أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
15145 115105

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-08-2012, 06:38 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح

سؤال 7. لا بد أن ملازمة فضيلة الشيخ أبو عبدالله عزت لفضيلة الشيخ الألباني - رحمهما الله تعالى – حامل لواء التصفية والتربية، أينعت وأثمرت ثماراً عظيمة طيبة، وأثّرَتْ عليه، وعلى أهل بيته، ومن حوله، في التعامل معهم، وفي تربيتهم التربية الإيمانية، وتعليمهم وتوجيههم.
ومع أنكن أحبتي ما شاء الله تبارك الله أمتعتمونا بأمتع الثمار وأحسنها، فهل من مزيد تحبون أن تضيفونه لنقتدي به ؟.

الجـواب :

أم سعد : أما التصفية فإنه لم يرض بحديث ولا بدعاء إلا إذا كان مخرّجاً ومحقّقا.
كنت أكره ذكر شيئ اسمه موت يخصه، وكان عندي أمل أن يشفيه الله، كنت أقرأ عليه وأرقيه، وأحيانا أحضر له بعض الأدعية، فكان لا يأخذ منها إلا بما ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ويقول لي : توكلي على الله، أنا لا آخذ إلا بالوارد المُخرّج والمُحقّق، ادع الله لي بالوارد.

أم عبدالله زهر : كان - رحمه الله - يدعو إلى المنهج الحق منهج السلف الصالح القائم على الدليل في أهل بيته وصحبه بحكمة، ويعلّمه بأسلوب سهل حسن، ويسعى على الأرامل والمساكين، بشوش لا تفارق البسمة وجهه، قنوع بما رزقه الله، رقيق القلب، عظيم التوكل، ملازم الذكر.

أم البراء : أجمل ما فيه أنه متمسك بالتزامه في الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح لا يحيد بلا عصبية، غير متحيّز إلى فئة، أو حزب أو جماعة، وزرع ذلك في قلوب أبناءه.

أم سعد : كان - رحمه الله - يطبّق السنة في شؤون حياته كلها،في حياته العملية كلها، في أخلاقه، في عبادته، في صلاته في حِجاته وعمراته، وسائر شؤون حياته قدْرَ استطاعته، كان رفيقا، في تعامله مع أهل بيته ومع الناس، لا يفشي لنا سراً من صديق قط.
كان رحيماً حتى مع أصحاب المعاصي، ويعذرهم، ويدعو لهم، ويقرب إليهم الشرع، ويبصرهم بالحق ويحبّبْهم فيه.

أم البراء : كان - رحمه الله - همه إصلاح ذات البَيْن وخاصة بين الأزواج، وقد تدخّل في حالات كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى، وكان بفضل الله ينجح بها كلها، مع أن الأمور تكون بينهم متوترة جداً ووصلت المحاكم، فيصلح بينهم بأسلوبه الشيق وبالرفق.

أم عبدالله " زهر" : وكان يحب أن يُكرم أولادهُ كثيراً وأن يعطيهم، إن طلبوا حاجةً أو ديْناً، وعندما كنتُ أراجِعُهُ في ذلك وأقول له : سامَحَكَ الله يا أبا عبدالله، أنت تُطَمّعْهُمْ فيك كثيراً، فكان يقول : يا أم عبدالله ... يا أم عبدالله أنا الآن إذا عارضتُهُم في كل شيئ، أخشى أن يظنّوا أني تغيّرت عليهم لأني تزوّجت على أمّهم.
أسأل الله – تعالى أن يُبارك فيه، ويرحمه، ويكرمه في جنات النعيم، ويجعل كتابه في عليين بحق اسمه العظيم الأعظم، وأسمائه الحسنى كلها يارب، وأن يجعل أبناءه وذريته جميعاً على أثره.

أم سعد : أبرز ما كان يميِّز مُعاملة زوجي مع أبناءه أنه كان رفيقاً حليما، صِدقاً والله إني لا أبالغ، حتى أني كنتُ أدهش من رفقه مع أبناءه وبناته وذريته، بل مع الجميع.
كان حريصاً على غرس الإيمان بالله – عز وجل - في قلوبهم، وحريصاً على تبليغهم السنة، وتحبيبهم بها بأسلوب طيب، يوصل لهم المعلومة بالحب والود، رغم اختلاف نفسياتهم.

أم البراء : زَرَعَ في قلوب العائلة حتى الأطفال حُبّ الخير، وفعل الخير والعطاء، وحبّ الفقراء والمساكين، وكنت أفرح جداً عندما أرى أبنائي يبادِرون إلى شِراء مَعونات لهم، ويقتدون بأبيهم يَرجونَ الأجر والثواب رغم صغر سنهم.

كان يحبّ الأطفال كثيراً حتى من غير أبناءه وأحفاده، كان يقترب منهم ويحسن إليهم، فكيف بأبنائه، كان الطفل منهم يقول له : أنت سيدي – جدي – أنت حنون عليّ.

أم سعد : كان يحثّني على إنجاب الأبناء، فأقول له : يا أبا عبد الله المتاعب والتكاليف، فيقول : حرام عليك، الذرية فيها خير كثير، أحسِني التوكل على الله، ولا تقولي إلا خيرا فكنت أستغرب من شدة توكله على الله، وكان يقول تذكري قول الله - تعالى - : {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [سورة النساء : 9].
وكان يكرر هذه الآية الكريمة كثيرا، بالذات قوله - تعالى - : {فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} وكان يوصينا في آخر أيامه بقوله : {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}

أم أيمن : كان لا يخرج من البيت، أو يسافر إلا ويستودعهم الله.

أم عبدالله " زهر" : قبل أيام جاءتني إحدى بناتي، تفتقد والدها متألمة باكية، قالت : يا أمي أين يد أبي أقبلها ؟، أين الذي كان يشعر بي دون أن أشكو له، يا أمي أين يد أبي التي كان يمسح بها على وجهي، يعرف حاجتي ويعطيني ويخفف عني دون أن أطلب ؟؟.

أم البراء : من غير كلام، من غير طلب يفهمها، وأي واحدة فينا سواءً نساؤه أو بناته، إذا كان وضعها صعب أو متضايقة، كان يحس فيها، ويعرف حاجتها ويعطيها دون أن تطلب. كان يشعر بالغريب، فكيف لا يشعر بأهل بيته.

أمامة ابنة الشيخ أبو عبدالله : في بداية حياتنا الزوجية كان إذا حصل بيني وبين زوجي خلاف، كان يذهب إليه يستشيره في بعض الأمور فكان زوجي يقول : إنه يعاملني كأني أنا ابنه، وليس زوج ابنته.

وبعد وفاته قال: لأول مرة أشعر بأن الحزن ممكن أن يقتل إنسان - لشدة حزنه على الوالد -.

وقال أيضاً : رحمك الله ما أحسبك إلا كصحابي يمشي على الأرض في هذا العصر.

زينب ابنة الشيخ قالت : إن زوجي لازَمَ الوالد لمدة شهرين ونصف أثناء مَرَضِه، قال له يوماً قبل وفاته : والله يا عم أبو عبدالله ما أحسبك إلا كصحابي يمشي على الأرض.

أم عبدالله نجلاء : من فضل الله - تعالى - على المؤمن أن جعل له علامات تدل على حسن خاتمته، وأرجو أن يكون لأخينا الشيخ الفاضل أبو عبدالله منها خير نصيب، إذ أن ثناء الناس عليه في الدنيا وهو يسمع إحدى العلامات، إحدى البشارات لأهل الجنة، لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الصحيح (أهل الجنة من ملأ الله – تعالى - أذنيه من ثناء الناس خيراً وهو يسمع، وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شراً وهو يسمع).

ناهيك عن وفاته مبطونا، وعلى ذِكْر، وَصَبْرٍ واحتساب حتى النفس الأخير، نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا - ما شاء الله تبارك الله، عدة علامات، نسأل الله أن يتقبله في عباده الصالحين، وأن يَمُنّ علينا وإياكم بحسن العمل وحسن الخاتمة.


يُتبع -إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-08-2012, 10:29 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح

السؤال 8. هل لأخواتنا الكريمات أن يتحفننا بدرر من غرائب ما رأيتنّ من مآثر ومناقب فضيلة الشيخ أبو عبدالله - رحمه الله تعالى – في مسيرة هذه الحياة الطيبة مع زوج فاضل كريم، لعلها تعين على الثبات، أو توقظ من سبات.

الجـواب : أم عبدالله " زهر" : ماذا أقول ... أم ماذا يا أم عبدالله ؟؟ لو تكلمنا عنه وعن حسن خلقه وغرائبه ومآثره اليوم كله بطوله وأيام وأيام، والله لا نوفيه حقه.

أم سعد : من الغرائب أنه كان – رحمه الله تعالى - في كثير من الأحيان مجاب الدعوة وكنا نجد ذلك في كثير من المواقف، حتى ولو بعد مدة يتحقق الدعاء، فنقول استجيبت دعوة أبو عبدالله.

أم البراء : كم كنت أستغرب من حبه واهتمامه بالفقراء والمساكين حتى في أيام الثلج أو البرد الشديد : خرجت مرة معه فأخذني إلى مكانٍ بعيد وأرض زلقة وعرة وضباب كثيف، وكان معه الطعام ووقود للتدفئة.
فقلت له : أين تأخذني، والله إني خائفة جداً، لم جئت بنا إلى هذه الطريق ؟ فقال : لا تخافي ما دام عملنا لله فالله معنا ... الله معنا، فلا تخافي، ثم قال : يا أم البراء ! من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.
أسأل الله أن يتقبل منه عمله ... يا رب، وأن يقضي لنا حاجاتنا.

أم عبدالله نجلاء : لهج الجميع بصوت واحد تخنقه العبرات. آمين آمين آمين.

أم سعد : من غرائب حُلمِهِ وحسن خلقه: أنه كان مع ابنه في سيارته فقال له رجل عند الإشارة : يا شيخ أنت حمار، فاستفزّ ذلك ابنه فهدّأه – رحمه الله تعالى – وقال له : اصبر يا بنيّ، ثم تعرّضَ له الرجل مرة أخرى، وكرر قائلاً يا شيخ أنت حمار، ثم ثالثة، يكررها : يا شيخ أنت حمار، فقال له الشيخ أبو عبدالله : أنا ؟ قال الرجل : نعم أنت، قال أبو عبدالله : أنا أنا ... أنا إنسان ... أنا أبو عبدالله عزت خضر، ولست حمار، فقال الرجل : واللهِ يا شيخ إلا أنزل وأقبّل رأسك، ثم اعتذر منه.

أم عبدالله زهر : وهذا من حسن خلقه الذي يفتقده الكثيرون أسأل الله تعالى – أن يغفر له ويثقل له الموازين.

أم أيمن : من غرائب أبو عبدالله ما قاله لنا يوما : [سأقول لكم ما حصل معي اليوم فقط للعِبرة، كنت مدعواً على طعام مع جمع من الإخوة عند أحد الأخوة، غَرَفْتُ غَرْفةً من الإناء الذي أمامي، وفي الغَرْفَة الثانية رأيت صرصوراً بالطعام، وعلى غفلة من صاحب الدعوة رفعته بالملعقة ووضعته تحت الإناء وأكملتُ طعامي منه، وكأن شيئاً لم يكن].
ولم يذكر لنا اسم الأخ الداعي، وذلك ليعلمنا أدب التعامل في مثل هذه المواقف، وهذا يدل على طيبه وكرم خلقه.

أم عبدالله نجلاء : ما شاء الله تبارك الله، لو كانت نملة، أو حتى ذبابة لكانت أهون، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علّمنا في الحديث الشريف الذي رواه البخاري – رحمه الله – أنه : (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم، فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء والآخر شفاء).
وقد يأنف مَن يأكل مِن إتمام الطعام بعد غمس الذباب فيه، وهو مشروع، أما أن يكون في الطعام صرصوراً، فهذا شيئ تعافه النفس أكثر وأكثر، حتى أنّ من يَسمع به يتقزز، فكيف بمن وجده في الطعام ورآه بعينه، وجاهد نفسه وأكل حتى لا يُحرج مضيفه ومن معه. أسأل الله – تعالى – أن يُعظم له الأجر والمثوبة، وأن يجزيه خير الجزاء،.

أم أيمن : قال لنا هذا للعبرة ولم يذكر أسماء.

أم البراء : ومن غرائبه، كان صادق الرؤية، لا يرى رؤية إلا وتتحقق ولو بعد حين.

رأى أنه ماش في طريق، وأن شيئاً انقلب به في واد عميق، وأنه كان يكبّر ويكرر التكبير... الله أكبر ... الله أكبر، وأن الله أنجاه منه.

أم عبدالله زهر : فكان أن حصلت الرؤية كما رآها تماماً، وأنجاه الله - تعالى - منها، وكان ذلك في يوم عيد الفطر عام 1977م، ذهبنا إلى مصلى العيد في الرّصَيْفَة، ذهبتُ أنا والأبناء كانوا صغاراً مع عائلة صديقة، وذهب هو ومجموعة كبيرة من أصحابه حوالي أربعين شخصًا في شاحنة صغيرة - قلاب - كان يقوده، وقبل أن يَصِلوا المُصلّى بقليل مرّوا بشارعٍ انسكب عليه زيت من إحدى السيارات، مع وجود ماء، فكان ذلك سببًا في انزلاق القلاّب، ولم يستطع السيطرة عليه، فانقلب عدة مرات حتى استقر على ظهره بالواد.

فما انتبه على نفسه إلا وهو يكبر : الله أكبر الله أكبر، يصرخ بها يريد رافعة لرفع القلاب، خرج من شباك القلاب، مُغطىً بالدماء، فكان أن مات منهم ثلاثة، وأصيب البقية برضوضٍ وجروح، وسلّمَهُ الله، ولم يصب هو بجرحٍ واحد، ولا حتى خدش، وكانت الدماء التي عليه من الإخوة الذين كانوا إلى جانبه.
- سبحان الله - لم يُقدّر الله له الوفاة في ذلك الحادث رغم صعوبته إلى أن وافاه الأجل.
فذهب هو بنفسه إلى المخفر وأبلغ عن الحادث، وهناك سجد سجدة شكر لله، فعجب له مَنْ في المخفر، وقالوا : بعد كل هذا الحادث المروًع، ثلاث أموات غير العدد الكبير من الجرحى، وتسجد شكر، قال : نعم أسجد شكر لله الذي أنجاني.

وعلى إثرها سَحبوا رُخصة القيادة منه لمدة سنة، وسامَحَ أهل الذين ابتلوا بوفاةٍ أو إصابات، وقالوا : قَدَّرَ الله وما شاء الله فعل، وَسُجِنَ أبو عبدالله - رحمه الله تعالى – لمدة ثلاثة أشهر للحق العام. وعلم به الشيخ الألباني – رحمهما الله – فجاءه من الشام يعوده.

وبفضل الله - تعالى - اهتدى الكثيرون في السجن على يديه، وكان يجمعهم إلى الصلاة ويؤمهم، وكان المسؤولون في السجن يعاملونه بكل احترام.

وكان يُكثر في السجن من قوْل : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فسأله أحد السجناء : لِمَ تُكثِرْ من قوْل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

فأجابه أبو عبدالله : لأنها من أدعية الكرب التي أخرج الله بها يونس – عليه الصلاة والسلام – من بطن الحوت، لعلّ الله يُخرجنا بها من السجن، سخر السجين منه ومن كلامه، وقال : هذه الكلمات تُخْرِجُكَ من السجن ؟؟ .

فأجابه بلهجة الواثق من كلامه، الراجي رحمة ربه : نعم. وكان سؤال السجين له يوم الخميس، فما لبث أن مرّ يوم الجمعة وهو عطلة، وإذا به ينادى عليه يوم السبت بالإفراج، فصاح السجين : طلعوني، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، طلعوني، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، .

ولهذا كان يقول وهو في المستشفى: الحمد لله جرّبت السجن، وجرّبت المستشفى، وبقي أن أجرّب القبر.

أم عبدالله نجلاء: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار.

أم البراء: رأى رؤى كثيرة وتحققت، ومما استغربناه من هذه الرؤى ما رآه قبل وفاته بسبعين يومٍ فقط : أنه جالس في مجلس فيهم شيوخ وملوك وأناس كثيرون، ومعهم الملك حسين – رحمه الله – فأخرج الملك حسين – رحمه الله – سبعون ديناراً وأعطاه إياها، فسأله أبو عبدالله لمن هذه ؟ قال هذه لك، فأخذها، ثم خرج إلى منطقة خضراء جميلة، فرح بها.

فأوّلَها له من أوّلَها – والله أعلم -، ولكنه مَكثَ بعدها سبعونَ يوماً بالتمام والكمال ثم توفّي.

أم عبدالله نجلاء: سبحان الله، رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى مأواه. صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أخبرنا بما صح عنه قوله : (إذا قَرُبَ الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا، ورؤيا المؤمن جزءٌ مِن ستةٍ وأربعينَ جزءاً من النبوة).


يُتبع -إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-29-2015, 03:23 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الجليل مشاهدة المشاركة
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي . أو كما قال عليه الصلاة والسلام
هكذا تكون سيرة السائرين على درب السلف .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر محمد على مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا
وإياكما ابنتيَّ الحبيبتين " أم عبدالجليل " و" سحر محمد علي "

شكر الله لكمـــــا المرور والدعـــــــاء وجزاكمـــــــا الله خير الجزاء.

حيـــّـــاكما الله وبيـــــّــــاكما أحبتي الغاليــــــات، سررت بانضمامكما إلى ركب الأخوات الأحبــــة في منتداكما الغالي منتدى

" كل السلفيين ".

تثرينه بما يمنّ الله عليكما به من درر، نفعكما الله به ونفع بكما، وزادكما فضلاً وعلما.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-29-2015, 03:30 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

قال الله – جل في علاه - : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللّهَ كَثِيرًا} [سورة الأحزاب 21].

نعم أحبتي الغاليات، لنا في سلفنا الصالح رسول الله - صلى الله عليه وسلم – والصحب الكرام ومن تبعهم بإحسان القدوة الصالحة والأسوة الحسنة في معرفة حق القوامة بالنسبة للرجل نحو أسرته زوجة أو زوجاتٍ وأبناء، والقيام بما يجب عليه خير قيام.
فعن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه قال قلت : " يا رسول الله ! ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال : أن تطعمها إذ طعمت وتكسوها، إذا اكتسيت أو اكتسبت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت) قال الشيخ الألباني : (حسن صحيح). قال أبو داود : [ولا تقبح : أن تقول قبحك الله]. انظر : [سنن أبي دلود 2/ 244 رقم 2142].

إن القوامة ليست برفع اليد ورفع الصوت، التهديد والوعيد، والضرب والتحقير والتشهير.

إن القوامة تكليف وتشريف للرجل للقيام بواجبه نحو رعيته خير قيام، إنها التربية الإيمانية، وما يلزمه من متابعة وعناية ورعاية، مودة ورحمة، وتكريم وتوقير.

وكذلك مراعاة الزوجة لحق الزوج، وحسن الأدب معه، وشكر نعمته، وطاعته بالمعروف، ومراعاة الضوابط الشرعية في ذلك، والقيام بما يجب عليها من حقوق وواجبات نحوه ونحو الأبناء.
وبذلك تتقوى أواصر المحبـــة بين الزوجين، وتترسخ أركان ودعائم المجتمع المسلم، بتحقق الأمن والأمان، والهدوء النفسي، والحياة الوادعة الهنيئة في الأسرة المسلمة.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.