أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
124191 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-02-2016, 09:28 PM
ابو حفصة بوعزة شهباوي ابو حفصة بوعزة شهباوي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: الجزائر.
المشاركات: 101
Exclamation " مَنْ لَمْ يَغِشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا "؟؟!!

وَقَفَاتٌ تَرْبَوِيَّةٌ:
الوَقْفَةُ الثّاَنِيَةُ: " مَنْ لَمْ يَغِشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا "
وكأنّه يُرَادُ لنَا أن نقرَأَ مَبادِئَنَا بالمقلوبِ ( من الشِّمالِ إلى اليَمِينِ) ، وأن نفهمَها معكوسةَ المعنى، فنقول : " مَنْ لَمْ يَغُشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا " ونقول: " غِشُّوا يَرْحَمُكُمُ اللهُ "، نريد أن نتميّزَ عن بقيّةِ الأمَمِ بالغِشِّ ، فكلّ شيءٍ جميل في حياتنا لَوَّثْنَاهُ بالغشّ ، حتّى علاقتنا بربّنا لم تسلم لنا من الغشّ .
أقول هذا و في القلب ألم و حسرة، عندما أرى حملات الغشّ (المُمَنْهَجِ) تُمُارَسُ على كافّة المستويات مع سَبْقِ الإصرَارِ و التّرصُّدِ .وقبل أن نوجّه اللّومَ لأبنائِناَ على غِشِّهم في الإمتحانات ، فَلْنَقِف وقفةَ مُكَاشَفَةٍ و مُحاسبةٍ و مُصَارحَةٍ مع النّفس في عمليّة نقدٍ للذّات ،( ولست أعفيهم من مسؤوليتهم الأخلاقية عن الغشّ، و لست أبرّر لهم ذلك). إنّ الفيروس الحامل للغشّ نقل العُدْوَى منّا إليهم، نحن الذين علّمناهم في يوم من الأيّام أنّ " مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا " ، فنحن نمارس الغشّ على أوسعِ نطاقٍ. شاركتُ السَّنَةَ الماضية في إمتحان الأساتذة المكوّنين، و المفترض أن يكون مُجْمَلُ خَدَمَاتِ المترشّح جاوز العشرين عامًا في المهنة ، وقد فوجئت و الله بل فُجِعْتُ و أنا أرى أغلب المترشّحين يسعون جهدهم للغشّ لأجل النّجاح في المسابقة، ثمّ عندما نرجع إلى أقسامنا فسنقول لتلامذتنا : "الغِشَّ حَرَامٌ ". ذُكِرَ لِي أنّه في إحدى مسابقات الأئمّة وُجِدَ أحدُ المترشّحين يضعُ المِصْحَفَ تحت فَخِذَيْهِ، جالساً عليه، و لا حول و لا قوّة إلاّ بالله، فهذا الذي هان عليه المِصْحَفَ ، وهَانَ عليه كلام الله أن يجعله كذلك، ما ذا تنتظر منه إذا رَقَى المِنْبَرَ غداً؟ و لا أسترسل في ذكرؤ الأمثلةِ فذلك أمرٌ يطولُ.
إنّني أتساءلُ : هل أصبح الغشُّ حَقًّا لكلّ فردٍ مسلم ٍ، كبيرًا كان أم صغيرًا؟ و الأخطر: هل أصبح الغشّ أحد مقوّمات الشخصية المسلمة ؟
ثمّ إنّ التقنية الحديثة عِوَضَ أن تكون في خدمة مصالح الأمّة ، وُظِّفَتْ و بأبشعِ صورة في التّرويج للمنكرو الفساد و طَمْسِ معالمِ الحقّ ، وتدمير أخلاق الأمّة ومنها الغشّ و نشره ،بل أعطته دفعًا قويّا ، وتفنّن الغشّاشون و أبدعوا ، و ابتكروا أساليب لا تخطر على بالٍ.
وأخيراً: إنّ ظاهرة الغشّ تستفحل و كأنّه يُرَادُ لَنَا أن تستقرّ في أذهاننا وحتّى في "لاَ شُعُورِنَا "أنّنا قوم غشّاشون لا ينفكّ عنّا الغشّ، وهذا يستدعي علاجاً عاجلاً و لا أقول إسْتِئْصَالًا للظّاهرة لأنّ ذلك مستبعدٌ الآن على الأقلّ ، وهذا يستدعي تكاتف الجهود مع صِدْقِ النَّوَايَا ، و الحَسْمِ و على جميع المستويات و إلاّ فنحن إلى الهاوية نسير.
اللّهمّ رُدّنا إلى دِينِكَ ردًّا جميلاً.


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:03 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.