موقف فضيلة الشيخ عبدالسَّلام بن برجس مِمَّن يتهم الإمام الألباني بالإرجاء

[أبو عثمان السلفي]

📜 [يُنشر لأول مرة]


🔵 موقف فضيلة الشيخ عبدالسَّلام بن برجس مِمَّن يتهم الإمام الألباني بالإرجاء
-ج2-


الحمد الله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فليس مِن المستغرب كلام وموقف فضيلة الشيخ صالح الفوزان مِن الإمام الألباني وطلابه، وكذلك موقفه الجديد ممن دافع عن الألباني؛ كالإمام العثيمين، ولا ندري هل سيُلحِق بهم فضيلة الشيخ الإمام عبدالعزيز ابن باز -رحمهما الله تعالى-؟!
حفظ الله -تعالى- بقية إخوانهم الأحياء، وسلَّمهم مِن الرُّدود الجائرة!!


لم أستغرب كلامه القديم القديم! فلا جديد في الموضوع، بسبب التَّعصب الجغرافي والمذهبي عند بعض المشايخ -مِن جهة-! وعدم الصَّبر في البحث العلمي -مِن جهة أخرى-!! فالإمام الألباني -رحمه الله- قد جاوز القَنطرة، وما ضرَّه كلام المخالفين فيه بالباطل(!)


👈🏼 [مِن ذاكرة التَّاريخ]
⬅️ زار فضيلة الشيخ عبدالسَّلام بن برجس آل عبدالكريم برفقة أخيه فضيلة الشيخ الحلبي -رحمهما الله- مركز الإمام الألباني قبل أكثر مِن عشرين عاماً -في بداية تأسيسه-، فكان ممَّا سمعته مِن فضيلة الشَّيخ عبدالسَّلام بن البرجس -رحمه الله-:
عندما طعن الدُّكتور العسكر(!) بالإمام الألباني، اجتمع فضيلة الشيخ الإمام عبدالعزيز ابن باز بهيئة كبار العلماء، ليصدر بيانًا يناصر به أخاه الإمام الألباني، فكان ممن اعترض على ذلك:
1️⃣ الشيخ الفوزان -سدده الله-.
2️⃣ الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله، وتجاوز عنه-.
فخرج الشَّيخ عبدالعزيز غاضبًا متضايقًا مِن هذا الموقف!!
فاتصل فضيلة الشَّيخ عبدالعزيز ابن باز بالشيخ عبدالسَّلام بن البرجس، وكان الشيخ عبدالسَّلام يتهيأ للصلاة، فرد على الهاتف مَن كان في البيت [وذكر اسمه وقد نسيته]، فاتصل الشَّيخ البرجسُ بفضيلة الإمام عبدالعزيز ابن باز، وطلب فضيلة الشَّيخ عبدالعزيز منه أنْ يَنشر ردَّه على الدُّكتور العسكر، وأنَّه سيآزره في الدِّفاع عن الألباني...إلخ.


📚 وردُّ فضيلة الشيخ عبدالسَّلام على د.العسكر مشهور بعنوان: (لقد تجاوزت الحد!!).


⚡ أما اليوم فقد تجاوز بعضهم الحدود كلَّها(!)


⏪ وفي نفس المجلس ذكر الشيخ البرجس أنَّه ذكر للإمام الألباني أنَّ مَن في (الرِّياض) يُعدون العدة لرمي الشَّيخ بالإرجاء بعد وفاته.
فقال الألباني: «الله المستعان!»(1).


⭕ قلتُ: لهذا لا نستغرب موقف الشَّيخ الفوزان وغيره(!) مِن مجدد العصر...


✨ هذا المُجدد الذي واجه بحار الجهل والتَّعصب، وعقائد الفِرق الضالة والكافرة، واجهها لوحده، مِن أجل نشر العقيدة السَّلفية الصَّحيحة، فانتشر علمه المقروء والمسموع بين الناس، واستفادوا مِن تأصيلاته العلميَّة، وملكته الفقهية، وكان مِن أكثر العلماء -بعد شيخ الإسلام ابن تيمة- الذي شغل الجامعات وغير الجامعات بتأليف الكتب، والرسائل، والأطروحات، والأبحاث، والأوراق العلميَّة المستخلصة مِن كتبه وأشرطته -رحمه الله-(2).


♦️ فالإمام الألباني له وزنه وثقله العلمي -عند أهل الإنصاف-، ولا يعرف مجاملة المخالف، غيورًا على عقيدة ومنهج السَّلف الصَّالح، بل هو رافع راية: فهم القرآن والسُّنَّة على (فهم السَّلف الصَّالح)، ومِن ذلك ما وقع في مؤتمر قبل أكثر مِن نصف قرن مِن الزّمان حيث قال -رحمه الله-:
«...كان أُثير في المؤتمر الإسلامي الذي أقيم منذ بضع سنين في المدينة المنورة، وكنت -بعدما قطعوا العلاقة التَّدريسية بينا وبينهم- دُعيت في جملة مَن دعي، فكان أثير موضوع: الفقه الإسلامي مِن أين يستنبط؟
قالوا: مِن الكتاب والسُّنَّة.
وكانوا مُشكِّلين لجان متعددة، فرفعت أصبعي وقلت: ما هو رأيك -يا حضرة الأستاذ- أنْ يضاف... وذكرت مثل ما سبق مِن الكلام، على الكتاب والسُّنَّة و(منهج السَّلف الصَّالح)، لأنَّ كل الجماعات تدعي الكتاب والسُّنَّة، وسَجَّل -فعلاً- هذا القيد. لكن أين العمل؟!».
[«فتاوى عبر الهاتف والسيارة» رقم: (150)]
وقد ذكر الشيخ أنَّ عدد الأعضاء كان قرابة ثلاث مئة عضو -تقريبًا- مِن مختلف البلاد الإسلاميَّة.
[💿«مجموع أشرطة الإمام الألباني» رقم: (673)]


▪️وقال الإمام -مستنكرًا على مَن يرميه بفرية الإرجاء والمرجئة!- بعد أنْ شرح (حديث الشفاعة):
«... جاء بركن مِن أركان الإسلام وآمن به، لكنَّه لم يقم به.. لكنَّه يوم القيامة سيدخل النَّار، ويعذب بمقدار ما يستحق مِن عذاب عند ربِّ العالمين، إلا أنْ يشمله مغفرة الله؛ وهذا نصُّ القرآن الكريم، ولذلك فأنا أتعجب -اليوم- مِن هؤلاء الذين يُسمون أمثالي -مثلاً - الذي يأتي بمثل هذا الشرح أنَّ هذا-: (مرجئة العصر الحاضر)(!) 👉🏽
سبحان الله!! ربنا يقول بلسان عربي مبين: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ}، دون ذلك: بدون أي تحديد. والذي يأخذ الأمور بالعواطف الجامحة سيقع هو على أم رأسه قبل أن يوقع غيره.


ذلك جزاء مَن لم يقف عند قوله -تبارك وتعالى-: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَٰٓئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـُٔولًا}».
[«فتاوى عبر الهاتف والسيارة» رقم: (284)]


▪️▪️وقال -رحمه الله-: «ذكرتُ لكم في بعض المجالس -قديمًا وحديثًا- أنَّ مِن مناقب الإسلام وفضائله أنَّه لم يأت -فقط- لإصلاح البواطن والقلوب، وإنِّما -أيضًا- جاء لإصلاح الظواهر والألفاظ التي يتلفظ بها المسلم في انطلاقه في حياته(3)...».
[💿«مجموع أشرطة الإمام الألباني» رقم: (118)]


◾ رحم الله فضيلة الشَّيخ عبدالسَّلام، فقد خالف أقرب المشايخ لديه وناصحهم، مِن أمثال فضيلة الشَّيخ الفوزان -سدده الله-، وفضيلة الشَّيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-، وصَدَعَ بالحقِّ؛ لنصرة أهله، كما ردَّ الباطل، عملاً بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا»، وخوفًا مِمّا جاء في حديث: «ومررتَ على مظلومٍ فلَم تنصرْهُ».


✒️ وكتب
أبو عثمان
محمد بن حسين آل حسن
8 ذي الحجة/1443هـ
6/ 7/ 2022م


--------------------
(1) ولم يكن فضيلة الشيخ عبدالسَّلام بن برجس موافقًا للفتوى الجائرة ضد أخيه فضيلة الشيخ الحلبي -رحمهما الله-، وفي ذلك المجلس لا أنسى امتنان فضيلة الشيخ البرجس وشكره لشيخنا الحلبي لمراجعته كتاب «معاملة الحكام» وتهيئته للطباعة، وقد رأيتُ مسودة الكتاب بين يدي شيخنا قبل مجيء الشيخ البرجس، يُدوِّن عليها بعض الملاحظات، بالإضافة على تعليقاته العلميَّة مِن رأس القلم.
رحمهما الله -تعالى-، «تحابا في الله؛ اجتمعا عليه، وتفرقا عليه».
(2) انظر: (دراسات حول الإمام الألباني وتراثه) – موقع: بوابة تراث الإمام الألباني.
https://www.al-albany.com/books/dirasat
(3) «الشيخ الألباني عايش السُّنَّة -نحو من ستين سنة، أو أكثر -عِلمًا وعملاً- حتى اختلط بلحمه ودمه (ومع ذلك؛ تَرى مَن يكابر الحقَّ والحقيقة -زاعمًا بالباطل-: (إنَّه مُرجئ)!! ». انظر: [«مع محدث العصر» (ص93)]