أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
21758 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-03-2013, 05:17 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي طور سينــــاء هو طور سينين، الذي في سيناء، هذا ما قاله العلماء... مزيد ومجدد.

طور سينــــاء هو طور سينين، الذي في سيناء، هذا ما قاله العلماء.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
قال الله تعالى-: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ [سورة المؤمنون: 20].
قال ابن كثير رحمه الله – تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة: [والشجرة: يعني الزيتونة. والطور: هو الجبل.
وقال بعضهم: إنما يُسمى طورًا إذا كان فيه شجر، فإن عُرّيَ عنها سُمِّيَ جبلًا لا طورًا، والله أعلم.
وطور سيناء هو طور سينين، الجبل الذي كلّمَ الله عليه موسى بن عمران -عليه الصلاة والسلام -، وما حوله منَ الجبال التي فيها شجر الزيتون ...]. ا هـ.(1)

وقال في موضعٍ آخر: [ قال بعض الأئمـــــة: هذه محالٌّ ثلاثـــــة، بعث الله في كل واحدٍ منها نبيـــًّــا مُرسَلًا من أولي العزم أصحاب الشرائع الكبار:
فالأول: محله التين والزيتون، وهي بيت المقدس التي بعث الله فيها عيسى ابن مريم - عليه السلام -.
والثاني: طور سينين، وهو طور سيناء الذي كلّمَ الله عليه موسى بن عمران – عليه الصلاة والسلام -.
والثالث: مكــَّــة، وهو البلد الأمين الذي من دخله كان آمِنا، وهو الذي أرْسلَ الله منها مُحمَّـدًا ﷺ فذكرهم مُخبِرًا عنهم على الترتيب الوجودي، أي بحسب ترتيبهم في الزمان، ولهذا أقسم بالأشرف ثمّ الأشرف منه، ثمّ بالأشرفِ منهما]. ا هـ. (2)

وفي شرقي مدينة القدس في فلسطين – رَدّها الله إلى المسلمين رَدًا جميلا - يوجد «جبلٌ اسمه جبل الطور»، وهو مِن أعلى جبالها، ويُسمى «بجبل الزيتون».

وقد ورد ذِكر طور بيت المقدس في حديث رسول الله ﷺ الطويل، الذي ذكر فيه الدجال، ونزول عيسى بن مريم - عليه الصلاة والسلام - وذكر فيه يأجوج ومأجوج حيث أمَرَهُ أن يحترز وأصحابه منهم على الطور في القدس، وهو قريب من اللّدّ حيث يَقتُلْ عيسى بن مريم - عليه الصلاة والسلام - الدجال. وذلك بقوله: (... فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين، واضعًا كفيهِ على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه، تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يَحِلّ لكافر يجد ريح نَفَسِهِ إلا مات، وَنَفَسُهُ ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبُهُ حتى يُدْرِكُهُ بباب لُدٍّ فيقتله، ثم يأتي عيسى قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إني أخرجت عبادًا لا يدان لأحد بقتالهم، فحَرِّز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرةً ماء، ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، هلم فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشابهم إلى السماء، فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما، وَيُحْصَرْ نبي الله عيسى وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبيّ الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض.(3) ، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله - عز وجل -، فيرسل الله طيرًا كأعناق البخت، فتحملهم، فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله قطرًا لا يكنّ منه بيت مدرٍ ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزُّلفة ...).(4)

وطور بيت المقدس الذي يتحرّز عليه نبي الله عيسى - عليه الصلاة والسلام - وأصحابه من قوم يأجوج ومأجوج، هو غير طور سينين، الذي في سيناء، والذي كلّمَ الله - جلَّ في عُلاه - عليه موسى بن عمران - عليه الصلاة والسلام -. وذلك لِما تقدّمَ وما يأتي من أدلـــة - إن شاء الله تعالى -.

إذ أنّ طور سيناء جبلٌ مباركٌ في سيناء، من أطراف بلاد الشام الجنوبية الغربية المباركة. والوادي المقدس طوى إلى جانبه، ومنه انطلقت نبوّة موسى - عليه الصلاة والسلام - ودعوته، كما جاء في كثير من الأدلة في كتاب الله العزيز والسنة النبوية المطهّرة.
ولسيناء موقع جغرافي هام، حيث أنها تُعدّ رابطة اتصال بين مصر والشام، بل بين آسيا وأفريقيا. وضُمّتْ سينـــاء إلى مصر ضمن تشكيلاتٍ إدارية للدولة العثمانيــــة، وذلك في عهد محمـــد علي(5) رحمه الله - تعالى - عام 1810 م. فأصبحت كغيرها من المناطق المصرية تابعة لولاية محمد علي بموجب الفرمان العثمانى الخاص بتوليته حاكمًا على البلاد؛ وقُسِّمَتْ إداريًا الى ثلاثة أقسام:
1.
مدينة الطور: وتتبع محافظة السويس أداريا.
2. قلعة نخل وتوابعها: وتتبع إقليم الرزنامة (المالية المصرية).
3. مدينة العريش: وتتبع نظارة الداخلية؛ وبعد حادثة طابا عام 1906م ضمت العريش الى قومندانية نخل وجعل عليها ناظرا.

ويوجد أيضًا في جنوبي مدينة نابلس في فلسطين، «جبل الطور» ويسمى «بجبل جرزيم»، أو «جبل البركـــة»، أو «جبل الفرائض». وفيه تسكن الطائفة السامرية من اليهود ويعتبرونه قبلتهم.

هذا ما أعلمه عن جبال الطور، وقد تكون هناك جبالٌ أخرى تحمل هذا الاسم غيرها، فالله - سبحانه وتعالى - أعلم بها.

سمّى الله - تبارك وتعالى - في كتابه العزيز سورةً باسم «الطور»، وأقسم - سبحانه وتعالى – «بالطور» فيها، وله - جلّ في عُلاه - أن يقسِمَ بما شاء مِن مخلوقاته الدالة على عظيم قدرته؛ قال الله - تعالى -: ﴿وَالطُّورِ ۞ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ۞ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ. [سورة الطور: 1 - 3].

وأقسم بطور سينين في سورة التين وذلك بقوله – سبحانه وتعالى-: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ۞ وَطُورِ سِينِينَ ۞ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ [سورة التين: 1 - 3].

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله - تعالى - في تفسير هذه الآيات الكريـمـــــة: [والتين]: هو التين المعروف وكذلك [الزيتون].
أقسم بهاتين الشجرتين، لكثرة منافع شجرهما وثمرهما، ولأن سلطانهما في أرض الشام، محلّ نبوةِ عيسى بن مريم – عليه السلام -.
[وطور سينين] أي: طور سيناء، محلّ نبوّة موسى - عليه السلام.
[وهذا البلد الأمين]: وهو مكـــــة المكرمـــــة، محلّ نبوّةِ محمد ﷺ. فأقسَمَ - تعالى - بهذه المواضع المُقدّسة التي اختارها، وابتعث منها أفضل الأنبياء وأشرفهم؛ والمُقسَم عليه قوله: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ....] ا هـ.(6)

وعن جنادة بن أبي أميّة الدوْسيّ قال: دخلتُ أنا وصاحبٍ لي على رجلٍ مِن أصحاب رسول الله ﷺ فقلنا حَدِّثْنا ما سَمعتَ مِن رسول الله ﷺ ولا تُحدّثنا عن غيره، وإن كان عندَكَ مُصَدَّقا. قال: نعم، قام فينا رسول الله ﷺ ذات يومٍ فقال: (أُنْذِرْكُمُ الدجال، أنذركم الدجال، أنذركم الدجال، فإنه لم يكن نبيٌّ إلا وقد أنذرهُ أمته، وإنه فيكم أيتها الأمة، وإنه جعدٌ آدمُ ممسوحُ العين اليسرى، وإن معه جنةً ونارًا، فناره جنة، وجنته نار، وإن معه نهر ماءٍ وجبلُ خبز، وإنه يُسَلطُ على نفسٍ فيقتلها ثم يحييها، لا يسلطُ على غيرها، وإنه يُمْطِرِ السماء ولا تنبت الأرض، وإنه يلبث في الأرض أربعين صباحًا حتى يبلغ منها كل منهل، وإنه لا يَقْرُبُ أربعة مساجِد: مسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد المقدس، والطور، وما شُُبّهَ عليكم من الأشياء، فإن الله ليس بأعور، مرتين).(7)

وهذا يدل على أن المسجد المقدَّس في الحديث هو المسجد الأقصى في القدس؛ غير الطور الذي في سيناء، لأن رسول الله ﷺ أثبت في الحديث الشريف أن كل واحدٍ منهما باسمه لا يدخله الدجال فذكر أربعا.

ثمّ إن الرِّحالَ لا تُشَدَّ إلّا إلى المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، ومسجد رسول الله محمد ﷺ في المدينة، والمسجد الأقصى في بيت المقدس، وعلى ذلك فإن «الطور في سيناء» من المساجد الأربعة التي لا يقربها الدجال: إلّا أنه يُستثنى من شدّ الرحال إليه كما الحديث الشريف الذي ثبت في الصحيحين: قال رسول ﷺ: (لا تشد الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الاقصى).(8)

ولِحديث أبي بصرة الغفاري أنه لقي أبا هريرة - رضي الله عنه - وهو جاءٍ من الطور، فقال: من أين أقبلت ؟ قال: من الطور، صلَّيت فيه، قال: أما لو أدركتك قبل أن ترحل إليه ما رحلت، إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى).(9)

قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - في التعليق على الحديث: [والحديث عامٌّ يشمل المساجد وغيرها من المواطن التي تُقصَد لذاتها، أو لفضلٍ يُدْعى فيها، ألا ترى أن أبا بصرة - رضي الله عنه - قد أنكر على أبي هريرة - رضي الله عنه - سفره إلى الطور، وليس هو مسجدًا يُصلى فيه، وانما هو جبلٌ كلم الله فيه موسى - عليه السلام - فهو جبلٌ مبارك، ومع ذلك أنكر أبو بصرة السفر إليه ...].(10)

وقال رحمه الله – تعالى - في موضعٍ آخر: [هذا، ولا بأس من أن أنقل إليك ما ذكره وليّ الله الدّهلوي في مسألة شدّ الرحال، لأنه لا يخلو من فائدة جديدة، قال - رحمه الله - في (الحجة البالغة) (1/ 192): [كان أهل الجاهلية يقصدون مواضع مُعَظّّمَةً بزعمهم يزورونها ويتبركون بها، وفيه من التحريفِ والفسادِ ما لا يخفى، فََسَدََّ ﷺ الفسادَ، لئلا يُلحَقَ غيرُ الشّعائر بالشّعائر، ولئلا يصيرَ ذريعةً لعبادةِ غير الله. والحقّ عِندي أن القبر، ومحلّ عبادةِ وَليٍٍّ من الأولياء، والطور، كل ذلك سواءٌ في النهي ...].
وقال: [ولا يكفيهِ دليلاً قولُ من قال: بأن طور سينين أو طور سيناء هو الذي في بيت المقدس وليس الذي في سيناء، لأن بيت المقدس أرض مباركة، وليس الأمر كذلك في سيناء]. ا هـ.(11)

وذلك لأن قُدسِيَّةَ بيت المقدس - ردّّها الله إلى المسلمين ردًا جميلا - لا تُنافي ولا تمنع مِن أن يكون الوادي المُقدَّس طوى في سيناء، أو في غيرهما أيضًا مُقدّسًا، فقد ثبت في الحديث (المتفق عليه) أن جبريل - عليه الصلاة والسلام - جاء للنبيّ ﷺ بأمرٍ من ربه - سبحانه وتعالى - وأمره أن يصلي في وادي العقيق، وهو في منطقة ذي الحليفة، أو ما يُسميه البعض ابيار علي، التي يُحْرِمُ منها الحجيجُ القادمون من المدينة إلى مكـــة، فالصلاة فيها تعظيمًا لقدسية المكان وبركته، وليست سُنةَ إحرامٍ كما يَظنّ الكثيرون، إلا إذا وافقت وقت صلاة.

فعن ابن عباس- رضي الله عنهما - قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سمعت رسول الله ﷺ وهو بوادي العقيق يقول: (أتاني الليلة آت من ربي فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك، وقل: عُمْرَةٌ في حجة). وفي رواية: (قل عمرة وحجة). (متفق عليه).

فبيت المقدس أرضٌ مباركة، ووادي العقيق في ذي الحليفة أرض مباركة، والوادي المقدّس طُوى في سيناء أرض مباركة، مرّ به موسى عليه الصلاة والسلام - في طريق عودته من مِديَن إلى مصر، وبشره الله - تبارك وتعالى - باختياره نبيًا رسولًا إلى فرعون وإلى بني إسرائيل، وكلّمـــهُ كلامًا يليقُ بجلاله، بلا وساطة وحْيٍ، وهذه كرامة من الله - تعالى - لنبي الله موسى - عليه الصلاة والسلام -.

قال الله - تعالى - مُخاطِبًا رسوله محمد ﷺ: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ۞ إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ۞ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى ۞ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى ۞ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ۞ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي [سورة طه: 11 - 14].

هذه أقوال العلماء بالأدلة القائمـــــة على كتاب الله العزيز والسنة النبوية المطهَّرة، فمن قال بأن الطور المقصود في الآية الكريمة: ﴿وَطُورِ سِينِينَ هو طور بيت المقدس، فعليه أن يأتي بالحجــــة القائمـــــة على الدليل الشرعي الصحيح.

إذ لا يستقيم الأخذ بالرأي والهوى، والقياس العقلي، والإعراض عن الأدلة، وتفاسير العلماء الراسخين في العلم، فالله – سبحانه وتعالى - أعلم بالبلاد كيف كانت في تلك الحقبة من التاريخ، وما تعرضت له من عوامل بيئية - بإذن ربها - منذ آلاف السنين، وما تعاقبت عليها مِن أمم، وسادت حضارات ثمّ بادت، فلا تُقارنُ ولا يُحكم عليها، مقياسًا لما هي عليه الآن في زماننا.

ورحم الله – تعالى – ابن القيّم إذ قال: [ونحن نرى أنه كلما اشتد تَوَغّلَ الرجل في القياس، اشتدتْ مُخالفتُهُ للسنن، ولا نرى خلاف السنن والآثار عند أصحاب الرأي والقياس، فلله كم من سُنةٍ صحيحةٍ صريحةٍ قد عُطّلَتْ به، وكم مِن أثََرٍ دَرَسَ حُكْمُهُ بسببه.

فالسنن والآثار عند الآرائيين والقياسيين خاوية على عروشها، مُعَطلةٌ أحكامُها، مَعزولةٌ عن سلطانها وولايتها، لها الاسم ولغيرها الحكم، لها السكة والخطبة ولغيرها الأمر والنهي ...].(12)
قال الله - تعالى: ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ۞ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ۞ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ۞ وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [سورة النمل: 50 - 53].

نسأل الله العفوَ والعافيــــة.

جزى الله علمائنا الأعلام منارات الهدى خيرًا ونفع بهم وبعلمهم، وحفظ الله سائر بلاد المسلمين آمنـــــًة مطمئنــــــة، آمين ... آمين.

وكتبتــــــه: أم عبدالله نجلاء الصالح

يُتبع إن شاء الله - تعالى -.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر: [تفسير القرآن العظيم - 3/ 326].
(2) انظر: [تفسير القرآن العظيم - 4/ 681].
(3) ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض: أي: يهبطون من جبل الطور بعد الحصار عليه إلى الأرض.
(4) (صحيح) رواه: (أحمد ومسلم والترمذي). عن النواس بن سمعان - رضي الله عنه -. انظر: [صحيح الجامع رقم: 4166].
(5) محمد علي: هو قائد عسكري في الجيش العثماني من تراقيا، وبعد سنوات من تعيينه واليا؛ أعلن نفسه باشا مصر والسودان مستقلًّا بهما عن الدولة العثمانية.
(6) انظر: [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 5/ 433].
(7) انظر: [السلسلة الصحيحة 6/ 1046 رقم 2934].
(8) (متفق عليه). أخرجه البخاري (1/ 299) ومسلم (4/ 126).
(9) أخرجه الطيالسي (1348، 2506) وأحمد (6/ 7).
(10) انظر: [إرواء الغليل 4/ 143 رقم 970].
(11) انظر: [الثمر المُستطاب 2/ 567].
(12) انظر: [الحديث حجـــة بنفسه ص 45].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-04-2013, 08:23 PM
مهجة القلب مهجة القلب غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 99
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله
حين طرحت سؤالي بالمنتدى، كنت أتطلع الى الأخت الغالية "أم عبد الله نجلاء الصالح" لإفادتي في هذا الباب، فسبحان الله وكأنك أختي الغالية علمت أنني بحاجة لمساعدتك فما تأخرت في الرد، وعليه أشكرك أستاذتي الفاضلة على ما تفضلت به و بارك الله فيك وفي علمك ووقتك وجزاك الله عني خير الجزاء وأنا بانتظار تكملة الجواب ان شاء الله تعالى .
__________________
كُن مع الله ترى الله معك, واترك الكُلَّ وحاذر طمعك, وإذا أعطاكَ من يمنعهُ, ثمَّ من يُعطي إذا ما منعك.

* * * * * * *
ضُمّ السعادة إلى السعادة وابتسم ، ما حرّك الحزنُ مصيرًا قدّ قُسم .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-09-2013, 11:21 AM
المشتاقة للجنان المشتاقة للجنان غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: الاردن
المشاركات: 7
افتراضي

جزاك الله خيراً
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-09-2013, 06:35 PM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

بارك الله فيك أستاذتنا الفاضلة أم عبد الله ونفع بك.. والمعذرة لم أنتبه إلى موضوعكم القيم إلا بعد أن أنزلت مشاركتي تحت سؤال أختنا الفاضلة مهجة القلب عن طور سينين! وإلا ففيما تقدمتِ به بيان وزيادة فجزاك الله عنا كل خير .
__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-12-2013, 05:22 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهجة القلب مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله
حين طرحت سؤالي بالمنتدى، كنت أتطلع الى الأخت الغالية «أم عبد الله نجلاء الصالح» لإفادتي في هذا الباب، فسبحان الله و كأنك أختي الغالية علمت أنني بحاجة لمساعدتك فما تأخرت في الرد، و عليه أشكرك أستاذتي الفاضلة على ما تفضلت به و بارك الله فيك و في علمك و وقتك و جزاك الله عني خير الجزاء و أنا بانتظار تكملة الجواب ان شاء الله تعالى .

وإياكم، وعليكم السلام ورحمــــة الله وبركاته ابنتي الحبيبـــــة «مهجة القلب» حيــــّـــاك المولى وبيــــّـــــاك وسدد على طريق الخير والهدى خطـــــاك.

وفيكم بارك الله ولكم مثل ما دعوتم وزيادة رؤية وجه الله الكريم في جنة عرضها كعرض السموات والأرض.

شكر الله لكم يا الغاليــــــــة؛ وأسأل الله العليّ القدير أن يجعلني عند حسنِ الظنّ بي، وأن يغفر لي تقصيري.

عذرًا لأني أفردت موضوعـــًـا خاصــًّــا يوافق الردَّ على سؤالك يا غاليــــة، لأني رغبتُ أن يكون الردّ بتوسّع.

وسبحــــان الله كنتُ قد قرأت في بعض المنتديات، أن طور سيناء هو جبل الطور في بيت المقدس، وليس طور سيناء في صحراء سيناء، فاستعنت بالله على الردّ، فكــان هذا الجهد المُتواضع.

أسأل الله - تعالى - أن يتقبل منا وإياكـــم، وأن يجعل خير أعمالنــــا خواتيمـــها، وخير أيامنــــا يوم نلقــــاه سبحــــانه جلّ في عُلاه.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-12-2013, 09:25 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشتاقة للجنان مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيراً

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البراء مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أستاذتنا الفاضلة أم عبد الله ونفع بك.. والمعذرة لم أنتبه إلى موضوعكم القيم إلا بعد أن أنزلت مشاركتي تحت سؤال أختنا الفاضلة مهجة القلب عن طور سينين! وإلا ففيما تقدمتِ به بيان وزيادة فجزاك الله عنا كل خير.

وإياكنّ أحبتي في الله «المشتاقة للجنان» و «أم البراء». وفيكنّ بارك الله، ولكنّ بمثل ما دعوتنّ وزيادة.

وعودًا حميدًا يا الغالـــــيات، شكر الله لكنّ، مروركنّ أسعدني، جعلكنّ الله وأحبتكنّ مِن سعداء الدنيا والآخرة.

لا بأس عليك ابنتي الحبيبــــــة «أم البراء» بارك الله فيك وفي جهودك وما تخطــــّـــه يمينك، وأثقل الله لك به الميزان. وجمعني بك والأخوات الغاليــــات في الفردوس الأعلى من الجنان.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-16-2013, 06:23 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي على طور سيناء كان الإصطفاء

على طور سيناء كان الإصطفاء.

وعلى طور سيناء في طريق العودة، كان موسى - عليه الصلاة والسلام – على قدرٍ مع الإختيار للنبوة والاصطفاء، بعد أن قضى أتمّ الأجليْن وأكملهما وأوفاهما وأبرّهما في أهل مديَنَ؛ اشتاق إلى بلاده وأهله، فعزم على زيارتهم في غفلة عن فرعون وقومه، فتحمّل بأهله وما كان معه من الغنم التي وهبها له صهره، وسار متجهًا إلى مصر.

وإلى جانب الطور الأيمن فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ شرفه الله - جلّ في عُلاه - بالتكليف بالرسالة لأول مرة، وبشّرهُُ بعلوّ منزلته، وأحاطهُ بعنايتهِ ورعايته، وامتن عليه بالمعجزات العظيمات، والكرامات الباهرات.

كَلّمَهُ الله رب العالمين،
الله لا إله غيره ولا ربّ سواه، كلامًا يليقُ بجلاله، تعالى وتقدّس وتنزّهَ عن مماثلة المخلوقين في كلامه ... في ذاته وفي صفاته وأقواله وأفعاله - سبحانه -؛ فتحقق موسى - عليه الصلاة والسلام - مِن أن الذي يُكَلّمُهُ هو الله - جلَّ في عُلاه -، الذي إذا أراد شيئًا فإنما يقول له كُن فيكون..

وقال الله - تعالى: ﴿فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ۞ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ۞ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ۞ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ۞ قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ۞ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ۞ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ [سورة القصص: 29 - 35].

وقال الله - تعالى -: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ۞ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ۞ وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ۞ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [سورة القصص: 43 - 46].

نبّهََ الله على برهان نبوّة رسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبره بالغيوب الماضية، أخبارًا كأنّ من يسمعها شاهدٌ وَراءٍ لما تقدّم، وهو الرجل الأميّ الذي لا يقرأ شيئًا من الكتب، ونشأ في قوٍم لا يعرفون شيئًا من ذلك، ولكن أوحاهُ الله لما امتنّ الله عليه بالرسالة تبصرةً وتذكرةً ورحمةً للعالمين.
أخبر أن الله - تعالى - ناداه: ﴿من جانب الوادي مما يلي جبل الطور عن يمينه من ناحية الغرب ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي.
وفي موضعٍ آخر قال - سبحانه -: ﴿أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ.
وأمَرَهُ بأن يُلقٍ عصاه، فلما ألقاها رآها تهتز كأنها جان، خاف ولم يلتفت، قال الله له: ﴿يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ.

﴿اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ .
وفي موضعٍ آخر قال له الله - تعالى -: ﴿وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى ۞ لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى.

أي: إذا أدخلها في جيب درعك ثمّ أخرجها، تخرج بيضاء تتلألأ كأنها فلقة قمر في لمعان البرق.

ولهذا قال - سبحانه -: ﴿مِنْ غَيْرِ سُوءٍ، أي: من غير برصٍ ولا أذى.

وقال له الله – تعالى -: ﴿وَاضْمُمْ إليك جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ قال مجاهد: مِن الفزع، وقال قتادة: من الرعب، وقال زيد بن أسلم بن جرير: مما حصل من الخوف من الحية؛ قال ابن كثير – رحمه الله تعالى - : [والظاهر ان المراد أعمّ من هذا، وهو انه أُمِرَ - عليه السلام – إذا خاف مِن شيئ أن يََضُمّ إليهِ جناحهُ من الرهب وهو يده، فإذا فعل ذلك ذهب عنه ما يجدهُ من الخوف، وربما إذا استعمل َأحدٌ ذلك على سبيل الاقتداء، فوضع يدهُ على فؤادِه، فإنه يزول عنه ما يجدهُ، أو يخِفّ إن شاء الله – تعالى – وبه الثقة]. [تفسير القرآن العظيم لابن كثير رحمه الله 3/ 514].

﴿فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ يعني: إلقاء العصا وجعلها حية تسعى، وإدخاله يدهُ في جيبه، فتخرج بيضاء من غير سوء من مرض ولا برص، دليلان قاطعان واضحان على قدرة الله - عز وجلّ - الذي اختاره، وَصِحــّــةِ نُبوّةِ مَن جرت هذا الخوارق على يديه.

ولهذا قال: ﴿إلى فرعونَ ومَلَئِه أي: إلى قومه من الرؤساء والكبراء والأتباع .


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-16-2013, 09:30 PM
أم خديجة الأثرية أم خديجة الأثرية غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 62
Post

[b]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/b]
جزاك الله خيرا على الموضوع .
كل موضوعاتك في غاية الدقة وممتازة .
نفعنا الله بها وزادك علما .
__________________
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركته
أختكم المحبة أم خديجة الأثرية

وما توفيقي إلا بالله
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-16-2013, 10:40 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم خديجة الأثرية مشاهدة المشاركة
[b]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/b]
جزاك الله خيرا على الموضوع .
كل موضوعاتك في غاية الدقة وممتازة .
نفعنا الله بها وزادك علما .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ابنتي الحبيبة
«أم خديجة الأثرية».

وإياكم غاليتي، ولكم بمثل وزيادة، شكر الله لكم المرور والدعاء وجزاكم الله عني خير الجزاء.

هذا من فضل الله - تعالى - عليّ وعلى الناس، أسأل الله - تعالى أن يعينني على شكر نعمتـــه، وأن يجعلني عند حسن الظنّ بي، وأن يتقبل مني عملي ويجعله خالصًا ابتغاء مرضاته وابتغاء وجهه الكريم وأن يغفر لي تقصيري وزللي.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-16-2013, 11:27 PM
أم تميم أم تميم غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 77
افتراضي

بارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:03 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.