أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
42173 89571

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر القرآن والسنة - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-02-2009, 07:40 AM
عائشة عائشة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 354
افتراضي { ورتل القرآن ترتيلا }

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


قال الله -تعالى-:
﴿ وَرَتِّلِ القُرْءَانَ تَرْتِيلًا ﴾


قال ابن الجَزَريِّ -رحمه الله- في " التمهيد في علم التَّجويد ":

( سُئل عليُّ بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه- عن هذه الآية؛ فقال: " التَّرتيل: هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف ".
وروى ابن جريج عن مجاهد أنه قال: أيْ: ترسَّلْ فيه تَرَسُّلاً.
وروى جُبير عن الضَّحَّاك: أي: انبذْهُ حَرْفًا حرفًا.
وروى مقسم عن ابن عباس: أي: بيِّنْهُ تَبيينًا.
وقال علماؤنا: أيْ: تَلَبَّثْ في قراءته، وافصلِ الحرفَ مِنَ الحرفِ الَّذي بعده، ولا تستعجلْ؛ فتُدْخِلَ بَعْضَ الحروف في بعض.
ولم يقتصرْ -سبحانه وتعالى- على الأمْرِ بالفعل حتَّى أكَّدَهُ بِمَصْدَرِه؛ تعظيمًا لشأنه، وترغيبًا في ثوابه.
وقالَ -تعالى-: ﴿ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان:32]؛ أي: نزَّلْناه على التَّرَسُّل، وهو المُكْث، وهو ضدُّ العَجَلة، وقال تعالى : ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ﴾ [الإسراء:106]؛ أي: عَلَى تَرَسُّلٍ ) انتهى.


قال النَّوويُّ -رحمه الله- في " التِّبيان في آداب حَمَلة القرآن ":
( وينبغي أن يُرتِّلَ قراءتَه.
وقد اتَّفقَ العُلماءُ -رضي اللهُ عنهم- علَى استحبابِ التَّرتيل.
قال الله -تعالى-: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾.
وثَبَتَ عَنْ أمِّ سَلَمةَ -رضي الله عنها- " أنَّها نَعَتَتْ قراءةَ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قراءةً مُفسَّرةً حَرْفًا حَرْفًا ". رواه أبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائي. قال التِّرمذيُّ: حديثٌ حَسَنٌ صحيح.
وعن مُعاويةَ بن قُرَّة، عن عبد الله بن مُغَفَّلٍ -رضي الله عنه- قال: " رأيتُ رسولَ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يومَ فتحِ مكَّةَ علَى ناقتِهِ، يقرأُ سورةَ الفَتحِ، فرجَّعَ في قراءتِهِ ". رواه البخاريُّ ومسلم.
وعن مُجاهدٍ أنَّه سُئل عن رجُلَين: قرأ أحدُهما البقرةَ وآلَ عمران، والآخَرُ البقرةَ وحدَها، وزَمَنُهُما ورُكوعُهما وسجودُهما وجُلوسُهما سواءٌ؛ قال: الَّذي قرأ البقرة وَحْدَها أفضلُ.
وعن ابن عبَّاس -رضي الله عنهما- قال: لأَنْ أقرأَ سورةً أُرتِّلُها أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أقرأَ القرآنَ كُلَّهُ.
وقَدْ نُهِيَ عَنِ الإفراطِ في الإسراع، ويُسَمَّى الهذَّ، فثَبَتَ عَنِ عبد الله بنِ مسعود -رضي الله عنه- أنَّ رجلاً قال له: إنِّي أقرأُ المفصَّل في ركعةٍ واحدةٍ، فقال عبد الله بنُ مسعود: " هذًّا كهَذِّ الشِّعر، إنَّ أقوامًا يقرؤون القرآنَ لا يجاوزُ تراقيَهُمْ، ولكنْإذا وَقَعَ في القلبِ فَرَسَخَ فيه نَفَعَ ". رواه البُخاريُّ ومسلمٌ، وهذا لفظُ مسلمٍ في إحدى رواياته.
قال العلماء: التَّرتيلُ مُستَحَبٌّ للتَّدبُّرِ ولغيرِه. قالوا: ولهذا يُستحَبُّ التَّرتيلُ للعَجَميِّ الَّذي لا يَفهمُ مَعناه؛ لأنَّ ذلك أقربُ إلَى التَّوقير والاحترامِ، وأشدُّ تأثيرًا في القلب ) انتهى.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-03-2009, 02:26 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

أحسنت على نقل هذه الفوائد والدرر أختي عائشة لا حرمك الله الأجر.

وكذلك ذكر الإمام الألباني -رحمه الله- في "صفة الصلاة" (ص84):

(( ثم يقرأ الفاتحة، ويقطِّعها آية آية: {بسم اللهِ الرحمنِ الرحيم}، ثم يقف، ثم يقول: {الحمد لله رب العالمين}، ثم يقف، ثم يقول: {الرحمنِ الرحيم}، ثم يقف، ثم يقول: {مالك يومِ الدِّين}، وهكذا إلى آخر السورة، وكذلك كانت قراءته كلها، يقف على رؤوس الآي، ولا يصلها بما بعدها )).

وذكر -رحمه الله-في الحاشية- قول الإمام أبي عمرو الداني في "المكتفى "(5/2):

(( وكان جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين يستحبون القطع على الآيات، وإن تعلق بعضهن ببعض )).

ثم قال:

(( وهذه سُنة أعرض عنها جمهور القراء في هذه الأزمان -فضلًا عن غيرهم- )) اهـ.

وهنا خطر ببالي مبحث آخر: بالنسبة للوقف على رؤوس الآي؛ إن كان الوقف على رأس الآية يستلزم معنى لا يليق؛ فكيف التصرف؟ هل نقف -أيضًا- عملا بالسنة مطلقًا؟ أم هناك حكم خاص في بعض الآيات؟ كآية -مثلا-: {ويل للمصلين}؟

إن كان لديك ثمة علم أختي فلا تحرمينا الفائدة.

وفقك الله لكل خير
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-04-2009, 08:45 AM
عائشة عائشة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 354
افتراضي

بوركت -أختي الفاضلة أم زيد- ، ونفع الله بكِ.

جاء في " البرهان في علوم القرآن " للزَّركشيِّ ( 1 / 427 - ط دار الفكر ):
( رَوَتْ أمُّ سلمة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم كان يقطِّع قراءته آيةً آيةً، ومعنَى هذا: الوقفُ على رؤوس الآي. وأكثر أواخر الآي في القرآن تامٌّ أو كافٍ، وأكثر ذلك في السُّور القِصار الآي؛ نحو: الواقعة. قال: وهذا هو الأفضل؛ أعني: الوقف على رؤوس الآيِ، وإن تعلَّقت بما بعدها. وذهب بعضُ القرَّاء إلى تتبُّع الأغراض والمقاصد، والوقف عند رُؤوس انتهائها، واتباعُ السنَّةِ أَوْلَى. وممَّن ذكر ذلك: الحافظ أبو بكر البيهقيُّ في كتاب " شُعَب الإيمان " وغيره، ورجَّح الوقف على رؤوس الآيِ، وإن تعلَّقت بما بعدها. قلتُ: وحكَى النحَّاس عن الأخفش عليّ بن سليمان أنَّهُ يُستحبُّ الوقوف علَى قوله: { هدًى للمتَّقين }؛ لأنَّه رأس آية، وإن كان متعلِّقا بما بعده ) انتهى.

ويُلحظ أنَّه لَم توضَع علامة الوقف الممنوع ( لا ) على رأسِ آيةٍ في مصحف المدينة النبويَّة، بخلاف بعضِ المصاحف الأُخْرَى.

أمَّا الوقف على قوله تعالى: { فويل للمصلِّين } في سورة الماعون؛ ففيه فائدة رأيتُها منقولةً عن الشيخ ابن عُثيمين -رحمه الله- قبل أيام -في أحد المنتديات-؛ حيث ذَكَرَ بأنَّ الابتداء بقوله تعالى: { الذين هم عن صلاتهم ساهون }، من بعد الوقف على: { فويل للمصلِّين } يكون كأنه الغيث على الأرض اليابسة، وهذا هو السرّ في أنَّ الأَوْلَى الوقف على رؤوس الآي، وإن كان لها تعلُّق بما بعدها. [ من شريط للشيخ -رحمه الله- في تفسير سورة الأنعام ].

ولكن: استوقفتني آيتان في سورة الصافات، في قوله تعالى: { ألا إنَّهم من إفكم ليقولون - ولد الله وإنهم لكاذبون }؛ إذ رأيتُ من القراء من يصل بينهما، بعد الوقف على الأُولَى منهما، وأول من سمعتُ منه هذا: القارئ مشاري بن راشد -وفقه الله لهداه ومرضاته-؛ إذ استمعتُ إلى مصحفه المرتَّل كاملاً، ولم أجدْه وصل بين آيتين إلا في هذا الموضع، وفي موضعٍ آخَر في صدر سورة آل عمران -فقط-، ثم استمعتُ إلى عدد من القراء؛ فبعضهم -وبخاصة قراء مصر- وصلوا بين الآيتين، ولم يبتدئوا بـ { ولد الله }، وبعضهم لم يصلْ، وابتدأ بالآيةِ. ثم وجدتُّ أبا بكر الأنباريَّ ( ت 328 ) -رحمه الله- يذكر في كتابه " إيضاح الوقف والابتداء " ( ص 450 ) أنَّ الابتداء بقوله تعالَى: { وَلَدَ اللهُ } [ الصافات 152 ] قبيحٌ؛ قال: ( ولا [ تقف ] على قوله: { ألا إنَّهم مِّنْ إفْكِهِمْ ليقولونَ } [ الصافات 151 ] ثم تبتدئ: { ولدَ اللهُ } ) انتهى.

هذا، والله تعالى أعلم.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.