أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
13453 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الفقه وأصوله - للنساء فقط

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-03-2011, 01:56 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي لا تصوم المرأة يومًا تطوعًا في غير رمضان وزوجها شاهد إلا بإذنه؛ (مَزيد ومُجدد).

لا تصوم المرأة يومًا تطوعًا في غير رمضان وزوجها شاهد إلا بإذنه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبع هداه إلى يوم الدين، أما بعد:
قال الله تعالى - تبارك وتعالى -: ﴿فَٱلصَّـٰلِحَـٰتُ قَـٰنِتَـٰتٌ حَـفِظَـٰتٌ لّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ ٱللهُ [سورة النساء: 34].
امتدح الله - عزَّ وجل - الصَّالِحَاتُ بأنهنَّ قَانِتَاتٌ قائماتٌ بطاعة الله تعالى؛ وطاعة أزواجهن؛ ويخشيْنَ الله تعالى فيهم فيحفظنهم حتى في غيبتهم في أنفسهنّ وأموالهم؛ وذلك بحفظ الله وتوفيقه لهن؛ لا من أنفسهن؛ فإن النفس أمارةٌ بالسوء إلا من من رحم ربي؛ ولكن من توكل على الله تعالى كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنياه؛ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
تمتلك كثير من النساء بفضل الله تعالى عليهنَّ هممًا عالية وإراداتٍ قوية؛ يُطِعْنَ الله - جلَّ وعلا - ويُسابقن بالخيرات؛ وهذا شأن السلف الصالح في استغلال مواسم الطاعات. إلا أن منهن من يهملن حق الزوج بدعوى التفرغ للعبادة؛ وبظنهن أنهن يقدِّمن طاعة الله تعالى على طاعته؛ فيُطِلنَ الصلاة ويُكثِرن من الصوم وتلاوة القرآن الكريم والتسبيح والتهليل والاستغفار، فلا تجالس زوجها ولا تكلمه إلا قليلا؛ ومنهن من تمتنع عن فراشه بحجة صيام النوافل؛ فتأبى عليه بلا عذر شرعي؛ وترى أنها أفضل منه وأكثر تقرُّبا؛ فتقلل من شأنه وتترفع عليه؛ فإن ذكَّرها ترتفع الأصوات، وتكثر الخلافات؛ وتتصدَّع أركان البيوت؛ والعياذ بالله.

أختـــــاه !! لقد متن الله على الرجال بقوله جل شأنه -: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء [سورة النساء: 34] ليبيّن أن القوامة حق للزوج، ويقرر فيه بأن طاعة المرأة لزوجها من طاعة الله؛ وحكمها الوجوب؛ وهي مقدَّمة على النافلة.
وأكْرَمَ الله - جل في علاه - النساء بأن جعل من المرأة السكن الذي يأوي الزوج إليه؛ وجعل بينهم مودَّةً ورحمة؛ وأوصاها بطاعته بالمعروف؛ ولا شك أن المرأة التي تشتم زوجها وتهينه وتقلل من شأنه، أو تمتنع من فراشه، عاصية مفرِّطة فيما أوجب الله تعالى عليها؛ آثمة ولو كانت كثيرة ذكر وصلاة وصيام وقيام، ولن تؤدي المرأة حق ربها؛ حتى تؤدي حق زوجها دلَّ على ذلك الحديث الذي رواه عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لو كنت آمِرًا أَحدًا أَن يسجُد لغير اللَّه، لَأَمرْتُ الْمرأَة أَن تسجُدَ لزوجها. والّذي نفس محمَّد بيده، لا تُؤدِّي المرأَة حقَّ ربِّها حتَّى تؤَدّي حقَّ زوجها، ولوْ سأَلها نفسها وهيَ على قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ).(1)

والقتب: رحل صغير على قدر سنام البعير؛ وهو للجمل كالسرج للفرس؛ قال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى: [كانت المرأة إذا حضر نفاسها أُجْلِسَتْ على قَتَبٍ ليكون أسْلَسَ لولادتها ...].
المقصود هو: المبالغة في حث المرأة على طاعة زوجها وتمكينه من نفسها إذا أرادَها، وأن لا تمتنع عنه حتى وإن كانت على هذا الوضعٍ.

أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرأة أن لا تصوم يومًا تطوعًا وزوجها شاهد إلا بإذنه؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تصوم المرأة يومًا تطوعًا في غير رمضان وزوجها شاهد إلا بإذنه).(2)

وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أتم منه؛ وفيه بيان سبب وروده؛ قال - رضي الله عنه -: جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن عنده؛ فقالت: يا رسول الله ! إن زوجي صفوان بن المعطل يَضرِبُني إذا صليت، ويُفطِّرُني إذا صمت، ولا يُصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس. قال: وصفوان عنده. قال: فسأله عما قالت ؟ فقال: يا رسول الله ! أما قولها يضربني إذا صليت، فإنها تقرأ بسورتين (فتعطلني) وقد نهيتها (عنهما). قال: فقال: (لو كانت سورة واحدة؛ لكفت الناس). وأما قولها: يفطرني، فإنها تنطلق فتصوم، وأنا رجل شاب فلا أصبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ: (لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها). وأما قولها إني لا أصلي حتى تطلع الشمس؛ فإنا أهل بيت قد عُرف لنا ذاك، لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس. قال: (فإذا اسيقظت فصلِّ).(3)
يتبيَّن من الحديث الشريف: أن الصلاة لا تسقط عمن نام عنها أو نسيها؛ وأن عليه أن يبادر إلى أدائها فور استيقاظه أو تذكُّره؛ سواءً كان عند طلوع الشمس، أو عند غروبها، فعليه أن يصليها في هذا الوقت؛ فإنه وقتها لقوله - عليه الصلاة والسلام -: (فإذا اسيقظت فصلِّ).

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحب الكرام قدوة صالحة وأسوة حسنة؛ في الرفق والحلم والأناة؛ ومراعاة الزوج واحترام رغبته وتقديره؛ فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابية الجليلة - رضي الله عنها - في هذا الحال أن لا تطيل القراءة في الصلاة؛ فإن قرأت سورة أجزأت.

وعليه إن خلت بنفسها تطيل ما شاءت؛ وأن لا تصوم يومًا تطوعًا وزوجها شاهد إلا بإذنه؛ فإن لم يكن شاهدًا لا يلزمها الإذن؛ وفي ذلك حكمة بالغة وعبرة وعظة لها ولغيرها من بعدها؛ أما أداء الفريضة وقضاؤها؛ فليس له أن يمنعها؛ وكذلك صيام النذر؛ وصيام الكفارات فحكمه حكم الفريضة؛ ومن باب الأدب مع الزوج وحسن العشرة والتفاهم؛ تتفق معه على موعد صيامها؛ لئلا يُفاجَأ بذلك فيسخط عليها.

إن حقَّ الزوج على زوجته عظيم، وإنَّ سَخَطُه - لمنْعه حقًا من حقوقِه؛ ما لم يكُنْ لها فيه عُذرٌ شَرعيٌّ، يُوجِبُ سَخَطَ الرَّبِّ عزَّ وجلَّ عليها؛ وعدم قبول عملها وإن أدَّت إليه حقه، ما دام زوجها ساخط عليها؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها).(4)
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبتْ فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح).(5) (متفق عليه). وفي لفظ آخر: (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح).(6)
واللعن: هو الطرد والإبعاد من رحمة الله،

قد تكون أرادت خيرًا ولكن رضي الله عن الصحابي الجليل - عبدالله بن مسعود - فقد قال: (وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ...).(7)

وما أجمل أن تتوَقَّف المرأة المؤمنة عند الحدود الشرعية؛ وأن تلتزم بهذه التوجيهات والآداب السامية النبوية لتدرك أجرها؛ وتنال رضى ربها وقبول عملها.

ما أجمل أن تتقِ الله - تعالى - في نفسها وفي زوجها؛ وأن تعمل على إسعاده ورضاه فيما يرضي الله - تعالى -؛ وأن تتفهم رغباته وحاجاته، وتتصرف معه على ضوء هذا الفهم؛ وأن تراعي الأولويات، فتوازن بين المصالح والمفاسد، حتى تستشعر لذة الطاعــة بأنواعهــا وتجد أثرهــا على نفسها وأهل بيتها.

أسأل الله - جلَّ في علاه - لي وللأخوات الفاضلات الهداية والسداد؛ والتوفيق والثبات.

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -.
ـــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
(1) (حديث حسن). انظر: [إرواء الغليل 1998] و [صحيح الجامع 5205].
(2) (حديث صحيح). أخرجه الدارمي في «سننه» (2/ 12). قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - في تخريجه للحديث: [وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، جميع رواته ثقات من رجاله. والحديث أخرجه الشيخان من طرق عن سفيان دون قوله: ((يومًا تطوعًا في غير رمضان)) وهي زيادة صحيحة ثابتة؛ ومن أجلها خرجتُ الحديث هنا.
(3) (حديث صحيح) أخرجه أبو داود (1/ 385) الطحاوي في (المشكل) (2/ 424) أحمد (3/ 80) انظر: [السلسلة الصحيحة 1/ 751 - 752 رقم 395]. ثم أخرجه أحمد (3/ 85) من طريق أبي بكر - وهو ابن أبي عياش - عن الأعمش به نحوه بلفظ: (فإني ثقيل الرأس، وأنا من أهل بيت يُعرفون بذاك، بثقل الرؤوس. قال: (فإذا قمت فصل). وهو على شرط البخاري. وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: (... فمن نام عن صلاة فليصلها إذا استيقظ ومن نسي صلاة فليصل إذا ذكر). ومن حديث أنس جاء معناه في الصحيحين وفيه زيادة: (لا كفارة لها إلا ذلك)]. ا هـ. انظر: [السلسلة الصحيحة 1/ 752 رقم 396].
(4) (متفقٌ عليه). [أخرجه البخاري (3237) بنحوه، ومسلم (1436)].
(5) (متفقٌ عليه). أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء: آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه، (4/ 116)، برقم: (3237)، ومسلم، كتاب النكاح، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها، (2/ 1059)، برقم: (1436).
(6) (متفقٌ عليه). أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها، (7/ 30)، برقم: (5194)، ومسلم، كتاب النكاح، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها، (2/ 1059)، برقم:(1436)، بلفظ: (إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة ...).
(7) [الصحيحة رقم 2005]؛
ـــــــــــــــــــــــــ

فضلًا لا أمرًا:
انظر: موضوع ذا صلة، نفعني الله تعالى وإياكم به:

وقفات بعد رمضان
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:07 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.