أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
124191 | 89305 |
#1
|
|||
|
|||
" مَنْ لَمْ يَغِشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا "؟؟!!
وَقَفَاتٌ تَرْبَوِيَّةٌ:
الوَقْفَةُ الثّاَنِيَةُ: " مَنْ لَمْ يَغِشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا " وكأنّه يُرَادُ لنَا أن نقرَأَ مَبادِئَنَا بالمقلوبِ ( من الشِّمالِ إلى اليَمِينِ) ، وأن نفهمَها معكوسةَ المعنى، فنقول : " مَنْ لَمْ يَغُشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا " ونقول: " غِشُّوا يَرْحَمُكُمُ اللهُ "، نريد أن نتميّزَ عن بقيّةِ الأمَمِ بالغِشِّ ، فكلّ شيءٍ جميل في حياتنا لَوَّثْنَاهُ بالغشّ ، حتّى علاقتنا بربّنا لم تسلم لنا من الغشّ . أقول هذا و في القلب ألم و حسرة، عندما أرى حملات الغشّ (المُمَنْهَجِ) تُمُارَسُ على كافّة المستويات مع سَبْقِ الإصرَارِ و التّرصُّدِ .وقبل أن نوجّه اللّومَ لأبنائِناَ على غِشِّهم في الإمتحانات ، فَلْنَقِف وقفةَ مُكَاشَفَةٍ و مُحاسبةٍ و مُصَارحَةٍ مع النّفس في عمليّة نقدٍ للذّات ،( ولست أعفيهم من مسؤوليتهم الأخلاقية عن الغشّ، و لست أبرّر لهم ذلك). إنّ الفيروس الحامل للغشّ نقل العُدْوَى منّا إليهم، نحن الذين علّمناهم في يوم من الأيّام أنّ " مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا " ، فنحن نمارس الغشّ على أوسعِ نطاقٍ. شاركتُ السَّنَةَ الماضية في إمتحان الأساتذة المكوّنين، و المفترض أن يكون مُجْمَلُ خَدَمَاتِ المترشّح جاوز العشرين عامًا في المهنة ، وقد فوجئت و الله بل فُجِعْتُ و أنا أرى أغلب المترشّحين يسعون جهدهم للغشّ لأجل النّجاح في المسابقة، ثمّ عندما نرجع إلى أقسامنا فسنقول لتلامذتنا : "الغِشَّ حَرَامٌ ". ذُكِرَ لِي أنّه في إحدى مسابقات الأئمّة وُجِدَ أحدُ المترشّحين يضعُ المِصْحَفَ تحت فَخِذَيْهِ، جالساً عليه، و لا حول و لا قوّة إلاّ بالله، فهذا الذي هان عليه المِصْحَفَ ، وهَانَ عليه كلام الله أن يجعله كذلك، ما ذا تنتظر منه إذا رَقَى المِنْبَرَ غداً؟ و لا أسترسل في ذكرؤ الأمثلةِ فذلك أمرٌ يطولُ. إنّني أتساءلُ : هل أصبح الغشُّ حَقًّا لكلّ فردٍ مسلم ٍ، كبيرًا كان أم صغيرًا؟ و الأخطر: هل أصبح الغشّ أحد مقوّمات الشخصية المسلمة ؟ ثمّ إنّ التقنية الحديثة عِوَضَ أن تكون في خدمة مصالح الأمّة ، وُظِّفَتْ و بأبشعِ صورة في التّرويج للمنكرو الفساد و طَمْسِ معالمِ الحقّ ، وتدمير أخلاق الأمّة ومنها الغشّ و نشره ،بل أعطته دفعًا قويّا ، وتفنّن الغشّاشون و أبدعوا ، و ابتكروا أساليب لا تخطر على بالٍ. وأخيراً: إنّ ظاهرة الغشّ تستفحل و كأنّه يُرَادُ لَنَا أن تستقرّ في أذهاننا وحتّى في "لاَ شُعُورِنَا "أنّنا قوم غشّاشون لا ينفكّ عنّا الغشّ، وهذا يستدعي علاجاً عاجلاً و لا أقول إسْتِئْصَالًا للظّاهرة لأنّ ذلك مستبعدٌ الآن على الأقلّ ، وهذا يستدعي تكاتف الجهود مع صِدْقِ النَّوَايَا ، و الحَسْمِ و على جميع المستويات و إلاّ فنحن إلى الهاوية نسير. اللّهمّ رُدّنا إلى دِينِكَ ردًّا جميلاً. |
|
|