أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
77662 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الفقه وأصوله - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 03-01-2012, 05:51 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي يرسل الله مطراً كأنه الطلّ، فينبت منه أجساد الناس يوم القيامة

وقد يكون المطر نقمةً وحرمانًا وخوفًا وعذابًا – نسأل الله العافية –.

عَذَبَ اللهُ بالمطر قومَ نوح ولوط وعاد وسبأ، وأنزل في ذلك آياتٍ بليغاتٍ بيناتٍ محكمة، قال الله – تعالى – في قوم نوح :
﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ۞ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ۞ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ۞ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ۞ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ۞ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ [سورة القمر 10 – 14].

وفي قوم لوط قال الله - تعالى - : ﴿قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ۞ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ۞ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ۞ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ [سورة الحجر 71 – 74].

وفي قوم عاد قال الله – تعالى – : ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ۞ مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ [سورة الذاريات 42 – 43].

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عصفت الريح قال : (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به، وإذا تخيلت السماء تغير لونه، وخرج ودخل، وأقبل وأدبر، فإذا مطرت سُرّيَ عنه، فعرفت ذلك عائشة فسألته فقال : لعله يا عائشة كما قال قوم عاد : ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا) (متفق عليه) (1).

وفي رواية : ويقول إذا رأى المطر : (رحمة). انظر : [مشكاة المصابيح 1513].

وأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا نسب الريح : فعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (الريح من روح الله، تأتي بالرحمة وبالعذاب، فلا تسبوها، وسلوا الله من خيرها، وعوذوا به من شرها) (صحيح) رواه الشافعي وأبو داود وابن ماجه والبيهقي في الدعوات الكبير. انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم : 1516].

وعن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به) (صحيح). رواه الترمذي . انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم : 1518].

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - : أن رجلاً لعن الريح عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : (لا تلعنوا الريح فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل، رجعت اللعنة عليه). (صحيح). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم : 1517].

وفي قوم سبأ قال الله – تعالى – : ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ۞ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ۞ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ [سورة سبأ : 15 – 17].


يُتبع - إن شاء الله تتعالى -.
___________

(1) تتمــّــة الآية الكريمة : ﴿بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ۞ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ [سورة الأحقاف 24 - 25].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 03-02-2012, 03:25 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أسباب هلاك هؤلاء الأقوام وتحوّل النعمة عنهم.

أسباب هلاك هؤلاء الأقوام وتحوّل هذه النعمة عنهم.

قال الله – تعالى – : ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [سورة هود : 117].

مما تقدم يتبّن لنا أن لهلاك هؤلاء الأقوام وأمثالهم، وتحوّل النعمة عنهم أسبابًا أدت بهم إلى سوء مصيرهم، فكانوا عبرةً لمن يعتبر على مدى الزمان، أذكر منها ما يلي :

1. تكذيب الرسل : قال الله – تعالى – :﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ۞ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ۞ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ۞ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ [سورة القمر : 9 - 12].

2. الكفر : قال الله ـ تعالى ـ : ﴿وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون[سورة النحل: 112].

وعن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ما من عام بأكثر مطرًا من عام، ولكن الله يصرّفه بين خلقه حيث يشاء. ثم قرأ : {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا الآية]. (1) (صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 5/ 592 رقم 2461].

قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى – في التعليق على الحديث : [ويستفاد منه أن كمية المطر في كل عام واحدة لكن تصريفه يختلف.
وقال البغوي في معالم التنزيل عقب حديث ابن عباس : وهذا كما روي مرفوعا : (ما من ساعة من ليل ولا نهار، إلا والسماء تمطر فيها، يصرفه الله حيث يشاء).
وذكر ابن اسحاق وابن جريج ومقاتل وبلغوا به ابن مسعود يرفعه قال : (ليس من سَنَةٍ بأمَرَّ - أي أسوأ - من أخرى، ولكن اللهَ قسّم هذه الأرزاق، فجعلها في السماء الدنيا في هذا القَطْر، ينزل منه في كل سَنةٍ بكيلٍ معلومٍ ووزنٍ معلوم، وإذا عمل قوم بالمعاصي حوّلَ اللهُ ذلك إلى غيرهم فإذا عَصَوْا جميعا، صرف اللهُ ذلك إلى الفيافي والبحار). ا. هـ. انظر : [السلسلة الصحيحة 5/ 592 رقم 2461].

3. ظهور الفواحش والمعاصي والإعلان والمجاهرة بها : عن ابن عمر – رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يا معشر المهاجرين ! خصال خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسنين، وشدّة المُؤنة، وجوْر السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم، إلا مُنِعوا القطرَ من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله، وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم، فأخذوا بعض ما كان في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله - عز وجل -، ويتحروا فيما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم). (حديث صحيح)‌. انظر : [صحيح الجامع7978].‌

بِالسِّنِينَ : بالقحط.

قال الله – تعالى – : ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [سورة الأعراف : 13].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ليست السّنةُ بأن لا تمطروا، ولكن السنةَ أن تُمْطروا وتُمطروا، ولا تنبتُ الأرض شيئا) (رواه مسلم) انظر : [صحيح الجامع رقم : 5447].


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________

(1) وتمام الآية : ﴿فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا [سورة الفرقان : 50].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 03-12-2012, 07:12 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أسباب هلاك هؤلاء الأقوام وتحوّل هذه النعمة عنهم.

أسباب هلاك هؤلاء الأقوام وتحوّل هذه النعمة عنهم.

4. الكبْر والجدل : عن أنس – رضي الله عنه - قال : أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من أصحابه إلى رأس المشركين يدعوه إلى الله – تعالى -، فقال المشرك : هذا الذي تدعوني إليه من ذهب أو فضة أو نحاس ؟ فتعاظم مقالته في صدر رسول رسول الله، فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال : إرجع إليه، فرجع إليه بمثل ذلك وأرسل الله - تبارك وتعالى - عليه صاعقة من السماء فأهلكته، ورسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطريق، فقال : (لا يَدي) فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إن الله قد أهلك صاحبك بعدك) ونزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ }.

قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - : [إسناده (صحيح) رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ديلم بن غزوان وهو ثقة وقد توبع] انظر : [ظلال الجنة جـ1 رقم 692] ا هـ.

قال الله – تعالى - : {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ۞ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [سورة الرعد : 12 - 13].

قال ابن كثير – رحمه الله تعالى – في تفسيره : {خَوْفًا وَطَمَعًا} قال قتادة : [خوفاً للمسافر يخاف أذاه ومشقته، وطمعاً للمقيم يرجو بركته ومنفعته، ويطمع في رزق الله] ا هـ.

{وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ} : أي يرسلها نقمة ينتقم بها ممن يشاء.

{وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ} : أي يشكّون في عظمته، وأنه لا إله إلا هو.

{وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} : قال ابن جرير : شديدة مماحلته في عقوبة من طغى عليه، وعتا وتمادى في كفره. وهذه الآيه شبيهة بقوله – تعالى - : {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ۞ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ} [سورة النمل 50 – 51]. ا هـ.

وقال علي – رضي الله عنه - : {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} أي : شديد الأخذ.
وقال مجاهد : شديد القوة]. انظر : [تفسير القرآن العظيم لابن كثير – رحمه الله تعالى - 3/ 664 -667].

5. التعلق في هذه الحياة الدنيا وزينتها قال الله – تعالى - : {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ۞ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [سورة الكهف : 45 - 46].

وقال الله – تعالى - : {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [سورة الحديد : 20].


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 03-12-2012, 07:39 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي للمحافظة على نعمة المطر، وبركات السماء والأَرْضِ بإذن الله - تعالى - :

للمحافظة على نعمة المطر، وبركات السماء والأَرْضِ بإذن الله - تعالى - :

1. الإيمان بالله - جلَّ في علاهُ - وتقواه :
لقوله ـ تعالى ـ : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون} [سورة الأعراف : 95].

2. اليقين بالله – تبارك وتعالى – بلا شك، قال الله – تبارك وتعالى - : {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} [سورة : الرعد 17].

قال عبدالله بن عباس – رضي الله عنهما – في قوله – تعالى - : {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} الآية : [هذا مثلٌ ضربه الله، احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها، فأما الشك، فلا ينفع معه العمل، وأما اليقين فينفع الله به أهله، وهو قوله : {فَأَمَّا الزَّبَدُ} وهو الشك {فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} وهو اليقين، وكما يجعل الحُلِيّ في النار، فيُؤخذ خالصه، ويترك خبثه في النار، فكذلك يقبل الله اليقين ويترك الشك]. انظر : [تفسير القرآن العظيم لابن كثير – رحمه الله تعالى - 3/ 669].

3. العمل بالتنزيل، واتباع الحق الذي جاء من عند الله – سبحانه وتعالى - : فعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل غيث أصاب أرضا، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء، وأنبتت الكلأ والعشب الكثير، فكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا منها، وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى منها، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله - تعالى - ونفعه ما بعثني الله به، فعَلِمَ وَعَلّمْ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به}. [متفق عليه].

ولنا في بني إسرائيل وفي غيرهم من الأمم السابقين عظة وعبرة، قال الله – تبارك وتعالى - : {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ} [سورة المائدة: 66].

4. شكر النعمة، وعدم كفرانها لقوله ـ تعالى ـ : {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [سورة إبراهيم : 7].

وقوله ـ تعالى ـ : {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [سورة النحل : 112].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 03-12-2012, 08:23 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي للمحافظة على نعمة المطر، وبركات السماء والأَرْضِ بإذن الله - تعالى - :

للمحافظة على نعمة المطر، وبركات السماء والأَرْضِ بإذن الله - تعالى - :

5. لزوم سبيل الإستقامة لقوله ـ تعالى ـ :
{وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [سورة الجن : 16].

6. الإستغفار والتوبة لقوله ـ تعالى ـ عن نوح – عليه الصلاة والسلام – في دعوته لقومه : {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا غ‍ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا غ‍ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [سورة نوح : 10 – 12].

وعن هود – عليه الصلاة والسلام - قال ـ تعالى ـ : {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [سورة هود : 52].

7 التفكر في آلاء الله لقوله -تعالى-: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ} [سورة السجدة 27].

اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وإقامــــة حدودك، والثبات على الحق الذي جاء من عندك يارب العالمين، يا أرحم الراحمين، إنك أنت ولي ذلك والقادر عليه.

من محاضرات اللجنـــة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -.

وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 12-21-2013, 05:17 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

لطفـــًـــا :

موضوع ذا صِلـَـــــة :

مختصر كتاب :
«أحكام الشتاء في السنة المطهرة» للشيخ علي بن حسن الحلبي الأثري حفظه الله – تعالى -.
قام باختصاره : الشيخ أبي عثمان السلفي جزاه الله خيرا.

__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 02-11-2020, 02:02 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

هل كلمة المطر خاصة بالعذاب والأذى؟

الكاتب: أ. د. عاصم القريوتي

كتب في 22 نوفمبر 2017م

انتشر في الآونة الأخيرة أن ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻄﺮ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ إﻻ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺃﻭ ﺍﻷﺫﻯ؛ ﻭﻧﺤﻦ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻧﺪﻋﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﻋـﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﻄﺮ.

{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ } [الأعراف: 84].

وفوله سبحاته: { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ} [الشعراء: 173].

وقوله تعالى : {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ} [النمل: 58 ].

وأما ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺯﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﺴﻘﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺎﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻟﻪ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻏﻴﺮ ﻟﻔﻈﺔ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻭ ﺍﻟﻐﻴﺚ.

هكذا يقول القائل، ولكن هذا ليس بصحيح أن المطر خاص بالعذاب لما يلي:

صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ الله؛ لاَ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلاَّ الله؛ وَلاَ يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلاَّ الله؛ وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلاَّ اللهُ، وَلاَ تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ الله).

وعن عائشة زوج النبى -صلى الله عليه وسلم- تقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك فى وجهه أقبل وأدبر فإذا مطرت سر به وذهب عنه ذلك.

قالت عائشة -رضي الله عنها- فسألته فقال: (إنى خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتى). ويقول إذا رأى المطر: (رحمة).

وصح أيضا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُم؟ْ) قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ؛ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا؛ فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ).

وعن أَنَس بْن مَالِكٍ قَالَ أَتَى رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَدْوِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكَتِ الْمَاشِيَةُ؛ هَلَكَ الْعِيَالُ؛ هَلَكَ النَّاسُ. فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ يَدْعُو وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ مَعَهُ يَدْعُونَ؛ قَالَ: فَمَا خَرَجْنَا مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى مُطِرْنَا فَمَا زِلْنَا نُمْطَرُ حَتَّى كَانَتِ الْجُمُعَةُ الأُخْرَى فَأَتَى الرَّجُلُ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ بَشِقَ الْمُسَافِرُ وَمُنِعَ الطَّرِيقُ.

وفي لغة العرب كذلك يطلق المطر على الماء النازل من السماء أيًا كان، وبهذا يتبين صحة إطلاق المطر على الرحمة والعذاب جميعا.

والله أسأل أن يتغمدنا جميعا برحمته، وأن ينصر دينه وعباده في كل مكان.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:46 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.