كلمة لشيخنا محمد موسى نصر في وفاة أحد طلابه.....مؤثرة

[خالد بن إبراهيم آل كاملة]

كتب شيخنا محمد موسى نصر حفظه الله في رثاء أحد طلاب القرءان عنده

"رحمه الله.....
ذاك الرجل صاحب الهمة العالية..
كان يأتيني من الزرقاء كل خميس فجرا..
يصلي الفجر خلفي..
وبعد الصلاة نجلس لشروق الشمس..
يقرأ القراءات حتى ختم علي العشر الصغرى في سبع سنين..
لم أر مثل همته ونشاطه..
ﻻ يعرف كللا وﻻ مللا وﻻ انقطاعا..
صيفا وشتاء..
بردا وحرا..
حتى الثلوج ! لم تمنعه من التعني للدرس..
يمشي من رغدان إلى الوحدات.. إلى الشعيلية..فحي الدبايبة.. فمسجدي..
مسجد التقوى..
يصعد طلوع المصدار؛ الذي يستعصي على عجائز السيارات..
يصعده ماشيا في الغالب ..
والمسافة من رغدان إلى مسجد التقوى مجموع ما يمشيه ﻻ يقل عن سبعة كيلو متر..
وأذكر يوما جاءني؛ وكان الثلج كثيفا قد أغلق الطرقات؛ ومنع الحافلات..
جاءني ماشيا كل هذه المسافة..
يخوض في الثلوج..
حتى وصل إلي..
وقلت في نفسي: لعل عبد الوهاب يغيب اليوم بسبب الثلوج!
ولكني ذهلت!!
لما وجدته خلفي بعد الفجر!!
فقلت في نفسي: حتى في مثل هذا اليوم جئت؟
- ومعلوم ان بين بيته في الزرقاء ومسجدي نحوا من أربعين كيلو ويحتاج إلى ثلاثة مراحل من المواصلات-
فجاءني مسلما معانقا..
فقلت له: ولماذا أتيت في مثل هذا اليوم؟
وهذا الجو؟
إني أخشى عليك!.
فقال لى: وهل تعلم أن أبي مات أمس؟!
ولم يمنعني ذلك من المجيء! حبا في القرآن!!!
فلم أصدق ما أسمع وأرى!!!
فتذكرت همة السلف..
وجهادهم..
فأكبرت الرجل..
وعظم جدا في عيني..
وكان باعث نشاط أكثر لي..
رحم الله
((عبد الوهاب مسافر الشيشاني))
واسكنه فردوسه اﻻعلى
هكذا تكون الهمم
تعلو فوق القمم
ورحم الله من قال:
"القرآن ﻻيعطيك بعضه حتى تعطيه كلك"
فوﻻية الله الخاصة وأهل القرآن مرتبة ﻻ تنال براحة اﻷجساد..
وطلب الجاه..
والشهرة..
وزخرف الدنيا..
اللهم اجعلنا من أهل القرآن..
الذين هم أهل الله وخاصته"