أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
82403 83687

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-22-2023, 02:58 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow سلسلة مقالات بعنوان "حقيقة الإخوان الجدد" الحلقة7/ الدكتور محمد بن الحبيب ابو الفتح

حقيقة الإخوان الجدد (7)
الانتكاسة الثانية (تتمة):

موقف" الإخوان الجدد" من علم الكلام.
* خلاصة الكلام في "علم الكلام":
خلاصة الكلام في "علم الكلام" أن السلف قد ذَمُّوهُ بإطلاق، وأما القائلون بالتفصيل في ذَمِّهِ فإنه يُرَدُّ عليهم من وجوه:
1- أن السلف لم يفرقوا، وقد ذموا الدخول في علم الكلام من غير تفصيل، وما ادعوه من حمل كلامهم على المذموم من علم الكلام تَحَكُّمٌ، ودعوى عارية عن الدليل.
2- أن القول بالتفصيل يؤول إلى إباحة الدخول في علم الكلام، مع ما في ذلك من المخاطرة بالدين، كما قال الماجشون يعقوب بن عبد الله: (الكلام مخاطرة) (ذم الكلام للهروي5/194). ويوضح ذلك قول أبي حامد الغزالي رحمه الله عند كلامه عن ضرر علم الكلام: "...فأما مَضَرَّتُهُ فإثارة الشُّبُهَات، وتحريفُ العقائد، وإزالتها عن الجزم والتصميم، وذلك مما يحصل بالابتداء، ورجوعها بالدليل مشكوكٌ فيه، ويختلف فيه الأشخاص، فهذا ضرر في اعتقاد الحق، وله ضرر في تأكيد اعتقاد البدعة وتثبيتها في صدورهم، بحيث تنبعث دواعيهم، ويشتد حرصهم على الإصرار عليه..." (الإحياء 1/97 فما بعدها). وكلامه رحمه الله يدل على أن إثارة علم الكلام للشبهات أمر مُتَحَقِّق، وأن الخروج من تلك الشبهات بالأدلة غير مُتَيَقَّن، فالخائض فيه كالراكب بحرا هائجا، تلعب به أمواجه يمنة ويسرة، وخروجه منه سالما مشكوك فيه.
3- أنه لا يخلو علمٌ مهما فسد من بعض ما يُحمد فيه، وما تسبب فيه علم الكلام من الضرر في الدين يوجب إغلاق بابه سَدًّا للذرائع المفضية إلى الإلحاد والزندقة؛ ولهذا لما سئل الأوزاعي عن الدخول في علم الكلام قال: (اجْتَنِبْ عِلْمًا إِذَا بَلَغْتَ فِيهِ الْمُنْتَهَى نَسَبُوكَ إِلَى الزَّنْدَقَةِ، عَلَيْكَ بِالِاقْتِدَاءِ وَالتَّقْلِيدِ) (ذم الكلام للهروي5/191).
4- أن ما في علم الكلام مما يُمدح يوجد خير منه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد شهد بذلك شاهد من أهل علم الكلام، وهو أبو عبد الله الفخر الرازي؛ فإنه قال عند موته كما في كتاب (عيون الأنباء): "...ولقد اختبرت الطرقَ الكلامية، والمناهجَ الفلسفية، فما رأيت فيها فائدةً تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن العظيم، لأنه يسعى في تسليم العظمة والجلال بالكلية لله تعالى، ويمنع عن التعمق في إيراد المعارضات والمناقضات، وما ذاك إلا العلم بأن العقول البشرية تتلاشى، وتَضْمَحِلُّ في تلك المضايق العميقة، والمناهج الخفية... وأقول: ديني متابعة محمد سيد المرسلين، وكتابي هو القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما". (القائد إلى تصحيح العقائد للمعلمي ص 74-75).
وقال الغزالي رحمه الله: "...فاعلم أن حاصل ما يشتمل عليه علم الكلام من الأدلة التي يُنتفع بها، فالقرآنُ والأخبارُ مشتملةٌ عليه، وما خرج عنهما فهو إمّا مجادلةٌ مذمومة، وهي من البدع كما سيأتي بيانه، وإمّا مشاغبةٌ بالتعلق بمناقضات الفرق لها، وتطويلٌ بنقل المقالات التي أكثرها تُرَّهَاتٌ وهَذَيَانَاتٌ تَزْدَرِيهَا الطِّبَاعُ وتَمُجُّهَا الأسماعُ، وبعضها خوض فيما لا يتعلق بالدين، ولم يكن شيءٌ منه مألوفاً في العصر الأول، وكان الخوضُ فيه بالكلية من البدع" (الإحياء 1/22).
5- أنَّ السَلَفَ قد نَهَوْا عن السماع لأهل البدع، وعن قراءة كتبهم مع أنها لا تخلو من بعض الحق، ولم يُجز أهل العلم قراءَة كتب الضلال إلا للراسخين من أهل العلم من باب الضرورة، قياماً بواجب الردّ على أهل الباطل، صيانةً للدين، وهو عليهم من فروض الكفاية، وعلم الكلام من هذا الباب، ولا يُخرجه هذا عن وصف الذم، بل هذا مما يؤكد ذمه، كما لا تُخرج إباحةُ الميتة للمضطر الميتةَ عن وصف النجاسة والحرمة الأصلية، بل هذا مما يؤكد حُرْمَتها؛ وعلى هذا يحمل بعضُ كلام الغزالي في الإحياء. فلا يُشك مثلاً أن شيخ الإسلام ابن تيمية قرأ كتب المتكلمين ليُبَيِّن تناقضَهُم، وفَسَادَ طُرُقِهِمْ في الاستدلال، وليَنْصُرَ ما نُقِلَ عن السلف في ذم الكلام وأهله. ومن أمثلة ذلك قوله رحمه الله مبينا فساد طريقة المتكلمين : " ... وأمّا السلف والأئمة فينكرون صحتها في نفسها، ويعيبونها؛ لاشتمالها على كلام باطل، ولهذا تكلموا في ذم مثل هذا الكلام، لأنه باطل في نفسه، لا يوصل إلى حق؛ بل إلى باطل، كقول من قال: "الكلام الباطل لا يدل إلا على باطل"، وقول من قال: "لو أُوصِي بِكُتُبِ العلم لم يدخل فيها كتب علم الكلام"، وقول من قال: "من طلب الدين بالكلام تزندق"، ونحو ذلك. ونحن الآن في هذا المقام نذكر ما لا يمكن مسلماً أن ينازع فيه: وهو أنا نعلم بالضرورة أن هذه الطريق، لم يذكرها الله تعالى في كتابه، ولا أمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا جعل إيمان المتبعين له موقوفا عليها، فلو كان الإيمان بالله لا يحصل إلا بها؛ لكان بيانُ ذلك من أَهَمِّ مُهِمَّاتِ الدّين، بل كان ذلك أصلُ أصول الدين" )درء التعارض 1/309).
وشتان بين الذي يقرأ كتب علم الكلام ليَنْقُضَهَا، وليُبَيِّنَ فسادَ طرائقها، وبين الذي يدرس علم الكلام ليعتمد عليه في تقرير مسائل الاعتقاد، وليجعل قواعدَه العقليّةَ أصلاً يَبْنِي معتقدَه عليه.
6- أن علم الكلام سببٌ للحيرة والضلال، ولا ينفع صاحبَه في كشف الحقائق، قال الغزالي: "...أمّا منفعتُه فقد يُظَنُّ أنّ فائدته كشفَ الحقائق، ومعرفتَها على ما هي عليه، وَهَيْئَتِها، فليس في الكلام وفاءٌ بهذا المطلب الشريف، ولعلَّ التَّخبيط والتضليل أكثرُ من الكشف والتعريف، وهذا إذا سمعته من مُحَدِّثٍ أو حَشْوِيٍّ (هذه عبارة يَلْمِزُ بها الغزالي أهلَ الحديث قبلَ رجوعه إلى طريقتهم)، وقد ربما خَطَرَ ببالك أن الناس أعداء ما جهلوا، فاسْمَعْ هَذَا مِمَّنْ خَبَر الكَلاَم، ثُمَّ قَلاَهُ بَعْدَ حَقِيقَةِ الخِبْرَةِ، وَبَعْدَ التَّغَلْغُلِ فِيهِ إِلَى مُنْتَهَى دَرَجَةِ المُتَكَلِّمِينَ، وَجَاوَزَ ذَلِكَ إِلَى التَّعَمُّقِ فِي عُلُومٍ أُخْرَى سوى نوع الكلام، وتَحَقَّقَ أنَّ الطَّريقَ إلى المعرفة في هذا الوَجْه مَسْدُود". )إحياء علوم الدين 1/94-97). فاعْجَبْ لمن يريد أن يسلك طريقا يجزم من سَلَكَه أنه طريق مسدود غير سالك.
ولهذا كان آخرَ أمرِ الغزالي –بعد تَحَقّقُه من انسداد طريق علم الكلام- العدولُ عنها إلى طريقة أهل الحديث، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "...ولهذا تجد أبا حامد - مع فَرْطِ ذَكَائِهِ، وَتَأَلُّهِهِ، ومعرفتِه بالكلام والفلسفة، وسلوكِه طريقَ الزهد والرياضة والتصوف- ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف، ويُحِيلُ في آخر أمره على طريقه أهل الكشف، وإن كان بعد ذلك رجع إلى طريقة أهل الحديث، ومات وهو يشتغل في صحيح البخاري" )درء التعارض1/162 ).
فإذا كان هذا التَّحَيُّرُ قد وقع لمثل أبي حامد الغزالي رحمه الله، فكيف يُؤْمَنُ بعده على من هو دونه ذكاءً وعلماً؟!
فَعِلْمُ الكلام سببٌ للحيرة في الدين، حتى إنك تجد العامِّيَّ من أهل الصلاح أحسنَ حالا ويقينا من المشتغل بعلم الكلام، قال سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم الشنقيطي في شرحه على مراقي السعود: "...ولذلك ترى عقيدة أهل الصلاح والتقى من العوام كالطَّوْد الشامخ لا تُحَرِّكُهُ الرِّيَاحُ، وعقيدةُ أهل الجدل كَخَيْطٍ في الهواء، تُقَلِّبُهُ الرّياحُ مَرَّةً هكذا، ومَرَّةً هكذا" (نشر البنود ص 202)، ولهذا صرح بعضُهم أنه بعد طول بحث وتعمق في الكلام، يموت على عقيدة العجائز، طلبا للسلامة واليقين الذي لم يجده في علم الكلام.
7- أن كثيرا ممن عصى العلماء والأئمة، و دخل في علم الكلام قد ندم على ذلك، ونصح بعدم الدخول فيه جملة وتفصيلا، وقد سبق نقل كلام بعضهم في المقال السابق: الكرابيسي، والجويني، وابن عقيل، والرازي. فكيف يأتي من هو دون هؤلاء العلماء خبرةً بعلم الكلام، أو من لا خبرة له به أصلا، فَيُزَيِّن للناس الدخولَ فيما حَذَّر منه العلماء الناصحون جملة وتفصيلا بدعوى انقسامه إلى محمود ومذموم؟!
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ولا تَكِلْنَا لأنفسنا طَرْفَةَ عَيْنٍ، ولا أقل من ذلك، أنت حسبُنا، وأنت نعم الوكيل.

http://www8.0zz0.com/2017/04/29/21/234396190.jpg

____________
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:15 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.