أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
40848 | 86106 |
#1
|
|||
|
|||
" من رآني ؛ فقد رآني "
بسم الله الرحمن الرحيم 1- عن عبد الله بن مسعود -رضيَ اللهُ عنه-: أن النبيَّ -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- " كان لا يُخيَّلُ على مَن يراهُ ". [صحيح، "الصحيحة"، برقم (2729)] 2- وعن ابن مسعود -رضيَ اللهُ عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " مَن رآني في المنام فأنا الذي رآني؛ فإنَّ الشَّيطانَ لا يتخيَّلُ بي ". [صحيح، "الصحيحة"، (6/513-514)] 3- وعن البراء بن عازبٍ -رضيَ اللهُ عنه- قال: قالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " مَن رآني في المنام فقدْ رآني؛ فإنَّ الشَّيطانَ لا يتمثَّل بي ". [صحيح، "الصحيحة"، (6/517)] الغـريـب: قال المناوي في "شرح الشَّمائل": (( " لا يتخَيَّل بي "؛ أي: لا يمكنُه أن يظهر لأحدٍ بِصورتي؛ فمعنى (التَّخيُّل) يقرب من معنى التصوُّر )). واعلم أن الحديث قد جاء في "الصحيحين" وغيرهما بألفاظٍ أخرى؛ مثل: " لا يتزايا بي "، و" لا يتراءى بي "، و" لا يتكوَّنني "، وكلُّها متساوية المعاني -كما بيَّنه الحافظُ في "الفتح" (12/386). فـائـدة: في هذه الأحاديثِ: أنَّه مِن الممكنِ أن يَرى الرائي النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- بعد وَفاتِه -ولو لمْ يكنْ مُعاصرًا له-؛ لكن: بشرطِ أن يَراهُ على صُورتِه التي كان عليها -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- في بُرهةٍ مِن حياتِه. وإلى هذا ذهب جماعةٌ من العلماء؛ كما في "فتح الباري" (12/384)، وهو قولُ ابنِ عبَّاسٍ في رواية يزيد الفارسيِّ وكُليب والد عاصِم، وكذا البراء -كما تقدَّم-، وعلَّقه البُخاريُّ عن محمد بن سِيرين -إمامِ المعبِّرين-، وقد وصَله القاضي بسندِه الصَّحيح عن أيوب قال: " كان ابنُ سيرين إذا قصَّ عليه رجلٌ أنَّه رأى النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- قال: صِفْ لي الذي رأيتَه. فإن وصفَ له صِفةً لا يَعرِفُها؛ قال: لَم ترَهُ ". وبه قال العلامة ابنُ رُشد، فقال -كما في "الاعتصام" للإمامِ الشَّاطبي (1/355)-: (( وليس معنى قولِه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: " مَن رآني؛ فقد رآني حقًّا " أنَّ كلَّ مَن رأى في مَنامه أنه رآه؛ فقد رآه حقيقةً. بدليل: أن الرائي قد يَراه مرَّاتٍ على صُورٍ مختلفة، ويراه الرَّائي على صِفة، وغيرُه على صِفة أخرى، ولا يجوزُ أن تختلفَ صُوَر النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، ولا صِفاته؛ وإنما معنى الحديثِ: مَن رآني على صورتِي التي خُلقتُ عليها؛ فقد رآني؛ إذْ لا يتمثَّل الشَّيطانُ بي؛ إذْ لم يقلْ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: (مَن رأى أنَّه رآني فقد رآني)؛ وإنما قال: " مَن رآني؛ فقد رآني "، وأنَّى لهذا الرَّائي الذي رأى أنَّه رآه على صُورتِه الحقيقيَّة أنه رآه عليها -وإن ظنَّ أنَّه رآهُ- ما لم يعلمْ أنَّ تلك الصُّورةَ صورتُه بعينِها، وهذا ما لا طريقَ لأحدٍ إلى معرفتِه )). [نقلًا من "نظم الفرائد"، (1/159-161)]. |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا اختي ام زيد وبارك الله فيك .
لا حرمك الاجر ان شاء الله...
__________________
تَفنى اللَذاذَةُ مِمَّن نالَ صَفوَتَها
مِنَ الحَرامِ وَيَبقى الإِثمُ وَالعارُ تُبقي عَواقِبَ سوءٍ في مَغَبَّتِها لا خَيرَ في لَذَةٍ مِن بَعدِها النارُ |
#3
|
|||
|
|||
وهنا مسألة:
هل رؤية النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في المنام دليل صلاح الرائي؟ سئل الإمام ابن باز -رحمهُ الله-: بعضنا يفكر بل ويحب أن يرى الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- في المنام، وقد قرأتُ في كتاب أن مَن صلَّى على النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- سبعين مرةً فإنه يرى الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ فهل هذا صحيح؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً. فأجاب: ليس لهذا أصل. رؤية النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ليست شرطًا للصلاح؛ فقد يراه المسلم وقد لا يراهُ -عليه الصَّلاة والسلام-، وقد يراهُ، ثم لا يوفق ولا يهتدي بعد ذلك - نسأل الله العافية -. فالمهم: اتِّباع شريعته، وتعظيم أمرِه ونَهيه -وإن لم ترهُ في النوم-. فكم مِن مؤمنٍ تقيٍّ من الصحابة وغير الصحابة لم يرهُ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- في النوم. فالحاصل: أن رؤيتَه في النَّوم ليست دليلاً على أنَّك تقيٌّ أو على أنَّك شقيٌّ. وإنما المعيار: اتِّباع شريعته -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- والاستقامةُ على دينه؛ هذا هو الدَّليل على صلاحك أو عدمه. إن استقمت على دينه وتابعت شريعته؛ فأنت ولي الله، وأنت من أحباب رسول الله، ومن أحباب الله -عزَّ وجل-. وإذا ضيَّعتَ أمرَه ونهيَه، ولم تستقم على شريعته، ولم تؤمن به -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-؛ فأنت عدوه وعدو الله -عزَّ وجلَّ-. يقول الله -سبحانه وتعالى-: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:31]. فمَن أحب الله وأحب رسوله -عليهِ الصلاة والسلام-؛ فليتبع الرَّسول، وليستقمْ على دينِه، ولْيُخلِص لله العبادة، وليؤدي الواجبات، وليحذر السيِّئات، وليقف عند الحُدود؛ فهذا هو الدليل على أنك تقي، وعلى أنك تحب الله ورسوله، وإن لم ترَ الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام-. وفق الله الجميع. جزاكم الله خيراً. المصـدر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|