أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
1938 163566

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر القرآن والسنة - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #91  
قديم 01-27-2013, 01:21 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأثرية مشاهدة المشاركة
قصدي هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم الجنة..?
إذا كان الجواب نعم ..كيف نفهم حديث ....ما لا عين رأت ولا أذن سمعت....

(ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)؛ إن كنا لم نر من نعيم الجنة شيئًا؛ فهل لم نسمع عنه شيئًا؟! وكم في النصوص الشرعية من وصف لنعيمها ليتسابق في الفوز به المتسابقون؛ لكن هذا وصف نعيم بعض أهلها ممن اختصهم الله بذلك، ونسأل الله من فضله.
والحديث التالي يبين هذا:
أخرج الإمام مسلم -رحمه الله- في "صحيحه"، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
"سأل موسى ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب! كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلِك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيتُ رب. فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله. فقال في الخامسة: رضيتُ رب. فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك. فيقول: رضيتُ رب. قال: ربِّ فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردتُ غرستُ كرامتَهم بيدي، وختمتُ عليها، فلم ترَ عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر. قال: ومصداقه في كتاب الله عز وجل: {فلا تعلمُ نفسٌ ما أُخفي لَهم مِن قرَّة أعينٍ} الآية".
والله أعلم.

ولعلك تراجعين تفاسير آية السجدة للمزيد.
رد مع اقتباس
  #92  
قديم 05-19-2013, 03:41 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اللهمّ إنا نسألك مِن فضلك يا كريم.

شكر الله لابنتي الحبيبة الغاليــــــة أم زيد، ولأحبتي الأخوات الغاليــــــات وجمعني بكنّ جميعــــًـــا في جناتٍ ونهر في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #93  
قديم 05-19-2013, 03:53 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي هل خلق الله السماء قبل الأرض، أم الأرض قبل السماء ؟

هل خلق الله السماء قبل الأرض، أم الأرض قبل السماء ؟ وكيف نجمع بين الأدلــــــة التاليـــة :

{أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ۞ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ۞ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ۞ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} وبين الآيات الكريمــــة : {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ۞ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}.

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال :

جاء رجل فقال : إني أجد في القرآن أشياء تختلف عليّ، فقد وقع ذلك في صدري .

فقال ابن عباس رضي الله عنهما : أتكذيب ؟.

قال : ما هو بتكذيب، ولكن اختلاف.
قال ابن عباس رضي الله عنهما : فهلمّ ما وقع في صدرك .

فقال له الرجل : أسْمَعِ الله يقول ــ فذكر أشياء ثم قال ــ : وفي قوله : {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ۞ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ۞ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ۞ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات] فذكر في هذه الآية خلق السماء قبل الأرض.

وقال في الآية الأخرى : {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ۞ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}. فذكر في هذه خلق الأرض قبل السماء .

فقال ابن عباس - رضي الله عنهما - : أما قولُه : {أم السماء بناها ۞ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} الآيات، فإنه خلق الأرض في يومين قبل السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم نزل إلى الأرض فدحاها، قال : ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى) أخرجه البخاري تعليقاً ومسندا. انظر : [مختصر العلو رقم 26 ص 94].

قال الله - تعالى - : {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ۞ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ۞ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَللأرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ۞ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ۞ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [سورة فصلت 9 ــ 13].

وعن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال : (بدأ الله خلق الأرض فخلق سبع أرضين، يوم الأحد والإثنين ، وقدر فيها أقواتها يوم الثلاثاء والأربعاء، واستوى إلى السماء فخلقهن في يومين) انظر : [مختصر العلو رقم 96 ص127].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيدي فقال : (يا أبا هريرة ! إن الله خلق السموات والأرضين وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع، وخلق التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الإثنين، والشر يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، والدواب يوم الخميسن، وآدم يوم الجمعة في آخر ساعة من النهار بعد العصر، خلقه من أديم الأرض، بأحمرها، وأسودها، وطيبها، وخبيثها من أجل ذلك جعل الله من آدم الطيب والخبيث) (جيد الإسناد) انظر : [مختصر العلو رقم 71 ص 111].

ملاحظة هامة : قد يتوهم أن الحديث مخالفٌ للآية الكريمة في أول سورة السجدة، وذلك في قوله - تعالى - : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ۞ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ۞ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [سورة السجدة 4 ـ 6].

وليس الأمر كذلك، إذ أن الأيام السبعة المذكورة في الحديث غير الأيام الستة في القرآن الكريم.

وأن الحديث يتحدّث بشيئ من التفصيل الذي أجراه الله - تعالى - على الأرض، فهو يزيد تفصيلاً على ما جاء في القرآن الكريم ولا يخالفه. انظر : [ مختصر العلو رقم 71 ص 111 ].

__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #94  
قديم 05-19-2013, 04:45 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

كيف الجمع بين الحديثين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (العتيرة حق) و (لا فرع ولا عتيرة) (صحيح).

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى – في التعليق على حديث :

(لا فرع ولا عتيرة) : قلت : [هذا صحيح، ولكن ما هي حقيقة الفرع والعتيرة ؟.

أما الأول – الفرع - : فهو أول النتاج كان ينتج لهم ، كانوا يذبحونهم لطواغيتهم.

والعتيرة : ذبيحة في رجب كما جاء ذلك مفسراً في بعض طرق حديث أبي هريرة المذكور في الكتاب في (الصحيحين) و(المسند) فإذا ذبح المسلم ذبيحة أول النتاج لوجه الله - تعالى -.

أو ذبح في رجب كما يذبح في غيره دون أن يخصها به، فلا مانع منه، بل قد جاءت أحاديث تدل على ذلك، من ذلك حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الفرع فقال : (حق . .) وسئل عن العتيرة ؟ فقال : (حق).
وفي حديث آخر : (اذبحوا لله عز وجل في أي شهر كان ). والأول إسناده حسن ، والآخر صحيح على شرط الشيخين ، وهما من حديث أبي هريرة قد خرجتها في ( إرواء الغليل ) ( 1166 - 167 )

وقال الحافظ في ( تلخيص الحبير ) ( 4/ 149 ) : ( وقد ورد الأمر بالعتيرة في أحاديث كثيرة ، وصحح ابن المنذر منها حديثا، وساق البيهقي منها جملة.

والجمع بين هذا وبين حديث أبي هريرة أن المراد الوجوب ، أي : لا فرع واجب، ولا عتيرة واجبة، قاله الشافعي ونص في رواية حرملة أنهما إن تيسر كل شهر كان حسنا ).

انظر: [كتاب أداء ما وجب ص (38 الحاشية) تأليف المحدث أبي الخطاب عمر بن حسن ابن دحية، تخريج الأحاديث : محمد ناصر الدين الألباني].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #95  
قديم 05-19-2013, 04:48 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

كيف الجمع بين حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا ... وحديث : أنه - صلى الله عليه وسلم - يصل شعبان برمضان.

السؤال :
لقد قرأت في صحيح الجامع الحديث رقم ( 397) تحقيق الألباني وتخريج السيوطي ( 398) صحيح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان).

ويوجد حديث آخر خرجه السيوطي برقم 8757 ، صحيح ، وحققه الألباني في صحيح الجامع برقم 4638 عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : (كانت أحب الشهور إليه - صلى الله عليه وسلم - أنه يصومه شعبان ثم يصله برمضان) فكيف نوفق بين الحديثين ؟ .

الجواب لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله – تعالى - :

بسم الله والحمد لله وبعد :

فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم شعبان كله وربما صامه إلا قليلاً ، كما ثبت ذلك من حديث عائشة وأم سلمة.

أما الحديث الذي فيه النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان فهو صحيح، كما قال الأخ العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني، والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف، أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة. والله ولي التوفيق .

نشر في مجلة الدعوة العدد 1437 بتاريخ 3/ 11/ 1414هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر.


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #96  
قديم 06-26-2013, 12:27 AM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أويس السلفية مشاهدة المشاركة
في الجمع بين أحاديث
صوم معظم شعبان والنهي عن صوم النصف الثاني منه

السـؤال:

ما الحكمة في إكثاره صلى الله عليه وآله وسلم من صوم شعبان، وكيف يدفع التعارض مع ما جاء من النهي في صوم النصف الثاني من شهر شعبان؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجـواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فقد ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثرَ مِنْ شَعْبَانَ، وَكَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ»(١)، وعن أُمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: «كَانَ لاَ يَصُوم فِي السَنَةِ شَهْرًا تامًّا إِلاَّ شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ»(٢).

ويُحمَل صيام الشهر كُلِّه على معظمه؛ لأنَّ «الأَكْثَرَ يَقُومُ مَقَامَ الكُلِّ»، وإن كان اللفظ مجازًا قليلَ الاستعمال والأصلُ الحقيقة، إلاَّ أنَّ الصارف عنها إلى المعنى المجازي هو ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَآله وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلاَّ رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ»(٣). وعنها رضي الله عنها قالت: «وَلاَ صَامَ شَهْرًا كَامِلاً قَطُّ مُنْذُ قَدِمَ المدينَةَ غَيْرَ رَمَضَانَ»(٤)، ويؤيِّده حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «مَا صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلاً قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ»(٥).

والحكمة في إكثاره صَلَّى الله عليه وآله وسلم من صوم شعبان؛ لأنه شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله تعالى وكان النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم يحب أن يُرفع عمله وهو صائم، كما ثبت من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله: لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»(٦).

ولا يُمنع أن تكون أيام التطوُّع التي اشتغل عن صيامها لسفرٍ أو لعارضٍ أو لمانعٍ اجتمعت عليه فيقضي صومَها في شعبان رجاءَ رفع عمله وهو صائم، وقد يجد الصائم في شعبان -بعد اعتياده- حلاوةَ الصيام ولذَّتَه فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط وتكون النفس قد ارتاضت على طاعة الرحمن(٧).

هذا، وينتفي التعارض بالجمع بين الأحاديث الدالَّة على مشروعية صوم معظم شعبان واستحبابه وما جاء من النهي عن صوم نصف شعبان الثاني في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلاَ تَصُومُوا حَتَى يَكُونَ رَمَضَان»(٨)، وكذلك النهي عن تقدُّم رمضان بصوم يومٍ أو يومين في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ وَلاَ يَوْمَيْنِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلكَ اليَوْم»(٩).

فيُدفع التعارض بما ورد من الاستثناء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه بقوله: «إِلاَّ أَنْ يَكونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَه فَلْيَصُمْ ذَلكَ اليَوْم»، أي: إلاَّ أن يوافق صومًا معتادًا(١٠)، كمن اعتاد صوم التطوُّع: كصوم الاثنين والخميس، أو صيامِ داود: يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو صومِ ثلاثة أيام من كلِّ شهر، وعليه فإنَّ النهي يحمل على من لم يدخل تلك الأيام في صيام اعتاده(١١)، أي: من صيام التطوع.

ويُلحق بهذا المعنى: القضاءُ والكفارة والنذر سواء كان مطلقًا أو مقيَّدًا إلحاقًا أولويًّا لوجوبها؛ ذلك لأنَّ الأدلة قطعية على وجوب القضاء والكفارة والوفاء بالنذر، وقد تقرَّر-أصوليًا- أنَّ القطعي لا يُبطِلُ الظني ولا يعارضه(١٢).

والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.



الجزائر في: 20 رجب 1430هـ

الموافق ﻟ: 12 يوليو 2009م

************************************************** ****

١- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب صوم شعبان: (1/471)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1156)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

٢- أخرجه أبو داود كتاب «الصوم»، باب فيمن يصل شعبان برمضان: (2/521)، والترمذي كتاب «الصوم»، باب وصال شعبان برمضان: (736)، وأحمد: (6/311)، من حديث أم سلمة رضي الله عنها. والحديث صححه الألباني في «صحيح أبي داود»: (2336).

٣- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب صوم شعبان: (1/471)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1156)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

٤- أخرجه مسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1156)، والنسائي كتاب «الصيام»: (2349)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

٥- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم وإفطاره: (1/471)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1157)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

٦- أخرجه النسائي كتاب «الصيام»، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم: (2357)، وأحمد: (5/201)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه. والحديث حسّنه الألباني في «الإرواء»: (4/103).

٧- انظر: «لطائف المعارف» لابن رجب: (135).

٨- أخرجه أبو داود كتاب «الصوم»، باب في كراهية ذلك: (2/521)، والترمذي كتاب «الصوم»، باب ما جاء في كراهية الصوم في النصف الثاني من شعبان لحال رمضان: (738)، وابن ماجه كتاب «الصيام»، باب ما جاء في النهي أن يتقدم رمضان بصوم إلا من صام صوما فوافقه: (1651)، وأحمد: (2/442)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث صحَّحه الألباني في «صحيح الجامع»: (397).

٩- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب لا يتقدمن رمضان بصوم يوم ولا يومين: (1/457)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/483)، رقم: (1082)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

١٠- انظر: «المجموع» للنووي: (6/400).

١١- انظر: «فتح الباري» لابن حجر: (4/215)، و«سبل السلام» للصنعاني: (2/349).

١٢- انظر عدم تعارض القطعي مع الظني في: «شرح الممتع» للشيرازي: (2/950-951)، «الفقيه والمتفقه» للخطيب البغدادي: (1/215)، «المنهاج» للباجي: (120)، «شرح تنقيح الفصول» للقرافي: (421).

من الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ : محمد علي فركوس -حفظه الله تعالى-

جزاك الله خيرًا وبارك فيك أختي أم أويس ،واسمحي لي بإضافة فتوى قيمة..


سئل الشّيخ علي الحلبي عن الجمع بين حديث "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا"وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم معظم شعبان

فأجاب :
أولًا:كلمة معظم شعبان لا يلزم أن يكون منها ما يتعلّق بالنّصف الأخير ؛لأن كلمة (معظم) قد تُحمَل على النِّصف الْمشروع –النِّصف المأذون به-
ثانيًا:دائمًا اْلبراءة الَأصلية هي الِإباحة ،والإباحة هي الأصل ،ثم تأتي الأحكام باْلمنع ، أو التّحريم أو الإيجاب إلى آخر الأحكام الشَّرعية اْلمعروفة ،
فاْلظاهر من خلالِ اْلجمع بين النّصوص أنّ حديث النَّهي أقوى دلالةً من أحاديثِ الإباحة؛ على أنَّ أحاديث الإباحة [ليست فيها] هذه الصَّراحة ولا هذا الوضوح الذي قد يكون سببًا في ضرب النصوص بعضها مع بعض.

[فتاوى الأثر،الشيخ،اللقاء الثاني ،الدقيقة: (1:02:36)]


لسماع المادة الصوتية

رد مع اقتباس
  #97  
قديم 06-27-2013, 05:23 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

الجمع بين حديثي إذا انتصف شعبان فلا تصوموا وأنه يصل شعبان برمضان



س: الأخ ع . ع . ض . من الرياض يقول في سؤاله: لقد قرأت في صحيح الجامع الحديث رقم (397) تحقيق الألباني وتخريج السيوطي (398) صحيح ، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- ، أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان)) . ويوجد حديث آخر خرجه السيوطي برقم (8757) ، صحيح ، وحققه الألباني في صحيح الجامع برقم (4638) عن عائشة -رضي الله عنها- ، قالت:
((كانت أحب الشهور إليه -صلى الله عليه وسلم- أن يصومه ،شعبان ثم يصله برمضان)) فكيف نوفق بين الحديثين؟


ج: بسم الله والحمد لله ، وبعد فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان كله وربما صامه إلا قليلا ، كما ثبت ذلك من حديث عائشة وأم سلمة . أما الحديث الذي فيه النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان فهو صحيح ، كما قال الأخ العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني ، والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف ، أما من صام أكثر الشهر أوالشهر كله فقد أصاب السنة . والله ولي التوفيق

مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز



الرابط المباشر
http://www.binbaz.org.sa/mat/600
رد مع اقتباس
  #98  
قديم 06-28-2013, 05:08 PM
خولة السلفية خولة السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 414
افتراضي

جزاكن الله خيرا ونفع بما جمعتن وزادكن من فضله

-----------------------
__________________
اعلـم هديت أن أفضل المنــــــن علم يزيل الشك عنك والدرن
ويكشـف الحق لذي القلـــــــوب ويوصل العبد إلى المطلــوب
فاحرص على فهمك للقواعــــــد جامعـة المسائل الشـــــوارد
فترتقي في العلم خير مرتقـــــــا وتقتفـي سـبل الذي قد وفقا

من منظومة القواعد الفقهية للعلامة ابن السُّعدي رحمه الله
رد مع اقتباس
  #99  
قديم 06-30-2013, 05:47 PM
خولة السلفية خولة السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 414
افتراضي في الجمع بين آيتين متعارضتين فيمقدار اليوم في الآخرة

الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعزّ محمد علي فركوس -حفظه الله-

الفتوى رقم: 826
الصنف: فتاوى متنوعة


في الجمع بين آيتين متعارضتين في مقدار اليوم في الآخرة

السـؤال:

أثارتْ بعضُ المناظراتِ العِلمية في مسائلِ الدِّين والعقيدة بين المسلمين والنصارى -بتنشيط بعض القنوات الفضائية- جُملةً من الشُّبُهات في دعوى التعارض بين النصوص القرآنية منها:

قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾ [الحج: 47]،
فقد ذكر الله تعالى أنَّ اليوم عنده كأَلْفِ سنةٍ مِمَّا يَعُدُّهُ العادُّون من خلقه،

وهي تعارض الآيةَ في المعارج في قوله تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [المعارج: 4]،

فإنَّها تخالف ظاهرَ الآية السابقة بزيادة خمسين ضِعْفًا، فهل بالإمكان دفعُ التعارض الحاصلِ بين الآيتين بما يُزيل الإيهامَ والاضطرابَ؟ وشكرًا.

الجـواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:


ففي هذه المسألةِ يُدْفَعُ التعارضُ من وجهي جمعٍ ذكرهما العلماءُ فيما يلي:

الوجه الأول: إنَّ اختلافَ زمنِ الأيامِ معتبرٌ بينَ الخلقِ الأولِ للكونِ، وكذا مقدارُ سَيْرِ أمرِه وعروجِه وبينَ يومِ القيامةِ. فالآيةُ في سورة الحجِّ: ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾ فهي من الأيام التي خَلَقَ اللهُ فيها السمٰواتِ والأرضَ،

أمَّا قولُه تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾ [السجدة: 5]، فهو مقدارُ سَيْرِ أمرِه وعروجِه إليه سبحانه، وأمَّا قوله تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾، فهو يوم القيامةِ بلا خلافٍ(1).

الوجه الثاني: إنَّ اختلاف زمن اليوم -قلةً وكثرةً- إنَّما يحصُلُ يومَ القيامةِ، غيرَ أنَّ وقتَه يطولُ ويقصرُ باعتبارِ حالِ المؤمنينَ والكفَّارِ،

فأصلُ زمنِ يومِ القيامةِ كألفِ سنةٍ، ولكنَّهُ يخِفُّ على أهلِ الإيمانِ ويقصر حتى يكونَ كنصفِ نهارٍ، لقوله تعالى: ﴿أَصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً﴾ [الفرقان: 24]،

فدلَّتِ الآيةُ على انقضاءِ الحسابِ في نصفِ نهارٍ الذي هو استراحةُ المقيلِ، وبهذا قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم وابن جُبَيْرٍ وغيرُهم(2).

أمّا حالُ الكفارِ فإنَّ زمنَ اليومِ في حقِّهمْ يَشتدُّ عليهِمْ ويعسرُ، لأنَّهُ يومُ عدلٍ وقضاءٍ وفصلٍ فيطول الوقتُ عنْ أصلِهِ، ولهذا قال الله تعالى: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا﴾ [الفرقان: 26]،

وقال تعالى: ﴿فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ، عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ﴾ [المدّثر: 9-10]،

وقال تعالى -أيضًا-: ﴿مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ﴾ [القمر: 8]،

فالآياتُ دلَّتْ بمنطوقِهَا على أنَّ اليومَ عسيرٌ عَلَى الكافرينَ غيرُ يسيرٍ، ودَلَّتْ بمفهومهَا المخالفِ أنَّه يسيرٌ على المؤمنينَ غيرُ عسيرٍ،

قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا،ً وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا﴾ [الانشقاق: 7-8-9]،

وقال تعالى: ﴿لاَ يَحْزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكْبَرُ﴾ [الأنبياء: 103]،

وقد أخرج الإمامُ أحمدُ وغيرُه من حديث أبي سعيدٍ الخُدري رضي الله عنه قال: «قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، يَوْم كَانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مَا أَطْوَلَ هَذَا اليَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلى المُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ يُصَلِّيهَا في الدُّنْيَا»(3)،

والحديثُ وإن كانَ فيه ضعفٌ ولم يثبت سَنَدُهُ إلاَّ أنَّه لا يتعارضُ معْنَاهُ مَعَ ما تقرَّرَ سَابقًا.

ويَشْهدُ للوجهِ الثاني للجَمْعِ قولُهُ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَدْخُلُ فُقَرَاءُ المُسْلِمِينَ الجنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، وَهُوَ خَمْسُمائَةِ عَامٍ»(4).

والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 28 من ذي القعدة 1428ه
الموافق ل: 08 ديسمبر 2007م



--------------------------------------------
1- تفسير ابن كثير: (3/228)، «أضواء البيان» للشنقيطي: (5/719).
2- تفسير ابن كثير: (3/315)، «أضواء البيان» للشنقيطي: (5/719).
3- أخرجه ابن حبان في «صحيحه»: (7334)، وأحمد في «مسنده»: (11474)، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (10/340): «رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن على ضعف في راويه»، وقال ابن كثير في «تفسيره» (4/524): «ورواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج به، إلا أنَّ دراجًا وشيخه أبا الهيثم ضعيفان»، والحديث ضعفه الألباني في «ضعيف الترغيب»: (2095).
4- أخرجه الترمذي في «الزهد»، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة: (2354)، وأحمد في «مسنده»: (8316)، وأبو يعلى في «مسنده»: (6018)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (8076).

----------------------------------------------
__________________
اعلـم هديت أن أفضل المنــــــن علم يزيل الشك عنك والدرن
ويكشـف الحق لذي القلـــــــوب ويوصل العبد إلى المطلــوب
فاحرص على فهمك للقواعــــــد جامعـة المسائل الشـــــوارد
فترتقي في العلم خير مرتقـــــــا وتقتفـي سـبل الذي قد وفقا

من منظومة القواعد الفقهية للعلامة ابن السُّعدي رحمه الله
رد مع اقتباس
  #100  
قديم 11-13-2013, 01:52 PM
أم خديجة الأثرية أم خديجة الأثرية غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 62
Post

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أختنا أم زيد ، وجعله الله في ميزان حسناتك .
وبارك الله في جميع الأخوات .
موضوع جميل جدا .
__________________
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركته
أختكم المحبة أم خديجة الأثرية

وما توفيقي إلا بالله
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.