من سؤالات ابن وهف لشيخ الإسلام الإمام المجدد عبد العزيز بـن بــاز

[أبو عبد العزيز الأثري]

س58: هل يُطلق النفاق على من داوم على ترك صلاة الفجر مع الجماعة؟

ج 58: يقول ابن مسعود رضي الله عنه: «ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق»( 1 )، لكن بالأسلوب الحسن، يقال له: هذا من صفات المنافقين... هذا معنى ما قال الشيخ :.


س59: هل توجيه المحتضر إلى القبلة صحيح؟

ج 59: نعم حيث إن الكعبة قبلتنا أحياء وأمواتاً( 2 ).


س60: قال الصنعاني :: ولا تكره النافلة بمكة في أي ساعة من الساعات، وليس هذا خاصاً بركعتي الطواف، بل يعمّ كل نافلة لرواية ابن حبان في صحيحه: «يا بني عبد المطلب، إن كان لكم من الأمر شيء، فلا أعرفن أحداً منكم يمنع من يصلي عند البيت أي ساعة شاء من ليل أو نهار»( 3 ).
والسؤال: هل جميع النوافل في المسجد الحرام مستثناة من النهي؟ وهل يجوز ذلك في جميع بيوت حرم مكة؟ فقد رجحه الصنعاني :.

ج 60: الصواب أنه لا يصلي وقت النهي في مكة إلا تحية المسجد، وركعتي الطواف، أو الصلوات ذوات الأسباب في مكة وغيرها.

________________________________
((1))أخرج مسلم في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّه، قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ  سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنَ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ». كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب صلاة الجماعة من سنن الهدى، برقم 654
((2))عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكَبَائِرُ؟ فَقَالَ: «هُنَّ تِسْعٌ». فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، زَادَ «وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ الْمُسْلِمَيْنِ، وَاسْتِحْلاَلُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا». أخرجه أبو داود، كتاب الوصايا، باب ما جاء في التشديد في أكل مال اليتيم، برقم 2875، والبيهقي، 3/408، برقم 6514، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، 3/ 154.
((3))أخرجه الشافعي في مسنده، ص 167، والنسائي في الكبرى، كتاب مواقيت الصلاة، باب إباحة الصلاة في الساعات كلها، برقم 1566، والبيهقي في السنن الكبرى، 2/ 461، وابن حبان، 4/ 420، برقم 1552، وبنحوه أبو داود، كتاب المناسك، باب الطواف بعد العصر، برقم 1896، وصححه الألباني في التعليقات الحسان، 3/ 163، برقم 1550، وفي صحيح سنن أبي داود، 6/ 143.

[أبو عبد العزيز الأثري]

س61: روى الأثرم، وسعيد بن منصور عن أنس أنه دخل مسجداً قد صلوا فيه، فأمر رجلاً فأذن بهم، وأقام فصلى بهم جماعة، وعلقه البخاري، ووصله البيهقي بسند صحيح.قال الألباني: وقد يستدل به على جواز تعدد صلاة الجماعة في المسجد الواحد، ولا حجة فيه لأمرين:
1- أنه موقوف.
2- أنه قد خالفه من الصحابة من هو أفقه منه، وهو عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه، فروى عبد الرزاق في المصنف، وروى عنه الطبراني في المعجم الكبير بسند حسن أن علقمة، والأسود أقبلا مع ابن مسعود إلى المسجد، فاستقبلهم الناس، وقد صلُّوا فرجع بهما إلى البيت، ثم صلّى بهما... وروى الطبراني في الأوسط برقم 4739 عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أقبل من نواحي المدينة يريد الصلاة، فوجد الناس قد صلوا، فمال إلى منزله، فجمع أهله فصلى بهم»( 1)، وهو حسن... ولعل الجماعة التي أقامها أنس رضي الله عنه كانت في مسجد ليس له إمام راتب، ولا مؤذن راتب، فإن إعادتها في مثل هذا المسجد لا تكره، وبذلك يتفق الأثران، ولا يختلفان.ثم ذكر كلاماً للشافعي في ترجيح هذا القول، ثم قال الألباني: وبالجملة فالجمهور على كراهة إعادة صلاة الجماعة في المسجد بالشرط السابق... وما علقه الشافعي عن الصحابة قد جاء موصولاً عن الحسن البصري، قال: «كان أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا دخلوا المسجد وقد صُلّي فيه صلوا فرادى». رواه ابن أبي شيبة، 2/ 223.
ولا يعارض هذا الحديث المشهور: «أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ»( 2)، وهذا في التطوع بالنسبة للأول الذي صلى مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي صلاة متنفل وراء المفترض، فاتتهم الجماعة الأولى.
ولا يجوز قياس هذه على تلك؛ لأنه قياس مع الفارق من وجوه:
1- إن الصورة الأولى المختلف فيها لم تنقل عنه صلى الله عليه وسلم لا إذناً ولا تقريراً مع وجود المقتضى في عهده صلى الله عليه وسلم كما أفادته رواية الحسن البصري.
2- إن هذه الصورة تؤدي إلى تفريق الجماعة الأولى المشروعة؛ لأن الناس إذا علموا أنهم تفوتهم الجماعة يستعجلون فتكثر الجماعة، وإذا علموا أنها لا تفوتهم يتأخرون، فتقل... انظر: تمام المنة للألباني، ص 158.


ج 61: هذا غلط، والصواب: القول بإعادة الصلاة في المسجد الذي قد صُلي فيه، والدليل الأخذ بالأصل، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً أن يصلي مع من دخل المسجد( 3 ).

______________________________
((1))الطبراني في المعجم الأوسط، 5/ 35، برقم 4601، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، 2/ 173: «رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله ثقات»، وحسنه الألباني في تمام المنة، ص 155
((2))أخرجه أحمد، 18/ 158، برقم 11614، وابن أبي شيبة، 2/ 112، برقم 7097، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب في الجمع في المسجد، برقم 574، وأبو يعلى، 2/ 321، برقم 1057، وابن حبان، 6/ 158، برقم 2398، والحاكم، 1/ 328، وقال: صحيح على شرط مسلم، والبيهقي، 3/ 68، برقم 4786. وقال الشيخ الألباني في صحيح أبي داود، 3/ 116: «إسناده صحيح، وقوّاه ابن حزم، وابن حجر».
((3)) روى أحمد في المسند، 18/ 158، برقم 11613: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ وَقَدْ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: فَقَالَ: «أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ». وابن أبي شيبة، 2/ 112، برقم 7097، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب في الجمع في المسجد، برقم 574)، وأبو يعلى، 2/ 321، برقم 1057، وابن حبان، 6/ 158، برقم 2398، والحاكم، 1/ 209، وقال: «صحيح على شرط مسلم» والبيهقي، 3/ 68، والطبراني، 6/ 254، برقم 6140، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، برقم 589.

__________________________________________________ ____
نقلت هذه الفتوى بالرغم أني أخذ بقول الأمام الألباني رحمه الله
كانوا يختلفون بالفقه ومع هذا هم منهج واحد وعقيدة واحدة والحمد لله

[عبد الله العيساوي]

جزاك الله خيراً.

[أبو عبد العزيز الأثري]

وجزاك الله خير أخي عبد الله

[أبو عبد العزيز الأثري]

س62: هل مرور الكلب الأسود والحمار والمرأة يبطل الصلاة؟( 1 ).
ج 62: نعم إذا كان المرور قريباً من المصلِّي.


س63: هل يسقط ترتيب الفوائت بخشية فوات الوقت، وهل يسقط الترتيب بالجهل بالحكم أو بالواقع؟


ج 63: الراجح أنه إذا خشي فوات الوقت بدأ بالحاضرة.


س64: هل البُصاق لا يجوز مطلقاً إلى القبلة، وعن اليمين؛ لأن الصنعاني رجح هذا، وذكر بعض الأحاديث في ذلك، وأن البصاق لا يجوز، سواء كان المصلي في الصلاة أو غيرها إلى القبلة، ولا على اليمين. سبل السلام للإمام الصنعاني، 1/ 251.


ج 64: البصاق المنهي عنه إلى القبلة في الصلاة فقط.


_________________________________
((1))عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَقْطَعُ الصَّلاَةَ إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ: الْمَرْأَةُ، وَالْحِمَارُ، وَالْكَلْبُ الأَسْوَدُ»، سنن ابن ماجه، إقامة الصلوات، باب ما يقطع الصلاة، برقم 950، وسنن النسائي، كتاب القبلة، ذكر ما يقطع الصلاة وما لا يقطع إذا لم يكن بين يدي المصلي سترة، برقم 750، والإمام أحمد، 42/ 26، برقم 19663، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم 777، وأما لفظ البخاري: «عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي أَنَّ النَّبِيَّ  صَلَّى بِهِمْ بِالْبَطْحَاءِ - وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ - الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، تَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ»، كتاب الصلاة، باب سترة الإمام سترة من خلفه، برقم 495.

[أبو عبد العزيز الأثري]

س65: رجل يخرج بوله، نسأل اللَّه العافية، مع ماسورة في جنبه، هل يعتبر كالسلس إذا كان مستمراً، وهل ينقض الوضوء إذا خرج، فيكون خارجاً من الجسد نجس؟

ج 65: كالسلس يتوضأ لكل صلاة.


س66: هل يعتد المسبوق بالزيادة مع الإمام الساهي، مثال: رجل تأخر عن الجماعة الركعة الأولى، ثم قام الإمام للركعة الخامسة، فقام المسبوق معه جهلاً، واعتدّ بها بأنها الركعة الرابعة بالنسبة له؟

ج 66: لا يعتد بالزيادة، بل يجلس ويأتي بالركعة بعد سلام الإمام.


س67: هل من السُّنة الوقوف عند قبر الطفل الصغير، ويُدعى له بالرحمة كالكبير، وهل يعق عن الطفل إذا مات ويُسمَّى؟

ج 67: الأفضل أن يُسمَّى، والأفضل أن يعق عنه إذا بلغ الأربعة أشهر، أي إذا نفخت فيه الروح.
ومال الشيخ إلى الوقوف على قبر الطفل بعد الدفن والدعاء.

[أبو عبد العزيز الأثري]

س68: قال ابن تيمية – كما نقله ابن قاسم في حاشية الروض المربع-: «سجود التلاوة قائماً أفضل منه قاعداً، كما ذكره من ذكره من العلماء من أصحاب الشافعي، وأحمد، وغيرهما، وكما نقل عن عائشة رضيه الله عنها ، بل وكذلك سجود الشكر، كما روى أبو داود في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم من سجوده للشكر قائماً...»( 1 ). الحاشية على الروض، 2/ 241.

ج 68: يروى عن عائشة رضيه الله عنها ، ولكن لا أعلم فيه وجهاً، فإذا قرأ وهو جالس، سجد ومال إلى أن القيام للسجود لا بأس به، ولكن لا يعلم فيه وجهاً، أما ما رواه أبو داود في سننه فتوقف عنه الشيخ.


س69: عن عبد اللَّه بن عمر ب«أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في الركعة الأولى من صلاة الظهر، فرأى أصحابه أنه قرأ تنزيل السجدة» رواه أحمد، وأبو داود، وسكت عنه( 2). فهل الحديث صحيح، وإذا لم يثبت فهل يكره سجود التلاوة في الصلاة السرية، وهل يتابعه الإمام؟


ج 69: الحديث ضعيف، فيه رجل مبهم.



س70: تغميض العينين في الصلاة هل يكره؟

ج 70: الظاهر أنه لم يأتِ إلا من مصدر.

____________________________
((1)) أبو داود بلفظ: «َعنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ»، كتاب الجهاد، باب في سجود الشكر، برقم 2774، وبنحوه ابن ماجه، كتاب إقامة الصلوات، باب ما جاء في الصلاة، والسجدة عند الشكر، برقم 1394، والترمذي، كتاب السير، باب ما جاء في سجدة الشكر، برقم 1578. وصححه الألباني في صحيح أبي داود، برقم 2479.
((2)) أخرجه الإمام أحمد، 9/ 390، برقم 5556، والبيهقي، 2/ 322، وأبو يعلى، 10/ 113، وضعفه الشيخ الألباني في تمام المنة، ص 221.

[أبوجابر الأثري]

يالله... أي شئ فيها ريحة الشيخ ابن باز فهي أروع من الرائع......الله أكبر