أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
43336 | 162855 |
|
#1
|
|||
|
|||
خطبة بشراك أيها الصائم
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة ١٢ - رمضان - ١٤٤٠ بشراك ايها الصائم. الخطبة الأولى: الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الغني الحميد الحمد لله الذي أسبغ على عباده النعم ظاهرة وباطنة ووعد لمن شكر بالمزيد، والصلاة والسلام على خير خلق الله وخاتم أنبيائه وحبيبه وخليله محمد صاحب الشفاعة العظمى، وصاحب لواء الحمد وصاحب المقام المحمود والحوض المورود وعلى آله وصحبه أجمعين.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ( ). { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ( ). { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } ( ). أما بعد: { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [ يونس: ٦٣ – ٦٤ ]. { وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } [ الزمر: ١٧ – ١٨ ]. { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [ التوبة: ١١١ ]. فهذه كلها بشارات من الله لعباده المؤمنين، يبشرهم ربهم سبحانه وتعالى في الدنيا بالخير والرحمة والسعادة والطمأنينة، وطيب العيش واستقامة الحياة والنصر والتمكين.. ويبشرهم في الآخرة بالرحمة والمغفرة والرضوان ودخول الجنان والنعيم المقيم والفوز العظيم .. فما اعظم فضل الله وما اعظم رحمته وإحسانه على عباده.. فالبشرى كل البشرى لكل من آمن بالله ورسوله، والبشرى كل البشرى لكل مسلم ، فإنَّ الله يبشرهم والملائكة تبشرهم {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [ الحديد: ١٢ ]. فأبشر أيها الصائم.. أبشر أيها القائم .. أبشر أيها التالي .. أبشر أيها المصلي .. أبشر أيها الذاكر أبشر أيها الطائع .. بشراكم في الدنيا والآخرة.. قال النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلاَةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا» ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلاَ نُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: « إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فَاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ وَأَعْلَى الجَنَّةِ - أُرَاهُ - فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ » [ البخاري ]. أبشروا فإنَّ شهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنان. أبشروا فإنَّ شهر رمضان تغلق فيه أبواب النيران أبشروا فإنَّ لله عز وجل كل ليلة عتقاء من النار في شهر رمضان أبشروا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه » أبشروا فإنَّ شهر رمضان تتنزل فيه الرحمات. أبشروا فإن الله ادخر لكم الأجر العظيم.. أبشروا فإن أمة الإسلام أمة مرحومة.. عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « أُمَّتِى هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الآخِرَةِ عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا الْفِتَنُ وَالزَّلاَزِلُ وَالْقَتْلُ ». [ رواه أبو داود صححه الألبانيّ ]. وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ مَرْحُومَةٌ، عَذَابُهَا بِأَيْدِيهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، دُفِعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَيُقَالُ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ » [ رواه ابن ماجه وصححه الألباني ]. أبشروا فإن الله كتب على نفسه الرحمة : {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } [ الأنعام: ١٢ ]. { قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ } [ الأعراف: ١٥٦ ]. أبشروا أيها الشاكرون المؤمنون فإن الله لا يريد عذابكم: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً } [ النساء: ١٤٧ ]. اللهم ربنا أتاك عبادك طائعون لبوا دعوتك وأطاعوا أمرك واتبعوا نبيك صلى الله عليه وعلى آله وسلم، اللهم فحرم وجوههم على النار يا رحيم يا كريم يا عفو يا غفار.. أبشروا فإن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة يشفع لصاحبه ، قال النبي صلى الله عليه وعلى ىله وسلم: « الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ ». أحبتي في الله من أعظم ما تدخرون لآخرتكم هو الصيام، والطاعات خاصة في شهر رمضان فأبشروا بنعمة من الله وفضل ورحمة.. حضرت الوفاة أبا عبد الرحمن السلمي من أعلام التابعين وقارئ الكوفة ومن نقرأ اليوم القرآن الكريم عن طريقه، قال عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ: " دخلنا عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ نَعُودُه، فذهب بعضُهم يُرَجّيه، فقَالَ: أنا أرجو ربّي وقد صمت له ثمانين رمضانا". [تاريخ الإسلام، تحقيق: تدمري: ٥ /٥٥٧ ، ونحوه في المعرفة والتاريخ: ٢ / ٥٩٠ ]. نرجيه، أي نذكره بسعة رحمة الله وثوابه وهو في ساعات الموت. قال الحسن البصري رحمه الله: " إنَّ الله جعل الصوم مضمارًا لعِبادِه؛ ليستَبِقوا إلى طاعته، فسبَق قومٌ ففازوا، ولَعَمْري لو كُشِف الغِطاء لَشُغِل مُحْسِنٌ بإحسانه، ومسيء بإساءته عن تَجديد ثوب أو تَرجيل شَعر ". عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّهُ لَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ أَحَدًا عَمَلُهُ» قَالُوا: وَلَا أَنْتَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ » [ البخاري ومسلم ]. التسديد : هو إصابة الغرض المقصود ، وأصله من تسديد السهم إذا أصاب الغرض المرمى إليه ولم يخطئه. والمقاربة : أن يقارب الغرض وإن لم يصبه ؛ لكن يكون مجتهدا على الإصابة فيصيب تارة ويقارب تارة أخرى ، أو تكون المقاربة لمن عجز عن الإصابة كما قال تعالى: { فاتقوا الله ما استطعتم } [ التغابن : ١٦ ]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم » وقوله " أبشروا " يعني : أن من سدد وقصد فليبشر. [ فتح الباري لابن رجب، ط دار ابن الجوزي: ١ / ١٣٧ ]. وعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثٍ، يَقُولُ: « لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ » [ مسلم ]. فهذا تحذير من القنوط وحث على الرجاء عند الخاتمة قال العلماء معنى حسن الظن بالله تعالى أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه قالوا وفي حالة الصحة يكون خائفا راجيا ويكونان سواء وقيل يكون الخوف أرجح فإذا دنت أمارات الموت غلب الرجاء أو محضه لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذا الحال فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى الله تعالى والإذعان له ويؤيده الحديث المذكور بعده يبعث كل عبد على ما مات عليه. فأبشروا وأحسنوا ظنكم بربكم وافرحوا بنعمة الله وفضله أن وفقكم للصيام والقيام والعمل الصالح دون غيركم وأن جعلكم من أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الأمة المرحومة. فكم من ملايين من البشر قدر ضلوا، ولم يؤمنوا، وأنت هدداك الله فما هذا إلا لأنه أحبك، واصطفاك وأراد أن يرحمك ويورثك الجنة فما أعظمها من بشرى ولله الحمد والنعمة والمنة والفضل سبحانه وتعالى. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه غنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كمما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وبعد: أحبتي في الله فضل الله عظيم ورحمته واسعة فلا ييأس الإنسان ولا يجزع ولا يقنط فلا يقنط من رحمة ربه إلا الضالون، ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنَا مِنَ المَدِينَةِ، فَقَالَ: « إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ » ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: « وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ » [ البخاري ومسلم وهذا لفظ البخاريّ ]. وهذا يدلَّ على أن من ترك شيئا من الطاعة بسبب العذر فإن الله تبارك وتعالى يكتب أجره كاملا ، فما ذكرناه من بشرى الصائم ومن ثوابه ومن فضله، هذا يشمل من صام ومن نيته الصيام لكن منعه العذر، فالصائمون قسمان: صائم عمليا : وهو من أنعم الله عليه بالصحة والسلامة والقوة والاقامة فصام. صائم حكما: وهو من نوى الصيام لكن منعه عذر من الأعذار الشرعيَّة التي تمنع من الصوم أو ترخص للصائم أن يفطر ويقضي في أيام أخر. فهذان القسمان كلاهما عند الله من الصائمين وكلاهما يأخذ أجره كاملا، فلا ينبغي اليأس ولا الجزع، ولا الحزن، بل كل قسم في طاعة وعبادة وله البشرى. فالحمد لله على فضله والحمد لله على الإسلام والحمد لله على السنة. وممن يعذر في الصيام ولا يستطيع القضاء لمرض مزمن، أو شيخوخة وضعف في بدنه وقوته فإنه يعطي الفدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم وهو يكون صائما حكما. ومقدار الفدية نصف مقدار الفطرة، أي نصف صاع عن كل يوم فإن كان شهر رمضان ثلاثون يوما فعليه خمسة عشر صاعا. وإن كان تسعة وعشرون يوما فعليه أربعة عشر صاعا ونصف الصاع. ونصف الصاع يقدر بكيلو ونصف من غالب قوت البلد. يعني خمسة وأربعون كيلو من الطعام من غالب قوت البلد. وأجاز بعض العلماء أن يخرج قيمتها، ورجح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إخراج القيمة إذا كان فيه تحقيق مصلحة أرجح للفقير. ومن كان فقيرا ولا يستطيع دفع الفدية فتسقط عنه الفدية ويسقط عنه الصيام وهو من الصائمين حكما. وذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه أن الفدية تكون دينا في ذمنه إن تيسر له أداه. والجمهور على أنها تسقط عنه ولا يطالب بها ما دام كان غير مستطيع لأدائها في وقتها. والفدية ينبغي أن لا تخرج قبل الصيام، بل بعد الصيام فهذا هو الأفضل فيها. فما أعظم سماحة الإسلام ويسر شريعته. اللهم لك الحمد على ما أنعمت وللك الحمد على ما هديت ولك الحمد على ما وفقت.. اللهم وفقنا إلى ما تحب وترضى، وأرنا الحق حقا ووفقنا لاتباعه وأرنا الباطل باطلا وأعنا على اجتنابه.. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا... وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعين. |
الكلمات الدلالية (Tags) |
خطب.رمضانية.البعقوبي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|