أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
25223 83234

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-11-2017, 01:24 PM
الدكتور أبو سهيل الحلبي الدكتور أبو سهيل الحلبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: ط¨ظ„ط§ط¯ ط§ظ„ط´ط§ظ…
المشاركات: 569
افتراضي لا تخلط بين لحوم العلماء .. ولحوم القُمَّل والبعوضِ والحِرباء ..


لا تخلط بين لحوم العلماء .. ولحوم القُمَّل والبعوضِ والحِرباء ..

في عصور العافية والبصيرة ما كان يُعرَفُ من العلماءِ لدى الناس إلَّا العلماء ، ولا ينتشرُ الثناءُ الحسَنُ ، والوَسْمُ بالعِلم والفضلِ والفَهمِ إلَّا لذوي العلم والفضل والفهم.

أمَّا الجهَّالُ فما كان يُساقُ لهم ذِكرٌ إلَّا وصفةُ الجهلِ تحوطهُم برعايتها وتتقدَّمهُم ، بل تحفُّهم وتُلازمهُم مُلازمة الاسمِ للكُنية واللَّقب .

وإنْ شئتَ فقُلْ : مُلازمةَ الكذاب لمسيلمة ، وأبي جهلٍ لعمرو بن هشام !! .
والقومُ بآثارهم ..

فالمسكُ مسكٌ وعِطرٌ وشذًى وطِيب .

والبعرُ بعرٌ وعَفَنٌ ووَخْمٌ ووَباء .

فالعلماءُ = تعبقُ المجالسُ بذِكرهم ، وتنتشرُ علومُهم ومعارفهُم فتُشرقُ الدنيا بها ، وتُعمَرُ الدِّيارُ ، ويكونُ من ورائها العلمُ والسُّنّةُ والهُدَى والرشاد .

والجهَّالُ وذوو الأهواءِ = لا تجدُ من بركاتهِم وآثارِهم إلَّا البعوضَ والملاريا والبصلَ والكُرَّاث !! .
وتلكَ الموازينُ كانت من المسلَّمات لدى الناس في زمنِ العافية ، وقوّة ميراث النبوَّة .. وما كانت تغيبُ عنهم ، ولا عجَب .

ثمَّ تغيَّرت أحوال ..
ومَضت تلكَ السِّنون وأهلُها ..
فتَقادَمَ العهدُ ، وأقبلَت الفتنةُ ..
وحالَ المعروفُ منكرًا والمستحبُّ حرامًا لدى الكثيرين .

وتغيَّرت الحقائقُ وانقلبت الموازين :

فتصدَّرَ الجهَّالُ
وكثُرت الفتنُ والأهواء والآراء
وعمَّت في الناس الملهياتُ وقامت سوقُها
وتجارى السَّبقُ بالغفَلات ، والرُّكونُ إلى حياةِ الدَّعةِ والخمولِ ، والاكتفاء بمُنكَر القولِ ما دامَ في ثياب الحقِّ والخير ؛ وهو ليس منها ولا إليها .

وصرتَ ترى في عصر التلفاز والصَّحيفة ، ووسائلِ التواصل والإعلام الجديد = كلَّ مبتدعٍ غَويٍّ أو جاهلٍ حزبيٍّ وحرَكيٍّ يُقالُ له : عالم وداعية وشيخ وواعظ !! .

ولولا التلفاز وجنودهُ ، والفيس بوك وأبطالهُ = ما كنتَ تعرفُ لهؤلاء القومِ عَينًا أو ذِكرًا ، فعَدِّ عن وصفهِم بالعلم ؛ فإنَّ ذلك من المضحكات ، وتمكُّنِ الجهلِ واستحكامِ الخيالات .

وعليه :

فلا عجبَ أن يصيرَ الردُّ على باطلِ القومِ ، والتحذيرُ من مسالكهم = يُقابَلُ بالوُجومِ والإعراض ، إن لم يكن بالردِّ وسوءِ الظنِّ والانتقاد .

وما إخالُ عاقلًا يرى الردَّ على أبي جهلٍ ومسيلمة وابنِ مُلجمٍ والمريسي ، أو الجهم وغيلان = كان يُتصَوَّرُ في عصور الخير سُبَّةً ومَلامةً ، أو أنه يُذَمُّ ويُزدَرى ويقالُ فيه : ( لحومُ العلماء مسمومة ) !! .
لكنَّنا في زمن العجائب .

وقائلُ هذا وأمثالهُ .. علينا لهُ تذكيرٌ وهمسةٌ ، بل نصيحةٌ وإيقاظ .

فنقول :

نعَم هداكَ الله ؛ لحومُ العلماء مسمومة ، ولكنْ : ليس هذا محلَّها ، ولا يجوزُ هنا إيرادُها .
ثمَّة فرقٌ - يا أخي - بين لحوم العلماء ، ولحومِ القُمَّلِ والبعوضِ والخنفساء والحرباء = فلا تخلط .
ويَعرفُ الفرقَ مَن كانت فيه أدنى عافيةٍ ، أو مسكةٌ من عقلٍ .

والقومُ بآثارهم وثمارهم .
فإذا عرفتَ فالزَمْ ، وإلَّا فاسكُتْ ولا تتكلَّم .
والله المستعان على كل حال .

.............

كتبه : أبو البراء محمود البويضاني
ليلة الثلاثاء 19 – 4 – 1438 هـ .

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:43 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.