أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
50885 | 62592 |
#1
|
|||
|
|||
⭕ فوائد منهجية سلفية تأصيلية
⭕ فوائد منهجية سلفية تأصيلية: (1)
📌 عدم إشغال (طلبة العلم) بالسِّياسة وكتبها(!) إنَّ مَن يُعلّم الناس عامةً القضايا السِّياسيَّة ليس ربانيًا، وإنْ زعم أنَّه يُريد توعية الغافلين وتحريك الجامدين، أو يريد تحقيق شمولية العمل الإسلامي، ألا ترى ما بوب له البخاري حين قال: (باب: مَن خصَّ بالعلم قومًا دون قوم كراهية أن لا يفهموا)، وروى فيه عن علي -رضي الله عنه- قوله: «حدِّثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يُكَذَّب الله ورسوله؟!»، وفي «صحيح مسلم» أن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة». وفي «الصحيحين» أنَّ أبا هريرة كره التحديث بحديث الجِرابَيْن الذي فيه تنقّص بعض الحكام؛ لظهور بوادر الخروج عليهم في وقته مع تفشي الجهل، وكان يقول -رضي الله عنه-: «لو شئتُ لسَمَّيتُهم»، ومثله عن حذيفة -رضي الله عنه-، قال الحافظ: «ولهذا كره أحمد التحديث ببعض دون بعض الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان ... »، فتأمل تصرف هؤلاء الحكماء مِن الفقهاء، وقارن بينه وبين تصرف متناقضي زماننا، الذين إن سَلَّموا بأنَّ الردود على الحكام بالطريقة المعروفة اليوم لا يُجنَى منها خير، فإنهم يزعمون أنه لا بد مِن بيان تخطيطهم الماكر للمسلمين وفضح أسرارهم ليعرفوهم ... الخ، كأنه لم يبق مِن بنيان دين المسلمين إلا هذا، مع أنَّ أكثر ديار المسلمين لا تزال مقيمة على شرك القبور! ولتعلم قيمة العلماء الربانيين اقتن الأشرطة المسجلة التي ناقش فيها الشيخ الألباني (الدكتور ناصر العمر) فإنَّ فيها علمًا جمًّا، وأذكر بهذه المناسبة أنَّ هذا الأخير حين ذكر أن أصل كتابه «فقه الواقع» محاضرة عامة اعترض عليه الشيخ قائلا: «هذا خطأ؛ لأن فقه الواقع لا يكون إلا بين العلماء أو الأقوياء مِن طلبة العلم ... »(1). ومَن خالف هذا المنهج الرَّصين وقع وأوقع في فتنة عظيمة؛ لأنَّ التحليلات السياسية مِن أصعب الأمور، ثم الاختلاف في يسيرها أسرع شيء إحراجًا للصدور، وأكثر فتنة للناس لضيق عَطَنهم، خاصة في عصر أضحى فيه الولاء والبراء بين الإسلاميين الواعين!! سياسيا بالدرجة الأولى لا عقديًّا(2). ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) من «سلسلة الهدى والنور» رقم (605/1)، وهو أحد الأشرطة الكثيرة التي كانت بينهما، والتي فكَّ الله أسرها مِن أيدي قوم حرصوا على كتمانها، أسأل الله -تعالى- أن يأذن بتسريح البقية. (2) لقد منَّ الله على الشيخ الألباني بجرأة في الحق نادرة، ومنها إفتاء الفلسطينيين بالهجرة مِن بلدهم على تفصيل يطلب مِن التَّسجيلات، فإذا بالثائرة تثور، كأنَّ الشيخ كفر أو اعتدى على صفة من صفات الله -تعالى-، وأخذ المبتدعة يطبّلون للفتنة، مع أنها مسألة فقهية قد وافقه عليها كثير مِن الراسخين في العلم كالشيخ ابن باز -مثلًا-، وقد طبع بالجزائر كتاب بعنوان «حكم الهجرة من خلال ثلاث رسائل جزائرية» بتحقيق د/ محمد بن عبد الكريم، من هذه الثلاث: «أسنى المتاجر في بيان أحكام من تغلب على وطنه النصارى ولم يهاجر، وما يترتب عليه من العقوبات والزواجر» لأحمد بن يحيى الونشريسي ( طبعة سنة1981م )، وقد أعده للتحقيق أحد إخواننا مِن بلاد الشام، فعسى أن يكون صدوره قريباً ليَدفع عن مقدِّسي الأوطان الريبة. ثم أقول: لماذا هذه الشَّنشنة، والغفلة عما هو أعظم منها؟! كإنكار العقيدة السَّلفية ومنها الاستواء على العرش وغيرها من المسائل التي يتقزز منها مثيرو هذه الفتنة كالبوطي والغزالي ومصطفى الزرقاء وغيرهم من المعروفين بالتمذهب والتقليد -فيما يسمونه- بالحيض والنفاس، و(التمجهد) في دماء وأعراض الناس!! الخائفين من الضغط الشعبي! المستجيبين للسياسات القومية والبعثية! فتنبهوا -معشر المسلمين عامة، والسلفيين خاصة!- إلى أن ولاءكم عقدي قبل كل شيء، وتفطنوا إلى الذين يصطادون في المياه العكرة باستغلال الأزمات السياسية التي تخنق الجماهير مع عاطفة فلسطين الجريحة! لا هَمّ لهم إلا إسقاط المنهج السَّلفي! ولو كانوا منصفين لأهمَّهم ما هم فيه من حيرة عقدية عن خطأ الشيخ الفقهي لو كان خطأ. ولو تسمّحنا وقلنا لهم: ليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ... فبماذا يجيبون ؟! أم هي قاعدة خالصة لهم من دون سائر المؤمنين؟! أم يجوز للبوطي أن يجعل لبعضهم دعاية عظيمة لبيعته، ويجد من يغطي له هذه الجريمة ليخلو له المجال حتى يقول: «عباسي مدني رجل مختص في علم النفس، ثقافته الإسلامية ضئيلة ضئيلة جدًّا، وأعرفه وعشت معه، وتجالسنا مرارًا وتكرارًا، وأنا أقول: لو أن فئة سألتني: هل يجوز أن يُنصَّب رئيس دولة إسلامية لتطبيق الإسلام؟ أقول: لا يصلح؛ لأن علماءنا قالوا في باب الإمامة الكبرى: من شروط الإمام الذي يريد أن يطبق الإسلام أن يكون بصيرًا فقيهًا ذا ثقافة إسلامية واسعة ...»، من تسجيلات «شرح رياض الصالحين» له برقم (456). وهذا الحق الذي قاله في عباسي مدني يُفهم منه أن البوطي ما دعا إلى بيعة ذاك إلا لأنه رآه (بصيرًا فقيهًا ذا ثقافة إسلامية واسعة!!). والبوطي وأمثاله يقولون ما يشاؤون من التناقض، آمنين من أن يفطن لهم، مستغلين في ذلك وضعين: الأول: وضع الأمة مِن حيث جهلها. الثاني: وضع الدَّعوات الإسلامية بزعامة (الحزبيات الإخوانية) خاصة، التي لا تستعمل مجهر النقد إلا على السَّلفيين لتقلِّص من حجم الحق الذي عندهم حتى يصير باطلًا، بطُرق تدربوا عليها من وسائل الإعلام الكافرة التي يفقهون عنها الواقع! وتحجب عن الواقع باطل المخرفين الذين تحتاج إليهم (مرتزقة) لحرب السلفيين {وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}. [📚«مدارك النَّظر في السياسة بين التطبيقات الشّرعية والانفعالات الحَمَاسية» (ص: 164- 166)]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#2
|
|||
|
|||
⭕ فوائد منهجية سلفيَّة تأصيلية: (2)
▪️ السؤال بـ(أين الله)؟ ▪️▪️ قاعدة (التَّصفية والتَّربية) ▪️▪️▪️ الجهاد لا يكون إلا بأُمَّة مؤتلفة القلوب «اجتمع الشيخ محمد ناصر الدين الألباني بـ(علي بن حاج) القائد الرّوحي -كما يقولون- للحزب الجزائري: الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وكان الشيخ على دراية دقيقة بحوادثهم، وبلغه أن مؤيِّديهم يُعَدُّون بالملايين، فكان مما سأله عنه ما أُثبتُه هنا اختصارًا أن قال له الشيخ: «أَكُلُّ الذين معك يعرفون أن الله مستوٍ على عرشه؟». وبعد أخذ وردّ، وتهرّب وصدّ، قال المسئول: نرجو ذلك! قال له الشيخ: «دَعْك مِن الجواب السِّياسي!»، فأجابه بالنَّفي، فقال الشيخ: «يكفيني منك هذا!». هذا السُّؤال تفرضه قاعدة (التَّصفية والتَّربية) التي هي أدق ميزان تعرف به الدَّعوات الجهادية اليوم؛ لأنَّ مَن عجز عن تصفية عقائد مؤيِّديه ومحبيه وتربيتهم على العقيدة السليمة، يكون أعجز عن تصفية ثمراتها مِن أخلاق وأحكام أمة فيها مبغضوه ومحاربوه، فكيف بتربيتهم بعد ذلك؟! والله يقول: {إنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنفُسِهِمْ}، ثم الجهاد نفسه لا يكون إلا بأُمَّة مؤتلفة القلوب؛ لأنَّ الائتلاف رافد النَّصر كما قال الله -تعالى-: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ}، والقلوب إن لم تجتمع على العقيدة السَّلفيَّة كان أصحابها في شقاق لا يجبره اجتماعهم في صناديق الاقتراع، قال الله -تعالى- مخاطبًا أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: {فَإِنْ ءَامَنُوا بمِثْلِ ما ءَامَنتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ في شِقَاقٍ}. ومهما تكن عليه الغثائية السِّياسيَّة من تجميع، فإنَّ بداية أمر عقيدتها إلى (تمييع)، ونهاية تجميعها إلى (تفرّق وتبديع)؛ لأنَّ اجتماع الأبدان لن يكون إلا مؤقَّتًا، إذا كان عقد القلوب مشتَّتًا، ولم أجد لهؤلاء أصدق وصف مِن قول الله -تعالى- في اليهود: {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جمِيعاً وَقُلُوبُهم شتَّى}. وجماع الأمر أنَّ الله وعد بالاستخلاف الحسن مَن عَبَدَه وحده بلا إشراك فقال: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذي ارْتَضَى لَهُمْ ولَيُبَدِلنَّهُم مِن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً}، ولا يجوز أن يُدفع في صدر هذا النَّص (بضرب الأمثال التَّاريخية) على نقضه؛ لأنَّ المسلم وقّاف عند النَّص، وقد قال الله -تعالى-: {فَلاَ تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثالَ إنَّ اللهَ يَعْلَمُ وأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}. وأما تحديد الشيخ سؤاله في مسألة الاستواء؛ فلأنها مفترق الطرق بين أهل السُّنَّة وأصحاب الأهواء، ولأنها العقيدةُ السَّهلة التي كان يعرفها مجتمع النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي فتح الدنيا وقاد الأمم، حتى الجواري مِن رعاة الغنم. وامتحان الشيخ بها جبهة الإنقاذ، (مسلك سلفي وإن رغم أنف كل خلْفي)، فقد روى مسلم وغيره عن معاوية بن الحكم السلمي قال: كانت لي غنم بين أُحد والجوانية فيها جارية لي، فاطلعتها ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة، وأنا رجل من بني آدم، فأسفت، فصككتها، فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك له، فعظَّم ذلك عليَّ، فقلت: يا رسول الله! أفلا أعتقها؟ قال: «ادعها»، فدعوتها فقال لها: «أين الله؟» قالت: (في السماء)، قال: «من أنا؟» قالت: (أنت رسول الله)، قال: «أعتِقْها؛ فإنها مؤمنة». فتأمل -يرحمك الله- هذا المجتمع الذي كان يجاهد به النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ اكتمل في عقيدته حتى عند رعاة الغنم الذين تقلُّ صحبتهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- كهذه الجارية!- وتأمل حقيقة المجتمعات الإسلامية اليوم التي يُطمَع تسلُّق عرش الحكم بها، لتدرك البون الشاسع بين جهاد أولئك وجهاد هؤلاء، فهل استطاعت الدَّعوات الجهادية أن تجمع الأتباع، فضلاً عن الرعاع على «أين الله؟». أم هو سؤال أضحى أُضحوكةً تتندَّر بها الأحزاب في زمن تأثير الحضارات، ومحل سخرية عند منَظِّري الجماعات؟ أم أنهم فهموا ضرورة الحكم بما أنزل الله ولو أنهم ضيَّعوا الله؟! فمتى يأذن الله بعتق رقابهم ممن استذلوهم، كما عتقت الجارية بعد أن عرفت الله؟ {واللهُ غالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون}. لكن حقيقة هذا السؤال هي استخراج حقيقة الدَّعوات، وتبيّن مدى خلوص النِّيات؛ لأنَّ في الاهتمام بالحكم بالشَّريعة، وفي الاهتمام بمسألة الاستواء اهتمامًا (بحقِّ الله) تعالى، لكن بين الأولى والثانية فرق، وهو أنَّ للعبد في الأولى حظًّا لنفسه، وهو ما يتكرر على الألسن مِن استرجاع المظالم واستيفاء الحقوق، والعيش الرغد الموعود به حقًّا في قول الله -تعالى-: {ولو أنَّ أَهْلَ القُرَى ءَامَنُوا واتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّمَآءِ والأَرْضِ} أي أنَّ حظّ العبد خالط حقَّ الرَّب، وأما الاهتمام بصفة الاستواء لله فهو اهتمام بحقِّ الله الخالص، ليس للداعي إليها أدنى نصيب مِن حظّ نفسه، فتأمل هذا الفرق تدرك عزّة الإخلاص؛ لأنَّ الدندنة حول (قضية الحكم بما أنزل الله)، مع إهمال قضايا صفات الرَّب الخالصة أو تأخيرها أو تهميشها -وهي أشرف ما أنزله الله؛ إذ شرف العلم بشرف المعلوم- لأكبر دليل على أن في الأمر شائبة، تؤكد ضرورة الرُّجوع إلى دعوة الأنبياء الذين قالوا لقومهم: {اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه}، فقدَّموا الاهتمام بـ(شرك القبور) على الاهتمام بـ(شرك القصور) -إن صح هذا التعبير-، لهذا لم تكن الإمامة مِن أصول الإيمان(1) ». ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لابن تيمية كلام نفيس في ذلك في «منهاج السُّنَّة» (1/ 106-110) فراجعه، وفي قتال الولاة مِن أجل الدُّنيا واِلتباسه بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر في (5/152)، ومثله عنه في «العقود الدرية» لابن عبد الهادي ص (147). [📚«مدارك النَّظر في السياسة بين التطبيقات الشّرعية والانفعالات الحَمَاسية» (ص: 83 -85)]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|