أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
96486 89571

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-05-2021, 12:52 PM
أبومالك المقطري أبومالك المقطري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: اليمن ـ تعز .
المشاركات: 213
افتراضي جواب أبي الحسن السليماني على مؤاخذات عبدالمالك رمضاني *(الجواب على المؤاخذة الخامسة)*

جواب أبي الحسن السليماني على مؤاخذات عبدالمالك رمضاني
*(الجواب على المؤاخذة الخامسة)*
#####################################
ملاحظة: الحواشي في أول تعليق، وعددها ثلاث حواشي
######################################
قال الشيخ عبدالمالك الرمضاني –حفظه الله-: "رأْيُ الشيخ المأربي في الخروج على حُكَّام المسلمين: قال بالحرف الواحد: (إذا كان الخروج على الحاكم المسلم الظالم الجائر سيؤدي إلى مفسدة أكبر من جَوْره؛ فالعقل يقضي أن لا تفعل) أي لا تخرج (وإذا كان يمكن خَلْعُه بمفسدة أقلَّ من ظُلْمِه؛ فيجب).
قال الشيخ الرمضاني –حفظه الله-: كلام المذيع: (لو وصَل أحد من السلفيين إلى سدَّة الحكم، والرجل كانت عنده أخطاء كثيرة، هل يَصِحُّ أننا نخرج عليه، ونَعْمَلُ ثورةً ثانية)؟
الشيخ أبوالحسن: "نقول: أَصْلا فكرةُ الخروج على الحاكم لها شروط عند العلماء: إذا كان الخروج على الحاكم المسلم الظالم الجائر سيؤدّي إلى مفسدةٍ أكبر من ظلمه وجَوْرِه؛ فالعقْل والنقل يقْضِيان بأن لا تفعل؛ لأن المفسدة ستكون أكبر، وإذا كان يمكن خَلْعُه بمفسدة أقلَّ من ظُلْمِه؛ فيجب".
كلام الشيخ الرمضاني –حفظه الله-: "من أين الوجوب ياشيخ؟ بأي دليل؟ وقد قال عبادة بن الصامت –رضي الله عنه-: بايعنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة في مَنْشَطِنا ومَكْرَهِنَا، وعُسْرِنا ويُسْرِنا، وأَثَرةٍ علينا، وأن لا نُنازِعَ" أي لا نثور، لا نخلع "وأن لا ننازع الأمْرَ أَهْلَهُ؛ إلا أن تَرَوْا كُفْرًا بواحًا، عندكم فيه من الله برهان" الحديث متفق عليه.
جعل شرطًا واحدًا: أن يكْفُر، ولا يكْفي أن يكْفر؛ أن يَبُوح بالكُفر؛ لأنك أنت قد تفهم الكفر، وليس بكافر، يجب أن يبوح الحاكم بكفْره، هنالك جاز الخروج عليه، وقد يقال: يقول الشيخ: يجب عند توفّر الأسباب وانتفاء الموانع، أي ترجيح المصلحة، لكن هذا الذي رجّحه أين هو من هذا الحديث"؟ ... ثم ذكر الشيخ الرمضاني أحاديث أخرى في عدم منابذتهم بالسيف ما صَلَّوْا، وعدم نزع اليد من الطاعة، وفي براءة من كَرِهَ وأَنْكَرَ، ولكن من رَضِيَ وتابَعَ، ثم قال: "أين محل هذه الأحاديث عند الشيخ"؟!
.
والجواب على هذه المؤاخذة من وجهين:
الأول: أنني قلتُ هذا حينذاك عملا بقول بعض العلماء، وقَيَّدْتُهُ في غير موضع بأن تقدير المصالح والمفاسد راجع إلى أهل العلم والحل والعقد، وليس كلأً مباحا لكل أحد، كما سيأتي ذِكْرُه، ولكني رأيتُ -بعد ذلك بفترة يسيرة- أن هذا القول يفتح على الناس –وإن قال به بعض العلماء- بابَ فتنةٍ وشرٍّ، فأعْلَنْتُ تراجعي عن هذا التفصيل، ورأيتُ إغلاقَ الباب بالكلية، وعدمَ فَتْحِهِ بأي صورة من الصور، حتى لا يجتهد فيه من يجتهد، فمرة يصيب وعشرات يخطئ، وأن هذا القول سيجعل دماء الناس وأَمْنَهم واستقرارَهُم منوطًا باجتهادات بشرية، وفي أكثر الحالات يتولى الأمْرَ غيرُ أهله، لاسيما في هذه الأيام التي تتلاعب فيها أيدي الصهيونية العالمية والماسونية بمصير الشعوب وأمنهم وثرواتهم؛ فأعلنْتُ تراجعي، وأفتيتُ بإغلاق الباب بالكلية، وذكرتُ المنع من ذلك قولا واحدا في مواطن كثيرة من دروسي ومجالسي والفتاوى المقروءة والمسموعة، وكلامي منشور في عدة مواقع، وهاكم نصّ بعض كلامي في ذلك، وهو منشور على الشبكة، ومنه أنقل السؤال والجواب:
سؤال الشيخ أحمد بن منصور العُدَيْني –حفظه الله-: (يتناقل بعضُ الإخوة لقاءً لكم في بعض القنوات الفضائية، تُجيزون فيه الخروج على الحاكم الظالم والفاسق إذا أُمِنَتْ الفتنة، أو قلَّت المفسدة، وأن هذا الحُكم منوطٌ بأهل الحل والعقد)؟
جواب الشيخ أبي الحَسَنْ: "أقول -بارك الله فيكم-: في بعض القنوات؛ مثل "قناة الرحمة" أو غيرها، حَصَلَ مني كلامٌ عندما كنتُ في مصر في زيارة في تلك الأيام، وقلتُ نحو هذا الشيء، قلتُ: إن من أهل العلم من يقول: إذا أُمِنَتْ الفتنة؛ فلا بأس بالخروج على الحاكم الظالم، إذا كان الخروج أَقَلَّ مفسدةً من ظُلْمِهِ ومن فِسْقِهِ وفُجُوره، ولكن هذا الأمر كما ظهر للقاصي والداني أن الذين يُقَدِّرون هذه الأشياء يجب أن يُقدِّرها أهلُ الحَلِّ والعَقْدِ، لا يُقَدِّرهَا أهلُ الفوضى، ولا أهلُ الثورات، ولا أهلُ الانقلابات، ولا الذين يرفعون أيديهم: يَسْقُط النظام، يَسْقُط النظام.. إلى غير ذلك، فهذه مسائل تولاها غير أهلها.
والفتوى إذا كانت سَتُسْتَغَلُّ وتُوضَع في غير مكانها؛ فيجب أن تُترك هذه الفتوى، إذا كان هناك من يستعملها في غير وجهها الصحيح؛ فكيف والذي ظهر لي أن هذا الأمر يجب أن نقول فيه بعموم ما قال السلف، ولا نستثني ولا نُقَيِّد ولا نَشْتَرِط هذه الشروطَ، وقد سبق أن ذكرتُ هذا في عدة مجالس بأن القول بعدم الخروج بعمومه دون استثناءٍ فيه، ودون تقييدٍ، ودون اشتراط، ودون مَثْنَوِيَّةٍ -كما يقول أهل العلم-: هو القول الصحيح، وهو القول الراجح الذي أَدِينُ اللهَ به وأَتَبَنَّاه، فإذا كان كلامي الأول يدلُّ على أن الأمر مقيدٌ بالمصلحة والمفسدة، ولا بأس بذلك إذا أُمنِت المفسدة؛ فأقولها -بكل وضوح- وأنا في بلد الله الحرام: أَرْجِعُ عن هذا القول، وأَتَبَنَّى عمومَ ما قال السلف، وأَدِينُ الله -سبحانه وتعالى- بالعمومات التي أَطْلَقَها السلفُ، وكلامُهم في ذلك هو العِصْمَةُ، وهو الأمانُ من هذه الأشياء التي يتدخل فيها غير أهلها، وغير من يُحسنون الحديث فيها، ونعوذ بالله من الفتن.
أرجو بهذا أن يكون الكلام قد اتضح، وأن يكون الكلام قد ظهر، ويُنقل هذا عني في المشارق والمغارب: بأني لا أقول بتقييد هذا الأمر بمجرد المصلحة والمفسدة، وأن هذا الأمر إذا أُمِنَتْ فيه المفسدة؛ فلا بأس بذلك؛ بل أقول بإطلاق السلف: لا يجوز الخروج على حاكمٍ ظالمٍ فاسقٍ فاجر، بل لا يجوز الخروج على كافرٍ؛ إذا كان الخروج سيؤدي إلى مفسدة أكبر، وهذا ما نُفتي به إخواننا الذين هم في أوروبا، والذين هم في البلاد غير المسلمة، ونقول لهم: لا يجوز لكم أن تَشْتَرِكُوا أو تُناصروا تنظيمات ضد حكامكم، الذين هم يهود، والذين هم نصارى؛ لأنكم لا تستطيعون أن تغيروا مِنْ شَرِّهم شيئًا، بل سيزيد شَرُّهُم، ثم بعد ذلك يؤول أمرُهُم وانتقامُهُم منكم أنتم، وبذلك تُضَيِّعون الدعوةَ، وتُضَيِّعُون الإنجازات التي حققتموها.
إذا كنا نقول: لا يجوز هذا مع الحاكم الكافر؛ فكيف بالحاكم المسلم؟
هذا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، الجمعة 20/ 12 /1439هـ..
.
واعلَمْ –أخي الكريم- أن الذي حَمَلَني على القول الأول كلامٌ لبعض العلماء المعروفين بالسنة -من حيث الإجمال، وإن كان في بعضهم شيء من الكلام- وها أنذا أذكر شيئًا من كلامهم؛ لأثْبت أنني ما اخترعْتُ هذا القول من عندي -وإن كان قد ظهر لي عدمُ القول به، والتحذير من الأخذ بهذا التفصيل- فمن هؤلاء:
(أ) ما ذكره الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في "فتح الباري" [(8 /13)]حيث قال: "ونَقَل ابن التِّين عن الداودي قال: الذي عليه العلماء في أمراء الجور: أنه إن قُدِرَ على خَلْعِهِ بغير فتنة ولا ظُلم؛ وَجَبَ، وإلا فالواجب الصبر" اهـ.
(ب) ما قاله الشيخ العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلِّمي اليماني –رحمه الله- في "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل" [(1 /94) ط/ المعارف] بعد أن ذكر فساد القول بالخروج على الحكام الظلمة، فقال –رحمه الله-: "هذا، والنصوصُ التي يحتج بها المانعون والمجيزون له -أي للخروج على الحاكم الظالم- معروفة، والمحقِّقُون يَجْمَعُون بين ذلك بأنه: إذا غَلَبَ على الظن أن ما ينشأ عن الخروج من المفاسد أخَفُّ جدًّا مما يغْلب على الظن أنه يَنْدَفِعُ به؛ جاز الخروج، وإلا فلا".
ثم قال: "وهذا النظر قد يختلف فيه المجتهدان، وأولاهما بالصواب: من اعتبر بالتاريخ، وكان كثير المخالطة للناس، والمباشَرة للحروب، والمعرفة بأحوال الثغور" اهـ.
ولابن بطال كلام فيه شيء من هذا، انظره في "فتح الباري" [(13 /11)] لابن حجر.
وللشيخ محمد رشيد رضا كلام فيه شيء من هذا، انظره في "تفسير المنار" [(1 /375)].
ومع أن هذا كلام بعض أهل العلم؛ فإن من اطلع على شيء من كلام العلماء هذا؛ فإنه يكفيه أن يستنكر القول بهذا على قائله من أهل العلم أو من قلّدهم، دون اتهام لقائله بأنه خارجي، أو أنه ليس من أهل السنة، فالداودي ترجمته تدل على عُلُوِّ كعبه في الفقه المالكي، وقد مدحه غير واحد، وهو ناقل لهذا القول عمن وصفهم بالعلماء، والمـُعَلِّمي من كبار المدافعين عن السنة في هذا العصر، ونسب هذا التفصيل إلى المحققين.
وبعد هذا كله؛ فإني أؤكد ما سبق من تراجعي عملاً بقول السلف المطلق دون قيد أو شرط أو تفصيل، ولمخالفته الأحاديث النبوية التي تأمر بالصبر، وهو ما صرح به عدد من كبار علمائنا، كالشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في مقطع صوتي، وما قاله شيخنا صالح اللحيدان -رزقنا الله وإياه حُسْن الخاتمة- وقد سئل: (أحْسَن الله إليكم، هذا سائل من مصر يقول: أحْسَن الله إليكم شيخنا: هل الخروج على ولاة الأمور مُحَرَّم لذاته، أم لأجل ما يترتب عليه من مفاسد عظيمة)؟
الجواب: "هو مُحَرَّم لذاته وللمفاسد، ولا تجد شيئًا حَرَّمه الله ورسوله إلا وأن التحريم لمصلحة البشر" اهـ.
قلت: وهذا ما نصَحْتُ به أهل السودان عند خروجهم في الثورة التي قاموا بها [وذلك في شهر ربيع الآخر/1440هـ، الموافق: 26/12/ 2018م؛ وذلك في النصيحة المسماة " النصيحة والتبيان لأهل السودان" وهي منشورة على موقعي على الإنترنت]، بل نصحتُ قبلهم أهلَ اليمن بذلك عندما قاموا بثورتهم، وذكرتُ في نصيحتي لأهل السودان أنني نصحتُ بذلك أهلَ اليمن من نحو ثمان أو سبع أو ست سنوات، ولم يَقْبَلُوا النصيحة؛ فصارُوا إلى ما صارُوا إليه -ولازلنا حتى اليوم في شؤم تلك الثورة- فاعتبروا يا أهل السودان بغيركم، قبل أن تكونوا عبرة لغيركم!!!
وهذا كله يدل على تراجُعي المبكِّر عن هذا القول، وقبل أن يُوَجَّه لي سؤال عن ذلك في مكة المكرمة -حرسها الله وجميع بلاد المسلمين- من أخينا الشيخ أحمد بن منصور العُدَيْني اليماني –بلّغه الله أطْيَبَ الأماني- وكل هذا للرد على ما يدعيه أخونا الرمضاني: أنني ما تراجعتُ إلا بعد أن ضُيِّق عليّ في السعودية، وسيأتي الجواب عن ذلك قريبًا مفصَّلا في الوجه الثاني -إن شاء الله تعالى-.
الوجه الثاني: كدْتُ ألْتمسُ للشيخ الرمضاني العذْرَ فيما قال في هذه المؤاخذة؛ لأنه لم يعرفني معرفة كافية -كما صرح بذلك في المؤاخذة الأولى- ولم يَعْرِفْ ما قُلْتُهُ لاحقًا؛ لكنِّي فوجئتُ بأنه اطلع على هذا التراجع منِّي، والأدْهى والأمرّ أنه شكّك في صِدْق تراجعي عن هذا القول!! ومن العجب أن الرجل يُقِرُّ أنه لا يعرفني معرفة كافية، ثم ها هو يخوض في أمر غيبي، ويذكر شيئًا من أعمال القلوب التي لا يطَّلِع عليها إلا الله –جل شأنه- فيا سبحان الله!! أنت ياعبدالمالك لا تعرفني ظاهرًا معرفة كافية، وأما سرّي وخبيئتي وعَمَلُ قلبي فأنت بذلك عليم خبير؟! ألا يخشى المرء من لقاء ربه، ومن ظلم غيره بسبب خوضه في أمر غيبيّ؟ ومعلوم أن المرء قد يكون له معرفة كثيرة بظاهر الرجل، أما باطنه فلا يَعْلَم عنه شيئًا، والشيخ الرمضاني –حفظه الله- انعكست عليه المسألة، وليس ذلك بغريب على حال من ابْتُلِيَ بالغلُو والإسراف!!
ألسْنا مأمورين بالعمل بالظاهر، والله يتولى السرائر؟ أليس قد قال أسامة بن زيد –رضي الله عنهما- في الرجل الذي قَتَلَ من المسلمين ما قَتَلَ، وكلما مال على طائفة من المسلمين؛ أَثْخَنَ فيهم القتل، فلما علاه أسامة بالسيف؛ قال: "أشهد أن لا إله إلا الله"، والشبهة في حقه قوية جدا في نظر أسامة –رضي الله عنه-؛ لأن ما جرى من الرجل يجعل أسامة –رضي الله عنه- يشك في صدقه، وعندما قتله أسامة، وأخبر النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بذلك؛ أنكر على أسامة أشد الإنكار إهماله للظاهر وإعماله بما يتعلق بالسرائر، فقال: "أقتلته ياأسامة، بعدما قال: لا إله إلا الله؟ فقال أسامة: يارسول الله، ما قالها إلا تعوّذا، أو خشية السيف!!! فقال –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: "هلا شققْت عن قلبه؛ لتعلم أقالها تعوذا أم لا؟" فأدرك أسامة خطأه؛ فقال: استغفر لي يارسول الله، فقال: "كيف أنت بلا إله إلا الله غدا"؟
فهلّا شققت عن قلبي يارمضاني؛ لتعلم: هل صدقْتُ في تراجعي، أم تراجعتُ خشية سخط من ضيَّق عليَّ؟! ألا تستحيي من إغراقك في الغيبيات، مع دعواك: أنك لا تعرفني معرفة كافية؟! أليس هذا المشرب المدخلي، الذي تزعم أنك لا ترتضيه؟! وتسميه بـ"المنهج الخبيث"؟! حتى لبّسْت على كثير ممن نفر من الغلو والغلاة، فلازال يظن أنك لسْت منهم؟! لكن الهوى غلّاب!!!
ومَهْمَا تَكُنْ عند امرئ مِنْ خَليقَةٍ وإن خالها تَخْفَى على الناس تُعْلَم!!
وعلى كل حال: فهذا نصُّ كلامه الجائر الظالم: "ولا ينفع الشيخَ المأربيَّ أن يقول لما يُضَايَق في السعودية، لما أتى السعودية، وضايقوه، وعَرَضُوا عليه قوله هذا؛ قال: أنا على طريقة السلف، أنا مع السلف في تَرْك الخروج ... إلى آخره".
ثم قال: "هل تقول هذا ديانةً وعقيدةً، أو تقوله عند المضايقة، وعند وجود ثورات تشارك كثيرا ممن يقولون: أنا ضد الثورة، أنا ضد الخروج على الحاكم المسلم، لكن إذا قامت ثورة؛ كان معها، كثير يعني الشيخ محمد حسّان والشيخ وحيد بالي وفلان وفلان كلهم -مع الأسف الشديد- هذا رَأْيُهُ في الخروج، إذًا عنده تأصيل فاسد، تأصيل الخروج، لا ينفعه أن يكون قد قال به بعض المتأخرين من الفقهاء، العبرة بما كان عليه سلف الأمة".
وأنا أسأل الشيخ الرمضاني –حفظه الله-: من هذا الذي ضايقني أو ضيّق عليّ في السعودية حتى أرْضَيْتُه بهذا التراجع؟ هل يمكنك أن تُسمّي لي شخصًا واحدًا ضيّق عليّ في ذلك؟ فإن عجزْت؛ فلماذا تخوض فيما ليس لك به علم، والله –جل وعلا- يقول: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولً﴾ والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: "من حُسْن إسلام المرء تَرْكُهُ ما لا يَعْنيه"[1] ثم ما هو الفرق بينك -أيها الشيخ الكريم- وبين فرقة الشيخ ربيع المدخلي في الرجم بالغيب، وأنت تصفهم بالغلاة في التجريح، وأنهم أصحاب المنهج الخبيث، حسب ما أخبرني به من يعرفك أكثر مني، وكما هو في مؤاخذاتك –فيما أذكر الآن- وهل يبرؤك من الغلو في التجريح كونُك تقول فيهم: "الغلاة في التجريح" وأنت تفعل فِعْلَهم، وتمشي على منوالهم؟!﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾!!
ثم لو سلمنا أن أحدًا ضيَّق عليّ حتى أعلنْتُ تراجعي، فما الذي أدراك أنني لم أفعل ذلك ديانة وعقيدة؟ فقد يَدْخُل الإنسان في الإسلام مُكْرَهًا، ثم يحْسُن إسلامه بعد ذلك، وفي الحديث: "يدخل الناس الجنة بالسلاسل"[2].
ثم ما الذي أدراك ياعبدالمالك أنني من الممكن إذا قامت ثورة بعد تراجعي أنني أشارك فيها؟ فقد قامت ثورة في السودان، ومن قبلها الثورة في اليمن، ونَصَحْتُ أهْلَ اليمن حينها، وكان ذلك قبل ما كتبتُ لأهل السودان بما يقرب من ثماني سنوات، ورسالتي إلى أهل السودان منشورة منذ سنوات، أُحَذِّرُهم فيها من ذلك، وعندنا في اليمن قامت ثورة، وكان موقفي منها واضحًا، وأُوذيتُ بسبب هذا الموقف من الغلاة في الحزبية!! وبعد هذا كله تقول: إذا جاء أهل الثورات؛ كان معهم، وإذا ضُيِّق عليه؛ قال: أنا مع ما يقوله السلف؟! وأنه يفعل هذا لا عن ديانة وعقيدة؟! هكذا، وبهذه الجرأة يا عبدالمالك؟! غفر الله لنا ولك!!!
ألا ترى يا عبدالمالك، أنك قد ارْتَقَيْتَ مُرْتَقًى صَعْبًا، وحَمّلْت نفسك ما لا طاقة لك به؟! ومع هذا كله، فأنا أَحْمِلُك على الحسنى، وأقول: الرجل لا يعرفني، ولا يعرف مواقفي، وكتبي ورسائلي ودروسي ومحاضراتي المنشورة، وطلابي ومنهجهم في هذا المقام، وأنا إن لم أكن أكثر من يتكلم في اليمن في تقرير هذا الباب من منهج السلف، والذب عنه ودحض شبهات أفراخ الخوارج، فلا أقل من كون موقفي ظاهرا جليًّا في هذا الشأن، ومن هم على شاكلتك من الغلاة يعرفون ذلك، لكن يجحدونه، وأخشى أن تكون أنت -أيضًا- على شاكلتهم في الجحود والإنكار، وسلكْت أنت مسلكا آخر: وهو أن تُصِمَّ أذنك، وتُعْمي عينك عن سماع وقراءة ما قمتُ به، مكتفيًا بذاك اللقاء، ويا ليتك أحسنْت فهم ما جاء في ذاك اللقاء، ولم تسْطُ عليه ببترك الكلام عن سياقه ولحاقه، وبالتقديم والتأخير في عباراته، بما يخرجه عن معناه!!! لكن من كان كذلك؛ فلن يضر إلا نفسه، وفي باقي الأيام لمن طال عمره برهان ذلك، والله المستعان!!
وبسبب موقفي في التصدّي لدعاة الثورات اتُّهِمتُ في اليمن بأقذع العبارات –كغيري من الدعاة السلفيين الواضحين في دعوتهم- فلقد اتَّهمني الحماسيون بأن معاشي أو راتبي يأتيني من "الموساد الإسرائيلي"، وأنني مُرْسَلٌ إلى اليمن لتفريق صفوفه لصالح اليهود والصهيونية والماسونية، وغير ذلك، ولم يقتصر الظلم الموجَّه إليّ على هؤلاء الحماسيين، فأدلى غلاة التجريح -ومن هم يقولون بكلامك في هذه المؤاخذات- بدلاء الشر والفتنة، ولكن الله كَسَر شوكتهم، وحقَّق خَيْبَتَهُم، وكَشَف سَوْأَتَهم، وها أنت جئْتَ -راكضًا- لتلْحَق بركب السوء والفتنة، وتخبز من عجينتهم، لكني لا زلْتُ أُحْسِن بك الظن، ولا أُنزلَكَ منزلتهم -وإن كنتَ على شفا جُرفٍ هارٍ من التعمق في مَسْلَك الغلوِّ والغلاة!! ويُخْشَى عليك أن ينهار بك في أُتون الغلو المستعر!!- وكثيرا ما أقول: الرجل لا يعرفني، وليستْ معرفتي واجبةً عليه ولا على غيره!!! لكن الواجب عليك يا عبدالمالك، أن لا تتكلم فيمن لا تعرفه، نعم، لك أن تَرُدَّ على كلامه إذا كنتَ تراه مخالفا للشرع، وتقيم الدليل على قولك، دون بَتْر وتحريف لكلامه، أو تحريف لعباراته، أو تقديم وتأخير ما نطق به، أما أن تخوض في نيته وضميره؛ فإنك ستُحَمِّل نفسك ما لا طاقة لك به في الدنيا والآخرة!!
ولو كان من حولك من الغلاة يعرفون الإنصاف، وقرأوا كلامي هذا، وعلموا أنني أتلطف في الإنكار عليك، وأبالغ في إنصافك من نفسي؛ لنصحوك بإعلام تراجعك عن ظلمك وافترائك؛ لكن الطيور على أشكالها تقع!!!
وأخيرًا في هذا الموضع: فمما أحمد الله عليه أنني ما جاملْتُ أحدًا فيما أعتقده، ولو جاملْتُ أحدا؛ لجاملتُ شيخَكَ وإمامَكَ وأستاذك المبجَّلَ عندك في الغلو والإسراف، الشيخَ ربيعا المدخلي -وإن تشبَّعْتَ بعد ذلك بمخالفتك له ولأفراخ الغلاة- الذين سلّطوا لسانهم على كثير من الناس -وبعضُهم أفضل مني بمفاوز- وتركوا الرد عليه خشية فُحْش لسانه، وكذا من معه من الزبانية الغلاة في عواصم العالم ومُدُنِهِ، وقد وجدنا الأذى الشديد في تلك الحلبة التي وصفْتَها في أُولى مؤاخذاتك بأنها استمرت سنينا، وشَغَلت المجالسَ حتى في خطبة عرفة في المخيمات، وجدنا فيها أصناف الأذى، فهل هناك مضايقة أشد من ذلك؟ وهل لانَتْ لي قناةٌ أمام هذه الهجمة الهمجية الشرسة؟ أم أنني قَبِلْتُ ما كان في كلامهم من حق، ونَسَفْتُ ما عندهم من قواعدهم الباطلة وأحكامهم العاطلة؟ حتى قال الشيخ ربيع نفسه: "ما رأيتُ أشرس من هذا الرجل"!! أردُّ عليه بكلمة؛ فيؤلِّف في الرد عليّ كتابا، هذا مع أنني عاملته وحزبه بالفضل لا بالعدل فقط في أكثر المواضع، وكان عندنا من كبار الدعاة من يقول لي: والله إني لأَعْلَمُ أنك على الحق، لكني لا أستطيع أن أَنْصُرَك؛ لأنني لا أستطيع مواجهة الشيخ ربيع، فكنتُ أقول له: لا أَطْلُبُ منك أن تنصرني بكلمة واحدة، لكن يلزمك إذا لم تقُلْ الحق؛ فلا تَقُلْ الباطل!!
فهل بعد هذا كله تقول يا عبدالمالك: "لما ضايقوه في السعودية؛ قال: أنا مع السلف في تَرْك الخروج"!! وتقول: "هل تقول هذا ديانة وعقيدة، أو تقوله عند المضايقة؟" حقًّا إنك لجريء متهور، بل تفتري عليّ ما لا يحل لك!! وأما كونك لا تعرفني معرفة كافية؛ فأكثر الخلق لا يعرف بعضُهم بعضًا معرفةً كافية، وغالبُ معرفة الناس ببعضهم إنما هي حسب الظاهر، والله يتولى السرائر، ومن اضطُّرَّ إلى صُحْبَة شخص؛ احتاج إلى معرفة العدالة الباطنة، ولم يَكْتَفِ بالعدالة الظاهرة، كما في أثر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-[3].
.
(انتهى الجواب عن المؤاخذة الخامسة، ويليه -إن شاء الله- الجواب عن المؤاخذة السادسة)
كتبه/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
مدير دار الحديث بمأرب
ورئيس رابطة أهل الحديث باليمن
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-05-2021, 07:17 PM
بن قريب بن قريب غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 750
افتراضي

جزاك الله خيرا على ما وضحته وبينته وعلى تواضعك رجوعا الحق وصدعا به قولا واعتقادا وتراجعا فقد افدتنا واجدت
فهل الشيخ عبد المالك ان يمسك قلمه ولسانه على اخوانه وعلى من ظلمهم ....
__________________
ما أَحْسَنَ ما قالَ بَعضُ السّلَف‏:‏(ما أَمَرَ اللهُ بِأَمْرٍ إلّا اعْتَرَضَ الشيطانُ فيه بِأَمْرَينِ لا يُبَالِي بِأَيِّهِما ظَفر؛ غُلُوٌّ أوْ تَقْصِير‏).............
(مجموع الفتاوى 14/479-483).
مستفاد.

إذا عقد القضاء عليك عقداً
فليس يحله غير القضاء
فمالك قد أقمت بدار ذل
ودار العز واسعة الفضاء !
قال الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي حفظه الله
إن الثَّباتَ في الرِّجال عَزَّا
ويَغنمُ الرِّجالُ منه العِزَّا
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:38 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.