أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
9452 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-21-2015, 10:45 PM
أبو العباس أبو العباس غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 791
افتراضي النظر إلى المقاصد والعلل النصيةفي إبطال الاحتفال بالموالد البدعية-لشيخنا فتحي الموصلي

النظر إلى السياق والمقاصد والعلل النصية في إبطال الاحتفال بالموالد البدعية.

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد.. .
ثبت عن النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ: سُئِلَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْاثْنَيْنِ، فَقَالَ: «هَذَا يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَعَلَيَّ فِيهِ أُنْزِلَ» رواه مسلم.
وهذا الحديث مما استدل به المجوزون للاحتفال بالمولد النبوي؛ ولو تأمل هؤلاء السياق الذي جاء فيه الحديث, ومقاصده, والحكم والعلل التي اشتمل عليها؛ لخرجوا بما يبطل مقصودهم, بل ويدلل على نقيضه؛ كما هو بيّن من خلال الفوائد التالية التي دل عليها الحديث:

الفائدة الأولى: أنّ السؤال عن صيام يوم الاثنين؛ وليس عن يوم الاثنين نفسِه، وإنّما عن العبادة فيه؛ لبيان أنّ أسباب تعظيم هذا اليوم يرجع إلى أسباب شرعية؛ فذكر صلى الله عليه وسلم- سببَ الحكم، وبيّنَ أنّ تخصيص صوم يوم الاثنين راجع إلى هذا السبب.

الفائدة الثانية: أنّ الحكم الواحد قد يُعَلَّلُ بعِلَّتينِ ويُعلَّقُ بسببين؛ فذكر هنا في الحديث السببين نصاً لا استنباطاً.

الفائدة الثالثة: أنّ تفضيل الأيام، وتعيين أسباب الفضل، والأحكام المترتبة على تلك الأسباب، وكيفية العبادة فيها؛ كلّ هذا شرعي توقيفي لا مجال للاجتهاد أو الرأي فيه من أيّ وجه من الوجوه.

الفائدة الرابعة: أن استحباب صوم يوم الاثنين كحُكم شرعي تكليفي معلَّق على أسباب ثلاثة:
السبب الأول: أنه يوم ولادته -صلى الله عليه وسلم-.
والسبب الثاني: أنه اليوم الذي أُنزِل فيه القرآن.
والسبب الثالث: أنه اليوم الذي تُعرَض فيه الأعمال.
وهذه الأسباب الثلاثة جاءت نصّاً، وذكر بعض العلماء غيرها استنباطاً؛ كما قال الشنقيطي في أضواء البيان (8\383): " فَقَدْ جَاءَ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صِيَامِهِ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ، فَقَالَ: «هَذَا يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَعَلَيَّ فِيهِ أُنْزِلَ»، وَكَانَ يَوْمَ وُصُولِهِ الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ، وَكَانَ يَوْمَ وَفَاتِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَدِ احْتَفَى بِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلْمُسَبَّبَاتِ الْمَذْكُورَةِ، وَكُلُّهَا أَحْدَاثٌ عِظَامٌ وَمُنَاسَبَاتٌ جَلِيلَةٌ".

الفائدة الخامسة: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل يومَ ولادته يومَ صومه؛ والمقرَّر في شريعتنا أنّ يوم العيد لا يُصام ؛ وإنما صام يوم الاثنين الموافق ليوم ولادته من الأسبوع؛ لبيان أنه لا يصلح أن يكون عيداً؛ فهذا نهيٌ ضمنيٌّ من اتخاذ يوم ولادته عيداً للمسلمين.
فاستحباب صيام يوم الاثنين دلّ على ثلاثة أمور:
الأول: أنه صوم شكر.
والثاني: أنّ استحباب الصوم يستلزم أن لا يكونَ هذا اليومُ يومَ عيد.
والأمر الثالث: قد جعل الشارعُ الصومَ في كل أسبوع؛ وهذا دليل قاطع على أنّ اعتبار تخصيص يوم ولادته بالنسبة إلى تاريخه السنوي في شهر ربيع الأول غيرُ مقصود ولا مطلوب للشرع؛ فلم يَعتبر الشرع تاريخَ ولادته باعتبار الشهر والسنة؛ لمخالفة طريقة أهل الكتاب في اعتماد التاريخ السنوي؛ كما نَرى في ميلاد عيسى -عليه السلام- حيث يعتبرون التاريخ السنوي ويجعلونه عيداً لهم؛ والنبي -صلى الله عليه وسلم- خالفهم من ثلاث جهات:
الأولى: جعله يوماً في الأسبوع.
والجهة الثانية: خالفهم في تخصيصه بالعبادة.
والجهة الثالثة: الصوم فيه؛ ويوم العيد لا يُفرَد بالصيام كما عليه الجمهور.
فهذا الحديثُ قد دلّ على دلالات كثيرة؛ منها: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نَهى أمّتَه -بدلالة المفهوم- عن الاحتفال بيوم ولادته وجعلِه عيداً؛ فتأمّل.

الفائدة السادسة: من الفوائد المهمة التي تَقرُب من القاعدة الاستدلالية هي: أنه لا تجد بدعةً يكون مستنَدُ أصحابها بعضَ الأدلة الشرعية المحتملة أو الموهومة أو المظنونة إلا وقد جاء في القرآن أو السنّة ما يَدلّ على بطلانها أو التحذير منها أو النهي عنها بعينها بالمنطوق أو بالمفهوم.
والتذكير بهذه الفائدة ينفع في أبواب ثلاثة:
الأول: في باب الاستنباط والاستدلال؛ فاستحضار هذه القاعدة يُعِين على استحضار المعاني الدقيقة والمقاصد البليغة.
الثاني: في باب الكشف عن البدعة وإبطال أدلتها ودحض شبهاتها.
والباب الثالث: في باب زيادة اليقين بزيادة الأدلة الدالة على الحق ودلاتها على كشف الباطل وإبطاله.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


الموقع الرسمي للشيخ فتحي الموصلي
__________________

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الرد على البكري (2\705) :
"فغير الرسول -صلى الله وعليه وسلم- إذا عبر بعبارة موهمة مقرونة بما يزيل الإيهام كان هذا سائغا باتفاق أهل الإسلام .
وأيضا : فالوهم إذا كان لسوء فهم المستمع لا لتفريط المتكلمين لم يكن على المتكلم بذلك بأس ولا يشترط في العلماء إذا تكلموا في العلم أن لا يتوهم متوهم من ألفاظهم خلاف مرادهم؛ بل ما زال الناس يتوهمون من أقوال الناس خلاف مرادهم ولا يقدح ذلك في المتكلمين بالحق
".
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-22-2015, 04:15 PM
أبومعاذ الحضرمي الأثري أبومعاذ الحضرمي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 1,139
افتراضي

جزى الله الشيخ الأصولي فتحي الموصلي على هذا المقال القيم ونفع الله بكم
__________________
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-: " فإن الواجب أن يكون المرءُ معتنيا بأنواع التعاملات حتى يكون إذا تعامل مع الخلق يتعامل معهم على وفق الشرع، وأن لا يكون متعاملا على وفق هواه وعلى وفق ما يريد ، فالتعامل مع الناس بأصنافهم يحتاج إلى علم شرعي"
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-23-2015, 11:47 PM
عصام شريف ابو الرُّب عصام شريف ابو الرُّب غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 323
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومعاذ الحضرمي الأثري مشاهدة المشاركة
جزى الله الشيخ الأصولي فتحي الموصلي على هذا المقال القيم ونفع الله بكم
نعم. هذا هو العلم يعلو ولا يعلى عليه. جزاكم الله خيراً
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.