أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
15347 103800

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 02-27-2011, 12:12 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي





438 – الأساليب المتّبعة في تزوير المخطوطات
قال د . عابد المشوخي : يسلك المزوّرون والمزيّفون في تزوير المخطوطات وتزييفها أساليب شتى، فمن هذه الطرق :
- أولاً : التزوير بواسطة المحو أو بالإضافة أو كليهما معاً في البيانات الأصلية المثبتة بالمخطوط الصحيح عن طريق المحو العادي أو الميكانيكي أو المحو الكيميائي أو الكشط ( يُقصد به سلخ الورق بسكين ونحوها ) دون ترك أثر ظاهر تدركها العين المجرّدة في الضوء العادي، ويثبتون بدلاً من هذه البيانات الأصلية المزالة بيانات أخرى ، فتبدو المخطوطة في النهاية بريئة المظهر، أو عن طريق التحشية والإضافة على البيانات الأصلية، وأكثر ما يتعرّض للتحريف في بيانات المخطوطة تاريخ نسخها واسم ناسخها ومكان النسخ والتملّكات وعنوان المخطوطة وأسماء مؤلّفيها .
- ثانياً : تفكيك المخطوطة لاستبعاد بعض أوراقها ووضع أوراق أخرى كصفحة العنوان أو الخاتمة بعنوان جديد مع اسم مؤلفه وتاريخ نسخ آخر .
- ثالثاً : تفكيك بعض مخطوطات المجاميع لإفرادها في كتب أو رسائل مستقلة ثم القيام بتجليدها تجليداً مستقلاًّ لعرضها على أنها مجموعة من المخطوطات بدلاً من عرضها كمخطوطة واحدة في مجلد واحد، وأحياناً يتمّ استبعاد كتاب مهم أو رسالة نادرة داخل المجموع ثم يتم إعادة تجليد المجموع .
- رابعاً : إزالة أختام الوقف وشطب التملّكات، خاصة المخطوطات المسروقة من مكتبات رسمية .
- خامساً : طمس اسم الناسخ، أو تاريخ النسخ، أو مكان النسخ، أو اسم المالك، أو يكون بإضافة اسم ناسخ آخر أو تاريخ نسخ آخر .
- سادساً : التزييف بالنقل : يعتقد المزيّفون أن التزييف بالنقل أنجح طرق التزييف، فهو مع سهولته قد يغرّر بالعين الفاحصة، والتزييف بالنقل نوعان : التزييف بالنقل المباشر والتزييف بالنقل غير المباشر ( قال أبو معاوية البيروتي : وسأكتفي بذكر الأنواع من دون شرحها، ومن أراد التوسع فليرجع إلى الكتاب الأصل ) :
- التزييف بالنقل المباشر يتم من دون وسيط، وله عدّة طرق : ( تزييف بالتقليد، تزييف بالشفّ، تزييف بواسطة الزجاج )
- التزييف بالنقل غير المباشر يتم بمساعدة وسيط وتتنوّع طرقه باختلاف نوع الوسيط، ومن طرقه : ( التزييف بالكاربون، التزييف بطريق الضغط، التزييف بقلم الرصاص، التزييف بالبيض، التزييف بطريق الجلاتين، التزييف بالزنكوغراف، التزييف بالشف بالرصاص ) .
" التزوير والانتحال في المخطوطات العربية " ( ص 29 - 33 ) تأليف : د . عابد المشوخي

439 – قائل ( حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... )، وقائل ( لا تنهَ عن خلقٍ وتأتي مثله ... )
وهي أبيات جميلة لأبي الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي البصري ( ت 69 هـ )، وهو ثقة فاضل مخضرم من سادات التابعين، وقد نقل الأبيات خليل بن كيكلدي العلائي ( ت 761 هـ ) في كتابه " الفصول المفيدة في الواو المزيدة "، وذكر أنها من قصيدة له، وهذه بعض الأبيات :
تلقى اللبيب محسداً لم يجترم ..... عرض الرجال وعرضه مثلوم
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ..... فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها ..... حسداً وبغياً إنه لذميم
وإذا عتبت على الصديق ولمته ..... في مثل ما تأتي فأنت مليم
وابدأ بنفسك وانهها عن غيها ..... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يسمع ما تقول ويقتدى ..... بالقول منك وينفع التعليم
لا تنهَ عن خلق وتأتي مثله ..... عار عليك إذا فعلت عظيم

440 – تنبيه العلاّمة المعلّمي على أن تساهل الحاكم في حكمه على حديثٍ ما إنما هو خاص بـ " المستدرك " فقط
قال عبد الرحمن بن يحيى المعلِّمي اليماني ( ت 1386 هـ ) في كتابه " التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل " ( 1 / 472 / ط . دار الكتب السلفية ) : ذكرهم للحاكم بالتساهل إنما يخصونه بـ " المستدرك "، فكتبه في الجرح والتعديل لم يغمزه أحد بشيء مما فيها فيما أعلم، وبهذا يتبين أن التشبّث بما وقع له في " المستدرك " وبكلامهم فيه لأجله إنْ كان لإيجاب التروي في أحكامه التي في " المستدرك " فهو وجيه، وإنْ كان للقدح في روايته أو في أحكامه في غير " المستدرك " في الجرح والتعديل ونحوه فلا وجه لذلك، بل حاله في ذلك كحال غيره من الأئمة العارفين، إنْ وقع له خطأ فنادر كما يقع لغيره، والحكم في ذلك إطراح ما قام الدليل على أنه أخطا فيه، وقبول ما عداه، والله الموفق .

441- مراحل حياة العالِم، وأوقات تصنيف الكتب وفضيلته
قال ابن الجوزي ( ت 597 هـ ) في كتابه " صيد الخاطر " : فصل العالم ومراحل حياته :
رأيت من الرأي القويم أن نفع التصانيف أكثر من نفع التعليم بالمشافهة، لأني أشافه في عمري عدداً من المتعلمين، وأشافه بتصنيفي خلقاً لا تحصى ما خلقوا بعد، ودليل هذا أن انتفاع الناس بتصانيف المتقدمين أكثر من انتفاعهم بما يستفيدونه من مشايخهم، فينبغي للعالم أن يتوفر على التصانيف إن وفق للتصنيف المفيد، فإنه ليس كل من صنف صنف، وليس المقصود جمع شيء كيف كان، وإنما هي أسرار يطلع الله عز وجل عليها من شاء من عباده ويوفقه لكشفها، فيجمع ما فرق، أو يرتب ما شتت، أو يشرح ما أهمل، هذا هو التصنيف المفيد .
وينبغي اغتنام التصنيف في وسط العمر، لأن أوائل العمر زمن الطلب، وآخره كلال الحواس، وربما خان الفهم والعقل من قدر عمره، وإنما يكون التقدير على العادات الغالبة لا أنه لا يعلم الغيب فيكون زمان الطلب والحفظ والتشاغل إلى الأربعين، ثم يبتدىء بعد الأربعين بالتصانيف والتعليم، هذا إذا كان قد بلغ ما يريد من الجمع والحفظ وأعين على تحصيل المطالب، فأما إذا قلَّت الآلات عنده من الكتب، أو كان في أول عمره ضعيف الطلب فلم ينل ما يريده في هذا الأوان، أخَّر التصانيف إلى تمام خمسين سنة، ثم ابتدأ بعد الخمسين في التصنيف والتعليم إلى رأس الستين، ثم يزيد فيما بعد الستين في التعليم ويسمع الحديث والعلم ويعلِّل التصانيف إلى أن يقع مهم إلى رأس السبعين، فإذا جاوز السبعين جعل الغالب عليه ذكر الآخرة والتهيؤ للرحيل، فيوفِّر نفسه على نفسه إلا من تعليم يحتسبه، أو تصنيف يفتقر إليه، فذلك أشرف العدد للآخرة .
ولتكن همّته في تنظيف نفسه، وتهذيب خلاله، والمبالغة في استدراك زلاته، فإن اختُطِف في خلال ما ذكرنا فنيَّة المؤمن خير من عمله، وإن بلغ إلى هذه المنازل فقد بينا ما يصلح لكل منزل .

442 -



__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #52  
قديم 03-04-2011, 07:36 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي




442 – حكم فتح المصحف للتفاؤل
قال الشيخ شهاب الدين محمود بن عبد الله الألوسي ( ت 1270 هـ ) في كتابه " غرائب الاغتراب " : من الاستخارات الشائعة الاستخارة بالقرآن، ويسمّونها تفاؤلاً، ولهم فيها كيفيات شتى، والظاهر أن ذلك مما لا دليل على مشروعيته. وفي " شرح فقه الأكبر " لعلي القاري ما نصه : ( ومن جملة علم الحروف فأل المصحف؛ حيث يفتحونه وينظرون في أول صفحة أي حرف وافقه، وكذا في سابع الورقة السابعة، فإذا جاء حرف من الحروف المركبة من تشخلا كم حكموا بأنه غير مستحسن، وفي سائر الحروف بخلاف ذلك، وقد خرّج ابن العجمي في " منسكه " قال : ولا يؤخذ الفأل من المصحف، قال العلماء : اختلفوا في ذلك فكرهه بعضهم وأجازه بعضهم، ونص المالكية على تحريمه، انتهى . ولعل من أجاز أو كره من اعتمد على المعنى، ومن حرمه من اعتبر حروف المبنى فإنه في معنى الاستقسام بالأزلام ) انتهى كلام القاري . والذي أميل إليه الكراهة مطلقاً، ولا يبعد القول بالحرمة كذلك فتأمل . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وانظر الفائدة ( 62 ) من الكُنّاشة .

443 - رَدُّ العلاّمة ابن عثيمين على مَن نَسَب الإمام الألباني إلى الإرجاء
قال العلاّمة ابن عثيمين رحمه الله : من رَمى الشيخ الألباني بالإرجاء فقد أخطأ؛ إمّا أنه لا يعرف الألباني، وإما أنه لا يعرف الإرجاء، الألباني رجلٌ من أهل السنّة رحمه الله، مدافعٌ عنها، إمامٌ في الحديث، لا نعلم أن أحداً يباريه في عصرنا، لكن بعض الناس – نسأل الله العافية – يكون في قلبه حقد؛ إذا رأى قَبولَ الشخص ذهب يلمزُه بشيءٍ، كفعل المنافقين الذين يلمزون المطَّوِّعين من المؤمنين في الصدقات، والذين لا يجدون إلا جهدهم؛ يلمزون المتصدِّقَ المُكْثِر من الصدقة، والمتصدِّق الفقير !
الرجلُ رحمه الله نعرفه من كتبه، وأعرفه بمجالسته أحياناً : سلفيُّ العقيدة، سليمُ المنهج؛ لكن بعض الناس يريد أن يُكَفِّر عباد الله بما لم يكفِّرهم الله به، ثم يدَّعي أن مَن خالفه في هذا التكفير فهو مرجئٌ كذباً وزوراً وبهتاناً؛ لذلك لا تسمعوا لهذا القول من أي إنسانٍ صدر . اهـ .
مفرَّغ من شريط " مكالمات هاتفية مع مشايخ الدعوة السلفية " ( رقم : 4 )، إصدار مجالس الهدى / الجزائر، وكان ذلك بتاريخ 12 / 6 / 2000م .

444 – عجيبة رواية أبي إسرائيل الكوفي – وقد نُسِبَ إلى الغلو في التشيّع – لهكذا أثر في فضيلة سيدنا عمر ومن رواية سيدنا علي !
مَرَّ معي في " دلائل النبوة " ( 6 / 369 / ط . العلمية ) للبيهقي من طريق عبيد الله بن موسى ، أخبرنا أبو إسرائيل كوفي ، عن الوليد بن العيزار ، عن عمرو بن ميمون ، عن علي رضي الله عنه قال : ما كنا ننكر ونحن متوافرون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه . اهـ .
والعجيب أن راويه أبا إسرائيل إسماعيل بن خليفة الكوفي ( ت 169 هـ ) ورد في ترجمته في " تهذيب الكمال " أنه كان يشتم سيدنا عثمان رضي الله عنه، بل قال ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 130 / ط . الصميعي ) : كان رافضيًّا يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلّم . اهـ . فالعجيب روايته لهكذا أثر في فضيلة سيدنا عمر ومن رواية سيدنا علي رضي الله عنهما !!

445 – " ديوان مجد الإسلام " أو " الإلياذة الإسلامية "، من أعظم الدواوين الإسلامية التي نُظِم فيها أحداث السيرة النبوية والغزوات والوفود
اتصل الشيخ محب الدين الخطيب ( 1303 - 1389 هـ ) في أحد الأيام بالشاعر أحمد محرم ( 1294 – 1364 هـ )، واقترح عَلَيْهِ تسجيل أمجاد الْإِسْلَام فِي ديوَان من الشّعْر الرائع، وَقَالَ لَهُ: "لَعَلَّ الله قد ادّخر لَك هَذِه المهمة واختارك لَهَا لِأَنَّك أقرب شعرائنا إِلَى إخلاص القَوْل وَالْعَمَل وَأَكْثَرهم توخيا لمرضاته", فَاسْتَجَاب أَحْمد محرم رَحمَه الله لهَذِهِ الدعْوَة, وَكَانَ من ذَلِك " ديوَان مجد الْإِسْلَام " أَو " الإلياذة الإسلامية " الَّتِي نظمها أَحْمد محرم رَحمَه الله؛ وَهُوَ ديوَان كَبِير يَقع فِي 450 صفحة، نظم فِيهِ الشَّاعِر أهم أَحْدَاث السِّيرَة النَّبَوِيَّة والغزوات والوفود، وَيَقُول محب الدّين رَحمَه الله فِي وصف هَذَا الدِّيوَان فِي مقدمته : "إِن أمجاد الْعرُوبَة وَالْإِسْلَام أعظم من أَن يُحِيط بهَا شَاعِر، ولا سيما وأكثرنا لا يزالون متأثرين بِمَا شوهت الشعوبية من تاريخنا، وَمَعَ ذَلِك كَانَ " ديوان مجد الْإِسْلَام " أعظم مَا ظهر للنَّاس حَتَّى الْآن مجموعاً فِي كتاب وَاحِد من ومضات هَذِه الأمجاد، وستتمتع بِهِ نفوس محبي الْأَدَب الرفيع وَالنّظم البليغ أزماناً " .
قال الشيخ ممدوح فخري - المدرِّس بكلية الدعْوَة وأصول الدّين - : مِمَّا يؤسف لَهُ أَن " ديوَان مجد الْإِسْلَام " بَقِي طوال ثَلَاثِينَ عَاماً مخطوطاً ومحبوساً فِي الأدراج, والشاعر الْكَبِير لَا يجد من ينشره بِتَمَامِهِ رغم المحاولات الْكَثِيرَة مَعَ المسؤولين؛ إلا مَا كَانَ من نشر محب الدّين نَفسه لفقرات مِنْهُ فِي صَحِيفَته " الْفَتْح " وَفِي مجلة " الْأَزْهَر "، إِلَى أَن مَاتَ أَحْمد محرم رَحمَه الله قبل نشره وكادت تضيع أَجزَاء مِنْهُ، إِلَى أَن قَامَت مكتبة دَار الْعرُوبَة بنشره قبل حوالي ثَمَان سنوات تَقْرِيبًا . إِن ديوَان مجد الْإِسْلَام من أعظم الْأَعْمَال الأدبية والشعرية فِي تاريخنا وَهُوَ عمل أدبي رفيع وَشعر رائع بليغ, وَمَعَ ذَلِك فَإِنِّي أكاد أَجْزم بِأَن ثَلَاثَة أَربَاع المثقفين فِي الْبِلَاد الْعَرَبيَّة لَا يعْرفُونَ شَيْئا عَن " ديوَان مجد الْإِسْلَام " وَلَا عَن الشَّاعِر الْكَبِير أَحْمد محرم الَّذِي نظمه، وَكَذَلِكَ لَا يعْرفُونَ شَيْئا عَن الدِّيوَان المستقل الَّذِي نظمه أَحْمد محرم لسَائِر شعره، لقد حرصت الْجِهَات المعادية لِلْإِسْلَامِ فِي الأوساط الأدبية والثقافية على إهمال الشُّعَرَاء والأدباء الإسلاميين وَحَاربت الأقلام المؤمنة وأعطت مَكَان الصدارة فِيهَا للأدعياء من المارقين والملاحدة، وَذَلِكَ حرصاً مِنْهَا على تضليل الأجيال الْمسلمَة وتسميم أفكار النشء وتشويهها .
" محب الدّين الْخَطِيب لمحات من حَيَاته وقبسات من أفكاره " مقال للشيخ ممدوح فخري في مجلة " الجامعة الإسلامية " (العدد الثالث - السنة الثانية- محرم 1390هـ )

446 - تحايل المسلمين على الصليبيين لإدخال سفينة تحمل أطعمة وأسلحة إلى مدينة عكّا المحاصرة سنة 586 هـ
قال يوسف بن رافع ابن شداد ( ت 632 هـ ) في " النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية " : ذكر الحيلة وإدخال عكا بطسة عمّرها وأودعها أربع مئة غرارة من القمح ووضع فيها الجبن والبصل والغنم وغير ذلك من الميرة :
كان الإفرنج خذلهم الله قد أداروا مراكبهم حول عكا حراسة لها من أن يدخلها مراكب المسلمين، وكانت قد اشتدَّت حاجة من فيها إلى الطعام والميرة، فركب في بطسة بيروت ( البطسة : مركب كبير الحجم يتكوّن من عدّة طوابق ) جماعة من المسلمين وتزيّوا بزيّ الإفرنج؛ حتى حلقوا لحاهم ووضعوا الخنازير على سطح البطسة بحيث تُرَى من بُعد، وعلّقوا الصلبان وجاءوا قاصدين البلد من البُعد حتى خالطوا مراكب العدو، فخرجوا إليهم واعترضوهم في الحراقات والشواني، وقالوا لهم : نراكم قاصدين البلد - واعتقدوا أنهم منهم – فقالوا : أوَلَم تكونوا قد أخذتم البلد ؟ فقالوا : لم نأخذ البلد بعد، فقالوا : نحن نرد القلوع إلى العسكر وقد أتى بطسة أخرى في هوائنا فأنذروهم حتى يدخلوا البلد، وكان وراءهم بطسة إفرنجية قد اتفقت معهم في البحر قاصدة العسكر، فنظروا فرأوها فقصدوها ينذرونها فاشتدت البطسة الإسلامية في السير واستقامت لها الريح حتى دخلت ميناء البلد وسلمت ولله الحمد، وكان فرحاً عظيماً فإن الحاجة كانت قد أخذت من أهل البلد، وكان ذلك في العشر الأواخر من رجب ( سنة ست وثمانين وخمس مئة ) .

447 -

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #53  
قديم 03-10-2011, 03:44 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي




447 – تقييم الطبعة الأولى لـ " تاريخ بغداد " المنتشرة بين أيدي الناس ( ط . مطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1931 م )
قال د . بشار عواد في مقدمته على " تاريخ بغداد " ( 1 / 179 / ط . دار الغرب الإسلامي ) : طُبِعَ تاريخ الخطيب طبعة واحدة بمطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1931 م، وهي طبعة سقيمة مليئة بالتصحيف والتحريف والسّقط، استناداً إلى مخطوطة سقيمة متأخرة محفوظة في مكتبة كوبرلي باستانبول وعلى الأجزاء المحفوظة بمكتبة الأزهر، وهي من نسخة جيدة نُسِخَت عن النسخة التي كانت موقوفة بالسُّمَيساطية، ظنًّا منهم أنها نسخة السُّمَيساطية ...
وممّا زاد الطين بلة أن القائمين على تصحيح الكتاب لم يكونوا من العارفين بهذا العلم، ولا من المتخصّصين بتصحيح الكتب، كما عهدناه في الطبعات الدقيقة التي أخرجتها مطبعة بولاق ودار الكتب المصرية، تدل على ذلك الأخطاء الكثيرة والتصحيفات والتحريفات الهائلة التي لا يقع فيها المبتدئون بهذه الصَّنعة، كما أن بعض التعليقات المبثوثة هنا وهناك تدل على جهل مدقع بطبيعة المادة التي تضمّنها الكتاب ...
وممّن تنبّه إلى سوء هذه الطبعة علاّمة الديار المصرية أستاذنا وصديقنا العلاّمة محمود محمد شاكر يرحمه الله، فقال في تعليقٍ له على " جمهرة نسب قريش " للزبير بن بكار : ( والمطبوع من " تاريخ بغداد " دخله تصرف الناشر، فأنا أتردّد في القطع بما فيه )، ومنهم صديقنا الفاضل الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري ... في دراسته النافعة " موارد الخطيب " التي صدرت سنة 1975م، فقال : ( إن مواضع السَّقط كثيرة ... أما الأخطاء التي وقعت في تاريخ بغداد فكثيرة، منها ما يتعلّق بتصحيف الأسماء وقَلْبها واختلاط إسناد رواية بإسناد رواية أخرى مع سقط الرواية الأولى، أو سقوط اسم وسط السند، وغير ذلك ) .
ثم ذكر د . بشار أنه – بعد مقارنة المخطوطات بالمطبوع – فظَن سقوط تراجم من " تاريخ بغداد " المطبوع يكاد أن يكون معدوماً، وقال : ( مع تأكيدنا على سقوط آلاف الكلمات ومئات العبارات والنصوص في أثناء التراجم كما هو ظاهر في تعليقاتنا على النص ) .

448 – بلاد المليبار ( أو بلاد الفلفل )، وما نزل فيها من الذل والنّكال لبعدهم عن الدين على أيدي البرتغاليين في القرن العاشر الهجري !
تسمّى بلاد المليبار اليوم ( كيرالا )، وهي أصغر ولايات الهند الاثنتين والعشرين، تقع في الزاوية الغربية الجنوبية من شبه القارة الهندية، وتشرف على ساحل بحر العرب، وعُرِفَت ببلاد الفلفل نظراً لشهرتها في إنتاج الفلفل؛ ممّا جذب إليها أنظار التجار الأجانب منذ قرابة ألفي سنة، وكان دخول الإسلام إليها في المئة الأولى من الهجرة، وبدأت السلفية تنتشر فيها منذ قرابة مئة سنة حين ظهرت بوادر التأثر بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وانتشرت مئات المدارس السلفية في المليبار ولله الحمد .
ويصف الشيخ أحمد زين الدين المليباري ( توفي بعد 991 هـ ) في كتابه " تحفة المجاهدين في أحوال البرتغاليين " ( ص 262 / ط . مؤسسة الوفاء – بيروت ) ما فعل الكفار في بلاده، قال : إن مسلمي المليبار كانوا في نعمة ورفاهية من العيش لقلّة ظلم رعاتها ورعايتهم عاداتهم القديمة ورفقهم بهم، فبطروا النعمة وأذنبوا وخالفوا، فلذلك سلَّط الله عليهم البرتكاليين من الإفرنج النصارى خذلهم الله تعالى، فظلموهم وأفسدوا فيهم وفعلوا فعائل قبيحة شنيعة لا تُحصَى من ضربهم والاستهزاء بهم والضحك عليهم إذا مرُّوا بهم استخفافاً، وجعلهم مراكبهم في محال الماء والوحل، والبصق في وجوههم وأبدانهم وتعطيل أسفارهم خصوصاً سفر الحج، ونهب أموالهم، وإحراق بلادهم ومساجدهم، وأخذ مراكبهم، ووطي المصاحف والكتب بأرجلهم، وإحراقها بالنار، وهتك حرمات المساجد، وتحريضهم على قبول الردة والسجود لصليبهم وعرض الأموال لهم على ذلك، وتزيين نسوانهم بالحلي والثياب النفيسة لتفتين ثياب المسلمين، وقتل الحجّاج وسائر المسلمين بأنواع العذاب، وسبّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم جهاراً، وأسرهم وتقييد أساريهم بالقيود الثقيلة، وترديدهم في السوق لبيعهم كما يُباع العبيد، وتعذيبهم بأنواب العذاب لزيادة العوض، وجمعهم في بيت منتن مخطر، وضربهم بالنعل إذا استنجوا بالماء، وتعذيبهم بالنار، وبيع بعضهم وتعبيد بعضهم وتعيين بعضهم في الأعمال الشاقة بلا شفقة ... وكم من نساء أصيلات أُسِروا وتسرَّروا بهن وعُذِّبوا حتى قُتِلوا، وكم من مسلمين ومسلمات نُصّروا، وكم من أمثال ذلك من فضائح وقبائح تَكِلُّ الألسنة عن ذكرها وتأنف عن إفصاحها، أخذهم الله أخذ عزيزٍ مقتدر ...

449 – من عواقب تعظيم أهل البدع وعدم بيان حالهم !!
قال ابن عساكر ( ت 571 هـ ) في " تبيين كذب المفتري " ( ص 255 – 256 ) : سمعت الشيخ الحافظ أبا الحسن علي بن سليمان بن أحمد الأندلسي يقول : سمعت أبا علي الحسن بن علي الأنصاري البطليوسي يقول : سمعت أبا علي الحسن بن إبراهيم بن تقي الجذامي المالقي يقول : سمعت بعض الشيوخ يقول : قيل لأبي ذر الهروي ( ت 443 هـ ) : أنت من هراة فمن أين تمذهبت لمالك والأشعري ؟ فقال : سبب ذلك أني قدمت بغداد لطلب الحديث فلزمت الدارقطني ( ت 385 هـ )، فلما كان في بعض الأيام كنت معه فاجتاز به القاضي أبو بكر بن الطيب ( ت 403 هـ )، فأظهر الدارقطني من إكرامه ما تعجّبت منه، فلما فارقه قلت له : أيها الشيخ الإمام، من هذا الذي أظهرت من إكرامه ما رأيت ؟ فقال : أو ما تعرفه ؟! قلت : لا، فقال : هذا سيف السنة أبو بكر الأشعري، فلزمت القاضي منذ ذلك واقتديت به في مذهبه جميعاً، أو كما قال . اهـ .
وقال الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( ترجمة أبي ذر عبد بن أحمد الهروي ) : قال أبو الوليد الباجي في كتاب " اختصار فرق الفقهاء " من تأليفه عند ذكر أبي بكر الباقلاني : لقد أخبرني أبو ذر، وكان يميل إلى مذهبه، فسألته: من أين لك هذا ؟ فقال: كنت ماشياً ببغداد مع الدارقطني فلقينا القاضي أبا بكر، فالتزمه الشيخ أبو الحسن الدارقطني، وقبَّل وجهه وعينيه. فلمّا فارقناه قلت: من هذا ؟ فقال: هذا إمام المسلمين والذّاب عن الدين القاضي أبو بكر محمد بن الطيب . قال أبو ذر: فمن ذلك الوقت تكررت عليه . اهـ .

450 – المكثرون من الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد
ألّف الإمام ابن حزم ( ت 456 هـ ) كتاب " أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد "، وذكر فيه ( 1018 ) صحابيًّا وصحابيَّة رضي الله عنهم، وزاد عليه ابن الجوزي في كتابه " تلقيح فهوم الأثر " ( 90 ) صحابيًّا من أصحاب الحديث الواحد، وسأذكر للفائدة أصحاب الألوف والمئين وعدد أحاديثهم :
- أبو هريرة الدوسي ( 5374 ) ( وفي البخاري 3591 : أن أبا هريرة قال : صحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثلاث سنين، ولم أكُن في سنِّي أحْرَصَ على أن أَعِيَ الحديثَ مِنِّي فيهنّ )
- عبد الله بن عمر بن الخطاب ( 2630 )
- أنس بن مالك ( 2286 )
- عائشة أم المؤمنين ( 2210 )
- عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ( 1660 )
- جابر بن عبد الله ( 1540 )
- أبو سعيد الخدري، سعد بن مالك ( 1170 )
- عبد الله بن مسعود ( 848 )
- عبد الله بن عمرو بن العاص ( 700 )
- عمر بن الخطاب ( 537 )
- علي بن أبي طالب ( 536 )
- أم سلمة أم المؤمنين ( 378 )
- أبو موسى الأشعري، عبد الله بن قيس ( 360 )
- البراء بن عازب ( 305 )
- أبو ذر الغفاري ( 281 )
- سعد بن أبي وقاص ( 271 )
- أبو أمامة الباهلي، صدى بن عجلان ( 250 )
- حذيفة بن اليمان ( 220 )

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #54  
قديم 03-16-2011, 07:57 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي






451 – نؤمن بجواز التبرّك بآثار النبي صلى الله عليه وسلّم بشروط، لكن آثاره قد فُقِدَت في عصرنا وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين
قال الإمام الألباني في كتابه " التوسل " ( ص 144 – 145 / ط . المعارف ) : إننا نؤمن بجواز التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم ولا ننكره، خلافاً لِما يوهمه صنيع خصومنا، ولكن لهذا التبرك شروطاً؛ منها الإيمان الشرعي المقبول عند الله، فمن لم يكن مسلماً صادق الإسلام فلن يحقِّق الله له أي خير بتبركه هذا، كما يُشْتَرط للراغب في التبرك أن يكون حاصلاً على أثر من آثاره صلى الله عليه وسلم ويستعمله، ونحن نعلم أن آثاره من ثياب أو شعر أو فضلات قد فُقِدَت وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين، وإذا كان الأمر كذلك فإن التبرك بهذه الآثار يصبح أمراً غير ذي موضوع في زماننا هذا ويكون أمراً نظريًّا محضاً، فلا ينبغي إطالة القول فيه، ولكن ثمّة أمر يجب تبيانه وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم وإنْ أقرَّ الصحابة في غزوة الحديبية وغيرها على التبرّك بآثاره صلى الله عليه وسلم والتمسّح بها وذلك لغرض مهم وخاصة في تلك المناسبة، وذلك الغرض هو إرهاب كفار قريش وإظهار مدى تعلق المسلمين بنبيِّهم وحبِّهم له وتفانيهم في خدمته وتعظيم شأنه، إلا أن الذي لا يجوز التغافل عنه ولا كتمانه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد تلك الغزوة رغَّب المسلمين بأسلوب حكيم وطريقة لطيفة عن هذا التبرك وصرفهم عنه وأرشدهم إلى أعمال صالحة خير لهم منه عند الله عز وجل وأجدى، وهذا ما يدل عليه الحديث الآتي : عن عبد الرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضّأ يوماً فجعل أصحابه يتمسّحون بوضوئه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : " ما يحملكم على هذا ؟ " قالوا : حب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من سرّه أن يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه إذا حدّث وليؤدِّ أمانته إذا اؤتمن وليحسن جوار من جاوره "، (وهو حديث ثابت له طرق وشواهد في معجمَي الطبراني وغيرهما، وقد أشار المنذري في ( الترغيب ) ( 3 / 26 ) إلى تحسينه، وقد خرّجته في ( الصحيحة ) برقم ( 2998 ) ) .

452 – اهتمام الإمام الألباني منذ نشأته بقراءة وحفظ القرآن وابتعاده عن التغنّي بالأناشيد
قال الإمام الألباني رحمه الله : أنا أعرف من نفسي – والحمد لله – منذ نعومة أظفاري كما يقولون، عندما كنتُ في الدُّكَّان أُصلِّح الساعات، كنتُ أضع المصحف أمامي، فأحاول ليس فقط أن أقرأ بل وأن أحفظ شيئاً وأنا في عملي، كنتُ أتأوَّل هذا العمل من قول النبي صلى الله عليه وسلّم : " تعاهدوا القرآن "، ولم يخطر في بالي يوماً من الأيام أن أتغنّى بنشيد إسلامي ، لكن كنتُ أتذكَّر أحياناً – مثلاً – قصيدةَ ابن الوردي ( ت 749 هـ ) التي مطلعها :
اجتنبْ ذكرَ الأغاني والغزل .......... وقُلِ الفَصل وجانِبْ مَن هَزَل
ودَعِ الذكرى لأيام الصِّبا .......... فلأيام الصِّبا نجمٌ أَفَل
ومن جملة ما يقول هناك :
أنا لا أختارُ تقبيلَ يدٍ .......... قطعُها أجملُ من تِلْك القُبَل
فهذا نشيدٌ فيه تربية وأخلاق، وانظروا اليوم إلى الأناشيد التي تُسَمّى إسلامية، وانظروا تلحينها وتوقيعها على القوانين التي على خلاف الإسلام، فإذا فرضنا أنه خَلَت هذه الأناشيد من مخالفةٍ ما، فنحنُ على الأصل المذكور آنفاً، وهو الإباحة .
" سؤالات علي الحلبي لشيخه الألباني " ( ص 335 – 336 )

453 – الفرق بين الحروف الألفبائية والحروف الأبجدية
قال د . عبد العزيز الحربي في كتابه " لحن القول " ( طُبِع في دار ابن حزم / بيروت ) : يُخطئ من يقول ( الحروف الأبجدية ) يريد بذلك حروف الهجاء ( أ ، ب ، ت ، ... ي )، وهو خطأٌ شائع يزلُّ فيه اللسانان ( والقلمُ أحدُ اللسانين )، لأن حروف ( أبجد ، هوّز ، ... ) لها ترتيب آخر غير ترتيب الهجاء، وهي : ( أبجد، هوّز، حطّي، كَلَمُن، سَعَفَص، قَرَشَت، ثَخَذ، ضَظَغ )، ويُمكن أن تُقرأ على طريقة الشعر في بيتٍ واحدٍ من بحر المتدارك الذي زاده الأخفش :
أبجد، هوَّز، حطِّي، كَلَمُن ...... سَعَفَص، قَرَشَتْ، ثخَذ، ضَظَغ
وقرأناها في الكتاتيب : ( ثَخَّذ، ضَظّغ ) بتشديد الخاء والظاء وتخفيف ما بعدهما، وضبطها شارح القاموس بفتح فسكون .....
والمقصود أن من يقول الحروف الأبجدية مريداً بذلك حروف الهجاء فهو لاحنٌ، والصواب أن يقول : الحروف المعجمية أو الهجائية أو الألفبائية، أو حروف المعجم أو حروف الهجاء أو حروف الألف باء .

454 – السبّاح المجاهد عيسى العوّام يؤدّي أمانة الرسائل والذهب إلى المسلمين المحاصَرين بعد غرقه ووفاته رحمه الله
قال يوسف بن رافع ابن شداد ( ت 632 هـ ) في " النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية " – وهو يتحدّث عن حصار الصليبيين لعكا سنة 586 هـ - : ومن نوادر هذه الوقعة ومحاسنها أن عواماً مسلماً يقال له عيسى وصل إلى البلد بالكتب والنفقات على وسطه ليلاً على غرة من العدو، وكان يغوص ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو، وكان ذات ليلة شَدَّ على وسطه ثلاثة أكياس فيها ألف دينار وكتب للعسكر وعام في البحر، فجرى عليه أمر أهلكه وأبطأ خبره عنّا. وكانت عادته إذا دخل البلد أطار طيراً عرّفنا بوصوله، فأبطأ الطير فاستشعرنا هلاكه، ولمّا كان بعد أيام بَيْنا الناس على طرف البحر في البلد إذا هو قد قذف شيئاً غريقاً، فتفقّدوه فوجدوه عيسى العوام، ووجدوا على وسطه الذهب وشمع الكتب، وكان الذهب نفقة للمجاهدين، فما رُؤي من أدّى الأمانة في حال حياته وقد ردّها في مماته إلا هذا الرجل، وكان ذلك في العشر الأواخر من رجب أيضاً .

455 – من تراثنا : " الأمثلة البيروتية "، وعددها ( 6354 ) مثلاً
أهداني الأخ الفاضل بلال الشاويش كتاباً من التراث اللبناني يساوي وزنه ذهباً، طُبِع منذ أكثر من خمسٍ وعشرين سنة في دار " المكتب الإسلامي " العامرة، ألا وهو كتاب " الأمثلة البيروتية في سياق الأمثلة اللبنانية " للأستاذ سعد الدين فروخ، ويحوي ( 6354 ) مثلاً من التراث اللبناني العريق، " وأصل المثل حادثة معروفة تاريخيًّا، مرتبطة بعصر وبيئة، وفرد أو جماعة، فهو بذلك يوشك أن يكون التفاتاً إلى حادثة جرت، تشبهها حادثة جرت بعدها، وكأن الحادثتين حكايتان تمنحان العبرة " .
قال الأستاذ فروخ في مقدمته ( ص 7 ) : لكل أمة أمثالها، والأمثال سجل ناطق لحضارة الأمم، واللبنانيون لهم ذوقٌ خاصٌ في استعمارها، وهي تجري على ألسنتهم مجرى الجداول إلى النهر الكبير، وبعض الأمثال اللبنانية تشكِّل قاسماً مشتركاً لغالبية البلاد العربية ... ومعظم الأمثال اللبنانية العريقة تجري على ألسنة معظم اللبنانيين، وفي ذات الوقت لكل بيئة لنانية أمثالها الخاصة بها أو رواية تنفرد بها في أداء المثل تُعَبِّر عن تفكير سكّانها وعاداتهم . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وسأنقل لكم نموذجاً من الأمثال البيروتية، وهو ما يتعلَّق بالأشهر السريانية أو الرومية التي ذكرها المسعودي في " مروج الذهب " والقرطبي في " تفسيره " ( الآية 39 من سورة يس )، ونظمها الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل ببيتين فقال :
تشرين تشرين كانونان بعدهما ...... شباط آذار نيسان وأيّار
كذا حزيران تمّوز وآب يلي ....... آيلول فاحفظ عداك الذم والعار
وهاكم بعض الأمثال :
- أيلول طرفه بالشتي ( الشتاء ) مبلول
- تشرين ثاني صيف ثاني
- شباط هواه وغيمه خير من شمسه وشتاه
قال أبو معاوية البيروتي : والمثل الذي أعرفه عن شباط هو : شباط ليس له رباط ( أي طقسه غير ثابت بل سريع التبدّل )
- خَبِّئ فحماتك الكبار لعمّك آذار
- ميّة ( مياه ) نيسان تحيي الإنسان
- آب اللهّاب

456 – منع المماليك في القرن السابع أهل صيدا وبيروت وأعمالهما من اعتقاد الرافضة والشيعة وردعهم والرجوع إلى السنة والجماعة واعتقاد مذهب أهل الحق
قال أحمد بن علي القلقشندي ( ت 821 هـ ) في " صبح الأعشى في صناعة الإنشا " : الضرب الثاني مما يكتب في الأوامر والنواهي الدينية ما يكتب عن نواب السلطنة بالممالك
وهذه نسخة توقيع كريم بمنع أهل صيدا وبيروت وأعمالهما من اعتقاد الرافضة والشيعة وردعهم والرجوع إلى السنة والجماعة واعتقاد مذهب أهل الحق، ومنع أكابرهم من العقود الفاسدة والأنكحة الباطلة، والتعرض إلى أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وأن لا يدعوا سلوك طريق أهل السنة الواضحة ويمشوا في شرك أهل الشك والضلال، وأن كل من تظاهر بشيء من بدعهم قوبل بأشد عذاب وأتم نكال، وليخمد نيران بدعهم المدلهمة وليبادر إلى حسم فسادهم بكل همة، وتصريفهم عن التهوك في مهالك أهوائهم إلى ما نص عليه الشرع واعتبره، وتطهير بواطنهم من رذالة اعتقادهم الباطل إلى أن يعلنوا جميعهم بالترضي عن العشرة، وليحفظ أنسابهم بالعقود الصحيحة وليداوموا على اعتقاد الحق والعمل بالسنة الصريحة في خامس عشرين جمادى الآخرة سنة أربع وستين وسبع مئة . اهـ .
وذكر القلقشندي نص المرسوم السلطاني في سبع صفحات تقريباً .
وقال د . عصام شبارو في " تاريخ بيروت منذ أقدم العصور حتى القرن العشرين " ( ص 114 / ط . دار مصباح الفكر ) : وبقيت رواسب التشيّع لا سيّما الفاطمي ظاهرة الملامح في أوساط المجتمع البيروتي آنذاك، ممّا اضطر المماليك للتهديد باستعمال القوة العسكرية للقضاء عليها، وقد أفلح المماليك في ذلك، فحقّقوا انتصار مذهبهم الذي أصبح مذهب أهل بيروت والمدن الساحلية، وتراجعت المذاهب الأخرى نحو الجبال تلوذ بسفوحها ووديانها ... ولم يعد الطابع الذي يميّز بيروت سوى الطابع الإسلامي . اهـ .

457 – حساب الجُمّل الأبجدي
قال محمد بن أحمد بن يوسف الخوارزمي ( ت 380 أو 387 هـ ) في " مفاتيح العلوم " : حروف حساب الجمل، وهي: أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، ثخذ، ضظغ، هذا على ما يستعمله المنجمون والحساب، فأما على ما تعرفه العرب: فأبو جاد، هواز، حطي، كلمون، سعفص، قرشات . اهـ .
وهناك خلاف بين أهل المشرق وأهل المغرب في ترتيب الحروف الأبجدية، ولعل الأغلب الذي يُستَعمل في التواريخ هو الحساب التالي :
أ = 1 \\ ب = 2 \\ ج = 3 \\ د = 4 \\ هـ = 5 \\
و = 6 \\ ز = 7 \\ ح = 8 \\ ط = 9 \\ ي = 10 \\
ك = 20 \\ ل = 30 \\ م = 40 \\ ن = 50 \\
س = 60 \\ ع = 70 \\ ف = 80 \\ ص = 90 \\
ق = 100 \\ ر = 200 \\ ش = 400 \\ ت = 500 \\
ث = 500 \\ خ = 600 \\ ذ = 700 \\ ض = 800 \\
ظ = 900 \\ غ = 1000
مثال بسيط : كتبته في سنة ( غلبت )
غ = 1000 و ل = 30 و ب = 2 و ت = 400
ومجموع الأرقام يساوي ( 1432 )،
كتبته في سنة ( 1432 ) هـ ، والحمد لله رب العالمين .

458 – نقد مؤلفات الكاتب النصراني " جرجي زيدان "
تعريف مختصر به : ولد في بيروت سنة 1861م، درس في مدرسة تبشيرية، ثم درس الطب والصيدلة، وعمل في الصحافة المصرية، وانتظم في سلك المخابرات البريطانية ونال فيها أوسمة، ثم فتح مطبعة وأصدر مجلة " الهلال " ومؤلّفاته ورواياته التاريخية، وتوفي عام 1914م .
قال د . شوقي أبو خليل ( ت 1431 هـ ) في خاتمة كتابه " جرجي زيدان في الميزان " ( ص 307 / ط . دار الفكر ) : وهكذا قدّمنا ملاحظاتنا حول روايات جرجي زيدان التي تعمّد فيها التخريب والكذب لأجل تحقير العرب، عن سوء قصد لا عن جهل، فلا ينقص جرجي العلم بعد أن أوهم قرّاءه أنه عاد إلى مصادر ومراجع عربية، لكنه تعمّد التحريف، وتعمّد الدسّ والتشويه، وتعمّد فساد الاستنباط مع الطعن المدروس، لعمالته الأجنبية، ولتعصّبه الديني، الذي جعله ينظر إلى تاريخنا العربي والإسلامي وآداب اللغة العربية بعين السخط والحقد . اهـ ..... ثم ذكر الدكتور الملاحظات الرئيسة على رواياته، أذكر منها باختصار :
- شوّه جرجي سيرة أبطال الإسلام، بدءاً بسيرة نبينا صلى الله عليه وسلّم ورجالات الصدر الأول، ثم خلفاء بني أمية، وطارق بن زياد وموسى بن نصير، وعبد الرحمن الغافقي، والخليفة المنصور وهارون الرشيد والمعتصم، وأحمد بن طولون، وعبد الرحمن الناصر، والظاهر بيبرس، وقُطُز، ومحمد أحمد المهدي .
- طمس جرجي بطولات وفتوحات المسلمين، وأثار الشكوك حولها، تارة بالنهب والسلب، وتارة بالبطش والفتك، وتارة بالظلم ( جزية، خراج، أتاوة ) .
- جعل جرجي الجزئية كلّية، واستدل بجزئية واحدة على الأمر الكلّي، وهذا حاصل في كل استنتاجاته ودعاواه ... مثال ذلك قوله : ( ومن ثمار الحضارة في ذلك العصر تكاثر الغلمان، وصاروا يحجبونهم كما يحجبون النساء )!
- جعل مسرح أحداث رواياته في الأديرة والكنائس، وجعل للرهبان دور التوجيه حيث الأمن والأمان والاحترام والطمأنينة والرأي القويم السليم .. عندهم .
- تلاعب بالمصادر والمراجع، وإنْ أشار إلى مرجع ونقل فقرة، نقلها مشوّهة ودون ذكر الجزء أو الصفحة أو الطبعة، وما ذلك إلا لإيهام القارئ بموضوعيّته، كما أنه يضع كلاماً بين قوسين، وكأنه ينقل حرفيًّا وبأمانة، مع أنه كلام من أفكار جرجي زيدان، يدسّه ويريويه على ألسنة أعلامٍ مشهورين، وبخاصة حوار كبار الصحابة مع بطلاته الوهميات !!
- كما أكثر جرجي من ( الدعوى بلا دليل )، ... كقوله إن المنصور والمعتصم بنيا كعبتين في بغداد وسامراء !!
- أظهر شعوبية وحقداً على العرب .
- أثار غريزة الشباب، وحرّك شهوات المراهقين .
- جعل جرجي وراء سير الأحداث غانيات فاتنات ملكات جمال، جمعن بين لطف النساء وحزم الرجال وشجاعتهم، يتنقلن بخفة متناهية بين بلد وبلد، وبين فئة وأخرى، ليسيرن الأحداث في تاريخنا العربي والإسلامي .

459 -



__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #55  
قديم 03-25-2011, 03:52 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



459 – مسجد الأمير منذر التنوخي في بيروت مدفونٌ فيه ثلاثة أمراء بينهم بانيه الأمير الدرزي !!
يقع مسجد الأمير منذر التنوخي في باطن مدينة بيروت، إزاء باب إدريس وسوق الطويلة، بناه الأمير منذر بن سليمان التنوخي ( ت 1043 هـ / 1633م ) في سنة 1029 هـ / 1620م في عهد الأمير فخر الدين الثاني المعني زمن السلطان مراد الرابع العثماني، وعُرِف المسجد باسم جامع ( النوفرة ) لأنه كان عند مدخله الشرقي سبيل ماء في وسطه نوفرة مصنوعة من حجر المرمر، وقد عيّنتني فيه دار الفتوى في صيف 1417 هـ / 1997م مؤذّنا ونائباً للإمام لمدة شهرين .
وقبل أمس، كنتُ أقرأ في كتاب " أخبار الأعيان في جبل لبنان " ( ط . المكتبة الشرقية / 1970م ) لطنوس الشدياق ( ت 1859م )، ففوجئتُ به يقول ( 1 / 49 ) : ( في سنة 1760 توفي الأمير ملحم في بيروت، فدُفِن في جامع الأمير منذر التنوخي وعمره ستون سنة ) ! وبعدها بصفحة قال : ( سنة 1774 ... وفيها توفي أخوه الأمير منصور في بيروت وعمره ستون سنة، فدُفِنَ في جامع الأمير منذر التنوخي ) !! وهذه المرة الأولى التي أقف فيها على هذه المعلومة رغم معرفتي للمسجد منذ 14 سنة، والله المستعان، فرجعتُ إلى كتاب " تاريخ المساجد والجوامع الشريفة في بيروت " للشيخ المؤرّخ طه الولي ( ت 1416هـ / 1996م ) فلم أجده ذَكَر دفن أمراءٍ فيه، لكنه قال ( ص 41 ) : والأمير المذكور لم يكن – على ما نرجِّح – من أهل السنة والجماعة، وإنما هو من أسرة درزية أقطاعية تعاقب أفرادها على حكم منطقة الشحَّار بجبل لبنان ... وفي منبر جامع النوفرة علامة تشير إلى المذهب الديني الذي كان ينتمي إليه الأمير المذكور، وهذه العلامة عبارة عن كتابة منقوشة على الأسكفة الحجرية التي تعلو المنبر؛ جاء فيها : ( الله حقّ، ما فيه شك )، وهذه العبارة وإنْ كانت لا تخرج عن المفهوم الديني العام في الإسلام، إلا أنها في الواقع من الرموز الروحية التي يستعملها الدروز ويضعونها في المؤسسات الدينية الخاصة بهم ويكتبونها على شواهد قبورهم . اهـ . وذُكِرَ في موقع ( يا بيروت ) أن الأمير منذر مدفونٌ في شمالي باب المسجد، ولكن ضريحه هُدِمَ حوالي 1860م، كما دُفِنَ فيه الأمير ملحم حيدر الشهابي سنة 1762م، وأخوه الأمير منصور حيدر الشهابي 1775م، وقد دُثرت هذه الأضرحة ولم يعد لها من أثر . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : ومن باب قول النبي صلى الله عليه وسلّم : " الدين النصيحة "، أُذكِّر بالحديث الذي رواه مسلم ( 532 ) وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتّخِذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك "، وروى البخاري ( 435، 436 ) ومسلم ( 531 ) أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال في مرض موته : " لعنة الله على اليهود والنصارى، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد " قالت عائشة : يُحَذِّر مثل ما صنعوا، وروى البخاري ( 427 ) ومسلم ( 528 ) عن عائشة أن أم حَبيبة وأم سَلَمة ذكرتا كنيسة رَأَيْنَها بالحبشة فيها تصاوير، لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوَّروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة "، علّق القرطبي المالكي ( ت 671 هـ ) على حديث عائشة الأخير في " تفسيره " ( تفسير الآية 21 من سورة الكهف ) بقوله : قال علماؤنا : وهذا يُحَرِّم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد . اهـ . وقال الحافظ العراقي الشافعي ( ت 806 هـ ) : فلو بنى مسجداً يقصد أن يُدفن في بعضه دخل في اللعنة، بل يحرم الدفن في المسجد، وإنْ شرط أن يُدفن فيه لم يصح الشرط لمخالفة وقفه مسجداً ( نقله المناوي في فيض القدير " ( 5 / 274 ) وأقرّه ) .
وسُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن حكم الصلاة في مسجد فيه قبر ؟ فأجاب :
" الصلاة في مسجد فيه قبر على نوعين : الأول : أن يكون القبر سابقاً على المسجد ، بحيث يُبنى المسجد على القبر ، فالواجب هجر هذا المسجد وعدم الصلاة فيه ، وعلى من بناه أن يهدمه ، فإنْ لم يفعل وجب على ولي أمر المسلمين أن يهدمه . والنوع الثاني : أن يكون المسجد سابقاً على القبر ، بحيث يُدفن الميت فيه بعد بناء المسجد ، فالواجب نبش القبر ، وإخراج الميت منه ، ودفنه مع الناس . وأما المسجد فتجوز الصلاة فيه بشرط أن لا يكون القبر أمام المصلي ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة إلى القبور . "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (12/السؤال رقم 292) .

460 – من الواجب على أهل العلم أن ينتبهوا للمعاني الحديثة التي طرأت على الألفاظ العربية التي تحمل معاني خاصة معروفة عند العرب هي غير هذه المعاني الحديثة
قال الإمام الألباني في " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " : من الواجب على أهل العلم أن ينتبهوا للمعاني الحديثة التي طرأت على الألفاظ العربية التي تحمل معاني خاصة معروفة عند العرب هي غير هذه المعاني الحديثة، لأن القرآن نزل بلغة العرب، فيجب أن تُفهَم مفرداته وجُمَله في حدود ما كان يفهم العرب الذين أنزل عليهم القرآن، ولا يجوز أن تُفَسَّر بهذه المعاني الاصطلاحية الطارئة التي اصطلح عليها المتأخرون، وإلا وقع المفسّر بهذه المعاني في الخطأ والتقوّل على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من حيث لا يشعر، وقد قدَّمتُ مثالاً على ذلك لفظ ( الكراهة )، وإليك مثالاً آخر : لفظ ( السنة )، فإنه في اللغة الطريقة، وهذا يشمل كل ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدى والنور، فرضاً كان أو نفلاً، وأما اصطلاحاً فهو خاص بما ليس فرضاً من هديه صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز أن يُفَسَّر بهذا المعنى الاصطلاحي لفظ ( السنة ) الذي ورد في بعض الأحاديث الكريمة، كقوله صلى الله عليه وسلم : " . . . وعليكم بسنتي . . . " وقوله صلى الله عليه وسلم " . . . فمن رغب عن سنتي فليس مني "، ومثله الحديث الذي يورده بعض المشايخ المتأخرين في الحض على التمسك بالسنة بمعناها الاصطلاحي وهو : " من ترك سنّتي لم تنله شفاعتي "، فأخطأوا مرتين، الأولى : نسبتهم الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصل له فيما نعلم، والثانية : تفسيرهم للسنة بالمعنى الاصطلاحي غفلة منهم عن معناها الشرعي وما أكثر ما يخطئ الناس فيما نحن فيه بسبب مثل هذه الغفلة !
ولهذا أكثر ما نبّه شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهم الله على ذلك، وأمروا في تفسير الألفاظ الشرعية بالرجوع إلى اللغة لا العرف، وهذا في الحقيقة أصل لما يسمونه اليوم بـ " الدراسة التاريخية للألفاظ "، ويحسن بنا أن نشير إلى أن من أهم أغراض مجمع اللغة العربية في الجمهورية العربية المتحدة في مصر " وضع معجم تاريخي للغة العربية ونشر بحوث دقيقة في تاريخ بعض الكلمات وما طرأ على مدلولاتها من تغيير " كما جاء في الفقرة الثانية من المادة الثانية من القانون ذي الرقم ( 434 ) ( 1955 ) الخاص بشأن تنظيم مجمع اللغة العربية ( انظر " مجلة المجتمع " ج 8 ص 5 ) . فعسى أن يقوم المجمع بهذا العمل العظيم ويعهد به إلى أيدٍ عربية مسلمة، فإن أهل مكة أدرى بشعابها وصاحب الدار أدرى بما فيها، وبذلك يسلم هذا المشروع من كيد المستشرقين ومكر المستعمرين !

461 – إحصائيات ومقتطفات من كتاب " تاريخ بيروت منذ أقدم العصور حتى القرن العشرين "
والكتاب ألّفه د . عصام محمد شبارو، وطُبِع سنة 1987م في دار مصباح الفكر / بيروت، وهاكم بعض المقتطفات من حقب زمنية مختلفة :
- في القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي أشار المؤرِّخون إلى بيروت على أنها قرية صغيرة تتكوّن من خمسة آلاف نسمة، ومنازلها فقيرة مبنيّة من الطين والحجارة الرملية، وشوارعها ضيقة، وميناؤها مليء بالرمال ( ص 128 ) .
- سنة 1206 هـ / 1791م كان عدد سكان بيروت ستة آلاف نسمة، وفي سنة 1236 هـ / 1820م أصبح عدد السكان ثمانية آلاف نسمة تقريباً، ... وسنة 1247 هـ / 1831م كانت بيروت تعتبر رابعة مدن سوريا بالنسبة لعدد سكانها الذي لا يتجاوز الخمسة عشر ألفاً ( ص 147 ) .
- مدينة بيروت تطور عدد سكانها من ثلاثين ألف نسمة سنة 1852م، إلى أربعين ألف نسمة سنة 1871م، ومئة ألف سنة 1885م، وعندما أصبحت مركز ولاية بيروت سنة 1888م ارتفع الرقم حتى بلغ مئة وخمسين ألف نسمة سنة 1910م، وكانت أغلبية السكان من المسلمين ( ص 207 ) .
- تذكر سالنامة بيروت التي طُبِعَت سنة 1324 هـ / 1905م أن عدد سكان ولاية بيروت هو ( 680065 ) نسمة؛ منهم ( 553525 ) مسلمون، وحسب دوائر النفوس سنة 1332 هـ / 1913م فإن العدد ارتفع إلى ( 895594 )، منهم حوالي ( 671500 ) مسلمون، وعلى هذا الأساس يكون المسلمون 74,8 في المئة، يغلب عليهم مذهب أهل السنة ، مع أقلّية من المتاولة والدروز والإسماعيلية والنصيرية، أما المسيحيّون فيمثّلون 23,5 في المئة، وأكثريتهم من الأرثوذكس مع أقلّية من الموارنة والأرمن والإنجيليين واللاتين، وأخيراً يمثّل اليهود 1,7 في المئة ( ص 206 ) .
- تعرّضت بيروت وغيرها من المدن الساحلية المختلفة لسلسلة من الزلازل العنيفة التي بدأت منذ سنة 546 هـ / 1151م واستمرت على فترات متقطّعة حتى سنة 565 هـ / 1171م، وقد أدّت هذه الزلازل إلى هبوط القشرة الأرضية في عدّة مواضع من الساحل، وعلى الأخص في بيروت وقيسارية وصور وصيدا وجبيل، وتخرّب قسم كبير من هذه المدن، وكان أشدّ هذه الزلازل عنفاً وتدميراً زلزال بيروت الذي وقع في 9 شعبان سنة 551 هـ / 1157م، والذي خرّب مباني بيروت وقتل العديد من سكّانها ( ص 66 ) .
- ومن الحوادث المفجعة التي تعرّضت لها بيروت وغيرها من المدن الإسلامية في الشام هو طاعون سنة 796 هـ / 1294م ( ص 113 )، ... وفي سنة 1029 هـ / 1620م، تعرّضت بلاد الشام لوباء الطاعون الذي أفنى الكثير من سكان بيروت وصيدا وصفد، حتى قيل إن هذه المدن الإسلامية كانت تشيِّع كل نهار نحو خمسين جنازة ( ص 125 ) ...
- صدر قانون النفوس الجديد في 14 آب 1914م، وقد نصَّ على ذكر دين المسلم ودين ومذهب غير المسلم في السجل وورق الهوية ( ص 235 ) .
قال أبو معاوية البيروتي : كان هذا القرار أيام الحكم العثماني، وما زال معمولاً به حتى الآن في إخراج القيد الفردي والعائلي .

462 – نقد الإمام الذهبي لسيرة ابن إسحاق
قال الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 6 / 115 ) : لا ريب أن ابن إسحاق كثّر وطوّل بأنساب مستوفاة، اختصارها أملح، وبأشعار غير طائلة حذفها أرجح، وبآثار لم تُصَحّح، مع أنه فاته شيء كثير من الصحيح لم يكن عنده، فكتابه مُحتاجٌ إلى تنقيح وتصحيح، ورواية ما فاته .
وقال في " سير أعلام النبلاء " ( 7 / 52 ) : أشار يحيى القطان إلى ما في " السيرة " من الواهي من الشعر، ومن بعض الآثار المنقطعة المنكرة، فلو حُذِف منها ذلك لحسنت، وثمَّ أحاديث جمَّة في الصحاح والمسانيد ممّا يتعلّق بالسيرة والمغازي ينبغي أن تُضَم إليها وتُرتب، وقد فعل غالب هذا الإمام أبو بكر البيهقي في " دلائل النبوة " له .
وقال في " ميزان الاعتدال " ( 3 / 469 ) : ابن إسحاق صالح الحديث عندي، ما له عندي ذنب إلا ما قد حشا في " السيرة " من الأشياء المنكرة المنقطعة والأشعار المكذوبة .
وقال في " العلو " ( ص 44 ) : وابن إسحاق حجّة في المغازي إذا أسند، وله مناكير وعجائب .
" المصنفات التي تكلّم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً " ( 2 / 534 )، تأليف : إبراهيم الهاشمي الأمير

463 – معاني أمثال بيروتية مشهورة لم يُكشَف النقاب عن أصولها أو قصصها
قال سلام الراسي ( 1911 – 2003م ) في كتابه " حكي قرايا وحكي سرايا " ( ص 116 – 119 / ط . مؤسسة نوفل ) : على ألسنة اللبنانيين اصطلاحات في الكلام يفهمها عامة الناس حسب مضامينها المتعارف عليها في الحديث لا حسب معاني كلماتها، ولا بدّ أن تكون لهذه الاصطلاحات قصص أو أصول أو أساطير أو جذور فكرية في مجتمعاتنا القديمة أو في مجتمعات أخرى، وقد اكتشفتُ خلال بحثي عن مأثورات الكلام عند العامة أن قصص بعض الاصطلاحات كانت لا تزال تعيش في خيال بعض المعمّرين، واستطعت أن أقطفها عن شفاههم قبل أن تذوي معهم في غياهب القبور ... لكن بقيت هنالك اصطلاحات كثيرة لم يُكشف النقاب عنها حتى الآن، منها :
- ضارب حالو بحجر كبير ( إذا تكلمنا عن رجل معتدّ بنفسه )
- ذنبو عاجنبو ( إذا كان من الصعب محاسبته على جرم ارتكبه )
- جوابو تحت باطو ( إذا كان سريع الخاطر )
- طويلة عا رقبتو ( إذا طلب ما لا يُستطاع )
- تخّنتها ( إذا تطرّف وبالغ في كلامها )
- طق شرش الحيا ( إذا تواقح وتجاوز الأدب )
- هذا طق حنك ( إذا كان كلامه نوع من الثرثرة )
- يضحك بعبّو ( إذا تلقى عرضاً مغرياً )
- عمرك أطول من عمري ( إذا سبق أحدنا إلى رأي )
- عدس بترابو وكل شي بحسابو ( إذا أراد أن يساومنا في موضوع )
- إيدنا بزنّارك ( إذا عرض علينا خدمة )
- جاب الدب لكرمو ( إذا جلب المتاعب لنفسه، قال أبو معاوية البيروتي : والمشهور أيضاً بهذا المعنى : الدبّة شقّت كرشا ما ضرّت إلا نفسا )
- شرحو ( إذا تكلّمنا عن رجل آخر مثله )
قال أبو معاوية البيروتي : الملفت للنظر في سلام الراسي أنه نصراني، وسمّى ولدَيه جهاد وخالد، ويستشهد في كتبه بآيات قرآنية وأحاديث نبوية أحياناً، ولكن هذا حال بعض الأدباء والعقلاء النصارى في بلدي هداهم الله .

464 – نبوغ الأمير شكيب أرسلان رحمه الله في كتابة النثر والشعر منذ نشأته
قال الأمير شكيب أرسلان ( 1286 – 1366 هـ ) رحمه الله في " سيرته الذاتية " ( ص 40 / ط . الدار التقدمية ) : كنت عنده ( أي الأستاذ عبد الله البستاني ) من الأوائل في الصف، وكنا عند المسابقات نأخذ أنا وأخي جوائز الإنشاء والشعر، ... ولمّا بلغت السنة الثانية عشرة نظمتُ شعراً أُعجِب به أستاذي عبد الله البستاني بالنسبة إلى حداثة سني، ثم لمّا بلغت الثالثة عشرة نظمتُ لأستاذي تهنئة بالعيد أتذكر مطلعها :
بدرٌ بدا في يوم عيدٍ أزهرا ....... يخزي الذرارى نوره في ذا الذرى
وهي قصيدة كانت بضعة عشرة بيتاً لم يكن فيها غلط في النحو ولا في الوزن، فضحك لها الأستاذ وأُعجِب بها كثيراً لأنها لم تكن على نسبة سني، ولمّا بلغت الرابعة عشرة من العمر تمكّنت لغتي وتقوّت ملكتي وأصبحت أقول الشعر الذي لا أستحي بنسبته إليّ ... ( ثم ذكر الأمير أنه كتب قصيدة رثاء ونشرتها إحدى الصحف، وأنكر كثيرون أن يكون ابن الرابعة عشرة سنة قادراً على مثل هذا النظم، قال الأمير : )
فلمّا بلغتني هذه الأخبار نظمت وأرسلتها إلى بعض من ظنوا ذلك، أتذكر منها هذين البيتين :
ولقد يلوح البدر قبل تمامه ........ ويفوح عرف الورد في الأكمام
أنا شاعرٌ لكن بتقصيري وإنْ ......... أقف الزمان على ثناك ملامي
( وذكر الأمير أن أستاذه البستاني كان يطّلع على أكثر قصائده ويصحِّح بعض كليماتها التي أخطأ فيها الأمير، قال : ) وربما صحَّح شيئاً وكان هو المخطئ فيه مع سعة علمه وفضله، ومثال ذلك أنني نظمت قصيدة في المديح مطلعها :
أدِر لنا راح تذكار الحمى أدِر ........ وصِفْ لنا اليوم مجلى سفحه النضر
منها :
طافت بكعبته الآمالُ واعتمرت ........ وليسَ إلا البنان الرّطب من حجر
فلمّا أطلعته على القصيدة صحَّح لي كلمة " اعتمرت "، فوضع محلها " فابتنيت "، فاستغربت ذلك كثيراً إذ أن الابتناء يكون قبل الطواف لا بعده، فكيف يُقال طافت الآمال بكعبته، ابتنيت الكعبة ؟! ولكني لحظت أن الأستاذ عفا الله عنه لم يكن يعلم معنى كلمة " اعتمرت "، وكان يظن أني أردت أن أتكلّم على العمارة؛ فإن الاعتمار هو من الألفاظ الإسلامية، وهو الطواف حول الكعبة في غير وقت الحج، فأنا وضعت في ذلك البيت الطواف والاعتمار، وذكرت الحجر بالمناسبة إشارةً إلى الحجر الأسود، والأستاذ كان يظن أن المراد بالحجر هو حجر البناء ! فأنت ترى أنه مهما كان الإنسان عالماً، ففوق كل ذي علمٍ عليم، وأن أستاذاً – عبد الله البستاني – كان غاية التبحّر في العربية خفي عنه معنى لفظة يعرفها أحد تلاميذه .

465 –
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #56  
قديم 04-08-2011, 04:15 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



تنبيه
ذكرت في الكناشة ( 326 ) : وقال تعالى ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ) !
وهذا خطأ، والصواب :
قال تعالى ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) التوبة 72
فلتُصَحَّح .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #57  
قديم 04-08-2011, 04:17 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



ذكرت في الكناشة ( 326 ) : وقال تعالى ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ) !
وهذا خطأ، والصواب :
قال تعالى ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) التوبة 72
فلتُصَحَّح .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #58  
قديم 04-23-2011, 06:49 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


465 - مؤامرة قيام دولة لبنان الكبير !!!
كنتُ سابقاً قد نقلت المرسوم السلطاني الذي أصدره المماليك في القرن الثامن الهجري بمنع أهل بيروت من أي اعتقاد إلا عقيدة أهل السنة والجماعة، فعرفت بيروت في أيام المماليك غزارة ملحوظة في السكان المسلمين الذين تكاثروا بمن شاركهم في الإقامة بها من العناصر الإسلامية غير العربية، ولاحظ ولاة بيروت أن موقع بيروت الاستراتيجي سيبقى يستقطب أطماع الصليبيين الذين احتلوها لمئتي سنة تقريباً ( 503 – 690 هـ / 1110 – 1291م )، فأسكنوها عشائر سنّية بدوية قوية الشكيمة، وأخذوا النصارى يغادرون بيروت ويسكنون الجبال وغيرها، وعندما استلم العثمانيون الحكم بدلاً من المماليك أدركوا أهمية بقاء الطابع الإسلامي السني لبيروت فحافظوا عليه كما هو، وفي أواخر القرن الـ 12 الهجري أيام حكم أحمد باشا الجزار ( ت 1219 هـ / 1814م ) لبلاد الشام بلغ من قلة عدد النصارى في بيروت أنِ اجتمع ( الموارنة ) و ( الروم الأرثوذكس ) في كنيسة وحيدة خارج بيروت لإقامة طقوسهم ( كما ذكر الأب لويس شيخو في كتابه " بيروت؛ تاريخها وآثارها " ( ص 86 ) )، قال أبو معاوية البيروتي : وكنتُ نقلتُ سابقاً عن رحلة القاياتي ( ت 1320 هـ ) عندما زار بيروت سنة 1303 هـ / 1885م أن عدد النصارى فيها ( 80000 ) وعدد المسلمين ( 20000 )، ونقلت عن رحلة محمد علي باشا ( ت 1374 هـ ) عندما زار بيروت سنة 1328 هـ / 1910 م أن عدد النصارى فيها أكثر من مئة ألف وعدد المسلمين ( 40000 )، فما الذي قلب الموازين في القرن الـ 13 الهجري / الـ 19 الميلادي حتى أصبح النصارى في بيروت أكثرية وقلّ عدد المسلمين ؟!
قال الشيخ المؤرّخ محمد طه الولي ( 1340 – 1416 هـ ) في كتابه " تاريخ المساجد والجوامع الشريفة في بيروت " ( ص 23 – 25 / ط . 1973م ) : جدير بالذكر أن ظاهرة تهافت النصارى على دخول بيروت والإقامة فيها لم تكن عادية ولا عفوية، بل إنها كانت نتيجة لمخطط غربي قديم مدروس، تواضع على إعداده وتنفيذه على مراحل زعماء السياسة الغربية في ذلك الحين، واجتهدوا في افتعال المبررات المحلية لنجاح هذا المخطط على الوجه الذي رسمته لهم من قبل وصية لويس التاسع الذي يلقّبونه بالقديس لويس، بينما كان القناصل الأوروبيون في البلاد السورية بدمشق وحلب وبيروت يتعاونون فيما بينهم على تنسيق جهودهم السرية في هذا الصدد، وستر أغراضهم الحقيقية بمناورات سياسية، ظاهرها التعاون مع الدولة العثمانية لإقرار الأمن وعودة الهدوء إلى البلاد المضطربة بالفتن الطائفية التي كانوا هم مَن ورائها بالفعل، وباطنها تنظيم هجرة جماعية كثيفة للعائلات النصرانية من داخل سوريا إلى ساحلها المحاذي لجبل لبنان، ومن ثَمّ تركيز هذه الهجرة بلباقة وهدوء في بعض نواحي الجبل وبصورة خاصة في مدينة بيروت بالذات، وذلك تمهيداً لإقامة كيان سياسي مستقل من لون طائفي معيّن تحكمه بعض العائلات الإقطاعية التي استُدرِجَت بدعايات مختلفة إلى اعتناق الديانة النصرانية، وأُعطِيَت لها المناصب الحكومية الملائمة .
وبالفعل، فإن بعض هذه العائلات قد ارتدّت عن دينها واعتنقت الدين الذي استُدرِجَت إليه، ممّا سهّل على الغربيين تحقيق مراميهم السياسية وأغراضهم الاستعمارية بهذه البلاد فيما بعد، على ما هو معروف وظاهر من مجرى الأحداث الراهنة في أيامنا .
ففي سنة 1840م ( 1256 هـ ) افتُعِلَت في دمشق فتنة طائفية رعناء بين المسلمين والنصارى بدسائس الأجانب الخبيثة، وأدّت هذه الفتنة إلى نزوح عدد كبير من العائلات النصرانية من دمشق باتجاه جبل لبنان وبيروت، ثم في سنة 1860م ( 1277 هـ ) قامت في البلاد فتنة طائية أخرى كانت أشد نكالاً وتخريباً من الأولى، ولكن في جبل لبنان هذه المرّة، حيث تُوزِّعَت الأدوار المؤذية بين الإنكليز الذين تظاهروا بتأييد الدروز، وبين الفرنسيين الذين تظاهروا بتأييد النصارى، وكان من نتيجة هذه الفتنة أن نُفِّذَت المرحلة الثانية من المخططات الغربية القاضية بتهجير الطوائف النصرانية من مختلف المذاهب إلى بيروت ليصبح النصارى فيها – بعد زمن قليل – أكثر عدداً ونفوذاً من أهاليها المسلمين، وذلك تمهيداً لِما حصل بعد الحرب العالمية الأولى من قيام " دولة لبنان الكبير " واتخاذ بيروت عاصمة رسمية لهذه الدولة التي أصبح اسمها الآن " الجمهورية اللبنانية " .
ومنذ ذلك الحين أخذ ميزان القوى السكنية في مدينة بيروت يميل لصالح النصارى الذين كان عددهم ينمو ويزيد يوماً بعد يوم إلى أن أصبحوا مع الزمن يشكِّلون غالبية ملحوظة بالنسبة إلى مواطنيهم المسلمين، بَيْدَ أنه بالرغم من أن الغالبية العددية من سكان بيروت في ذلك الحين أصبحت نصرانية، إلا أن هذه المدينة بقيت محتفظة على وجه العموم بسماتها الإسلامية، وكانت كلمة " بيروتي " تعني المسلم، وكلمة " لبناني " تعني النصراني، ولو كان هذا الأخير في الواقع من سكان بيروت، وما زال هذا الاصطلاح دارجاً بين الناس في مدينة طرابلس الشام حتى اليوم . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : كلام المؤرّخ كان سنة 1393 هـ / 1973م منذ قرابة أربعين سنة، وما زال هذا اصطلاح أن كلمة " بيروتي " تعني مسلماً من أهل السنة والجماعة دارجاً بين الناس حتى اليوم، وإنْ كان يُحتمل أن يتغيّر هذا الاصطلاح لنزوح أعداد كبيرة من الشيعة للسكن في بيروت في السنوات الأخيرة ضمن مخططٍ مدروس، ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) .


466 - من صاحب " النصيحة الذهبية لابن تيمية " المنسوبة للحافظ الذهبي ؟
قال محمد بن عبد الله القونوي في كتابه " أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي : النصيحة الذهبية لابن تيمية " ( ص 3 / ط . 1423 هـ - دار المأمون للتراث ) : منذ أن ظهرت هذه " النصيحة " إلى عالم المطبوعات قبل خمسٍ وسبعين سنة وهي موضع جدال بين أهل الاختصاص فمن مُسَلِّم بأن الذهبي أنشأها، ومن دافع في صدر هذا الزعم، مشكّكٍ فيه، قائل بتزويره عليه، ولا ريب عندي أن الذهبي بريء من إرسالها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام . اهـ . وتكلم القونوي في كتابه عن طبعة الكوثري ( ت 1371 هـ ) الأولى لـ " النصيحة "، وأبدى رأيه في سبب انخداع بعض العلماء بنسبة " النصيحة " للذهبي، ثم تكلّم على عِظَم مكانة شيخ الإسلام ابن تيمية عند الذهبي، واتهم القونوي أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن السرّاج الدمشقي ( ت 743 هـ تقريباً، ترجمته في " الوفيات " لابن رافع السّلامي ) بكتابة " النصيحة " ذاكراً عدّة أسباب، وقدّم القونوي دراسة في قرابة أربعين صفحة لحياة ابن السرّاج وعلاقته بابن تيمية استفادها من كتابين له ما زالا مخطوطين، ومن أسباب اتهامه ابن السرّاج :
- صداقة ابن السرّاج القديمة مع مخالفته العميقة لابن تيمية .
- مشابهة معاني " النصيحة " لمعاني كلمات ابن السرّاج عبر نقولاتٍ مذكورة .
- تصريح ابن السرّاج بكثرة إرساله الرسائل والمسائل العلمية لابن تيمية .
وأخيراً أورد القونوي نصّ " النصيحة " وقام بنقدها ومبيّناً مخالفتها لاعتقاد ومنهج الإمام الذهبي، والحمد لله رب العالمين .

467 – مقتطفات من كتاب " مدونة أحداث العالم العربي ووقائعه " ( 1800 – 1950م ) للأمير شكيب أرسلان
كتب الأمير شكيب أرسلان ( 1286 – 1366 هـ ) رحمه الله في " مدونة أحداث العالم العربي ووقائعه " ( ط . الدار التقدمية ) :
- 1823 = ذكر المسيو مانجان في كتابه " تاريخ مصر في حكم محمد علي " أن عدد سكان مصر يبلغ 2514400 نسمة . ( ص 15 )
- 25 نيسان 1823 = ذكر المرسل الأميركي بليني فسك أن عدد سكان مدينة القدس يبلغ 20000 نسمة، موزّعين على النحو التالي : 10000 مسلم، 6000 يهودي، 2000 روم أرثوذكس، 1500 كاثوليك، 500 أرمني . ( ص 15 )
- 5 تموز 1823 = ذكر المرسل الأميركي بليني فسك أن عدد سكان صيدا يبلغ حوالي 10000 نسمة، منهم 4000 مسيحي، و 6000 مسلم . ( ص 15 )
- 1 تشرين الثاني 1823 = ذكر المرسل البريطاني جوزيف ولف أن عدد سكان دمشق يبلغ حوالي 216000 نسمة، منهم 200000 مسلم، و 12000 مسيحي، و 4000 يهودي . ( ص 15 )
- 24 كانون الثاني 1824م = قدّر المرسل الأميركي وليم كوديل أن عدد سكان بيروت يبلغ 5000 نسمة . ( ص 15 )
- 20 كانون الثاني 1842 = احتجّت قناصل الدول الأجنبية في بيروت على تعيين والياً عثمانيًّا على جبل لبنان . ( ص 29 )
- 26 نيسان 1842 = ذكر المرسل الأميركي شارلز شيرمان أن عدد الحجاج المسيحيين الذين زاروا القدس بلغ هذه السنة حوالي 9000 حاج . ( ص 29 )
- 1 كانون الثاني 1843 = قدّر المرسل الأميركي وليم طومسون أن عدد سكان سوريا العثمانية يبلغ حوالي 1400000 نسمة . ( ص 30 )
- 1845 = دلّ الإحصاء الذي عُمِلَ في مصر أن عدد سكانها يبلغ 4476440 نسمة . ( ص 30 )
- 1888 = فُصِلَت مدينة بيروت عن ولاية سورية، وقد برّرت الدولة العثمانية ذلك " بأنه نتيجة لازدياد أهمية مدينة بيروت وحساسيتها " وللوقوف في وجه النفوذ الأجنبي والتقليل من شأنه وأسبابه، بالإضافة إلى اتساع ولاية سورية واتخاذ مدينة دمشق مركزاً لهم الأمر الذي يجعل بيروت دون أهميتها، ولذلك استدعت الضرورة السرعة في جعلها ولاية مكونة من ألوية بيروت وعكا والبلقاء وطرابلس الشام واللاذقية، ووقع هذا القرار أعضاء المجلس المخصوص، وبعد ذلك صدرت الإرادة السلطانية بتعيين علي باشا – والي أيدين السابق – والياً على بيروت، وهكذا منذ سنة 1888 وحتى 1918، أصبحت سورية مجزّأة إلى ثلاث ولايات : حلب والشام وبيروت، وإلى سنجقين فُصِلا أيضاً عنها؛ هما سنجق ( متصرفية ) لبنان وسنجق القدس . ( ص 55 )

468 - أنواع تأليف الكتب
قال أحمد بن محمد المقري ( ت 1041 هـ ) في كتابه " أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض " : رأيت بخط بعض الأكابر ما نصه: المقصود بالتأليف سبعة:
- شيء لم يسبق إليه فيؤلّف،
- أو شيء ألِّف ناقصاً فيكمَّل،
- أو خطأ فيُصَحّح،
- أو مشكل فيُشرح،
- أو مطوّل فيُختصر،
- أو مفترق فيُجتمع،
- أو منثور فيُرتب.
وقد نظمها بعضهم، فقال :
ألا فاعلمن أنَّ التأليف سبعة ..... لكل لبيب في النصيحة خالص
فشرح لإغلاق وتصحيح مخطئ ..... و إبداع حبر مقدم غير ناكص
و ترتيب منثور وجمع مفرق ..... وتقصير تطويل وتتميم ناقص
وزاد إبراهيم الحازمي في كتابه " اتهامات كذبة " ( ص 139 / ط . دار الشريف ) ثامنة، وهي ( أو مبهم فيعيّن )، وقال : فمن عمل واحدة منهنّ فلا يُلام، ولا يُقال له أنه يجمع فقط، فإنما التأليف في قواميس اللغة هو جمع المادة العلمية والتأليف بينها وضم بعضها إلى بعض، ويجب الورع والخوف من الله والإنصاف، فليس كل من لم يعزُ يُتّهم بالسرقة، فإنه لو فُتِح الباب لم يسلم منه أحد من السابقين، بل يجب إحسان الظن بالعلماء والصالحين، ... والمتأخّر يأخذ من المتقدِّم وهذا أمر متعارف عليه، فقد يجمع الشتات ويبيّن المهمل ويفصّل المجمل ويُخرج الفوائد والشوارد ويضبط الرواة، وإما أن يخترع معنى، وإما أن يبتدع وضعاً ومبنى، ... والنصيحة واجبة، ... وبركة العلم عزوه لقائله والترحّم عليه .

469 - لا أمن ولا استقرار إلا بشنق الحمار !!!
ذكر سلام الراسي ( 1911 – 2003م ) في كتابه " ثمانون، أو العمر الدائب في البحث عن المتاعب " ( ص 27 / ط . مؤسسة نوفل ) أنه راعه ما سمع في صباه سنة 1926م من خطيب قريته إبل السقي ( وهي في جنوب لبنان ) وهو يقول :
وإنْ أحببت حفظ الأمن فاضرب ..... بحدِّ السيف أو فاشنق حمارا
قال سلام الراسي : وصارت قضية شنق الحمار همًّا من همومي المعتّقة، ترعرعتُ وترعرعت القضية معي، جالستُ ثلاثين شاعراً، وقرأتُ عشرين ديواناً، وصادقتُ أربعة قضاة وثلاثة محامين، ورافقتُ خمسة مكّارين سعياً وراء ملابسات قضية شنق الحمار، بدون جدوى، وسبرتُ أخيراً أغوار التاريخ حتى حظيتُ بالحمار مشنوقاً أمام إحدى السرايات سنة 1860، تقول كُتُب التاريخ أن داود باشا - أول متصرِّف على جبل لبنان - قَدِمَ إليه في أعقاب فتنة 1860 الدامية، وكان الأمن ما زال مضطرباً، والبلاد بحاجة إلى حكم صارم .
ويقول الدكتور شاكر خوري في كتاب " مجمع المسرّات " المطبوع سنة 1908 حرفيًّا : ( وفي اليوم التالي لبس المتصرِّف فروته وملأ غليونه ونزل إلى السرايا وعبس واستقبل الأكابر وتكلَّم بصراحة ... ورأى حماراً يأكل التوت بالقرب من السرايا، فأحضر الحمار وسأل عن صاحبه، فأنكره الجميع خوفاً من القصاص، فأمر المتصرِّفُ بشنق الحمار . ومنذ ذلك الوقت ما عاد رأى حماراً .. أو أحداً يتعدَّى على غيره " . اهـ .

470 – النسب الأرسلاني، بقلم أمير البيان شكيب أرسلان، ويعود النسب للأمير أرسلان بن مالك اللخمي ( ت 171 هـ )
ترجم له الزركلي في " الأعلام " فقال : أرسلان بن مالك بن بركات بن المنذر ابن مسعود، من بني الملك المنذر بن ماء السماء اللخمي (109 - 170 هـ ) : رأس الأسرة الأرسلانية في لبنان وإليه نسبتها، كان مقيماً هو وبعض أقاربه في معرة النعمان (بسورية) أيام المنصور العباسي، ولمّا قدم المنصور إلى دمشق أقطعهم مساحات في جبال بيروت الخالية - يومئذ - فانتقلوا إليها وعمروها، واستقر أرسلان في المكان المعروف بسن الفيل، وقاتله سكان لبنان فحالفه الظفر، واشتهر، ومدحه الشعراء. وكان موصوفاً بالحزم والشجاعة. تفقه على الإمام الأوزاعي، وتوفي بسن الفيل، ودفن ببيروت . اهـ .
قال الأمير شكيب أرسلان ( 1286 – 1366 هـ ) رحمه الله في " السِّجل الأَرْسَلاني " ( ص 13 / ط . الدار التقدمية ) – وهذا الكتاب هو فصلٌ كتبه شكيب في مقدمة ديوان أخيه نسيب أرسلان، وسمّاه " روض الشقيق في الجزل الرقيق " – معرِّفاً بالسجل : ... سجل محفوظ لدى عائلتنا متضمّن نسبها المتسلسل منذ سنة 142 للهجرة إلى هذا العصر، مثبتاً لدى القضاة والحكّام بشهادة العلماء الأعلام عصراً فعصراً بدون انقطاع، مؤيّداً ما نقلته عن السجل الأرسلاني بروايات الكثيرين من مؤرِّخي لبنان؛ حتى من أعدائنا وممّن يغصّون بنا، ... لم نقصد لا افتخاراً ولا ابتهاراً، ولكنها شنشنة العرب المركوزة في فطرتهم لا يبتغون عنها حِوَلاً، وهي المحافظة على أنسابهم، والبحث عن أُصولهم، والتنقيب عن ماضيهم، ولم ينفرد بذلك العرب، بل هو عند غيرهم من الأمم، وإنْ كانوا هم فيه أبعد مدى وأزهر منتدى، وأصحّ الأقوال في هذا الباب هو قول القائل :
كن ابن من شئت واكتسب أدباً ....... يُغنيك مضمونه عن النسبِ
إن الفتى من يقول ها أنذا ....... ليس الفتى من يقول كان أبي
جنيف، في 19 رمضان 1353 هـ
نسب الأمير نسيب أرسلان بحسب سجل نسب العائلة الأرسلانية المحفوظ عندها
الأمير نسيب أرسلان المتوفى في عشر جمادى الثانية سنة 1346 عن 59 سنة ( الولادة عام 1277 )، ابن الأمير حمود ( 1247 – 1305 )، ابن الأمير حسن ( 1215 – 1269 )، ابن الأمير يونس ( 1177 – 1237 )، ابن الأمير فخر الدين ( ت 1195 )، ابن الأمير حيدر ( المتوفى في أواسط رمضان 1135 )، ابن الأمير سليمان ( 1057 – 1107 )، ابن الأمير فخر الدين ( 1025 – 1063 )، ابن الأمير يحيى ( المتوفى في أواسط شوال سنة 1042 )، ابن الأمير مذحج ( ت 1026 )، ابن الأمير محمد ( 944 – 1014 )، ابن الأمير جمال الدين أحمد ( 894 – 994 )، ابن الأمير بهاء الدين خليل ( المتوفى عاشر ذي الحجة سنة 916 )، ابن الأمير صلاح الدين مفرج ( المتوفى في غرة جمادى الآخرة سنة 888 )، ابن الأمير سيف الدين أبي المكارم يحيى ( 769 – 827 )، ابن الأمير نور الدين أبي السعادات صالح ( ت 790 ) ( والقاضي تقي الدين السبكي من جملة العلماء الموقّعين على هذا الإثبات ) ، ابن الأمير سيف الدين مفرج ( المتوفى 22 صفر 747 )، ابن الأمير بدر الدين يوسف ( ت 690 )، ابن الأمير أبي الجيش زين الدين صالح ( المتوفى لسبعٍ بَقِين من شعبان سنة 695 عن نيّف وتسعين سنة ) ( والإمام النووي من جملة العلماء الموقّعين على هذا الإثبات )، ابن الأمير عرف الدولة قوام الدين علي الملقّب بأرسلان ( المتوفى 13 رجب سنة 627 )، ابن الأمير ناهض الدين أبي العشائر بحتر ( المتوفى 15 شوال سنة 561 )، ابن الأمير عضد الدولة علي الشهيد المقتول في حصار بيروت سنة 504 )، ابن الأمير شجاع الدولة أبي الغارات عمر ( 418 – 480 )، ابن الأمير أبي المحامد عيسى ( ت 444 )، ابن الأمير عماد الدين موسى ( 396 – 428 )، ابن الأمير أبي الفضل مطوع ( المتوفى في جمادى الأولى سنة 410 )، ابن الأمير عز الدولة تميم ( المتوفى في العشر الأول من رمضان سنة 387 )، ابن الأمير سيف الدولة أبي تميم المنذر ( المتوفى 24 شعبان سنة 360 عن نيّف وستين سنة ) ( والمحدّث ابن جميع الصيداوي من جملة العلماء الموقّعين على هذا الإثبات )، ابن الأمير النعمان أبي حسام ( 227 – 325 )، ابن الأمير عامر ( المتوفى 26 ذي القعدة سنة 272 )، ابن الأمير هانئ ( المتوفى صباح يوم الخميس رابع رمضان سنة 238 )، ابن الأمير مسعود ( المتوفى ليلة السبت 13 محرم الحرام سنة 223، الولادة عام 145 )، ابن الأمير أرسلان ( المتوفى في خمسة ذي الحجة سنة 171 عن ستين سنة، الولادة عام 111 )، ابن الأمير مالك ( المتوفى في جمادى الأولى سنة 134 عن 68 سنة، الولادة عام 66 )، ابن الأمير بركات ( ت 106 )، ابن الأمير منذر – الملقّب بالتنوخي – ( 18 – 78 )، ابن الأمير مسعود ( ت 45 )، ابن الأمير عون، شهيد واقعة أجنادين التي جرت يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة 13 هـ، ويُقال ليلتين خلتا من جمادى الأخرة من السنة المذكورة . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : انتهى نقل النسب الأرسلاني مع بعض الاختصار .

471 -
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #59  
قديم 04-29-2011, 07:49 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي




471 – الأمير شكيب أرسلان ( 1286 – 1366 هـ ) لم يكن درزيًّا بل مسلماً سنيًّا
يسود الاعتقاد عند كثير من الناس أن الأمير شكيب أرسلان ( 1286 – 1366 هـ ) رحمه الله كان من الدروز – وهم فرقة باطنية حكم العلماء بردّتها – بحكم كونه من عائلة أرسلان الدرزية، وهذا اعتقاد خاطئ، فالأمير شكيب كان مسلماً سنيًّا مقيماً للعبادات، فأحببتُ أن أصحِّح هذا الاعتقاد الخاطئ ببعض الإشارات التي تدل على دين الأمير شكيب رحمه الله :
- ولد الأمير شكيب بن حمود أرسلان في أول ليلة من رمضان سنة 1286 هـ ( 25 / 12 / 1869م )، وبعد بلوغه سن الخامسة انتدب له والده معلِّماً اسمه أسعد أفندي نادر يقرئه القرآن الكريم، قال شكيب في " سيرته الذاتية " ( ص 39 / ط . الدار التقدمية ) : فحفظنا منه سوراً كثيرة . اهـ .
- قالت زوجته سليمى الخاص بك حاتوغو الشركسية الأصل ( وهي مسلمة سنية ) التي تزوجها سنة 1916م في حديثها للدكتور أحمد الشرباصي : أن الأمير شكيب كان متديّناً محافظاً على الصلاة . ( شكيب أرسلان داعية العروبة والإسلام، ص 47 / ط . دار الجيل )
- مطالعة الأمير شكيب للمبادئ الكلية في الفقه الإسلامي، قال عن نفسه في مقالة بجريدة الشورى ( عدد 25 / 11 / 1926م ) : " أنا لست فقيهاً، ولا قرأتُ في الأزهر، ولا دارت العمامة برأسي في يوم من الأيام، وما طالعتُ من الفقه إلا المبادئ الكلية " . ( شكيب أرسلان داعية العروبة والإسلام، ص 53 / ط . دار الجيل )
- ألّف الأمير كتاب " الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف " يصف فيه رحلته لأداء فريضة الحج سنة 1348 هـ / 1929م، قال في مقدمته ( ص 35 / ط . دار النوادر ) : مضت عليّ حججٌ كثيرة وأنا أهمُّ بأداء فريضة الحج، والعوائق تعوق، والموانع من حول إلى حول تحول، إلى أن يسّر الله بلطفه وحسن توفيقه لي أداء هذا الفرض في سنة 1348 هـ ... اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وهذا الكتاب يكفي مَن طالعه كدليل على أن الأمير شكيباً على اعتقاد أهل السنة والجماعة؛ بل ويُظهر بعض ما عند الأمير من العلم الشرعي والفقه .
- موافقته للسلفيين على هدم القباب والمزارات وما يُتبرّك به، قال في " رحلته الحجازية " ( ص 213 / ط . دار النوادر ) : لا إنكار أن الوهابيين يبالغون في الهدم والقطع والنقض والقلع كلّما مرُّوا بقبة أو مزار أو شجرة تُعلَّقُ عليها خِرَقٌ، وتقشعرُّ جلودُهم من هذه المناظر، ولكنّي مع اعترافي بغلوّهم في هذا الأمر، لا أراهم حائدين فيه عن سُنن الشرع القويم . اهـ . وقال ( ص 215 ) : إن كثيراً من العوام أو من الخواص أشباه العوام يحبّون الصلاة بجانب القبور، وهذا ممّا ينفر منه السلفيون أشدَّ النفور، وليسوا في هذا بغالطين . ( فائدة : ذكر الأمير في " رحلته الحجازية " ( ص 219 ) حديثاً في فضل بني العباس وبقاء ملكهم إلى المحشر، وعلّق قائلاً : والوضع ظاهر كالشمس في هذا الحديث )
- وختاماً لهذه الكلمة المختصرة، لعل البعض يشتبه بأن الأمير شكيب درزي بما يقف عليه في كتابات الأمير من دفاعٍ عن الدروز، فلعلّ الأنسب كلمة د . أحمد الشرباصي في كتابه ( شكيب أرسلان داعية العروبة والإسلام، ص 20 / ط . دار الجيل )، قال : " لقد سبق أن الأمير يُعَد من الناحية الشكلية درزيًّا، ولكنه في الاعتقاد كان سنيًّا، وكان يتعبّد على مذهب أهل السنة، فهو يصوم ويصلّي ويزكّي ويحج كما يفعل جمهور المسلمين، ودفاعه عن الدروز كان سياسة، وبقصد تجميع الكلمة وعدم التفرقة بين الأمة " اهـ، والله أعلم .
- توفي الأمير يوم الاثنين 15 محرم 1366 هـ ( الموافق لـ 9 / 12 / 1946م )، وصلّى عليه المسلمون في الجامع العُمَري ببيروت، ونُقِل إلى قريته الشويفات حيث دُفِن بجوار أخيه عادل .

472 - خلاف بين بعض الشعراء حول وصف ملك العراق فيصل الأول بـ ( الفطحل )
قال سلام الراسي ( 1911 – 2003م ) في كتابه " اقعد أعوج، احكي جالس " ( ص 41 / ط . مؤسسة نوفل ) : مات الملك فيصل الأول ملك العراق سنة 1933م، فرثاه حليم دمُّوس بقصيدة مطلعها :
مشت العروبةُ في جنازة فيصلِ ...... ثكلى تنوح على الزعيم الفَطْحَلِ
فنعى عليه أمين نخلة استعمال كلمة ( فَطْحَلْ )، إذ الأصح أن يُقال ( فِطَحْل ) لا ( فَطْحَل ) .
فانبرى له أنيس المقدسي، قال : إن كلمة ( فِطَحْل ) تعني الجمل الضخم، ولا يجوز أن يُنعَت الملك فيصل بهذا النعت المشين .
فتصدَّى لهما الشيخ عبد الله البستاني، قال : لا فَطْحل ولا فِطَحْل، لأن الكلمة موضوعة وليس لها أصل في لغتنا العربية .
ثم حسم الموضوع أسعد خليل داغر، فقال : إن كلمة ( فَطْحَل ) كما وردت في قصيدة حليم دمُّوس، اقترنت باسم الملك فيصل واكتسبت شرعيّة محترمة، وصار بإمكاننا أن نقول عن كل رجل عظيم مثل الملك فيصل إنه ( فَطْحَل ) زمانه .

473 – وصف عبد الغني النابلسي ( ت 1143 هـ ) لمساجد بيروت أثناء زيارته لها سنة 1112 هـ
قال عبد الغني بن إسماعيل النابلسي ( ت 1143 هـ ) في كتابه " التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية " ( ص 42 / ط . المعهد الألماني للأبحاث الشرقية – بيروت ) : والجوامع التي بها أربعة : الأول الجامع الكبير، وهو يشتمل على اثني عشر عضاضة، كل عضاضة يحوطها رجال، وهي عظيمة العمارة، يُقال إنه كان في الأصل كنيسة، وفي جانبه بركة ماء طويلة كبيرة، وله بابن عظيمان بقيس عجيبة، كل منهما يقابل الآخر، ومقابل الباب الواحد زاوية ابن الحمرا المتقدّم ذكرها .
الثاني جامع الأمير منذر، وهو جامع عظيم البنيان، فيه منبر من الرخام الأبيض، وتكوينه عجيب، حيث فيه سدّة على يمين المحراب وسدّة أخرى على شماله، على أسلوب جامع السنانية في دمشق المحمية، يصعد إلى السدّة التي على يمين المحراب من درج المنارة، والتي على شماله يصعد إليها من سدّة أخرى في فناء الجامع، لها درج من الخشب، وأمام المحراب فوق الباب الذي في داخل الجامع سدّة ثالثة صغيرة أخفض من السّدّتين المذكورتين، وليس لها مصعد بل يتوصّل إليها من السدّتين بدرجين من الرخام الأبيض، أحدهما على يمين المحراب متصل بالسدة التي في اليمين، والآخر على يساره متصل بالسدة التي في اليسار، وفي فناء هذا الجامع بركة ماء كبيرة مثمّنة، وفي دائر هذا الجامع رواقات بأقبية على عواميد عالية عظيمة .
الجامع الثالث جامع الأمير عسّاف، وهو الذي عمّر السراية المتقدّم ذكرها، وبناؤه من العجائب، وهو مبني على أربعة عواميد، وفوق ذلك قبّة عظيمة يحوط بها أربع قبب وأربعة أقبوة، كل ذلك مركّب فوق هذه الأربعة عواميد، وفي فناء هذا الجامع بركة ماء غزيرة، وله أيضاً بابان، وهو أصغر من الجامع الكبير بيسير، ويجتمع فيه أناس من الحفظة ما بين العشاءين يتلون القرآن، ويتقيّدون في طاعة الرحمن .
الجامع الرابع جامع البحر، وسُمِّي الجامع العمري لأنه كما هو مشهور عندهم من زمان عمر بن الخطاب، وهو أصغر الجوامع التي في بيروت، وهو مرتفع ومطلّ على البحر، يصعد إلى فنائه بسلّم حجر نحو خمس عشرة دجة، ثم يصعد إلي برج آخر ثمان درجات، وهذه الجوامع الأربعة كلها بمنابر تُقام فيها الجمعة .

474 – استقلالية نظام الاقتصاد الإسلامي عن الأنظمة الرأسمالية والاشتراكية، وصور من السبق الاقتصادي في الإسلام
قال د . زيد الرماني في كتابه " الأربعون الاقتصادية " ( ص 6 - 7 / ط . دار طويق ) : من أبرز أخطائنا المنهجية في البحث والدراسة والتفكير أن نحاول وضع نظام اقتصادي لأنفسنا من خلال الأسس الاقتصادية المعاصرة، وقد نسمح لأنفسنا بإدخال تعديلات طفيفة على تلك الأسس أو ترقيعها، رغم معرفتنا بأن تلك الأسس نشأت في ظل ظروف اجتماعية ونفسية واقتصادية خاصة ومغايرة لظروف مجتمعاتنا ... وعليه، فإن من واجب علماء الاقتصاد في بلادنا أن يتخلّوا عن عقدة آدم سميث وكارل ماركس وأن يبتعدوا عن الأسس التي قامت عليها النظم الفردية أو الجماعية، بحيث يستقل مجتمعنا بنظام اقتصادي إسلامي، ربّاني المنهج والهدف، أخلاقي الخصائص والصفات، نموذجي الواقع والتطبيق، مثالي الأهداف والغايات، أي نظام اقتصادي إسلامي فريد، ... إن من الخطأ أن يحاول بعض الاقتصاديين ممّن تأثّر بالعقلية الأجنبية أن يقرِّب اقتصادنا الإسلامي لأحد النظامين الاقتصاديين العالميين؛ الرأسمالي أو الاشتراكي، على أساس أن في اقتصادنا الإسلامي ما يقرّ الملكية ويبيح الغنى ويمنح الحرية؛ فهو رأسمالي الوجهة، كما أن في اقتصادنا الإسلامي ما يدعو إلى توزيع الثروات وعدم حصرها بأيدي الأغنياء والمصلحة الجماعية معتبرة فيه؛ فهو اشتراكي الوجهة، ونسوا أو تناسوا أن الملكية مقيّدة والغنى محمود مشروط، والحرية منضبطة، والتوزيع للثروات والدخول عادل، وليس كما هو الأمر في تلك النظم الاقتصادية، ومن هنا فإنني أطالب بإلحاح أن يكون لنا نظام اقتصادي إسلامي متميّز في مصادره وفي أحكامه وفي أهدافه وفي خصائصه عن النُّظم القائمة، يستمد منهجه من تعاليمنا الإسلامية ومقاصد ديننا الحنيف . اهـ . قال أبو معاوية البيروتي : ثم ذكر الدكتور أربعين مصنفاً مطبوعاً تبيّن بعض السبق الاقتصادي في الإسلام وتَكَلَّم على مضمونها، منها :
- الخراج، لأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم ( ت 182 هـ )
- الاكتساب في الرزق المستطاب، لمحمد بن الحسن الشيباني ( ت 189 هـ )
- الأموال، لأبي عبيد القاسم بن سلاّم الهروي ( ت 224 هـ )
- الأموال، لحميد بن زنجويه ( ت 251 هـ )
- التبصّر بالتجارة، لعمرو بن بحر الجاحظ ( ت 255 هـ )
- إصلاح المال، الجوع، وهما لأبي بكر ابن أبي الدنيا ( ت 281 هـ )
- أحكام السوق، ليحيى بن عمر الكناني ( ت 289 هـ )
- الحث على التجارة والصناعة والعمل، لأبي بكر الخلاّل الحنبلي ( ت 311 هـ )
- مسائل السماسرة، لأبي العباس عبد الله الإبيّاني ( ت 352 هـ )
- سراج الملوك، لأبي بكر محمد بن الوليد الطرطوشي ( ت 450 هـ )
- الأموال المشتركة، لشيخ الإسلام ابن تيمية ( ت 728 هـ )
- المناقلة والاستبدال بالأوقاف، لابن قاضي الجبل ( ت 771 هـ )
- البركة في فضل السعي والحركة، لأبي عبد الله جمال الدين الحبشي ( ت 782 هـ )
- الدوحة المشتبكة في ضوابط دار السكة، لأبي الحسن علي بن يوسف الحكيم ( ت 787 هـ )
- قُرَّة العين بوفاء الدَّين، للحافظ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي ( ت 806 هـ )
- مقدمة ابن خلدون، لعبد الرحمن ابن خلدون ( ت 808 هـ )
- نزهة النفوس في بيان حكم التعامل بالنفوس، لأحمد بن محمد ابن الهائم الشافعي ( ت 815 هـ )
- إغاثة الأمة بكشف الغمّة، شذور العقود في ذكر النقود، وهما لأحمد بن علي المقريزي ( ت 845 هـ )
- تحرير المقال فيما يحل ويحرم من بيت المال، لأبي بكر البلاطنسي الشافعي ( ت 936 هـ )
- التيسير في أحكام التسعير، لأبي العباس بن سعيد المجيليدي ( ت 1094 هـ )
- كشف القناع عن تضمين الصُنّاع، لأبي علي الحسن بن رحّال المعداني ( ت 1140 هـ )

475 -




__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #60  
قديم 05-02-2011, 09:39 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



475 - ذيول الكتاب الموسوعي " كشف الظنون عن أسماء الكتب والفنون " لمصطفى حاج خليفة ( ت 1067 هـ ) تزيد على العشرة، وقد طُبِع منها ثلاثة
ذكر هذه الذيول محمد خير رمضان يوسف في مقدمة تحقيقه لكتاب " السر المصون على كشف الظنون " ( ص 23 / ط . دار البشائر الإسلامية ) لجميل العظم ( ت 1352 هـ )، وهي :
- إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، لإسماعيل بن محمد الباباني البغدادي ( ت 1339 هـ )، وهو المطبوع المشهور، استغرق عمله فيه نحو 30 عاماً، وزاد على الأصل نحو 19000 عنوان، وفرغ منه سنة 1330 هـ .
- وذيل عليه طاهر الشهير بحنيف زاده ( ت 1217 هـ )، ويحتوي على زهاء 5000 كتاب، وطُبِع مع الكشف في ليبزغ .
- علّق آغا بزرك الطهراني على نسخته من " الكشف " المطبوعة سنة 1310 هـ، فقام بترتيب تعليقاته وتهذيبها والإضافة إليها محمد مهدي حسن الموسوي الخراساني، وطُبِعت بذيل " هدية العارفين "، وتاريخ المقدمة في 26 جمادى الآخرة سنة 1387 هـ .
- ضياء العيون على كشف الظنون، لعلي خيري بن عمر الخربوتي ( ت 1327 هـ )، بيّضه على حواشي نسخة من كشف الظنون ولم يتمّه، قاله في " الأعلام " ( 4 / 286 ) .
- سلوة القلب المحزون في تذييل كشف الظنون، لمحمد الصادق النيفر، قاله في " الأعلام " ( 6 / 161 ) .
- ذيل كشف الظنون، لمحمد بن محمد الخانجي البوسنوي ( ت 1364 هـ )، استدرك فيه على المؤلف، وزاد الكتب التي أُلِّفَت بعد موته .
- وذكر الأديب والخبير عبد العزيز الراجكوتي ( ت 1398 هـ ) في رحلته إلى خزائن المحفوظات أنه رأى ( لعلّه في استانبول ) في معنى كشف الظنون " التذكار الجامع للآثار " في مجلدة طويلة بائنة الطول، في عرض لا يناسبه !
ومن الذيول التي ذكرها محمد شرف الدين يالتقايا، وهو الذي عُنِيَ بتصحيح " كشف الظنون " وطبعه على نسخة المؤلف :
- أول ذيل عليه، لمحمد عزتي المعروف بوِشنَه زاده ( ت 1092 هـ )، وبقي في المسودة، وقد عرّبه جيلر شيخي إبراهيم المتوفى بمصر سنة 1189 هـ أثناء عودته من الحج .
- وممّن ذيّل عليه شيخ الإسلام عارف حكمت ( ت 1275 هـ ) إلى حرف الجيم .
- وذكر لشيخه إسماعيل صائب سنجر ذيلاً عليه، وهو مدير المكتبة العامة بالآستانة، ولم يتمّه، وما زال مخطوطاً، وقال آغا بزرك : توفي في أثناء الطبع سنة سنة 1360 هـ .
وذكر شهاب الدين المرعشي ذيولاً أخرى في مقدّمته للكشف :
- تكملة لنوعي أفندي ( ت 1201 هـ ) .
- عثمانلي مؤلفري، لمحمد الأرضرومي، وذكر فيه تآليف علماء الدولة العثمانية .
- وللأديب الحجازي أحمد عبد الغفور عطار ( ت 1411 هـ ) عمل أو أكثر يخص كشف الظنون، هو تحقيق أو نقد أو تذييل أو جميعها، ما زال مخطوطاً . اهـ .

476 – لو عاش بغل أبي لقعد طبيباً !!
قال أبو الحسن محمد بن الفيض الغساني ( ت 315 هـ ) في " كتاب أخبار وحكايات " ( ص 46 / ط . دار البشائر ) : كنتُ جالساً عند أحمد بن أبي العباس الصيدلاني، وهو أحمد بن هاشم التميمي، من أهل خراسان بالرَّمْلة ... وكان يُبصِر الطبَّ جدًّا، وكان له غلمانٌ يخدمونه في الحانوت، منهم : سعدون وبشير وغيرهما، فلمّا مات اتّخذ كلُّ واحدٍ منهم حانوتاً وجعل ينظر في الطب . قال أبو الحسن : فقلتُ لابنه جعفر بن أحمد ابن أبي العباس : يا أبا الفضل، غلمانُكم فلانٌ وفلان، فتحوا حوانيت وجلسوا ينظرون في الطب ! فقال لي : يا أبا الحسن، لو عاش بِرذون أبي لقعد طبيباً ! يعني أن غلمان أبي لم يكونوا يُحسنون من الطبِّ شيئاً .
قال أبو معاوية البيروتي : ولم أعثر على ترجمة لأحمد بن هاشم التميمي الصيدلاني .

477 – وصية المحدِّث الفقيه عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب لابنه
قال عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ( ت 145 هـ ) رضي الله عنهم لابنه محمد بن عبد الله بن حسن حين أراد الاختفاء من أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور : يا بني، إني مؤدٍّ إلى الله حقه عليَّ في نصيحتك، فأدِّ إلى الله حقه عليك في الاستماع والقبول، يا بني كفّ الأذى وأفضِ الندى، واستعن على السلامة بطول الصمت في المواطن التي تدعوك نفسك إلى الكلام فيها، فإن الصمت حسن على كل حال، وللمرء ساعات يضرّ فيهن خطأوه ولا ينفع صوابه، واعلم أن مِن أعظم الخطأ العجلة قبل الإمكان والأناة بعد الفرصة، يا بني احذر الجاهل وإن كان لك ناصحاً كما تحذر العاقل إذا كان لك عدواً، فيوشك الجاهل أن يورطك بمشورته في بعض اغترارك فيسبق إليك مكر العاقل، وإياك ومعاداة الرجال فإنها لا تعدم مكر حليم أو مبادأة جاهل .
" تاريخ دمشق " ( ترجمة عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب )

478 - ما الذي ثنى عزم الأمير شكيب عن شرح رسالة أبي بكر الخوارزمي إلى الشيعة بنيسابور ؟
قال محمد إسعاف النشاشيبي ( 1302 - 1367 هـ = 1885 - 1948 م ) في مقالٍ له بمجلة الرسالة عنوانه " في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب " أن أبا بكر الخوارزمي ( ت 383 هـ ) له رسالة عجيبة كتبها إلى جماعة الشيعة بنيسابور، وفيها إرشادات وأسماء كثيرة، ثم قال : أخبرني العلامة الأستاذ أمير البيان الأمير شكيب أرسلان أنه كان ينوي شرح هذه الرسالة، وقد ثناه عما نواه أن الشرح يشيع ناراً أشعلتها المذاهب والمقالات، ويزيد ( الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً ) تفريقاً، ويظلم كباراً لم يكونوا ظالمين، وكانوا خير مظاهرين لشائد هذا المجد، والأمير شكيب يستظهر رسائل الخوارزمي كلها، ذكر ذلك في إحدى مقالاته في جريدة " المؤيد " يوم سأله أحد الأدباء كيف وصل في الكتابة والأدب إلى هذه المرتبة العليا . اهـ . ( مجلة الرسالة عدد 5 / 2 / 1946 )
وقال شكيب في مقالٍ كتبه برومة في 8 / 3 / 1926 – ونشره الرافعي في كتابه " تحت راية القرآن " - : والكتاب الذي كتبه أبو بكر الخوارزمي لشيعة نيسابور أشهر من ( قفا نبكِ )، وليس بكتاب خاص أو رسالة مكتومة، بل هو خطاب لأهل بلدة كانت من أشهر البلاد، وفيه من السبِّ لمعاوية ما فيه، ومن النعوت لخلفاء بني أمية وبني العباس، والخوض في أعراضهم ما لا يرد في أقذع الجرائد . اهـ .
"أدب أمير البيان " ( ص 12 – 13 / ط . الدار القومية للطباعة والنشر )، لأحمد الشرباصي

479 –
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:17 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.