أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
56590 85137

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-30-2014, 01:17 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي الفوائد البازية من حادثة الطائرة الماليزية- الشيخ / أحمد بن مسفر العتيبي

الفوائد البازية من حادثة الطائرة الماليزية
قبل أيام قليلة شُغل العالم عربه وعجمه بالطائرة الماليزية التي أقلعت من كوالالمبور إلى إحدى مدن الصين ، وفي غمضة عين أضحت أثراً بعد عين .
وهناك خمس وعشرون دولة تقوم الآن بالبحث عن الطائرة المفقودة بدون جدوى ، مع أن الصين لوحدها استعانت بعشرة أقمار صناعية للبحث ! .
وعند تقييِّد هذه الفوائد تذكرتُ طائر الباز المعروف بِحدَّة البصر حين بحثه عن طعامه وفريسته فاستعرته ليكون عنوانًا لهذه الفرائد ، والطائرة والطائر يتحدَّان في الوسيلة ويختلفان في الغاية ، والله تعالى يقول : ” كلُّ يجري لأجلٍ مسمى ” ( فاطر: 13 ) . والحوادث والوقائع بمرارتها وقساوتها على الطبيعة الآدمية في طياتها الكثير من الدروس والحكم والفوائد لمن تأملها .
ومن أعظم فوائد هذه الحادثة أن خلق الطائرة ضئيل بالمقارنة مع غيرها من المخلوقات كما قال سبحانه : ” لخلق السمواتِ والأرض أكبرُ من خلقِ الناس ” ( غافر: 57 ) . وقد تقرر عند الأصوليين أن تحقيق المناط هو تعليق الحكم على معنىً كلي ، فلا يجوز شرعا ً الاشتغال بالقياس الدنيوي وإهمال الأسباب القدرية لهذه الحادثة .
ومن تدبر الدقائق القرآنية يلحظ أن الله تعالى قصَّ علينا خبر ناقة صالح وعصا موسى وبقرة قومه وبئر يوسف – عليهم السلام – وغيرها من الدقائق التي لا يتفطَّن لها سوى القليل من الناس لخفائها ، وربطها بالأسباب الشرعية، وقد قال سبحانه : ” وإنكم لتمرُّون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون ” ( الصافات : 138 ) .
وفي السنة النبوية حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تنبيه الأمة إلى الإفادة من الحوادث والوقائع الحاضرة والماضية والاستعداد للأمور الغيبية القريبة . فقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطب من بعد صلاة الفجر إلى صلاة المغرب في أصحابه فأخبرهم بما كان وبما هو كائن ، وكان أعلمهم أحفظهم . أخرجه مسلم .
فهذا الحديث فيه دلالة نبوية على أهمية دراسة الوقائع والنوازل والأحداث والإفادة من مسائلها .
وبحسب تقارير الاتحاد الدولي للنقل الجوي، والمنظمة الدولية للطيران المدني فإن أسباب حوادث الطيران تختلف وفقاً لأسباب بشرية مثل تصرف خاطئ من قبل أحد أفراد طاقم الطائرة ، أو الفنيين الأرضيين، وأخطاء الرقابة الجوية، أو أسباب قدرية مثل سوء الأحوال الجوية المفاجئة .
أما الأسباب الفنية فتتمثل في حدوث خلل في أنظمة الصيانة، أعطال مفاجئة، وأسباب تصنيعية، ثم يأتي احتمال تعرض الطائرة لعمل عدواني كأحد أهم الأسباب المتخوَّف منها في ظل الأحداث السياسية المتوترة التي يشهدها العالم . وقد تقرر عند الأصوليين وجوب إلحاق النظير بنظيره .
من الفوائد الفقهية في هذه الحادثة أن التحليق في السماء مظنة السلامة والهلاك معاً ، وقد هلك فيه كثير من الملوك والرؤساء والعلماء والخبراء على اختلاف رتبهم .
وإذا كان الجمهور من الفقهاء لم يوحبوا الوصية لعينها ، لكن الواجب – في مثل هذه الحادثة – الإستعداد للخروج من الحقوق الواجبة للغير ويخاف الإنسان فواتها برحيله فجأة . وفي الرحلات الجوية يتعيَّن هذا الأمر لتحقق الخطر على المسلم ولإستبراء دينه وماله .
وقد تقرَّر عند الفقهاء أن البحر إذا كان هائجاً حال الركوب، أو غلب على ظنِّ أهل الخبرة هيجانه أثناء الإبحار، فإنه يحرم ركوبه لما فيه من التغرير بالنفس ، لقوله صلى الله عليه وسلم : “من بات فوق إجَّار أو فوق بيت ليس حوله شيء يردُّ رجله فقد برئت منه الذمة، ومن ركب البحر بعدما يرتج فقد برئت منه الذمة” رواه أحمد مرفوعاً وموقوفاً وكلاهما رجاله رجال الصحيح.
والإجَّار هو: السطح الذي ليس حواليه ما يرد الساقط عنه.
وكذلك إذا كان المركب غير صالح لكون ذلك تغريراً بالنفس، وإلقاء بها إلى التهلكة، وقد قال الله تعالى: ” ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة” ( البقرة : 195) .
ومن الفوائد الفقهية في هذه الحادثة أن خطف الطائرات وترويع من فيها ضرب من ضروب الحِرابة ، وهو قطع لطريق الناس في السماء ووسيلة لإزهاق أنفس معصومة أو محترمة .
ومن الفوائد أيضا ً أن الضغوط النفسية مع قلة الإيمان وحسن الظن بالله تعالى سببٌ من أسباب الانتحار وإزهاق الروح ، وهو محرم بنصوص الوحيين .
ومن الفوائد أيضاً أن من مَلك أرضاً فإنه يملك أسفلها إلى منتهى الأرض ولكنه لا يملك أعلاها فوقه .
ومن الفوائد أيضاً أن نتائج التحقيق في هذه الحادثة الغامضة إن كان فيها ما يضر بالمسلمين والدولة المالكة للطائرة ، فيندب الاحتيال بالحكمة للتخلص من الأذى بدون تفويت حقِّ لأحد . والقاعدة الأصولية نصَّت على أنه لا فرق في حصول الإثم في التحيل على الفعل المحرم بين الفعل الموضوع له والفعل الموضوع لغيره إذا جُعل ذريعة له .
ومن الفوائد أيضاً أن هيئات الطيران مؤتمنة على أرواح الناس ويجب عليهم عزل أو حرمان قادة الطائرات من السفر إذا ثبت ما يُخل بصحتهم أو شرف مهنتهم . وقد قال الحافظ ابن حجر ( ت: 852هـ )رحمه الله تعالى : ” يجوز عزل الإمام بعض عماله إذا شُكي إليه وإن لم يثبت عليه شي إذا اقتضت ذلك المصلحة ” .
ومن الفوائد أيضاً أن سِّرب الطيور في السماء – مع ضعفها وضآلتها- قد تكون سبباً في تلف الطائرات وإعطابها .
ومن الفوائد أيضاً جواز الدعاء على من يُخشى في بقائه فتنة ، وقد يكون هذا من أسباب هذه الحادثة .
ومن الفوائد أيضاً أن الموت الجماعي في الحوادث العامة قد يكون لحكمة لا تتبيَّن للناس لقصر عقولهم عن إدراكها ، فالله تعالى كل شي عنده بمقدار.
ومن الفوائد أيضا ً أن شهود المنكر من غير حاجة ولا إكراه منهيُّ عنه كما قال الإمام ابن تيمية ( ت: 728هـ ) رحمه الله تعالى، وكون الطائرة تُمارس فيها بعض المنكرات فإن ذلك لا يُحَرِّم ركوبها لغرض مباح، وإنما يلزم المرء نحو من يمارس المنكرات في الطائرة إنكار ذلك المنكر بما يناسبه .
ومن الفوائد أيضاً أن ديون ضحايا الطائرة المفقودة تتحول من ذِّممهم إلى ذمم أوليائهم وعلى الدائنين إثبات ديونهم على مديونيهم .
ومن الفوائد مشروعية الصلاة على ضحايا الطائرة المسلمين إذا تحققت وفاتهم من الجهات الرسمية .
ومن الفوائد أن زوجات المسلمين اللواتي فُقد أزواجهن تجب عليهن عِدة الوفاة حين إبلاغهن بذلك من المحاكم في بلدهن على حسب المذهب المعمولِ به عندهم .
ومن الفوائد أيضاً أن ضمان أرواح الركاب يسقط شرعاً إذا كان تلف الطائرة بسبب الجوائح كسوء الأحوال الجوية ، وبسببٍ أرضي ليس من جهة الشركة المشغِّلة للطائرة ، أو بسبب أحد ركاب الطائرة ، وما عداه فيلزم التعويض لأهالي الضحايا على حسب تقدير الدِّيات في البلد المنكوب .
ومن الفوائد أيضاً أن التأمين على الطائرات – وهو من صور التأمين التجاري – لا يجوز شرعاً ، لأنه عقد معاوضة يؤدِّي إلى الغرر والربا .
ومن الفوائد أن حُطام الطائرة إن وقف عليه أحدٌ من الناس ، فالأرجح التقاطه لأهميته في حلِّ لغز هذه الحادثة .
ومن الفوائد من هذه الحادثة الخطيرة أن الله تعالى أراد أن تسقط هذه الطائرة في المحيط الهندي وهو من آيات الله في عظمته وخلقه ، فموجه كالجبال المروِّعة ، ولا يعلم مداه إلا الله سبحانه ، وصدق عمرو بن العاص( ت: 43هـ ) رضي الله عنه : ” الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود ، والناس فيه دودٌ على عود ” ! . وقد تقرر عند الأصوليين أنه يمتنع أن يكون شيٌ من الأعمال خارجاً عن قدرة الله ومشيئته .
هذا ما تيسر تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

1435/5/27هـ
http://ahmad-mosfer.com/?p=1053
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-30-2014, 01:30 PM
أبو عبد الرحمن الرباطي الأثري أبو عبد الرحمن الرباطي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 656
افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن سبب نزول هذه الآية: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (البقرة:195)، أن الأنصار لما أعز الله الإسلام وأمن أهله وكثر ناصروه، قال بعضهم لبعض: لقد عز الإسلام وأمن أهله... وكثر ناصروه فينبغي أن نقوم على أموالنا ونصلح ما ضاع منها... فأنزل الله تعالى الآية.
فالتهلكة الركون إلى الدنيا وترك الجهاد، وليس معناها كما استشهد به الكاتب.
والله أعلم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-30-2014, 03:41 PM
ابي الحارث الجزائري ابي الحارث الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 412
افتراضي

الله يبارك فيك ...فوائد جميلة...
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:19 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.