الحلقة العشرون من قراءة أبي عُبُود لكتاب الجامع في العلل والفوائد/ للدكتورالفحل

[هاني صالح]

شكراً أخي الزيلعي على التعليق .
أخي واضحٌ أن غرض الشيخ الفاضل أبي عُبُود - حفظه الله - من هذا البحث هو بيان خطأ مانسبه الشيخ العلوان للإمام اللألباني - رحمه الله - وهذا يكفي فيه ما يُثبِت الخطأ ، ومع ذلك ماهو الشيئ الذي تراه تركه الشيخ الفاضل أبوعبود مع الإيجاز الذي تراه ؟ .

[الزيلعي]

أخي هاني - سلمك الله- لا أدري هل تسمح بنقل سؤالي للشيخ بارك الله فيه...أرجو ذلك.
السؤال:الحديث الضعيف الذي ينجبر بالمتابعات هو ما كان في سنده سيء الحفظ، أو له أوهام، أو مدلس معنعن، أو مختلط، إلخ....

* إذا روى الحديث ضعيف وجاء هذا الحديث من طريق آخر، وكان المتابِع - بكسر الباء- صدوقاً أو مثله في الضعف، يكون الحديث: حسناً لغيره.

السؤال:

إذا كان المتابِع - بكسر الباء- ثقة، هل نقول: لحديث الضعيف صحيح لغيره أم حسن لغيره؟؟أم ماذا؟؟ بارك الله فيك وفي الشيخ وزادكم علما وبصيرة.

[هاني صالح]

أخي الزيلعي سلَّمك ربي :
أحلتُك قبلُ في مشاركتك في منشور الأستاذ محمد أشرف لكلامك عن تعامل الإمام الألباني رحمه الله مع عنعنة الحسن البصري رحمه الله إلى الحلقة العشرين من قراءة الشيخ الفاضل أبي عُبود حفظه الله هذه للفائدة لك وللاستفادة مما عندك ، ولمَّا رجعتَ - مشكوراً - لِما أحلتُك إليه :
1- وصفتَه بأنه بحث رائع لكن الشيخ توخى الإيجاز وياحبذا التفصيل .
وقد بيَّنتُ لك أن البحث هو في بيان الشيخ العلوان لِما نسبه إلى الإمام الألباني ويكفي في هذا المقام ما يُثْبِت الخطأ ومع ذلك ماهو الشيئ الموجز الذي أهمله الشيخ الفاضل أبوعبود وكان يجب ذِكْره ؟ ولم تجبني .
2- أحلتَ في مشاركتك قبل الأخيرة إلى أشرطة للشيخ أبي الحسن المأربي في عنعنة أبي الزبير للاطلاع عليها ، وكذا لكلام موجز في عنعنة أبي الزبير للعوني في رسالته الدكتوراة .
لا أدري أخي لِما إحالتك هذه مع أن الكلام عن عنعنة أبي الزبير لم يأتِ بعدُ كلامُ الشيخ الفاضل أبي عُبُود حفظه الله عنها ، أرجو البيان .
أرجو الإجابة عن سؤاليَّ .
أما سؤالك الأخير فلامانع لديَّ من عرضه على الشيخ الفاضل أبي عبود حفظه الله وإعلامك بجوابه حفظه الله عنه بعد إجابتك عن السؤالَيْن السابقين . مع تحياتي لك .

[الزيلعي]

أولا لم أجبك على الأمر الأول لأني رأيت كلامك صوابا,ولكن بما أن سؤالي متوقف على هذه الإجابة(ابتسامة)فأقول من المسائل التي لم يفصل فيها الشيخ حفظه الله,في قوله وفقه الله (عند وصف الحسن بكثرة التدليس يحيل إلى الناقد الذهبي والحافظ ، كما في ( الضعيفة ) (1/56) و (6/470) ، و ( ضعيف سنن أبي داود ) (1/18 ، 377) ، وغيرها ).
إشكال هل كلام الذهبي والحافظ سواء في الحسن البصري؟ فالحافظ جعل الحسن البصري في المرتبة الثانية وهي مرتبة من يقبل تدليسهم لإمامتهم أو لقلة تدليسهم ....ولكن يمكن أن يقال أن الشيخ أراد أن يثبت كثرة التدليس لا قبوله ورده,وهو عذر قائم.
أما إحالتي على أشرطة الشيخ المأربي حتى يطلع عليها وربما يستفيد منها.
أما العوني فلأنه من تلكم المدرسة الحادثة ,والنظر في رأيه أمر أحسبه جيد.
والسلام عليكم ,أخوكم المحب الزيلعي...فأين جواب سؤالي؟(ابتسامة)

[هاني صالح]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الزيلعي ( ابتسامات ) .
شكراً لك أخي على تجاوبك والرد على استيضاحيَّ .
أخي الزيلعي بارك الله فيك :
1- ما تقدَّم من استيضاحي لك ورَبْطه بالجواب على سؤالك إنما هو لكي لا نقع في ظلمك وليتبيَّن طرحك : هل هو ممن يثني ثم ينتقد نقداً عاماً للتقليل من العمل أو هدمه ؟ .
2- الشيخ الفاضل أبي عُبُود - حفظه الله - ينسب إلى الإمام الألباني - رحمه الله - ماقاله ولا يخلطه برأيه عندما يعزوه إلى كتاب من كتبه إلاَّ ما كان في بحثٍ مستقل فهو يذكر فيه ما يبيِّن وجاهة قول الإمام أو صحته .
3- أما بخصوص وصْف الحسن البصري بكثرة التدليس فقد نقل فيه قولَ الحافظ من التقريب وليس من ( طبقات المدلسين ) قال شيخنا أبوعبود حفظه الله :
(( وهذا إشارة منه إلى عدم أخذه بقول الحافظ الذي في الطبقات ، وقول الحافظ في التقريب يحتمل منه فهم كثرة التدليس ففيه كان يرسل كثيراً ويدلس . )) أهـ .
4- وبخصوص أشرطة الشيخ أبي الحسن المصري المأربي في عنعنة أبي الزبير ؛ فقال شيخنا أبو عُبُود حفظه الله تعالى : (( وقفتُ عليها قبل كتابة هذه الحلقات واستفدتُ منها وستجد إن شاء الله في مبحث عنعنة أبي الزبير ما تأكدتُ من سلامته من الاعتراض بعد بحثٍ ومراجعةٍ لما ورد في الأشرطة . )) أهـ .
5- أما بخصوص سؤالك أخي فيقول لك شيخنا أبو عُبُود حفظه الله : (( ما هو الإشكال عندك في رفْع السند الضعيف المعتبر به بالسند الصحيح إلى الحسن لغيره . هذا إذا فهمتُ سؤالك كما تريد . )) أهـ .
ولك الشكر والاعتذار أخي إن ظننتُ بك ما ليس فيك . ( إبتسامة ) .

[الزيلعي]

أخي هاني - حرسك الله -:
اعلم أيها الفاضل أني من الذين أحبكم والشيخ أبي عبود من غير رؤية ولا لقي,ومن أعظم أسباب ذلك هو دفاعكما عن الإمام المحدث الألباني,ونحن معكم بالحق ولن نكون عليكم بالباطل,والله من وراء القصد ....محبكم الزيلعي....
أما جوابكم على سؤالي فهذا دليل ينادي على تواضعكم...فبارك الله في جهودكم....والحقيقة الذي أدخل الإشكال علي هو كلام للشيخ المأربي في شرحه على البيقونية حيث قال:" يظهر لنا أن الحديث الحسن ينقسم إلى قسمين : حديث حسن لذاته ...، وحديث حسن لغيره، ويمكن أن نعرفه بأنه : " ما فيه ضَعْفٌ خفيف يُجْبَر بنحوه" .
فقولي : " ما فيه ضعف خفيف " شامل لصور الضعف الخفيف: عدالةً، وضبطًا، واتصالاً .
قولي:" يُجْبر بنحوه" أي يحصل بنحوه في الضعف الانجبار والارتقاء من حيز الضعف إلى الحُسْن ، وذلك لايكون إلا بالعاضد الآخر الصالح لذلك ، وهذا ينفي الشذوذ والعلة ، لأنه لا انجبار للحديث مع وجودهما ،كما ينفي العاضد الذي ضعفه شديد لأنه لايجبر غيره .
وقولي : " يُجبر بنحوه " أولى من التعبير بـ " يجبر بغيره " لأن القول الثاني يدخل فيه الضعيف والمقبول لذاته ، وما جُبر بالمقبول لذاته ، وهو صحيح أو حسن ؛ لايقال فيه : حسن لغيره ،والله أعلم ".انتهى كلامه
فكيف لي أن أجمع بين قول الشيخ أبي عبود وقول الشيخ المأربي,,,بل قرأت قديما عند أحدهم أن الحديث إذا جاء من طريق ضعيف يمكن أن يتقوى ومن طريق حسن لذاته أو صحيح لذاته,وحصر الحسن لغيره في الطرق الضعيفة التي يعضد بعضها بعضا....فهذا أمر مشكل لدي وياليت الشيخ أبي عبود يفصل ولعله يمثل لنا من تطبيقات الشيخ الألبانب,وبخاصة أن كلامه حفظه الله يبدولي يخالف كلام الشيخ المأربي.بوركتم محبكم الزيلعي

[الزيلعي]

.....بل قرأت عند أحدهم قديما أن الحديث إذا جاء من طريق ضعيف يمكن أن يتقوى وكذلك جاء من طريق صحيح فإن الضعيف لا يتقوى ,ويأخذ بالصحيح,وحصر الحسن لغيره في الضعيف الذي اعتضد بضعيف آخر أو أكثر مع توفر شروط التقوية المعروفة,فالله أعلم وكما قلت الإشكال جاء من كلام الشيخ الأربي الذي يظهر لي منه أنه يعارض كلام الشيخ أبي عبود...والله أعلم بمركتم

[هاني صالح]

الأخ المحب الزيلعي حفظك الله وبارك فيك :
إليك جواب الشيخ الفاضل أبي عُبُود عبدالله بن عُبُود باحمران - حفظه الله ووفقه - عن سؤالك :
قال حفظه الله ووفقه :
(( الأخ المحب الزيلعي حفظه الله ووفقه :
1) لم تذكر حجة الشيخ أبي الحسن لِما قاله ؛ ليُنْظَر فيها .
2) الحكم العام على الراوي بكونه ثقة أو حسن الحديث أو ضعيفاً ذلك من عَرْض مروياته على مرويات الثقات المعروفين .
3) فمَن قلَّ خطؤه فهو الثقة وحديثه الذي لم يخطئ فيه هو صحيح لذاته .
ومَن كان خطؤه أكثر من خطأ الراوي الثقة ؛ فهو الحسن الحديث وحديثه الذي لم يخطئ فيه هو حسن لذاته .
ومَن كان خطؤه أكثر من صوابه ؛ فهو الضعيف الحديث وحديثه الذي لم يحفظه كما سمعه هو حديث ضعيف .
4) فالراوي حسن الحديث إذا توبع ممَّن مثله أو أعلى منه يصير حديثه صحيحاً لغيره .
5) والراوي الضعيف الذي يُعْتَبر به إذا توبع ممَّن مثله أو أعلى منه فيكون حديثه حسناً لغيره أو صحيحاً لغيره .
6) فمَن نظر إلى ترتيب المراتب جعل حديثه حسناً لغيره أي إذا تابعه ضعيف مثله أو حسن الحديث أو ثقة ؛ فيكون حديثه حسناً لغيره لأنها المرتبة التالية لأصل حديثه الضعيف . وهذا كما يظهر هو صنيع الإمام الترمذي عندما يقول : " حديث حسن " فقط بدون إضافة لفظٍ آخر معه .
7) ومَن نظر إلى الخطأ والصواب في روايته وأن المتابِع له جَعَلَنَا نأمن سوء حفظه أو الضعف في روايته فإذا تابعه ضعيف مثله أو حسن الحديث أو ثقة ؛ فتكون روايته صواباً ، والرواية الصواب إما الحسن بنوعَيْه وإما الصحيح بنوعَيْه ، لهذا فإذا تابع الضعيفَ المعتبر ضعيفٌ مثله أو حسن الحديث أو ثقة ؛ فيكون حديثه حسناً لغيره أو صحيحاً لغيره ، وهذا صنيع الإمام الألباني كما في الصحيحة وغيرها .
8) هذا ما عندي ، والله أعلم .
9) وما عندك أيها المحب الزيلعي بخلاف ما سطرتُه ؛ فاعرضه لأستفيد و أُراجع به ما عندي .
وشكراً جزيلاً لك لإحسان الظن بأخيك بالغيب أبي عُبُود . )) انتهى جواب الشيخ الفاضل أبي عُبُود عبدالله باحمران حفظه الله ووفقه .

[الزيلعي]

إلى الشيخ الفاضل أبي عُبُود عبدالله بن عُبُود باحمران - حفظه الله ووفقه -:
أشكرك على هذا الجواب الوافي الكافي,فقد زال الإشكال وطلع نور البرهان من ثنايا جوابكم,فلكم مني الشكر والدعاء بظهر الغيب....محبكم الزيلعي...
والشكر موصول للأخ الفاضل المكرم الكريم هاني فله مني الشكر والدعاء بظهر الغيب...وبارك الله في علمكم ونفع بكم...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..محبكم الزيلعي...

[هاني صالح]

والشكر موصولٌ لك أخي أيضاً من الشيخ الفاضل أبي عُبُود حفظه الله ومني . أدام الله التواصل بيننا والتواصي بما يحب ويرضى .