المصلح العجول بين آفة العجب وأفن الجهول/ حمد أبو زيد العتيبي

[أبو زيد العتيبي]

بسم الله الرحمن الرحيم

المصلح العجول
بين آفة العجب وأفن الجهول(١)

الإصلاح في الدعوة يقوم على قاعدة الخطاب التكاملي،
والبناء على ما هو صحيح عند من يراد إصلاحه.

فالدعوة إلى توحيد العبادة
بنيت على أصل الإقرار بالرب الخالق سبحانه. {اعبدوا ربكم الذي خلقكم}.

والدعوة إلى التزكية
بنيت على أصول الأخلاق الفطرية "بعثت لأتمم صالح الأخلاق".

وهكذا هو اللبيب في كل مطلب إصلاحي يتمم ولا يقصف وينسف!

فيبرز المصلح العاقل الحكيم الجانب الصحيح ويميزه ثم يؤسس عليه ما يراد بلوغه.

وبهذا النمط الإصلاحي تقوَّم المسائل والأعيان.

أما النقد (بشهية المخالفة)، (ونكهات المضاددة)، (ومقبلات المشاحنة)؛ فليس من الخطاب الإصلاحي.

بل هي مخبئات النفس تخرج فقاعاتها من قعر بحر الأماني بهمسات وتغريدات

حتى تقول: ها أنا ذا !!

نعم أهنئك قد بلغت المطلوب
فكشفت قناع النفس في مدلهمات الخطوب
ودللت الخلق على مخفي العيوب

إنك تدعو لسمعة تتمناها أو لمنزلة تهواها
فإن لم تكن كذلك!

فقد تكلفت جهلا مهام الكبراء
ولبست ظلما رداء العلماء
فليس هذا عشك فادرجي!

فدع عنك إصلاح العامة
وابدأ بنفسك فهي أولى

_________
(١) أفن عقله أي: نقص. وأفن الناقة حلبها في غير حينها.

https://t.me/abozydotabi


***