أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
40848 86106

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر القرآن والسنة - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-28-2010, 01:59 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي " من رآني ؛ فقد رآني "

بسم الله الرحمن الرحيم


1- عن عبد الله بن مسعود -رضيَ اللهُ عنه-: أن النبيَّ -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- " كان لا يُخيَّلُ على مَن يراهُ ".
[صحيح، "الصحيحة"، برقم (2729)]

2- وعن ابن مسعود -رضيَ اللهُ عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " مَن رآني في المنام فأنا الذي رآني؛ فإنَّ الشَّيطانَ لا يتخيَّلُ بي ".
[صحيح، "الصحيحة"، (6/513-514)]

3- وعن البراء بن عازبٍ -رضيَ اللهُ عنه- قال: قالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " مَن رآني في المنام فقدْ رآني؛ فإنَّ الشَّيطانَ لا يتمثَّل بي ".
[صحيح، "الصحيحة"، (6/517)]

الغـريـب:
قال المناوي في "شرح الشَّمائل":
(( " لا يتخَيَّل بي "؛ أي: لا يمكنُه أن يظهر لأحدٍ بِصورتي؛ فمعنى (التَّخيُّل) يقرب من معنى التصوُّر )).

واعلم أن الحديث قد جاء في "الصحيحين" وغيرهما بألفاظٍ أخرى؛ مثل:
" لا يتزايا بي "، و" لا يتراءى بي "، و" لا يتكوَّنني "، وكلُّها متساوية المعاني -كما بيَّنه الحافظُ في "الفتح" (12/386).

فـائـدة:
في هذه الأحاديثِ:
أنَّه مِن الممكنِ أن يَرى الرائي النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- بعد وَفاتِه -ولو لمْ يكنْ مُعاصرًا له-؛ لكن: بشرطِ أن يَراهُ على صُورتِه التي كان عليها -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- في بُرهةٍ مِن حياتِه.

وإلى هذا ذهب جماعةٌ من العلماء؛ كما في "فتح الباري" (12/384)، وهو قولُ ابنِ عبَّاسٍ في رواية يزيد الفارسيِّ وكُليب والد عاصِم، وكذا البراء -كما تقدَّم-، وعلَّقه البُخاريُّ عن محمد بن سِيرين -إمامِ المعبِّرين-، وقد وصَله القاضي بسندِه الصَّحيح عن أيوب قال: " كان ابنُ سيرين إذا قصَّ عليه رجلٌ أنَّه رأى النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- قال: صِفْ لي الذي رأيتَه. فإن وصفَ له صِفةً لا يَعرِفُها؛ قال: لَم ترَهُ ".

وبه قال العلامة ابنُ رُشد، فقال -كما في "الاعتصام" للإمامِ الشَّاطبي (1/355)-:
(( وليس معنى قولِه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " مَن رآني؛ فقد رآني حقًّا " أنَّ كلَّ مَن رأى في مَنامه أنه رآه؛ فقد رآه حقيقةً.
بدليل: أن الرائي قد يَراه مرَّاتٍ على صُورٍ مختلفة، ويراه الرَّائي على صِفة، وغيرُه على صِفة أخرى، ولا يجوزُ أن تختلفَ صُوَر النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، ولا صِفاته؛ وإنما معنى الحديثِ: مَن رآني على صورتِي التي خُلقتُ عليها؛ فقد رآني؛ إذْ لا يتمثَّل الشَّيطانُ بي؛ إذْ لم يقلْ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: (مَن رأى أنَّه رآني فقد رآني)؛ وإنما قال: " مَن رآني؛ فقد رآني "، وأنَّى لهذا الرَّائي الذي رأى أنَّه رآه على صُورتِه الحقيقيَّة أنه رآه عليها -وإن ظنَّ أنَّه رآهُ- ما لم يعلمْ أنَّ تلك الصُّورةَ صورتُه بعينِها، وهذا ما لا طريقَ لأحدٍ إلى معرفتِه )).

[نقلًا من "نظم الفرائد"، (1/159-161)].
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-28-2010, 10:11 PM
ام عباده ام عباده غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الاردن
المشاركات: 196
افتراضي

جزاك الله خيرا اختي ام زيد وبارك الله فيك .
لا حرمك الاجر ان شاء الله...
__________________
تَفنى اللَذاذَةُ مِمَّن نالَ صَفوَتَها
مِنَ الحَرامِ وَيَبقى الإِثمُ وَالعارُ

تُبقي عَواقِبَ سوءٍ في مَغَبَّتِها
لا خَيرَ في لَذَةٍ مِن بَعدِها النارُ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-25-2011, 07:10 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

وهنا مسألة:
هل رؤية النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في المنام دليل صلاح الرائي؟


سئل الإمام ابن باز -رحمهُ الله-:
بعضنا يفكر بل ويحب أن يرى الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- في المنام، وقد قرأتُ في كتاب أن مَن صلَّى على النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- سبعين مرةً فإنه يرى الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ فهل هذا صحيح؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

فأجاب:
ليس لهذا أصل.
رؤية النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ليست شرطًا للصلاح؛ فقد يراه المسلم وقد لا يراهُ -عليه الصَّلاة والسلام-، وقد يراهُ، ثم لا يوفق ولا يهتدي بعد ذلك - نسأل الله العافية -.

فالمهم: اتِّباع شريعته، وتعظيم أمرِه ونَهيه -وإن لم ترهُ في النوم-.

فكم مِن مؤمنٍ تقيٍّ من الصحابة وغير الصحابة لم يرهُ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- في النوم.

فالحاصل: أن رؤيتَه في النَّوم ليست دليلاً على أنَّك تقيٌّ أو على أنَّك شقيٌّ.

وإنما المعيار: اتِّباع شريعته -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- والاستقامةُ على دينه؛ هذا هو الدَّليل على صلاحك أو عدمه.

إن استقمت على دينه وتابعت شريعته؛ فأنت ولي الله، وأنت من أحباب رسول الله، ومن أحباب الله -عزَّ وجل-.

وإذا ضيَّعتَ أمرَه ونهيَه، ولم تستقم على شريعته، ولم تؤمن به -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-؛ فأنت عدوه وعدو الله -عزَّ وجلَّ-.

يقول الله -سبحانه وتعالى-: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:31].

فمَن أحب الله وأحب رسوله -عليهِ الصلاة والسلام-؛ فليتبع الرَّسول، وليستقمْ على دينِه، ولْيُخلِص لله العبادة، وليؤدي الواجبات، وليحذر السيِّئات، وليقف عند الحُدود؛ فهذا هو الدليل على أنك تقي، وعلى أنك تحب الله ورسوله، وإن لم ترَ الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام-.

وفق الله الجميع. جزاكم الله خيراً.

المصـدر
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.