أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
9313 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منبر الموسوعات العلمية > قسم الأشرطة المفرغة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2009, 03:32 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow كفى غشا للمسلمين/سعيد رسلان/الجزء الثاني

فأما التشيع في إطلاقه فنفرق بينه وبين المتشيعين والشيعة من جانب آخر ، نفرق بين الشيعة بإجمال وأهل البيت، فإن عقيدتنا- نحن أهل السنة - في أهل البيت أننا نحبهم ونقدمهم ونكرمهم ونعظم مقاماتهم رضوان الله عليهم ، فهم من أكرم نسل من أشرف بيت وُجِدَ على ظهر الأرض ، من بيت رسول الله ، نفرق تفريقاً حاسماً حازماً لا يلتبس ، ولا نزيغ عن الصراط فيه قيد أنملة ولا أقل منها بين الشيعة بمذاهبهم المنحرفة ، إذ إنه لا يوجد شيعي واحد في العالم لا يبغض الصحابة الكرام إلا خمسة من الصحابة قالوا هؤلاء من شيعة علي ، وأما الباقون فقد انحرفوا عن ما جاء به المأمون كما يقول هؤلاء المأفونون.

لا يوجد شيعي واحد على ظهر الأرض مع اختلاف الاتجاهات والمذاهب والنحل عندهم ، لا يوجد شيعي واحد لا يتقرب إلى الله -بزعمه- بسب أبي بكر وعمر وجملة الصحابة بعد.

لا يوجد شيعي واحد على ظهر الأرض لا يرمي عائشة في عرضها وشرفها ويرمي فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالخنى ، نحن نقول إن الله تبارك وتعالى قد ذكر أن أمهات المؤمنين من أهل البيت نصاً في كتابه العظيم ، قال جلت قدرته موجهاً الخطاب إلى أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن- : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا } [ الأحزاب : 33، 34]، الخطاب هاهنا لأمهات المؤمنين وهن سبب النزول.

قال ابن كثير -رحمه الله- : وهذه الآية نص في دخول الأزواج في أهل البيت لأنهن سبب نزول الآية ، وسبب النزول داخلٌ فيه قولاً واحداً ، إما وحده على قول ، وإما مع غيره وهو الصحيح . إذاً , أمهات المؤمنين بنص القرآن العظيم من أهل البيت ، ونحن نحب أهل البيت وندافع عن أهل البيت ، ولا نقبل أبداً من أحد أن يرمي عائشة زوج نبينا وهي أمنا -رضوان الله عليها- ، ولا يرمي حفصة ولا سائر الأزواج المطهرات -رضوان الله عليهن- لنبينا -صلى الله عليه وسلم- بالخنى ، لأن منهم من يقول إنهن كن سراري رسول الله ولم يكن زوجات ، كالمحظيات ، ويتقربون إلى الله رب العالمين –بزعمهم- بسب عائشة في عرضها -رضوان الله عليها- ، فمن منا أهدى سبيلاً ؟! ومن منَّا أقوَمُ قِيلا ؟!

للذين يدافعون عن أهل البيت عليهم أن يعلموا أننا ندافع عن أهل البيت ونحب أهل البيت أكثر منهم ، ألا شاهت الوجوه ، إنهم جهال لا يعلمون ، الشيعة يتقربون إلى الله رب العالمين ولا يوجد شيعي على ظهر الأرض لا يسب الأصحاب ويلعنهم ويتقرب إلى الله رب العالمين –زعمه-بتكفيرهم ,أول الأصحاب عنده أبو بكر وعمر ، ثم لا يوجد شيعي واحد على ظهر الأرض إلا وهو يلعن عائشة -ضوان الله عليها- يسبها في عرضها ويرميها بالفاحشة ، وأزواج النبي-صلى الله عليه وسلم- ، آل بيته ، ونحن أهل السنة نحب آل البيت ، وأما الشيعة فإنهم يرمون آل البيت بالخنا ويصفون آل البيت بالفحش وينفون عن آل البيت الطهر ، فمن منا أهدى سبيلاً ؟! ومن منا أقوم قيلا ؟!


وأما ما قاله الشيخ القرضاوي من خوفه وخشيته وهو متحقق - أعلم أنه متحقق مما يقول - من محاولة اختراق الشيعة للعالم السني ، أما ما قاله فهو بعينه الذي دفعني للكلام عن الشيعة إبَّان الحرب لأن الفتنة كانت عاتية كانت طاغية ، المسلمون من أهل السنة يفرحون بنصرة الشيطان على اليهود لأنهم أكثر من الشيطان شيطنة ، وهم معلموه ، فنحن أهل السنة نفرح لانكسار اليهود على يد من يكون ، ولكن الموقف الاعتقادي هو هو ينبغي أن يكون واضحاً ، فحدث في عصر الانكسار والانحسار لقوى هذه الأمة المرحومة لتنازعها واختلافها وبُعدها عن منهج ربها وقع شيء كثير ، وفي زمن الانكسار والانحسار عندما يخرج مهرج كالحاج حسن يرمي بمباً تجاه أولئك من أجل أن يدمروا بلده لكي يمهدوا له السبيل من أجل أن يحكم بعد أن يصل إلى الكرسي هو وحزبه على أشلاء أهل السنة وأشلاء من يكون سوى الشيعة في لبنان ، وهو قائم اليوم وسيكون إن شاء الله رب العالمين ، يمهدون له السبيل ، فكان لابد من البيان عند وقت الحاجة ، ولكنَّ قومي لا يعلمون ، سوف يعلمون ، أقول الكلمة وتفهم بعد عشر سنين ، لا بأس ، الله المستعان ، سيخلق الله لها من يفهمها ولو بعد حين ، لابد من البيان عند وقت الحاجة .
النصيحة للمسلمين إبَّان الانتخابات للبرلمان وقع خلط عند سواء المسلمين وعامتهم ، فظنوا أن الذين يأخذون بالهدي الظاهر من أهل السنة هم من الإخوان المسلمين فكانوا يباركون لهم ويعدونهم بالتأييد والنُّصرة ، لا يفرقون ، وجعلوا الجميع في حقيبة واحدة ، في سلة واحدة.

وأيضاً يقول الأستاذ مصطفى مشهور فيما رواه عنه الأستاذ محمد عبد الله الخطيب في كُتيِّبه الذي بين فيه لماذا يدخلون الانتخابات إبان ما كان هنالك في ذلك الوقت العصيب فكتب ( إنهم يستغلون الفرصة عندما يدخلون الانتخابات في مرحلة الدعاية حيث يحدث لهم نوع من أنواع فك الحصار ، ونوع من أنواع إطلاق اليد بالدعوة ، قال : نستغل ذلك لبيان المنهج وعرضه على المسلمين وترغيبهم فيه ) أيسكت مسلم ويسعه أن يسكت على التضليل ؟! على البدعة ؟! تستشري بين المسلمين ولا ينبه ؟! ولا يحذر ؟! ( وأما الانتخابات في ذاتها فشيء لا نبالي به ، ولا ننظر إليه بأي عين ، ولا نلتف إليه )
ولكن أتى وقت ينبغي فيه البيان فكان لابد من البيان ، يغضب من يغضب ، يفهم من يفهم


علي نَحْتُ القوافي مِن أماكنها ……… وليس علي ألا يفهم البقرُ


والله المستعان
ينبغي على المرء أن يعلم أنه ما أدى بنا إلى ما وصلنا إليه من ذل ومذلة واحتقار من العالم كله ، ما أدى بنا إلى ذلك إلا هذه الجماعات ، هي مصدر مذلة هذه الأمة ، وهي موطِن بؤسها ، وهي عامل خرابها الأول ، فينبغي أن يكون ذلك واضحاً .
نسأل الله رب العالمين أن يهدينا جميعاً إلى الصراط المستقيم



الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولى الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، أما بعد:
فكثيرة هي الآثار التي أنتجتها الجماعات، والولاءات المتعددة للحقول الإسلامية، والحقول الإسلامية تعبير يستحبه العاملون للإسلام والدعاة اليوم فلا حرج ، وهذه أربعة آثار من الآثار السيئة للجماعات والولاءات المتعددة للحقول الإسلامية.

الأول: مراودة الشكوك والرِّيَبُ قلوبَ العامة ، وهم يبصرون بالنزاع الحركي يملأ الساحات العامة ، وتُسَوَّدُ به الصحائف ، ويملأ الأفق صخباً وضجيجاً ، ويحرك السواكن الغافلة عن الشر بحسيس البغضاء والحقد ، ويبعث الرواكد من مطارحها الآمنة بوساوس الحسد والكبر ويفشي سريرته الهادرة بكل دوافع الأنانية والأثرة ، ينظر العوام إلى هذه المعركة ، ثم لا يفهمون مقاصدها ، ولطالما نبش النزاع الحركي جروحاً غائرة ، واصطلت بناره أعراض بريئة ، ومزق بشفرة عداوته أبشاراً طاهرة ، وهذا معلوم في واقع الناس لا يكاد يجهله أحد ، فإن الجماعات تتقرب إلى الله رب العالمين بالشائعات فيشيعون عن المخالف كل نقيصة ويلصقون به كل تُهَمَةٍ , ويجعلون على أم رأسه وذويه وأهله كل ما يمكن أن يوقع على إنسان من جرائم وفحش , لا يتورعون يزعمون إنهم يتقربون بذلك إلى رب العالمين وهيهات .

وأما الثاني من الآثار السلبية : فالانتصار بالحميَّة الحزبية الحركية للحزب أو الجماعة أو الإنسان الذي ينتسب إلى أحدهما أنه من حزبه أو من جماعته حتى وإن كان على خطأ أو على خطيئة ، لا يُهِمُّ ، هو معنا وليس علينا والويل أشد الويل لمن لم يكن من حزبه أو جماعته فإنه لا يجد منه النُّصرة حتى في ساعة العسرة كأنه ليس بمسلم , يلقيه بعيداً ويطرده مزجر الكلب , وينبذه نبذ النواة ولا يلتفت إليه كأنه لا شيء ، ولقد رأينا هذا يجري على ساحة العمل الإسلامي بين كل الجماعات والفرق والتنظيمات لأن لكل جماعة أو فرقة مِنهاجاً وعهداً وبيعة تلزم الفرد الوفاء لكل ما يصله بسبب إلى تلك الجماعة أو إلى تلك الفرقة ، ثم لا يجد في نفسه حرجاً أن يُجَهِّلَ كل من يجاوز حدود جماعته أو فرقته , هو جاهل وإن كان أعلم أهل الأرض هو جاهل ، ثم لا يجد لديه سبباً لنصرته ظالماً أو مظلوماً استجابة لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) .

والثالث من الآثار السلبية : منح أعداء الله العذر في الطعن في الإسلام العظيم وعليه في عقيدته وأحكامه ، فالعقيدة الواحدة عند كل عقلاء الأرض لا تُفرِّق ، العقيدة الواحدة حتى عند عباد البقر لا تفرق ، وهؤلاء يتفرقون , فلماذا يتفرقون أعلى عقيدة واحدة هم ؟! لا تجد واحداً من أولئك المتحزبين ناحية الذين يسلكون في تلك الجماعات والتنظيمات والفرق عنده اعتقاداً يلقى به الله تبارك وتعالى سالماً بل إن أكبر تلك الجماعات ليس عندها منهج اعتقادي منضبط ، بل ليس عندهم منهج اعتقادي يُدَرَّسُ أصلاً ، وإنما هكذا فليأت من يأت وليكفِّر سواد القوم ولا حرج عليه ، وليكن ساجداً عند قبر طائفاً به ، وليكن مُقْسِماً باللات والعزة ، وليكن في كفة الروافض فلا حرج عليه ، وقد رأيت مفكراً في قامة من ذكر سلطان وهو يسقط في كفة الروافض ، وهم في الوقت الذي كان فيه المؤتمر منعقداً في مصر بعد الحرب في لبنان , وهم تتواتر الأنباء عنهم بذبح أهل السنة وبالمجازر الجماعية ، حتى إن أهل السنة المساكين في العراق يُعَلِّمُون أبنائهم ويتعلمون قواعد التشيُّع حتى إذا تم القتل على الهوية كانوا بمبعد عن القتل عندما يأتون بالتقيَّة الشيعية ، ومعلوم أن الشيعة ما زالوا إلى يوم الناس هذا يُربُّون أطفالهم على هذا النحو ، الشيعة ليسوا هم أهل البيت عباد الله ، يا عباد الله إن أهل البيت أحب إلينا وأعز علينا من أنفسنا التي بين جوارحنا نحبهم ونتقرب إلى الله رب العالمين بحبهم ، وأما هؤلاء فكيف يعلمون الأطفال ؟ يأتون بشاة ويأتون بحمار ، ويأتون بالصغار ، ويُعقدُ الاحتفالُ الجماعي ، ثم يقولون للأطفال مطلقينهم : هذا الحمار هو عمر اضربوه ، ويظل الأطفال يجرون وراء الحمار ( إي عمر , تعال يا عمر ) ويسبون الحمار الذي سماه لهم شياطينهم ( عمر ) ، معلوم أنه لا عُصاب في الكبر إلا بعُصاب في الصغر ، وأن الستة الأعوام الأولى من حياة الإنسان هي التي تتشكل فيها نفسيته ، وهذا إذا ما تربى على ذلك من ذكور وإناث فأي جيل يكون بعد حين ؟ وأما الشاة فيقولون : هذه عائشة اضربوها .
فهذا الولاء على هذا الخنى يسقط فيه من يسقط ممن ينتمي إلى الجماعات وإن كان راجح العقل وإن كان مفكراً سامق الفكر ، ولكنه يزِلُّ هذه الزلة ولا يقوم منها .

وينفس على القرضاوي -عفا الله عنه- أن يئوب إلى الرشد وأن يعود إلى الحق في أمر من الأمور التي تورط فيها حياته ، وهو أمر الشيعة ، فبصره الله رب العالمين -وأسأل الله أن يُحسن لي وله ولكم الختام- ، فبصره الله رب العالمين فقال قولته الحق فنفس عليه هذا الرجل ذلك .


منع المرء من التفكير والنظر يكون بأن تنسلك في جماعة ، أتريد النصيحة الذهبية لكي تكون منغلق الفكر ؟ أدخل نفسك في جماعة وأعطي البيعة ، وحينئذ يصير عقلُك حجراً .

منح أعداء الإسلام العذر في الطعن على الإسلام في عقيدته وأحكامه ، العقيدة الواحدة عند كل عقلاء الأرض لا تفرق بل تجمِّع ، والأحكام والفروع المتفرعة عنها تُلزم بمقتضى هذه العقيدة أهلها العمل بها من غير تردد فيها ولا حرج منها ، فكيف صار أهل العقيدة الواحدة والمنهاج الواحد متفرقين متباغضين متدابرين ، في حين نرى أهل العقائد والنحل الأخرى مجتمعين عليها متآلفين ولو ظاهراً حتى عباد البقر تراهم مجتمعين ظاهراً ، والمختلفون هم أهل العقيدة التي كان ينبغي لو كانت واحدة في قلوبهم وفي منهاجهم وفي حيواتهم أن تكون داعية لهم لإتلافهم وكونهم كما أمر نبيهم -صلى الله عليه وسلم- كالجسد الواحد ، ألا يصلح هذا دليلاً حسياً عند الخصوم برهاناً على أن الإسلام بعقيدته وأحكامه لا يصلح لوحدة الناس جميعاً بدعوى الأحزاب والجماعات الإسلامية فقد عجز عن توحيد صف أتباعه ؟ لما تمزَّقوا وقالوا : نحن الإسلام ، يقول لهم أعدائهم : الإسلام يفرقكم لأنه لو كان فيه خير لجمعكم . فشيئان لا ثالث لهما إما أن تكونوا على الإسلام بزعمكم جميعاً وأنتم على هذا التفرق فهذا الإسلام لا شيء ، وإما أن تكونوا كاذبين وهم كذلك ، ولعل هذا أيضاً كان سبباً في انصراف سواد المسلمين الأعظم عن التمسك بالإسلام الحق الذي أورَثَنَاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما قال : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما ، كتاب الله وسنتي ) إذ كل جماعة وكل حزب تدعي ويدعي أنه وأنها على الحق وحده ووحدها , لأنه وأنها متمسكة ومتمسك بالكتاب والسنة ، ولا يَصدُقُ فيهم إلا قول الشاعر القديم :


وكل يدعي وصلاً بليلى … وليلى لا تُقِرَّ لهم بذاك


والله سبحانه أراد لهذه الأمة أن تكون أمة واحدة على منهاج واحد وقبلة واحدة وهدي واحد وكلمة سواء واحدة لتكون هي رائدة الأمم في الدنيا إلى الحق الذي قضى الله أن يكون في الناس بوحيه والشاهدة عليه بما أتاها من خصائص ومواهب لم يؤتها غيرها من الأمم يوم القيامة ، فأين ذلك ؟ مزَّقوه ، وضيَّعوه باسم العمل الإسلامي والدعوة الإسلامية والفكر الإسلامي بل وبالدعوى باسم الأُخُوَّة الإسلامية ، فمتى يدرك العاملون في حقول الدعوة الإسلامية المختلفة أنهم إنما أتوا إثماً لا مَحِيدَ عنه إلا بخلع أنفسهم من قُمُصِ الحزبية والحركية البغيضة المنتنة ، وأيضاً من الآثار السيئة التي أنتجتها الحزبية والجماعات وقوع فرائس سهلة تتناوشها ألسنة الدعاة والعاملين في ساحة الدعوة تناوشاً لا يرحمها ولا ينجيها منه إلا أن تتوسد التراب ، ولا واللهِ وبعد أن تتوسد التراب ، الفرائس جمع فريسة هم أولئك الذين يتركون العمل في جماعة من تلك الجماعات أن رأوا من الأخطاء ما لا يقدرون على إصلاحه أو تقويمه فلا يستطيع الواحد منهم البقاء تحت هذا الشعار أو ذاك , وتكون الفريسة أشهى وأطيب لتلك الألسنة التي تلوشها بعد أن يغادر الجماعة والتنظيم والفرقة ، تكون الفريسة أطيب لتلك الألسنة إن كان هذا التارك من الرؤوس أو من الرموز حسب المصطلح الدعوى الجديد ، إذا كان من الرموز فما أطيب لحمه للآكلين لحوم الناس ، ولقد شهدنا أُناساً لا تحوم حولهم شبهة في خلق ولا دين وقعوا ضحايا جرَّاء تركهم صف الجماعة وكانوا وهم داخل الصف أطهر وأنقى من المزن فلما تركوا صاروا في رجس العهر ونتن الفسق ، وهذا يُفصح لنا عن سريرة التجمع الحركي الظامئة التي لا يرويها إلا التشفِّي والحسد والشماتة ، وهي أخلاق لا تنزع بصاحبها إلا إلى الهلكة وسوء النهاية عياذا بالله ولياذاً بجنابه الرحيم ، هذه الآثار إنما هي أصول كلِّية لآثار أخرى جزئية تتفرع منها ، الآثار السلبية للانضمام إلى الجماعات حَدِّثْ عنها كما تحدث عن البحر ولا حرج لأنها -أي هذه الجماعات وهذه التنظيمات وهذه الفرق- هذه جميعها بدعة ما أنزل الله رب العالمين بها من سلطان ، هذه التجمعات الحركية التنظيمية ، هذا العمل الجماعي التنظيمي بدعة في دين الإسلام العظيم ، بدعة مُنتنة ، ومن تربى على هذه البدعة فإنه لا يفلح أبداً إلا أن يشاء ربي شيئاً ، أُغْلِقَ عقلُه وأوصد باب قلبه فلا ينفذ إليه شعاع من عقل ولا بصيص من نور تأمل ينحاز به بعيداً من أجل أن يتفكر , وإنما يخبط مع كل ناعق بكل سبيل ، يلبس على المسلمين غاشاً لهم إن كان يعلم وإلا فهو محاسب على جهله ، وكلامه عند الجهل بزعمه أنه على الحق وأنه يتكلم بعلم -( قتلوه قتلهم الله هلا سألوا إذ لم يعلموا ؟ فإنما شفاء العي السؤال )- ، هذه الجماعات مَّزقت الأمة وأذهبت قوتها وإن ظلت على ما هي عليه من غير أن تفيء إلى الرشد وتعود إلى الحق فهو الانحدار إلى قرارة الحضيض ومنتهى الهاوية.


ويشهد الله الذي رفع السماء بلا عمد وبسط الأرض فما يدرك من منتهاها أمد أنا لا نريد دمارها ولا نريد زوالها , لا نريد أن تذهب من الوجود أصلاً وإنما نريد أن تعود إلى الحق وأن تفيء إلى الرشد وأن ترجع إلى طريق الله المستقيم وأن تسير على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وحينئذ سيكون فتحاً في هذا العصر للإسلام العظيم ، ولو فعلوا -وأسأل الله رب العالمين أن يهديهم لأن يفعلوا- ولو فعلوا لكان فتحاً عظيماً للإسلام العظيم في هذا العصر ولقصَّر الله رب العالمين علينا الطريق جداً .

فنسأل الله أن يهدينا وإياهم إلى الصراط المستقيم وأن يقيمنا وإياهم على الحق حتى نلقى وجه ربنا الكريم ، وأن يجعلنا جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، إنه على كل شيء قدير .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

للاستماع للخطبة
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1047[/FONT][/SIZE]
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.