أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
51696 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الرد على أهل الأهواء و الشيعة الشنعاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-19-2018, 02:36 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي الفرق بين الخطأ والمخطئ وأقوال المالكية في احترام الصحابة وترك ما يسيء إليهم= الشيخ ا

الفرق بين الخطأ والمخطئ
وأقوال المالكية في احترام الصحابة
وترك ما يسيء إليهم

الشيخ احمد الشحي
http://www.ahmadalshehi.net/?p=426


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فإنَّ مما أجمع عليه العلماء حفظ مكانة الصحابة رضي الله عنهم ، وذكرهم بالجميل ، وترك التعرض لهم بسوء ، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة ، مع الإيمان بأنهم غير معصومين ، فقد يصدر من أحدهم خطأ ، فيعالجه النبي صلى الله عليه وسلم أحسن علاج ، ونحن الذين جئنا من بعدهم أُمرنا بالتأدُّب معهم ، وعدم تناول الصحابة رضي الله عنهم إلا بأحسن العبارات .

قال الله تعالى : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } .

ومن أسباب الخلل الذي قد يقع للبعض هنا : عدم التفريق بين ( الخطأ ) و ( المخطئ ) ، فالخطأ مردود من أي أحد كان ، فكلٌّ يؤخذ من قوله ويُترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما المخطئون فأحوالهم تختلف ، فلا يلزم من وجود الخطأ ذم المخطئ أو تأثيمه أو نسبة ما لا يليق إليه ، سيما إذا كان من الصحابة رضي الله عنهم ، الذين أمُرنا بالتأدُّب معهم .

وأهل السنة والجماعة وسط في موقفهم من الصحابة رضي الله عنهم بين الغلاة والجفاة :
– فهم لا يعتقدون عصمة أحد من الصحابة رضي الله عنهم ، فالصحابة على جلالة قدرهم بشر غير معصومين ، فيجوز أن يقع منهم ذنوب ، والله تعالى يغفر لهم ، إما بالتوبة ، وإما بحسنات ماحية ، أو بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم الذين هم أحق الناس بشفاعته ، أو بغير ذلك من أسباب المغفرة ،

قال الله تعالى : { ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون } ، وقد يصدر منهم اجتهادات ، فبعضهم يصيب ، وبعضهم يخطئ ، فللمصيب منهم أجران ، وللمخطئ أجر واحد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر » متفق عليه .

– وهم لا ينتقصون من قدر الصحابة رضي الله عنهم ، بل يعطونهم حقوقهم التي أمر الله بها ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فهم خير القرون بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم كلهم عدول بإجماع العلماء ، فيتأدبون معهم غاية التأدب ، ويحسنون الظن بهم ، كيف لا وقد قال الله تعالى : { لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا } [ النور : 12 ] ، أي : بأمثالهم من المؤمنين ، والصحابة رضي الله عنهم أولى بذلك ، ولا يتقصدون البحث عن أخطائهم ، وإبرازها ، فإن ذلك ليس من هدي أئمة الدين ، ويسدون أبواب الذرائع التي تؤدي للقدح فيهم ، والانتقاص منهم ، ولا يطلقون العبارات التي تفتح باب الجرأة عليهم ، ويراعون أحوال السامعين ، وتباين فهومهم ، فرُبَّ كلمة لا يضبطها المتكلم تجر بعض السامعين إلى سوء الفهم والانتقاص من قدر الصحابة رضي الله عنهم .
قال ابن حجر العسقلاني : ” كان تعظيم الصحابة – ولو كان اجتماعهم به صلى اللَّه عليه وسلم قليلاً – مُقرَّرًا عند الخلفاء الراشدين وغيرهم ، وكانوا يعتقدون أنّ شأن الصحبة لا يعدله شيء ” [ الإصابة 1 / 164 مختصرا ] .

فلا يدخل في ردِّ خطأ صدر من صحابي رضي الله عنه إطلاق عبارات تسيء إلى شخصه أو يُفهم منها ذلك ، كأن يُقال عن الثلاثة الرهط الذين جاءوا إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم :
– ” هم أول من تشدد في الدين ” .
– ” أراد أن يبتكر رهبانية يبتدعها كما فعل النصارى ” .
– ” أراد أن يسبق النبي صلى الله عليه وسلم ” .

فإطلاق هذه العبارات في حق هؤلاء الرهط ( قيل هم علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعثمان بن مظعون رضي الله عنهم وقيل غير ذلك ) يتنافى مع التأدب مع الصحابة رضي الله عنهم ، وفيه خلط بين ( الخطأ ) و ( المخطئ ) ، فإن هذه العبارات تتناول
أشخاصهم ، كما أن في بعضها شناعة كبيرة ، كاتهام الصحابي بأنه أراد أن يبتكر رهبانية ويبتدع كما فعل النصارى ، وحاشا الصحابي أن يريد ذلك .

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « دعوا لي أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد – أو مثل الجبال – ذهبا ما بلغتم أعمالهم » أخرجه أحمد .
وقال صلى الله عليه وسلم : « احفظوني في أصحابي » أخرجه ابن ماجه ، أي : راعوني في حقوق صحبتهم لي ، وارقبوني فيهم ، واقدروهم حق قدرهم ، وكفوا ألسنتكم عن غمطهم أو الوقيعة فيهم ، فإن الصحبة لا تعدل بها فضيلة [ فيض القدير 1 / 197 وشرح ابن ماجه للسيوطي وغيره ص 171 ]

ولو فُتح هذا الباب لفُتح باب شر عظيم .
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما أطال بعض الصحابة رضي الله عنهم في الصلاة : « إن منكم منفرين » ، فهل نقول : إنَّ أول من نفَّر الناس من الدين هم الصحابة ؟!!
وقال صلى الله عليه وسلم : « يا أسامة ، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله » ، فهل نقول : إنَّ أول من تجرأ على الدماء هم الصحابة رضي الله عنهم ؟!!
ووقع بعض الصحابة رضي الله عنهم في الزنا ، فهل نقول : إن أول من زنا هم الصحابة رضي الله عنهم ؟!!

وإذا نظرت في عواقب هذا المنهج الأعوج في التعامل مع الصحابة رضي الله عنه لعلمت علم اليقين أنه باب شر عظيم ، يفتح باب الطعن فيهم ، وانتقاصهم ، والقدح فيهم ، وهو يجر إلى تفسيقهم وتبديعهم وتكفيرهم ، وكل ذلك مخالف لأوامر الكتاب والسنة وإجماع الأمة في صيانة حقوق الصحابة ، وترك التعرض لهم ، وعدم ذكرهم إلا بالجميل ، والإمساك عن كل ما يفتح باب القدح فيهم .

وقد أدى الخلط بين ( الخطأ ) و ( المخطئ ) بكثير من الناس عبر التاريخ إلى الوقوع في مزالق التكفير والتطرف والإرهاب ، فأثَّموا كل من وقع في خطأ ، وفسَّقوا كلَّ من وقع في فسق ، وكفَّروا كلَّ من وقع في كفر ، ولم يراعوا ضوابط أهل العلم في هذا الباب .

ونورد هنا بعض أقوال علماء المالكية في حفظ مكانة الصحابة رضي الله عنهم ، وإحسان الظن بهم ، والتماس أفضل الأعذار لهم ، وعدم ذكرهم إلا بالجميل ، وترك أي عبارة تسيء إليهم ، وسد ذرائع التنقص منهم .

قال العلامة ابن أبي زيد القيرواني المالكي ( ت : 386 هـ ) : ” لا يُذكر أحد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بأحسن ذكر ، والإمساك عما شجر بينهم ، وأنهم أحق الناس أن يُلتمس لهم أحسن المخارج ، ويُظن بهم أحسن المذاهب ” [ متن الرسالة ص 9 ] .

وقال ابن أبي زمنين المالكي ( ت : 399 هـ) : ” ومن قول أهل السنة أن يعتقد المرء المحبة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن ينشر محاسنهم وفضائلهم ، ويمسك عن الخوض فيما دار بينهم ، وقد أثنى الله عز وجل في غير موضع من كتابه ثناء أوجب التشريف إليهم بمحبتهم والدعاء لهم ” [ أصول السنة ص 263 ] .

وقال القاضي أبو بكر الباقلاني المالكي( ت : 403 هـ ) : ” ويجب أن يعلم أنَّ خير الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويجب الكف عن ذكر ما شجر بينهم ، والسكوت عنه ” [ الإنصاف ص 181 مختصرا ] .

وقال القاضي عياض المالكي ( ت : 544 هـ ) : ” ومن توقيره وبره صلى الله عليه وسلم توقير أصحابه وبرهم ، ومعرفة حقهم ، والاقتداء بهم ، وحسن الثناء عليهم ، والاستغفار لهم ، والإمساك عما شجر بينهم ، وأن يُلتمس لهم أحسن التأويلات ، ويُخرج لهم أصوب المخارج ، ولا يُذكر أحد منهم بسوء ، بل تذكر حسناتهم وفضائلهم وحميد سيرهم ، ويُسكت عما وراء ذلك ” [ الشفا 1 / 52 و 53 مختصرا ] .

وقال أبو عبد الله القرطبي المالكي ( ت : 671 هـ ) : ” لا يجوز أن يُنسب إلى أحد من الصحابة خطأ مقطوع به ، إذ كانوا كلهم اجتهدوا فيما فعلوه وأرادوا الله عز وجل ، وهم كلهم لنا أئمة ، وقد تعبدنا بالكف عما شجر بينهم ، وألا نذكرهم إلا بأحسن الذكر ، لحرمة الصحبة ، ولنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن سبهم ، وأن الله غفر لهم ، وأخبر بالرضا عنهم ” [ تفسير القرطبي 16 / 321 ] .

وقال ابن جزي المالكي ( ت : 741 هـ ) : ” أما ما شجر بين علي ومعاوية ومن كان مع كل منهما من الصحابة فالأولى الإمساك عن ذكره ، وأن يُذكروا بأحسن الذكر ، ويُلتمس لهم أحسن التأويل ، فإن الأمر كان في محل الإجتهاد ، وينبغي توقيرهم وتوقير سائر الصحابة ومحبتهم لما ورد في القرآن من الثناء عليهم ولصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ” [ القوانين الفقهية ص 16 مختصرا ]

وقال الشيخ زروق المالكي ( ت : 899 هـ ) : ” يجب تعظيم الصحابة ، وتوقيرهم ، والكف عن القدح فيهم ؛ لأن الله تعالى قد عظمهم ، فالواجب ذكرهم بكل جميل ، والإمساك عن كل ما يؤدي لخلافه ” [ شرح زروق على الرسالة 1/ 85 مختصرا ] .

وقال محمد مخلوف المالكي ( ت : 1360 هـ ) : ” مذهب أهل السنة السكوت عما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم ، وتأويله ، وحمله على أحسن المحامل ، تحسيناً للظن ، بهم لأن الله تعالى أثنى عليهم ، وشهد لهم بالصدق ، وأخبر بأنه رضي عنهم ورضوا عنه ، وكذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ، وزد على ذلك ما سبق لهم من الفضل على المسلمين ما يوجب على كل فرد من أفراد المسلمين عنده ذرة من العقل وقليل من الإنصاف أن يقدرهم قدرهم ، ولا يبخسهم من الثناء حقهم ، ويعترف على ملأ الشعوب بفضل كل فريق منهم ، إعلاء لشأنهم ، وتنويهاً بجميل عملهم ، وجميل صحبتهم ، وسداً لذرائع القدح فيهم ممن يحاول احتقار أعمالهم ، واستصغار أقدارهم ” [ شجرة النور الزكية 2 / 86 و 87 مختصرا ] .

وقال ابن عاشور المالكي ( ت : 1393 هـ ) : ” أوصى أئمة سلفنا الصالح أن لا يُذكر أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بأحسن ذكر ، وبالإمساك عما شجر بينهم ، وأنهم أحق الناس بأن يُلتمس لهم أحسن المخارج فيما جرى بين بعضهم ، ويُظن بهم أحسن المذاهب ” [ التحرير والتنوير 24 / 11 ] .

هذه بعض أقوال علماء المالكية في حفظ مكانة الصحابة ، وتوقيرهم ، والإمساك عن أي عبارة تسيء إليهم ، أو تفتح باب الانتقاص منهم ، والتماس أفضل المخارج إليهم ، وإحسان الظن بهم ، وذكرهم بكل جميل ، وترك كل ما يؤدي إلى خلاف ذلك .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
.
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.