أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
59817 89571

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-25-2018, 05:34 PM
أبومالك المقطري أبومالك المقطري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: اليمن ـ تعز .
المشاركات: 213
افتراضي الزيدية ، وحقيقة الانتساب إلى الإمام زيد ( الجزء الثاني ) . الغزو المعتزلي للزيدية

الزيدية ، وحقيقة الانتساب إلى الإمام زيد ( الجزء الثاني ) .
الغزو المعتزلي للزيدية
ومما يبدد مزاعم الانتساب للإمام زيد بن علي اعتزال الزيدية ، وسيطرة الفكري المعتزلي على أئمتها ، والمؤسسين لها فقد ذكر الشهرستاني ـ رحمه الله تعالى ـ في الملل والنحل عن الزيدية قوله:"وصارت أصحابه ـ أي: زيد بن علي ـ كلهم معتزلة " ، ويرى الشهرستاني أن الزيدية بالغت في تعظيم أئمة المعتزلة تعظيماً فاقت فيه تعظيمها لأئمة آل البيت ، فقال : " أما في الأصول فيرون رأي المعتزلة : حذو القذة بالقذة ؛ ويعظمون أئمة الاعتزال أكثر من تعظيمهم أئمة آل البيت ".
وقال العلامة صالح بن المهدي المقبلي في العلم الشامخ : "...كالزيدية في هذا الجبل من اليمن هم معتزلة في كل الموارد إلا في شيء من مسائل الإمامة وهي مسألة فقهية ، وإنما عدها المتكلمون من فنهم لشدة الخصام ، كوضع بعض الأشاعرة المسح على الخفين في مسائل الكلام ـ وقد صرح غير واحد كابن الهمام في الأولى وسعد الدين في الأخرى بما ذكرنا ". وقال أيضاً : "يوافقون المعتزلة في العقائد ".
فانظر كلام الشهرستاني : "فيرون رأي المعتزلة حذو القذة بالقذة" ، و قول المقبلي : "هم معتزلة في كل الموارد ..."
يتبين لك إفراط الزيدية في الاعتزال ، وتفانيهم في تقبل عقيدة هؤلاء .
ونقل المقبلي اعترافاً عن أحد مشايخ الزيدية ، وكبار علمائها في اليمن وهو الهادي بن إبراهيم الوزير ـ شقيق الإمام محمد بن إبراهيم الوزير ـ حيث قال : "وإنهما ـ الزيدية والمعتزلة ـ فرقة واحدة في التحقيق إذ لم يختلفوا فيما يوجب الإكفار والتفسيق ذكر هذا في خطبة منظومته التي سماها " رياض الأبصار " عدد فيها أئمة الزيدية وعلماءها وعلماء المعتزلة متوسلاً بهم ، فذكر الأئمة الدعاة من الزيدية ، ثم علماء المعتزلة ، ثم علماء الزيدية من أهل البيت ، ثم من شيعتهم ، واعتذر عن تقديم المعتزلة على الزيدية بمالفظه : وأما المعتزلة فقد ذكرت بعض أكابرهم ، وكراسي منابرهم ، مع إجمال وإهمال ، إذ هم الأعداد الكثيرة ، والطبقات الشهيرة ، ورأيت تقديمهم على الزيدية لأنهم سادتها وعلماؤها ، فألحقت سمطهم بسمط الأئمة ، وذلك لتقدمهم في الرتبات ، ولأنهم مشايخ ساداتنا وعلمائنا القادات ".
وعلق المقبلي مستأنفاً ، ومؤكداً بأمثلة أخرى : "وهذا الذي قال هو حقيقة الأمر في اتحاد هاتين الفرقتين ، كما لا يخفى على من صح أن يُعد من أهل هذا الشأن .
هذه كتبهم شاهدة بذلك ، وإنما بعضهم يوافق هذا وبعضهم يوافق ذاك ، فانظر كلام الإمام المنصور بالله في كتبه كلها ، وكلام الإمام الهادي في كتبه ، وكلام أبي طالب في كتبه ، كـ ""شرح البالغ المدرك "" والسيد مانكديم والمؤيد بالله تجدها أكاليم الجبائية بأعيانها مع تصريحهم بقولهم : المختار كلام شيخنا أبي علي أو أبي هاشم أو أبي رشيد أو غير ذلك ، وكذلك الإمام الهادي غالبه كلام أبي القاسم الكعبي ، وكذلك الإمام يحي بن حمزة موافق في غالب أمره لأبي الحسين البصري سائر سيره ".
وقال الرازي في المحصل : " إن مذهبهم في الأصول قريب من مذهب المعتزلة ".
وقال شيخنا الوادعي ـ رحمه الله تعالى ـ في الرسالة الوازعة : " فهم في الواقع في الاعتقاد معتزلة ، وفي العبادات حنفية ، وفي حب أهل البيت رافضة " .
وقال الشيخ أحمد المعلم ـ حفظه الله تعالى في كتابه القبورية ـ : "فالزيدية في العقيدة معتزلة ، وإن خالفوا المعتزلة في المنزلة بين المنزلتين، فجعلوا مكانها الإمامة".
وهكذا تشبعت الزيدية بعقيدة المعتزلة ، وسارت على خطاها ، وتطابقت معها في أصولها الاعتزالية ، ولهذا كله أسباب عدة ، ولعل أبرزها :
تتلمذ رؤوس ، وأئمة الزيدية على علماء المعتزلة ، ولهذا دور كبير في انتشار الاعتزال بين أبناء المذهب الزيدي ، وتجذره في صفوفهم ، وهناك رسائل ، وبحوث كتبت في بيان التأثير المعتزلي على الزيدية ، فمنها : تأثير المعتزلة في الخوارج والشيعة ـ أسبابه ومظاهره لعبد اللطيف الحفظي ، وكتاب : " الصلة بين الزيدية والمعتزلة " د. أحمد عبد الله عارف .
معتزلة بغداد .
ومن أوجه الترابط الوثيق بين الزيدية والمعتزلة أن بعض أصحاب الفرق ، وبعض علماء الزيدية ذكروا في فرق الزيدية فرقة اسمها : معتزلة بغداد .
ففي كتاب التنبيه والرد للملطي : "والفرقة الرابعة من الزيدية : هم معتزلة بغداد ..." ، وذكر هذه الفرقة أيضاً الإمام الزيدي يحي بن حمزة في الرسالة الوازعة ، فقال : " وهكذا القول في معتزلة بغداد ، وأنهم يفتخرون بأئمة الزيدية ".
ولم تكن الزيدية في سيرها على خطى المعتزلة في العقائد متبعة لأئمة آل البيت ، ولا سائرة على عقيدة زيد بن علي ـ رضي الله عنه ـ ، والذي كان على منهج السلف الصالح ، متبعاً للسنة ، سالكاً منهج جده رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ في منهاج السنة "...هذا قول المعتزلة في التوحيد والقدر والشيعة المنتسبون إلى أهل البيت الموافقون لهؤلاء المعتزلة أبعد الناس عن مذاهب أهل البيت في التوحيد والقدر ، فإن أئمة أهل البيت كعلي وابن عباس ومن بعدهم كلهم متفقون على ما اتفق عليه سائر الصحابة والتابعين لهم بإحسان من إثبات الصفات والقدر
والكتب المشتملة على المنقولات الصحيحة مملوءة بذلك ونحن نذكر بعض ما في ذلك عن علي ـ رضي الله عنه ـ وأهل بيته ليتبين أن هؤلاء الشيعة مخالفون لهم في أصول دينهم".
ولولا الزيدية لا نقرض الاعتزال ، وذهبت أفكاره ، ولأصبح في خبر كان ، فقد خدمت الزيدية مذهب المعتزلة خدمة منقطعة النظير ، وحفظت مؤلفات المعتزلة ، وحافظت عليها من الأفول ، ويؤكد هذه الحقيقة الدكتور أحمد صبحي في كتابه الزيدية ، فيقول : " والتصور الخاص عن الزيدية أنها حذت حذو المعتزلة في الأصول ، وفي ذلك جانب كبير من الحق ، فحين غربت شمس الاعتزال في القرن السادس الهجري حملت الزيدية تراث المعتزلة وحفظته وحافظت عليه ، ولولاها لاندثر ".
تنبيه : أكذوبة تتلمذ زيد بن علي على واصل بن عطاء .
مما شاع ، وذاع في كثير من الأوساط العلمية : تتلمذ زيد بن علي على واصل بن عطاء رأس المعتزلة ، وإمامها .
وتلقف الكثير هذه المعلومة الخاطئة من أبي الفتح الشهرستاني في كتابه " الملل والنحل " حيث يقول : " فتتلمذ في الأصول لواصل بن عطاء الغزال الألثغ رأس المعتزلة ، ورئيسهم ".
والإمام الشهرستاني ـ رحمه الله تعالى ـ لم يذكر سنداً لهذه الفرية التاريخية ، ولم يدلل عليها ببرهان ، ولاشك أنه نقلها من المعتزلة ، والرافضة فقد تقدم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية على الشهرستاني قوله : " بل هو ينقل من كتب من صنف المقالات قبله مثل : أبي عيسى الوراق وهو من المصنفين للرافضة المتهمين في كثر مما ينقلونه ومثل أبي يحيى وغيرهما من الشيعة وينقل أيضا من كتب بعض الزيدية والمعتزلة الطاعنين في كثير من الصحابة" وقال رحمه الله : " كتاب الملل والنحل صنفه لرئيس من رؤسائهم وكانت له ولاية ديوانية وكان للشهرستاني مقصود في استعطافه له" .
وانتهض لرد هذه الفرية على زيد بن علي ، وتبرئة ساحته منها الإمام اليماني محمد بن إبراهيم الوزير ـ رحمه الله تعالى ـ في العواصم والقواصم قائلاً :
" وأما ما نقله محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر المعروف بالشهرستاني في كتابه " الملل والنحل " من كون زيد بن علي ـ عليه السلام ـ قلَّد واصل بن عطاء، وأخذ عنه مذهب الاعتزال تقليداً ، وكانت بينه وبين أخيه الباقر ـ عليهما السلام ـ مناظراتٌ في ذلك ، فهذا من الأباطيل بغير شكٍّ ، ولعله من أكاذيب الروافض ، ولم يورد له الشهرستاني سنداً ولا شاهداً من رواية الزيدية القدماء ، ولا من رواية علماء التاريخ ، ولا الشهرستاني ممن يُوثَقُ به في النقل ، وكم قد روى في كتابه هذا من الأباطيل المعلوم بطلانها عند أئمة هذا الشأن؟ وكيف يُقَلِّده زيد مع أن زيداً أكبر منه قدراً وسناً ، فإن واصلاً وُلِدَ سنة ثمانين ، وزيد ـ عليه السلام ـ تُوفي سنة مئة؟! ولو كان الشهرستاني كامل الصرفة والإنصاف لذكر مع ما ذكره ما هو أشهر منه في كتب الرجال ، وتواريخ العلماء ، وأئمة السنة ، وفي " الجامع الكافي " ثم ذكر الراجح من النقلين، وقواه بوجوه الترجيح.
والظاهر أنه اقتصر على نقل كلام بعض الروافض ولم يشعر بغيره. والله أعلم.
ومما يدل على عدم تحقيقه في معرفة الرجال أنه عدَّ زيد بن علي من أتباع المعتزلة ، ثم ذكر بعد ذكر الإمامية جماعةً جِلَّة من أئمة السنة ورواة الصحاح ، وعدَّهم من أتباع زيد بن علي ، وسمَّاهم زيدية ، بل عدَّهم من مصنفي كتب الزيدية منهم: شعبة ، ووكيع، ويحيى بن آدم...وجعلهم كلهم مثل أبي خالد الواسطي في الدعاء إلى مذهب الزيدية، والتأليف فيه .
فكيف يصح مع هذا أن يكون مذهب زيد والزيدية هو مذهب المعتزلة ، وفي هؤلاء رؤوس خصوم المعتزلة لولا عدم معرفته وتحقيقه في أحوال الرجال؟
وقد شرط الذهبي على نفسه أن يذكر في " الميزان " من قُدِحَ عليه بحقٍّ أو باطل، فذكر واصل بن عطاء، ولم يذكر فيه زيد بن علي عليه السلام لبراءة ساحته من ذلك .
ويدل على ما ذكرتُه من بطلان ذلك أنه ذكره الشهرستاني على وجهٍ يستلزم الانتقاص لزيد ـ عليه السلام ـ حتى جعله مُقَلِّداً لواصل ، لا مُوافِقاً بالنظر والاستدلال ، وحتى أشار إلى أن الذي حمله على ذلك إرادة الصلاحية للخلافة وحبُّ الرئاسة ، وحتى عاب عليه تقليد واصل مع قدحِ واصل في جدِّه علي بن أبي طالب عليه السلام ".
فحسبك بهذا التفصيل نقضاً ، وإسقاطاً للأكذوبة الرافضية المعتزلية بتتلمذ زيد بن علي على واصل بن عطاء .
وقد أجاد وأفاد صاحب كتاب (( الإمام زيد بن علي المفترى عليه )) في تفنيد هذه الفرية في أكثر من عشر صفحات ( 53- 65) .
والخلاصة مما ذكرنا ، ونقلناه :
أن المذهب الزيدي يصدق فيه قول الشاعر :
-على كتفيه يبلغُ المجدَ غيرُه *** فما هو إلا للتّسلّقِ سُلم .
فالزيدية مطية لغيرها ، ومركب لفرقتين من فرق الضلال : الرافضة ، والمعتزلة ، حملت أفكار غير إمامها ، ودافعت عن عقائد تخالف طريقة من تنتسب إليه ، فليس لها من اسمها نصيب ، ولا من انتسابها معنى ، بل اٌتخذ هذا الاسم مظلةً للترويج للرفض ، والاعتزال ، وانتشر هذان المذهبان الرفض والاعتزال ـ في اليمن وغيرها على يد الزيدية فكانوا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في الفتاوى الكبرى : "هم المرقاة التي تصعد منه الرّافضة فهم لهم باب " .
ورحم الله المقبلي حين قال : ائتني بزيدي صغير أُخْرِج لك منه رافضيًّا كبيرًا ، وائتني برافضي صغير أخرج لك منه زنديقًا كبيرًا، ونقلت هذه العبارة عن الإمام الشعبي ـ رحمه الله تعالى ـ بلفظ : شيعي ، بدل زيدي .
قال العلامة رشيد رضا معلقاً : يريد أن مذهب الزيدية يجر إلى الرفض، والرفض يجر إلى الزندقة. اهـ .
وبهذا القدر أكتفي ، وبه انتهي سائلاً المولى ـ عز وجل ـ أن يوفقنا وإياكم لما فيه خيري الدنيا ، والآخرة .
وكتبه / أبو مالك عدنان بن عبده بن أحمد المقطري .
11/11/1439هـ .


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.