للنساء فقط

[أم سلمة السلفية]

قال ابن زكريا في الجليس الصالح والأنيس الناصح
إن القلوب لأجناد مجندة ... بالإذْن من رَبِّنا تَجْري وتَخْتلفُ
فما تناكر منها فهو مختلف ... وما تعارف منها فهو مؤتلف
وأورد الموشي :
تعارف أرواح الرجال إذا التقوا ... فمنهم عدو يتقى، وخليل

وأورد ابن حبان في" روضة العقلاء و نزهة الفضلاء"قول الأبرش
وللشيء من الشيء ... مقاييس وأشباه
وللروح على الروح ... دليل حين يلقاه
وأنشد المنتصر بن بلال الأنصاري:
يزين الفتى في قومه وَيشينه ... وفي غيرهم: أخدانُه ومَداخُلُهْ
لكل امرئ شكلٌ من الناس مثله ... وكل امرئٍ يهوى إلى من يشاكله
وأنشد محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي:
إن كنتَ حُلْتَ، وبي استبدلتَ مُطَّرحا ... وُدّاً، فلم تأت مكروها ولا بدَعا
فكلُّ طير إلى الأشكال موقعها ... والفرع يجري إلى الأعراق منتزعَا
قال حبيب:
وقُلت أخي؟ قالوا أخٌ من قرابة؟ ... فقلت لهم إنّ الشُكول أقاربُ
وقيل :
عِصابةٌ جَاوَرَتْ آدابُهم أَدبي ... فهُم وإن فُرِّقوا في الأرض جِيرانَي

[أم زيد]

وهذه من "رَوحِ الرُّوح" (2/634-635):

* شاعر: [من الطويل]
لكلِّ امرئٍ شكلٌ منَ النَّاسِ مِثلُه /// فأكثرهُم شَكلًا أقلُّهم عَقْلَا
فإنَّ كثيرَ العقلِ لستَ بِواجدٍ /// له في شريجٍ حينَ تَفقِدُه شَكْلا
وكلُّ لئيمٍ جاهلٍ إن فقدتَهُ /// وجدتَ لهُ في كلِّ زاويةٍ مِثْلا!

* قال آخر: [من الطويل]
وأنزلَني طُولُ النَّوى دارَ غُربةٍ /// إذا شِئتُ لاقيتُ امرءًا لا أُشاكِلُهْ
أحامِقُه حتى يُقالَ سَجيَّةٌ /// ولو كان ذا عقلٍ لَكُنتُ أُعاقِلُهْ
ولو كُنتُ في قومي وجُلِّ عشيرتي /// لألْفَيتُ في قَومي كريمًا أُفاضِلهْ

* وقول أبي تمام...: [من الطويل]
فإن الفتى في كلِّ حالٍ مُناسبٌ /// مَناسبَ رُوحانِيَّةً مَن يُشاكِلُ
ولن تنظِمَ العِقدَ الفَتاةُ لِزينةٍ /// كما تَنظِمُ الشَّملَ الشَّتيتَ الشَّمائلُ

* ولأبي سُليمان الخطَّابي: [من الطويل]
وما غُربةُ الإنسان في شُقَّةِ النَّوى /// ولكنَّها لا شكَّ في عدَم الشَّكلِ
وإني غريبٌ بين بُستٍ وأهلِها /// وإن كان فيها أُسرتِي وبها أهلي

* أخذ معناه أبو الحسن النُّوقاني؛ فقال: [من الطويل]
وليس اغتِرابي في سِجِستان أنَّني /// عدِمتُ بها الإخوانَ والدَّار والأهلا
ولكنَّه ما لي بِها مِن مُشاكِلٍ /// وإنَّ الغريبَ الفذَّ مَن يعدمُ الشَّكْلا

* ولأبي الفتح البُستي: [من السريع]
وقائلٍ كيف تهاجرْتُما؟ /// فقُلتُ قَولًا فيه إِنصافُ
لم يَكُ مِن شَكلي فتارَكْتُهُ /// والنَّاسُ أشكالٌ وأُلَّافُ

[أم سلمة السلفية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سلمة السلفية

وقُلت أخي؟ قالوا أخٌ من قرابة؟ ... فقلت لهم إنّ الشُكول أقاربُ

نَسيبيَ في رأيٍ وعزمٍ ومذهبٍ * وإنْ باعدتْنا في الأُصولِ المناسبُ

كأنْ لمْ يقلْ يوماً كأنَّ فتنثنِي * إلى قولهِ الأسماعُ وهيَ رواغبُ

ولمْ أتجهَّمْ ريبَ دهرِي برأيهِ * فلمْ يجتمعْ لي رأيهُ والنَّوائبُ

[عائشة]

شكرا لكم على هذه الصفحة الأدبية الرائقة، وبورك فيكم.

[أم سلمة السلفية]

وجاء في العقد الفريد:

فاعتبر الأرض بأشباهها * واعتبر الصاحب بالصاحبِ

وقيل: كلُ إلْف إلى إلْفه يَنزع

وقال الشاعر:

والإلْفُ ينزع نحو الآلِفين كما *طَيْرُ السماء على ألافها تَقَع

[أم سلمة السلفية]

إذا كنت في قَوْم فصاحِبْ خِيارَهم * ولا تَصْحب الأرْدى فتردىَ مع الرّدِي
عن المرْء لا تَسأل وسَلْ عن قَرينه * فكل قَرِين بالمُقارِن يَقْتدي

اصحبْ ذَوِي الفَضل وأهْل الدِّين ِ * فالمرْءُ مَنسوبٌ إلى القرين ِ

يُقاس المرْءُ بالمرْء * إذا ما المرْءُ ماشاه
وفي الناس من الناس * مقاييسٌ وأشباه
وفي العيَن غِنى للعَين *أن تَنطق أفواه

[أم زيد]

قال الأوزاعي: الصاحبُ للصَّاحبِ كالرُّقعةِ في الثَّوب؛ إذا لم تَكنْ مثلَه؛ شانَتْهُ.
ومنه قول الشَّاعر:
وما صاحبُ الإنسانِ إلا كَرُقعةٍ /// على ثوبِه فلْيتَّخِذْهُ مُشاكِلَا
ولبعضهم:
فلا تحتقِرْ نفسي وأنتَ خليلُها /// فكلُّ امرِئٍ يصبُو إلى مَن يُشاكِلُ
"غاية المنوة" (34).

[أم سلمة السلفية]

((الدواعي إلى المحبة، ما يوجد على بعض الناس من القبول عند أول وهلة، وقلة انقباض النفوس مع أول لحظة، ثم اتفاق الأسباب
التي تقع بالموافقة عند أول المجالسة، وتلاقي النفوس بالمشاكلة عند أول الخلطة...
..بقي في كل نفس حب ما كان مقارناً لها.فإذا شاهدت النفس من نفسٍ نوع موافقة، مالت إليها ظانَّة أنها هي التي كانت قرينتها.
فإن كان التشاكل في المعاني كانت صداقةً وموّدة... وإنما يوجد الملل والإعراض من بعض الناس لأن التجربة أبانت ارتفاع المجانسة والمناسبة.))


نهاية الأرب في فنون الأدب

[أم سلمة السلفية]

جاء في ديوان الصبابة :
محبة روحانية: سببها المشاكلة والاتفاق بين الروحين فهذه لا تكون إلا من الجانبين ولا بد.
فلو فتش المحبُّ محبةً صادقةً قلْبَ محبوبِه لوجدَ عنده من محبته نظير ما عنده أو فوقه أو دونه.

[أم زيد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سلمة السلفية

جاء في ديوان الصبابة :
محبة روحانية: سببها المشاكلة والاتفاق بين الروحين فهذه لا تكون إلا من الجانبين ولا بد.
فلو فتش المحبُّ محبةً صادقةً قلْبَ محبوبِه لوجدَ عنده من محبته نظير ما عنده أو فوقه أو دونه.

قال في "الصداقة والصديق":
(فأوَّل ذلك: أني قلتُ لأبي سليمان محمد بن طاهر السجستاني: إني أرى بينك وبين ابن سيَّار القاضي ممازجة نفسيَّة، وصداقة عقليَّة، ومساعدة طبيعيَّة، ومواتاة خلقيَّة؛ فمِن أين هذا؟ وكيف هو؟
فقال: يا بُني! اختلطتْ ثقتي به بثقته بي؛ فاستفدنا طمأنينةً وسكونًا لا يرثَّان على الدهر، ولا يحولان بالقهر... حتى أنَّا نلتقي كثيرًا في الإرادات، الاختيارات، والشهوات، والطلبات!
وربما تزاورنا فيحدثني بأشياء جرت له بعد افتراقنا من قبل؛ فأجدها شبيهةً بأمورٍ حدثت لي في ذلك الأوان حتى كأنها قسائم بيني وبينه، أو كأني هو فيها، أو هو أنا، وربما حدَّثته برؤيا، فيحدثني بأختها، فنراها في ذلك الوقت أو قبله بقليل، أو بعده بقليل!
... على أنه يكتفي مني فيما خالف هوايَ باللحمةِ الضئيلة، وأكتفي أنا -أيضًا- منه في مثل ذلك بالإشارة القليلة.
وربما تعاتبنا على حالٍ تعرض على طريق الكناية عن غيرنا، كأنَّنا نتحدَّث عن قومٍ آخرين، ويكون لنا في ذلك مقنع، وإليه مفزع، وقلَّ ما نجتمع إلا ويحدثني عني بأسرارٍ ما سافرت عن ضميري إلى شفتي، ولا ندَّت عن صدري إلى لفظي، وذاك للصفاء الذي نتساهمُه، والوفاء الذي نتقاسمه، والباطن الذي نتَّفق عليه، والظاهر الذي نرجع إليه، والأصل الذي رسوخُنا فيه، والفرع الذي تشبُّثنا به.
واللهِ؛ ما يسرُّني بصداقته حُمْر النَّعم...).