أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
62118 85137

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-14-2009, 02:34 PM
أم عبدالله الأثرية أم عبدالله الأثرية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 729
Post {ما فرطنا في الكتاب من شيء}....سبحان الله العظيم

قال تعالى { وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون} سورة الأنعام :38

جاء قوله تعالى (بجناحيه) تأكيدا لـ(يطير) إذ يشير ابن جني أنه ليس الغرض تشبيهه بالطائر ذي الجناحين بل هو الطائر بجناحيه البتة(1).
إنّ الله تعالى قد أنزل القران الكريم بلسان قوم وبلغاتهم وما يتعارفونه بينهم ويستعملونه في منطقهم فكانوا إذا أرادوا المبالغة في الكلام قالوا: ضربته بيدي ومشيت إليه برجلي وهكذا,فخاطبهم تعالى بمثل ما يفهمونه ويستعملونه في خطابهم, وفي هذه الآية الكريمة قوله تعالى (بجناحيه) هو تأكيد وإزالة للإبهام فإن العرب تستعمل الطيران لغير الطائر فتقول للرجل: طر في حاجتي أي أسرع, فقوله تعالى ( يطير ) هو لتأكيد أن المراد بالطائر حقيقته وقوله (جناحيه) لتأكيد حقيقة الطيران(2).
كما إن زيادة (في الأرض) و (يطير بجناحيه) لهما معنى بلاغي آخر فهما يفيدان التعميم والإحاطة حتى كأنه قيل ( وما من دابة من جميع ما في الأرض وما من طائر في جو السماء من جميع ما يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم محفوظة أحوالها غير مهمل أمرها) ويحتمل أن يقال أن الطيران لما كان يوصف به من يعقل كالجان والملائكة فلو لم يقل بجناحيه لتوهم الاقتصار على حبسها ممن يعقل فقيل (بجناحيه) ليفيد إرادة هذا الطير. كما إنه لو اقتصر على ذكر الطائر فقال (وما من دابة في الأرض ولا طائر) لكان ظاهر العطف يوهم (ولا طائر في الأرض) فكأن المراد اختصاصه بطير الأرض الذي لا يطير بجناحيه كالدجاج والإوز والبط ونحوها فلما قال (يطير بجناحيه) زال هذا الوهم وعلم أنه ليس بطائر مقيد إنما تقيدت به الدابة(3).
لأن هناك ما يطير في الفضاء ويحلق في الأجواء ولكنه ليس أمما أمثالنا ، وإنما هو شيء مختلف وصنع مختلف ، لا يدركه الإنسان العربي القديم في عصره ، ولا يعرف عنه شيئا . أما إنسان عصر العلم والتكنولوجيا وغزو الفضاء ؛ فإنه يعرفه تمام المعرفة ، لأنه رآه بعينه وسمعه بأذنه ، وشاهد فعله وأثره ، وأدرك خيره وشره . ألا ترى عزيز القارئ كيف تحول الفضاء حول الأرض في هذا العصر إلى شبكة من الخطوط الملاحية التي تطير فيها الطائرات وتعبرها النفاثات محلقة في الفضاء ، مختصرة مسافات الأرض ، مختزلة أبعاد الزمان . ولكنها كلها تطير مدفوعة بقوة احتراق الوقود . فإذا لم تزود خزاناتها بالوقود النفاث ظلت جاثمة في أماكنها عاجزة عن الطيران . وإذا نفد وقودها وهي في الجو هوت ركاما وأمست حطاما . إن هذه الأجسام الطائرة في جو السماء لا تطير طيرانا ذاتيا بأجنحتها بل بقوة احتراق الوقود ، فهل هي أمم أمثالنا ؟ ‍‍
تتضح حكمة الله تعالى هنا ، ويبرز وجه الإعجاز البياني القرآني بذكر هذه العبارة التي استثنت من طيور السماء كل ما أخرجته مصانع الطائرات العسكرية والمدنية من وسائط النقل الجوي في هذا العصر . ولو لم تأت هذه العبارة الاحترازية الإعجازية ( يطير بجناحيه ) لكان لقائل أن يقول : إن القرآن لا يفرق بين الكائن الحي والجماد ولا بين الطائر الحقيقي والطائر الصناعي ، إذ كيف تكون الطائرات النفاثة والمروحية وغيرها أمما أمثال البشر ؟؟ إن هذا لمحال .
لقد كان كافيا للعربي زمن نزول القرآن ليدرك المعنى أن تأتي الآية من غير هذه العبارة التي تساءل عن سر ذكرها المفسرون ، ولكن القرآن لم ينزل للعرب فحسب ، ولا لذلك الزمان وحده ، وإنما نزل للعالمين وإلى يوم الدين (4). وصدق الله العظيم إذ يقول : { ما فرطنا في الكتاب من شيء } .


نسأل الله أن ينير بصائرنا لتدبر كتابه العزيزــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
(1) ينظر الخصائص,2/60.
(2) ينظر الطبري,5/186, و معاني القران واعرابه,الزجاج.2/198, والقرطبي,6/384, و ينظر البغوي,1/141, و النسفي,1/321, وبدائع الفوائد,2/58. ينظر معترك الاقران,1/267, وفتح القدير,2/164.
(3) ينظر البرهان,2/425-426, وروح المعاني,7/143 والتحرير والتنوير,1/1286.
(4) ينظر مقال الإعجاز في قوله تعالى (ولا طائر يطير بجناحيه), صالح أحمد البوريني,عضو رابطة الأدب الإسلامي, الشبكة العنكبوتية.
__________________
وعظ الشافعي تلميذه المزني فقال له: اتق الله ومثل الآخرة في قلبك واجعل الموت نصب عينك ولا تنس موقفك بين يدي الله، وكن من الله على وجل، واجتنب محارمه وأد فرائضه وكن مع الحق حيث كان، ولا تستصغرن نعم الله عليك وإن قلت وقابلها بالشكر وليكن صمتك تفكراً، وكلامك ذكراً، ونظرك عبره، واستعذ بالله من النار بالتقوى .(مناقب الشافعي 2/294)
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:29 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.