء قديماً بحب الوطن ، ولم ينكر عليهم العلماء ؛ أنشد ابن الرومي يقول :
ولي وطن آليت ألا أبيعه وألا أرى غيري له الدهر مالكا
وحَبّب أوطان الرجال إليهم مآربٌ قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا
وأنشد آخر :
لقرب الدار في الإقتار خير من العيش الموسع في اغتراب !

والوطن : ( مكانُ إقامة الإنسان وَمقَرُّه ، وإليه انتماؤه ، وُلد به أو لم يولد) ! ؛ كما في ' القاموس المحيط ' للفيروز آبادي .

قال عبد الله بن المبارك – رحمه الله – كما روى الإمام الحاكم : ' إنّ من أقام في مدينة أربعُ سنين فهو من أهلها، وروي ذلك عن غيره أيضاً ؛ والله أعلم'

قال الأخ جمال الحارثي في رسالته ( المفهوم الصحيح لحب الوطن في الإسلام ) : ' وحب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه ، ويحن إليه إذا غاب عنه ، ويدافع عنه إذا هوجم ، ويغضب له إذا انتُقص ... !

والبعض لا يكنّ لوطنه حباً، بل يستوي عنده من يذم وطنه ومن يثني عليه ! ، ولا يفرق بين قادح ومادح، وهادم وبانٍ، بل والأعظم من هؤلاء، من يُلبِّس على الناس بنشر الأكاذيب المختلقة ! ، ونشر الرذيلة عن وطنه ، وينسى الفضائل ، بل ويسترها، فإنا لله وإنا إليه راجعون ' انتهى

إنّ من أعجب العجب أن تفرح حين يذمُّ وطنك ، أو – على الأقل – لا تغضب إذا انتقصَ في ( فضائحية ) سفيهة !! ، أو قلم ٍ مأجور من الشيطان أو أعوانه ! ، أو لا تحزن لمصابه ، أو إذا غضبت وحزنت فلم تنتصر له ولو بالكلمة الطيبة المضبوطة بأحكام الشرع ؛ فإذا وجدت ذلك في نفسك فاعلم أنك لست على خير ، وسل الله تعالى – بعد ذلك - أن يهبك سلامة القلب ! .

وما ظنك بمن ولد أو عاش على هذه الأرض ؟! ثم هو لا يحسن إلا ذكر النقائص والعيوب والأخطاء ؛ بإثارة الناس وتحريضهم و تحريشهم ؛ متذرعاً بإرادة ( الإصلاح ) بأي ثمن !! ؛ متدرّعاً الغيرة على الوطن ! .

وآخرون .. كان ( الربيع العربي !!! ) فرصتهم التي لم يحلموا بها !
فراحوا يطالبون الوطن بحقوقهم المسلوبة ، وأموالهم المنهوبة ! ، والآن الآن ! وإلا كانت له ( الحراكات ) بالمرصاد ؛ كفعل مضاد ، وأيّاً كان الحصاد ( .. )! .

والأعظم من أولئك صنفان :
الأول : أحزاب ٌ لبست قميص الإسلام ؛ فتحركت من منطلق أصول ثابتة في الدين لا يُختلف عليها ولها الأثر العظيم في تمكين الأمة وأمنها وصلاحها كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ ولكنّ تطبيقها يحتاج إلى أهل الدراية من العلماء المجتهدين لتحرير الضوابط الشرعية المتعلقة بتطبيق تلك الأصول ؛ فإن تصدر لهذا الأمر من ليس بأهل للاجتهاد المسوِّغ له الإفتاء أو الكلام في الأمور العامة ؛ حصل من المفاسد ما الله به عليم .
وإن أصاب فإن ' موافقته للصواب - إن وافقه من حيث لا يعرفه - غير محمودة والله أعلم ' كما قال الإمام الشافعي رحمه الله .

وانظروا اليوم ما عانت الأمة والوطن بسبب ( الإفتاء من غير أهله ! ) ؛ وخاصة في النوازل كالإضرابات والمظاهرات وحكم ( من قتل فيها ) ! والخروج على الحكام ، وغير ذلك مما نراه كل يوم من الجرأة في الفتوى .
قال أبو الحصين الأسدي – رحمه الله - : ' إنّ أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر ' ( .. ) !

الثاني : أناس ليسوا على شيء - سواء من العلم الشرعي أو العقل وأحياناً من الدين أيضاً كالأحزاب العلمانية !! - ؛ دأبهم إثارة الناس وتأجيج نار الفتن ؛ بخطبهم ، وتنظيرهم ، و ( مقالاتهم !) و ( تحليلاتهم السياسية ) ! ومؤامراتهم ؛ وهؤلاء عادة ما يكونون سبب الفتن العامة التي يكثر فيها القتل ؛ قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ' إن بين يدي الساعة الهرجَ , قالوا : و ما الهرجُ ? قال : القتل , إنه ليس بقتلكم المشركين , و لكن قتل بعضكم بعضا ( حتى يقتل الرجل جاره و يقتل أخاه و يقتل عمه و يقتل ابن عمه ) قالوا : و معنا عقولنا يومئذ ? قال : إنه لَتُنزَعُ عقولُ أهل ذلك الزمان , و يُخَلَّفُ له هباءٌ من الناس , يحسب أكثرهم أنهم على شيء و ليسوا على شيء ' ، والحديث صححه الإمام الألباني رحمه الله تعالى .
والهباءُ : ما تطاير في البيت وتراه في ضوء الشَّمس شبيهًا بالدُّخان، ويُضرب به المثل لما لا يُعتدّ به ؛ ( كما في المعجم ) .
وما يثير الدهشة أنهم يتكلمون بلغة – أو بغلّة – ( المصلحة الوطنية ) و ( الإصلاح ) و ( حقوق الشعب ) و ( إرادة الشعب !! ) كل الشعب !! .

وإذا ما حدُثتهم أحاديث الفتن ، وما قد يكون فيها من قتل وتقاتل و ( استباحة للأموال ) بالاعتداء على ممتلكات المسلمين ، وتخويف الناس و .. و .. ! صدّوك و( أفتوك ) : أنه لا بد من تضحيات !! ؛ لا فضّ فوك ! .
حدّثوني عن تلك المصلحة الوطنية التي يحرق من أجلها مقرُّ محافظة أو بلدية أو ... ؟ !
أو يُطْعنُ أو يُقتل رجلُ أمنٍ مسلم آمن ؟ !
حدّثوني عن ( حقوقكم ) التي تُضيّعُون من أجلها حقوقَ الناس وتضرونهم ؛ وأقصد الإضرابات ؟!
حدّثوني عن ( الحريات !! ) التي تبغونها ؟
حدّثوني عن الإشاعات والسبّ والقذف .. ؟
هذه التضحيات ؟!!
هذا هو العقوق يا أبناء الوطن !! واحذروا بعده الفتنة .. واسمعوا لهذا الأثر العظيم عن إمام أهل السنة والجماعة العالم المبجّل أحمد بن حنبل .
روى الخلّال عن محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر أنَّ أبا الحارثِ حدَّثَهُم قال : سألتُ أبا عبد الله ( يعني : الأمام أحمد ) في أمرٍ كان حدث في بغداد ، وهَمَّ قومٌ بالخروج !
فقلتُ : يا أبا عبد الله ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم ؟!!
فأنكرَ ذلكَ عليهم ، وجعل يقول : سُبحان الله ! الدّماءَ الدّماءَ ! لا أرى ذلك ، ولا آمرُ به ؛ الصَّبرُ على ما نحن فيه خيرٌ من الفتنةِ : يُسفكُ فيها الدّماءُ ، ويُستباح فيها الأموال ! ، وينتهك في المحارم ! .
أَما علمتَ ما كانَ الناسُ فيه ؟! يعني أيام الفتنةِ
قلتُ : والناسُ اليوم ! أليس هم في فتنةٍ يا أبا عبد الله ؟!
قالَ : وإنْ كانَ فإنَّما هي فتنةٌ خَاصةٌ فإذا وقع السَّيفُ عَمَّتِ الفتنةُ ، وانقطعتِ السُّبلُ ؛ الصَّبرُ على هذا ، ويَسلم لك دينُكَ خَيرٌ لك .
ورأيتُه يُنكرُ الخروجَ على الأئمة ، وقالَ : الدّماءَ ، لا أَرَى ذلكَ ، ولا آمر به ُ .
يا أبناء الوطن ! عمان ومعان والطفيلة والسلط وإربد والرمثا والمفرق والعقبة وكل مدينة أردنية عزيزة ..
أي إخواني !
ولو كان هنالك شيء من الفساد والظلم ، وإنْ أصابنا بعضُه أو منه ..
ولو كان هنالك نقص من الأموال ، وإنْ أصابنا بعضُه أو منه ..
ولو كان هنالك حقوق لنا ، وإن مُنعت عنّا ..
ولو كان ... وإنْ ...
الصَّبرُ على ما نحن فيه خيرٌ من الفتنة ! الصَّبرُ على هذا ، ويَسلم لك دينُك خَيرٌ لك .
كلماتٌ تكتب بماء العين .. !
أسأل الله العظيمَ ربًّ العرش الكريم أن يهدينا سبُل السلام والإيمان ، وأن يجعل وطننا الأردن واحة أمن وخير واطمئنان وسائر بلاد المسلمين ، وان يوفق وليَّ أمرنا لما فيه الخير والصلاح للبلاد والعباد .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين


سعيد النواصره
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-12-2012, 01:14 PM
أبو مالك الانشاوى أبو مالك الانشاوى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 131
افتراضي

نفع الله بكم
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.